لبنان.....واشنطن «قلقة»: إيران ووكلائها يقوضون السلام في المنطقة......إسرائيل تطلق النار رداً على صواريخ مضادة للدبابات أطلقت من لبنان....الحريري طلب تدخلا أميركيا فرنسيا لوقف التصعيد جنوبا...فؤاد السنيورة: حزب الله يورط لبنان!...جعجع: لبطنا الكراسي وأرانب السياسة تفتعل بهلوانيات... التوتراتُ السياسية تستنزف الاقتصاد وتُرْهِق الأمن..الحوار الاقتصادي اللبناني على وقع «جبهة الجنوب»...باسيل رئيساً لـ«التيار» بالتزكية لولاية ثانية....

تاريخ الإضافة الإثنين 2 أيلول 2019 - 5:41 ص    عدد الزيارات 2189    القسم محلية

        


واشنطن «قلقة»: إيران ووكلائها يقوضون السلام في المنطقة...

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»...أعلن مسؤول في الخارجية الأميركية، اليوم (الأحد)، أن الولايات المتحدة «قلقة لتصعيد التوتر» على الحدود بين لبنان وإسرائيل، بعد تبادل للنيران والقصف بين جماعة «حزب الله» والجيش الإسرائيلي. وقال المسؤول إن «الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «على (حزب الله) أن يمتنع عن أعمال معادية من شأنها تهديد أمن لبنان واستقراره وسيادته... هذا الأمر هو مثال آخر على دور وكلاء إيران المزعزع للاستقرار، عبر تقويض السلام والأمن في المنطقة». بدوره، كتب جيسون جرينبلات، المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، في تغريدة له: «تم إطلاق صواريخ من لبنان على إسرائيل. إيران لها وكلاء في لبنان وغزة يلحقون الأذى بإسرائيل، ويقوضون فرص التوصل إلى سلام، ويهددون إقامة مستقبل أفضل للفلسطينيين... والولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها». وأعلنت إسرائيل، الأحد، أنها ردت بإطلاق النار على جنوب لبنان، بعد إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه أراضيها، مما أثار مخاوف من تصعيد خطير مع «حزب الله»، بعد أسبوع من التوتر المتصاعد. ودعت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) إلى ضبط النفس، بعد استهداف «حزب الله» آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم، قرب الحدود الجنوبية للبنان، ورد القوات الإسرائيلية باستهداف أطراف القرى الحدودية اللبنانية بنحو 40 قذيفة.

إسرائيل تطلق النار رداً على صواريخ مضادة للدبابات أطلقت من لبنان

«حزب الله» أعلن استهداف آلية عسكرية ومقتل وإصابة من كانوا بداخلها

تل أبيب - بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»... أعلنت إسرائيل، اليوم (الأحد)، أنها ردّت بإطلاق النار على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه أراضيها، ما أثار المخاوف من تصعيد خطير مع «حزب الله» بعد أسبوع من التوتر المتصاعد. وقال الجيش في بيان إن «عددا من الصواريخ المضادة للدبابات أطلقت من لبنان باتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية ومركبات عسكرية». وأضاف «تم تأكيد الضربات». وردت القوات الإسرائيلية «بالنيران على مصدر الصواريخ وأهداف في الجنوب اللبناني». من جانبه، أعلن «حزب الله» اللبناني، عبر وسائل إعلام موالية له، تدمير آلية عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، ومقتل وإصابة من كانوا عليها. وكان رئيس الوزراء وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حذر «حزب الله» ولبنان من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن أي اعتداء من الجانب اللبناني. وكان نصر الله أكد أمس السبت أن رد «حزب الله» على الخرق الإسرائيلي «سيكون مفتوحا، ومن لبنان»، متحدثا عن «الرعب الذي يعيشه العدو على الحدود».

البحرين تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان فوراً

المنامة: «الشرق الأوسط أونلاين».. دعت وزارة الخارجية البحرينية مواطنيها، اليوم (الأحد)، إلى مغادرة لبنان على الفور، مشيرةً إلى «الأحداث والتطورات الأمنية» التي يمر بها لبنان، وذلك بعد تزايد حدة التوتر بين إسرائيل وجماعة «حزب الله»، منذ أسبوع، مما أدى إلى إثارة مخاوف من اندلاع حرب جديدة بين الطرفين. وقالت الخارجية البحرينية في بيان: «تدعو وزارة خارجية مملكة البحرين جميع المواطنين الموجودين في الجمهورية اللبنانية إلى ضرورة المغادرة فوراً نظراً لما تمر به الجمهورية اللبنانية من أحداث وتطورات أمنية توجب على الجميع أخذ سبل الحيطة والحذر»، حسبما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وكانت البحرين نصحت مواطنيها في وقت سابق «بعدم السفر نهائيا إلى الجمهورية اللبنانية منعاً لتعرض المواطنين لأي مخاطر، وحرصاً على سلامتهم»...

"حزب الله" يعلن تدمير آلية و"قتل وجرح من فيها" وإسرائيل تنفي وتنهي العمليات بعد قصف جنوب لبنان بـ100 قذيفة

الحريري طلب تدخلا أميركيا فرنسيا لوقف التصعيد جنوبا وماكرون تدخل لدى نتانياهو وواشنطن لأجل التهدئة

بيروت - "الحياة" ... بعد أسبوع على تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بالرد على قيام اسرائيل، بشن هجوم بطائرتين مسيرتين على ضاحية بيروت الجنوبية، وقتل اثنين من عناصره في غارة في سورية، أعلنت "المقاومة الإسلامية"، الجناح العسكري لـ"حزب الله" في بيان، أنه "عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر الأحد بتاريخ الأول من أيلول (سبتمبر) 2019، قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة افيفيم شمال فلسطين المحتلة وقتل وجرح من فيها". لكن الجيش الإسرائيلي سرعان ما نفى سقوط قتلى أو جرحى، وقال في بيان: "لقد رد جيش الدفاع على العملية التي نفذها حزب الله باستهداف الخلية التي أطلقت الصواريخ المضادة للدروع، بالإضافة إلى إطلاق نحو 100 قذيفة مدفعية باتجاه مصادر النيران في جنوب لبنان". واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي بمدينة القدس، أن "إسرائيل ستحدد التحرك المقبل على الحدود مع لبنان وفقاً لتطور الأحداث". واستدعت التطورات الأمنية في الجنوب، متابعة سريعة من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري فأجرى اتصالين هاتفيين بكل من وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون، طالبا تدخل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمجتمع الدولي في مواجهة تطور الاوضاع على الحدود الجنوبية. كما اجرى الحريري اتصالا برئيس الجمهورية ميشال عون ووضعه في أجواء الاتصالات الدولية العاجلة التي أجراها، كما إتصل بقائد الجيش العماد جوزيف عون واطلع منه على الإجراءات التي يتخذها الجيش. كذلك اجرى الحريري اتصالا برئيس البرلمان نبيه بري ووضعه في أجواء الاتصالات العربية والدولية التي قام بها. ومساء تلقى الحريري اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية المصرية سامح شكري، تم خلاله التشاور في آخر التطورات على الحدود الجنوبية. وعلمت "الحياة" أن الرئيس ماكرون أجرى اتصالات بالمسؤولين الأميركيين وبرئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو في إطار تحركه من أجل التهدئة على الجبهة الجنوبية اللبنانية، وذلك إثر الاتصال الذي أجراه الحريري بكبير مستشاري الرئيس الفرنسي السفير إمانويل بون، لإطلاعه على التطورات العسكرية الجنوبية والطلب إليه تدخل باريس لضمان عدم تصعيد الاشتباك الذي حصل.

فرنسا: لإتخاذ أقصى درجات ضبط النفس

ولاحقا أعلنت الخارجية الفرنسية أنها "تتابع بحذر تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق". ودعت "كل طرف إلى اتخاذ أقصى درجات ضبط النفس والعمل من أجل حل سريع للتوترات الحالية". ولفتت إلى أنها "تكثف اتصالاتها في المنطقة لتجنب التصعيد منذ أحداث 25 آب (أغسطس)". وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتمع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإيراني حسن روحاني في الأيام الماضية. وأكدت انها على تواصل دائم مع كل الأطراف اللبنانية". وشددت الخارجية الفرنسية على أن "فرنسا تنوي مواصلة جهودها في هذا الاتجاه وتدعو الجميع إلى تحمل مسؤولية العودة السريعة إلى الهدوء.

الخارجية الأميركية: ندعم إسرائيل بالدفاع عن نفسها

أما وزارة الخارجية الأميركية فقالت: "ندعم إسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها، وعلى "حزب الله" ضبط أعماله العدائية التي تهدد استقرار لبنان وأمنه". وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس أعلن أن "الأعمال القتالية الحالية مع حزب الله انتهت فيما يبدو لكن القوات الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب". وأصدر بيانا لخص فيه حصيلة المواجهات على الحدود، والتي لم تتجاوز الساعتين. وقال: "إنه جرى إطلاق عدد من القذائف المضادة للدروع باتجاه قاعدة عسكرية ومركبات عسكرية في منطقة أفيميم، حيث تم إصابة بعض منها". وذكر "أن الجيش الإسرائيلي رد باتجاه بعض مصادر النيران وباتجاه أهداف في جنوب لبنان. وتركز القصف الإسرائيلي على قريتي مارون الراس وبنت جبيل المتاخمتين للحدود".

الجيش اللبناني

وأعلن الجيش اللبناني في بيان ان "القوات الإسرائيلية استهدفت خراج بلدات مارون الراس، عيترون ويارون بأكثر من ٤٠ قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، ما أدى إلى إندلاع حرائق في احراج البلدات التي تعرضت للقصف". وأفادت المعلومات أن الآلية الإسرائيلية التي استهدفتها المقاومة، هي من طراز wolf وتتسع لثمانية جنود، وقد أصيبت في منطقة تقع في عمق 3 كيلومترات عن الحدود. وأن القصف الإسرائيلي لم يتعد خراج البلدات الثلاث. وقد توقف قرابة السادسة مساء، لتخيم أجواء الترقب والحذر المنطقة الحدودية.

"يونيفيل": تمت استعادة الهدوء ... وما جرى حادث خطير"

الى ذلك أصدر الناطق الرسمي باسم "يونيفيل" أندريا تيننتي، بيانا حول التطورات، قال فيه: "عند حوالى الساعة الخامسة من مساء اليوم (الأحد) أبلغ الجيش الإسرائيلي "يونيفيل" أن صاروخا مضادا للدبابات أطلق من محيط بلدة مارون الراس في جنوب لبنان، على آلية تابعة للجيش الإسرائيلي في منطقة أفيفيم جنوب الخط الأزرق. ورداً على ذلك، قام الجيش الإسرائيلي باطلاق نيران المدفعية مستهدفا المنطقة التي انطلق منها الهجوم الصاروخي". أضاف ان "رئيس بعثة "يونيفيل" وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول بدأ اتصالات على الفور مع الأطراف، من أجل احتواء الوضع واستعادة العمل بوقف الأعمال العدائية. وفي هذا الوقت عاد الهدوء الى المنطقة وتحافظ "يونيفيل" على وجودها على الأرض مع القوات المسلحة اللبنانية". وأشار تيننتي إلى أن ديل كول عبر "عن بالغ قلقه من الحادث، وحث الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد الوضع"، ناقلا عنه قوله: "إن ما جرى حادث خطير ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وهو يهدف بوضوح إلى تقويض الاستقرار في المنطقة". وأضاف دل كول: "نحن بحاجة إلى الحفاظ على الأمن على طول الخط الأزرق وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. تم استعادة الهدوء العام في المنطقة وأكدت لي الأطرف التزامها المستمر بمواصلة وقف الأعمال العدائية وفقا للقرار 1701". وختم تيننتي البيان بالقول إن "يونيفيل تتابع الوضع لمعرفة ظروف وملابسات الحادث، بما في ذلك أي اصابات أو أضرار وقعت نتيجة الحادث. وفي هذا الوقت، ليس لديها تقارير عن اصابات من أي من الجانبين".

فضل الله من مارون الراس: فرحة شعبية بإنجاز المقاومة

ومساءً، جال عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، في القرى الحدودية المتاخمة لموقع تنفيذ العملية. وحيّا من بلدة مارون الراس، المطلة على الأراضي المحتلة "مجاهدي المقاومة الإسلامية، الذين نفذوا عملية بطولية اليوم". وقال: "قرانا ممتلئة عزة وكرامة وعنفوان، لأن مقاومينا، كانوا على قدر المسؤولية الوطنية، للدفاع عن سيادة بلدهم وكرامته". وأكد أن "هناك حالة من الاستقرار والطمأنينة، لثقة الاهالي بالمقاومة، وهناك فرحة شعبية، لما تحقق من إنجاز"، معتبرا أن "ما نشاهده من حضور للأهالي، هو دليل شعورهم بالأمان، في ظل معادلة الجيش والشعب والمقاومة، والعدو يدرك اليوم، أن لبنان ليس بلدا مستباحا، يستطيع الاعتداء من دون رد مناسب". وقال: ""الوضع مستقر في القرى الحدودية، والناس المقيمون يسهرون ويمارسون نشاطهم كالمعتاد، قرب الحدود".

قرقاش: قلوبنا مع لبنان واللبنانيين

وفي المواقف قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش: "قلوبنا مع لبنان واللبنانيين، فطالما عانوا من انفراد القرار وتداعياته، والمنطق أن قرار الحرب والسلام والإستقرار يجب أن يكون قرار الدولة".

فؤاد السنيورة: حزب الله يورط لبنان! محذرا من تغييب الدولة في قضايا الدفاع والأمن

صحافيو إيلاف... إيلاف من بيروت: قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، إن ما وقع يوم الأحد، على الحدود مع إسرائيل، جرى في تغييب كامل للدولة اللبنانية، وحذر من توريط حزب الله للبلاد. وأضاف السنيورة في حوار مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أنه "من غير المقبول أن يبادر حزب الله إلى القيام بعملية من هذا النوع"، معتبرا ما حدث غير مقبول كما أنه يطرح قضية الاستراتيحية الدفاعية للبنان. وتولى السينورة رئاسة وزراء لبنان في فترة حرجة من تاريخ البلاد (2005-2009)، وكان شاهدا على "حرب تموز" عام 2006، التي استمرت 34 يوما بين حزب الله وإسرائيل، وأدت إلى وقوع خسائر فادحة في الجانب اللبناني. وكان حزب الله قد أعلن مقتل وجرح عسكريين إسرائيليين إثر استهداف آليتهم يوم الأحد. وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. واندلعت المواجهات من الساعة 16:19 إلى 18:19 تقريبا بالتوقيت المحلي للبنان، وردّت إسرائيل بقصف مكثف على قرى حدودية لبنانية. وقال السنيورة في ذات الحوار، إن لبنان يواجه مخاطر كبيرة "ولا يحتاج إلى مخاطر إضافية تأتي عن طريق توريط حزب الله للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني في الشكل الذي رأيناه خال هذه الأيام". واعتبر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق أن"مواجهة اليوم على الحدود انتهت كما لو أنها مرتبة سابقا بين الطرفين، ليس بالضرورة من خلال اتصال مباشر، بل من خلال أي عمل تقوم به بعض الأطراف، بحيث أدى إلى تنفيس الاحتقان الذي كان ساريا". وأشار إلى أن المواجهة انتهت على الحدود بخسارة حديد في الجانب الإسرائيلي وشجر في الجانب اللبناني، على حدّ تعبيره. وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يستفد من الأمر وسينعكس عليه سلبا، مشددا على أنه لم يعد من المبرر ولا المقبول أن يكون مصير اللبنانيين معلقا على قرار غير لبناني يتولاه حسن نصر الله ويملي على لبنان النتائج.

"ماذا يبقى من هيبة الدولة اذا كان القرار الاستراتيجي في يد اطراف خارج مؤسساتها؟"

جعجع: لبطنا الكراسي وأرانب السياسة تفتعل بهلوانيات وعهد استعادة الدولة من الدويلة لم يكن على قدر الآمال

بيروت - "الحياة" ... اعتبر رئيس حزب "​القوات اللبنانية​" ​سمير جعجع​ ان "لولا شهداء القوات اللبنانية لما كنا هنا الآن ولا كانت ​معراب​ ولا كانت ​بعبدا​ ولا كانت دولة ونحن هنا بالعرق والدم والنضال والاندفاع والعزم والحزم والمثابرة و​الثبات​ والاستقامة والتضحية حتى بذل الذات"، مشيرا الى ان "غيرنا يأتي من حيث لا ندري ومن حيث الصدف والظروف ومن ثم يرحل أما نحن فدائما وابدا هنا في السراء والضراء". ولفت جعجع في كلمة له خلال قداس "شهداء المقاومة اللبنانية" الى ان "حضورنا السياسي على الأرض أو في أي موقع مسؤوليةٍ نتولاه ليس منةً إلا من دماء شهدائنا وعرق مناضلينا"، مؤكدا "اننا أقدمنا على خطوة انتخاب العماد ​ميشال عون​ رئيساً للجمهورية على رغم الخصام التاريخي الذي كان قائماً بيننا لأسبابٍ وجيهةٍ وحيوية وهي وضع حد للفراغ الرئاسي المتمادي الذي كاد يفكك ​الدولة​ وتأمين التوازن الفعلي في ​المؤسسات الدستورية​ بوجود رئيسٍ يتمتع بصفةٍ تمثيلية وتحقيق مصالحة تاريخية بين القوات والتيار من خلال تفاهم معراب الذي هو كناية عن اتفاق شراكة حقيقية بين أكبر حزبين مسيحيين، مثلما يجري بين أعرق الأحزاب الديموقراطية في العالم كله وليس اتفاقاً لتقاسم الحصص كما يحلو للبعض وصفه". واعتبر جعجع أنه " تم الانقضاض على اتفاق معراب والتنكر له والتنصل من موجباته وكأن الطرف الآخر اراده لمجرد الوصول إلى الرئاسة ومن بعدها فليكن الطوفان"، مضيفا: "لو أن الفريق الآخر تنصل فقط من اتفاق الشراكة السياسية بينه وبين القوات لكان الأمر مفهوماً في إطار الجشع السياسي وحب التفرد بالسلطة والاحتكار ولكنه تنصل أيضاً من ورقة النقاط العشر التي تليت أمام الرأي العام والإعلام في معراب وبحضور الفريقين والتي تعنى مباشرةً وبشكلٍ واضحٍ وصريحٍ بقيام الدولة السيدة القوية القادرة المسؤولة وحدها عن مصير شعبها".

"أنياب الدويلة بارزةٌ أكثر من اي وقتٍ مضى"

ورأى جعجع أن "المؤسف اشد الأسف أن العهد الذي أردناه وما زلنا عهد استعادة الدولة من الدويلة عهد بحبوحةٍ وازدهارٍ لم يكن حتى اليوم على قدر كل هذه الآمال إن لم نقل أكثر"، معتبرا ان "الدولة القوية التي أردنا قيامها من خلال هذا العهد باتت اليوم تخسر أكثر فأكثر من رصيدها ومقومات وجودها في شتى المجالات والميادين، فأنياب الدويلة بارزةٌ أكثر من اي وقتٍ مضى وأركان الدولة بالذات يمالئون الدويلة ويغسلون أيديهم من الدولة"، مضيفا:"كأني والحال هكذا بالدولة اللبنانية تصرخ عاليا: من بيت أبي ضربت، إذا كان رب البيت لا يريد ان يبني فعبثاً يحاول البناؤون". وشدد على ان "صحيحٌ أن واقع لبنان المتأزم لا ينفصل عن واقع المنطقة من حروبٍ وتجاذباتٍ إقليميةٍ ودولية، لكن لا يمكن للبعض أن يضع الحق دائماً على "الطليان" لتبرير عدم قيام دولةٍ فعليةٍ في لبنان أو لتبرير انخراطه في عمليات الهدر والفساد". وتوجه جعجع الى القواتيين بالقول: "أنتم قررتم أن تكونوا قواتاً بكل إرادةٍ حرة حتى تعطوا لا حتى تأخذوا وحتى تكونوا حراس هيكل ​الجمهورية​ لا أن تكونوا تجار هيكلها وحتى تكونوا القدوة والنخبة لا أن تكونوا الذل والعار". وأكد أن "محاولات عزل ومحاصرة القوات من الأقربين والأبعدين ليست جديدةً علينا بل هي ملازمةٌ لمسيرتنا التاريخية"، مشددا على أن "أغلى ما تملكه القوات في رصيدها الوطني بالإضافة إلى إرث الشهداء والمصابين والمخفيين قسراً في سجون الأسد هو كرامتها وكلمتها وواجبها واستقامتها ومصداقيتها تجاه شعبها ونفسها ولن تفرط بهذا الرصيد أمام اي شيءٍ او اي ٍكان"، لافتا الى انهم "لن ينالوا منا حاول قبلهم كثيرون وفشلوا والذين يحاولون اليوم فاشلون أصلاً كلما حاولوا إضعافنا ومحاصرتنا في السلطة تعلق الشعب بنا أضعافاً مضاعفة".

"من جرب محاصرة القوات جاهل بالتاريخ"

واشار جعجع الى ان "من جرب محاصرة القوات وإقصاءها من جديدٍ كان جاهلاً بالتاريخ وهو كذلك، وصحيحٌ أن بعض أرانب ال​سياسة​ اليوم تتوهم بأنها تسابق القوات بمجرد انها تقفز يميناً ويساراً وتصدر الأصوات والضوضاء وتركض سريعاً امامنا وتخلف على دربنا الحصى وتثير الغبار لكنها مهما ركضت وقفزت وافتعلت بهلوانياتٍ تبقى مجرد ارانب وتبقى القوات هي الأساس"، معتبرا ان "ادعاء البعض بأنه يعمل لتحقيق الشراكة المسيحية الكاملة في الدولة هو ادعاء حق يراد به باطل". ورأى جعجع أن "الضنين بتحقيق الشراكة المسيحية في السلطة لا يسعى لتهميش جميع المسيحيين الذين لا يدينون له بالولاء، ويحرمهم حتى فرصة المنافسة الشريفة وتحقيق الشراكة لا يكون بتزكية مبيضي الوجوه والانتهازيين الصغار في الدولة لاننا بالنهاية سنعود وندفع كمسيحيين وكلبنانيين ثمن ادارة فاشلة فاسدة كما ثمن التفرد والاستنسابية في الاختيار"، مشددا على ان "تأمين التوازن في الدولة لا يكون بدعم سلاحٍ خارج الدولة والاستقواء به على باقي المسيحيين واللبنانيين".

"بكل وقاحة يسخرون الشرعية لخدمة الدويلة"

ولفت جعجع الى "اننا حافظنا على الشرعية عندما دق الخطر على ابواب الدولة وهم وبكل بؤسٍ ووقاحة يسخرون الشرعية لخدمة الدويلة في زمن قيام الدولة"، مضيفا :"نحن "لبطنا الكراسي" بأقدامنا مراتٍ ومرات حتى لا نساوم على مبدأٍ وقضية وهم بروا أقدامهم وعفروا جباههم من أجل الكراسي". وسأل: "لماذا وصلنا إلى ما وصلنا اليه؟ مجموعةٌ من الأسباب أهمها أن المواطن اللبناني محرومٌ وممنوعٌ من الوصول الى دولةٍ فعليةٍ تحقق له تطلعاته بحكم وجود دويلةٍ داخل الدولة، دويلةٌ تصادر القرار الاستراتيجي وتقيم اقتصاداً موازياً ولا تتورع عن استخدام وسائل عنفيةٍ مدانةٍ لمحاولة تطويع معارضيها وكم أفواههم"، معتبرا ان "من اسباب التدهور ايضاً هو القصور في إدارة الدولة والعقلية الزبائنية التي تحكمت بها فتحولت مؤسسات الدولة وإداراتها إلى مكاتب انتخابيةٍ للبعض وسبب اضافي استجد لتدهور الدولة وهو أن بعض الجماعات التي كانت تنتقد كل الممارسات الشاذة داخل الدولة من سرقةٍ وهدرٍ وفسادٍ ومحسوبيةٍ وتوريثٍ وعائلية، أصبحت هي نفسها عندما وصلت الى السلطة الشريك الأساسي والمضارب في هذه الممارسات كلها".

"من غير المقبول وضع لبنان أمام احتمال حربٍ مدمرة"

ورأى جعجع أن "التزام لبنان الصراع العربي الاسرائيلي هو امرٌ مسلمٌ به انطلاقاً من إيماننا بعدالة القضية الفلسطينية من جهةٍ ومن مبدأ التضامن العربي ووجود لبنان ضمن جامعة الدول العربية من جهةٍ ثانية ولكن لا نفهم وفق اي أسسٍ ومعايير يريد أحد الافرقاء اللبنانيين اليوم الزج بلبنان وشعبه في أتون المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران؟ فمن غير المسموح أن يفرض على اللبنانيين أمرٌ واقعٌ بهذه الخطورة ليسوا معنيين به بالأساس"، متسائلا: "ماذا يمكن للبنان أن يغير أصلاً في مجرى مواجهةٍ بهذه الضخامة في حال تم جره الى أتونها سوى أن يتلقى الضربات من كل الاتجاهات ويدفع ابناؤه الأثمان الباهظة من أرواحهم وممتلكاتهم ومستقبل أولادهم ومن غير المقبول أن يوضع لبنان أمام احتمال حربٍ مدمرة لا ناقة له فيها ولا جمل". وسأل جعجع: "ماذا يبقى أصلاً من هيبة الدولة ومن مقومات العهد القوي، إذا كان القرار الاستراتيجي الأول والأخير في يد افرقاء خارج مؤسسات الدولة، والدولة تبصم وتمشي"، معتبرا ان "الحكم الحقيقي هو استباقٌ ودرايةٌ وتجنيب المواطنين الويلات والشرور وليس حفل زجلٍ ينتهي وهكذا علمنا التاريخ بتراجيديا إغريقيةٍ لا يعود الندم ينفع معها". ودعا جعجع "رئيس الجمهورية الى اتخاذ موقفٍ واضحٍ وحاسمٍ وشفافٍ من هذه المسألة التي لا تحتمل المزايدات وطرح الموضوع على مجلس الوزراء بالتوازي مع توجيه رسالةٍ الى مجلس النواب يضع الجميع فيها أمام مسؤولياتهم"، مضيفا: "إذا كان رئيس البلاد قد وجه رسالةً الى مجلس النواب من اجل مجموعةٍ من الموظفين، فكيف بالحري إن تعلق الأمر بأرزاق ملايين اللبنانيين؟".

مسؤولٌ أمني في لبنان لـ «الراي»: التوتراتُ السياسية تستنزف الاقتصاد وتُرْهِق الأمن

الجيش عيْنُه على إسرائيل وقلْبُه على الاضطراب الاجتماعي في الداخل

الراي.....الكاتب:بيروت - من وسام أبو حرفوش .... يجتاز لبنان الآن مرحلةً ربما تكون الأكثر مأسوية منذ أن صمتتْ المدافع المجنونة إبان استخدام أهله حطَباً في حروب الآخرين. فالبلادُ، التي لم تتعلّم الدرسَ تماماً من الماضي الحاضر دائماً، لم تنجُ بعد من اختباراتٍ قاسية، على غرار اهتزاز الجبل أخيراً بفعل حادثةٍ دامية في البساتين - عاليه استحضرتْ كوابيسَ الزمن المشؤوم. وها هي البلاد المقيمة فوق فوالق الشرق الأوسط تُقتاد من جديد إلى «بوز المدفع» في لعبةِ المحاور، وكأنها على قاب قوسين من حربٍ لم تخْترها، بعدما ترنّحتْ قواعدُ الاشتباك بين إسرائيل و«حزب الله». ويصعب في البلاد التي «أصيبت بالعيْن» يوم كانت «دُرة الشرقين» كتْم أنينها من شدّة الوجع المالي - الاقتصادي غير المسبوق، بعدما لامس صداعه الخطوط الحمر وصار يهدد بتصدّعاتٍ اجتماعية وأمنية. ثمة تحوّل مفاجئ و«غير مفهوم» في المشهد اللبناني الذي كاد أن يستردّ بعض ألَقه قبل أن تنقلب الأوضاع رأساً على عقب... فقبل فترة وجيزة كان مسؤولٌ أمني رفيع يفاخر أمامنا بأن لبنان الآمن لا يشبه مَداره الإقليمي الأقرب لأن يكون «طنجرة ضغط» يُخشى انفجارها على وهج نار الصراع الكبير في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة، ويجزم مُطَمْئناً بأن البلاد تنعم باستقرارٍ أمني يضاهي ما هو قائم في أكثر الدول استرخاءً في العالم رغم زنار النار الذي يحوطها في الإقليم المشتعل.

ما الذي حصل منذ أشهر معدودات؟ ما سرّ هذا التقهقر الذي أصاب حال لبنان؟ وماذا عن المستقبل الذي يصعب معرفة خيْطه الأبيض من الأسود؟

بمزيجٍ من الرصانة والمرارة وفائض الوطنية يوحي المسؤول الأمني عيْنه، القابع فوق «علبة أسرار»، بأنه لا بد من أن «تفتّش عن السياسة» وكأن في فمه ماء، فليس من عادة أهل الأمن البوح بمواقف من النوع الذي يُسَجَّلُ في دفاتر تصفية الحسابات في البلاد، لكن «الصراعَ السياسي في ظواهره السلبية صار أشدّ إيلاماً في نتائجه وتداعياته وبات يشكل خطراً يقوّض الاقتصادَ ويُرْهِقُ الأمنَ ويهدّد بسقوط البلاد في حلقةِ استنزافٍ مقفلة». في إحاطته لحال الصعود وحال الهبوط، يعرض المسؤول الأمني الرفيع في «دردشةٍ» مع «الراي» لإنجازات باهرة تحققت بعيد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومةٍ عقب فراغٍ في سدة الرئاسة استمر عامين ونصف العام «يومها كانت البلاد موبوءةً بالإرهاب، في الداخل تفجيراتٌ هنا وهناك، ومجموعاتٌ ناشطة وخلايا نائمة، وعلى الحدود الشمالية والشرقية جماعاتٌ إرهابية من (داعش) و (النصرة) وما شابه». ... «بجهد وتعب وسهر تمكّن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، وبوتيرة سريعة وحِرَفية عالية، من مجابهة التحدي الذي عجزتْ عنه دولٌ أخرى»، قال المسؤول الأمني، الذي ساهم من موقعه الحسّاس في تسطير إنجاز لا يستهان به «لقد نجحنا في القضاء على الإرهاب في الداخل عبر حرب استباقية تُوّجت بمعركة فجر الجرود على الحدود الشرقية، التي انتهت بطرد الجماعات الإرهابية».

لم يكن عادياً «كَنْسُ» الإرهاب من الداخل ومن على الحدود، فهذا الإنجاز «جَعَلَ الأمنَ ممسوكاً مئة في المئة، ما أشاع أجواء ملائمة لاستعادة لبنان حيويته السياسية ومكانته كوطنٍ آمِنٍ للاستثمارات وللنشاط السياحي والتجاري، إضافة إلى أن ما تَحَقَّقَ استحقّ إعجاب وتنويه الدول الشقيقة والصديقة للبنان».

نقطةُ التحولِ التي أسّست لـ«الدوران نحو الخلْف» كانت الانتخاباتُ النيابية التي بَدَلَ أن تكون استحقاقاً ديموقراطياً يليق بلبنان، شكّلت مستودعَ توتراتٍ سياسية فاضتْ بالشتائم، في خروجٍ غير مألوف عن لغة التخاطب في الصراع السياسي، ثم جاء تشكيل الحكومة الذي استغرق نحو تسعة أشهر ليزيد الطين بلة. فهذه الموجات المتوالية من الاهتزاز السياسي، في رأي المسؤول الأمني الرفيع «عَرْقَلَتْ المضي قدماً في النهوض بالبلاد وجعلت المشكلات المتوارَثة أكثر تعقيداً، فتَعَمَّقَ المأزقُ الاقتصادي - المالي وتَضاعفتْ الضغوط على الأمن في ظل المناخات المتشنّجة وبعض مظاهر الاضطراب الاجتماعي، ما فرض أعباء إضافية ومرهقة على الجيش والقوات الأمنية».

لم يكن عابراً ما حَدَثَ في البساتين - عاليه كواحدٍ من فصول الصراع السياسي البالغ الكلفة، فـ«الجبل الذي بُذلت جهود كبيرة لتضميد جراحه كاد أن يهتزّ من جديد. ولكن من حسن حظه استجابة الجميع لصوت العقل في لحظةٍ ما والذهاب إلى المصالحة برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تجنباً لما هو أدهى، فأسوأ ما يمكن أن يواجهه أهل الأمن هو التوتر الأهلي».

مهماتٌ أكثر وإمكاناتٌ أقلّ... في ظلال هذه المعادلة القاسية يعمل الجيش من دون تَبَرُّمٍ، لكن المسؤولَ الأمني يخشى من «طغيان مهمات، لم تكن في الحسبان، على الدور الأساسي للجيش، الذي أصبح مضطراً لفتح طريق هنا بسبب احتجاجات على زيادة معدلات تقنين الكهرباء أو مطاردة أخبار نُبِشَتْ عن شاحنة سُرقت قبل مدة ورُميت في الإعلام في إطار الصراع السياسي حول مسألة التهريب على الحدود مع سورية، إضافة إلى عشرات القضايا المشابهة التي علينا متابعتها في وقت تَقَرَّرَ منع التطويع في الجيش على سبيل المثال». وإذا كان «التوازن السلبي» بين المحتجّين على التقنين الذين قَطَعوا الطريق شمالاً (من أهل الساحل) وبين المحتجّين على قطْع الطريق لأن هذا يحول دون تصريف إنتاجهم الزراعي (من أهل السهل) ساهَمَ في معاودة فتْحها، فإن ضبطَ التهريب على الحدود مع سورية أمرٌ قائم ويحظى بتشدُّد وعناية رغم أنه يمكن معالجته بطرق إدارية أكثر فاعلية وتعود بالفائدة على خزينة الدولة. لا يمكن معالجة الأمن بمقاربةٍ محض أمنية، هذا ما يمكن أن نستنتجه من كلام المسؤول الأمني، الذي غالباً ما يتحدث بلسان المواطن وبلهفة الأب. فأكثر ما يخشاه في المرحلة المقبلة هو «مُضاعَفَةُ العبء الأمني الذي سينجم عن الاتجاه إلى اتخاذ إجراءاتٍ غير شعبية وموجعة لمواجهة الأزمة الاقتصادية - المالية المتعاظمة، لأن من شأن هذا الأمر مُفاقَمَة حال الاضطراب الاجتماعي وزيادة الظواهر السلبية التي تتفشى في ظروفٍ مماثلة في أي مجتمع من المجتمعات». لا ندري لماذا تأخّرتْ «مكاشفةٌ نادرة» من هذا النوع مع مسؤول أمني، لا يشبه الصورة النمطية لـ«عسكريتاريا دول العالمثالثي»، في التطرّق إلى قضية الساعة في لبنان، أي فائضِ القلق الذي يخيّم على البلاد بعد العدوان الإسرائيلي بـ«الدرونز» على معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية في بيروت، وتَوَعُّد أمينه العام السيد حسن نصرالله بالردّ على هذه العملية وعلى مقتل اثنين من كوادره في ضربةٍ إسرائيلية استهدفت جنوب دمشق. ربما لأنه لم يَحِنْ وقتُ الكلام عن مسألةٍ أمنية بالغة الحساسية، أو لأن الجيش هو الحلقة الأضعف في هذه المواجهة ذات الطابع الإقليمي، أو لأن قرار الحرب والسلم هو بيد إسرائيل و «حزب الله»، أو لأن مسائل من هذا النوع تخصّ السلطة السياسية... ربما لهذه الأسباب كلها معاً، لكن ماذا في جعبة المسؤول الأمني الكبير من مقارباتٍ لما هو عليه الوضع الآن؟

«عندما ترتبط المسألة بالعدو الإسرائيلي يصبح سلاحُ الوحدة الوطنية هو الأمضى، وتالياً ما قيل عبر الموقف الرسمي، الذي عبّرت عنه السلطة السياسية باختلاف مواقعها، هو ما يجب أن يقال في مواجهة العدوان الإسرائيلي ضدّ السيادة اللبنانية، وأي كلام آخَر في ظلّ العدوان لا مكان له».

وبعدما تَسَلَّمَ الجيشُ اللبناني، الذي يقف على أهبة الاستعداد بمواجهة أي عدوان محتمَل على لبنان، «الدرونز» الإسرائيلية (واحدة كاملة وأخرى أجزاء) من «حزب الله»، رأى المسؤول الأمني «أن التحقيقَ بما جرى يحتاج وقتاً لمعرفة كيف حصلتْ العملية، من أين انطلقتْ الدرونز، من البحر أم من البرّ أم اقتيدتْ جواً... الاحتمالاتُ لن تُحسم إلا في ضوء التحقيق الذي يستغرق وقتاً وخصوصاً أن العدو يملك صناعةً متقدّمة في مجال التكنولوجيا والطائرات المُسَيَّرة».

باسيل رئيساً لـ«التيار» بالتزكية لولاية ثانية

بيروت: «الشرق الأوسط»... فاز وزير الخارجية، جبران باسيل، بالتزكية برئاسة «التيار الوطني الحر» لولاية ثانية بعدما كان قد تولى رئاسة الحزب عند انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية قبل أربع سنوات، وهو ما لاقى حينها ردود فعل مستنكرة من مجموعة من الكوادر داخل «التيار». وأتى الإعلان عن فوز باسيل (صهر عون) بعد إقفال باب الترشّح قبل يومين، بحيث ووفق تسوية واتفاق داخل «التيار» لم يتقدم لمنافسة اللائحة التي يرأسها وزير الخارجية أي لائحة أخرى، ما أدى إلى عدم إجراء الانتخابات التي كانت محددة في 15 سبتمبر (أيلول) الحالي. وقالت «اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر»، في بيان، إنه «عملاً بأحكام النظام الداخلي العام، عقدت هيئة الإشراف على الانتخابات الداخلية في التيار الوطني الحر اجتماعاً صباح الأحد (أمس)، وأعلنت فوز اللائحة الوحيدة بالتزكية، وهي مؤلفة من جبران جرجي باسيل رئيساً، مي إبراهيم خريش نائبة رئيس للشؤون السياسية، ومارتين نجم كتيلي نائبة رئيس للشؤون الإدارية». وفي وقت لاحق أعلن «التيار» أن باسيل ونائبتيه سيلتقون الاثنين المقبل مناصري «التيار» لإعلان برنامج عملهم للسنوات الأربع المقبلة. في غضون ذلك، اعتبر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل أن الدولة اللبنانية تتصرّف وكأنها غير معنية بحماية شعبها، قائلاً إن «(حزب الله) أصبح هو الدولة وجمهوريتنا هي الدويلة وليس العكس». وكلام الجميل جاء خلال عشاء لـ«حزب الكتائب» حيث قال إن «ما نشهده اليوم مهين ومعيب بحق الشعب اللبناني ودستور البلد وجيشه فيما الدولة تتفرج على من يقرر ويهدد عنا من دون إذننا». واعتبر أن «أكثر من أي وقت مضى علينا الدفاع عن لبنان وهو واجب الدولة اللبنانية والجيش اللبناني والمسؤولين اللبنانيين». وقال الجميل: «كلنا يريد المقاومة دفاعاً عن لبنان بوجه إسرائيل أو سوريا أو التكفيريين وكل معتد على أرضنا من خلال دولتنا وجيشنا، ومن يملك هواية حمل السلاح للدفاع عن لبنان يمكنه أن يتطوع في صفوف الجيش اللبناني لأن الدفاع عن الوطن لا يمكن أن يكون حزبياً أو طائفياً، ومقولة إن هناك من هو أهل للدفاع عن لبنان دون غيره من الناس مقولة خطيرة، فالجميع لديه الاستعداد والقدرة على الدفاع وأثبتنا ذلك لا سيما أننا نحن أولاد المقاومة اللبنانية إنما من خلال جيشنا وبأمر من دولتنا وفي التوقيت الذي تختاره وبناء على استراتيجية يضعها قائد الجيش».

الحوار الاقتصادي اللبناني على وقع «جبهة الجنوب»

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير .... يترقّب اللبنانيون ومعهم المجتمع الدولي ما يمكن أن يصدر من توصيات عن مؤتمر الحوار الاقتصادي الذي يستضيفه اليوم، رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، لعل من يشارك فيه وجميعهم من بيدهم القرار السياسي يندفعون في اتجاه وضع البلد على سكة الإنقاذ الاقتصادي لقطع الطريق على إقحامه في انهيار يصعب السيطرة عليه. وينطلق اللبنانيون في رهانهم على أن مؤتمر الحوار الاقتصادي - كما يقول مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط» - من الممكن أن يشكّل الفرصة الأخيرة لإرساء قواعد اقتصادية، وإن كانت غير مألوفة ولا تحظى بتأييد شعبي من شأنها أن تؤدي ولو على مراحل إلى إعادة الانتظام المالي للدولة على قاعدة خفض العجز الذي يتطلب ترشيق الموازنة للعام المقبل بما يلقى تأييداً من الدول والمؤسسات المالية الدولية التي كانت وراء المقررات التي صدرت عن مؤتمر «سيدر» لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته الاقتصادية والمالية. ويلفت المصدر الوزاري إلى أنه من غير الجائز الاستمرار في هدر الوقت وإضاعة الفرص للسير قدماً على طريق الإنقاذ الاقتصادي شرط الاستجابة ولو متأخراً لما تقرر في «سيدر» بالنسبة إلى الإسراع في تحقيق الإصلاح المالي والإداري وخفض العجز في الموازنة والالتفات إلى إعادة تأهيل قطع الكهرباء، خصوصاً أن إغراق البلد في دوامة المراوحة قد يدفع بالدول والمؤسسات الدولية الداعمة له إلى التملص من التزاماتها لمساعدته للنهوض من أزماته. لكن الترقّب لما سيصدر عن مؤتمر الحوار من توصيات تبادر الحكومة بالتعاون مع المجلس النيابي إلى ترجمتها من خلال سلسلة من المقررات لوضعها موضع التنفيذ، لا يخفي سيطرة حالة من الحذر الشديد حيال التصعيد على الحدود الجنوبية بعد سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية ومن ثم ردّ «حزب الله» أمس باستهداف آلية عسكرية إسرائيلية. وفي هذا السياق، يسأل المصدر الوزاري ما إذا كان التلازم بين صدور المقررات عن المؤتمر الاقتصادي وتطوّر الوضع الأمني سيؤثر سلباً على هذه المقررات، أم لا. ويعتقد المصدر أن المؤتمر الاقتصادي سينتهي إلى إصدار توصيات، ويعزو السبب إلى أن هناك «أجندة» يجب التقيُّد بها لإنقاذ الوضع الاقتصادي من دون أن يغيب عن الأذهان مدى الأضرار التي قد تعيق تأخير تنفيذها في حال أن إسرائيل اضطرت للرد على رد «حزب الله». ويؤكد أنه لا يمكن للبلد أن يستمر ويستعيد عافيته الاقتصادية إذا وضعت الدولة نفسها في حالة من الانتظار تترقب رد الحزب ورد فعل إسرائيل على الرد، خصوصاً أن مرحلة ما بعد الردود المتبادلة تبقى غامضة لغياب أي تصوّر للتداعيات المترتبة على اندلاع المواجهة بين الطرفين. ويسأل المصدر الوزاري ما إذا كان رد الحزب سيدفع إسرائيل للقيام برد فعل محدود، أم لا، مع أنه لا يُسقط من حسابه مفاعيل التدخّلات الخارجية الداعية للتهدئة والعودة إلى احترام قواعد الاشتباك وعدم تعديلها، وهذا ما يصر عليه زعيم «حزب الله»، لأن أي تغيير في هذا الشأن يعني أن إسرائيل تحضّر لموجة من الاغتيالات بواسطة الطائرات المسيرة. كما يسأل المصدر عن جدوى الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الإيراني حسن روحاني ودعاه فيه إلى التدخّل لمنع تعريض أمن لبنان للخطر. ولذلك، فإن المؤتمر الاقتصادي الذي ينعقد في حضور رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري ورؤساء الكتل والأحزاب المشاركة في الحكومة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والوزراء أصحاب الاختصاص وحشد من الخبراء لن يغفل ما سيترتب من معطيات من جراء احتمال اشتعال جبهة الجنوب. فالمؤتمر سينعقد على وقع اشتعال الجبهة في الجنوب، مع أن حسن نصر الله أعاد في خطاب له بالأمس، تبويب العناوين التي وردت في خطابه قبل الأخير، وإن كانت حملت جملة من التوضيحات والتعديلات أبرزها:

- إن نصر الله ضم مزارع شبعا المحتلة وتلال كفر شوبا إلى المنطقة التي سيردّ فيها على إسرائيل والتي تمتد على طول الحدود، بخلاف حذفها من الرد في خطابه الذي تحدث فيه وللمرة الأولى عن الرد على إسرائيل.

- إن نصر الله لجأ إلى سحب عبارة الرد على إسرائيل في لبنان واستبدل بها عبارة من لبنان، بهدف قطع الطريق على تفسير ما قاله في عبارته الأولى لجهة أن الحزب سيستهدف معارضيه في الداخل.

- تأكيد نصر الله على الرد تاركاً للقيادة الميدانية في الحزب اختيار المكان والتوقيت المناسبين، ما يعني أن ما تردد بأن أركان الدولة تبلغوا بقرار الحزب الحاسم في الرد هو في محله.

- لوحظ عدم تطرّق نصر الله إلى العقوبات الأميركية، وكانت آخرها تلك التي فُرضت على «جمال ترست بنك»، وهو يتناغم بذلك مع رئيس البرلمان نبيه بري في إغفاله الحديث عنها في الخطاب الذي ألقاه لمناسبة ذكرى «تغييب الإمام السيد موسى الصدر» في ليبيا، وأيضاً مع الرئيس عون الذي لم يأتِ على ذكرها في كلمته إلى اللبنانيين في الذكرى المئوية لدولة لبنان الكبير.

وعليه، فإن أهمية الحوار الاقتصادي تكمن في توفير غطاء سياسي للحكومة والبرلمان في آن معاً لتمرير الإجراءات الواجب اتخاذها لترشيق الموازنة للعام المقبل مع أنها ليست شعبية، وإن كانت مطلوبة لإعادة تفعيل مقررات مؤتمر «سيدر».

 

 

 



السابق

مصر وإفريقيا....قمة مصرية – كويتية لتعزيز التعاون....مصر: الحكم اليوم على 213 متهماً في قضية «أنصار بيت المقدس»..يوسف الشاهد يطلق حملته نحو قصر قرطاج من ليون الفرنسية....تأجيل جديد لإعلان تشكيلة الحكومة السودانية...ليبيا: جرحى في قصف لمطار معيتيقة ونجاة طائرة حجاج..اتفاقيات تعاون بين إسرائيل وإثيوبيا...

التالي

أخبار وتقارير...الجيش الإسرائيلي يلغي تمريناً عسكرياً بسبب التوترات مع لبنان...ناقلة إيران تتسمّر قبالة سوريا.. وأطنان النفط حبيسة....مشاركة إسرائيلية في تدريبات جوية دولية في بريطانيا...ألمانيا تطلب الصفح من بولندا في ذكرى الحرب العالمية الثانية....مقتل جنديين من قوات الأطلسي في مواجهات مع «طالبان»...اعتقال قائد «المقاتلين الأجانب» في «داعش» ....

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,382,579

عدد الزوار: 6,889,862

المتواجدون الآن: 102