لبنان ... الحريري يستأنف مشاورات التأليف اليوم.. بمباركة ودعم سعوديين..ورقة المقترحات تجعل «القوات» أمام إمتحان دخول الحكومة.. وعُقدة سنّة 8 آذار عالقة.....الحريري في ضيافة الملك سلمان وولي العهد.. وحسم التأليف ينتظر لقاء الرئيسين...بري لمس مسحة تفاؤل من كلام الحريري..

تاريخ الإضافة الخميس 25 تشرين الأول 2018 - 7:19 ص    عدد الزيارات 2918    القسم محلية

        


الحريري يستأنف مشاورات التأليف اليوم.. بمباركة ودعم سعوديين..

ورقة المقترحات تجعل «القوات» أمام إمتحان دخول الحكومة.. وعُقدة سنّة 8 آذار عالقة...

اللواء... عشية عودته إلى بيروت، لاستئناف مشاورات تأليف الحكومة اليوم، حمل الرئيس المكلف سعد الحريري تفاؤله بتأليف «حكومة عمل واستعادة لثقة المواطن بدولته»، إلى منتدى مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية. واعتبر الرئيس الحريري، في حلقة حوارية حول «مستقبل الاقتصاد العربي» إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان وولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد ان لبنان يواجه تحديات كبيرة، وهذه الحكومة التي نشكلها اليوم هي حكومة وفاق وطني.. وعزا الرئيس الحريري التأخير الحاصل اليوم في تشكيل الحكومة ليس الا لإنجاز حكومة تلامس تمنيات المواطن اللبناني.. مضيفاً: «ما فينا نحكم في لبنان مثل ما كنا نحكم في السابق»، كل العالم تغير.. ودعا العرب إلى التعاون لكي نصبح قوة اقتصادية كبرى في الشرق الأوسط، مشيراً إلى ان هذا النجاح الذي تحققه المملكة العربية السعودية، وذاك التحوّل الذي تشهده سيجعل حولها الكثير من الحاسدين، من هنا ستشهد صعوداً وهبوطاً، وهذا الأمر يمكن لنا جميعاً ان نمر به. ولما لمسه الرئيس الحريري ان المملكة تدعم تأليف الحكومة، في أسرع وقت ممكن. وقال ولي العهد في جلسة نقاش مشتركة مع الرئيس المكلف وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في منتدى مبادرة الاستثمار المنعقد في الرياض، خلال حديثه عن لبنان ودور الرئيس المكلف بقوله:«نستطيع ان نرى عملاً قوياً ورائعاً جداً بقيادة دولة الرئيس في لبنان لاستعادة لبنان لصادراته والانطلاق من هناك جازماً بنجاح جهود اخواننا في لبنان بقيادة دولة الرئيس والقادة اللبنانيين». اضاف: «عمل رائع يقوده الحريري لاستعادة صدارة لبنان، ومازح الحاضرين قائلاً: «إن الحريري باقٍ يومين في السعودية ارجو ان ما يطلعوا إشاعة بخطفه».

مراوحة

في هذا الوقت، سجلت أوساط متابعة في بيروت مراوحة في التأليف، طالما ان عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» لم تحل، ولم يظهر ما إذا كانت على استعداد للقبول بحقيبة «العمل» بدلاً من «العدل». وكذلك لم تعالج عقدة تمثيل السنة المستقلين من خارج تيّار «المستقبل» الذين رفعوا سقف مواقفهم، أمس، بالتأكيد على انهم «ليسوا في وارد القبول بتسويات أو تنازلات في شأن تمثيلهم في الحكومة». وفي اعتقاد المتفائلين، ان عودة الرئيس الحريري، والجواب الذي سيبلغه لمعراب مساءً على الارجح رداً على «ورقة المقترحات» التي سلمه إياها قبل أيام وزير الإعلام ملحم رياشي ومدير مكتب رئيس حزب «القوات» ايلي براغيد، يفترض ان يزيلا الضبابية التي تغلف ما تبقى من مصير العقد التي تحول دون ولادة الحكومة، خصوصاً وانه بعد هذه الخطوة سيقوم الرئيس الحريري بزيارة إلى بعبدا لاطلاع الرئيس ميشال عون على تطورات الملف الحكومي، في محاولة أخيرة لتوليد الحكومة في الأيام الفاصلة عن 31 تشرين الحالي، موعد الذكرى الثانية لانتخاب عون رئيساً للجمهورية، علماً ان الرئيس نبيه برّي دق أمس ناقوس خطر الانهيار الاقتصادي الوشيك إذا لم تتخطَ البلاد عقبة التشكيل سريعاً.

استقبال ملكي للحريري

وكان الرئيس الحريري الذي استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر اليمامة في الرياض، في خطوة لافتة، عكست حفاوة سعودية ظاهرة به، تجلّت لاحقاً بمشاركته في حلقة حوارية حول «مستقبل الاقتصاد العربي» ضمن فعاليات «منتدى الاستثمار» المنعقد في الرياض، الى جانب ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد، قد أكد ان «التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة ليس إلا لإنجاز حكومة تلامس تمنيات المواطن اللبناني»، مشدداً على ان هذه الحكومة التي سنشكلها ستنفذ كل مقتضيات مؤتمر «سيدر»، لكي نتمكن من الخروج من المأزق الاقتصادي الذي نعيشه، وتحسين النمو الذي وصل إلى 1.5 في المائة، مكرراً تفاؤله، بأن الحكومة اللبنانية المقبلة ستكون حكومة عمل واستعادة لثقة المواطن بدولته، لأن اللبناني عانى ما عاناه منذ استشهاد الوالد، رحمه الله، وبات هناك انقسام في البلد». وقال ان «الحكومة ستكون صورة عن المجلس النيابي الجديد، والذي أقرّ بدوره كل الإصلاحات التي وردت في مؤتمر «سيدر»، والاهم بالنسبة لي في هذه الحكومة ان يكون الوزراء من الشباب والنساء، لأنه يجب ان نعطي المرأة دورها أيضاً في العمل الحكومي في لبنان، وان الحكومة ستكون ان شاء الله بمستوى الكوادر التي ستتألف منها، وهي ستضم تكنوقراط أيضاً، وستنفذ ما اتفقنا عليه في «سيدر»، وكل ذلك سيندرج في بيانها الوزاري»، لافتاً «الى ان الحكومات في لبنان تحتاج دائماً إلى وقت لتتألف، ونأمل ان تشكّل الحكومة خلال الأيام المقبلة».

أجواء بعبدا

اما في بيروت، فلم تكن في أجواء تفاؤل الحريري، إذ عكست مصادر بعبدا أجواء مراوحة في عملية تأليف الحكومة، نظراً إلى استمرار عقدتي تمثيل «القوات» والسنة المستقلين. ولم تتحدث مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية الا عن قيام الرئيس عون بما عليه من تسهيل في الملف الحكومي مبررا التمسك بحقيبة العدل في الوقت الذي لم يشرح الفريق الذي يرغب بهذه الحقيبة حقيقة هذا التمسك. وسألت المصادر عن سبب بروز العقد في اللحظة الاخيرة. ولفتت الى ان المشكلة ليست في بعبدا والموقف كان معروفا اي ضرورة قيام حكومة وفاق وطني. واكدت ان رئيس الجمهورية بادر الى التدخل في سياق الحل. ورأت المصادر ان عقدة الحقيبة الموازية لحقيبة العدل لم تحل وكذلك الامر في ما خص العقدة السنية خارج المستقبل. ولفتت الى ان المساعي متواصلة لإنجاز الحكومة الجديدة واي لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومه المكلف مرتقب بعد عودته من المملكة العربية السعودية لكن لم يحدد موعده. اما بالنسبة الى تأجيل زيارة الوزير ملحم الرياشي الى الرئيس عون فقد ابلغ الصحافيون ان موعدا طرأ لدى الرئيس عون فتم ابلاغ الوزير الرياشي من دون اضافة اي كلمة اخرى. لكن ما جرى تداوله في الاوساط الصحافيه هو ان هذا التأجيل مرده الى ما سرب في جلسة ميرنا الشالوحي بين الوزيرين باسيل والرياشي، في حضور النائب ابراهيم كنعان الذي نفى مكتبه الإعلامي ما نشر في الصحيفة المذكورة عن حوار وصفه «بالمزعوم» حول حسابات الوزير باسيل وسياساته، للإيحاء بأن المسيحين سيرحلون بالقوارب إلى ألمانيا بفضل هذه السياسات بينما هذا الأمر لم يمت إلى وقائع اللقاء بصلة. واعتبر بيان كنعان ان ما تضمنه المقال «حمل اجتزاء وتحويراً لفحوى اللقاء الذي جرى في نهايته اقتراح آليات تنسيق في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد تأليف الحكومة، لسد الثغرات القائمة ومعالجة الملفات المطروحة تعزيزاً لروح التفاهم والمصالحة بين الطرفين». ولم يصدر عن الوزير رياشي أي تعليق أو توضيح حول ما جرى بالنسبة لإلغاء موعده مع الرئيس عون في بعبدا.

لقاء الأربعاء

وسط هذه الأجواء، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري التأكيد على «وجوب تأليف الحكومة الذي بات اكثر من ضرورة»، لافتاً الى «خطورة الوضع الإقتصادي في البلاد بالاستناد الى الواقع والوقائع التي يملكها». وقال: «اذا كان تأليف الحكومة هو غاية الأهمية، فإن تآلف الحكومة هو اكثر أهمية»، مجددا الدعوة الى «تطبيق القوانين وتشكيل الهيئات الناظمة». ونقل النواب الذين شاركوا في لقاء الاربعاء النيابي امس «ان الرئيس بري قد يدعو الى جلسة تشريعية عامة تعقد قبل نهاية هذا الشهر، وإنه دعا هيئة مكتب المجلس للاجتماع غدا (اليوم) من اجل هذه الغاية». واشار الى «ان هناك ما يقارب الأربعين مشروع وإقتراح قانون جاهزة لإدراجها على جدول اعمال الجلسة المذكورة». وأكد انه «لن يكون هناك مشكلة حول البيان الوزاري بعد تأليف الحكومة، لأنه يستند في خطوطه الأساسية الى بيان الحكومة الحالية». وتحدث النائب علي بزي انه في حال تشكلت الحكومة فإن الرئيس بري يعتبر ان البيان الوزاري جاهز او شبه جاهز وبالتالي فإن الهيئة العامة تبدأ بنقاش البيان الوزاري وطرح الثقة قبل ان تنتقل الى التشريع.

العقدة السنية

وفيما لم يطرأ أي تطوّر على صعيد معالجة مسألة تمثيل السنة المستقلين، ولم يجر أي اتصال بهم، لا من دوائر بعبدا، ولا من «بيت الوسط» باستثناء ما أبلغه الرئيس الحريري للوزير جبران باسيل أمس الأوّل، بأن توزير هؤلاء غير وارد لديه، اعتبر «اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين»، في أعقاب اجتماعه في منزل الرئيس الراحل عمر كرامي، ان تمثيله في الحكومة أمر بديهي لا يحتاج منة من احد ولا يخضع لمساومات او تسويات او توليفات على الطريقة اللبنانية. وثمن «دعم حلفائه لهذا المطلب انطلاقا من حرص هؤلاء الحلفاء على أن أبراز صفة لحكومة الوحدة الوطنية هو ان تكون حكومة جامعة وعادلة وتعكس نتائج الانتخابات النيابية». ولفت البيان الذي تلاه النائب فيصل كرامي نظر الرئيس المكلف الى «أن تجاهله للمطلب السني لا ينفي وجوده، وان عدم طرحه ضمن جدول اعماله هو وكتلته يعني ان جدول الاعمال ناقص، وان التحجج بأن النواب السنة المستقلين لا يشكلون حزبا كبيرا فأن الرد على هذه الحجج هو ان قانون الانتخابات في لبنان لم يكن على اساس حزبي كما ان نتائج الانتخابات تسمح بتشكيل تحالف او جبهة سياسية تعبر عن التوجه السياسي لناخبيها»، مؤكداً» ان نواب اللقاء يمثلون توجها سياسيا وطنيا لشريحة كبيرة من الناخبين السنة الذين لا تتوافق رؤيتهم السياسية مع تيار المستقبل. ثم ما الضير وما العيب في أن يكون النواب السنة المستقلون جبهة سياسية على غرار باقي الجبهات والتكتلات السياسية في لبنان التي تنشأ عادة عقب كل انتخابات نيابية؟....

الحريري في ضيافة الملك سلمان وولي العهد.. وحسم التأليف ينتظر لقاء الرئيسين

الجمهورية....المحسوم انّ الساعات الـ48 المقبلة لن تشهد ولادة للحكومة، ربطاً بما أعلنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من انّ الرئيس المكلف سعد الحريري سيبقى في السعودية ليومين، مُتمنياً "ألّا تخرج شائعات بأنّه مخطوف". على أنّ اللافت للانتباه كان التأكيد المتجدّد للحريري على تفاؤله بقرب ولادة حكومته، وكذلك ما نقل عن مصادره بـ"أنّ الأمور ممتازة بين لبنان والسعودية، والمملكة تدعم تشكيل حكومة في أقرب وقت في لبنان". وسط الغموض المتحكّم بالصورة الحكومية، برز حضور الحريري في السعودية، في زيارة حملت الكثير من الدلالات والاشارات، إن من خلال اللقاء مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، أو من حيث توقيتها الذي يتزامن مع تطورات مزدحمة على أكثر من خط إقليمي ودولي، ولعل أبرزها ما يتصل بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي والحملة الدولية المتصاعدة لتحديد الجناة. فقد استقبل الملك سلمان في قصر اليمامة في الرياض، أمس، الرئيس الحريري، حيث تمّ عرض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومستجدات الأحداث في المنطقة، في حضور أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، ووزير المال محمد بن عبدالله الجدعان، والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا. وكانت المحطة البارزة في زيارة الحريري، مشاركته في جلسة نقاش عُقدت خلال مؤتمر الإستثمار في المملكة، إلى جانب ولي العهد السعودي، الذي أعرب عن "إيمانه بأنّ جهود اللبنانيين سوف تنجح للانطلاق من جديد". وفي مداخلته في المؤتمر، كرّر الحريري الاعراب عن تفاؤله، مؤكداً انّ تأليف الحكومة سيتم في غضون الايام المقبلة، موضحاً أنّ "كل التأخير اليوم في ملف تشكيل الحكومة هو من أجل الخروج بحكومة تحقق آمال المواطنين". وقال: "لبنان يواجه تحديات كبرى، وهذه الحكومة التي نسعى لتشكيلها اليوم ستكون حكومة وفاق وطني، ودور المرأة سيكون كبيراً فيها، كما أنّها ستتضمن تكنوقراط، وستكون صورة عن مجلس النواب الجديد الذي أقرّ كلّ القوانين الضرورية من أجل تنفيذ مؤتمر سيدر". وأضاف: "لا يمكننا اليوم أن نحكم كما كنّا نحكم في السابق، وثمّة قوانين تحتاج إلى عملية تحديث"، لافتاً الى انه "مع تشكيل الحكومة والحوار الذي نقوم به. كان لدينا حرص على موافقة أي فريق سياسي سيشارك في الحكومة على الإصلاحات التي أُقرّت في مؤتمر "سيدر"، ويجب على الأفرقاء اللبنانيين التوافق على الإصلاحات الاقتصادية".

غبار وضياع

حكومياً، يفتح التعطيل الحكومي اعتباراً من اليوم، شهره السادس أمضى البلد أيام هذه الأشهر في تضييع وقت ومماحكات ومساجلات وسباق محموم على الحصص والأحجام، وبقيَ الوطن طيلة هذه المدة معلّقاً على حبل الشلل تَسوسه حكومة تصريف أعمال لا حول لها ولا قوة، وعاجزة عن فعل أي شيء. ولا تؤشّر الوقائع الداخلية الى انّ البلد اقترب من لحظة الفرج، ذلك انّ صورة المشهد الحكومي يلخّصها مرجع سياسي بقوله لـ"الجمهورية": "لا معَلّق ولا مطَلّق. لا أستطيع أن أجازف واقول إنني متفائل، لأنني بذلك أكون كمَن يكذب على نفسه، أنا لست متشائماً، وانتظر كل يوم بيومه، أتفاءل فقط عندما تتشكّل الحكومة".

أسئلة بلا أجوبة

هذه الصورة يغطّيها غبار كثيف يحجب الرؤية الحقيقية لوجهة المسار الحكومي، والتشخيص الواقعي للأزمة يُبيّن انّ حالة ضياع تجتاح كل الاطراف، بحيث تكاد تقول الوقائع ان لا أحد من القوى السياسية يعرف ماذا يحصل، خصوصاً انّ المعطيات تبدو متداخلة في بعضها البعض، ومتعارضة مع بعضها البعض في آن معاً، وعلى نحو يصبح من الصعب تحديد ما اذا كانت الامور ذاهبة الى التأليف او تسير في اتجاه آخر.

حتى الآن، لا توجد أجوبة عن كثير من الاسئلة التي تتراكم على سطح المشهد الحكومي:

- لماذا لم تتشكّل الحكومة؟ ولماذا لا تتشكّل الحكومة حالياً؟ ولماذا كلما برزَ مناخ تفاؤلي سرعان ما يُنفّسه مناخ تشاؤمي يعيد الامور الى المربّع الأول؟

- لماذا تبقى ما تُسمّى عقدة تمثيل "القوات" مُستعصية على الحل؟ وهل لهذا الاستعصاء صِلة بالملف الحكومي نفسه، أم تتحكّم فيه يد خفية من الداخل او الخارج؟

- لماذا عندما بدأت عقدة "القوات" تدخل مدار الليونة والحلحلة جرى إبراز العقدة السنية؟

- هل انّ التعقيد هو تعقيد محلي، أم انّ هناك من ينتظر تطورات في الخارج ليستثمر عليها في الداخل؟

- هل صحيح انّ هناك من يراهن على تطورات يمكن ان تستجد اعتباراً من 4 تشرين الثاني المقبل موعد فرض العقوبات الاميركية الجديدة على إيران و"حزب الله"؟ ولأجل ذلك يضع العصي في دواليب التأليف، لعلّ الظروف آنذاك تكون ملائمة أكثر؟

- من يحاول ان يَضخّ المناخ الإرباكي في البلد، بأن يوحى نهاراً بأنّ الحكومة ستتشكّل حتماً ثم ما تلبث ان تتعقد الأمور وتعود الى نقطة الصفر؟

- لماذا يَتبدّى التفاؤل فقط في بيت الوسط، بينما هذا التفاؤل يوجد نقيضه في القصر الجمهوري؟

- لماذا يلقي رئيس الجمهورية مسؤولية حل عقدتَي "القوات" وتمثيل "سنة 8 آذار" على الرئيس المكلف، وينأى بنفسه عن الشراكة في هذا الحل؟

- هل صحيح انّ رئيس الجمهورية قبل بتمثيل "سنة 8 آذار" من الحصة الرئاسية، أم انه يفضّل ان يتم هذا التمثيل من حصة الرئيس المكلف؟

- إذا ما تعثّر تمثيل هؤلاء السنّة، فما هو البديل؟ وهل يضغط "حزب الله" في هذا الموضوع على رئيس الجمهورية أو على الرئيس المكلف أو على الاثنين معاً؟

- ما حقيقة ما نُقل عن مراجع رفيعة المستوى بأنه اذا لم يتم تشكيل الحكومة قبل حلول الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية، فهذا معناه انّ التعقيدات أكبر من الواقع الداخلي، وان الحكومة لن تتشكّل في المدى المنظور؟

تكهنات

وبينما كان الحريري يمضي يومه السعودي، كان الداخل اللبناني يتأرجح في دائرة التكهنات التي تقاطعت على فرضية انّ ولادة الحكومة باتت وشيكة، الّا أنّ اللافت فيها هو افتقادها لِما يؤكد هذه الولادة، ولِما يُبدد تأرجح صورة التأليف بين التفاؤل والتشاؤم. ويؤكد ذلك عدم بلوغ محاولات فكفكة العقد الغاية المرجوّة منها، وحسم الحصص والاحجام، وعلى وجه الخصوص ما يتصل بعقدة تمثيل "سنّة 8 آذار"، الذي يبدو أنها دخلت في حلبة اشتباك مفتوح، وكذلك ما يتصل بتمثيل "القوات اللبنانية"، التي ما زالت تؤكد انها لم تتلق ايّ رد على الافكار التي طرحتها على الرئيس المكلّف خلال اللقاء الذي جمعه قبل سفره الى السعودية مع وزير الاعلام ملحم الرياشي ومدير مكتب رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، إيلي براغيد.

"القوات"

واستغربت مصادر "القوات" لـ"الجمهورية" المنحى الذي تسلكه الامور!! ولماذا يتم حرمانها من وزارة العدل!! واكثر من ذلك عدم العثور بعد على وزارة موازية للعدل. وقالت إنّ الكرة ليست في ملعب "القوات"، فمن الاساس قلنا إن لا شيء يحول دون تأليف الحكومة، و"القوات" ليست الجهة المعطّلة او المعرقلة، وحتى الآن لا جديد لديها، ولا مستجدات وقفت عليها سوى أنها ما زالت تنتظر الاجوبة على ما طرحته على الرئيس المكلف. وعلى الرغم من التفاؤل الذي يبديه الحريري بقرب ولادة حكومته، الّا انّ الاجواء التي يمكن استخلاصها من مطبخ التأليف، تعكس حالاً من الترقّب الحَذر، وإن أيّاً من المعنيين بهذا المطبخ لم يَتلمّس بعد شكل الصورة التي سيَرسو عليها التأليف، بل يحاذرون الافراط في التفاؤل في إمكان إبصار الحكومة النور. وفي هذا المنحى يصبّ موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اعتبر أمام "نواب الاربعاء" انّ تأليف الحكومة بات أكثر من ضرورة ربطاً بخطورة الوضع الاقتصادي. وكان بري حَذراً في إبداء تفاؤله حيال حسم الملف الحكومي، ومن هنا كان تأكيده على انّ الساعات الـ48 المقبلة فاصلة على هذا الصعيد، على أمل أن تُشَكّل الحكومة في نهاية المطاف. وقال: بقدر ما هو مهم تأليف الحكومة، فإنّ تآلف الحكومة هو أكثر أهمية، لافتاً الى "ان لا عقدة أمام البيان الوزاري بعد تأليف الحكومة، لأنه يستند في خطوطه الاساسية الى بيان الحكومة الحالية".

بعبدا تترقّب

على انّ الصورة التفاؤلية التي يعكسها الرئيس المكلف، لا تبدو مكتملة في القصر الجمهوري، وسط حديث عن انّ العقد لم تحسم بعد، إن لناحية حصة "القوات" ونوعية الحقائب التي ستسند إليها، أو لناحية تمثيل "سنّة 8 آذار"، الذين ما زال الرئيس المكلف يُبدي اعتراضاً شديداً على توزيرهم. وفي سياق الترقّب الحَذِر، يندرج موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي كان ينتظر أن يزوره الحريري مساء اليوم، قبل ان تطرأ المتغيّرات التي قلبت مواعيد الحريري، والتي أكدت مصادر بيت الوسط لـ"الجمهورية" انّ "إعلان ولي العهد السعودي عن تمديد زيارة الحريري الى الرياض تعني انّ هناك لقاءات ستُعقد في الساعات المقبلة متصلة بالوضع في لبنان. على أن يعود الى بيروت مساء اليوم، على أبعد تقدير.

في ملعب الحريري

وبحسب المعلومات فإنّ رئيس الجمهورية ما يزال يعتبر انّ الكرة في ملعب الرئيس المكلف، وينتظر التشكيلة النهائية للحكومة التي سيقدمها الحريري إليه بعد عودته من الرياض. مع الاشارة الى انّ خطوة بالغة الدلالة بادرت إليها بعبدا في الساعات الماضية، وصَنّفها مراقبون على أنها بمثابة ردّ سلبي على الافكار التي قدّمتها "القوات" الى الرئيس المكلّف قبل 3 ايام، وتمثّلت هذه الخطوة بإلغاء رئاسة الجمهورية موعداً كان مقرراً أمس، لوزير الاعلام ملحم الرياشي مع رئيس الجمهورية. وعلى الرغم من هذه التوضيحات فإنّ هذه الخطوة بقيت في دائرة التساؤلات حول أبعادها وخلفياتها، خصوصاً انه لم يعرف ما هو الموعد الذي طرأ على رئيس الجمهورية!!

إستقالة القاضي أبو غيدا

أمس، وبعدما أعلن قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا استقالته من القضاء، علمت "الجمهورية" انّ هذه الاستقالة هي من أجل الترشح لعضوية المجلس الدستوري، مكان سهيل رؤوف عبد الصمد. ومن الأسماء الأوفر حظاً لتولي منصب قاضي التحقيق الاول في المحكمة العسكرية، مكان أبو غيدا، القاضي عفيف الحكيم.

بري لمس مسحة تفاؤل من كلام الحريري: تآلف الحكومة الأهم... وبيانها جاهز

بيروت - «الحياة» ... شدد رئيس المجلس النيابي اللبناني​ ​نبيه بري،​ على أن «الإسراع في إنجاز ملف تشكيل الحكومة بات أكثر من ضرورة»، معتبراً أنه «إذا كان تأليف ​الحكومة​ مسألة في غاية الأهمية، إلا إن تآلف الحكومة في ما بعد مسألة تكتسب قدراً أكبر من الأهمية». واعتبر بري وفق ما نقل عنه نواب في لقاء الأربعاء أمس، أنه «في حال تشكلت الحكومة، لن يحصل أي تأخير في شأن البيان الوزاري، فهو جاهز أو شبه نهائي، وعندها تعقد جلسة تشريعية ثم تقفل، وتحول الى جلسة لمناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة للحكومة، بعد درسه من جانب الحكومة». وزاد: «لن يكون هناك أي مشكلة حول البيان الوزاري بعد تأليف الحكومة، لأنه يستند في خطوطه الأساسية الى بيان الحكومة الحالية. الخطوط العريضة للبيان معروفة ولن يكون عائقاً أمام مناقشات النواب». وعندما سئل بري عما إذا كانت الحكومة ستولد هذا الأسبوع، ربط ذلك بما قاله الرئيس سعد الحريري أمام كتلة «المستقبل» من «أننا أمام 48 ساعة فاصلة وستشكل الحكومة، وانشا الله خير». وقال مصدر نيابي شارك في اللقاء لـ «الحياة»: «الرئيس بري لمس مسحة تفاؤل ليس ًاستناداً فقط الى تحديد هذه المهلة، وإن كنا استبشرنا خيراً في كلام الرئيس الحريري، وإنما الى جهة توجهه الى أن تترأس النائب بهية الحريري الثلثاء المقبل اجتماع كتلة «المستقبل». ما قد يؤشر الى أن الحكومة ربما تكون قد ولدت خلال الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير». وفي الموازاة، وازن الرئيس بري بين أهمية تشكيل الحكومة، وخطورة الوضع الاقتصادي في البلاد، وشدد على ما كان أشار إليه في هذا الإطار، محذراً من التدهور السريع للوضع الاقتصادي إذا ما بقيت الأمور على ما هي عليه، من دون تشكيل حكومة تذهب سريعاً الى المعالجة، ومستنداً في ذلك الى «الواقع والوقائع التي يملكها». وأشار المصدر النيابي الى أن كلام الرئيس بري يأتي أولاً في إطار الحث على الإسراع في تشكيل الحكومة، لكن من دون أن يقلل مما آل إليه الوضع الاقتصادي المتردي جداً، والذي يخشى أن يزداد تأزماً في المرحلة المقبلة». وتطرق بري وفق ما نقل عنه النائب علي بزي، الى وجود 39 قانوناً لم تطبق حتى الآن، مطلقاً صرخة في هذا الإطار. وقال: «ربما سيدعو المجلس النيابي الى جلسة تشريعية عامة قبل نهاية الشهر الجاري، من أجل حسن سير العمل التشريعي، وقد أرسل دعوة الى هيئة مكتب المجلس للاجتماع (اليوم) لدرس مشاريع واقتراحات القوانين وعددها أكثر من 20 مشروع قانون و20 اقتراح قانون واقتراح قانون معجل مكرر، كلها جاهزة لإدراجها على جدول أعمال الجلسة المذكورة»، مجدداً الدعوة الى «تطبيق القوانين وتشكيل الهيئات الناظمة».

تأليف الحكومة في لبنان في مهبّ «تياراتٍ متعاكِسة»

العراق يعفي اللبنانيين من التأشيرة المسبقة

بيروت - «الراي» ... «... وَصَلْنا الى آخِر حَبْل التنازلات»، و«بَلَغْنا آخِر حافة الانتظار». حَدّان ارتسما في الساعات الماضية في ملف تشكيل الحكومة الجديدة الذي بات أسير «تياراتٍ متعاكسة» من التفاؤل والتشاؤم حوّلت مآله الى ما يشبه «الأحجية» التي تحتمل الشيء وعكسه. وفي ما يتم التعاطي في بيروت مع «الويك اند» المقبل على أنه مفْصلي في مسار محاولة استيلاد الحكومة، فإن أوساطاً مطلعة تتوقّف عبر «الراي» عند مفارقاتٍ لاحتْ وأبرزها:

* تلميح الرئيس المكلف سعد الحريري إلى أن اجتماع كتلته البرلمانية أول من أمس هو الأخير برئاسته باعتبار أن الحكومة يفترض ان تكون وُلدت بحلول الأسبوع المقبل، في مقابل أجواء مُراوَحَةٍ حملتْ تَراجُعاً في مناخ التفاؤل سادتْ القصر الجمهوري على خلفية عدم بلوغ حل لمسألتيْ عقدة تمثيل حزب «القوات اللبنانية» والنواب السنّة الموالين لـ «حزب الله»، وسط تقارير نقلتْ عن مصادر قريبة من عون أن الأخير لم يعد لديه ما يقدّمه من تنازلات وأن المسألة هي لدى الرئيس المكلف.

* الإيحاء بأن عدم ولادة الحكومة قبل نهاية الشهر سيكون وقْعه سلبياً للغاية في القصر الجمهوري، وسط رفْع رئيس البرلمان نبيه بري منسوب الضغط الى حد قرْع ناقوس الخطر من «أن ‏أسابيع تفصل البلاد عن انهيار اقتصادي إن لم تتألف الحكومة»، في موازاة إحياء بعض الأوساط «ورقة» توجّه الحريري الى ممارسة تصريف الأعمال من السرايا الحكومية بحال استشعر استئناف لعبة «عضّ الأصابع».

* إصرار «سنّة 8 آذار» على وجوب تمثيلهم بوزيرٍ مؤكدين أنهم يحظون بدعم حلفائهم، في إشارة الى «حزب الله»، الذي تنقل أوساط قريبة منه تكراراً أن لا حكومة من دون هؤلاء، في مقابل اعتبار الحريري ان توزير السنّة من خارج عباءته «أمر غير مُدْرَج في جدول أعمال التأليف» ومن الشروط التي «لن يُقر بها تحت أي ظرفٍ» كما جاء في بيان كتلته.

* عودة العلاقة بين فريق عون و«القوات» الى دائرة التوتر، في ظلّ إصرار الأخيرة على تمثيلها بما يلائم حجمها السياسي ووزنها النيابي واستشعارها بوجود محاولات لتحجيمها، وسط تطوّر لافت برز أمس وتَمثّل في إرجاء عون موعداً كان مقرراً مع الوزير القواتي ملحم الرياشي لبحث الملف الحكومي وهو ما ربطته الأوساط المتابعة بتسريبات نُشرت حول مضمون اللقاء الذي جمع الأسبوع الماضي بين الرياشي ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل.

* الإيحاءات بأن الحكومة باتت بحكم المنجَزة، مع تركيز الاهتمام على «وجوب تآلفها في ما بعد» كما نُقل عن بري الذي بلغ حدّ القول إنه «في حال تشكلت الحكومة فالبيان الوزاري جاهز».

وتشير الأوساط السياسية إلى ان مجمل هذا «التشابُك» حمّال الأوجه يحمل في طياته أسئلة حول سبل إيجاد مَخْرج لتمثيل «القوات» التي لا يمكن ان يشكّل الحريري حكومته من دونها، وعن كيفية تجاوز عقدة تمثيل السنّة الموالين لـ «حزب الله» واذا كان ترْك عون هذه المسألة في عهدة الرئيس المكلف يعني أنه يعتبر ان قرار توزيرهم أم لا هو في يد الحريري وحده، وهل سيحوّل «حزب الله» هذه النقطة ورقة ضغط على الأخير بهدف تظهير الأمر على أنه «كسْرٌ» له في الشكل كما المضمون.

وتوقفت الأوساط عند ترويج بعض أوساط 8 آذار، ان زيارة الحريري للرياض، حيث شارك في المنتدى الاقتصادي السعودي، والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واستقبله الملك سلمان بن عبدالعزيز، ستساهم بجعْله أكثر مرونة في مسار التأليف وذلك في إطار محاولة حشْره بوجود أبعاد خارجية وراء تأخُّر ولادة الحكومة. وفي بغداد، أوعز وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، بتسهيل إجراءات منح التأشيرات للمستثمرين الأجانب عامة، والمواطنين اللبنانيين بشكل فوري وعاجل، وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل.

البرلمان يستأنف {التشريع} أواخر الشهر لإقرار إصلاحات «سيدر»

نائب رئيس المجلس: لا شيء يمنع التشريع ولن ننتظر الحكومة

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. يستأنف مجلس النواب اللبناني إقرار القوانين في جلسات تشريعية تعقد قبل نهاية الشهر الحالي، رغم غياب الحكومة الذي «لا يمنع غيابها التشريع في دورة مجلس النواب العادية»، كما يقول بعض النواب والمشرعين، وذلك بهدف «تفعيل المؤسسات» وإقرار قوانين مهمة، أبرزها تلك المرتبطة بإصلاحات مؤتمر «سيدر» وبالتنقيب عن النفط في البر.
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب المجلس النيابي إلى الاجتماع لليوم للبحث في جدول أعمال الجلسة المقبلة وشؤون مجلسية. ونقل النواب عنه بعد لقاء الأربعاء النيابي أنه قد يدعو إلى جلسة تشريعية عامة تُعقَد قبل نهاية هذا الشهر، وإنه دعا هيئة مكتب المجلس للاجتماع من أجل هذه الغاية. وأشار إلى أن هناك ما يقارب الأربعين مشروعاً واقتراح قانون جاهزة لإدراجها على جدول أعمال الجلسة. وأشار نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، إلى أن قسماً من القوانين المرشحة لإقرارها في الدورة العادية لمجلس النواب، مرتبطة بإصلاحات طلبها مؤتمر سيدر، لافتاً إلى أن القوانين ومشاريع القوانين التي ستُدرج على جلسة مجلس النواب «موضوع نقاش في الاجتماع غداً (اليوم الخميس)». وأكد الفرزلي أن قرار الرئيس نبيه بري بالدعوة لجلسة تشريعية ينطلق من إصراره على استمرار المؤسسات بالعمل في البلد وعدم تعطيلها، متسائلاً: «إذا لم تشكل الحكومة منذ خمسة أشهر، هل نتوقف عن عملنا وننتظر لتشكيل حكومة؟». وخلافاً لآراء دستورية تقول إنه لا يجوز التشريع في ظل غياب حكومة، رفض الفرزلي القول إن هناك تشريعَ الضرورة خلال الدورة العادية لمجلس النواب التي تُعقَد في الخريف والربيع من كل عام، قائلاً: «ليس هناك تشريع الضرورة أو غير الضرورة، بل هناك تشريع، وهي وظيفة مجلس النواب»، لافتاً إلى أن الضرورة أحياناً يُملِيها التوقيت. وقال: «المادة 16 من الدستور واضحة»، تنصُّ على أنه «تتولى السلطة المشترعة هيئة واحدة هي مجلس النواب». وقال الفرزلي: «لا شيء يمنع التشريع، ولا حق لأحد بمناقشة المجلس النيابي بوظيفته، وهي التشريع، في ظل وجود حكومة أو غيابها»، لافتاً إلى أن توقيت التشريع بما يمليه التوقيت يحصل في العقد الاستثنائي لمجلس النواب وليس بالعقد العادي، والآن هناك عقد عادي. وكثَّفت اللجان النيابية المشتركة منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، اجتماعاتها لدراسة مشاريع القوانين والقوانين المحالة إليها من اللجان الفرعية، أبرزها اقتراح قانون متعلق بالموارد البترولية والتنقيب عن النفط في البر، وهو مشروع قانون تم إقراره في اللجان المشتركة وأُحِيل إلى مجلس النواب لإقراره في الهيئة العامة. وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم لـ«الشرق الأوسط»، إن جدول أعمال الجلسة النيابية العامة سيتضمَّن القوانين التي أُنجِزت في اللجان المشتركة، وأُحيلَت إلى الهيئة العامة للمجلس، بينها قوانين مرتبطة بالإصلاحات المطلوبة لمؤتمر «سيدر»، وأخرى مرتبطة بالتجارة، وقوانين أساسية متعلقة بالشؤون الحياتية للمواطنين. وأوضح أن القوانين المرتبطة بإصلاح سيدر، بينها قوانين متعلقة بالمالية العامة والشفافية وتشديد الرقابة، وتحسين واقع أجهزة الرقابة عبر تعديلات لقوانين سابقة موجودة، إضافة إلى قوانين تجارية. وإذ أكد أن هذه القوانين «يمكن إقرارها خلال يوم واحد»، أشار إلى أن البرلمان اللبناني أنجز بعضاً منها في السابق، مثل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وغيرها من القوانين. وقال هاشم: «كل مشروع قانون بات جاهزاً لإقراره، سيتم إقراره في مجلس النواب، فالتشريع هو مصلحة عامة لتسيير أمور الدولة والناس عبر إقرار القوانين المرتبطة بها، وليست هناك قوانين غير ضرورية». وباشرت اللجان المشتركة دراسة مشاريع أخرى غير تلك التي أقرت، منها تشريع زراعة القنب الهندي (الحشيشة) لأغراض طبية، إضافة إلى اقتراح قانون «الصندوق السيادي اللبناني»، وقضايا شركات التوظيف الخاص. وفي الوقت نفسه، تم تشكيل لجاناً فرعية لدراسة اللامركزية الإدارية. وكان رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، أعلن، أول من أمس، أن هناك تشريعات أساسية يتم إقرارها في مجلس النواب، و«نُسهِم بشكل فعال في هذه الإنتاجية، من الصندوق السياسي إلى شركات التوظيف الخاص إلى التجارة البرية وسواها من القوانين التي لم تحدث منذ عقود من الزمن، وهي تحدث اليوم وفق المعايير العالمية، وهو ما يصب في خانة الإيجابيات وتحصين البلاد».

 



السابق

مصر وإفريقيا...القاهرة تدافع عن حكم «فض رابعة»..رواج إلكتروني لـ «هل مصر بلد فقيرة حقاً؟»..جولات مكوكية للوفد المصري في إطار مساعي التهدئة والمصالحة..رئيس للبرلمان الجزائري من جيل الاستقلال...مقتل 50 صومالياً باشتباكات عشائرية..سلامة: مساعٍ لقوة مشتركة لتحل محلّ التشكيلات المسلّحة في طرابلس..إيلاف المغرب" تجول في الصحف اليومية الصادرة الخميس ..

التالي

أخبار وتقارير...بوتين يدق طبول الحرب مع واشنطن بـ"تصريح خطير"...بلبلة بعد طرود مشبوهة تسبق الانتخابات النصفية...العثور على ثامن طرد مشبوه موجه لنائب الرئيس الأميركي السابق..تحسن لافت في العلاقات الأميركية - التركية..تركيا تطالب واشنطن باستثنائها من العقوبات على إيران..«الناتو» معارضاً ترامب: لن نخوض سباق تسلح نووي جديد ضد روسيا.. روسيا تراقب "مناورات الحرب العالمية الثالثة"..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,029,143

عدد الزوار: 6,931,267

المتواجدون الآن: 97