لبنان..."الجمهورية": تزاحُم نيابي على منبر "الثقة".. وتحضير لخطوات إحتوائية للعقوبات......اللواء...تصاعد الحملة الأميركية على حزب الله عشِيّة الإنتقال من الثقة إلى الملفات المعقّدة..تجمُّع مدني أمام وزارة التربية الإثنين تضامناً مع أسرة زريق.. والمرعبي يرفض تسليم وزارة النازحين...«حزب الله» يتدخل لتطويق خلافات حلفائه...«غسل قلوب» بين الحريري وجنبلاط تمهيداً لإعادة التحالف...القضاء اللبناني يتهم بالإرهاب تنظيمين فلسطينيين حليفين لدمشق وطهران..«مهمة دولية» لتقييم مستوى الأمن النووي في لبنان..

تاريخ الإضافة السبت 9 شباط 2019 - 6:31 ص    عدد الزيارات 2585    القسم محلية

        


"الجمهورية": تزاحُم نيابي على منبر "الثقة".. وتحضير لخطوات إحتوائية للعقوبات...

جورج زريق، إبن الكورة، مثله مثل أيّ مواطن لبناني في أيّ بقعة من هذا البلد، همّه أن يؤمّن لقمة عيشه وقوت عائلته. كان يعيش على أمل، لكنه فقد هذا الأمل، وقرر ان يحكم على نفسه بالموت بعدما فقد لقمة عيشه وصار عاجزاً حتى على توفير ما يمكّنه من تعليم ابنته. جورج زريق أحزنَ كل اللبنانيين، ورسم بالنار التي أكلت جسده الضعيف صورة مأساوية أدمت القلب والوجدان تعاطفاً معه كضحية بريئة قتلها الطمع وانعدام الانسانية؛ وجورج هنا لم يضحِّ بنفسه فقط، بل أصدر الحكم بإدانة السلطة التي أوصلت، بإهمالها، وفسادها، ومحاصصاتها، وصفقاتها، وارتكاباتها، ومحاسيبها وأزلامها، وفلتانها، وابتلاع موارد الدولة، حال البلد الى مستوى من الفقر والعوز والجوع لم يعد فيه المواطن قادراً على الاستمرار والتحمّل. جورج زريق يختزل كلّ لبناني، قدّم صورة محزنة، صورة برسم الجميع في زمن اليأس، هي رسالة مباشرة الى الحكومة الجديدة. بالتأكيد انّ التعبير عن الحزن والتضامن مع جورج لا يكفي، حرق نفسه، فهزّ ضمائر الناس، فهل سيتمكن من إيقاظ الضمير الغارق في سبات عميق، والمأخوذ بنشوة السلطة التي تمنعه من إلقاء نظرة على ما هو حال الناس، والى أين وصلوا؟.... سياسياً، صورة جورج زريق طغت على كل المشهد، واستجلبت فقط مواقف سياسية متعاطفة، مع وعد بالمعالجة، ووعيد بالمحاسبة، لكن ما النفع والرجل قد مات؟ وهي صورة يبدو أنها ستلفح الاحتفال اليوم بعيد مار مارون، في الكلام الذي سيقال في المناسبة، كما ستطغى على مداخلات العديد من النواب في الجلسة العامة لمجلس النواب التي ستعقد الثلثاء المقبل لمناقشة البيان الوزاري للحكومة والتصويت على الثقة.

إقتراح بالاختصار

الاجواء عشيّة جلسة الثقة توحي بشهية نيابية مفتوحة على الكلام، مع بدء تسجيل أسمائهم لحجز ادوارهم على منبر الهيئة العامة وأمام الاعلام المرئي والمسموع الذي سينقل وقائع الجلسة مباشرة على الهواء. وبحسب معلومات «الجمهورية»، انّ توجّهاً يجري العمل على تثبيته من الآن وحتى موعد الجلسة لكي تأتي الجلسة مختصرة ليوم بدل ان تكون ليومين، وذلك عبر محاولة لإقناع الكتل النيابية الكبرى بأن تنتدب خطيباً واحداً يتحدث باسمها خلال الجلسة، خصوصاً انّ هذه الكتل ممثلة في الحكومة، وبالتالي لا طائل من الكلام. وهذا الامر لم يحسم بعد، علماً انه قد لا يكتب له النجاح، باعتبار انّ التجارب السابقة كانت مماثلة ولم يتم الاتفاق على الاختصار، خصوصاً انّ هذه الجلسة تعتبر الفرصة الاولى لنواب المجلس النيابي للاطلالة المباشرة على الناس من خلف المنبر المجلسي. واللافت للانتباه عشيّة جلسة الثقة، تَعالي بعض الأصوات بانتقاد بعض الاصوات الوزارية التي أدرجت الانتهاء بسرعة من البيان الوزاري في خانة الانجاز، فيما هو صورة قد تكون طبق الاصل عن البيان الوزاري للحكومة السابقة. وبالتالي، الوقت الذي استغرقه كان طويلاً جداً. واللافت في هذا المجال هو إجماع قوى سياسية مختلفة على اعتبار هذا البيان مجرّد «فيزا» للعبور الى الثقة. وامّا الباقي فيحدده أداء الحكومة، إن في اتجاه العمل الجدي والمجدي، او في الاتجاه الآخر والعودة الى المراوحة في الدائرة ذاتها التي كان من نتائجها إضرام جورج زريق النار بنفسه.

موغيريني الى بيروت

وفي وقت ينتظر ان تتلقى الحكومة جرعة دعم عربية يحملها اليها الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، ينتظر ان تتلقى جرعة أوروبية مماثلة تحملها فيديريكا موغيريني، الممثل الاعلى لسياسة الامن والشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، التي ستزور بيروت في 25 شباط الجاري، بعد انتهاء اعمال المؤتمر الاورومتوسطي الذي سيعقد في شرم الشيح في 23 و24 الجاري.

عون وبري

وفيما اعربت مصادر رئاسية لـ«الجمهورية» عن الامل في «ان تكون انطلاقة الحكومة الجديدة مقرونة بإنتاجية ينتظرها منها كل اللبنانيين، وانّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينتظر منها ان تحقق إنجازات على طريق معالجة كل الملفات المطروحة»، قالت اوساط رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ»الجمهورية»: لطالما شكّل رئيس المجلس الرافعة للحكومات، ويرفدها بالدعم المجلسي المطلوب لتتمكن من تحقيق المطلوب منها، ولكن مع تفعيل الرقابة المجلسية على عمل الحكومة، وهذا ما سيجري التعبير عنه في جلسات المناقشة والمحاسبة التي قرر رئيس المجلس أن يعقدها دوريّاً.

العلاقات

في هذا الوقت، يبدو انّ مرحلة ما بعد الثقة ستكون حبلى بالاشكالات الداخلية، خصوصاً حول الملف السوري، حيث علمت «الجمهورية» انّ موضوع العلاقات اللبنانية السورية سيكون حاضراً على المشهد الداخلي في الفترة المقبلة بصورة اكبر مما كانت عليه قبل تشكيل الحكومة. وبحسب المعلومات انّ توجهاً لدى قوى سياسية موالية لسوريا لاعادة إثارة هذا الموضوع، من زاوية ضرورة التنسيق في هذه المرحلة، وخصوصاً في ملف النازحين الذي يشهد تعقيدات على المستوى الدولي وسط معلومات أكيدة بتوجّه لدى الدول الكبرى، وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية، لتوطين اللاجئين في اماكن لجوئهم.

العقوبات

هذه الخطوة التي تعتبر استفزازية لشريحة واسعة من اللبنانيين، تتزامن مع مشاورات بين أوساط حليفة لـ«حزب الله» لدراسة القيام ببعض الخطوات الوقائية لاحتواء ما يُحكى عن سلة عقوبات أميركية قاسية ستفرض على الحزب وحلفائه.

وعلمت «الجمهورية» انّ هناك فكرة يجري تداولها، من دون ان تبتّ بعد، وتقضي بإيفاد وفد لبناني الى واشنطن للاستفسار و«القيام بما يلزم»، على غرار الزيارة السابقة التي قام بها وفد نيابي عشية الاجراءات التي كان الكونغرس بصدد اتخاذها حيال لبنان.

مهمات وأولويات

أكدت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ امام الحكومة بعد جلسة الثقة مجموعة من المهمات والاولويات الصعبة، التي ينبغي ان يسبقها فتح دورة استثنائية لمجلس النواب تمتد حتى 17 آذار المقبل الذي يصادف مع بداية العقد العادي الاول للمجلس الذي يمتد بدوره حتى آخر أيار. وثمّة اتفاق رئاسي على فتح هذه الدورة بما يمكن من إقرار اقتراح قانون بات جاهزاً يجيز الصرف على القاعدة الاثني عشرية حتى إقرار الموازنة العامة للعام 2019.

وامّا هذه المهمات التي تنتظر الحكومة، فتحددها المصادر بالآتي:

- إعداد سريع للموازنة العامة. وفي هذا السياق تؤكد أوساط وزارة المالية لـ«الجمهورية» انّ الوزارة عاكفة على إعداد مشروع الموازنة من دون أي إبطاء، ما يعني انه على نار حامية وسيكون مُنجزاً في فترة ليست بعيدة. ونَفت المصادر ما يتردد في بعض الاوساط عن توجّه لفرض ضرائب ورسوم على الفئات الشعبية.

- التصدي السريع لملف النفايات، الذي بات يتطلب علاجاً جذرياً، وإخراجه من بازار المزايدات السياسية والمناطقية، وكذلك عن السمسرات والصفقات، والعلاج يتطلب بالضرورة الاستعانة بالخبرات الخارجية، ولا بد من علاج سريع، ذلك انّ المطامر و«المكبّات» صارت محتقنة الى حد أنها صارت تشبه قنابل موقوتة يمكن ان تنفجر في اي لحظة، ناهيك عن آثارها الكارثية على المستويين البيئي والصحي.

- الانصراف الى العلاج الجذري لملف الكهرباء، بدل الحلول الترقيعية التي اعتمدت في السابق وأدّت الى تفاقم أزمة الكهرباء وتحولها الى نزيف دائم لخزينة الدولة. فلا البواخر كانت الحل، ولا العدادات التي كانت فضيحة، وأوّل ما ينبغي الذهاب اليه هو إجراء التعيينات الضرورية في هذا القطاع ووضعه على سكة الحل ووقف النزف.

- إطلاق حركة ديبلوماسية خارجية وفي اتجاه الامم المتحدة، لتأكيد تمسّك لبنان بسيادته على حدوده البرية والبحرية (وأيضاً الجوية) وحقه في ثروته من النفط والغاز. وعلى الحكومة اللبنانية واجب ان تتحرك فوراً مع الشركات المنقّبة ضمن الحدود البحرية اللبنانية، ان توسّع نطاق تنقيبها حتى آخر بقعة بحرية يعتبرها لبنان ضمن حدوده البحرية الخالصة.

«القوات»: أولويّتان

الى ذلك، حددت «القوات اللبنانية» أولويتين أساسيتين: الاولوية الاولى من طبيعة وطنية سياسية، الهم فيها أن يكون الموضوع الوطني حاضراً دائماً على جدول أعمال مجلس الوزراء وعلى جدول اعمال الوطن الذي هو الحفاظ على سياسة النأي بالنفس، وإبعاد لبنان عن المخاطر الخارجية، وتوسيع هامش حضور الدولة، والحرص على الاستقرار والانتظام المؤسساتي، وعلى الحفاظ على الجو السائد اليوم واستبعاد كل ما من شأنه ان يوتّر العلاقات السياسية، فالمنطقة تمر بمرحلة تحولات كبرى والأولوية ان يبقى لبنان في هذه المرحلة بحالة استقرار سياسي وأمني واقتصادي. وبالتالي، «القوات» ستبقى العين الساهرة من اجل الحرص على تطبيق سياسة النأي بالنفس والدستور وتوسيع حضور الدولة اللبنانية ودورها، وان تكون هي المرجعية في القرار الاستراتيجي بالدفاع عن لبنان وفي سياسته الخارجية. امّا الاولوية الثانية فتتعلق بالجانب الاقتصادي والشفافية ومكافحة الفساد، وكما «القوات» رأس حربة على المستوى الوطني بالدفاع عن سيادة لبنان وتثبيت مشروع الدولة وقيام الدولة الفعلية، فإنها ستكون العين الساهرة من خلال متابعة جدول اعمال مجلس الوزراء والعمل على مكافحة الفساد، ومواصلة المشروع الذي بدأت به خلال الحكومة الماضية عبر النهج الجديد على مستوى إدارة الدولة في لبنان، وستحرص على ان تكون هذه الادارة شفافة ونظيفة وبعيدة عن الفساد وتستظلّ القوانين فقط لا غير، وتُجرى مناقصات وفق دفتر شروط شفّاف المعالم بعيد عن كل سياسات الاستنساب وتقوية جسم الدولة الاداري من خلال تعاون وثيق مع المجتمع الدولي لتنفيذ مؤتمر «سيدر» وتطبيق توصياته ومقرراته.

«الكتائب»

وقال مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية» انّ موضوع الاولويات يفرض نفسه على الحكومة خصوصاً، وعلى كل من هم في موقع المسؤولية السياسية عموماً، وهو يمكن اختصاره بمنع تكرار «مأساة جورج زريق» لأنّ الاوضاع الاقتصادية والمعيشية التي دفعت بـ«الشهيد» جورج زريق الى إحراق نفسه هي أوضاع تعانيها عشرات ألوف العائلات اللبنانية نتيجة لسوء الادارة والهدر والفساد والمحاصصات، وغيرها من الموبقات التي تضع لبنان على شفير الانهيار الاقتصادي والانفجار الاجتماعي». واضاف المصدر: «إنّ مضي مكوّنات السلطة قدماً في المناورة والالتفاف على القوانين والاصلاحات وفقاً لِما شهدته السنتان الماضيتان يهدّد الامن الاجتماعي والاستقرار، والأمور لم تعد تتحمّل اللعب على الوقت بل هي تتطلب قراراً حازماً وخطوات حاسمة وجدية يتخلى فيها أركان السلطة عن أنانياتهم ومصالحهم، ويركّزون جهودهم على تأمين أبسط مقومات العيش الكريم للمواطن اللبناني، ويستعيدون أبسط القواعد السيادية لقيام الدولة».

واشنطن

من جهة ثانية، جددت واشنطن اتهام «حزب الله» بوجود خلايا له في فنزويلا، وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنّ «حزب الله» اللبناني لديه نشاط في فنزويلا وفي جميع أنحاء أميركا الجنوبية. وأضاف، خلال تصريحات لـ Fox Business، انّ «الناس لا يدركون أنّ «حزب الله» لديه خلايا ناشطة في فنزويلا». وقال: إنّ الإيرانيين «يؤثّرون على الشعب الفنزويلي وعلى جميع أنحاء أميركا الجنوبية». مضيفاً: «لدينا المسؤولية لمواجهة ذلك الخطر من أجل أميركا».

مادورو

من جهته نفى الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وجود أي علاقات لسلطات بلاده مع «حزب الله». وقال رداً على سؤال عقب كلمة ألقاها أمس حول التطورات الجارية في بلاده: «لا علاقة تربطنا بـ«حزب الله»، لكنّ فنزويلا تستضيف كثيراً من اللبنانيين الذين يقيمون هنا». وأضاف: «انّ فنزويلا قادرة على حماية نفسها، وهي لا تحتاج إلى أي مجموعات مسلّحة للدفاع عنها».

اللواء...تصاعد الحملة الأميركية على حزب الله عشِيّة الإنتقال من الثقة إلى الملفات المعقّدة..

تجمُّع مدني أمام وزارة التربية الإثنين تضامناً مع أسرة زريق.. والمرعبي يرفض تسليم وزارة النازحين...

يحتفل لبنان بعيد مار مارون، بمشاركة رئاسية في الجميزة، يغادر على اثرها الرئيس سعد الحريري إلى الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في «قمة الحكومات العالمية» على ان يلتقي ولي عهد دولة الإمارات الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان إيذاناً بإطلاق حركة باتجاه العواصم العربية والدولية، مقابل حركة إقليمية - دولية - عربية بإتجاه لبنان مع إطلاق حكومته، وعشية نيلها الثقة، إذ يصل الاثنين كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، كل على حدى، لنقل التهاني بتأليف الحكومة، ورؤية سلم الأولويات في الشق المتعلق بالملفات الإقليمية والداخلية. ويستقبل الرؤساء الثلاثة أبو الغيط، وظريف كل على حدة، في إطار مهمة كل منهما في بيروت. وعلمت «اللواء» ان الرئيس الحريري سيستقبل ظريف في السراي الكبير.

حزب الله وفنزويلا

وبالتزامن، شملت الولايات المتحدة الأميركية إيران وحزب الله في حملتها على الرئيس الفنزويلي نيقولاس مادورو الذي وصفه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو «بالشرير»، متهماً حزب الله (أي بومبيو) بأن لديه «خلايا ناشطة» في فنزويلا، وفي جميع أنحاء أميركا الجنوبية. بدوره، سارع مادورو إلى نفي وجود أي علاقات لسلطات بلاده مع «حزب الله»، مشددا على ان فنزويلا قادرة على الدفاع عن نفسها بقواتها. وقال مادورو، ردا على سؤال من صحفي عقب كلمة ألقاها اليوم الجمعة حول التطورات الجارية في بلاده: «لا علاقة تربطنا بحزب الله، لكن فنزويلا تستضيف كثيرا من اللبنانيين الذين يقيمون هنا». وأضاف مادورو: «ان فنزويلا قادرة على حماية نفسها بذاتها، وهي لا تحتاج إلى أي مجموعات مسلحة للدفاع عنها». وتأتي الحملة عشية نيل الثقة الأربعاء المقبل، وانصراف الحكومة، بعد ذلك إلى العمل، لمعالجة الملفات المعقدة، سواء التي تتعلق بالفساد، ودور مؤسسات الرقابة، لا سيما التفتيش المركزي، في ظل «نزاعات» طائفية على المراكز في الوزارات والإدارات، من الزراعة إلى الطاقة وصولاً إلى الجامعة اللبنانية، أو الملفات التي تتعلق بدراسة قبل مجلس الوزراء، أو إعادة النظر بالتلزيم بالتراضي، عبر تشريعات قانونية جديدة، كما يطالب حزب الله.

استراحة بين محطتين

وبين الاستراحة السريعة لحكومة «الى العمل» ما بين محطة إقرار البيان الوزاري، وانطلاق جلسات الثقة النيابية في البرلمان يومي الثلاثاء والاربعاء، حيث يتوقع ان تنال ثقة قياسية تتجاوز المائة صوت، تطل الدولة اللبنانية بأركانها الثلاثة اليوم على اللبنانيين من كنيسة مار مارون لمناسبة عيد شفيعه، في مشهد يفترض ان يُعيد ما فقدته من ثقة شعبية وربما دولية وإقليمية، نتيجة التجاذبات السياسية التي رافقت مفاوضات تشكيل الحكومة، وكادت ان تُهدّد البلاد بانهيارات مالية واقتصادية. وفيما باشرت الأمانة العامة لمجلس النواب توزيع نسخ من البيان الوزاري للحكومة على النواب، بواسطة البريد، أو عبر «الايميل» لتعويض يومي العطلة الرسمية اليوم وغداً، بحسب النظام الداخلي الذي يفرض ان يكون البيان في عهدة النواب قبل 48 ساعة من موعد جلسة التلاوة، ومن ثم مناقشته، توقعت مصادر نيابية ان تكون الثقة قياسية، وان تكون غير مسبوقة، حيث لن يحجبها أكثر من 8 نواب، في حال تمّ احتساب نواب كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي الثلاثة: أسعد حردان، سليم سعادة والبير منصور، إضافة إلى نواب حزب الكتائب الثلاثة: سامي الجميل، نديم الجميل والياس حنكش مع النائبين بولا يعقوبيان واسامة سعد. لكن مصدراً قيادياً في الحزب القومي أبلغ «اللواء» ان الحزب لم يأخذ القرار بعد في شأن إعطاء الثقة أو حجبها أو حتى الامتناع عن التصويت، على الرغم من عتبه على عدم تمثيله في الحكومة، وهو الحزب اللبناني العريق الذي ينتشر على مساحة الوطن، إلا انه في الوقت نفسه يأخذ بالاعتبار انه طرف في منظومة سياسية هي فريق 8 آذار ولديه حلفاء ممثلين في الحكومة لا يجوز تجاهلهم. تجدر الإشارة إلى ان حكومة الرئيس الحريري الأولى في عهد الرئيس ميشال عون والتي تشكّلت في العام 2016 فازت بـ87 صوتاً من أصل 92 نائبا حضروا الجلسة يومذاك في حين حجب الثقة 4 نواب وامتنع واحد.

حقيبة شؤون النازحين

وفي انتظار جلسات مناقشة البيان الوزاري وما قد يتخللها من «سوق عكاظ» نيابي، تفاعلت مسألة امتناع الوزير السابق لشؤون النازحين السوريين معين المرعبي عن تسليم الوزارة إلى خلفه الوزير الجديد صالح الغريب، لأنه «لا يسمح لنفسه القيام بتسليم الوزارة لممثل النظام السوري في هذه الحكومة»، على حدّ ما أوضح لـ«اللواء» أمس، الأمر الذي استتبع ردان من الحزب الديموقراطي اللبناني، الذي ينتمي إليه الوزير الغريب، ومن حزب «التوحيد العربي» الذي اسسه الوزير السابق وئام وهّاب، اجتمعا على القول بأنه لا يشرفهما ان نستلم هذه الوزارة الإنسانية في الدرجة الأولى من وزير أصبح عنواناً «للتوطين والتآمر على النازحين ولبنان، ووزير سابق هاجم باستمرار الجيش اللبناني، الا ان بيان «الديموقراطي» لاحظ انه لا يوجد نص في الدستور يوجب اجراء عملية التسلم والتسليم في الوزارات. ولفت الانتباه، في هذا السياق، ان كتلة «ضمانة الجبل» التي يرأسها النائب طلال أرسلان جمعت أمس في اجتماعها الدوري في خلدة وزيرين هما وزير المهجرين غسّان عطاالله إلى جانب الوزير الغريب، وهو ما يفسّر جانباً من «غضب» رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على إعطاء خصمه أرسلان وزيرين بمساواة الوزيرين اللذين اعطيا للحزب الاشتراكي. ولم يخف المرعبي في حديثه لـ «اللواء» عتبه على الرئيس الحريري لتسليمه وزارة النازحين إلى فريق محسوب على النظام السوري، مشيرا إلى انه كان بالإمكان إعطاء الوزير الغريب أي وزارة أخرى، معرباً عن خشيته من ممارسات ملتبسة تجاه النازحين بعدما سلم الملف إلى مقرّب من النظام الذي قام بقتلهم وتهجيرهم.

ظريف في بيروت غداً

تزامناً مع هذه المسألة الخلافية التي تعكس انقساماً بين اللبنانيين، ما زال يتكرس يومياً بينهم منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي يحتفل بذكرى استشهاده يوم الخميس المقبل، يفترض ان يواجه لبنان استحقاقاً يتمثل بزيارة وزير الخارجية الإيرانية محمّد جواد ظريف إلى بيروت غداً الأحد وتستمر حتى يوم الاثنين، حيث من المقرّر ان يلتقي الرئيسين عون ونبيه برّي بالإضافة إلى نظيره جبران باسيل، من دون ان يلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري الذي سيصادف وجوده في دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في القمة العالمية للحكومات في دبي والتي يتوجه إليها اليوم. وفيما لاحظت مصادر دبلوماسية ان زيارة ظريف كانت مقررة اصلاً قبل ولادة الحكومة، وان الهدف منها شرح موقف المحور الذي تقوده بلاده من الصراع مع الولايات المتحدة الأميركية، وابلاغ المسؤولين اللبنانيين بأن أي هجوم أميركي على المواقع الإيرانية سيرد عليه بعنف، فإن هذه المصادر لا تستبعد ان يتطرق المسؤول الإيراني إلى العرض الذي سبق ان قدمه قبل أيام الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، بمساعدة الجيش اللبناني بمنظومة دفاع جوي إيراني، والذي اثار بدوره خلافاً لم يتسن له ان يأخذ ضجة، لاعتبارات تتصل بالعلاقة بين الحزب و«التيار الوطني الحر» بعد تسلمه حقيبة الدفاع بشخص الوزير الياس بو صعب الذي تجنّب التعليق على العرض رغم كونه المسؤول عن هذا الملف. إلا ان الرئيس السابق ميشال سليمان ورداً على السيّد نصر الله بأن إيران عرضت على لبنان تسليح الجيش في عهده، «نفى ان يكون قد قدم له عرض جدي في هذا الشأن»، مؤكداً انه إذا كانت إيران تريد تسليح الجيش، فحرّي بها ان تطلب من حزب الله إعطاء سلاحه إلى الجيش، فنحل بذلك المشكلة، ويكون في مقدور الجيش الرد على إسرائيل عندما تعتدي عليه.

.. وأبو الغيط الإثنين

وفي تقدير المصادر الدبلوماسية، ان زيارة ظريف والتي تحمل الكثير من الدلالات السياسية، في ظل شد الحبال الإقليمي بين المحورين الأميركي والإيراني، وجاءت بمثابة ردّ على جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المنطقة، ومن ضمنها زيارة مساعده لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل إلى بيروت، تختلف عن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، التي تقتصر على تقديم التهاني بالحكومة الجديدة، وتسليم رئيس الجمهورية دعوة لحضور القمة الاورو - المتوسطية، المقررة في 24 و25 شباط الحالي في شرم الشيخ، والتي يغيب عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لارتباطه بمسائل داخلية، من دون ان تتطرق إلى الملف السوري بسبب الفرملة الأميركية والأوروبية والعربية لإعادة العلاقات مع سوريا إلى سابق عهدها. وبحسب المعلومات فإن لبنان لم يحسم بعد مشاركته في قمّة شرم الشيخ، ولم يُقرّر مستوى المشاركة فيها، اما بوفد برئاسة الرئيس عون أو وزير الخارجية، وعزت السبب إلى ان وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في بروكسل الأسبوع الماضي للبحث في أزمة النزوح السوري وكيفية مساعدة الدول المضيفة ومنها لبنان، لم يتفقوا على مقاربة أزمة النزوح، خصوصاً حول مصطلحي «العودة الآمنة» التي يعتمدها لبنان الرسمي أو «العودة الطوعية» التي يعتمدها المجتمع الدولي. في سياق متصل، اثار عضو كتلة «المستقبل» النائب بكر الحجيري، ما وصفه بـ«استباحة الجيش السوري لبلدة الطفيل الحدودية، كاشفاً عن تحرك ستقوم به الكتلة في اتجاه الحكومة لاصدار موقف رسمي يدين توغل الجيش السوري في البلدة، والمطالبة باستدعاء السفير السوري لابلاغه برفض لبنان لهذا الخرق للسيادة»، معتبراً ان «اي خرق للسيادة سواء اتى من جيش عدو أو صديق هو تعد واعتداء مباشر على البلد».

مؤتمر القضاء

الى ذلك، علمت «اللواء» ان القصر الجمهوري يستضيف قريبا مؤتمر القضاء الذي اشار اليه رئيس الجمهورية مؤخرا لكن موعده لم يحدد بعد. وافادت مصادر مطلعة على التحضيرات لهذا المؤتمر ان قضاة ومحامين وحقوقيين وخبراء قانونيين وفاعليات مرتبطة بعمل القضاء والعدالة سيشاركون فيه، ويبحث المؤتمر وفق المصادر نفسها في تطوير عمل القضاء والقوانين الخاصة به لترسيخ العدالة وتسهيل العلاقة بين المواطن والدولة وكذلك تطوير قانون العقوبات وتسهيل الاجراءات القضائية ببت الدعاوى.

«بوعزيزي» لبنان

وسط هذه الأجواء، أحدث حادث إحراق المواطن جورج زريق نفسه أمس، احتجاجاً على رفض إدارة ثانوية بكفتين الأرثوذكسية في الكورة اعطاءه افادة مدرسية عن ابنته لتسجيلها في مدرسة أخرى، وتوفي نتيجة الحروق البليغة التي اصيب بها، حالة من الاحتضان الشعبي والسياسي لضحايا الوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشه المواطن اللبناني، باعتبار ان مأساة زريق الذي وصف بـ«بوعزيزي اللبناني»، نسبة إلى التونسي «بوعزيزي» الذي احرق نفسه احتجاجاً على الوضع المعيشي الذي كان يعيشه، تتلاقى مع مأساة غالبية الآباء الذين باتوا عاجزين عن تأمين حياة كريمة لأبنائهم بسبب الضائقة المعيشية، وينظم تحرك مدني الاثنين أمام وزارة التربية تضامناً مع أسرة زريق. وبغض النظر عن الملابسات التي رافقت حادث زريق وتحديد المسؤوليات والظروف المعيشية، وصفت بأنها «وصمة عار على جبين الوطن» احيطت بهالة كبيرة من التعليقات والمواقف السياسية أجمعت على ضرورة ان تشكّل حافزاً للحكومة الجديدة لأن تولي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة الأولوية في عملها، بحسب ما جاء في البيان الذي اذاعه وزير التربية اكرم شهيب الذي أوعز بفتح تحقيق لجلاء الملابسات، كاشفاً بأن الوزارة استوعبت هذا العام في المدارس الرسمية آلافاً من التلامذة الذين انتقلوا إليها من التعليم الخاص بسبب صعوبة الظروف المعيشية والاقتصادية.

«حزب الله» يتدخل لتطويق خلافات حلفائه

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... تتجه الأطراف المشاركة في الحكومة اللبنانية إلى تفكيك العلاقات المتأزمة فيما بينها، بهدف تفعيل العمل الحكومي، وبدأ ذلك في اجتماع التهدئة بين الرئيس سعد الحريري ووزيري «الحزب التقدمي الاشتراكي» أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، في وقت دخل «حزب الله» على خط تقريب وجهات النظر بين حلفائه، لتذليل الاختلافات وتحقيق تضامن حكومي يتيح الإنجازات في ملفات أساسية مثل «مكافحة الفساد» وملف الكهرباء. وينتظر أن يعقد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لقاء قريباً جداً، بهدف التشاور في الموضوع الحكومي، والتفاهم على العناوين العريضة في مجلس الوزراء، وتنسيق المواقف. ويعتبر «حزب الله» نقطة التقاطع بين حلفائه الذين تشوب علاقتهم تباينات، وتحديداً «حركة أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، و«تيار المردة» الذي يرأسه النائب السابق سليمان فرنجية من جهة، و«التيار الوطني الحر» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل من جهة أخرى. وقالت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط» بأن الحزب يقوم بمبادرة للتهدئة، بهدف تحقيق إنجازات في معالجة الملفات الحكومية التي تحتاج إلى تضامن وزاري، قائلة بأن أمام الحكومة «ملفات ضخمة أبرزها مكافحة الفساد وتأمين الكهرباء 24 على 24 ساعة»، تحتاج إلى تأييد وإجماع، لذلك «يولي أهمية لتقريب وجهات النظر بين حلفائه وتهدئة الخلافات الداخلية». ورغم أن هناك اتفاقات كبيرة بين مكونات الحكومة على الملفات الاستراتيجية ومعالجة الملفات الإشكالية بهدوء، إلا أن الخلافات «تحتاج إلى تنقية القلوب وتفاهمات»، منعاً لأن تعوق المناكفات السياسية بين أطراف الحكومة الإنجازات المتوقعة. وتلتقي «حركة أمل» مع «حزب الله»، وأطراف لبنانية أخرى، على ضرورة أن تكون الحكومة منتجة، وتتجنب الصراعات، إذ يؤكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس «أننا أول من دعا لأن تكون المرحلة مرحلة عمل، وتخفيف التشنجات لأن الوضع لا يحتمل أزمات وتوترات ومشاكل»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن عنوان الحكومة هو العمل، ويجب أن تكون منتجة، وهذا خطابنا من البداية، لافتاً إلى أن «الحكومة يجب أن تبدأ بمعالجة ملف الكهرباء». وقال خريس: «نحن دعاة التهدئة، وخطابنا على الدوام يتجه إلى التهدئة، ونحث الجميع على اتخاذ المنحى نفسه»، مشدداً على ضرورة أن تكون الحكومة منتجة. وعن العلاقة مع «التيار الوطني الحر»، أكد خريس أنها «متينة وهناك تواصل دائم ومستمر». وتشدد مصادر تيار «المردة» على أن الحكومة يجب أن تكون منتجة، وتكون هناك علاقة مع جميع الأطراف ضمن السقف الاستراتيجي، كما تؤكد على ضرورة وقف الفساد. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هناك واقع أن أباً يحرق نفسه اليوم (أمس) لأنه لا يستطيع تأمين إفادة مدرسية لابنته. يجب أن تتطلع الطبقة السياسية لشؤون الناس، فالتهاون ممنوع مع مطالب الناس، كما أن التعاطي باستخفاف مع حاجاتهم ليس مقبولاً». ويبدو أن قرار التهدئة ينسحب على جميع الأطراف بما يتخطى الحلفاء، وهو ما أشار إليه الوزير السابق غطاس خوري المقرب من الرئيس الحريري، حيث أكد أن هذه الحكومة مدعوة إلى العمل لأن البلد ما عاد يحتمل، وقال في تصريح تلفزيوني: «12 صفحة من البيان الوزاري بغالبيتها هي عن سيدر وكتبها الحريري منذ فترة في مكتبه... وهذه الحكومة تأتي لتنجز وتعمل». وأوضح خوري أن هناك ضرورة للوصول إلى التسوية، «واليوم البلد يعيش توازناً بين أطراف سياسية متعددة والمطلوب الحفاظ على الحد الأدنى من التفاهم». وأضاف: «حزب الله» مكون أساسي في لبنان وهناك طريقتان لمعالجة الوضع إما بالمهادنة مع الحزب أو بفتح هجوم عليه ونحن نريد المهادنة لأننا نريد الحفاظ على السلم الأهلي ولو أن هذا الأمر ليس شعبويا».

«غسل قلوب» بين الحريري وجنبلاط تمهيداً لإعادة التحالف

رئيس «التقدمي» قلق من خطة لتطويقه يرعاها النظام السوري

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير... تدخل العلاقة بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، والتي سادها في الآونة الأخيرة جو من التوتّر بلغ ذروته عشية ولادة الحكومة الجديدة، في مرحلة «غسل القلوب» لاستيعاب الأسباب الكامنة وراء تصاعد التأزم السياسي بين حليفي الأمس تمهيداً لعودة تحالفهما إلى سابق عهده، وبالتالي لقطع الطريق - كما تقول مصادر مقرّبة منهما لـ«الشرق الأوسط» - على كل الذين راهنوا من المنتمين إلى «محور الممانعة» أو من بعض رموز «قوى 14 آذار» على أن علاقتهما وصلت إلى حائط مسدود وأن تحالفهما أصبح من الماضي. وتقول مصادر مواكبة للأجواء التي سادت اللقاء الذي عُقد ليل أول من أمس بين الرئيس الحريري وعضوي «اللقاء الديمقراطي» الوزيرين أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور إن رهان البعض على أن علاقة الحريري وجنبلاط أُصيبت بندوب سياسية غير مسبوقة وأن تحالفهما انتهى بلا رجعة بذريعة أن الاشتباك السياسي بينهما هو الأول من نوعه، هو رهان سيبقى في حدود الرغبة التي ستصطدم في الأيام القادمة بقرار الطرفين بضرورة إنعاش تحالفهما. وتؤكد المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط» أن الطرفين توافقا على ضرورة التواصل والحوار وأنه لم يعد من مكان لاستحضار التغريدات التي تُبولدت بينهما قبل ولادة الحكومة، لأن السجال عبر «تويتر» لا يساعد على حصر الخلاف بينهما بمقدار ما شكّل مادة مشتعلة تجاوزتهما إلى محازبيهما الذين لم يقصّروا في كيل الاتهامات وأحياناً الشتائم. وتكشف المصادر أن أول الغيث في رغبة الحريري وجنبلاط على طي صفحة الماضي، كان في مبادرة الأخير في إرسال «هدية» إليه هي عبارة عن مجموعة من اللقطات للعشاء الذي جمعهما قبل يوم من ولادة الحكومة، وضم إضافة إليهما السفير المصري لدى لبنان نزيه النجاري وأبو فاعور والوزير السابق غطاس خوري. وتقول المصادر إن الحريري تسلّم هذه الصور من أبو فاعور وشهيّب وهو يبتسم وكأنه على قراره بتنظيم الاختلاف بينه وبين جنبلاط حول بعض الملفات وأبرزها تلزيم قطاع الكهرباء؛ خصوصاً أن تحالفهما حول الأمور الاستراتيجية سيبقى صامداً. وبكلام آخر، فإن الخلاف حول هذه الملفات يجب أن يسلك طريقه إلى الحوار والتواصل لعلهما يتوصّلان إلى تفاهم حتى لو تعذّر عليهما الاتفاق، يقوم على تحييده عن التفاهمات السياسية الكبرى وأولها موقفهما من النظام السوري، وهذا يعني أن البديل للحوار لن يكون من خلال تبادل التغريدات. وفي هذا السياق تؤكد المصادر المواكبة أن لقاء الحريري بالوزيرين شهيّب وأبو فاعور لم يخلُ من تبادل العتاب واستعراض الأسباب التي كانت وراء الوصول بالعلاقة إلى التأزّم، وتقول إن الطرفين أجريا حواراً في العمق وبصراحة رغبة منهما في السيطرة على نقاط الخلاف ووضعها على سكة الحوار. وترى المصادر أن من أسباب توتر العلاقة بين الحريري وجنبلاط وجود قلق لدى الأخير من مخطط لمحاصرته وتطويقه بدءاً من الجبل وأن النظام السوري يرعى هذا المشروع للثأر من رئيس «التقدمي» على مواقفه النارية منه وأن لديه إحساسا بأن الحريري لا يشاركه كما يجب في قلقه. لكن الحريري - كما تقول المصادر - سارع إلى طمأنة شهيّب وأبو فاعور، وأكد لهما من دون مواربة أنه انطلق في بداية مشواره السياسي فور استشهاد والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري بالتحالف مع جنبلاط وأن تحالفه لن يكون موضع مساومة ويحفظ له وقفته التاريخية إلى جانبه. وتضيف المصادر نقلاً عن الحريري أنه لن يقف على الحياد حيال الذين يخططون لمحاصرة جنبلاط ومن ثم تطويقه بدءاً بمنطقة الجبل. وتؤكد المصادر أن أجواء من الودّ خيّمت على لقاء الحريري بالوزيرين شهيّب وأبو فاعور الذي سيواصل تحرّكه لتحضير الأجواء السياسية للقاء بين الحريري وجنبلاط سيحصل قريباً مع اقتراب حلول الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري؛ خصوصاً أن رئيس الحكومة وجّه دعوات شخصية لرئيس «التقدمي» وأركانه لحضور الحفل الذي سيقيمه تيار «المستقبل» بهذه المناسبة. لذلك فإن لقاء تنقية الأجواء بين الحريري وشهيّب وأبو فاعور شكّل مناسبة لجوجلة أسباب الخلاف وإدراجها في ملفٍ للحوار مع الإصرار على ثبات تحالفهما الاستراتيجي. كما أتاح للوزيرين تسجيل مجموعة من المآخذ على رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل. وعلمت «الشرق الأوسط» أن شهيّب وأبو فاعور استفاضا في حديثهما عن واقع الوضع الدرزي واتهما باسيل بالانحياز لمصلحة خصوم جنبلاط ودخوله كطرف في المحاولات الرامية إلى محاصرته وتطويقه. لذلك، يتصرف «التقدمي» منذ الآن على أنه يخوض معركة مفتوحة مع باسيل على خلفية تدخّله المباشر في ملف العلاقات الدرزية من دون سابق إنذار، وهذا ما شكّل مفاجأة له لأنه يرى أن لا مبرر له لإقحام نفسه في هذا الخلاف الذي يمكن أن يؤثر على المصالحة في الجبل، باعتبار أنها بمثابة خط أحمر لدى جنبلاط ولن يسمح بتهديدها أو العودة بالجبل إلى اقتتال ترتّب عليه سقوط ضحايا. وعليه، فإن الحريري وجنبلاط يصرّان على التزامهما بتطبيق اتفاق «الطائف» وتنقيته من الشوائب، كما أن الأخير يتمسك بالتسوية التي توصّل إليها مع الرئيس ميشال عون الذي كان التقى شهيّب وأبو فاعور موفدَين من رئيس «التقدمي». وعلمت «الشرق الأوسط» أن جنبلاط ليس في وارد الدخول في اشتباك مع عون وأن خلافه مع باسيل لن ينسحب مهما كلّف الأمر على العلاقة مع رئاسة الجمهورية. ولم يُعرف حتى الساعة إذا كان الرئيس عون سيتدخّل مباشرة لدى باسيل للعمل على تهدئته لأن له مصلحة في الحفاظ على الاستقرار وتعزيزه؛ خصوصاً في الجبل، مع الإشارة إلى أن شخصيات في «التيار الوطني» لا تشارك رئيسها في انحيازه إلى جانب أطراف في الطائفة الدرزية. وسيكون المعيار لمدى ثبات التسوية بين الرئيس عون و«التقدمي» من اختبار التجاوب مع الأخير في تعيين العميد أمين العرم رئيساً لهيئة الأركان العامة في الجيش بعد ترقيته في مجلس الوزراء إلى رتبة لواء، وذلك خلفاً للواء المتقاعد حاتم ملاك؛ خصوصاً أنه الأول لجهة الأقدمية على قائمة المرشحين من الضباط الدروز لملء هذا المركز الشاغر حالياً.

القضاء اللبناني يتهم بالإرهاب تنظيمين فلسطينيين حليفين لدمشق وطهران

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. بدأ القضاء اللبناني اتخاذ إجراءات عقابية مشددة، بحق قيادات تنظيمين فلسطينيين مواليين للنظام السوري وإيران، يتخذان من المخيمات الفلسطينية تحصينات لهما، في دلالة واضحة على التشدد بملاحقة هذه القيادات، لارتكابها «أعمالاً إرهابية داخل المخيمات، مما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان». وبرز هذا التوجه عبر اتهام القضاء العسكري عدداً من قيادات وكوادر «الجهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، الحليفة للنظام السوري، بـ«زرع عبوات ناسفة بهدف تفجير الوضع الأمني داخل مخيّم عين الحلوة، والقيام بأعمال إرهابيّة تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة النعرات والفوضى داخل المخيّم، وعلى الأراضي اللبنانية»، فيما يُلاحق القضاء العسكري في ملفّ آخر، الفلسطيني جمال سليمان، قائد تنظيم «أنصار الله» وخمسة من كوادر التنظيم المقرّب من «حزب الله»، بجرم «تأليف مجموعة مسلّحة وإثارة الاقتتال داخل مخيم المية وميّة، في جنوب لبنان، وتهديد أمن المدنيين بداخله وفي محيطه». وكانت قوة من الأمن العام اللبناني قد ألقت القبض خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على الفلسطيني حسن علي ريّان، المطلوب للعدالة بأعمال أمنيّة، الذي اعترف بأنّه أحد المسؤولين العسكريين في تنظيم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» داخل مخيّم عين الحلوة، والمسؤول المباشر عن مخازن الأسلحة والذخائر التابعة للجبهة في المخيّم، ويعمل تحت إمرة المسؤول الأمني في التنظيم، باتر النمر، الملقب بـ«أبو راتب». وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر قضائية أنّ ريّان الذي أحيل إلى المحكمة العسكرية، اعترف أمام قاضي التحقيق العسكري فادي صوّان، بأنّ «القائد الأمني للتنظيم (أبو راتب) كلّفه بمرافقة مسلّحين ملثّمين إلى مفرق السوق وموقف بليبل داخل المخيّم، لمعاينة المنطقتين وزرع 16 عبوة ناسفة فيهما، وأنه شاهد العبوات موضبة في صندوق السيارة التي كان يستقلها المسلحون»، وأكّد الموقوف أنّه «رفض تنفيذ هذه المهمّة، وقرّر الانشقاق عن الجبهة الشعبيّة، واستولى على الأسلحة والذخائر التي كانت داخل مخزن (نفق الحليب) الموجود في المخيّم، وباع قسماً منها إلى تجار أسلحة؛ لكنه عاد ووقع في قبضة (الجبهة الشعبية) مجدّداً، واعترف بمكان وجود ما تبقى من الأسلحة والذخائر التي استعادتها». وبناء على معطيات جديدة توفّرت للأجهزة الأمنية، ادعت النيابة العامة العسكرية مجدداً على حسن ريّان بجناية تأليف عصابة مسلّحة، والقيام بأعمال إرهابيّة، بعد أن اعترف في التحقيقات الأوليّة بأنّه بعد انشقاقه عن «الجبهة الشعبيّة» ترأس مجموعة مسلّحة أطلق عليها اسم «مجموعة الانتقام» كان هدفها تنفيذ عمليات أمنيّة داخل المخيّم. واعتبر قاضي التحقيق العسكري في قراره الاتهامي، أنّ المتهم حسن ريّان، أقدم على سرقة أسلحة وذخائر وصواريخ حربية والاتجار بها، كما قام بتأليف مجموعة إرهابية مسلّحة، وأحاله إلى المحكمة العسكرية للمحاكمة، وطلب إدانته بجرائم الإرهاب، التي تصل عقوبتها إلى الأشغال الشاقة حتى 20 عاماً، وسطّر مذكرة تحرٍّ دائم لمعرفة هوية الأشخاص أعضاء المجموعة المسلحة، وهوية المسؤول الأمني في تنظيم «الجبهة الشعبية» باتر النمر «أبو راتب» لمحاكمتهم. وفي ملف آخر، ادعت النيابة العامة العسكرية على جمال سليمان، قائد تنظيم «أنصار الله» مع خمسة آخرين من كوادر التنظيم، بجرم «الانتماء إلى مجموعة مسلّحة، والمشاركة في المعارك التي حصلت داخل مخيّم الميّة وميّة، وقتل عدد من الأشخاص»، وأحالت الملف مع موقوف واحد إلى قاضي التحقيق لإجراء المقتضى القانوني. علماً بأن جمال سليمان تمكن مع 20 من قادة التنظيم من الخروج من مخيّم الميّة وميّة خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إثر تطويقه من الجيش اللبناني، بعد المعارك التي حصلت داخله، وانتقلوا إلى سوريا للإفلات من الملاحقة، وتردد أنهم خرجوا من المخيم واجتازوا الحدود اللبنانية السورية بمساعدة أحد الأحزاب اللبنانية النافذة.

«مهمة دولية» لتقييم مستوى الأمن النووي في لبنان

بيروت - «الراي» .. خالق: المهمة تدلّ على الالتزام الجدي للحكومة اللبنانية فيما يتعلق بالأمن النووي وسبل تعزيزه .. نصولي: الجمارك اللبنانية كشفت أكثر من 150 حالة من المواد المشعة الملوَّثة خلال السنوات العشر الأخيرة ..

تجري «الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA» تقييما فيما يخص الأمن النووي في لبنان ستضمّنه في تقرير رسمي يرفعه خبراؤها الى الحكومة اللبنانية ويعرض النتائج والتوصيات اللازمة. قد أعلنت «الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية» إن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بدأت مع خبراء دوليين مهمّتها في «الخدمة الاستشارية الدولية المعنية بالحماية المادية IPPAS» في لبنان بناء على طلب من الهيئة، على أن تستمرّ عملية التقويم بين 4 و 15 الجاري. وقال رئيس قسم الأمن النووي للمواد والمرافق النووية في «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» الدكتور محمد خالق، خلال مهتمه في لبنان، إن «الخدمة الاستشارية الدولية المعنية بالحماية المادية IPPAS، والتي أنشأتها الوكالة الدولية العام 1995، تهدف الى مساعدة الدول في تعزيز أمنها النووي وفي توفير الإرشادات والتوصيات الضرورية في شأن حماية المواد النووية والمواد المشعة الأخرى، والمرافق والأنشطة المرتبطة بتلك المواد». وأضاف: «هذه المهمة هي الأولى في لبنان وتدلّ على الالتزام الجدي الذي تُظْهِرُه الحكومة اللبنانية فيما يتعلق بالأمن النووي وسبل تعزيزه». وأشار خالق الى أن «لبنان شريك أساسي في»الوكالة الدولية للطاقة الذرية«، إذ يشارك بفعالية في برامج عدة ومنها نظام»قاعدة بيانات الحادثات والاتجار غير المشروعITDB programme«، وفي مجموعات العمل وفي مراجعة الخطط الدولية المعتمدة. من جهة أخرى، تساعد»الوكالة الدولية للطاقة الذرية«لبنان في تعزيز أمنه النووي من خلال توفير الدعم الاستشاري، والتجهيزات المطلوبة للكشف والحماية، وتدريب الخبرات والكفاءات العلمية». وشرح رئيس الهيئة الوطنية لتنفيذ التزامات لبنان تجاه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمواد الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والنووية (CBRN) وادارة ومواجهة مخاطر اسلحة الدمار الشامل في رئاسة مجلس الوزراء الدكتور بلال نصولي أن «المهمة ستقوم، على مدى أسبوعين، بالإطلاع على معايير الاستخدام السلمي للمصادر المشعّة في المستشفيات اللبنانية والشركات الصناعية، وعلى الخطة الوطنية والتنسيقية بين مختلف الوزارات والأجهزة الأمنية المعنية بالكشف، والتبليغ، وتقييم المخاطر ومنعها. لترفع، في نهاية المهمة، تقريرها العلمي والتقني الى الحكومة اللبنانية متضمناً النتائج والتوصيات اللازمة». ولفت الى ان «الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية تتعاون، ومنذ العام 2006، مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بغية تعزيز منظومة الأمن النووي في لبنان من خلال بلورة المعايير القانونية والتشريعية، والوقائية، وتفعيل آليات الكشف والاستجابة والمتابعة وتعزيز الكوادر اللازمة، ورفع مستوى الوعي في شأن التهديدات عند مختلف الأفرقاء في الدولة اللبنانية». وقال: «على سبيل المثال، تم الكشف وبالتعاون مع مديرية الجمارك اللبنانية عن أكثر من 150 حالة من المواد المشعّة الملوثة خلال العشرة الأعوام الأخيرة. كما تم وضْع نظام مراقبة وكشف على الحدود اللبنانية، وإخراج بعض المصادر المشعة المستنفذة من المستشفيات في لبنان الى بلد المنشأ، واستبدال استخدام بعض المواد المشعة في معالجة داء السرطان بتقنيات تكنولوجية أخرى، وتطبيق آليات جديدة في شأن استيراد المواد المشعة التي تستخدم في المجالات السلمية».

حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" يعيد إطلاق نفسه: إلغاء منصب العميد وكسر تقليد التوريث السياسي...

بيروت - "الحياة" ... أعاد "حزب الكتلة الوطنية اللبنانية" إطلاق نفسه مع تجديد، مستندا الى تاريخه وتاريخ عميده الراحل ريمون اده الذي كان يوصف بـ"ضمير لبنان"، مستذكرا انجازاته المبكرة على طريق تحويل لبنان الى دولة مدنية. وأولى خطوات التجديد كانت استبعاد التوريث السياسي، بالغاء منصب عميد الحزب الذي كان يشغله كارلوس اده، ابن شقيق ريمون اده وتحويله الى رئيس منتخب للحزب لمدة سنة. وأقام الحزب معرضا عن تاريخه برز فيه الزمن الجميل للعمل السياسي في لبنان، زمن ريمون اده الذي اشتهر بنزاهته، وقد اعتمد الحزب النزاهة في احد شعاراته في انطلاقته الجديدة. وكان "حزب الكتلة" أعاد إطلاق نشاطه السياسي في حفل أقامه في مقر الحزب الرئيس في الحميزة، في حضور رئيسه كالوس إده، وشخصيات إعلامية وقدامى الكتلة وكوادرها، تخلله جولة تفاعلية تعريفية شاملة على إنجازاته وأنشطته ورؤيته المستقبلية. بداية تحدث كارلوس إده، فأشار إلى أن "ورشة الحزب تعني العمل على الأرض"، مذكرا بأن تاريخ "الكتلة معروف بالوطنية، والذي يميزها عن غيرها أن مواقفها مبنية فقط على مصالح الوطن". وأكد أنها "لم تقبل أي مرة بتمويل خارجي، ولم يحقق أي كتلوي يوما ثروة من السياسة وليس صدفة أن توصف الكتلة بحزب "الأوادم".

كارلوس اده: بدأنا من أنفسنا

وشدد على أن "مشروع حزب الكتلة بإصلاحاته الجديدة، مبني على مبادئ الكتلة التاريخية التي لم تتبدل مع الزمن". وقال: "لأن الإصلاح السياسي ضرورة في لبنان كان لا بد من البدء بإصلاح الحزب وهذا ما حصل بالتعاون مع أصدقاء من داخل الكتلة وخارجها وهم من الأشخاص الذين نجحوا في حياتهم المهنية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وهم يمثلون أيضا كل لبنان ومن مختلف الأعمار والمناطق". وأكد اده "أن ما يجمعنا هو هم واحد: لبنان والمواطن، ولذلك بدأنا من أنفسنا وهي ليست سوى البداية". وأعلن أنه قرر إلغاء منصب العميد في الكتلة وتحويل صلاحياته بالكامل إلى "اللجنة التنفيذية" المنتخبة من "مجلس الحزب" والتي تتخذ قراراتها على أساس الشورى وبالأكثرية لأن الوقت حان كي نكسر التقليد السياسي اللبناني القائم على التوريث السياسي وشخصنة القرار داخل الأحزاب". وقال: "اليوم سلمت الأمانة لمجموعة من النساء والرجال من كل لبنان يحبون البلد، وقرروا البقاء فيه ويحبون ويحترمون تاريخ ريمون إده ومبادئه، وأنا باق بينهم ومعهم في الحزب كمناضل عبر مشاركتي كعضو في "اللجنة التنفيذية" ورئيس للحزب منتخب للسنة الأولى، من دون تجديد". وإذ عبر إده عن اطمئنانه إلى أن ما أنجز مع هذه المجموعة هو "خطوة جريئة وصحيحة للكتلة، وللحياة السياسية اللبنانية وللديموقراطية والحرية في لبنان". أكد أن "هذه الإصلاحات تشبه انفتاح إميل إده وريمون إده وبيار إده وشجاعتهم ونفسهم الإصلاحي".

عيسى: سيكون للكتلة مواقف صريحة من القضايا الأساسية

ثم تحدث الأمين العام لـ"الكتلة الوطنية" بيار عيسى فقال: "قضيت ما يزيد على 35 سنة من عمري في خدمة الناس والمجتمع من خلال عملي في جمعية "أركانسيال" التي كان لي شرف المساهمة في تأسيسها وإدارتها. وكون السياسة هي إدارة أمور الناس وتحسين معيشتهم، قررت أن أكمل نشاطي السابق ووضع خبرتي وكل إمكاناتي في خدمة المصلحة العامة والمواطنين". ولفت إلى أن "المبادرة الفردية وعمل الجمعيات يكمل عمل الدولة"، وقال:" "لذلك أنا ورفاقي في الكتلة سنشارك بقوة وسنسخر كل خبراتنا وقدراتنا لبناء الدولة القادرة على القيام بواجباتها بشكل صحيح وليس على أساس المحاصصة والزبائنية القائمة حاليا". وعن سبب اختياره الانضمام إلى "الكتلة"، قال: "لقيام الدولة العادلة والقادرة نحن نؤمن بأنه يفترض أن تحكم حياتنا السياسيّة خمس فضائل في وجه خمس علل هي السبب الأساس لترهل الدولة ووصولنا إلى وضعنا الحالي". وقال: أنها "المواطنة في وجه الطائفية، والنزاهة في وجه الفساد ودولة القانون في وجه الزبائنية، والسيادة في وجه التبعية والارتهان والديموقراطية في وجه التوريث السياسي والمصالح الشخصية". وتطرق عيسى إلى القضايا الأساسية والسيادية، وأكد أنه "سيكون للكتلة مواقف واضحة وصريحة من كل القضايا الأساسية التي تهم المواطن ولها أثر على مستقبل لبنان. فالكتلة تؤمن بالسيادة الكاملة غير المنقوصة". وعدد مواقف "الكتلة" السيادية التاريخية، وقال: "إعترضت الكتلة عام 1944 على مشروع إنشاء دولة إسرائيل ودعمت بكل قوة وشجاعة القضية الفلسطينية وستبقى تدعم هذه القضية المحقة، لكنها رفضت اتفاق القاهرة عام 1969 وتصرفات المجموعات المسلحة التي كانت تتنافى مع سيادة لبنان". ورفضت "اللجوء إلى السلاح لحل الخلافات منذ بداية الحرب واعترضت على دخول الجيش السوري إلى لبنان وعلى تدخل النظام في شؤوننا الداخلية، وسنبقى نعترض على أي تدخل خارجي مهما كان مصدره". وذكر عيسى بإدانة "الكتلة" في العامين 1978 و1982 الإحتلال الإسرائيلي وتشجيعها المقاومة الشعبية اللبنانية في غياب الدولة والجيش للدفاع عن الحدود، وطالب بأن "يتحمل اللبنانيون جميعهم واجب الدفاع عن الحدود بكل الوسائل بقيادة الدولة اللبنانية حصرا وبأن تسترد الحكومة اللبنانية قرار الحرب والسلم في انتظار وضع استراتيجية دفاعية". وقال: "في هذه النقطة بالذات ونظرا لحساسيتها نحن مستعدون لنشارك بحلها بعيدا كل البعد من منطق الاستقواء أو انتصار فريق على آخر، فما يهمنا هو الاعتراف والحفاظ على تضحيات اللبنانيين كل اللبنانيين واستعادة الثقة بينهم وبناء دولة حديثة". واذ اكد أن "البلد ليس مفلسا إنما الطبقة السياسية التي تحكمنا منذ عقود هي المفلسة". توجه إلى الطبقة السياسية، بالقول: "ركزوا على الأمور المصيرية السيادية الخلافية، وكان من الأفضل اليوم تشكيل حكومة إنقاذ وطني مصغرة مؤلفة من خبراء مستقلين مشهود لهم بالكفاءة من أجل استعادة ثقة المواطن وثقة المجتمع الدولي. وعندما نستعيد هذه الثقة سترون كيف أن الضغط على الليرة سيتراجع، والنمو سيعود والهدر سيتوقف والكهرباء ستتأمن". وخلص الى القول: "الكتلة عادت لاستكمال بناء الدولة الذي توقف وتم إبعادنا قسريا عن مشروع بنائها. وعادت حتى الدولة تستعيد مؤسساتها بعيدا من المحاصصة والمذهبية، حتى تعود دولتنا دولة قادرة وحديثة وخصوصا سيادية في خدمة الإنسان وليس للتسلط عليه، لقد عدنا كي يعود لبنان مزدهرا أخضر وعادلا".

يموت: جربونا وحاسبونا

من جهتها، قالت عضو "اللجنة التنفيذية" سلام يموت: "حان الوقت لنرسخ الثقة بين بعضنا بعضا وألا نخشى من الاختلاف في الدين، فهذه كلها أفكار عززها النظام الطائفي لتغذية الخوف والعوز عند الناس. أنا هنا لأخبركم أن أملا كبيرا لدي بحزب الكتلة وبإصلاحاته الجديدة المبنية على مبادئ تاريخية". وتوجهت إلى المواطنين، بالقول: "جربتوا مجرب، جربونا وحاسبونا!. نحن نطرح مشروعا سياسيا جديا للوطن وسنخلق الفرص للازدهار تماما كما فعلنا سابقا". وزادت: "أنا خبيرة انترنت عالمية، وقبل ذلك عملت في مكتب رئيس مجلس الوزراء لمدة ست سنوات كخبيرة اتصالات ومعلوماتية ومر علي ثلاثة عهود ورأيت كم أن السياسة تمارس بشكل خاطئ في لبنان وأن لا إصلاح حقيقيا يحصل ولذلك قررت ترك هذا المنصب". وقالت: "رأيت أن الحل الوحيد لإنقاذ البلد اليوم هو بطرح بديل سياسي عن الطاقم الموجود حاليا، فحتى موضوع الاتصالات مسألة سياسية، وكل القضايا التي تهم المواطن هي سياسية بامتياز، ولذلك أنا هنا في هذا الموقع".

 



السابق

مصر وإفريقيا..مصر تبحث عن نفوذها القاري عبر تولي السيسي ..مصر حريصة على تطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية...فرنسا تدعو رعاياها في تشاد لتوخي الحذر..«خامسة» بوتفليقة نحو التأكد ...هجوم بقنابل الغاز على مسجد الأنصار بأم درمان... واستهداف سيارة المهدي..إعلان أجواء الجنوب الليبي «منطقة حربية مغلقة»..تونس.. التهم تحاصر النهضة ودعاوي قضائية جديدة ضدّها.."ايلاف المغرب" تجول في الصحف المغربية الصادرة السبت..

التالي

اخبار وتقارير..بوتين يعفي 9 جنرالات في أجهزة الأمن الروسية..مصادر دبلوماسية أوروبية تنتقد اندفاع عواصم عربية للتطبيع مع دمشق..كوشنر يزور الشرق الأوسط لطرح «الشق الاقتصادي» من خطة السلام..تصريحات الظواهري تقلق واشنطن إضافة إلى القلق من «داعش»..أميركا تهدد بإيقاف مفاوضات «باتريوت» مع تركيا فور تسلمها «إس 400»..ميركل تفتتح أكبر مركز للاستخبارات الألمانية بالعالم..«طالبان» تصعّد عملياتها في عدد من الولايات لتشتيت القوات الأفغانية..غوايدو لا يستبعد تدخلاً عسكرياً أميركياً في فنزويلا..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,775,159

عدد الزوار: 6,914,372

المتواجدون الآن: 109