أخبار لبنان..عناصر حزبية تلقي قنابل مولوتوف على قوات الأمن وسط بيروت....شكوى قضائية ضد حرّاس برّي.. وأنصاره يردون"بالروح بالدم"....صحيفة إسرائيلية تتحدث عن مصير ميليشيا"حزب الله" في سوريا..بومبيو: صنفنا حزب الله كمنظمة إرهابية ومستعدون لمساعدة الشعب اللبناني...أمنستي تطالب بمحاسبة المسؤولين اعتداء "منتصف الليل" في لبنان.. برّي يتضامن مع باسيل.. والقضاء لملاحقة حبيش ويحيل عون إلى التفتيش.....«مجموعة الدعم» وواشنطن: عليكم بـ«وصفات» صندوق النقد الدولي!....الحريري يرسم "خريطة تأليف" ثلاثية الأبعاد.. الثورة تتقدّم... "عصيان ضريبي"... الخارج يضْغط لـ «حكومة الآن» والداخل يلْهو بـ «عضّ الأصابع»...

تاريخ الإضافة الخميس 12 كانون الأول 2019 - 3:47 ص    عدد الزيارات 2266    القسم محلية

        


لودريان: المساعدة الدولية للبنان مشروطة بتشكيل حكومة إصلاحية...

الراي...الكاتب:(أ ف ب) ... أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، اليوم الاربعاء، إثر اجتماع دولي في باريس لمساعدة لبنان، أن المجتمع الدولي يشترط أي مساعدة مالية لهذا البلد بتشكيل حكومة اصلاحية. وقال لودريان في ختام الاجتماع إن «المعيار الوحيد يجب أن يكون فاعلية هذه الحكومة على صعيد الاصلاحات التي ينتظرها الشعب. وحده هذا النهج سيتيح لجميع المشاركين في هذا الاجتماع وسواهم أن يقوموا بتعبئة ليقدموا الى لبنان كل الدعم الذي يحتاج اليه».

عناصر حزبية تلقي قنابل مولوتوف على قوات الأمن وسط بيروت...

سلمان عنداري – بيروت – سكاي نيوز عربية.... أفاد مراسل سكاي نيوز عربية في بيروت بسقوط عدد من الإصابات في صفوف قوات الأمن اللبنانية بعد قيام مجموعات من مناصري حركة أمل بإلقاء قنابل المولوتوف باتجاههم وسط بيروت. وكان قد تجمع عشرات من عناصر الحركة في محيط ساحتي الشهداء ورياض الصلح في بيروت في محاولة للدخول واقتحام الساحتين لجهة جسر الرينغ في وسط بيروت. وجرت مناورات كر وفر بين مجموعات حزبية وقوات مكافحة الشغب، حيث قامت تلك المجموعات بحرق الإطارات ورميها باتجاه القوى الأمنية ورشقها بالحجارة عند أحد مداخل ساحة رياض الصلح. وعززت القوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب من تواجدها في المنطقة، وقامت أكثر من مرة بتفريق الشبان بالقنابل المسيلة للدموع. ورصد الناشطون والمواطنون تجمعات لمناصري حركة أمل في منطقة الرينغ وأعدادهم تزايدت مع تقدم ساعات الليل. ويؤكد بعض المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح أن قوات مكافحة الشغب حاضرة بشكل استثنائي لصد أي محاولة لاقتحام منطقة التظاهر والخيام المنصوبة. ويطالب المتظاهرون القوى الأمنية والجيش اللبناني بحمايتهم من أي محاولة من قبل بعض مناصري أحزاب السلطة. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها مناصرون لحزب الله وحركة أمل اقتحام ساحات التظاهر وحرق الخيام والاعتداء على المتظاهرين. وشوهدت آليات معززة لقوى الأمن في محيط ساحتي الشهداء ورياض الصلح تحسبا لأي عملية اقتحام. وكان مناصرو الأحزاب حاولوا تشتيت القوى الأمنية عبر محاولة اقتحام الساحة من أكثر من مدخل لكن محاولاتهم باءت بالفشل.

مجموعة باريس: لتشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات وتبعد لبنان عن الأزمات الإقليمية...

المصدر: RT... أفادت مراسلتنا في فرنسا، بأن الجلسة الأولى للأعضاء المشاركين في اجتماع باريس بخصوص لبنان، انطلقت بدون مشاركة الوفد اللبناني الذي لم يتسلم دعوة للحضور. وقالت المراسلة إنه جرى تسريب مسودة أولية عن البيان الختامي للاجتماع، كذلك لم يشارك الوفد اللبناني في إعدادها. ووفق وسائل إعلام لبنانية، فإن مجموعة الدعم الدولية للبنان دعت إلى تبني سلة إصلاحات مستدامة وموثوق بها وفق جدول زمني محدد لمواجهة التحديات طويلة الأمد في الاقتصاد اللبناني، انعكاسا لتطلعات الشعب اللبناني منذ 17 أكتوبر. واعتبرت المجموعة أن الحفاظ على استقرار لبنان ووحدته وأمنه وسيادته واستقلاله، يتطلب التشكيل الفوري لحكومة تتمتع بالقدرة والمصداقية للقيام بالإصلاحات الاقتصادية وإبعاد لبنان عن التوتر والأزمات الإقليمية. ودعت المجموعة الدولية إلى إقرار موازنة عام 2020 في الأسابيع الأولى بعد تشكيل الحكومة الجديدة، والعمل على إعادة الاستقرار للقطاع النقدي ومحاربة الفساد، بما في ذلك إقرار خطة إصلاح الكهرباء. وأكدت المجموعة أن مقررات مؤتمر "سيدر" ما زالت سارية. من جهة أخرى، أثنى البيان على دور الجيش والقوى الأمنية في حماية المتظاهرين ودعا إلى الاستمرار في حماية الحق السلمي في الدفاع عن الرأي. وفيما طمأن الرئيس ميشال عون اللبنانيين بأن لبنان سيخرج معافى من الوضع الراهن سياسيا واقتصاديا، أكد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل أن هناك تراجعا هائلا في الواردات، مشيرا إلى أن العجز سيرتفع كما ستتم إعادة النظر بكل أرقام موازنة 2020. بدوره، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إن "مؤتمر باريس إشارة قوية على أن المجتمع الدولي أكثر قلقا بشان استقرار لبنان من بعض اللبنانيين"...

بري لباسيل: نرفض حكومة من دون "التيار"

نداء الوطن...أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي في تصريح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري طالب في لقاء الاربعاء استيعاب خطورة الاوضاع وازالة ما يعترض المسار الحكومي، وأبدى مخاوفه حول مستقبل البلاد في ظل استمرار الأزمات الحالية التي تستلزم السرعة بحسم الملف الحكومي. وكشف عن أن بري “حمّل النائب سليم عون رسالة الى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يرفض فيها تشكيل حكومة من دون التيار الوطني الحر”. واعتبر أن “اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان اشارة قوية الى أن المجتمع الدولي يهتم بلبنان واستقراره وأمنه أكثر من بعض اللبنانيين”، وسأل، “كيف سيلاقي اللبنانيون هذا الاهتمام؟”. ولفت بري الى جلسة نيابية في القريب العاجل لمناقشة واقرار موازنة 2020.

بري: مؤتمر باريس يشير إلى أن المجتمع الدولي أكثر قلقا بشأن استقرار لبنان من بعض مواطنيه

الراي....قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم الأربعاء، «إن مؤتمر باريس إشارة قوية على أن المجتمع الدولي أكثر قلقا بشان استقرار لبنان من بعض اللبنانيين». وفي موضوع متصل، قال وزير المالية بحكومة تصريف الأعمال في لبنان، إن عجز ميزانية 2019 سيكون أكبر بكثير مما كان متوقعا بسبب انخفاض مقلق للغاية لإيرادات الدولة إذ تعاني البلاد من أزمة مالية شديدة. وقال الوزير علي حسن خليل في تصريحات للصحافيين بثتها محطة إل.بي.سي.آي إن لبنان، الذي شهد احتجاجات ضخمة منذ 17 أكتوبر، يواجه صعوبات جمة في تمويل الدولة.

شكوى قضائية ضد حرّاس برّي.. وأنصاره يردون"بالروح بالدم"

المدن...محمد أبي سمرا.. يبلغ عديد شرطة المجلس حالياً ما يقارب 430 عنصراً

ما أن شاهد حراس قصر رئيس مجلس النواب في عين التينة، ورئيس "حركة أمل"، مسيرةً احتجاجية سيّارة تعبر في شارع فردان منتصف ليل الثلاثاء -الأربعاء 10 - 11 كانون الثاني الجاري، متوجهة إلى منزل وزير الأشغال العامة السابق الجنبلاطي غازي العريضي في فردان، حتى دبّ الذعر في حراس القصر الرسمي.

حراس القصر الهائجون

ذعر هو صنو قوة الحقد في صدور حراس الرئيس، على المحتجين منذ 17 تشرين الأول الماضي، على سلطانه وسلاطين المحميات اللبنانية من أمثاله. وهاجم حراس القصر الهائجون - وهم شطر من شرطة مجلس النواب الرسمية، الذين كانت كثرة منهم من عناصر حركة الرئيس الميليشياوية، واختارهم ليصيروا حراسه الخلّص المدربين والمؤتمنين - الشبان والصبايا في مسيرتهم السيارة على وزراء الأشغال العامة في لبنان (ومنهم غازي العريضي)، احتجاجاً على الطوفان المطري الذي غمر طرقاً وشوارع كثيرة في بيروت وضاحيتها الجنوبية، وجعلها بحيرات طوال نهار الإثنين 9 كانون الأول الجاري. هاجم حراس الرئيس سيارات المحتجين/المحتجات، وحاصروهم فيها ومنعوهم من الفرار، وراحوا يحطمونها، ويخرجون منها من وصلت أيديهم "المباركة" إليهم وإليهن، وانهالوا عليهم/عليهن بهراوات حراس التشريع وقصره. حطموا سيارات كثيرة وجرحوا عدداً من الشبان والصبايا. وصبيحة الأربعاء 11 كانون الأول الجاري، بادرت "لجنة المحامين المتطوعين للدفاع عن المتظاهرين" منذ 17 تشرين الأول الماضي، إلى تقديم شكوى في مقر سرية بيروت الإقليمية التابعة لقوى الأمن الداخلي في الرملة البيضاء، بناءً على إشارة الرئيس غسان عويدات مدعي عام التمييز في بيروت. وتحمل الدعوى صفة الإدعاء الشخصي على المعتدين "المجهولين"، والذين تعرف المحتجون على أحدهم، المدعو قاسم شعبان، بواسطة صوره وما كتبه على صفحته الفيسبوكية عن الموقعة التي اعتز بها، بصفته الرسمية في عداد حرس رئيس المجلس النيابي في قصره المفدى. وحضر إلى مخفر قوى الأمن الداخلي في الرملة البيضاء عدد من المعتدى عليهم وعليهن، مزودين بأشرطة الفيديو المصورة عن الغزوة الليلية التي قام بها شعبان وأمثاله على موسيقى قتالية واكبتهم في خروجهم من قصر عين التينة وهجومهم على موكب المحتجين. وحذف شعبان صفحته على فيسبوك، بعدما علم بالدعوى القضائية الموثقة بصورته وما كتبه عن الغزوة الليلية.

جنرالات إمارة بري

في 5 - 12 – 2017، كتبت ناشطة على صفحتها في فيسبوك عن "جنرالات إمارة بري" بعد نحو خمسة أشهر من حادث اعتداء شرطة مجلس النواب على متظاهرين إثر محاولتهم التوجّه نحو مجلس النواب للإعتراض على إقرار قانون الانتخاب. وجاء في ما كتبته الناشطة أن جهاز أمن رئاسة مجلس النواب تعود الأمرة الأولى فيه للرئيس بري، وكذلك التوظيفات فيه، وأدواره في تأمين الحماية الشخصية لرئيس مجلس النواب وعائلته ومقرات إقامته ومواكبة تنقلاته. ويتألف الجهاز ثلاثة أقسام: شرطة مجلس النواب، سرية من قوى الأمن، وسرية من الجيش. "الشرطة" معنية بتأمين أمن الرئيس والمحيط الداخلي لمجلس النواب، ما تشمل صلاحيات سرية الجيش وسرية قوى الأمن (مع شرطة المجلس أحياناً كثيرة) حماية أمن الرئيس وعائلته والمحيط الخارجي اللصيق لمجلس النواب ومداخله، إضافة الى مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة والمصيلح ومنزل بري الجناح، والمراكز التابعة لرئاسة مجلس النواب والمهرجانات والمناسبات وفي كل مكان يتواجد فيه "دولته" أو عائلته. وتخضع قيادة شرطة مجلس النواب كل ما يتعلق بالترقيات والتعيين والراتب لسلطة رئيس مجلس النواب مباشرة وأمرته، ويطبق عليها ما يطبق على قوى الأمن الداخلي لناحية الرواتب والتعويضات... يبلغ عديد شرطة المجلس حالياً ما يقارب 430 عنصراً. بينهم 17 ضابطاً، إثنان منهم برتبة عميد وهما عدنان الشيخ علي ويوسف دمشق الملقب بـ "أبو خشبة"، المحصورة مسوؤلياته بأمن مقرّ الرئاسة الثانية عين التينة. لكن عديدهم لامس الـ 525 عنصراً سنوات سابقة. والغالبية الساحقة من العناصر ليسوا فقط من الشيعة بل من الموالين أو المنتسبين لـ "حركة امل". وأول من رقيّ إلى رتبة عميد هو "أبو علي" يوسف دمشق الذي نزعت صلاحية أمن مبنى مجلس النواب من يده قبل سنوات عديدة، فعيّنه بري مسؤول أمن عين التينة حصراً. أما سرية الجيش جهاز حماية مجلس النواب فعديدها 320 عنصراً، وهي حالياً برئاسة العميد عماد صعب، وسرية قوى الأمن برئاسة العقيد عمار حاطوم وعديدها 220. وهما يتبعان لأمرة رئيس الجهاز.

مسيرة الوفاء للإمارة

وصبيحة الأربعاء 11 كانون الأول الجاري، وُزع بيان يدعو إلى "مسيرة الوفاء لدولة الرئيس نبيه بري" في الساعة السادسة مساء. وذلك نصرة لشرطته المعتدية على المتظاهرين. وجاء في البيان - النداء:

"يا أبناء الإمام القائد السيد موسى الصدر

يا أبناء روح الله الموسوي الخميني

يا شرفاء الأمة...

ندعوكم لمسيرة وفاء لقائد مسيرة التنمية و التحرير الذي أسقط جميع المؤامرات عن الوطن، و لطالما كان درع المقاومة والمنتصر الدائم من أجلها.. دولة الرئيس نبيه بري.

تنطلق القافلة من الضاحية الجنوبية من ساحة المشرفية في تمام الساعة السادسة مساءً.

سنحيي القائد النبيه ورجال حرس مجلس النواب المقاومين

وسنردد الهتافات التي تربينا عليها "بالروح بالدم نفديك يا نبيه".

وهكذا، تتأكد أبدية الرئيس بالأرواح وبالدماء.. شاء من شاء وأبى من أبى!

بعد خسارة الآلاف من مقاتليها.. صحيفة إسرائيلية تتحدث عن مصير ميليشيا"حزب الله" في سوريا

أورينت نت - ترجمة: جلال خياط.. قالت صحيفة هآرتس إن حزب الله الذي قاتل إلى جانب الحرس الثوري الإيراني لحماية نظام الأسد في سوريا أمر ما تبقى من عناصره بمهمة جديدة بعد أن خفت حدة القتال وانحصرت ضمن مناطق جغرافية معينة. وأشارت الصحيفة إلى أن الخسارة الكبيرة التي مني بها الحزب داخل سوريا لم تردعه عن إنشاء نقاط عسكرية جديدة بالقرب من الحدود السورية الإسرائيلية وبالقرب من نهر الليطاني فيما يعد انتهاكا لقرار وقف إطلاق النار (1701) الصادر عن مجلس الأمن في 2006. وتشير التقارير إلى أن حزب الله فقد حوالي ألفي مقاتل، معظمهم من قوات النخبة، في المعارك التي خاضها في سوريا والتي تسببت بإصابة أكثر من ثمانية آلاف عنصر آخرين.

تهديدات فارغة

وعلى الرغم من عودة هؤلاء المقاتلين إلى جنوب لبنان إلا أن بعض من قواته بقيت في سوريا خصوصاً ما يعرف باسم فرقة الرضوان والتي تمثل الشبكة الإقليمية التي تعمل باسم حزب الله في المنطقة لتولي المهام الخارجية. ويعمل كذلك حزب الله على الطرف اللبناني حيث يرتدي عناصره الزي المدني ويعملون بدون حمل أسلحة بالتنسيق مع الجيش اللبناني إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية ترصدهم وتوثق أنشطتهم. وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات الاستخباراتية أدت إلى تغيرات في استراتيجيات الدفاع حيث وضع حزب الله خططاً تقضي بالهجوم لتحقيق مكاسب سريعة من خلال الاستيلاء المفاجئ على بعض المواقع العسكرية على طول الحدود. وتشير التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية إلى أن تهديدات حسن نصر الله فارغة من محتواها بسبب الدرس القاسي الذي تلقاه في 2006، وذلك على الرغم من الكلمات النارية التي يهدد فيها إسرائيل. وشهد نهاية شهر آب ضربات عديدة تم نسبها إلى إسرائيل استهدفت ميليشيات شيعية في العراق وأخرى في الجولان. رد حزب الله، في بداية أيلول، بعدما أطلق ثلاثة صواريخ على سيارة إسعاف تابعة للجيش الإسرائيلي.

حسابات إيران المختلفة

هدد حسن نصر الله بشن حرب على الطائرات الإسرائيلية المُسيرة، وفي نهاية تشرين الأول، أطلق حزب الله، وللمرة الأولى منذ سنوات، صاروخاً مضاداً للدبابات على طائرة إسرائيلية مُسيرة كانت تحلق في جنوب لبنان. ومع كل هذه الرسائل المتبادلة، لا يوجد استعداد لدى حزب الله بخوض نزاع مع إسرائيل إلا أن المشكلة في أن قرار حزب الله بيد طهران التي تخوض معارك في كل المنطقة وتتعرض لضغوط داخلية شديدة بسب الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود. وتشهد كذلك مظاهرات ضدها في كل من لبنان والعراق. وتخشى إسرائيل من أن يتم الضغط على حزب الله من قبل طهران للتحرك، ولذلك ترى أن الضغط على إيران من الممكن أن يزيد من خطر المواجهة مع حزب الله الذي لا يرغب فعلياً في المواجهة. وفي الوقت ذاته، تسعى إسرائيل لإحباط مشروع إيران في لبنان لإنتاج الصواريخ الموجهة بدقة. وعلى الرغم من كل الضربات العسكرية التي شنتها إسرائيل، ومع الضغط الشعبي الذي دفع حزب الله لإخلاء مواقع كان يشغلها لإنتاج الصواريخ وتحديثها في لبنان، إلا أن إيران لم تتخلَّ عن المشروع، لذلك من المتوقع استمرار الصدام مع إسرائيل حول أي شحنة جديدة لإنتاج الصواريخ الموجهة بدقة.

إغراقهم في سوريا

وكان يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، قد أشار في لقاء معه إلى أن إسرائيل تدرس القيام بعمل عسكري ضد إيران، إذا ما استمرت في العمل على السلاح النووي. وقال رداً على سؤال وجه له حول ما إذا كانت إسرائيل تفكر في خيار استهداف إيران "نعم. لن نسمح لإيران بإنتاج أسلحة نووية أو الحصول عليها. وإذا ما كان ذلك هو الطريقة الأخيرة الممكنة، سنفعل الأمر عسكرياً". وبعد يوم واحد فقط من تصريحات كاتس، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي بتهديد آخر لإيران في سوريا. وقال نفتالي بينيت إن "إسرائيل ستعمل بلا كلل" لمنع أي تواجد عسكري لإيران في سوريا. وأشار في لقاء أجرته معه صحيفة إسرائيلية يمينية ونقلته هآرتس "ليس سراً، إيران تحاول إشعال النار.. وبدورنا، بحاجة للانتقال من الاحتواء إلى الهجوم".

بومبيو: صنفنا حزب الله كمنظمة إرهابية ومستعدون لمساعدة الشعب اللبناني للتخلص من الوصاية الخارجية..

النشرة.. بومبيو: نطالب بحفظ سيادة لبنان وتحرره من التدخلات الخارجية

أكد وزير الخارجية الأميركي ​مايك بومبيو​، "استعداد بلاده لمساعدة ​لبنان​ من اجل انعاش اقتصاده لأن الوضع المالي اللبناني خطير جداً والضغوط على البنك المركزي كبيرة، و​واشنطن​ سترى تشكيل الحكومة اللبنانية قبل الاستجابة لطلبات الدولة"، مطالباً بـ"حفظ سيادة لبنان وتحرره من التدخلات الخارجية، معلناً "تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، واستعداد واشنطن لمساعدة الشعب اللبناني للتخلص من الوصاية الخارجية". وفي ​مؤتمر​ صحفي، أعلن بومبيو أن "واشنطن ستفرض ​عقوبات​ جديدة على شركات وكيانات إيرانية من بينها شركة نقل جوي إيرانية نقلت أسلحة إلى اليمن"، مشدداً على "تقديم الدعم للشعوب ضد الأنظمة القمعية". وحول الازمة الليبية، اوضح بومبيو، ان "لا قدرة لأي من القوى المتصارعة في ليبيا على تحقيق حسم عسكري والحل السياسي وحده سينهي العنف".

أمنستي تطالب بمحاسبة المسؤولين اعتداء "منتصف الليل" في لبنان

الحرة... دانت منظمة العفو الدولية ما وصفته بـ"الاعتداء العنيف" ضد المتظاهرين السلميين في بيروت منتصف ليل الثلاثاء من قبل عناصر بزي أمني، مطالبة بمحاسبة المسؤولين. وقالت المنظمة الأربعاء إن "الاعتداء العنيف الذي تعرض له المتظاهرون السلميون في منطقة فردان في بيروت منتصف ليل أمس من قبل عناصر بلباس أمني وأخرى بلباس مدني أثناء مرور مواكب المتظاهرين السيارة في المنطقة يستدعي تحقيقا فوريا لمحاسبة المعتدين". وذكرت المنظمة أنها تحدثت إلى شهود عيان شاهدوا "اعتداء عناصر أمنية بالضرب على المتظاهرين وتكسير عدد من واجهات سياراتهم كما تم ترهيبهم وإهانتهم". وانتشرت فيديوهات يظهر فيها رجال بزي أمني وآخرون بزي مدني وهم يمسكون العصى ويقومون بتفريق المتظاهرين. وفي بيان لمجموعة "لحقي" نشر على فيسبوك دان نشطاء اعتداءات رجال الشرطة الذين اعتدوا على المتظاهرين ووصفوهم بـ"البلطجية" وجاء في البيان "بلطجية قوى المنظومة يعتدون على الثوار خلال مسيرات سلمية في بيروت، في الوقت الذي تستمر فيه التوقيفات التعسفية والممارسة البوليسية في كافة المناطق في محاولة لتكميم الأفواه.". ودان الموقعون على البيان ما وصفوه بـ"الاعتداء الذي مارسته القوى الأمنية وشرطة مجلس النواب على الثوار بدل القيام بواجبها في حماية المواطنين ومنع الاعتداءات بحقهم". ومنذ 17 أكتوبر الماضي خرج اللبنانيون في مظاهرات تنديدا بفرض ضرائب جديدة وزيادات في الرسوم على المشتقات النفطية وتطورت إلى المطالبة برحيل كامل النخبة الحاكمة. وأشارت منظمة العفو الدولية الأربعاء إلى رصدها "منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في لبنان الاستخدام المفرط للقوة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية ضد المتظاهرين السلميين"، مضيفة انها وثقت "الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون من قبل مناصرين لأحزاب موالية للحكومة والتي لم يفتح فيها أي تحقيق ولم تتم محاسبة أحد حتى الساعة". وطالبت المنظمة السلطات اللبنانية بالتحرك "فورا لمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان وحماية المتظاهرين وصون الحق في التظاهر السلمي"، مضيفة أن "غياب المحاسبة والإفلات من العقاب يسمح للمعتدين تكرار فعلتهم والتمادي باعتداءاتهم".

اللواء.... «مجموعة الدعم» تشترط حكومة إصلاحية.. وقنابل دخانية في وسط بيروت.. برّي يتضامن مع باسيل.. والقضاء لملاحقة حبيش ويحيل عون إلى التفتيش....

في الخلفية الدولية لأحداث لبنان، المتتالية منذ 17 تشرين أوّل الماضي، توظيف سياسي أميركي، عبر كلام متكرر لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والمندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة كيلي كرافت حول ضرورة إخراج إيران وحزب الله، من زاوية قوله: «هناك منظمة مصنفة إرهابية، هي حزب الله، واعلم ان الشعب اللبناني على علم بالخطر الذي تشكله على حريته، وعلى قدرته على توفير حاجاته»، ومؤكداً في المقابل ان الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة اللبنانيين على انعاش الاقتصاد وتصحيح المسار الحكومي.. وبالترابط، على خلفية الصراع الأميركي- الإيراني في صراعات الحراك، تراجع الحرس الثوري الإيراني عن تصريحات مستشاره بشأن إبادة إسرائيل من لبنان، على لسان العميد رمضان شريف الناطق بلسان الحرس من ان تصريحات قرباني، حرفت واستنبطت بطريقة خاطئة. بالمقابل، بدت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان ملكية أكثر من الملك، فجددت الالتزام بـ«مؤتمر سيدر»، وأكدت ان مقرراته ما زالت سارية. داعية السلطات إلى الالتزام بوضع المشاريع الاستثمارية على قائمة الأولويات، من خلال لجنة وزارية. وجددت «الاستعداد للمساعدة داعية السلطات اللبنانية إلى طلب الدعم من المجموعة الدولية». وإذ رحب الرئيس نبيه برّي بمقررات المجموعة الدولية - العربية، كشف وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل ان عجز ميزانية 2019، سيكون أكبر بكثير مما كان متوقعاً بسبب انخفاض مقلق للغاية لايرادات الدولة، فيما أعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال ان اقتصاد لبنان يخسر ما لا يقل عن 70 - 80 يومياً بسبب الأزمة.

صمت سياسي

وعلى الرغم من الصمت السياسي الذي ساد أمس حول الوضع الحكومي، بانتظار ما سيعلنه اليوم رئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل، بعد اجتماع استثنائي للتكتل في السادسة مساء، والذي رجحت معلومات إمكان إعلان عدم مشاركته في الحكومة، وبانتظار ما سيعلنه أيضاً «الامين العام لحزب الله» السيّد حسن نصر الله عند الخامسة والنصف من يوم غد الجمعة في كلمة متلفزة يتحدث فيها عن التطورات العامة والحكومية، فإن الأجواء تميل إلى التشاؤم حيال مسألتي التكليف والتأليف، تبعاً للتصلب في المواقف، فيما أكدت مصادر وزارية مطلعة على موقف القصر الجمهوري ان الرئيس عون لن يؤجل الاستشارات النيابية المقررة الاثنين المقبل، وسيترك للنواب تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، سواء كان الرئيس سعد الحريري أو سواه. وقالت المصادر ان احتمالات تكليف الحريري باتت مرتفعة بأصوات 70 صوتاً، وهي مجموع أصوات كتلة «المستقبل» و«اللقاء الديمقراطي» و«القوات اللبنانية» ومنفردين آخرين، لكن صورة التأليف لا زالت ضبابية بسبب تمسك الحريري بموقفه الرافض لحكومة تكنو-سياسية مشيرة إلى ان المشاورات ما زالت قائمة لتقرير الاتجاهات لدى القوى السياسية. وبحسب مصادر سياسية مطلعة قريبة من أجواء بعبدا و«التيار الوطني الحر»، فإن الموقف المتصلب للرئيس الحريري سيكون له مردود سلبي على الوضع العام في البلد، وقد يدفع إلى مواجهة سياسية وأزمة تؤدي إلى تأخير تشكيل الحكومة. واعادت التأكيد ان وجود سياسيين في الحكومة يوفر الغطاء للحكومة عند اتخاذها إجراءات في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد فضلا عن تسويق تدابير معينة ومعلوم ان هناك احزابا لها جمهورها يقررون ويؤثرون على ردة فعل الشعب الرافض لتمثيل هذه الأحزاب. وكررت ان الحراك سيتمثل في الحكومة متحدثة عن ان هناك تخوفا من ان تؤدي المواقف المتصلبة الى امتناع افرقاء وكبار المكونات عن المشاركة في الحكومة ما يجعلها ضعيفة وعاجزة عن معالجة المشاكل الطارئة في البلاد من هنا تكمن الاهمية في السعي الى توافر غطاء سياسي للحكومة لمواجهة الاستحقاقات الخطرة والدقيقة في البلاد ولاسيما الاستحقاق الاقتصادي.

رسالة برّي

في غضون ذلك تناولت المشاورات ايضا كيفية التعامل مع موقف تكتل لبنان القوي في حال قرر العزوف عن المشاركة في الحكومة اذا كانت برئاسة الحريري، واستبعدت مشاركة الوزير باسيل فيها، وكان البارز في هذا السياق، مع أعلنه عضو التكتل النائب سليم عون انه حمل رسالة من الرئيس نبيه بري الى الوزير باسيل مفادها: لن اقبل ان يبقى «التيار الحر» خارج الحكومة، ومضمونها تدخل معاً أو تخرج معاً». وقال النائب علي بزي عقب لقاء الأربعاء النيابي: أن رئيس مجلس النواب أكد انه على الرئيس سعد الحريري أن يجلس مع رئيس الجمهورية ميشال عون ويتفاهما على موضوع تشكيل الحكومة. وانه طالب باستيعاب خطورة الأوضاع الراهنة وإزالة ما يعترض المسار الحكومي من عقد وعقبات، وضرورة تجاوز الأسباب مهما كانت من طريق تشكيل الحكومة. وعلمت «اللواء» من مصادر وزارية في تكتل «لبنان القوي» ان ما من اتجاه نهائي للتكتل في ما خص الموضوع الحكومي لكنها قالت ان التكتل سيشارك في الاستشارات النيابية اما ما اذا كان سيسمي الحريري فالجواب يأتي اليوم وليس بالضرورة، اما اذا كان سيشارك في الحكومة فالجواب اليوم وليس بالضرورة.

... وخطة الحريري

اما الرئيس الحريري، فقد بقي متمسكاً بحكومة اختصاصيين، تتولى اعداد خطة إنقاذية على كافة الصعد الاقتصادية، بدعم اشقاء لبنان واصدقائه. ووردت هذه الخطة في البيان الذي اذاعه أمس لشكر فرنسا والأمم المتحدة على دعوتهما مجموعة الدعم الدولية للبنان للاجتماع في باريس، حيث أكّد انه أخذ علماً بالبيان الختامي الذي صدر عن المجموعة، معتبراً ان «الخروج من الأزمة يستوجب:

1- الإسراع بتأليف حكومة اختصاصيين.

2- إعداد خطة إنقاذية على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والنقدية والمالية والانتاجية.

3- تطبيق هذه الخطة بالدعم الكامل من اشقاء لبنان وأصدقائه في المجتمع الدولي، ومن المؤسسات المالية الدولية، والصناديق العربية».

وكان الحريري اتصل أمس بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أندرو موريسون، وبحث معه في المصاعب الاقتصادية التي يجتازها لبنان والجهود المتاحة لمعالجة الأزمة، كما شكره على وقوف بريطانيا إلى جانب لبنان.

مقررات مجموعة الدعم

وكانت مجموعة الدعم الدولية التي اجتمعت أمس في باريس قد خرجت بخارطة طريق سياسية- اقتصادية- مالية للخروج من الأزمة، تبدأ بتشكيل سريع لحكومة تملك القدرات والمصداقية اللازمة لتنفيذ حزمة الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، من أجل النأي بالبلاد عن التوترات والأزمات الإقليمية، فيما رأى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان المجتمع الدولي يشترط أي مساعدة مالية لهذا البلد بتشكيل حكومة إصلاحية، لافتاً إلى ان المعيار الوحيد يجب ان يكون فاعلية هذه الحكومة على صعيد الإصلاحات التي ينتظرها الشعب. ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، بأنه يعلم ان الوضع المالي في لبنان خطير جداً، لافتاً إلى انه يجب تشكيل الحكومة قبل الاستجابة لطلبات الدولة، وربط استعداد واشنطن لمساعدة لبنان لانعاش اقتصاده بتحرره من التدخلات الأجنبية، ويقصد هنا النفوذ الإيراني، ووجود «حزب الله» الذي صنفته واشنطن منظمة إرهابية. أما الأمين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي الذي رأس الوفد اللبناني، بعد اجتماع بكل من الوزير لودريان ومساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، فقد رأى ان المؤتمر خرج بنتائج إيجابية، مؤكداً وجود حل، لكن هذا الحل يحتاج إلى طريق.

سلوم

على صيعد قضائي، دارت رحى مواجهة سياسية- قضائية، يُمكن ان تطال شظاياها الحصانات النيابية، على خلفية، توقيف النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون رئيسة هيئة ادارة السير هدى سلوم، بناءً على الإخبار المقدم من المحامي وديع عقل في جرائم الرشوة والتزوير وهدر مال عام وإثراء غير مشروع وإخلال بموجبات وظيفية. وإحتجاجا على توقيف سلوم دخل موكل سلوم النائب هادي حبيش مع مجموعة من الشباب والمحامين الى قصر العدل في بعبدا وهاجم بعنف القاضية عون التي أمرت بالتوقيف، واصفا اياها بالـ«ميليشيا» وبـ«رمز الفساد» ومعتبرا أنها «تتعاطى «بشكل ميليشياوي مع المحامين والقضاة والمواطنين». وأكد ان الملف ليس قضائياً بل سياسي بامتياز. مؤكدا انه «لا يحق للقاضية عون اخذ هذا القرار وهذا أمر عائد لوزارة الداخلية». واثار دخول النائب حبيش إلى مبنى قصر العدل بهذه الطريقة، والعبارات التي وجهها إلى القاضية عون، استنكار مجلس القضاء الأعلى الذي اجتمع استثنائياً، وقرّر دعوة مجلس النواب ونقابتي المحامين إلى اتخاذ الموقف المناسب تجاه ما حصل، مقدراً موقف نقيب المحامين في بيروت بهذا الصدد، والطلب إلى النائب العام التمييزي اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة النائب المحامي المعني. وأكّد مجلس القضاء على ما التزم في بيانه الأخير لجهة معالجة أي خلل مشكو منه في أداء أي قاض لمهامه، متخذاً الاجراء المناسب في هذا المجال.الأمر الذي فهم منه انه تمت إحالة القاضية عون علىالتفتيش القضائي، في حين ان طلب ملحقة النائب حبيش يفترض رفع الحصانة النيابية عنه، حيث نقل عن الرئيس برّي استياءه مما حدث، وأبلغ حبيش انه تصرفه «ورط المجلس وورط نفسه». وكان رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود أكد امس التزامه بأن تعتمد التشكيلات القضائية الجديدة معايير موضوعية أساسها المناقبية والكفاءة والانتاجية بعيدا من أي تدخلات. وأشار الى أن «حرية القاضي في اتخاذ قراراته يجب ان تبقى مصونة بمعزل عن أي تدخلات أو ضغوط حتى ولو كانت شعبية». وأكدت مصادر قانونية أنه تمت احالة القاضية غادة عون الى التفتيش القضائي لمخالفتها تعليمات مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات وعدم اطلاعه على ملفات التوقيفات المهمة مسبقا. وعلى هامش التوقيف وتداعياته تساءلت مصادر قانونية عما اذا كان يحق للنائب العام الادعاء بجرم الإثراء غير المشروع بناءاً على اخبار؟ وهل النائب العام له الصلاحية ببدء الملاحقة دون ان تكون الشكوى مقامة من متضرر ومرفقة بكفالة مالية؟.

وسألت هل يحق للنائب العام في جبل لبنان احالة ورقة طلب منه مباشرة الى قاضي التحقيق الاول في محافظة بيروت دون المرور بالنيابة العامة في بيروت وهي الجهة صاحبة الصلاحية للإحالة الى حضرة قاضي التحقيق الاول في بيروت؟

احتجاجات الحراك

وسط هذه الأجواء، واصل الحراك الشعبي احتجاجاته في الشارع، لا سيما في اتجاه عين التينة، حيث تجدد أعمال الكر والفر بين المتظاهرين وحرس المجلس النيابي، وكذلك عند جسر الرينغ بين الحراك وشبان الخندق الغميق، فيما افيد عن تجمع عدد من المتظاهرين امام مبنى وزارة الداخلية في الصنايع للمطالبة بتعامل القوى الأمنية بشكل سلمي مع المتظاهرين، وشارك في الاعتصام عدد من امهات الشبان الموقوفين الذين تمّ الإفراج عنهم، وامهات اخريات طالبين بعودة ابنائهن من الغربة. وسجل مساء اقدام عدد من الشبان على إحراق «خيمة الملتقى» في ساحة الشهداء، التي استضافت مساء أمس الأوّل محاضرة «عن الحياد كخيار استراتيجي لازدهار لبنان» رأى فيها المتظاهرون دعوة إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي. واللافت ان إحراق الخيمة، تمّ بالرغم من وجود القوى الأمنية التي حاولت منع الشبان من تحقيق غرضهم، فحصل اشكال بينهم والقوى الأمنية، تمكن بعدها الشبان من إزالة الخيمة، التي كانت تقوم فيها محاضرات عن مختلف الموضوعات التي تواجه الانتفاضة. وعلم ليلاً ان الخيمة لم تحرق، وتبين ان الشبان الذين اصروا على ازالتها جاؤوا من خارج المعتصمين في ساحة الشهداء، حيث دارت مواجهات بينهم وبين هؤلاء الشبان عند جسر «الرينغ» بقيت مستمرة حتى منتصف الليل وتدخلت القوى الأمنية لتفريق المشتبكين بالقنابل المسيلة، من دون قطع الطريق. وجالت تظاهرة قرب بيت الوسط، مطالبة الرئيس الحريري بعدم الحلم ان يبقى بعد في رئاسة الحكومة. وعمد متظاهرون ليلاً إلى قطع طريق كورنيش المزرعة عند نقطة تقاطع جامع عبد الناصر بالاتجاهين بعدما وضعوا مستوعبات النفايات في وسط الطريق واضرموا فيها النيران. وتمكنت عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي من فك الاشتباك بين المتظاهرين على جسر الرينغ ووسط بيروت، والمهاجمين من الخندق الغميق والبسطة التحتا وزقاق البلاط، وألقيت قنابل دخانية لمنع الطرفين من الاشتباك، ووقع كر وفر بين هؤلاء والقوى الأمنية لا سيما شبان الخندق الغميق.

«مجموعة الدعم» وواشنطن: عليكم بـ«وصفات» صندوق النقد الدولي!

الأخبار ... كان بعض أركان السلطة يمنّون النفس بدعم مالي دولي يصدر عن المؤتمر الذي عقدته «مجموعة الدعم» في باريس أمس. لكن الأخير خرج داعياً لبنان إلى الالتزام بوصفة «صندوق النقد الدولي»! وصفة إقفار ونهب وتدميرٍ للقطاع العام وانهيارِ سعر صرف الليرة، تلقفها الرئيس سعد الحريري الذي يصرّ التيار الوطني الحر على تحميله وحيداً مسؤولية الانهيار!

انتهى مؤتمر «مجموعة الدعم الدولية للبنان» بفرض المزيد من الشروط على شروط «سيدر»، ليحيل الدولة اللبنانية الى «وصفته الجاهزة»: اللجوء الى صندوق النقد الدولي. وهو النموذج الذي دأب المجتمع الدولي على اعتماده عند ايصاله الدول التي يرعى اقتصادها وسياساتها الى الفشل والانهيار؛ فيبقي أمامها خيارا قسريا هو الاستعانة بالنقد الدولي. وأبرز شروط الصندوق تبدأ بـ«تحرير العملة الوطنية»، أي انهيار قيمة الليرة في بلد غير مصدّر كلبنان، واعتماد الخصخصة في مختلف قطاعات الدولة ولا تنتهي بزيادة سعر المحروقات وخفض وإلغاء الدعم في القطاعات الرئيسية التي تدعمها الدولة كالكهرباء، الى جانب وقف التوظيف وخفض أعداد العاملين في القطاع العام. وصفة صندوق النقد ستخلص الى ترتيب المزيد من الديون على الدولة اللبنانية وتكبيلها بسياسات دولية تشرف عليها الولايات المتحدة. ما سبق ورد ضمنيا في البيان الصادر عن مجموعة الدعم الدولية للبنان بالاشارة الى أن «الدعم من المؤسسات المالية الدولية ضروري لمساعدة السلطات في جهودها لتطبيق الإصلاحات»، مجددة «استعدادها للمساعدة في هذه الخطوات وداعية السلطات اللبنانية الى طلب الدعم من المجموعات الدولية». وعلمت «الأخبار» أن مساعد وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ردد هذا الكلام حرفيا أمام الموجودين قائلا إن «لا حل للبنان سوى باللجوء الى صندوق النقد الدولي». وقد تمثل الحضور العربي بدول الامارات والكويت ومصر وجامعة الدول العربية وسط غياب سعودي لافت. خلال صياغة البيان النهائي، تمكن الوفد اللبناني من تخفيف الصيغة الاملائية له، لينص على حث السلطات اللبنانية على تلبية متطلبات الشاعر عبر «تبني سلة إصلاحات مستدامة والالتزام بإجراءات وفق جدول زمني محدد». رغم ذلك، «لم يكن الجو العام مطمئنا إلى تأليف حكومة جديدة سريعا، فيما عبّر أكثر من طرف غربي عن استيائه من سياسة حاكم مصرف لبنان النقدية وعدم استماعه للنصائح التي وجهت اليه». في سياق آخر، أكد البنك الأوروبي للاعمار والتنمية للبنان، وفق المصادر، أنه «فتح خطوط ائتمان لستة مصارف بقيمة 250 مليون دولار تلبية لطلبات الاستيراد ويستعد لاضافة مصرف سابع إلى القائمة». من جانبه، اعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو موقفاً يربط فيه مساعدة لبنان بإخراج حزب الله من الحكومة. وهي ليست المرة الأولى التي يردد فيها بومبيو المعادلة نفسها ويعمد الى تحديد شروط واشنطن على اللبنانيين، داعيا اياهم في الوقت عينه الى وقف التدخلات الخارجية في بلدهم! فهو كان قد صرح بها قبل تسعة أشهر، أثناء زيارته لبيروت، كما كررها قبل أيام. وأمس، بدا الموقف الأميركي أوضح وأشدّ لهجة في تحديد هدفه وربط الاستجابة لطلبات الدولة اللبنانية مباشرة بشكل الحكومة اللبنانية والممثلين فيها. ليتوجه بعدها الى الشعب اللبناني محملا اياه مسؤولية «كيفية تشكيل الحكومة» وممليا عليه الأوامر الأميركية: «يجب أن يطالب الشعب اللبناني بسيادة لبنان وازدهاره وحريته من نفوذ الكيانات الخارجية (…) هناك منظمة مصنفة كإرهابية وهي حزب الله وأعلم أنكم على علم بالخطر الذي تشكله على حريتكم وعلى قدرتكم على توفير حاجاتكم (...). الولايات المتحدة مستعدة للقيام بأمور لمساعدة اللبنانيين على إنعاش اقتصاد لبنان وتشكيل حكومتهم، آملاً أن ينجح الشعب في هذه المهمة». لم يكد بومبيو يتكلم حتى غرد رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري عبر «تويتر» برؤيته للخروج من الأزمة: «الإسراع بتأليف حكومة اختصاصيين تلبي تطلعات اللبنانيين، إعداد خطة إنقاذية وتطبيقها بالدعم الكامل من المجتمع الدولي، المؤسسات المالية الدولية والصناديق العربية». وقد توجه بعض الشبان مساء أمس الى أمام منزل الحريري في وادي أبو جميل هاتفين: «سعد سعد سعد ما تحلم فيها بعد».

في ميزان حزب الله، أضرار خروج التيار من الحكومة تفوق فائدته

في موازاة ذلك، اتخذ التيار الوطني الحر قراره بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة ويفترض أن يعلن وزير الخارجية جبران باسيل ذدلك خلال مؤتمر يعقده في ميرنا الشالوحي السادسة مساء اليوم. ووفق مصادر التيار، «اتخذ القرار بعد عملية كر وفر طويلة بينهم وبين الحريري، خلصت الى تأكيد المؤكد لديهم، بأن الحريري ليس أهل ثقة بعد اليوم وغير مؤهل لادارة حكومة انقاذية للبلد». لذلك، «سيعمد التيار الى تركه يؤلف الحكومة التي يريدها منفردا ووفق التوجيهات الأميركية». ويرى العونيون أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الانهيار ولا يطمحون ليكونوا شركاء فيها لسبب رئيسي أنهم لم يكونوا يومها جزءاً من النظام الاقتصادي الذي أدى الى ما يحصل حاليا. ويفترض بقرار الانضمام الى المعارضة تحت عنوان «التضحية من أجل خلاص البلد طالما يصعب تشكيل حكومة بوجود باسيل فيها»، أن يحسن وسائل تواصل التيار مع جمهوره الحالي وذلك الذي خسره تباعا خلال السنوات الماضية». التيار الوطني الحر أبلغ حزب الله بموقفه النهائي وأبدى تمسكا به رغم محاولات الحزب ثنيه عن الأمر. ففي ميزان الحزب أضرار هذا العمل تفوق فائدته بمعزل عن احترامه لخيار حليفه. وما الخروج من الحكومة اليوم سوى ضربة إضافية للعهد، اذ كيف يمكن رئيس الجمهورية ميشال عون، مؤسس التيار ورئيسه السابق، أن يكون على رأس الحكم فيما تياره في المعارضة؟...

نداء الوطن...الحريري يرسم "خريطة تأليف" ثلاثية الأبعاد.. الثورة تتقدّم... "عصيان ضريبي"

لا تشبه السلطة في سلوكها إلا من يطلق النار على قدمه. فالإمعان في ضرب الأسس التي تقوم عليها الدولة فسخ العقد الاجتماعي الذي يشرّع سلطتها على الأفراد والمجتمع. العقد الضمني الذي يفرض على المواطنين فعل دفع الضرائب بوصفه حقاً سيادياً من حقوق الدولة، أجبر السلطة على القيام بما يتوجب عليها من مهام الحماية وصون الاستقرار وحفظ الحريات وتأمين الأمنين الإقتصادي والإجتماعي وتوفير الخدمات الأساسية للمواطن، من ماء وكهرباء وبيئة نظيفة وطرقات... غير أنّ فشل الدولة في تأمين أبسط الخدمات الأساسية، وعجزها عن إعطاء المواطنين أقل حقوقهم، وتركهم يموتون حريقاً وغريقاً، واستقتالها للحفاظ على مؤسسات خاسرة، من اتصالات وكهرباء وغيرها الكثير من المرافق العامة، حمّلها مسؤولية فسخ العقد الإجتماعي وما يترتب عليه من نتائج ظهرت باتخاذ الكثير من الشركات قرار "العصيان الضريبي". تحت قبة مبنى البيضة في ساحة الثورة، أعلنت مئات الشركات الخاصة البارحة، عن توقفها عن دفع الضرائب وتجيير قيمتها للعمال للمحافظة على لقمة عيشهم. مليارات الدولارات يدفعها القطاع الخاص من شركات وأفراد سنوياً، كضرائب ورسوم، اتضح أنّ قسماً كبيراً منها يذهب إلى جيوب بعض المنتفعين، وقسماً آخر لتمويل قطاع عام متضخّم مليء بالمحسوبيات، وما يتبقى يضيع في زواريب الهدر والفساد. العمال أحق بهذه الأموال. فهم يتحمّلون نتائج هدر الدولة وفسادها الذي أوصل شركاتهم إلى الإقفال، أو اضطرارها إلى دفع نسب مئوية من رواتبهم لا تتجاوز الـ50 في المئة، بعدما جفف العجز العام أموال المصارف، وترك الشركات في مهب "كابيتال كونترول" مقنّع. العجز عن الإستيراد ووقف الإعتمادات وتقنين السحوبات والإمتناع عن الإقراض، يترافق مع فوائد مرتفعة أصبحت في ظل هذه الظروف تشكل عبئاً إضافياً، دفع بجزء من المؤسسات والأفراد إلى إعلان التوقف عن سداد الأقساط المصرفية أيضاً ومطالبة المعنيين بوقف الغرامات على الدفعات المتأخرة، ريثما تتشكل حكومة موثوقة تُسهّل أمور المواطنين وتضع خريطة طريق للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية... وها هي وكالة "موديز" تعيد بالأمس تخفيض التصنيفات الائتمانية الأساسية المستقلة لثلاثة مصارف لبنانية هي "عودة" و"بلوم" و"بيبلوس" من درجة caa2 إلى ca، في حين لا تزال تصنيفات الودائع بالعملة المحلية للبنوك Caa3 وCaa2 قيد المراجعة للتخفيض. وفي خضمّ استفحال الأزمة، جاء اجتماع باريس أمس ليضع الإصبع على الجرح الاقتصادي النازف ويؤشر إلى تحمل السلطة مسؤولية التأخير في تشكيل حكومة ذات مصداقية موثوقة تستجيب لتطلعات شعبها وتمضي فوراً نحو تنفيذ الإصلاحات المحورية والبنيوية المطلوبة لإنقاذ الوضع وانتشاله من بين براثن الانهيار. فرصة تلقفها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لتوجيه الشكر إلى مجموعة الدعم وفرنسا والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ولرسم معالم "خريطة تأليف" ثلاثية الأبعاد لحكومة يراها الأصلح لمهمة الإصلاح والخروج من الأزمة عبر "1-الإسراع بتأليف حكومة اختصاصيين تشكل فريق عمل متجانساً وذا مصداقية مؤهلاً لتقديم إجابات على تطلعات اللبنانيين بعد 17تشرين الاول، 2-إعداد خطة إنقاذية على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والنقدية والمالية والانتاجية، 3-تطبيق هذه الخطة بالدعم الكامل من أشقاء لبنان وأصدقائه في المجتمع الدولي ومن المؤسسات المالية الدولية والصناديق العربية". وبينما أكدت مصادر مواكبة للاتصالات الآيلة إلى تعبيد الطريق أمام إعادة تكليف الحريري أنه لا يزال متمسكاً بترؤس حكومة اختصاصيين، أعربت المصادر في الوقت عينه عن عدم استبعادها "تضمين التشكيلة الاختصاصية تمثيلاً سياسياً منخفض المستوى"، كاشفةً أنّ هذا ما ستتم بلورته وبحثه من الآن وحتى موعد الاستشارات الملزمة نهار الاثنين المقبل. وبانتظار إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء الغد، والتي أكدت قناة "المنار" أنها ستحمل "في السياسة الكثير..."، أوضحت مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي لـ"نداء الوطن" أنّ مسألة الرسالة التي أوفدها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل حول رفض عدم مشاركة التيار في الحكومة لا تعني رفض عدم مشاركة باسيل شخصياً بل المقصود منها عدم القبول بخروج تكتل "لبنان القوي" من الحكومة، لافتةً في هذا الإطار إلى أنّ المطلوب راهناً "إدارة الرئيس الحريري محركاته باتجاه قصر بعبدا ومختلف الأطراف المعنية لوضع الصيغة المناسبة لتكليفه تشكيل الحكومة على أن تلقى هذه الصيغة فور التوصل إليها دعم "حزب الله" والرئيس بري". توازياً، كشفت مصادر ديبلوماسية عربية لـ"نداء الوطن" عن دور روسي داعم لتشجيع الأفرقاء اللبنانيين على التوافق حول الملف الحكومي، مشيرةً في هذا الإطار إلى أنّ "الجانب الروسي أبلغ أكثر من سفير دولة عربية موقفه المرحّب بعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة وتشكيله حكومة من الاختصاصيين وتقديم كامل الدعم للبنان وله"، مبديةً ثقتها بأنّ هذا الموقف الروسي من شأنه "أن يعزّز فرص ولادة حكومة اختصاصيين" باعتبارها كفيلة وحدها بإنقاذ الواقع اللبناني المنهار.

لبنان... الخارج يضْغط لـ «حكومة الآن» والداخل يلْهو بـ «عضّ الأصابع»

«الوطني الحر» يلوّح بالانتقال إلى المعارضة... ومجموعة الدعم الدولية تضع «خريطة طريق» للخروج من الأزمة

الكاتب:بيروت - «الراي» .... تحتدم «حرب» السقوف والمناورات في الطريق إلى الاستشارات النيابية المُلْزِمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة المحدَّدة يوم الاثنين، وسط توازُن سلبي يَحْكُمَ الواقعَ اللبناني. وفيما بقي أطراف الائتلاف الحاكم أسرى الشروط المُتَقابِلَةِ حيال شكل الحكومة وطبيعتها ما يجعل مصير استشارات الاثنين مغلَّفة بغموضٍ كبير وسط علامات استفهام حول نهائية انعقادها والسيناريو الذي قد ترسو عليه، اكتمل «نصاب» الموقف الخارجي بإزاء الأزمة الحكومية التي باتت متشابكة مع المأزق المالي - الاقتصادي الكبير الذي صار يستولد «نكبات» اجتماعية - معيشية متدحْرجة يُخشى أن تُفْضي إلى انهيارٍ مريع.

وفي هذا الإطار برز تطوران:

الأوّل البيان الذي صدر عن اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان أمس، بعد اجتماعها في باريس بمشاركة ممثلين عن الكويت والإمارات والسعودية وقدّم «خريطة طريق» للحكومة الجديدة للخروج من الحفرة المالية وتفادي المخاطر الكبرى المترتبة على التأخير في بت هذا الملف. واعتبر «ان عدم تشكيل حكومة يؤدي الى تهديد الاستقرار ووحدة لبنان وسيادته ووحدة أراضيه واستقلاله السياسي»، مطالباً «بحكومة تشكل سريعاً وتكون ذات صدقية لتنفيذ حزمة الاصلاحات الضرورية وتنفيذ سياسة النأي بالنفس عن الصراعات والازمات الاقليمية، ومعالجة الفساد واعتماد خطة لاصلاح قطاع الكهرباء وتشكيل الهيئة الناظمة له وذلك ضمن فترة زمنية محددة (...) وان توضع موضع التنفيذ الاصلاحات التي وعدت بها الحكومة خلال مؤتمر «سيدر» للاستفادة من التسهيلات المقدمة من الأسرة الدولية». ودعت المجموعة السلطات اللبنانية إلى اعتماد ميزانية موثوقة للعام 2020 في غضون أسابيع من تشكيل الحكومة الجديدة. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان، أن المجتمع الدولي يشترط أي مساعدة مالية بتشكيل حكومة اصلاحية. وقال إن «المعيار الوحيد يجب أن يكون فاعلية هذه الحكومة على صعيد الاصلاحات التي ينتظرها الشعب. وحده هذا النهج سيتيح لجميع المشاركين في هذا الاجتماع وسواهم أن يقوموا بتعبئة ليقدموا الى لبنان كل الدعم الذي يحتاج اليه».

والثاني كلامٌ ذات دلالات أطلقه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وأعلن فيه «سنرى تشكيل الحكومة اللبنانية قبل الاستجابة لطلبات الدولة»، معتبراً «أن المسؤولية بيد الشعب اللبناني حول المطالبة بالسيادة والاستقلال عن القوى الخارجية»، ومؤكداً «نطالب بحفظ سيادة لبنان وتحرره من التدخلات الخارجية ونحن مستعدون للمساعدة لإنعاش اقتصاده».

وجاء هذان الموقفان غداة دعوة القمة الخليجية للتعاطي بحكمة مع التطورات الأخيرة و‏بطريقة تلبّي «التطلعات المشروعة» للشعب اللبناني، ما عَكَس في رأي أوساط مطلعة أن الإحاطة الدولية الواسعة بالواقع اللبناني باتت عاملاً حاضراً في مسار استيلاد الحكومة في ضوء ارتسام معادلة خارجية من حدّين، وإن جرى التعبير عنها بدرجات متفاوتة، قوامها الدفْع نحو حكومة تحظى بثقة الشارع المُنْتَفض وتُطمئن في الوقت نفسه المجتمعيْن العربي والدولي من خلال عدم إعطاء إشاراتٍ في شكلها وتوازناتها إلى تموْضُع للبنان في المحور الإيراني وإلى جدّيتها في بدءِ تنفيذ الإصلاحات، وذلك كمدْخل ضروري لأي تسييلٍ لمخصصات «سيدر» أو مساعداتٍ أخرى. وبعدما رسم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، معادلة «إما أنا في الحكومة بشروطي أو فتِّشوا عن غيري»، انشغلتْ الأوساطُ السياسيةُ بتلويح «التيار الوطني الحر» بأنه لن يشارك في حكومة برئاسة الحريري وأنه سيتجه الى المعارضة، وبدت في إطار «عض الأصابع» الدائر حول رفْض زعيم «تيار المستقبل» أي عودة لرئيس «التيار» الوزير جبران باسيل إلى حكومة تكنو - سياسية تجري محاولاتٌ لتدوير زواياها وتخفيفها من «الأحمال» السياسية - الحزبية الثقيلة كمدْخل لاستدراج الحريري الذي يصرّ الثنائي الشيعي عليه رئيساً للحكومة لحسابات ذات صلة بضرورات الإنقاذ المالي - الاقتصادي والتعاطي مع المجتمع الدولي. وترافق تهديد «التيار الحر» بالقفز إلى معارضةٍ في عهدٍ يترأسه مؤسِّسه وزعيمه التاريخي (الرئيس ميشال عون) مع إشاراتٍ من قريبين من عون إلى أن موعد استشارات الاثنين نهائي، في مقابل مؤشرات علنية إلى عدم تأييد الثنائي الشيعي أي خروج للتيار من الحكومة، وهو ما عبّر عنه بوضوح رئيس البرلمان نبيه بري الذي حمّل أحد نواب «الوطني الحر» أمس رسالة إلى باسيل تؤكد رفْض تشكيل حكومة لا يشارك فيها التيار وأن الأمور لا تُحلّ بهذه الطريقة. وفي حين اعتُبرت «البطاقة الصفراء» من «التيار الحر» رفعاً لسقف التحدي بوجه الحريري ورسالة انزعاج من الثنائي الشيعي لتمسُّكه برئيس الحكومة المستقيل إلى جانب كونها «تُطَوِّرُ» معادلة الصراع بين باسيل وزعيم «المستقبل» من «إما معاً في الحكومة أو خارجها» إلى «إما أنا أو أنت فيها»، فإن الساعات المقبلة ستكون كفيلة تظهير المسار الذي سيسلكه ملف التكليف والتأليف في ظل سيناريوات عدة يجري رميها في التداول وبينها إمكان حصول تكليف «ضعيف» للحريري يصعّب عليه التأليف أو يُحْرجه ليُخْرجه بعدها، أو بروز تطورات تفرض إرجاء جديداً للاستشارات في ظل اعتبار خيارات مثل تسمية شخصية غير زعيم «المستقبل» بمثابة إعلان مواجهة مع الخارج ومع المكوّن السني.

عون: استشارات الاثنين مدخل لتأليف الحكومة الجديدة

أعلن الرئيس ميشال عون، أن «الاستشارات النيابية التي ستجرى الاثنين المقبل، تشكل مدخلاً لتأليف الحكومة الجديدة التي يفترض ان تعمل على تحقيق الاصلاحات الضرورية التي أقرتها الحكومة السابقة والاستمرار في عملية مكافحة الفساد، ما يفرض تعاون جميع الاطراف مع هذه الحكومة كي تتمكن من انجاز المهمات المطلوبة منها». ونوّه عون أمام المستشار الاعلى للدفاع لشؤون الشرق الاوسط في الحكومة البريطانية السير جون لوريمر الذي استقبله أمس، بـ«اجتماع مجموعة الدعم الدولية في باريس»، شاكرا للدول المشاركة «الاهتمام الذي تبديه حيال لبنان».

لبنان يخسر يومياً 70 - 80 مليون دولار

بيروت - رويترز - قال وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال منصور بطيش، إن اقتصاد لبنان يخسر ما لا يقل عن 70 إلى 80 مليون دولار يومياً - نحو نصف دخله المعتاد - بسبب الأزمة التي تصيب البلاد بالشلل. وأضاف بطيش أن الأزمة «تفاقمت كثيراً» وباتت تتطلب حلاً عاجلاً.

 

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير..بومبيو: صنفنا حزب الله كمنظمة إرهابية ومستعدون لمساعدة الشعب اللبناني للتخلص من الوصاية الخارجية...العراق: اغتيال ناشط ثالث مناهض للحكومة خلال أقل من عشرة أيام..صور فضائية لأنفاق تبنيها إيران لتخزين الصواريخ في سوريا...«قانون قيصر» أمام الكونغرس لإقراره....مقتل ستة في إطلاق نار في نيوجيرسي..إسرائيل تعلن المشاركة في معرض "دبي إكسبو"....زعيما روسيا وأوكرانيا يتفقان على وقف كامل وشامل لإطلاق النار...بومبيو يُحذر موسكو من أي تدخل في الانتخابات الرئاسية...نهاية فوضى مسلحي «داعش» في جنوب الفلبين...وثائق أميركية تكشف صعوبة النصر في حرب أفغانستان..«إرهاب الرسائل الإلكترونية» يجتاح المدن الروسية مجدداً..

التالي

أخبار العراق......مختطفو "مذبحة السنك".. عراقيون عائدون يروون شهاداتهم....مسؤول أميركي: الهجمات المدعومة من إيران في العراق تنذر بتصعيد خطير.... لا صوت يعلو فوق «كاتم الصوت»... حملة اغتيال الناشطين تثير الغضب في العراق....الحراك يحدد شروطه لخلافة عبد المهدي....جدل حاد يسبق تمرير قانون الانتخابات في العراق..كردستان العراق يؤكد رغبته في اتفاق شامل مع حكومة بغداد...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,079,458

عدد الزوار: 6,751,789

المتواجدون الآن: 100