لبنان...هل يُسْقِط الاحتدام السياسي فرصة تشكيل الحكومة في لبنان؟... أوساط قرأتْ في هجوم باسيل «تغطية» لتَراجُع اضطراري..مجلس الشيوخ الأميركي يستهدف «حزب الله» و«حماس»...باسيل: التسوية مع «المستقبل» لم تعد كافية إن لم تتحوّل تساوياً في الحكم ومواجهة الفساد...سعيد يدعو لتشكيل «جبهة وطنية» لمواجهة وصاية إيران..إستبعاد أرسلان من الحكومة يجدد التوتر مع جنبلاط....فائض التوتُّر يطيح بـ مهلة الـ10 أيام.. والتأليف ينتظر!..الحريري يعلن التضامن مع السعودية.. و«القوات» تتهم باسيل بالعرقلة..بعلبك تحن إلى عودتها لحضن الدولة..

تاريخ الإضافة الإثنين 15 تشرين الأول 2018 - 7:10 ص    عدد الزيارات 2989    القسم محلية

        


هل يُسْقِط الاحتدام السياسي فرصة تشكيل الحكومة في لبنان؟... أوساط قرأتْ في هجوم باسيل «تغطية» لتَراجُع اضطراري..

بيروت - «الراي» .... رغم الاحتدام غير المسبوق في علاقة «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) وحزب «القوات اللبنانية»، والخشية من بلوغها مرحلة «حرْق المراكب»، لم تتعاطَ أوساط متابعة مع «الخشونة السياسية» بين الكتلتيْن المسيحيتيْن الأبرز في لبنان على أنها تشكّل «ضربة قاضية» لمناخ التفاؤل بإمكان تأليف الحكومة الجديدة في الأسبوعين المقبلين. ومن خلف «الهجوم الصاعق» الذي شنّه رئيس «التيار الحر» وزير الخارجية جبران باسيل على «القوات» من على منبر ذكرى اقتحام الجيش السوري للقصر الجمهوري في بعبدا في 13 أكتوبر 1990 في عمليةٍ عسكرية أسقطتْ العماد ميشال عون (كان دَخَل القصر العام 1988 رئيساً لحكومة عسكرية انتقالية قبل اعتباره متمرداً على الشرعية عقب إقرار اتفاق الطائف وانتخاب رئيس للجمهورية)، تلمّست الأوساط المتابعة إشاراتٍ بدتْ «حمّالة أوجه» وتحتمل تفسيرات «تراجُعية» في مسار التأليف «تحت ستار» الكلام «الناري». فباسيل تحدّث في الجانب «الهجومي» على «القوات» من دون تسميتها عن البعض «ممّن كانوا مجرمي حرب واليوم هم مجرمو سلم بفسادهم وكذبهم وعمالتهم (...) ويستدرجون الخارج لفرض مطالبهم المضخمة التي لا تعكس التمثيل السياسي والشعبي»، معلناً «يستقوون علينا بالاقتصاد والليرة وبحاجاتكم، وهذه نقطة ضعفنا، أمسكونا بنقطة ضعفنا، ويستحضرون كل شيء محرم أخلاقياً باللعبة السياسية، يستعملون الوسخ السياسي بالدعاية كي يحاصروا العهد»، قبل ان يؤكّد «سيكون الرد على محاولاتهم عرقلة تشكيل الحكومة وسنفشلهم بأننا سنشكل الحكومة، بما يعكس بالحد الأدنى نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، وسيكون عندنا حكومة قريباً، وهذا هو الانتصار بتأليف الحكومة، بعدما تأكدت نياتهم بعدم السماح بتأليفها». وتعاطتْ الأوساط المتابعة مع كلام باسيل على أنه ينطوي في جوهره على ما يشبه التمهيد للتراجُع خطوة وأنه يعكس قراراً «اضطرارياً» بولادة الحكومة وتصوير ذلك في ذاته انتصاراً على ما اعتبرَه مشروع إفشال العهد بمنْع تأليفها، لافتة الى أن اندفاعة رئيس «التيار الحر» تحتمل تفسيريْن ستكون الأيام القليلة المقبلة كفيلة بتظهير صحّة أي منهما. الأوّل ان الحكومة باتت وشيكة وأن عون حَسَم قراره بمنْح «القوات» ما يكفي من التنازلات التي ترضيها لجهة طلب تمثيلها بشكل وازن تحت سقف حصة الأربعة وزراء ومن ضمنهم منصب نيابة رئاسة الحكومة، فيكون باسيل يتعمّد إظهار الأمر على أنه تَنازُلٌ لإنقاذ العهد والبلاد ولو بحصول «القوات» على ما يرى أنها لا تستحقّه، ويحاول تالياً إحراج «القوات» في الشكل وفي الإخراج الذي تتخذه التسوية. والثاني أن ما سمعه عون وباسيل خلال اللقاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في يريفان يوم الجمعة، أكد المؤكد لجهة ضرورة تسريع ولادة الحكومة في ظل مخاوف المجتمع الدولي على الواقع اللبناني بحال استمر تأخُّر تأليفها خصوصاً على «الفرصة الذهبية» التي يشكّلها مؤتمر سيدر بملياراته التي تفوق 11 مليار دولار والتي يمكن ان «تطير» إذا لم تتشكّل سريعاً حكومةٌ تتولى ترجمة خريطة الطريق المطلوبة للاستفادة من مقرراته. وبحسب الاوساط نفسها، لو اتّضح ان كلام باسيل هو تمهيد لجولة تفاوض جديدة على تنازلات إضافية، فإن «مضبطة الاتهام» التي ساقَها ضدّ «القوات» معطوفةً على استعادة العلاقة بين الطرفيْن أجواء «التوتر العالي» على المنابر كما على مواقع التواصل الاجتماعي، تعني أن أي تقدُّم في الملف الحكومي لن يكون متاحاً قبل تبريد «جبهة» التيار - القوات بحيث لا يَظهر أي تراجُع على انه انتصار لفريق على آخر، رغم الخشية من أن يكون مستوى التراشق الذي شهدته الأيام الأخيرة مؤشراً الى «قطْع الجسور» بين جناحيْ «اتفاق معراب» بما يصعّب مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري. وتبعاً لذلك ومع انقضاء مهلة الأيام العشرة التي كان الحريري حدّدها كمهلة افتراضية لتأليف حكومته، تُبْقي الأوساط عيْنها على اقتناعها بأن فرصة الإفراج عن الحكومة في أكتوبر ما زالت قائمة انطلاقاً من «الموجبات» الداخلية الاقتصادية - المالية، والخارجية ذات الصلة بموجة العقوبات الأقسى على إيران ابتداءً من 5 نوفمبر ومصادقة مجلس الشيوخ قبل أيام على مشروع قانون فرْض عقوبات جديدة على «حزب الله» بات ينتظر توقيع الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليصبح نافذاً، ناهيك عن مجمل المناخ المتفجّر في المنطقة والتهديدات الاسرائيلية للبنان.

مجلس الشيوخ الأميركي يستهدف «حزب الله» و«حماس»

«العربية. نت» - مرر مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع، مشروعي قانونين يستهدفان «حزب الله» ومموليه ومسلحيه وداعميه، بالإضافة إلى من يساهمون في «حزب الله» وحركة «حماس» في استخدام الدروع البشرية. ويمنع القانون تمويل «حزب الله» خارج لبنان وداخله، ويسمح للحكومة الأميركية ملاحقة الحزب كـ «منظمة إجرامية دولية، وليس فقط إرهابية»، الأمر الذي يسمح للولايات المتحدة باستهداف الحزب ومموليه حتى في الدول التي لا تصنفه «منظمة إرهابية». وكان مجلس النواب صوت لمصلحة القانون سابقاً، ويتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بعد توقيع الرئيس دونالد ترامب عليه خلال أيام. أما مشروع القانون الخاص باستخدام «حزب الله» و«حماس» للدروع البشرية ففريد من نوعه، حيث إنه يتطلب من الرئيس فرض عقوبات على الأشخاص الذين يساعدون التنظيمات الإرهابية في استخدام الدروع البشرية. وستنتقل مسودة القانون إلى مجلس النواب ليصوت عليها. ويأتي هذان القانونان كجزء من حملة أميركية أوسع - بمشاركة الفرعين التنفيذي والتشريعي - لاستهداف إيران وأذرعها في الشرق الأوسط.

باسيل: التسوية مع «المستقبل» لم تعد كافية إن لم تتحوّل تساوياً في الحكم ومواجهة الفساد

بيروت - «الحياة»... شن رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، هجوماً عنيفاً على «القوات اللبنانية» من دون أن يسميها. وقال في احتفال مركزي نظمه التيار بعنوان «من البداية إلى اللانهاية»، في ذكرى 13 تشرين (أكتوبر) في فرن الشباك: «13 تشرين نهار مؤلم»، مؤكداً ان «الذي لم تقتله هزيمة 13 تشرين لن تقتله خسارة معركة أمام الفساد». وأشار إلى ان «كل يوم تساق بحقنا الافتراءات وتشن علينا الحملات بالفساد يكون أبشع من 13 تشرين وكل يوم تُنتزع منا الحقوق وتمس الميثاقية وتوضع العراقيل للحكومة والمشاريع وتنتزع الصلاحيات يكون 13 تشرين»، معتبراً أن «الفساد والظلم والتزوير وجه آخر لـ13 تشرين، وسنقاوم ذلك وننتصر بالنهاية».وأضاف: «في 13 تشرين 1990 كانت الحرب على العماد (ميشال) عون بالمدافع والطيران، وفي 13 تشرين 2018 الحرب هي بالإشاعات والأكاذيب»، مشيراً إلى «أنهم في 12 تشرين جرّبوا قتل العماد عون برصاصة واستشهد جوزف رعد ليخلّصه، واليوم يجرّبون قتل العهد، أي قتل البلد، بالكذبة، وبدنا [نريد] نخلّصه ولو بدّنا نستشهد سياسياً». وأردف: «ذاك كان اغتيالاً أمنياً، وهذا اغتيال سياسي، وفي الحالتين المرتكبون هم مجرمون، وهم تقريباً أنفسهم في الداخل والخارج. البعض كانوا مجرمي حرب بميليشياتهم، واليوم هم مجرمو سلم بفسادهم وكذبهم وعمالتهم». ولفت باسيل إلى أن «معركتنا لا تُختصر بوصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية بل نريد بناء الجمهورية، بعدالتها والشراكة المتناصفة بين مكوّناتها، شراكة بدأنا تحقيقها في رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي و «لازم نكمّلها في الإدارة». وقال: «اتفقنا مع حزب الله، والسيد صادق، عندما يلتزم يفي، والناس تنتظر منّا الفعل لكي تصدّقنا وتلتحق بنا، ولكي يكبر مجتمع الإصلاح على مجتمع الفساد». وأشار إلى «أننا مع حزب الله نجحنا في حماية لبنان، والآن علينا حمايته من انهيار اقتصادي محتمل إن لم نتجنّب ما يمكن ان يؤذي بلدنا مجاناً». ولفت إلى «أننا أقمنا مع المستقبل تسوية لم تعد كافية إن لم تتحوّل تساوياً في الحكم، وفي مسؤولية مواجهة الفساد. ومع القوات اتفقنا على مصالحة لن تكون كافية إن لم نعزّزها بشراكة عادلة في الحكم، فنحميها من انزعاج الآخرين، ونحصّنها من تخريبها بأنفسنا عبر منع موجات الحقد من لطمها، وعبر تعميم ثقافة المحبة بدل تنشئة شبابنا، على الماضي وأخباره». وأكد «أننا مصرّون على حكومة وحدة وطنية لنتحمّل متّحدين المسؤولية، وليس ليدخلها أحد استفادةً للسياسة والخدمات، ويعارضها من الداخل ليستفيد شعبياً وانتخابياً». وزاد: «مصرّون على حكومة الوحدة حتّى ينشق النفَس، شرط أن لا ينشّق البلد». ولفت إلى «أننا نريد الحكومة البارحة، ونحن ندفع الثمن غالياً من رصيدنا لتأخيرها، ومن يعيقها هو من يحاول إقحام الخارج في تأليفها، لا بل استجرار الخارج والاستقواء به لفرض مطالبه المضخّمة التي لا تعكس تمثيلاً نيابياً ولا شعبياً، ولا هي حق بمطلق الأحوال». وأكد أن «الرد على محاولات عرقلة الحكومة سيكون بتشكيلها، بما يعكس في الحد الأدنى نتائج الانتخابات الأخيرة». أضاف: «يهدّدوننا بالخراب الاقتصادي، ويشيّعون لانهيار الليرة ان لم يعطوا زيادة عما يستحقّون. أليس هذا استيلاء ميليشياوياً على جزء من الحكومة؟». وتابع: «تخيّلوا أنهم يستقوون علينا بالاقتصاد والليرة وحاجات الناس. يستحضرون كل شيء محرّم أخلاقياً في اللعبة السياسية، ويستعملون الوسخ السياسي في الدعاية ليحاصروا العهد بما يعتقدونه خطراً آنياً عليهم، وليسقطوا التيار بما يعتبرونه خطراً آتياً عليهم».

سعيد يدعو لتشكيل «جبهة وطنية» لمواجهة وصاية إيران

بيروت: «الشرق الأوسط»... دعا رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد، إلى «تشكيل جبهة وطنية تضم كل الذين يطالبون برفع وصاية إيران عن لبنان». وقال سعيد في سلسلة تغريدات نشرها في حسابه في «تويتر»: «يقدّم الوزير باسيل منطقا سياسيا متسلسلا أسس له الرئيس عون»، موضحاً أن هذه الآلية تقوم على مبدأ «نحمي سلاح (حزب الله) من مواقعنا المسيحية والسياسية، ويؤمن (حزب الله) لنا المقاعد والحماية والنفوذ». ورأى سعيد أن «كسر هذه الحلقة لا يتم من خلال تشكيل جبهة مسيحية بل جبهة وطنية تضم كل الذين يطالبون برفع وصاية إيران عن لبنان». واعتبر سعيد أن «حملة رفع وصاية إيران عن القرار الوطني دفاعاً عن الدستور وحفاظاً على العيش المشترك تبدأ نخبوية لتنتقل بعد فترة إلى أهليّة». وأضاف: «المفاجأة عندما يكتشف البعض أن الاعتراض على وصاية إيران على لبنان لا يقتصر على نخبة مسيحية أو مسلمة إنما هو اعتراض شعبي عارم وأهلي عابر للطوائف والمناطق». وكان «لقاء سيدة الجبل» يستعد لإطلاق خلوته السنوية تحت عنوان «رفع الوصاية الإيرانية عن القرار الوطني دفاعاً عن الدستور وحماية للعيش المشترك»، قبل أن يصطدم برفض فندق في بيروت استضافة الخلوة، بعد الاطلاع على عنوانها.

إستبعاد أرسلان من الحكومة يجدد التوتر مع جنبلاط

الشرق الاوسط...بيروت: وجدي العريضي... تجددت المساجلات بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي يرأسه النائب السابق وليد جنبلاط و«الحزب الديمقراطي» الذي يترأسه الوزير طلال أرسلان، وتصاعدت الحملات السياسية المتبادلة بين الطرفين على خلفية رفض جنبلاط توزير أرسلان وأن يكون الدرزي الثالث في الحكومة المرتقبة وسطياً لا يتبع أرسلان وليس مقرباً منه. وقالت مصادر سياسية متابعة لـ«الشرق الأوسط»، إن السبب الأساسي لعودة التصعيد السياسي بين جنبلاط وأرسلان يتمثل باستبعاد أرسلان من الحكومة المقبلة، وربما تخلي حلفائه عن توزيره إن كان من قبل «التيار الوطني الحر» أو «حزب الله»، إضافة إلى ما قاله الرئيس المكلف سعد الحريري خلال حواره المتلفز الأخير بما معناه، أنه من يقوم بالاتصالات وحلحلة العقدة الدرزية إضافة إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لافتة إلى أن الاتصالات تجري مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط. وقالت المصادر: «هذه العبارة تركت غضباً في صفوف البيت الأرسلاني ومحازبيه»، مشيرة إلى أنه بموازاة وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الحكومة المرتقبة وما آل إليه المخرج الذي سيعتمد على الخط الدرزي، «يظهر جلياً أن أرسلان خارج الحكومة والوزير الدرزي الثالث عدا عن الوزيرين المنتميين إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، سيكون مقرباً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيسين بري والحريري وجنبلاط، أي وسطياً»، مؤكدة أن استبعاد أرسلان وكما كان متوقعاً سيؤدي إلى حملات إعلامية وسياسية. وفي هذا السياق، يتساءل مصدر وزاري في اللقاء الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط»: لماذا على أرسلان أن يغضب ويطلق عبارات خارجة عن المألوف ويهدد ويتوعد، هل لأنه ترك له مقعداً نيابياً شاغرا في عاليه؟ في إشارة إلى المقعد الشاغر الذي تركه جنبلاط في عاليه من غير أن يرشح عليه أي مرشح. وقال المصدر: «احتراماً للناخبين من الطبيعي أن يتمثل الحزب الاشتراكي بثلاثة وزراء دروز، وهذا أضعف الإيمان لا سيما أن الناس قالت كلمتها في هذه الانتخابات والمسألة ميثاقية يقر بها الجميع، ولكن رئيس الحزب وليد جنبلاط وحفاظاً منه على وحدة الصف الدرزي والوطني والأوضاع الاقتصادية والمعيشية المزرية في لبنان، ومعاناة الناس في هذا الإطار قام بشجاعة وكعادته بتسوية لتسهيل التأليف للخروج من هذا النفق المظلم وتسهيل أمور الناس وعلى هذا الأساس جاء المخرج حول الدرزي الثالث». وقال المصدر: «نحن تركنا المسألة في عهدة الرئيسين بري والحريري»، لافتاً إلى أن «اللقاءات مستمرة ومفتوحة معهما»، مشددا على أن «رئيس المجلس النيابي رجل حكيم ونستمع إليه دوماً ونأخذ برأيه، وهذا ما يحصل في كل المحطات، من هذا المنطلق على أرسلان أن يهدأ ويخفف غضبه لأن المطلوب فتنة على الساحة الدرزية بطلب من بشار وماهر الأسد ونحن ندرك ما يخطط وما يعد منذ فترة طويلة من محاولات بائسة ويائسة لتحجيم وليد جنبلاط من خلال القانون الانتخابي وأثناء الانتخابات وصولاً إلى تشكيل الحكومة». وأكد المصدر الوزاري «أننا فوتنا الفرصة على هؤلاء، ولهذه الغاية تحدث جنبلاط عن التسوية بشجاعة ولن نقبل أو نسمح بأي إشكالات أو خلل أمني في الجبل أو على المستوى الوطني لأن كل أبناء الجبل أهلنا ولأي جهة سياسية انتموا». وكشف المصدر المذكور، عن اتصالات بالغة الأهمية ستجرى خلال اليومين المقبلين «لأن المتابعة من قبل موفدي رئيس الحزب التقدمي ورئيس اللقاء الديمقراطي باتجاه الرئيس بري والرئيس المكلف سعد الحريري هي شبه يومية، ولكن لا يمكننا حسم الأمور حيث ما زالت المشاورات جارية وقطعت شوطاً متقدماً». وتتحدث المعلومات المتوفرة من قبل المولجين بالاتصالات على خط التأليف حول نوعية الحقائب، عن أن المحسوم حتى الآن أن يتمثل الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي بوزيرين هما النائبان أكرم شهيب ووائل أبو فاعور أما نوعية الحقائب فحقيبة الزراعة هي شبه محسومة أما الثانية فالاتصالات جارية حولها، وهناك ميل جنبلاطي لإسناد حقيبة التربية للحزب واللقاء الديمقراطي على اعتبار أن تجربة الوزير الحالي مروان حمادة كانت ناجحة وممتازة وهذا ما يردده الحزب واللقاء على اعتبار أن حمادة استطاع أن يؤمن للقطاع التعليمي سلسلة الرتب والرواتب وكذلك إدراج مشروع تبناه اللقاء الديمقراطي وهو «التعليم المجاني في الثانويات وفي المدارس المهنية والمعاهد الفنية الرسمية»، فضلاً عن إنجازات أخرى سبق وتحققت.

كنعان: نجاح العهد فرصة أخيرة لبناء الدولة

بيروت: «الشرق الأوسط».. اعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان، أن نجاح العهد «فرصة أخيرة لبناء الدولة». ورأى كنعان أمام أبناء الجالية اللبنانية في لندن، أن «أسهل طريق للاستثمار في لبنان هو بتسويق أفكار جيّدة من خلال أناس يتمتعون بالكفاءة والإيجابية»، قائلاً «هذا العهد ليس عهد شخص، بل هو عهد كل اللبنانيين، ونجاحه هو نجاح لهم جميعاً، وهذه الفرصة الأخيرة لبناء الدولة ونتعاون جميعاً للحفاظ على الوطن والوصول إلى النتائج التي نريد». وقال كنعان، إن دور السفارة اللبنانية في لندن في انعقاد «المؤتمر البريطاني اللبناني للاستثمار في لبنان» في ديسمبر (كانون الأول) المقبل «يشكّل خطوة رائدة وجديّة في الاتجاه الصحيح، وتستأهل كل دعم وأوسع مشاركة، ونتمنى لها النجاح».

فائض التوتُّر يطيح بـ مهلة الـ10 أيام.. والتأليف ينتظر!

الحريري يعلن التضامن مع السعودية.. و«القوات» تتهم باسيل بالعرقلة

اللواء.... الشيء الثابت ان المساعي لتأليف الحكومة قائمة على قدم وساق، على الرغم من «فائض» التوتر السياسي، سواء على لسان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، أو سواه من السياسيون، الذين يمترسون تحت رمال واكداس صناديق الاقتراع، التي بعضها جيء به إلى المجلس الدستوري على خلفية الطعن من هذا المرشح الخاسر أو ذاك ليعلنوا على الملأ ان تمثيلهم يخولهم الحصول على هذه النسبة من الوزارات، وهذه النوعية من الحقائب.. والشيء الثابت، في ضوء ما يجري ان الرئيس المكلف سعد الحريري بات مطلباً إقليمياً ودولياً لتأليف الحكومة، وسط اشتداد أزمة قيد التشكل تتعلق ببرنامج الحكومة، وبالعلاقات اللبنانية - السورية، في ضوء القرار الأردني - السوري المشترك بإعادة فتح معبر نصيب، صلة الوصل، والمعبر الحيوي البري للبضائع والمنتوجات اللبنانية إلى العالم العربي وافريقيا. المعلومات تلتقي عند ان الرئيس المكلف سيزور بعبدا اليوم، مع انتهاء مهلة الايام العشرة التي حددها في اطلالته التلفزيونية الخميس في 4 ت1 الجاري. ورجّح مصدر مطلع ان يحمل معه مسودة حكومة، تراعي الأسس التي اعتمدها لجهة ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية، تبدو مطلوبة في هذه المرحلة، للشروع بإجراءات اقتصادية وإدارية ومالية تبدو ضرورية لوضع مقررات «سيدر» موضع التنفيذ، حفاظاً مع ما تعتبره فرنسا مكاسب للبنان، لا يجوز الاطاحة بها.. ولم يستبعد مصدر مطلع ان تأخذ المشاورات الجارية بعض الوقت، مشيراً إلى تعقيدات ما تزال تعترض الحكومة، وستؤدي إلى استمرار تأخيرها، ما لم يُبادر رئيس الجمهورية إلى الحد من معايير باسيل، التي تؤثر سلباً على جهود التأليف. واعتبر المصدر أن ما يجري في المنطقة من شأنه ان يعطي الفرصة للنفاذ إلى الخروج من المأزق الحالي، وعدم البقاء في دائرة التأثر سلباً أو إيجاباً بالمناخات السياسية والاقتصادية الضاغطة على العلاقات والنظام الإقليمي - الدولي في الشرق الأوسط. وفي هذا الاطار، اكد الرئيس الحريري تضامنه مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الحملات التي تستهدفها، وقال في تصريح له اليوم: أن المكانة التي تحتلها السعودية في المجتمعين العربي والدولي يضعها في مصاف الدول المركزية المؤتمنة على استقرار المنطقة ونصرة القضايا العربية، والحملات التي تنال منها تشكّل خرقاً لهذا الاستقرار ودعوة مرفوضة لجر المنطقة نحو المزيد من التطورات السلبية.

إنتهاء مُهلة الأيام العشرة

سياسياً، انتهت أمس، مهلة الأيام العشرة التي كان الرئيس المكلف سعد الحريري قد حددها لولادة الحكومة العتيدة، من دون ان تطرأ أية حلحلة على مساعي إخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة، وبدا ان كل المساعي والجهد والاتصالات التي حصلت خلال الأيام العشرة، ومنها ضخ أجواء تفاؤلية لم يكن لها ترجمة فعلية على أرض الواقع بعد، بفعل الخلافات المشحونة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» والتي يبدو انها تجاوزت الصراع على الحصة الحكومية، بحيث باتت تحتاج إلى تفاهم جديد بين الطرفين يتجاوز «تفاهم معراب» حول «تقاسم جبنة السلطة» إلى تكريس حالة من المصالحة المسيحية الحقيقية، إذا ارتؤي لهذا العهد الذي جاء بتسوية سياسية شاركت فيها «القوات» مع تيّار «المستقبل» ان ينطلق حقيقة، وان يحقق طموحاته بالاصلاح والتغيير، والا فإنه سيبقى أسير التجاذبات والمماحكات حول الاحجام والحصص، حتى ولو نجح الرئيس المكلف في تأليف حكومة، بتركيبة وسطية «بالتي هي أحسن» أو «أفضل الممكن»، فلن تستطيع هذه الحكومة ان تنتج في ظل استمرار «النكد السياسي» الذي يطبع العلاقات بين أطرافها. وفي تقدير مصادر سياسية، ان رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل لم يكن موفقاً بالمطلق في ان يصوب معظم خطابه في احتفال التيار بذكرى 13 تشرين 1990 باتجاه «القوات» ويلصق بها أبشع النعوت والصفات إلى حدّ اتهامها بالاغتيال السياسي للعهد، من خلال تشبيه 13 تشرين 1990 الذي كان هدفه اغتيال العماد ميشال عون بـ13 تشرين 2018، رغم ان العماد عون أصبح رئيساً للجمهورية، ويحتاج إلى التفاف جميع اللبنانيين حوله، باعتباره الأب الذي يجمع ولا يفرق، يصون ولا يبدد، يحمي الكل بحكم كونه حامي الدستور ورئيس البلاد، لا ان نضعه طرفاً أو جزءاً من صراع سياسي بين شقيقين. وبحسب هذه المصادر، فإنه إذا كان باسيل يريد تعبئة المنتسبين الجدد إلى التيار وعددهم بحسب قوله يبلغ 5 آلاف منتسب، من خلال تجييشهم ضد خصمه السياسي، فإن ذلك يفترض ان لا يكون من خلال إقحام رئيس الجمهورية في هذا الصراع، فضلاً عن توريط رئيس الحكومة المكلف في جانب آخر منه، بحيث يؤدي ذلك إلى تعطيل كل مساعي تأليف الحكومة. وتساءلت: كيف يتوازى إصرار باسيل على الإتيان بحكومة وحدة وطنية وقوله ان التسوية التي أجراها التيار مع تيّار «المستقبل» لم تعد كافية، وما هو المطلوب من الرئيس الحريري، لكي تتحوّل التسوية إلى تساو في الحكم وبالمسؤولية في مواجهة الفساد، بحسب قول باسيل، وهل يكون ذلك بإعلان الطلاق مع «القوات»؟ وبإتهامه بالتقصير حيال الفساد. ثم ما معنى قوله ان المصالحة مع «القوات» لن تكون كافية إذا لم نعززها بشراكة عادلة بالحكم؟ وكيف تكون هذه الشراكة، إذا كان الطرف الثاني في هذه المصالحة «مجرم حرب في ميليشياته» في 13 تشرين 1990، وهو اليوم «مجرم سلم بفساده وكذبه؟»، بالإضافة إلى اتهامه باعاقة تأليف الحكومة من خلال إقحام الخارج، لا بل استجرار هذا الخارج والاستقواء به لفرض مطالبه المضخمة التي لا تعكس لا تمثيلاً نيابياً ولا تمثيلاً شعبياً؟، وهو ما ردّ عليه لاحقاً رئيس «القوات» سمير جعجع، معتبراً نتائج الانتخابات الطلابية التي جرت في ثلاث جامعات بأنها عينة صغيرة عن التمثيل الشعبي التي تمثله «القوات»، داعياً الوزير باسيل الذي سماه بالاسم إلى ان يسمع ذلك. وخلصت إلى القول بأنه ولكن في حال تجاوز الرئيس المكلف الخلاف بين «التيار والقوات» - وهو خلاف يتجاوز موضوع تشكيل الحكومة الى الصراع على الشارع المسيحي والسلطة وصولا الى رئاسة الجمهورية لاحقا- وانجز تشكيل الحكومة، فإن استمرار هذا الصراع قد ينعكس سلبا على عمل الحكومة الجديدة لاحقا تعطيلا وعرقلة وكيدية سياسية تعيق انطلاقة الحكومة والعهد بالشكل الذي يتمناه كلّ من الرئيسين عون والحريري.

لقاء جديد في بعبدا

على كل حال، فإن نهاية الأسبوع لم تحمل أي جديد على صعيد مسار تأليف الحكومة، باستثناء الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الحريري بالرئيس عون مهنئاً اياه بسلامة العودة من يريفان بأرمينيا، بعد مشاركته في القمة الفرنكوفونية، مشيداً بالكلمة التي ألقاها عون امام القمة، والتي قال الحريري انها «تعبر عن رسالة لبنان في تعزيز الحوارات». واكتفت مصادر قصر بعبدا لـ«اللواء» بالتأكيد انه جرى بالاتصال الهاتفي الاتفاق على عقد لقاء بينهما هذا الأسبوع، من دون ان تشاء إضافة إلى معطيات عن الملف الحكومي بانتظار اللقاء. ونفى مصدر مقرّب من الرئيس الحريري صحة ما تمّ تداوله من تسريبات في بعض الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي حول تشكيلات مفترضة للحكومة والتي ذهب البعض إلى حدّ وضع أسماء مرشحين للحقائب موزعاً هذه الحقائب على الفرقاء السياسيين، وأكد المصدر ان الرئيس المكلف لم يصل في مشاوراته حتى الآن إلى مرحلة طرح الأسماء وجوجلتها. إلى ذلك، أفادت بعض المعلومات ان الرئيس عون تداول خلال الرحلة الجوية من بيروت إلى أرمينيا ذهاباً واياباً مع مستشار الحريري الوزير الدكتور غطاس خوري في ملف التشكيل والمقترحات الممكن ان ترسو عليها التشكيلة قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيسين. وأكدت هذه المعلومات ان الصيغة التي يعدها الحريري باتت شبه منجزة وستعرض على الرئيس عون قريباً، رغم الجو السياسي المشحون نتيجة تصاعد الخلاف والسجالات والحملات بين «التيار» و«القوات» والذي يوحي بعدم الاتفاق على الحصص وتوزيع الحقائب، وهو أمر يجعل القرار بيد الحريري حصراً من أجل دوزنة التركيبة الحكومية بما يضمن التوازن الذي يرتئيه فيها. وفي السياق، اعرب عضو تكتل لبنان القوي النائب ادغار طرابلسي عن اعتقاده لـ«اللواء» ان الملف الحكومي اصبح في المربع الاخير ولم يعد الى المربع الأول متوقعا انفراجات في الايام المقبلة. ونفى النائب طرابلسي وجود اي نية «للتيار الوطني الحر» بالعرقلة واصفا هذا الاتهام بالباطل وقال انه يدعم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن. وعما اذا كان التيار يتمسك بحقيبة الاشغال العامة اوضح ان التيار يملك رؤية في هذا القطاع ولا يمكن ان يحرم من حقائب خدماتية ويحصل غيره من هو اقل حجما عليها. ولفت الى ان التيار متمسك بمعايير تأليف الحكومة ومرن في توزيع الحقائب على ان يكون هذا التوزيع عادلاً. وسأل ما المانع من حصول التيار على الاشغال او اي حقيبة توازيها أهمية؟. تجدر الإشارة إلى ان النقاش بات محصوراً حالياً حول عدد من الحقائب الخدماتية والاساسية التي يريدها اكثر من طرف (الاشغال والتربية والعدل والشؤون الاجتماعية والصحة)، لا سيما القوى المسيحية الثلاث التي ستشارك في الحكومة، «التيار» و«القوات» و«المردة»، فيما تؤكد مصادر مقربة من الرئيس نبيه بري ان ما سمي العقدة الدرزية باتت شبه محلولة لكن ربطا بحل عقدة التمثيل المسيحية. واتهم نائب رئيس حزب «القوات» النائب جورج عدوان قال: القضية كلها الآن بيد الرئيس عون. واعتبر عدوان ان الوزير باسيل هو المعرقل.. ودوره الذي يأخذه لا يخدم رئيس الجمهورية، ولا تأليف الحكومة.

خلافة ملاك

على صعيد آخر، يحال اليوم على التقاعد رئيس الأركان العامة في الجيش اللواء الركن وليد ملاك لبلوغه السن القانونية، من دون ان تتمكن الحكومة من تعيين بديل له، بسبب تعذر تشكيل حكومة جديدة، ولأن حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها القيام بإجراء من نوع تعيين في وظائف الفئة الأولى. وبسبب هذا الوضع الشائك، فإن قائد الجيش العماد جوزاف عون سيقوم هو بمهمات رئيس الأركان، طوال الفترة التي يتعذر فيها تعيين رئيس أركان أصيل، علماً ان قانون الدفاع لا يجيز انتداب أي ضابط برتبة عميد للقيام بمهام رئيس الأركان بالتكليف.

بعلبك تحن إلى عودتها لحضن الدولة.. الأهالي كسروا حاجز الخوف وأعلنوا عن ضيقهم من الفلتان فكانت الخطة الأمنية..

الشرق الاوسط...بعلبك (شرق لبنان): سناء الجاك.. تحاول مدينة بعلبك عاصمة البقاع الشمالي التفلت من حاضرها، كأن بها رغبة بالعودة إلى عصرها الذهبي في ستينات وسبعينات القرن الماضي. هذا ما تشي به الإقامة في فندق بالميرا الذي شيده عام 1872 المهندس اليوناني ميمكاليس باركلي المطل على الأعمدة التاريخية في المنطقة الرومانية. وهذا ما يكرسه موظفان في الثمانين من عمرهما يتوليان الخدمة. هما في الفندق منذ خمسينات القرن الماضي، كما يقول أحدهما، أحمد كساب، لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «كان في المدينة أربعين سيارة وخمس باصات و10 سيارات تاكسي أميركية. أجرة ركوب الباص إلى بيروت ربع ليرة. وأجرة التاكسي الأميركاني ليرة كاملة». تحط الرحال في غرفة جان كوكتو. هنا نام الكاتب والمصمم والكاتب المسرحي والفنان والمخرج عام 1960. وهنا رسم على الجدار وجهاً مع «تحية ودية» وترك لوحة لمسرحية «الآلة الشيطانية» التي قدمها في مهرجانات المدينة الدولية بالاشتراك مع الممثلة جان مورو. وأودع كلمات جاء فيها: أليست الشرفة الغامضة لبعلبك التي يفترض أن يرحل منها البشر نحو النجوم، هي المكان المثالي لإقلاع الشاعر ومداه. تشعر أنك في ضيافته أو أنت دخيل عليه. ذلك أنك تبحث عن بعلبك التي لم يعرفها. فقد عرف بعلبك عندما كانت تعبق بسحر تاريخها وتتحضر للازدهار لتحتل مكانة تليق بها. يدل على ذلك المجد الغابر للفندق، الذي بدأ يتداعى ويتساقط طلاء الجدران في قاعاته وغرفه. لا تجديد ولا صيانة. والسبب هو ما سيطالعك عندما تغادره باتجاه شوارع المدينة وناسها، حيث تطغى الأعلام السود في ذكرى عاشوراء والثياب السود التي تشكل زياً موحداً للعابرين من نساء ورجال. تترك المجد الغابر للفندق فأنت لا تريد أن تقع ضحية الازدواجية بين كل هذا الشعر والسحر والفن والعظمة مقابل ما سوف يتكشف لك بعد حوارات مع أهل المدينة الذين يتابعون نتائج الخطة الأمنية بحذر، لأن تجاربهم السابقة برهنت لهم أن حياتهم هنا محكومة بالقمع والخوات والتهريب ونهب المال العام والموارد الطبيعية. وأن الخطط الأمنية تبقى مرحلة عابرة لامتصاص النقمة الشعبية أو الإيحاء بأن الدولة تقوم بواجباتها في حين أن الآمر والناهي في المدينة معروف. أحد الظرفاء قال: «إنه لم يعد يستطيع النوم، لأن الناس تعودوا أزيز الرصاص، الذي خفت مع وجود الجيش في شوارع المدينة»، مضيفاً: «صدقاً نحن نحب الدولة لكن المطلوب منها أن تحبنا بالمقابل». ملاحظتان تستوقف زائر بعلبك - الهرمل، الأولى أن حاجز الجيش عند مدخل الفندق، ينسحب عناصره مساءً، ليحل مكانهم عناصر من «حزب الله»، ويقطعون الطريق في الاتجاهين، خلال إحياء مراسم عاشوراء في إحدى الحسينات وسط بعلبك. والثانية هي السجائر، فثمنها في بعلبك أقل منه في بيروت. ولدى السؤال عن السبب يجيب البائع بثقة وبصوت عالٍ ومن دون أي إحراج: لأنها تهريب. يقول فؤاد لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخطة الأمنية صفر. لكن كان من المفترض القيام بها لاسترضاء أهالي بعلبك - الهرمل بعدما كسروا حاجز الخوف وأعلنوا عن ضيقهم من الفلتان الأمني الذي يحظى بغطاء من قوى الأمر الواقع». وفؤاد ليس اسماً حقيقياً، كذلك معظم الأسماء التي تدلي بشهادتها، لأن التحفظ على الهويات هو الشرط الأول للحديث. لا يوافق علي، ولا يستطيع أن يكبت غضبه. يقول: «الإنماء حصل على صعيد الطرق والبنى التحتية. وهناك معمل لفرز النفايات. الأحوال تتحسن. وإن بقيت غير كافية. والتقصير من الدولة وليس من حزب الله الذي يحاول أن يسد الفراغ الاقتصادي والأمني بكل ما أوتي من قدرة. لولاه لكانت أوضاعنا كارثة».
ولاءات وانعدام الخدمات
علي يشير إلى أن من يعتمد على حزب الله اقتصادياً يقارب 20 في المائة يحصلون على رواتب شهرية من خلال عملهم في مؤسسات الحزب، وهناك 50 في المائة يتلقون مساعدات لقاء الولاء والتأييد والمشاركة في كل ما يتعلق بالحزب. هذا عدا المساعدات المتفرقة وبطاقات «نور» التي تؤمن لحاملها حسومات كبيرة لشراء مختلف السلع. عندما لا يجد المواطن مورداً يصبح المورد «حزب الله». يوافقه صاحب مكتبة، فيوضح أن ثلث زبائنه يشترون الكتب والقرطاسية لأولادهم مع بدء العام الدراسي ببطاقات «نور» التي يقدمها الحزب إلى الأهالي. رئيس البلدية السابق غالب ياغي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لدى أهل بعلبك - الهرمل موجة عالية من السخط، فخلال 25 عاماً لم يقدم الحزب ومعه حركة أمل شيئاً للمنطقة. لذا نلاحظ الجهود الحالية لوضع الشيعة في معركة مع الطوائف الأخرى وإيهامهم بأنهم مستهدفون. ويا غيرة الدين». ليستدرك: «هم يملكون السلاح والمال ويتحكمون بالمنطقة، لكن الناس تنتخبهم. النق جارٍ لكن لا موقف». ويضيف ياغي أن «النقمة يرتفع منسوبها بين حين وآخر. فقد تم تعيين 70 شيعياً من الجنوب في جهاز أمن الدولة ولم يعين أحد من بعلبك - الهرمل، مما أثار حفيظة الأهالي الذين يتهمون الثنائي الشيعي بأنه السبب في الأزمة الاقتصادية وتشريع الفلتان الأمني، الجميع يعرف أن الزعران لديهم غطاء لم يتوقف نهائياً لكنه خف كثيراً. ونتمنى أن يدوم بوجود الجيش مع الخطة الأمنية». ويوضح ياغي أن قوى الأمن تخاف قمع المخالفات. لأن من يملك النفوذ والغطاء لا يخضع للقانون. بالتالي كل ما يحصل هباء. الحل هو بقيام الدولة. إذ لا يزال من هو خارج الدولة يقوم بما يقوم به رغم الخطة الأمنية». حتى المؤيدين للحزب أو حركة أمل يتحدثون عن تجاوزات. «فالقوى الأمنية توقف أحدهم، يأتي قرار بإخراجه. وكأن الكلام عن رفع الغطاء قرار فاضي. وغالباً ما يستنجد الذي يتعرض إلى تهديد واعتداء بالقوى الأمنية. إلا أنها لا تأتي إلا بعد فوات الأوان. هذا إذا لم تتعرض إلى إطلاق نار على عناصرها». فرض الخوات على الناس ظاهرة يصفها التجار بالكارثة. يقول أحدهم: «بعد دخول الجيش توقفت عصابات فرض الخوة. هم الآن يشعرون بالتهديد لوجود الجيش. إذا خفت قبضة الجيش تعود الخوات». حديث النقمة يجب أن يتم من دون شهود، لذا يستدعي الحوار تغيير الأماكن في المقهى بعيداً عن أسماع الفضوليين، كما يقول محاوري، مضيفاً: «أمن مفقود يعنى استقرار مفقود. كان أهل بيروت يحبون قضاء عطلهم في رأس العين. اليوم يقاطعون المنطقة خوفاً من سلب سياراتهم على الطريق. حتى ابن بعلبك الذي يعيش في بيروت، صار يخاف، فيتجنب الحضور ما لم يكن مضطراً». ويضيف: «ظاهرة أخرى تقلق صغار التجار الذين يقعون في قبضة عصابات تتاجر بالكبتاغون والأبيض التي تعطي المحتاجين منهم ديوناً مع فوائد كبيرة، ثم تصادر تجارتهم بعد تراكم الفوائد وتستخدم هذه المتاجر لتبييض الأموال».
شد عصب عشائري وطائفي
يقول الناشط السياسي حسين الحاج حسن لـ«الشرق الأوسط» إن «من يمشي في شوارع بعلبك، يلاحظ أن كل خمسة أمتار هناك مظاهر استرضاء للناس، ومحاولة شد العصب من خلال الشحن الطائفي والمذهبي. الانتخابات كانت المفصل الذي أشار إلى حالة التململ، حتى الساعة الخامسة عصرا في يوم الانتخابات ظهرت الأزمة واضحة، وصولا إلى التمديد والحشد واللعب بالأصوات، ومجرد وجود ثلاث لوائح في وجه لائحة الثنائي الشيعي أمر لم يكن يحصل سابقاً. كما أن الكلام على وسائل التواصل الاجتماعي يشير إلى أن نفوذ الثنائي الشيعي لم يعد كما كان». لكن صديق حسين لا يوافقه. هو يعتبر أن الحزب تمكن من استعادة ساحته وشد العصب. يقول: «ربما الضائقة الاقتصادية هي السبب. لكن الأمور لن تبقى على ما هي عليه، لأنهم لا يريدون تغيير الأوضاع. قدمنا مشاريع زراعات بديلة وحصلنا على عدة آلاف من شتل الزيتون كبديل عن زراعة حشيشة الكيف، لكن لا أحد يريد أن يسمعنا. كما أنهم نقلوا المحافظة من داخل بعلبك إلى جرود بعلبك. اختاروا عقاراً في الجرد وأبرموا صفقة لقطعة أرض عادة لا يتجاوز ثمنها 300 ألف دولار، لتباع إلى الجهة المانحة التي تساهم في بناء المحافظة بـ8 ملايين دولار». يدخل جهاد على سياق الحديث، فيقول: «هناك مضاربات عقارية ولعب على الوتر الطائفي. ثكنة غورو وسط المدينة، تركها الجيش، وسكنها مهجرون لبنانيون. مساحتها 25 ألف متر تصلح لتجميع إدارات الدولة وفيها مواقف لركن السيارات مما يحل مشكلة السير. وفيها 600 مهجر، أنجزت دراسة لدفع تعويضات لهم مقابل إخلائهم الثكنة. اعترض حزب الله وحركة أمل، صار عدد المهجرين 1200 ثم ارتفع إلى 2400 ثم طوي الملف ووقف المشروع، وبقيت الثكنة بؤرة لكل الآفات التي يمكن تصورها». وفي حين يعتبر جهاد أن الحديث عن انحسار سيطرة الثنائي الشيعي عن المنطقة هو حلم وأمنية ذاتية. يقول: «التململ يجب أن يتحول إلى فعل. المطلوب أن يدعم الأهالي المشاريع الإيجابية التي لا تهدف إلا إلى تحسين أوضاعهم، كما هي الحال في مساندة التحرك لإنقاذ مياه ينابيع رأس العين من السرقة. الموضوع ليس سياسيا هو موضوع مياه وإنماء. هناك حجم أعمال بقيمة 25 مليار ليرة ومشروع شبكة عملية بتمويل من البنك الدولي. سلمه البنك إلى مصلحة المياه مع تقديم دعم تكنولوجي، وساهم في تمويل عقد تشغيل لشركة خاصة لأن مصلحة المياه لا تستطيع القيام بالعمل. المشغل يقبض ولا يقوم بشيء. فقد تم حفر أربعة آبار على حوض رأس العين. وبدأ بيع المياه الذي يجب أن تصل إلى الناس. والقيمون على المشروع يتقاسمون الأرباح، ومع هذا لم يتحرك المزارعون المتضررون من نضوب ينابيع رأس العين التي تسقي بساتينهم. تم رفع دعوى، لكن هناك مماطلة لأن الدعوى بيد قوى الأمر الواقع». ولا تنتهي مشكلات بعلبك. لكن يبقى البكاء على أطلال المجد الغابر. يقول الموظف في فندق بالميرا أحمد كساب: «رأس العين كانت مثل الغابة اليوم أصبحت صحراء». رزق الله على أيام زمان، كانت بعلبك في عزها في عهد الرئيس كميل شمعون. كان يأتي مع مرافق واحد هو سائقه، يجلس مع العمال يأكل معهم الكوسا بالبرغل. وكانت فيروز تحضر ومعها فرقة مؤلفة من 120 شخصاً لتقديم الليالي اللبنانية في المهرجانات. كلهم أقاموا في «بالميرا»، كذلك فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وغيرهم، أم كلثوم كانت تتعشى في «بالميرا» وتذهب لتنام لدى صديقتها بديعة مصابني في «شتورا». كل لبنان يتحسن إلا بعلبك. أصبحت أسوأ مما كانت عليه في خمسينات وستينات القرن الماضي.

 



السابق

مصر وإفريقيا...القطن المصري يصارع من أجل البقاء..مصر تستعد لنقل أهالي رفح إلى مدينة جديدة ...السيسي إلى روسيا خلال يومين..أفورقي يجري زيارته الثانية لإثيوبيا..حفتر يؤكد جاهزية قواته لتأمين الانتخابات... ويتأهب لـ«تحرير طرابلس»...حبس 5 جنرالات من الجيش الجزائري بتهم فساد..."إيلاف المغرب" تجول في الصحف اليومية الصادرة الاثنين..

التالي

أخبار وتقارير...إسرائيل تسعى لإبرام اتفاق يحتوي الأزمة مع روسيا ......الصين تفاجئ العالم بـ"ملاك الموت".. الطائرة النووية المقاتلة...الرئيس الأميركي يروج لسياسة فصل العائلات من جديد...ترامب يلمح لإقالة وزير دفاعه: ماتيس ديموقراطي نوعاً ما..وزير الخارجية البريطاني: التوصل لاتفاق حول بريكست «أساسي» لأمن أوروبا..«طالبان» ترفض التعهد بوقف النار أثناء الانتخابات..أفغانستان: عشرات بين قتلى وأسرى بعد هجمات «طالبانية» على قوات أمن..هولندا تخوض «حرباً معلوماتية» مع روسيا ..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,073,147

عدد الزوار: 6,751,469

المتواجدون الآن: 113