لبنان..إطلاق نار في بيروت.. وحرق خيم المحتجين في صور....اللواء.....صِدامات ورصاص في الشوارع: البلد على حافة الفتنة!... موسكو وأوروبا لمنع التداعيات الأمنية....الاخبار....فلتان الشوارع...نداء الوطن......مجلس الأمن: لتجنّب العنف وتشكيل حكومة تستجيب للشعب.. السلطة تكشّر عن... شارعها....أعداء أميركا في لبنان... «حزب الله» وإيران وروسيا والصين وسورية...اتهامات لـ«الثنائي الشيعي» بتوجيه رسائل أمنية.. هل دَخَل لبنان مرحلة «لي ذراع» الانتفاضة؟ والهيئات الاقتصادية تدعو إلى إضراب عام...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2019 - 4:32 ص    عدد الزيارات 2181    القسم محلية

        


إطلاق نار في بيروت.. وحرق خيم المحتجين في صور..

المصدر: دبي - العربية.نت... احتجاجاً على تحركات مناصري ميليشيا "حزب الله" وحركة أمل في العاصمة اللبنانية الأحد، أغلق أهالي من بلدة مجدل عنجر في البقاع مساء الاثنين طريق المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، وفق مراسل "العربية". وفي بيروت سُمع إطلاق نار كثيف في منطقة الكولا ومحيطها. وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى حصول إشكال تحت جسر الكولا بين مناصرين لـ"تيار المستقبل" وأنصار ميليشيا حزب الله وحركة أمل. وكانت مواكب من الدراجات النارية قد انطلقت من طريق الجديدة والضاحية الجنوبية. وعمل الجيش والقوى الأمنية على الفصل بين الطرفين وقطع الطرقات في المحلة. وعاد الهدوء إلى المنطقة. إلى ذلك تجمع عدد من المحتجين أمام جامع الأمين بساحة الشهداء في بيروت، فيما عملت قوة مكافحة الشغب بوضع الحواجز الحديدية. وشوهدت مجموعات من الشباب على دراجات نارية، بعضهم يرفعون أعلام حزب الله وأمل، تجوب شوارع العاصمة، وفق وسائل إعلام لبنانية وروايات شهود. وفي الجنوب، أقدم مناصرو ميليشيا حزب الله وحركة أمل على تكسير وإحراق خيم المتظاهرين بساحة العلم في مدينة صور، فيما طوقت عناصر من الجيش المعتصمين لحمايتهم من الاعتداء وقامت بإطلاق النار في الهواء. كما قدم عناصر من الدفاع المدني الإسعافات الأولية اللازمة إلى 3 مصابين تعرضوا لإصابات مختلفة في صور.

استفزاز وإشعال الفتن

من جهته، طلب " تيار المستقبل" في بيان من مناصريه ومحازبيه "عدم المشاركة في أي تحرك احتجاجي والانسحاب من أي تجمع شعبي، والامتناع عن تنظيم المواكب الدراجة والسيارة وكل ما يمكن أن يخالف موجبات السلم الأهلي وتطبيق القانون". وجاء في البيان إن "التيار يهيب بكل مناصريه ومحازبيه في العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية، الالتزام بتوجيهات الرئيس سعد الحريري بالابتعاد عن أي عراضة وتجنب الانجرار وراء أي استفزاز يراد منه إشعال الفتن، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية لتكريس التهدئة وضبط الأمن وتنفيس كل احتقان". وليل الأحد الاثنين هاجم أنصار حزب الله وأمل المتظاهرين، الذين أغلقوا جسر الرينغ في وسط بيروت، وحطموا واجهات المتاجر والعديد من السيارات. وتدخل الجيش والقوات الأمنية للفصل بين الطرفين بإطلاق الغاز المسيل للدموع. ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. ويبدو الحراك عابراً للطوائف والمناطق، ويتمسك المحتجون بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، لاتهامها بالفساد ونهب الأموال العامة.

ليلة ساخنة في لبنان والاحتجاجات تتحول لمسار دموي

وكالات – أبوظبي... ذكرت الوكالة الوطنية للأنباء في لبنان أن اشتباكات بين المتظاهرين اللبنانيين ومناصرين من حركتي حزب الله وأمل تطورت إلى إطلاق نار في بيروت في وقت متأخر يوم الاثنين. وأظهرت الصور إطلاقا كثيفا للنيران في محيط جسر الكولا ببيروت. وشوهدت مجموعات من الرجال على دراجات نارية، بعضهم يرفعون أعلام حركتي حزب الله وأمل، تجوب شوارع بيروت وذلك وفقا لتسجيلات فيديو بثتها وسائل إعلام لبنانية وروايات شهود. وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن أنصار حزب الله وأمل أزالوا خياما للمحتجين بمدينة صور في جنوب البلاد وأشعلوا فيها النيران مما دفع قوات الأمن للتدخل وإطلاق النار في الهواء. وسعى أنصار أمل وحزب الله بين الحين والآخر لفض المظاهرات وتطهير الطرق التي أغلقها المحتجون. ودمر مؤيدو الحركتين مخيما رئيسيا للاحتجاجات في وسط بيروت الشهر الماضي. وأصدر تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري بيانا نصح فيه مؤيديه بعدم المشاركة في أي تحركات احتجاجية والابتعاد عن أي تجمعات كبيرة بهدف "تجنب الانجرار وراء أي استفزاز يراد منه إشعال الفتن". ويواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990.

اللواء.....صِدامات ورصاص في الشوارع: البلد على حافة الفتنة!... موسكو وأوروبا لمنع التداعيات الأمنية.. وإضراب إقتصادي إستعجالاً للحكومة...

في اليوم الأربعين للانتفاضة الشعبية، شهدت الساحة سلسلة من التطورات ذات الدلالات على ما يُمكن ان تمضي إليه الأحداث. سواء لجهة الحلحلة أو الانزلاق إلى العنف المتنقّل:

1 - بعد ليلة حافلة بالعنف عند جسر «الرينغ» بين مناصرين لحركة «امل» وحزب الله والمشاركين في الحراك، الذي قرّر ناشطوه الانتقال إلى قطع الطرقات تمهيداً لإضراب دُعي إليه، تفاعل الموقف صباحاً ومساء، على الرغم من تمكن الجيش اللبناني من فتح الطرقات صباحاً، بعد ليلة الحجارة، والتي تخللتها عمليات تخريب طاولت ممتلكات وسيارات. ولكن ما حدث على طريق الجنوب- بيروت في محلة الجيّة، فاقم من المشهد الأمني، بعد اصطدام سيّارة المواطن حسين شلهوب بعمود كهربائي قطع الطريق على سيارته، التي تعرّضت لضرب الحجارة من قِبل قاطعي الطريق، مما أدى إلى اشتعال النار بها، فاحترق السائق وشقيقة زوجته السيدة سناء الجندي، واصيبت كريمته نور بجروح.. ومساء أمس عاد مناصرو «امل» وحزب الله على متن دراجات نارية إلى محيط ساحة الشهداء، وسط بيروت، حاملين صوراً للرئيس نبيه برّي، الذي دعا إلى درء الفتنة، بفتح الطرقات، هاتفين شعارات مناوئة للحراك، قبل ان يغادروا. وكانت عشرات السيّارات والمحال التجارية تعرّضت للتكسير والتخريب في الاحياء المجاورة لوسط بيروت، وصولاً إلى شارع الجميزة، وصولاً إلى صور، حيث حاول مناصرو «امل» وحزب الله تحطيم خيم المعتصمين. وكان هؤلاء اضاءوا أوّل المساء الشموع في محلة المشرفية في الضاحية الجنوبية عن روح الشهيدين شلهوب والجندي. وكشف مصدر دبلوماسي لـ«اللواء» ان الاتصالات تجري بين موسكو وباريس ولندن وبرلين من أجل العمل لتثبيت الاستقرار، ومنع تداعيات أمنية لما يحصل. ومن هذه الوجهة، تردّد ان اتصالات جرت بين «بيت الوسط» وعين التينة لاحتواء الوضع، كما تردّد بأن الوزير المال في الحكومة المستقيلة علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله زارا ليلاً «بيت الوسط» والتقيا الرئيس سعد الحريري.

2 - إعلان الهيئات الاقتصادية بالإجماع الدعوة إلى تنفيذ الإضراب العام، والاقفال التام لكل المؤسسات الخاصة على مساحة الوطن أيام الخميس والجمعة والسبت في 28 و29 و30 ت2 الجاري.. وربطت الهيئات تصعيد التحرّك حتى تشكيل الحكومة المطلوبة.

3 - في نيويورك عقد مجلس الأمن جلسة عادية حول لبنان، دعا بعدها إلى الحفاظ على «الطابع السلمي للاحتجاجات» في لبنان، مضيفا أن الدول الاعضاء تدعو إلى «تجنب العنف واحترام الحق في الاحتجاج من خلال التجمع بشكل سلمي». وقد أشاد بيان مجلس الأمن «بـدور القوات المسلحة اللبنانية وغيرها من المؤسسات الامنية في الدولة للدفاع عن هذا الحق». وحض المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش عبر تويتر «كافة القوى السياسية على السيطرة على مؤيديها لتجنب استخدام التظاهرات الوطنية لتحقيق أجنداتها السياسية».

4 - وفي السياق الدبلوماسي، حمل الموفد البريطاني الى لبنان المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية ريتشارد مور، تأكيدات بدعم بلاده للبنان سياسيا وامنيا، خلال زيارته التي وصفت بالاستطلاعية، والتقى خلالها كلا من الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، وقائد الجيش العماد جوزيف عون.

قالت مصادرمطلعة على الزيارة لـ«اللواء»، ان زيارة مور هي تكملة للمسعى الفرنسي الذي قام به مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، وان مور أكد على اهمية استقرار لبنان بالتوازي مع الدعم الفرنسي. لكنها أوضحت ان مور لم ينقل اي مبادرة او افكار او مقترحات محددة بشأن الوضع الحكومي، لكنه اكد ان بريطانيا مع اي حل يتوافق عليه اللبنانيون، باعتبار تشكيل الحكومة شان داخلي لبناني. واضافت: ان البريطاني حمل الموقف الفرنسي ذاته «بضرورة الاسراع بتشكيل حكومة غير اعتيادية لأن الوضع في لبنان استثنائي ولا بد من تدبير استثنائي»، لكنه لم يحدد اي صفات اومعايير لتشكيل الحكومة. وقالت المصادر: ان مور كان واضحا بدعم الشرعية الدستورية وعدم التدخل بالشؤون اللبنانية، لكنه ذكّر بالمادة 21 من العهد الدولي للحقوق المدنية وحفظ الحق بالتظاهر والتعبير عن الراي والتعامل السلمي مع المتظاهرين. وكرر دعم اوروبا وبخاصة بريطانيا وفرنسا والمانيا (اضافة الى الدعم الايطالي والاسباني) للحكومة من ضمن مؤتمر «سيدر» ومن خارج «سيدر». مشيرة إلى ان بريطانيا تترأس هذه الدورة لمجلس الامن الدولي الذي يبحث في تقرير ممثل الامين العام للامم المتحدة غوتيريس حول القرار 1701. واشارت المصادر الى ان الرئيس عون «كان واضحا في حديثه حول القرار 1701 وقضية النازحين السوريين، ومضيّه في تحصين القضاء ومكافحة الفساد، مؤكدا ان مطالب الناس في الشارع هي مطالبنا. شارحا كيفية تعامله الايجابي مع الانتفاضة الشعبية وتحذيره من الانزلاقات الامنية الخطيرة كالتي حصلت في اكثر من مكان». الى ذلك لما يُسأل رئيس الجمهورية من قبل زواره عن التحرك الخارجي في اتجاه لبنان، يقول ان الهدف منه استطلاعي، متوقفا عند اهمية اللقاء الذي يعقد في الثامن والعشرين من الشهر الجاري بحضور ممثلين عن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية بعد ان اجتمع هؤلاء مؤخرا في باريس في ما يمكن وصفه بالإجتماع التمهيدي. وفي كل الأحوال فإنه لا يمكن لبريطانيا الدخول في شكل الحكومة ولا الأسماء شأنها شأن بعض الدول. ويختم زوار بعبدا بالإشارة إلى أن الإهتمام الدولي بلبنان واضح وحركة الموفدين الأجانب الى لبنان غير متوقفة ضمن الاستطلاع وتكوين وجهة نظر ونقلها الى كبار المسؤولين قبل اتخاذ اي خطوة. بدوره نقل المسؤول البريطاني الى رئيس الجمهورية سلسلة تأكيدات من بلاده: أولاً، مواصلة بريطانيا لدعمها الجيش اللبناني بصرف النظر عن الأزمة الراهنة. ثانياً، التمني بالإسراع في تأليف حكومة تأخذ بالإعتبار الوقائع الراهنة، أي ما يطلق عليها المسؤولون البريطانيون «حكومة متوازية» مع التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية في لبنان ولا يرحبون بأي تدخل فيها من اي جهة كانت. وثالثا دعم الإصلاحات التي اقرتها حكومة تصريف الأعمال فضلا عن مكافحة الفساد. بدوره، قال السفير البريطاني رامبلينغ: «يسرنا وجود المدير العام ريتشارد مور في هذا الوقت المهم للبنان. بالإضافة الى الاستماع الى آراء المتحاورين اللبنانيين، تؤكد اجتماعاتنا اليوم الأهمية التي توليها المملكة المتحدة لتشكيل حكومة جديدة فاعلة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها والتي ستفيد جميع اللبنانيين». وأعلنت السفارة البريطانية في بيان ان مور قال: « لطالما كانت المملكة المتحدة شريكا وداعما مهمّا للبنان منذ وقت طويل، على سبيل المثال، استثمار 200 مليون دولار العام الماضي لدعم أمن لبنان واستقراره وازدهاره وسيادته. اضاف: نقف وشركاؤنا في المجتمع الدولي على استعداد لمواصلة دعمنا للبنان. لكن أودّ التوضيح أنّ مسألة اختيار القادة والحكومة هي مسألة داخلية للبنانيين. لقد كان الشعب اللبناني واضحاً في مطلبه لحكم أفضل، وينبغي الاستماع اليه.ومع استمرار الاحتجاجات، ندرك أن الأجهزة الأمنية لها دور صعب ولكنه أساسي في حماية الأمن اللبناني. ومن المهم استمرار احترام حق الاحتجاج السلمي، وأي قمع لحركة الاحتجاج بواسطة العنف أو التخويف من قبل أي جهة أمر غير مقبول على الإطلاق

السفير الروسي: واشنطن لابعاد حزب الله عن الحكومة

من جانبه، حذر السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبيكين من تحول الثورة في لبنان إلى العنف، معربا عن تأييده للمطالب التي ترفعها، مطلقاً عليها تسمية «الثورة الملونة». وأكّد على تحقيق الإصلاحات من خلال الشرعية رافضاً التصعيد والتصاعد، مؤكدا انه لا يجوز ان يعود لبنان إلى التصادم والحرب الاهلية. وأكّد ان الاتصالات تجري مع كافة الأفرقاء، واصفاً المطالب الأميركية بالتعجيزية. وكشف ان الولايات المتحدة تشترط عدم وجود «حزب الله» في الحكومة الجديدة. وشدّد على ان «التواصل قائم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وحزب الله. وأشارت مصادر مطلعة إلى ان هناك اهتمام دولي وروسي بالوضع اللبناني الدقيق، وتأكيد على استمرار المساعدات. ووصفت المصادر ما صدر عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لجهة تأكيده على حكومة تكنو-سياسية بأنه مجرّد رأي شخصي. وعن اللقاء الذي جمع المبعوث الخاص للرئيس الحريري جورج شعبان مع بوغدانوف في موسكو الأسبوع الماضي، تؤكد المصادر ان الاجتماع جاء نتيجة التطورات اللبنانية الأخيرة، والهدف منه شرح وجهة نظر الرئيس الحريري للجانب الروسي من موضوع تشكيل الحكومة. وصل إلى لبنان السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس مورفي آتيا من المنامة لبحث موضوع المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني. يذكر ان مورفي شارك في المؤتمر الذي شارك فيه العميد مارون حتي وجرى لغط حول موضوع طلب أميركي للصدام مع حزب الله.

هل تكون الاستشارات قريبة؟

الى ذلك افادت معلومات شبه رسمية ان هناك تقدما ما في الموضوع الحكومي وان الاتفاق بات شبه قريب على حكومة تكنوقراط تضم بعض السياسيين خاصة من ثنائي «امل وحزب الله» وربما الوزير سليم جريصاتي ممثلا للرئيس عون. وان الرئيس الحريري قد يكون اقتنع بضرورة معالجة الازمة باقل الخسائر السياسية الممكنة حتى لا يصاب البلد بخسائر اكبر اقتصاديا وامنيا.وفي حال جرى التوافق النهائي على اسم الرئيس المكلف سواء الرئيس الحريري او من يختاره، قد تجري الاستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس او الجمعة المقبل. واشارت المصادرالى ان الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر لا زالوا متمسكين بترؤس الحريري للحكومة حتى لو جبران باسيل خارجها. «الى ذلك نفت مصادر»القوات اللبنانية» ما تردد عن زيارة قام بها مؤخرا الوزير الاسبق ملحم رياشي للرئيس ميشال عون موفدا من رئيس حزب القوات سمير جعجع ، وقالت ل «اللواء»: ان الزيارة حصلت من اسبوعين ورافق الرياشي فيها مدير مكتب جعجع ايلي براغيد، وان الوفد، اكد وقتها ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين.، لكن موقف الرئيس عون كان بتشكيل حكومة تكنو- سياسية. واوضحت المصادر انه منذ ذلك الوقت لم يطرأ اي شيء جديد.

تداعيات حادثة اوتوستراد الجنوب

الى ذلك، طغى حادث مقتل حسين شلهوب وسناء الجندي حرقا بحادث سير على طريق اوتوستراد الجية – برجا نتيجة اصطدام سيارتهما بعمود كهرباء اوعوائق حديدية وضعها قاطعو الاوتوتستراد، ما ادى ايضا الى جرح ابنة شقيقة الشهيدة الجندي واحتراق السيارة بالكامل. واثارت الحادث استياء وغليانا في الجنوب لا سيما بلدتي الضحيتين انصارية وطير فلسيه. لكن صدرت مواقف تهيب بالمسؤولين عدم قطع الطرقات درءا للفتنة. وفي السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: إن ما حصل على طرقات الوطن بالأمس مدان بكل المقاييس.سواء في وسط العاصمة او على الشريان الرئيسي الذي يربط العاصمة بالجنوب، حيث تعمدت لقمة العيش بالدم فسقط الشهيدان حسين شلهوب وسناء الجندي. واصدر «حزب الله» بيانا جاء فيه: استنكر فيه بشدة «الجريمة المروعة التي وقعت على أوتوستراد الجية. وقال: إن هذا الاعتداء الآثم الذي استهدف الشهيدين العزيزين هو بمثابة اعتداء على كل اللبنانين، وهو تهديد للسلم الأهلي والإستقرار الاجتماعي، ولهذا ندعو الجميع إلى تحمل المسؤولية الكاملة وكشف هذه الجريمة الإرهابية ومعاقبة المعتدين. وفي مسعى ايضا لتدارك نتائج ماحدث، كتب رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «ان قطع الطرقات من آية جهة كانت لا يمكن الا ان يؤدي إلى مشاكل وتوترات وسقوط ضحايا .انني ادين ما حصل بالأمس في وسط بيروت أو على طريق الجنوب وأتقدم بالتعزية لأهالي الضحايا. يجب الحفاظ على جميع الطرقات مفتوحة من اجل المواطن العادي الذي يجاهد في كل يوم من اجل لقمة العيش». وليلاً، وقع إطلاق نار بشكل كثيف في الكولا، وسير الجيش دوريات لمنع تدهور الوضع، ثم ما لبث ان تدخل الجيش، وعاد الوضع إلى طبيعته. ونفى مصدر مسؤول في تيّار «المستقبل» ان يكون عضو التيار محمّد بنوت قد اصيب بإطلاق النار، ولا أي عنصر من التيار.

الحريري يناور بالشارع وبالمرشحين لخلافته

الأخبار ... صار واضحاً لجميع اللاعبين المحليين، وحتى الخارجيين، أن الرئيس سعد الحريري يحاول أخذ لبنان رهينة لمعادلة «إما أنا أو الفوضى». وما فعله خلال الساعات الـ24 الماضية، أثار بعض حلفائه المحليين والخارجيين، بسبب ما وصفوه بـ«التهور» الناجم عن قراره قطع الطرقات في عدد كبير من المناطق، وممارسته ضغطاً إضافياً على الجيش والقوى الامنية لمنع القيام بأي إجراء يمنع الصدام في الشارع. في معلومات «الأخبار» أن الرئيس ميشال عون سمع من موفدين خارجيين كلاماً واضحاً حول وجود دعم أوروبي لتسوية سياسية سريعة تقوم على تشكيل حكومة طابعها إنقاذي، تتمثل فيها القوى السياسية كافة، وتضم مجموعة من الاختصاصيين، بينهم من يحاكي تطلعات الشارع، وان موقف الولايات المتحدة «المتردد» في دعم هذه التسوية، يستهدف تحسين مواقع حلفائها لا اكثر. عون الذي «ضاق ذرعاً بدلع الحريري» أبلغ حلفاءه أنه «لن ينتظر طويلاً، وأنه مستعد للسير بحكومة من دون رضى الحريري أو حتى مشاركته»، وأنه سيمنح الاخير «فرصة نهائية للسير بحل مقبول خلال فترة وجيزة». وقال عون إن الحكومة الجديدة «أمامها مهام كبيرة لا تحتمل أي نوع من التسويات التي كانت قائمة سابقاً، وان عليها القيام بخطوات كبيرة في الايام الاولى، من بينها تعيينات جديدة لمحاسبة كل من شارك في دفع البلاد نحو الهاوية السياسية والامنية والاقتصادية والمالية». موقف عون جاء بعد تردد واعتراضات من الحريري على إطار التسوية التي تم التوصل اليها قبل أيام، والتي تقوم على فكرة تسمية الوزير السابق بهيج طبارة رئيساً لحكومة من 24 وزيراً تضم ممثلين عن القوى السياسية الاساسية واختصاصيين يختارهم الرئيس المكلف وفق ترشيحات تقدمها القوى، على أن تحصل مشاورات جانبية لاختيار من يمكن اعتباره ممثلاً لقوى الحراك. ما حصل في هذا المجال أن «الحريري، وعلى عكس ما يحاول مقرّبون منه إشاعته، هو من طرح اسم طبارة، وأرسلَ في طلبه، حتى إنه أرسل سيارة خاصة له، واجتمع به حوالى ساعة ونصف ساعة». وبحسب المعلومات، «طلب الحريري من طبارة الاجتماع برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقاه نحو ساعة ونصف ساعة أيضاً، والاجتماع بكل من معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ووزير المالية علي حسن خليل، وأعطاه لائحة بالأسماء المقترحة لتوزيرها في الحكومة العتيدة، كما التقى طبارة الوزير جبران باسيل». وأكدت المصادر أن «شكل الحكومة الذي جرى التفاوض عليه بين الخليلين وطبارة هو حكومة تكنو – سياسية، وقد أبدى الرجل موافقته على الأمر، مشترطاً خطوات خاصة في ترشيحه، أبرزها أن يعلن الرئيس الحريري نفسه عن ترشيحه وبموافقة الرؤساء السابقين للحكومة ودار الفتوى ايضاً»، وبعدَ لقائه بـ«الخليلين»، زاره كل من الوزير السابق غطاس خوري في منزله موفداً من الحريري، كما زاره المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. وأكدت المصادر أن «الحريري ما إن وجدَ أن الجوّ العام لدى 8 آذار صارَ ميّالاً إلى السير بطبارة بدلاً منه، حتى بادر الى خطوات من شأنها عرقلة الامر، قبل أن يلجأ الى الشارع لحرق الطبخة كما فعل مع الصفدي سابقاً».

على عكس ما يحاول مقربون منه إشاعته، الحريري هو من طرح إسم طبارة

وذكرت المصادر أن الحريري حثّ طبارة على «طلب صلاحيات تشريعية استثنائية لمواجهة متطلبات مواجهة الازمة الاقتصادية وكيفية إدارة المرافق العامة، وأنه يمكن تهدئة الشارع من خلال الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون جديد»، كما أشار عليه بضرورة أن يختار هو، وحده، أسماء جميع الوزراء، لا سيما الاختصاصيين منهم، وأن يكون لديه حق الفيتو على الوزراء السياسيين. كما أبلغه الحريري أنه سيرشّح وزراء، لكنه لن يمنحهم ثقة مطلقة ومفتوحة، ولن يكون ضامناً لأدائهم داخل الحكومة». لكن ما حصل خلال الساعات الماضية دل على أن الحريري انما يعمد من خلال هذه الطروحات الى التفاوض باسم طبارة، ليس لدعمه، بل لاستخدامه من أجل تحقيق تنازلات من جانب عون وحزب الله، على أن يثبتها ويحصل على المزيد في حال قرر العودة هو لتولي المنصب، خصوصاً أنه يحاول أن يعود الى منصبه شرط إبعاد أي تمثيل سياسي للآخرين، وتحديداً رفضه المطلق لتوزير جبران باسيل، علماً بأن الاخير أبلغه بما أبلغه به الأطراف الآخرون للحريري من أن باسيل لا يخرج من الحكومة الا في حال خرج الحريري نفسه، وأنه في حال تقرر تولّي طبارة تشكيل الحكومة من دون سياسيين بارزين، فإن باسيل لن يكون مقاتلاً ليكون داخل الحكومة. ويبدو حزب الله أكثر المتشددين في هذه النقطة، لأنه يعتبر أن طلب إطاحة باسيل إنما هو مطلب أميركي هدفه يتجاوز إبعاده عن الحكومة. الوقائع الساخنة التي طبعت المشهد تزامنت مع الزيارة الاستطلاعية التي يقوم بها المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية ريتشارد مور الى بيروت. وقد التقى مور الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية جبران باسيل، متمنياً أن «تتشكل الحكومة في أسرع وقت لتحقق الاصلاحات اللازمة وتجنّب لبنان أيّ انهيار مالي أو اقتصادي». وأمس، دعا مجلس الأمن الدولي، في بيان، «جميع الأطراف الفاعلين الى إجراء حوار وطني مكثف والحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات، عن طريق تجنّب العنف واحترام الحق في الاحتجاج من خلال التجمع بشكل سلمي»، مؤكداً «أهمية أن تتشكل في وقت سريع حكومة جديدة قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني واستعادة استقرار البلاد ضمن الإطار الدستوري».

الاخبار....فلتان الشوارع

خلت شوارع بيروت أمس من السياسة، لتحل مكانها التوترات الأمنية. بعد وقفة في منطقة المشرفية (الضاحية الجنوبية) تنديداً باستشهاد سناء الجندي وحسين شلهوب على طريق الجنوب، بدعوة من «التنسيقية»، خرجت مسيرات لمناصرين لحزب الله وحركة امل، بدراجات نارية، جابت شوارع العاصمة. وسار معها سيل من الشائعات. لكن احتكاكاً وقع مع مناصرين لتيار «المستقبل» في منطقة قصقص (قبل أن يصدر التيار بياناً يدعو فيه مناصريه للخروج من الشارع). أما في الكولا، فأطلقت النيران على مركز لحركة امل، من قبل مناصرين لـ«المستقبل». وفيما قالت مصادر «امل» إن الجيش ردّ على مصادر النيران، ذكرت مصادر محلية أن الرد بالنيران أتى من محازبي الحركة. وبعد اتصالات سياسية وأمنية، حل الهدوء بعيد منتصف الليل. وبالتزامن مع التحركات في بيروت، توجه عدد من مناصري حركة امل وحزب الله إلى دوار العلم في مدينة صور وحاصروا المتظاهرين المتجمعين في خيمة الاعتصام المفتوح منذ بدء الانتفاضة الشعبية. الشبان الذين حملوا رايات الحزب وأمل وهتفوا بشعارات مؤيدة للرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، اقتحموا الخيمة وحطموا محتوياتها. وبرغم تدخل الجيش وفصله بين المهاجمين والمتجمعين مطلقا النار في الهواء، تمكن عدد من المهاجمين من إحراق الخيمة. وأدى الهجوم إلى إصابة 3 متظاهرين بجروح طفيفة. وكان المتظاهرون في صور قد أضاؤوا الشموع عند السادسة والنصف من ليل امس على نية الشهيدين الجندي وشلهوب.

نداء الوطن......مجلس الأمن: لتجنّب العنف وتشكيل حكومة تستجيب للشعب.. السلطة تكشّر عن... شارعها

بين جسر الرينغ وجسر الجية وصولاً إلى جسر المشرّفية، تعددت الجسور والهدف واحد: "قلب الطاولة" على الثورة. إنها لعبة الشارع مقابل الشارع وقد أطلت برأسها فجر الاثنين لتكشّر من خلالها السلطة عن ترجمة نواياها ميدانياً بأن تضع اللبنانيين في وجه بعضهم البعض وتعيد نبش خطوط التماس المناطقية والمذهبية والطائفية بينهم. "فرّق تسد" هذا هو ملعب السلطة وهنا مربط خيلها. حاولت على مدى أربعين يوماً التعمية على نزعتها القمعية للناس إلى أن طفح كيلها بعدما استشعرت فوز الثوار بالنقاط عليها، فقررت الانقضاض عليهم لإسقاطهم بضرباتها الشوارعية والطائفية الفتنوية القاضية على سلمية ثورتهم... فكانت موقعة "الرينغ" التي عاثت دماراً وخراباً بأملاك الناس وممتلكاتهم على مرأى ومسمع من القوى الأمنية والعسكرية الرسمية التي سرعان ما ارتسمت علامات استفهام وتعجب حول أدائها المتسامح مع المخرّبين في الرينغ مقابل التعامل بـ"الخبيط واللبيط" مع المتظاهرين السلميين في مناطق أخرى لا تخضع لنفوذ قوى الأمر الواقع... وهو ما بات من علامات وجود "صيف وشتاء تحت سقف واحد" في التعاطي مع التحركات الميدانية في بعض المناطق، حسبما لفتت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، مستغربةً "إعتقال متظاهرين من دون مسوّغ شرعي وترك معتدين يستدرجون البلد إلى صدام وفتن ويثيرون النعرات الطائفية". وعلى إيقاع الهتافات المنددة بالثورة والمتوعدة للثوار سواءً بالتظاهرات المضادة أو بإحراق خيم المعتصمين في صور أو بالعراضات المسيّرة على متن الدراجات النارية بمحاذاة ساحة الشهداء وفي عدد من أحياء ومناطق العاصمة لا سيما في قصقص التي شهدت توتراً مذهبياً ليلاً، يعمل أهل الحكم بدم بارد على استثمار غليان الشارع لفرض الحلول التحاصصية في عملية تشكيل الحكومة العتيدة وسط ضخ أجواء ومعطيات عن قرب تحديد رئيس الجمهورية ميشال عون موعد إجراء الاستشارات النيابية الملزمة مع تكرار لازمة تحميل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري تبعات تأخير عملية التكليف والتأليف ربطاً بعدم مضيه قدماً في قبول مهمة تشكيل حكومة سياسية مطعمة بالتكنوقراط. وفي هذا الإطار، أكد مصدر سياسي متابع لمساعي حلحلة عقدة تأليف الحكومة لـ"نداء الوطن" أن الثنائي الشيعي يجري اتصالات بحثاً عن شخصية تترأس حكومة تكنو - سياسية، مع الحرص على التنسيق مع الحريري بعدما استبعد خيار توليه هذه المهمة نتيجة إصراره على أن تتشكل من اختصاصيين من دون سياسيين. وتقاطعت معلومات أكثر من مصدر على الإشارة إلى أنّ "حزب الله" يتولى التواصل إما مباشرةً أو غير مباشرة مع عدد من الشخصيات السنّية لاستمزاج رأيها حول إمكانية قبولها بالمهمة، على ألا تكون من قوى 8 آذار حتى لا يتم دمغ الحكومة بأنها من لون واحد نظراً إلى انعكاسات ذلك على الموقف الدولي والإقليمي منها. وتحدثت المصادر لـ"نداء الوطن" عن صحة الأنباء التي تمحورت حول استمزاج الوزير السابق بهيج طبارة، موضحةً أنه استمهل بعض الوقت عند مفاتحته بالموضوع لكنه عاد فحسم موقفه أول من أمس معتذراً عن تولي المهمة. كما علمت "نداء الوطن" أن اتصالاً آخر جرى مع شقيقه السفير السابق في واشنطن الدكتور رياض طبارة فرفض فوراً العرض الذي قُدّم اليه بتولي سدة الرئاسة الثالثة. وفي حين كشف مصدر متابع للاتصالات الجارية في الملف الحكومي لـ"نداء الوطن" أنّ رئيس الجمهورية كان اقترح اسم النائب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة لكن الثنائي الشيعي رفض لتفضيله شخصية من خارج نادي النواب، لفت المصدر إلى أنّ التواصل يجري مع شخصيات لها صفة اختصاص وتتسم بالحياد بحيث يمكن أن تحظى بتأييد الحريري ويتم تكليفها بالاتفاق معه، نظراً إلى الإصرار على الحصول على تغطيته للرئيس المكلف الجديد، مع الإشارة في هذا المجال إلى أنّ التوجه القائم هو نحو ضمان ألا تضمّ التشكيلة الحكومية المرتقبة شخصيات خلافية وهو ما يعني حكماً بأنّ الوزير جبران باسيل لن يكون في عداد وزراء الحكومة العتيدة. وفي الغضون، برزت أمس دعوة مجلس الأمن إلى الحفاظ على "الطابع السلمي للاحتجاجات" في لبنان، مطالباً في بيان أصدره بإجماع أعضاء المجلس "جميع الأطراف الفاعلة بإجراء حوار وطني مكثف والحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات عن طريق تجنب العنف واحترام الحق في الاحتجاج من خلال التجمع بشكل سلمي"، مع التأكيد على "أهمية أن تُشكّل في وقت سريع حكومة جديدة قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني واستعادة استقرار البلاد ضمن الإطار الدستوري".

اشتباكات وإطلاق نار بلبنان في ليلة ثانية من العنف

الراي...الكاتب:(رويترز) ... ذكرت الوكالة الوطنية للأنباء في لبنان أن اشتباكات بين أنصار رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري وحركتي حزب الله وأمل الشيعيتين تطورت إلى إطلاق نار في بيروت في وقت متأخر الاثنين. وتنذر الاشتباكات، التي تقع في ثاني ليلة على التوالي من أعمال عنف مرتبطة بالأزمة السياسية في البلاد، بتحويل المظاهرات التي يغلب عليها الطابع السلمي إلى مسار دموي. وأظهر تسجيل فيديو بثته محطة تلفزيون «إل.بي.سي.آي» اللبنانية إطلاقا كثيفا للنيران في محيط جسر الكولا ببيروت. ولم يعرف بعد مصدر إطلاق النار ولم ترد تقارير عن سقوط مصابين. وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن أنصار حزب الله وأمل أزالوا خياما للمحتجين بمدينة صور في جنوب البلاد وأشعلوا فيها النيران مما دفع قوات الأمن للتدخل وإطلاق النار في الهواء.

أعداء أميركا في لبنان... «حزب الله» وإيران وروسيا والصين وسورية

الراي...الكاتب:ايليا ج. مغناير .. أحْدَثَتْ شهادة السفير الأميركي السابق في بيروت جيفري فيلتمان أمام الكونغرس، عاصفةً بفنجان في لبنان رغم أنه لم يعد يشغل أي منصب رسمي في الإدارة الأميركية. وقدّم فيلتمان ما يعرفه بالتفصيل المملّ عن الأحداث الأخيرة وخصوصاً المتعلقة بالحِراك المستمرّ ضد الفساد والإقطاعية السياسية وتدهْور الأوضاع الاقتصادية. وفي تمنياته للكونغرس، أَظْهر تعقيد الوضع اللبناني ووضَعَ خريطة طريق «لهزيمة حزب الله وإيران في لبنان» وكيفية «منْع سورية وروسيا والصين من كسْب موطئ قدم في لبنان». ومع ذلك فإن قراءته الخاطئة للديناميات المحلية ولقوة «حزب الله» وحضوره يخدم لبنان بشكل إيجابي فقط في حال استجاب الكونغرس لتمنياته. ليس غريباً على «محور المقاومة» أن يترك من دون ردٍّ مَن يفهمه خطأ أو يعتقد أنه حقق أهدافه ضدّه. فهذا رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، يتباهى باعتراضه كل قافلات الأسلحة الآتية من سورية إلى لبنان ليعود ويعترف بأن «حزب الله» يملك أحدث الصواريخ الدقيقة وقوة بحجم 150 ألف صاروخ في ترسانته. وهذا النهج يُقْنِع المُهاجِم بعدم زيادة تدابيره القاسية ليدعه يضخّم حجم الضرر اللاحق «بالمحور» جراء تدابيره. فالرئيس دونالد ترامب اعتقد أن عقوباته ستغيّر النظام في إيران خلال أشهر قليلة. ولا تُخْفي طهران آثار العقوبات ولكنها بعيدة عن الهزيمة وقد أخرجت ميزانيتها السنوية من دون الاعتماد على النفط وتكيّفت مع العقوبات. وبحسب قريبين من «محور المقاومة»، فقد امتدح فيلتمان الجيش اللبناني في هزيمة «القاعدة» و«داعش» على الحدود السورية - اللبنانية وابتعد عن العقوبات الأميركية التي ساهمت في إفقار لبنان، في حين ان «حزب الله» هو الذي هزم «القاعدة» و«داعش» وليس صواريخ «هيلفاير» الأميركية الـ 12 اليتيمة التي اشترطت أميركا موافقتها على الأهداف قبل إطلاقها. وفي رأي هؤلاء، أنه إذا اعتقدتْ أميركا أن «حزب الله» سيُهزم على يد الجيش وأن السلام في لبنان ضروري للحدّ من نفوذ «حزب الله»، فإن لهذا الأمر - إذا اقتنع الكونغرس - وقعاً إيجابياً على لبنان وقد يكون سبباً لتخفيف العقوبات. ليس لأن هناك داخل الإدارة الأميركية مَن هم أذكى من فيلتمان ليستمع إليه مسؤولو البيت الأبيض، بل لأن إدارة ترامب يتلاعب بها إلى حد كبير نتنياهو الذي يريد المزيد من العقوبات على «حزب الله» وحلفائه المسيحيين. وادّعى فيلتمان خطأً وفق القريبين من هذا المحور، أن «الحرب الأهلية تزيد من نفوذ إيران». فطهران تدخّلت في لبنان العام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي وليس أثناء الحرب الأهلية العام 1975. وتريد إيران، للبنان والعراق الاستقرار كي لا ينشغل حلفاؤها عن أهدافهم الرئيسية: التضامن بين محور المقاومة، التضامن ضدّ أعداء هذا المحور، ردْع إسرائيل ودعْم القضية الفلسطينية. وفي اعتقاد هؤلاء، أن فيلتمان يُظْهِر خطأ آخر عندما يتكلّم عن الهيمنة السورية كسيناريو محتمل لعودتها إلى لبنان. لقد تغيّرت العلاقة السورية - اللبنانية رغم أن لبنان يبقى مهماً جداً بسبب الأمن المشترك والحدود المشتركة والتبادل التجاري والعداء لإسرائيل. وعلى الرغم من أن هناك العديد من اللبنانيين يزورون دمشق، إلا أن الرئيس بشار الأسد يدرك تعقيد الوضع اللبناني وأن «محور المقاومة» يستطيع منْع أي سلوك عدائي مضرّ بالمصالح السورية. أما «حزب الله» - كما قال فيلتمان - فهو لم يكن يوماً مسيطراً على كل الشيعة. حتى شريك «حزب الله» في حركة «أمل» - على الرغم من عدم عدائها لحزب الله - ينافسه على السيطرة على النفوذ في جنوب لبنان وفي كل المراكز المخصصة للشيعة في إدارات الدولة اللبنانية. علماً أن «حزب الله»، وفق هؤلاء، يحظى بدعم غالبية الشيعة وأكثرية المسيحيين لحمايته لهم ولدوره بردْع إسرائيل ومنْعها من اغتصاب الأرض والمياه والحدود البحرية. لقد خرج المتظاهرون إلى الشارع قبل نحو 40 يوماً احتجاجاً على ضعف الخدمات وسوء الإدارة وفساد جميع السياسيين في السلطة. وتعمّقت الأزمة ليصبح تشكيل الحكومة صعباً في الوقت القريب. فرئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري يرغب بعدم إغضاب واشنطن التي تريد استبعاد «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» بتشكيل حكومة تكنوقراط مع إعطائه الحرية بتشكيل حكومة يختارها هو على الرغم من سيطرته على 21 نائباً من أصل 128، في الوقت الذي يسيطر خصومه السياسيون على أكثر من نصف البرلمان ويرفضون استبعادهم. ويُلاحِظ القريبون من «محور المقاومة» أن الحِراك لم يستثنِ الحريري من تهم الفساد على الرغم من محاولته ركوب حصان المتظاهرين. ويصرّ خصومُه السياسيون على إعادة ترشيحه كرئيس للوزراء ليكون مسؤولاً عن الفساد الذي أصاب لبنان والسياسات التي اعتُمدت في السابق. ويعتبر هؤلاء أن دفْع الحريري بمناصريه إلى الشارع لقفل طرقٍ كإشارة على امتلاكه دعماً شعبياً ساهم بتأزيم الوضع. وفي أقل من شهرين، خسر لبنان ملياري دولار بسبب توقف التبادل التجاري وخسرتْ العملة اللبنانية 33 في المئة من قيمتها مقابل الدولار في السوق السوداء. واتخذ الجيش اللبناني قراراً بإبقاء الطرق الرئيسية مفتوحةً تجنباً لتصعيد كان وارداً. فقد أغلقت كل الطرق التي تربط المناطق ذات الغالبية الشيعية من الجنوب إلى بيروت فالبقاع ما دفع بالأوضاع إلى مرحلة خطرة. أما اليوم فلبنان على وشك الإفلاس وانعدمت الثقة بالليرة اللبنانية وبالنظام المصرفي. أما الدعم الأميركي للجيش بقيمة 105 ملايين دولار فهو لا يتعلّق بالدين العام والبالغ 85 مليار دولار. ووفق القريبين من «محور المقاومة»، وحدهما الصين وروسيا - الدولتان اللتان يخشاهما فيلتمان - تستطيعان إعادة بعض الأمل المالي للبنان. فمنذ ان استثمرت الصين في ميناء حيفا لمدة 25 عاماً وهي تحدّث محطات توليد الطاقة والنقل العام في إسرائيل وهي أنفقت 12.19 مليار دولار بين 2005 و2019. ووقّعت الصين عقوداً مع العراق لتطوير حقل مجنون النفطي العملاق ولحفر 43 بئراً نفطية بقيمة 309 ملايين دولار لزيادة الإنتاج النفطي. ووقّعت عقداً بقيمة 1.39 مليار دولار للإسكان والتعليم والرعاية الطبية في النجف وكربلاء والبصرة. وتجاوز حجم التجارة بين العراق والصين 30 مليار دولار العام 2017، وتستورد بكين بقيمة 20 مليار دولار من النفط الخام من العراق سنوياً. ويعتقد هؤلاء أن السياسيين في لبنان المؤيّدين لأميركا لا يريدون إيذاء شعور واشنطن، وبالتالي يرفضون أي تبرع روسي أو عرض صيني يساهم في تعزيز الاقتصاد. هذا التوازن يساهم بالتفكك المالي في لبنان. فأميركا تتصرف وكأنها فيل في محل زجاج، تفرض العقوبات يميناً وشمالاً ولا تلمّ بالوضع في الشرق الأوسط من كل جوانبه، وتستفيد إيران ومحورها من الأخطاء الأميركية لتصبح سياسة ترامب - التي اعتبرها وزير الخارجية الصيني وانغ يي كأكبر مصدر لعدم الاستقرار العالمي - مصدراً لقوة روسيا والصين في الشرق الأوسط.

هل دَخَل لبنان مرحلة «لي ذراع» الانتفاضة؟ والهيئات الاقتصادية تدعو إلى إضراب عام...

الكاتب:بيروت - «الراي» .. تطايرتْ من «الوقائع الساخنة» التي شهدها لبنان مع دخول «ثورة 17 أكتوبر» يومها الأربعين السيناريواتُ القاتمة عما ينتظر البلاد في ضوء اتخاذ «الحرب الباردة» بين أطراف السلطة حول تشكيل الحكومة العتيدة منحى جديداً أكثر خطورة في إطار لعبة «مَن يصرخ أولاً» التي تستهدف في جوانب أخرى أيضاً «ترويض» الانتفاضة الشعبية وأهدافها، في الوقت الذي يمضي «عدّاد» الاستنزاف المالي في حصْد المزيد من الخسائر التي بات معها القطاع المصرفي والأمن الاجتماعي في «المنطقة الحمراء». وتوقّفت أوساط مطلعة عبر «الراي» عند ما يشبه «ميني 7 مايو» (في إشارة إلى العملية التي قام بها «حزب الله» في بيروت العام 2008) التي نفّذها مناصرون للحزب ولرئيس البرلمان نبيه بري ليل الأحد في بيروت وتحديداً عند نقطة الرينغ حيث تَعَرَّضوا للمنْتفضين الذين كانوا يقطعون الطريق، على وقع هتافات «شيعة شيعة» والدعم للسيد حسن نصرالله وبري، وصولاً إلى عمليات تخريب ممنْهجة طالت شوارع محيطة بجسر الرينغ ومنها مونو والسوديكو والصيفي التي شهدت تكسير نحو 30 سيارة وزجاج واجهات محلات تجارية ومطاعم وترويع السكان في منازلهم عبر طرق أبواب البيوت، بعدما كانت مجموعات من المشاغبين حطّمت خيم الثوار في ساحتي رياض الصلح والشهداء. وأكدت هذه الأوساط أن ما حصل في محلة الرينغ ومحيطها حيث سقط ما لا يقلّ عن عشرة جرحى، لا يمكن تفسيره إلا أنه في سياق عملية ضغط متعددة الاتجاه:

أولاً باتجاه قيادة الجيش اللبناني لدفْعها إلى التزام قرار حماية حرية التنقل أي منْع قطْع الطرق الذي يشكّل هدفاً مركزياً لـ«حزب الله»، الذي سبق أن أبلغ المؤسسة العسكرية أن استمرار قفل الطرق ولا سيما التي يعتبرها «استراتيجية» (مثل الجنوب والبقاع) ستُقابَل بفتْحها ولو بالقوة من «سرايا المقاومة ومهما كلف الأمر». وما عزّز هذه القراءة وفق الأوساط نفسها، ربْط الثنائي الشيعي (حزب الله - أمل) مدعوماً بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مقتل مواطن (حسين شلهوب) وشقيقة زوجته احتراقاً في حادث سير على اوتوستراد الجية (يربط بيروت بالجنوب) بقطْع الطريق الذي كان قائماً في المحلة، انطلاقاً من رواية ابنة الضحية التي نجت من الحادث والتي تحدثت عن سقوط جسم غريب على السيارة قبل أن يفقد والدها السيطرة عليها ويصطدم بالفاصل الإسمنتي الذي تحدّث منتفضون عن أن الجيش اللبناني هو الذي وضعه لتحويل الطريق «قبل مئات الأمتار من نقطة قطْعنا إياها». وفيما دان «الشيعي الأعلى» ما اعتبره «الاعتداء الهمجي والبربري الذي يتلطى خلف الحراك الشعبي والمطلبي وهو تهديد للسلم الأهلي»، استنكر «حزب الله» بشدة «الجريمة المروعة التي نجمت عن اعتداءات مليشاوية تقوم بها مجموعات من قطّاع الطرق تمارس أبشع أساليب الإذلال والإرهاب بحق المواطنين الأبرياء»، معتبراً «ان هذا الاعتداء الآثِم الذي استهدف الشهيديْن العزيزين هو بمثابة اعتداء على كل اللبنانين وتهديد للسلم الأهلي (...)»، وذلك بعدما كان بري دعا «درءاً للفتنة» القوى الأمنية والجيش «لضرورة التشدد بإبقاء أوصال الوطن سالكة».

ثانياً باتجاه رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري في محاولة لتحميله مسؤولية المنزلقات التي يمكن أن تتجّه إليها البلاد بحال أصرّ على حكومة من الاختصاصيين المستقلين وعلى رفْض تشكيل حكومة تكنو - سياسية أو محْضها غطاءه عبر الموافقة على شخصيةٍ غيره لترؤسها على أن يشارك فيها «تيار المستقبل».

وإذ لاحظت الأوساط المطلعة أن «الهبّة الساخنة» في الشارع ترافقتْ مع مناخٍ جرى تعميمه أمس عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون يقترب من تحديد موعد للاستشارات النيابية المُلْزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة وأن الحريري لن يكون هو مَن سيُسمى، تساءلت، هل تَراجَع «حزب الله» عن تمسّكه بالحريري كمرشّح وحيد يريده لتأليف حكومةٍ تكنو - سياسية يعتبر الحزب أنها يمكن أن توفّر «ممراً آمناً»؟

أما الاتجاه الثالث فهو الضغط على الثورة ومحاولة تأليب الرأي العام عليها عبر تحميلها مسؤولية الاضطرابات.

وفيما كان مجلس الأمن يعقد جلسة لمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول القرار 1701، كان الموفد البريطاني ريتشارد مور يلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين في إطار جولة استطلاعية ‏مكملة للقاء الثلاثي الفرنسي - البريطاني - الأميركي الذي عُقد في باريس الأسبوع الماضي في محاولةٍ للإحاطة بمختلف جوانب الأزمة اللبنانية وآفاقها وسبل تفادي الانهيار المالي - الاقتصادي. ولم تحجب هذه التطورات الاهتمام بالوضع المالي - الاقتصادي، وسط إعلان الهيئات الاقتصادية الإضراب العام والإقفال التام لكل المؤسسات الخاصة أيام الخميس والجمعة والسبت بما فيها القطاع المصرفي احتجاجاً على ما آلت إليه الأمور.

اتهامات لـ«الثنائي الشيعي» بتوجيه رسائل أمنية.. مصادره تشدد على فتح الطرق... وتحذيرات من مواجهات أهلية

الشرق الاوسط....بيروت: بولا أسطيح... لم تكن أعمال الشغب التي قام بها عشرات الشبان المؤيدين لحركة «أمل» و«حزب الله»، ليل الأحد - الاثنين، في منطقة الرينغ في العاصمة بيروت والمواجهات التي خاضوها مع عدد من المتظاهرين والمحتجين الأولى من نوعها؛ إذ سبقتها عمليات مماثلة، أبرزها نهاية الشهر الماضي حين أقدم العشرات على تحطيم خيم الناشطين وإضرام النار بها في ساحتي الشهداء ورياض الصلح وسط العاصمة. إلا أن الأحداث التي تم تسجيلها ليل الأحد - الاثنين، اتخذت طابعاً أكثر حدة باعتبار أنه تخللها كباش مباشر بين الناشطين في الحراك المدني ومناصري «الثنائي الشيعي»؛ ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، ودفع أكثر من طرف سياسي للحديث عن «رسائل أمنية» أريد توجيهها عشية الدعوة إلى عصيان مدني. وفيما تنصلت قيادتا «حركة أمل» و«حزب الله» من المواجهات في طريق الرينغ في الأشرفية اعتراضاً على عدم تكليف شخصية لتشكيل حكومة حتى الساعة، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «ما حصل على طرقات الوطن بالأمس مدان بكل المقاييس، سواء في وسط العاصمة أو على الشريان الرئيسي الذي يربط العاصمة بجنوب الجنوب، حيث تعمدت لقمة العيش بالدم فسقط الشهيدان حسين شلهوب وسناء الجندي (بعد تعرضهما لحادث بسبب قطع الطرقات)». ودعا «كل اللبنانيين على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، إلى درء الفتنة وتجنب الوقوع بمنزلقاتها الخطرة»، كما حث القوى الأمنية والجيش على «ضرورة التشدد بإبقاء أوصال الوطن سالكة أمام كل اللبنانيين، مع المحافظة على الحق بإبداء الرأي تحت سقف القانون وبما لا يمس بالسلم الأهلي وبأعراض وكرامات الناس وبالممتلكات العامة والخاصة». ولم يصدر أي بيان عن «حزب الله» أو «أمل» ينفي علاقتهما بالشبان الذين تهجموا على المتظاهرين في الرينغ، إلا أن مصادر «الثنائي الشيعي» نفت تماماً أن تكون هناك رسالة أمنية أريد توجيهها من التحرك الأخير. وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «لدى مناصري الطرفين، أي (حزب الله) و(حركة أمل)، حساسية من التعرض للأمين العام للحزب (حسن نصر الله) كما لرئيس (حركة أمل) نبيه بري. ومن هنا كانت ردة الفعل عفوية». وأضافت أن «ما يعنينا إبقاء الطرقات مفتوحة، سواء طريق بيروت – الجنوب أو بيروت – البقاع... أما كل ما عداه مما يقوم به المتظاهرون أو يقولونه فلا يعنينا». وبخلاف مصادر «الثنائي»، يؤكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب وهبة قاطيشا، أن «ما حصل في الرينغ تحرك منظم من قيادة الثنائي الشيعي المتماسكة والقوية، من منطلق أن كثافة المشاركة بالأحداث، إضافة إلى امتلاك القوى المهاجمة الأدوات للتسكير والتخريب والتدمير، كلها تؤكد أن ما كنا بصدده ليس عملاً فردياً». ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «كان هناك هدفان أساسيان للعملية، الأول تخويف المشاركين في الحراك لحثهم على الخروج من الشارع، والآخر استدراج المتظاهرين للفوضى، وقد فشلوا في تحقيق الهدفين». وقال قاطيشا، إن «هناك استراتيجية واضحة للحراك تقول بسلميته، وباعتبار أن كل المشاركين فيه أصحاب حق، فسيكون من الصعب جداً كسره حتى ولو حاولوا من جديد». وفي حين أشار الكاتب المتخصص في شؤون «حزب الله» قاسم قصير إلى أنه «حتى الساعة لا معلومات مؤكدة حول ما إذا كان ما حصل في الرينغ بقرار من قيادتي (أمل) و(حزب الله)، أم بإطار ردة فعل عفوية على قطع الطريق»، اعتبر أن ما جرى «يشكل بلا شك رسالة للجميع بأن الوضع خطير، وبأنه في حال استمراره على ما هو عليه فسيؤدي إلى مزيد من الأفعال والردود عليها». وقال قصير لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك احتمالاً كبيراً بأن تكون جهات دخلت على خط الحراك كما خرقت الفريق الذي يقوم بردة الفعل»، موضحاً أن «ما هو مؤكد اليوم وجود قرار واضح لدى قيادة الجيش برفض قطع الطرقات مجدداً، واقتناعاً بخطورة الوضع؛ إذ إنه يبدو أن هناك من يراهن على صدام بين الجيش و(حزب الله)، نعتقد أن أياً منهما لا يريده». وقال النائب شامل روكز: «إذا كان مشهد جسر الرينغ المؤسف والخطير نتيجة ردات فعل على قطع الطرقات حسب التبريرات، فالأخطر والمستغرب بشدة هو التعرض للممتلكات العامة والخاصة في منطقة سكنية خارج إطار الصراعات مثل شارع مونو المعتبر أكاديمياً بامتياز». واعتبر النائب نديم الجميل، أن «ما شهدناه من اعتداءات سافلة على الأملاك الخاصة في أطراف الأشرفية من زمر من الخارجين على القانون ينذر بعواقب وخيمة، ويؤجج لوضع شارع في مواجهة شارع، وبالتالي سيؤدي إلى فلتان أمني خطير».

تساؤلات عن سبب تأخر عون بالدعوة للمشاورات الحكومية.. «القوات» أبلغت الرئيس رفضها دخول التشكيل الجديد

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. أثار تريث الرئيس اللبناني ميشال عون في الدعوة إلى المشاورات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، تساؤلات عن رهاناته، خصوصاً في ظل تفاقم الوضع الميداني مع هجوم أنصار «الثنائي الشيعي» على متظاهرين في بيروت أول من أمس. واستغرب مرجع حكومي سابق تأخر عون، متسائلاً: «على ماذا يراهن رئيس الجمهورية في إصراره على التريث بدعوة الكتل النيابية للمشاركة في الاستشارات المُلزمة؟ وهل يتحمل التداعيات الأمنية والسياسية المترتّبة على إقحام البلد في حرب شوارع كما حصل في هجوم محازبي الثنائي الشيعي على المتظاهرين أمام جسر الرينغ؟ وماذا سيقول للبنانيين عن الفلتان الأمني المفتوح على احتمالات ارتفاع منسوب الاحتقان الطائفي والمذهبي في ظل انسداد الأفق في وجه إخراج البلد من التأزّم الحكومي الذي بلغ ذروته؟». وقال المرجع الحكومي السابق الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن «لا مصلحة لرئيس الجمهورية في لجوء طرف سياسي من لون واحد إلى استخدام فائض القوة ضد الحراك الشعبي»، معتبراً أن «ما حصل (ليل أول من أمس) يشكل إحراجاً له قبل سواه من القوى السياسية التي قالت كلمتها في شأن المخرج المطروح لتشكيل الحكومة الجديدة في مقابل من يحاول فرض الحلول على الآخرين». ودعا الرئيس إلى «الإفراج» عن الاستشارات المُلزمة «لعلها تكون المعبر الوحيد لوقف الفلتان الأمني، خصوصاً أن نقل الخلاف إلى الشارع ستترتب عليه مضاعفات جسيمة تدفع باتجاه انهيار البلد على المستويات كافة». وقال: «أنا لا أفهم لماذا الإصرار على ربط التكليف بعملية تأليف الحكومة، وصولاً إلى إيهام اللبنانيين بأن الكرة لا تزال في مرمى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بذريعة أنه لا يزال يتردد ولم يحسم أمره مع أنه كان أول من بادر فور استقالته إلى تحديد مواصفات الحكومة الجديدة انطلاقاً من تقديره بأن تشكيلها من اختصاصيين هو المدخل للالتفات إلى الأزمة المالية والاقتصادية وتوفير الحلول المرحلية لها». ولفت المرجع الحكومي السابق إلى أن «البلد لا يحتمل المزيد من استدراج العروض بحثاً عمن يتولى تشكيل الحكومة العتيدة». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التيار الوطني الحر هو من يقوم بتسريب أسماء المرشحين الواحد تلو الآخر ثم يبادر إلى حرقها، وإلا ما هي الدوافع التي أملت على الوزير جبران باسيل التصرف وكأنه الآمر الناهي في تحديد مواصفات رئيس الحكومة تكليفاً وتشكيلاً، وبالتالي يحرج رئيس الجمهورية ويقدّم نفسه على أنه هو من ينوب عنه؟». واعتبر أن «المواقف من تسمية الرئيس المكلف باتت واضحة، وهذا لا يبرر الاستمرار في ترحيل الاستشارات المُلزمة في الوقت الذي ينهار فيه البلد»، لافتاً إلى أن «التذرّع بالتريث لا يُصرف سياسياً في مكان، خصوصاً أن رئيس الجمهورية وحلفاءه يشكّلون الغالبية في البرلمان، وهذا ما يسمح لهؤلاء بالتوافق على اسم معين يكلّف بتشكيل الحكومة التي تتمتع بثقة نيابية لا غبار عليها». وأكد، أن الحريري «ليس في وارد تشكيل حكومة من غير الاختصاصيين». وقال إن «لا مجال لتعديل موقفه حتى لو بادرت الكتل النيابية إلى حشره بتسميته لتشكيل الحكومة». ورأى أن «التذرّع بعدم مبادرة الحريري إلى حسم موقفه ما هو إلا محاولة للهرب إلى الأمام مع أنه لم يعد من مجال لكسب الوقت، واتهامه بأنه لا يريد غيره على رأس الحكومة ليس في محله؛ لأنه ليس من الذين يحصرون الرئاسة بأشخاصهم». واتهم «التيار الوطني» بـ«امتهان سياسة التعطيل»، مشيراً إلى أنه «يبرر التأخّر في الدعوة إلى الاستشارات النيابية بعدم وجود نص في الدستور يُلزم رئيس الجمهورية القيام بها فور استقالة الحكومة، لكنه يغيب عن باله تعطيله لانتخابات رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان وغيابه عن جلسات الانتخاب ما لم يُنتخب العماد عون رئيساً للجمهورية مع أن الدستور ينص على أن البرلمان يبقى في حالة انعقاد دائمة إلى حين انتخاب الرئيس». وكشف عن أن «التيار الوطني» يميل إلى تشكيل «حكومة مواجهة من لون واحد كأمر واقع، لكنه يصطدم بمعارضة الثنائي الشيعي، وإن كان الأخير يتفق مع رئيس الجمهورية وتياره السياسي على أن تشكّل الحكومة من سياسيين وتكنوقراط». ورأى أن «الأكثرية النيابية في حاجة إلى غطاء سياسي لا يوفّره إلا الحريري أو من يسميه لرئاسة الحكومة». في هذا السياق، سأل عما إذا كان «حزب الله» على استعداد للقبول بإعفاء باسيل من التركيبة الوزارية. وقال إنه «يصر على تعويمه مباشرة أو عبر حصة وزارية لئلا تتراجع حظوظه التي تمكّنه من المنافسة على رئاسة الجمهورية، رغم أنه لم يعد كما كان في السابق، بعد أن تمكن الحراك الشعبي من استهدافه بضربات سياسية أدت إلى فقدانه الكثير من أوراقه السياسية الضاغطة». واعتبر المرجع الحكومي السابق، أن التذرّع لتبرير تأجيل الاستشارات بوجود تحرك دولي داعم لتشكيل الحكومة بلا شروط «في غير محله». وقال إن «لا توافق دولياً يتعلق بالأزمة الراهنة، وهناك ضرورة لإعادة تعويم مقررات مؤتمر سيدر، وهو ما يمكن أن يسهم به وجود الحريري على رأس الحكومة، وإن كان في حاجة إلى بذل جهد استثنائي لدى الأطراف المشاركة في المؤتمر، فكيف سيكون الحال إذا أوتي برئيس ينتمي إلى محور الممانعة، خصوصاً أن الأخير لا يلقى تجاوباً من الحريري الذي يرفض أن يكون مظلة لحكومة الآخرين». وفي هذا السياق أيضاً، فإن «الحزب التقدمي الاشتراكي» باقٍ على موقفه بعدم المشاركة في الحكومة من جهة وإصراره على تشكيل حكومة تكنوقراط من اختصاصيين، وكذلك الحال بالنسبة لحزب «القوات اللبنانية». وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية، أن موقف «القوات» من الحكومة الجديدة أُثير في اجتماع عقده الوزير السابق ملحم رياشي وإيلي براغيد، مدير مكتب رئيس «القوات» سمير جعجع، مع عون بناءً على طلبه، لكن الاجتماع لم يبدّل من موقف «القوات». وكشفت المصادر، عن أن عون تبلغ من موفدي جعجع بعدم وجود رغبة لدى «القوات» للاشتراك في الحكومة، وأن الحزب يفضّل المجيء بحكومة مستقلة من الاختصاصيين، لكن عون أبلغهما بأن «حزب الله» يصر على تشكيل حكومة مختلطة من تكنوقراط وسياسيين. لكن الوفد «القواتي» أصر على موقفه، ورأى أن لا مانع من مثول حكومة من هذا النوع أمام البرلمان، وقد تشكل له إحراجاً حتى لو لم تحصل على ثقته. وفي المقابل، رأى عون أن عدم نيلها الثقة سيحولها إلى حكومة تصريف أعمال، فرد الوفد: «ما المشكلة وتقوم أنت بإجراء استشارات ملزمة للمرة الثانية وعندها ننتظر لنرى ماذا سيحصل؟». وعليه، فإن حرب الشوارع التي شهدها جسر الرينغ أحدثت مضاعفات لا يمكن القفز فوقها، وبالتالي فإن سحب فتيل التفجير من الشوارع لن يكون إلا بمبادرة رئيس الجمهورية إلى إعادة النظر في حساباته وصولاً إلى إقراره بوجوب إجراء الاستشارات المُلزمة اليوم قبل الغد؛ لأنها وحدها تعيد الاعتبار لدور المؤسسات الدستورية وضرورة تأمين انتظامها. لذلك؛ لم يعد في وسع عون التأخير طالما أن المعطيات الخاصة بالحكومة الجديدة باتت واضحة تكليفاً وتشكيلاً، وإلا فإن مجرد التأخير سيؤدي حتماً إلى استنزاف النصف الثاني من الولاية الرئاسية بعد أن انتهى النصف الأول بلا إنجازات على صعيد إنقاذ الوضعين الاقتصادي والمالي رغم الوعود الوردية التي ظلت حبراً على ورق.



السابق

أخبار وتقارير...... أسرار "هجوم إيران على السعودية" من التخطيط إلى التنفيذ...."حزب الله" يضع شروطه لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ويحدد مهامها...الهيئات الاقتصادية في لبنان تعلن الإضراب العام لـ3 أيام....اليوم الأربعون: الشبيحة ينشرون إرهابهم في العاصمة..."المؤتمر المسيحي العربي الأول"في باريس: لمواجهة تحالف الأقليات....."الجمهورية": "الثنائي الشيعي" يحاول إقناع الحريري.. وحديث عن مبادرة فرنسيّة ـ بريطانيّة....10 جرحى حصيلة التظاهرات الإحتجاجية في بيروت...تحطيم عدد من السيارات في شارع الصيفي في بيروت...حسناء بلغارية تستولي على 4 مليارات دولار في أكبر عملية نصب بالعملة الرقمية..

التالي

العراق...حرائق في ذي قار... وقطع طرق وجسور في البصرة.. نقابة المعلمين تدعو لمظاهرات حاشدة غداً....البرلمان العراقي يتجه لتشريع قانون انتخابي جديد ...عشرات الجرحى في محاولة فض اعتصام مدينة الحلة...بيان مُقرصَن لانقلاب عسكري «يطيح» عبدالمهدي إلى «محاكمة علنية»..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,135,973

عدد الزوار: 6,755,987

المتواجدون الآن: 113