أخبار لبنان... الراعي: خسرنا كل شيء ولا يمكننا التفرّج... استقبل وفداً من «الوطني الحر» و«لقاء سيدة الجبل»... مستشار عون: رئيس الجمهورية والتيار الحر في محور المقاومة وهذا شرف.... «إسرائيل» ترضخ للصواريخ الدقيقة..بكركي تقود محور السيادة وبعبدا التحقت بـ"محور الممانعة".. يوم البحث عن الحكومة: دعوة للجم الإنقسام بانتظار الإنفراج!...رواتب الموظفين اللبنانيين بين الأقل عالمياً ... انتقادات لفوضى التلقيح ضد «كورونا»...

تاريخ الإضافة الجمعة 26 شباط 2021 - 2:56 ص    عدد الزيارات 1745    القسم محلية

        


الراعي: خسرنا كل شيء ولا يمكننا التفرّج.... إتصال يسبق "التيار" إلى بكركي...

نداء الوطن... الكلمة امس كانت لبكركي، وغداً السبت ستكون للأرض، في ضوء المدّ الشعبي المتوقّع، تلبية لدعوات الحشد والتجمّع في الصرح البطريركي، للتأكيد "أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يتحرّك على ارض شعبية، وليس متروكاً لوحده"، ولرفض "اي اهانة له او محاولة التهويل عليه"، وهي رسائل يرغب أصحابها بتوجيهها "لمن يهّمه الامر". وبالتالي فإن مشهد الارض غداً سيكمّل المشهد السياسي الداعم لمواقف الراعي والتي أكدها مجدداً امس بقوله: "نريد استعادة هويتنا اللبنانية ولسنا في صدد طرح اي شيء جديد. الحياد وجد في بيانات الحكومات التي تعاقبت، بما معناه ان سياسة لبنان الخارجية اعتمدت مبدأ عدم الإنحياز او الحياد او التحييد طيلة هذه الفترة منذ الـ1920 حتى اندلاع الحرب. كان لبنان يعيش الإزدهار والتقدّم مالياً واقتصادياً وثقافياً واليوم خسرنا كل شيء بعد ابتعادنا عن الحياد، او بعدما فرض على لبنان الا يكون حيادياً، ولكن في الواقع لسنا كذلك". وأضاف: "دعونا الى المؤتمر الدولي بسبب عدم التفاهم المسيطر على الجو العام في لبنان وهذا امر مؤسف جداً، لا وجود لأي حوار او إتفاق... لذلك وانطلاقاً من كون لبنان عضواً مؤسساً وفاعلاً وملتزماً بمواثيق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة هل يمكن تركه يموت امام أعيننا؟". وقال: "المجتمع الدولي مسؤول وعليه ان يضع يده معنا رسمياً وجدياً. ولكن علينا ان نقول له ما نعاني منه. علينا ان نتحدّث عن معاناتنا انطلاقا من الثوابت الثلاث: وثيقة الوفاق الوطني التي صدرت عن الطائف والتي لم تنفّذ لا نصاً ولا روحاً. ثانياً الدستور وما يعانيه من ثغرات. الدستور يجب ان يكون الطريق الواضحة التي يجب اتباعها. ولكنه موضوع جانباً وهذا غير مقبول لأنه يجب ملء ثغراته. اما السبب الثالث فهو الميثاق الوطني الذي جدّده اتفاق الطائف وهو ميثاق العيش معاً. لبنان هو وطننا النهائي ويجب ان نعيش فيه معاً مسلمين ومسيحيين. المطلوب اليوم تقديم ورقة واحدة موحّدة للأمم المتحدة تعرض فيها المشاكل التي يرزح تحتها لبنان، وهذا يستدعي ان تضع الأسرة الدولية يدها معنا. انا لا اطلب من أي أجنبي مهما بلغت درجة صداقتنا به رأيه في ايجاد حل لأزمتنا، بل اعرض المشكلة واسأل المساعدة على حلّها". كلام الراعي جاء امام وفد من "لقاء سيدة الجبل" و"التجمّع الوطني" و"حركة المبادرة الوطنية"، قدّم اليه مذكّرة أكدت الوقوف معه وخلفه في دعوته إلى الحياد، ومناداته بمؤتمرٍ دولي لإنقاذ لبنان. وسألت: "كيف يُقال إنكم تسعون للحرب والتدويل وتجاوز العقد الوطني، وقد صغتم في عظتكم الأخيرة مطلبكم في جملةٍ هي فَصْلُ الخطاب: "نريدُ مؤتمراً دولياً خاصاً بلبنان، لحمايةِ وثيقةِ وفاقنا الوطني ودولتِنا الواحدة السيِّدة المستقلة. نعم لجبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان". وقال رئيس "سيدة الجبل" الدكتور فارس سعيد: "اننا بهذا التنوع نؤكد انه ليس هناك حل طائفي لأزمة كل طائفة في لبنان بل هناك حل لبناني لجميع اللبنانيين". وأكد النائب السابق احمد فتفت ان الموجودين اليوم "يؤمنون بأن ما يقومون به هو عمل وطني وليس سياسياً للبحث عن سلطة او موقع، بقدر ما هو اعلان موقف وطني حيال ما يشهده البلد". كما كانت زيارة من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى بكركي، متطرقاً إلى جهوده في تشكيل الحكومة. وزار بكركي وفد من "التيار الوطني الحر" بعد اتصال هاتفي اجراه رئيسه النائب جبران باسيل بالراعي صباح امس. وابدى النائب روجيه عازار للراعي استعداد "التيار" للبحث في أي طرح يعزز الحوار الشامل بين اللبنانيين. وقال: "وضعنا غبطته في تفاصيل ومضمون الكتاب الذي قدمناه الى السفير البابوي ومن خلاله الى قداسة البابا"، وأكد انه "لن ينجح أحد في تصوير أي لقاء أو مراسلة وكأنه موجّه من أحد معيّن ضد أحد". والتقى الراعي الوفد المؤسس للقاء لبنان المحايد الذي عبر عن تأييده لمواقفه الوطنية.

باريس تتمسك بمبادرتها وتلوّح بتدابير لوقف التعطيل....

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.... كشف مصدر لبناني واسع الاطلاع أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يسحب مبادرته لإنقاذ لبنان من التداول بخلاف ما يروج له الفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وقال لـ«الشرق الأوسط» أن المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة وأن تمسك الرئيس سعد الحريري بها ودفاعه عنها يعود إلى ما توافر لديه من معطيات تدعم وجهة نظره، وهذا ما استخلصه من اجتماعه الأخير بماكرون الذي كان وراء اقتناعه بمعاودة التواصل بعون ليس لتمرير رسالة لمن يعنيهم الأمر بعدم مقاطعته فحسب، وإنما لاستكشاف موقفه لجهة مدى استعداده للتعاون لتذليل العقبات التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة. ولفت المصدر إلى أن باريس فوجئت بتصلب عون وتمسكه بشروطه رغم أن الفريق الفرنسي المعاون لماكرون في ملف الأزمة اللبنانية كان مهّد للقاء الأخير بالحريري باتصاله بعون شخصياً وبباسيل الذي لا يزال يوصد الأبواب في وجه المبادرة، وأكد أن باريس متمسكة بتشكيل حكومة مهمة من 18 وزيراً من أصحاب الاختصاص ومستقلين ومن غير المنتمين للأحزاب وأن تكون برئاسة الحريري لتعذر وجود البديل عنه. ورأى المصدر نفسه بأنه قد يكون لدى باريس ملاحظات على أداء الحكومات التي ترأسها الحريري سابقاً، لكنها لا تعتبرها عائقاً أمام مجيئه على رأس حكومة لا يعطى فيها الثلث الضامن لأي فريق لقطع الطريق على إمكانية تعطيل العمل الحكومي وتفعيله من خلال وجود فريق عمل متجانس ومنسجم يعمل على تطبيق الإصلاحات الضرورية كشرط لحصول لبنان على مساعدات من المجتمع الدولي تتيح له الانتقال من مرحلة التأزم الاقتصادي والمالي إلى مرحلة التعافي لانتشاله من قعر الانهيار. وتوقع بأن تمارس باريس أشد الضغوط على باسيل الذي تنظر إليه على أنه العائق الوحيد الذي يعطل تشكيل الحكومة المدعومة بخريطة الطريق الفرنسية التي توصل إليها ماكرون في اجتماعه في زيارته الثانية لبيروت مع المكونات السياسية الرئيسة المعنية بعملية تأليفها من دون أن يكشف عن التدابير التي ستلجأ إليها لأنها تقوم بدراستها حالياً على خلفية توجيه إنذار أخير قبل أن تضع تدابيرها الرادعة على نار حامية، فيما استبعد في المقابل مجيء أي موفد فرنسي إلى بيروت، فيما يستعد ماكرون للقيام بزيارة للمملكة العربية السعودية لما تتمتع به من وزن سياسي في المنطقة يعول الرئيس الفرنسي على دورها الإيجابي والفاعل لتعزيز الاستقرار. وأكد أن فرنسا لم توقف تشغيل محركاتها السياسية في كل الاتجاهات لتوفير الدعم لمبادرتها لإنقاذ لبنان من خلال فتح حوار إقليمي - دولي لإخراجه من دائرة التأزم السياسي الذي يتخبط فيه، وقال إنها مرتاحة للموقف الأميركي الداعم لها مع وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض. وأشار المصدر إلى أن السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو تواكب عن كثب إصرار بلادها على تعطيل الألغام التي تؤخر تشكيل الحكومة وهي تحض جميع الأطراف على التجاوب معها وتحملهم مسؤولية الالتفاف عليها لأن لا خيار آخر للبنانيين سواها. واعتبر بأن باسيل أخفق من خلال حملاته التحريضية في تأليب الشارع المسيحي تحت ستار دفاعه عن حقوق المسيحيين واسترداد الصلاحيات المناطة برئيس الجمهورية، وبالتالي لم ينجح في إحداث انقسام بين المسلمين والمسيحيين وذلك بفضل الدور المميز الذي يلعبه البطريرك الماروني بشارة الراعي والذي يتلاقى فيه مع خصوم باسيل الرافضين للعب على الوتر الطائفي للعودة بالبلد إلى خطوط التماس السياسية التي كانت قائمة إبان اندلاع الحرب الأهلية في لبنان. ونقل المصدر عن باريس ارتياحها لموقف موسكو الذي يتطابق إلى حد كبير مع الموقف الفرنسي، رغم أن باسيل سعى لديها لإقناعها بطرح مبادرة لحل الأزمة في لبنان، لكنه أخفق في مسعاه مع أنه أبلغها عدم ثقته بالموقفين الأميركي والفرنسي. كما أن طهران ليست في وارد أن تشكل - كما يقول المصدر السياسي - رأس حربة في التصدي للمبادرة الفرنسية، عازياً السبب إلى أنها تراهن على الدور الوسيط لباريس في ظل التحرك الأوروبي لمعاودة استئناف المفاوضات الأميركية - الإيرانية، رغم أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يتعرض مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) المقبل إلى ضغوط من المتشددين بقيادة «الحرس الثوري» الذي يصر على الإمساك بالورقة اللبنانية لاستخدامها في التفاوض مع واشنطن من موقع الاستقواء بها. لذلك، فإن «حزب الله» وإن كان يتفهم بلسان أمينه العام حسن نصرالله تمسك الحريري بوزارة الداخلية وبرفضه إعطاء الثلث الضامن في الحكومة لأي فريق، فهو في المقابل يقترح توسيع الحكومة لضمان تمثيل النائب طلال أرسلان فيها، وهذا ما يرفضه الحريري ولا يساوم عليه غير آبه لكل أشكال الضمانات والإغراءات، ويحظى بدعم من رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. وعليه، فإن «حزب الله» يقف حالياً في منتصف الطريق بين الحريري وباسيل الذي يقود منفرداً المفاوضات من تحت الطاولة ويتصرف على أنه رئيس الظل والآمر الناهي الذي يعود له الكلمة الفصل في كل شاردة وواردة في ظل انكفاء رئيس الجمهورية عن لعب أي دور ضاغط يعيد الاعتبار للمبادرة الفرنسية رغم أنه يؤكد باستمرار دعمه لها من دون أن يقرنه بموقف يدفع باتجاه الانتقال بالبلد إلى مرحلة التعافي المالي والاقتصادي. فهل يبادر باسيل إلى مراجعة حساباته أم أنه سيقحم نفسه في اشتباك يبدأ بباريس وينتهي بالمجتمع الدولي؟...

مستشار عون: رئيس الجمهورية والتيار الحر في محور المقاومة وهذا شرف.... لبنان يشدّه حصانان متعاكسان... أَقْلمة أو تدويل...

الراي... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |..... - ملاقاة شعبية وسياسية لمناداة البطريرك بمظلة دولية لحياد لبنان...

تستقطب بكركي غداً أنظار الداخل والخارج، مع التحرّك الذي يشهده مقر البطريركية المارونية دعماً لدعوة رأس الكنيسة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمؤتمرٍ دولي حول الأزمة اللبنانية برعاية الأمم المتحدة تحت سقف شعار «حياد لبنان» الذي رفعه قبل أشهر. ويأتي الالتفاف حول طرْح الراعي تحت عنوان «بكركي ما بتمزح» على قاعدة مزدوجة: الأولى نعم لطرْحه الذي لاقى دعماً من قوى حزبية وسياسية مسيحية مناهِضة، إما لـ «حزب الله» وإما لعهد الرئيس ميشال عون، أو كلاهما معاً، مثل «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، ومن تجمعاتٍ أبرزها «لقاء سيدة الجبل» الذي اكتسب رمزيةً في ضوء الأدوار التي لعبها بعيد «نداء المطارنة الموارنة» التاريخي في سبتمبر 2000 الذي شكّل «المنصة» لإطلاق عنوان خروج الجيش السوري من لبنان، وصولاً إلى ملاقاةٍ في منتصف الطريق من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من زاوية مجاهرته باستشعاره بمخاطر على الكيان في ضوء تحويل لبنان «منصة صواريخ لإيران». والثانية «لا» في ردّ على مواقف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله التي كان توجّه فيها لمَن يدعو إلى التدويل، مستفيداً من تحذير أحد النواب (من كتلة الرئيس نبيه بري) من الفصل السابع، ليعلن في تصويب غير مباشر على الراعي «ما حدا يمزح بهيدا الموضوع»، معتبراً أنه بمثابة دعوة «لحرب أهلية وخراب البلد». ورغم اقتناع كثيرين في بيروت بأن دعوة الراعي للمؤتمر الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة لا يتوافر نصابها الداخلي ولا الخارجي وأن «المُمسكين» بخيوط اللعبة محلياً بامتدادهم الاقليمي لن يسلّموا بإفلات الواقع اللبناني من «نسخة الأقْلمة» لحالية للأزمة التي تجعل البلاد ورقةً على طاولة المقايضات وجزءاً من عملية إعداد مسرح التفاوض و«ضبْط» شروطه على جبهة الملف النووي الإيراني، فإن أوساطاً ترى أن اندفاعة الكنيسة المارونية تشكل محاولةً لإحداث تَوازُنٍ في سياق المخاوف من مرحلةٍ شبيهة بما بعد انتهاء الحرب الأهلية ووقوع لبنان أسير موازين اقليمية - دولية ومقايضات أفضتْ لما عُرف بـ «تلزيم» البلاد للنظام السوري وإطلاق «النسخة السورية» من اتفاق الطائف، مُلاحِظة أن الفاتيكان بدوره أعطى إشاراتٍ عدة الى خشيته المتعاظمة من عدم إبقاء لبنان «خارج الصراعات والتوترات الاقليمية». وفيما تُبْدي بعض الدوائر قلقاً من أن يؤدي طرح الراعي وبدء تظهير الدعم الشعبي - السياسي له إلى استقطابات داخلية حادة، فإن الأوساط نفسها رأت أن بكركي لم ترفع الصوت إلا حين لمست «المخاطر الوجودية» على الكيان اللبناني ولا سيما في ظل تمادي الأزمة الحكومية وإدارة الظهر للمبادرة التي سبق أن أطلقها للتوفيق بين رئيسيْ الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري فيما الانهيار الشامل الكبير بات قاب قوسين. ولاحظت الأوساط أنه في موازاة ما اعتبره خصوم فريق عون «قفزاً فوق الراعي» قام به «التيار الوطني الحر» بتوجيهه مذكرة إلى الفاتيكان قبل أيام بالتوازي مع شبه «نأي» عن طرح بكركي حول المؤتمر الدولي عبر رهْنه بتوافق داخلي، فإن «التيار» الذي زار وفد منه أمس بكركي وكان لقاء سبقه بدقائق اتصال بين الراعي والنائب جبران باسيل، تخلله تأكيد الأخير «الحرص على استمرار التواصل بين الطرفين والاتفاق مع غبطته حول أفكار عدة»، لم يتوانَ في الأيام الأخيرة عن تظهير «التصاقٍ» غير مسبوق بـ «محور الممانعة»، اعتُبر إما تعبيراً عن واقعٍ مأزوم اقتضى وضْع «كل بيضه» علناً في سلة واحدة عشية اتضاح اتجاهات الريح في الصراع الاقليمي، وإما عن «فائض» شعور بـ «انتصار» وشيك لهذا المحور يريد استثماره في المكاسرة الداخلية. وفي رأي خصوم «التيار الحر» أنه اذا كان كلام باسيل الاسبوع الماضي الذي اعتبر فيه «حزب الله» ونظام الرئيس بشار الأسد «ضمانة» للمسيحيين «الأقوياء» في لبنان بإزاء أي تفاهمات يُعمل عليها في المنطقة «بين السنّة والشيعة» شكّل أول مؤشر في هذا الإطار، فإن ما قاله مستشار عون للشؤون السياسية الوزير السابق بيار رفول، عزّز الاقتناع بوجود «قرارٍ» بتظهير هذا التماهي النافر. ففي حديث لإذاعة «صوت المدى» (التابعة للتيار الحر)، لم يتردد رفول في اعتبار «ان العقوبات بدأت تزول، وأول مؤشر لذلك هو نزع صفة الإرهاب عن الحوثيين والتفاوض معهم بشكل جدي على مصير اليمن». وتابع «الأميركيون وغيرهم سيتحدّثون معنا بالنتيجة لأن محور المقاومة والممانعة هو الذي ربح»، مضيفاً رداً على سؤال: «نحن طرحنا مثلّث الجيش والشعب والمقاومة، إنه حصانة لبنان لكن هذا ما لا يريدونه»، ومؤكّداً أن «التيار الحر والرئيس عون في محور المقاومة والممانعة وهذا شرف وليس تبعية». وعشية التحرك في اتجاه بكركي، برز إعلان الراعي أنه «عندما كنا نعيش زمن الحياد كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم وخسرنا كل شيء عندما فُرض علينا ألا نكون حياديين»، لافتاً إلى «أنّنا وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم مع بعضنا لذلك كان طرحنا لمؤتمر دولي»، مضيفاً: «علينا تشخيص مرضنا وطرح معاناتنا انطلاقاً من 3 ثوابت هي وثيقة الوفاق الوطني والدستور والميثاق، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية»، داعياً كل فريق إلى «وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أي دولة». وفي موازاة ذلك، وعلى وقع مؤشراتٍ متزايدة لاقتراب الشارع من «الانفجار» تحت وطأة زيادة التقنين في ساعات التغذية بالتيار الكهربائي والتي استدعت ليل أول من أمس، تحركات اعتراضية وقطع طرق في العديد من مناطق بيروت، ناهيك عن الارتفاع المطرد في أسعار المحروقات والسلع مع بقاء سعر صرف الدولار في السوق السوداء في حدود 9500 ليرة، فإن الملف الحكومي ما زال يراوح في دائرة التعقيدات المستحكمة وسط تقارير عن استعداد الحريري لاستئناف جولته الخارجية على أن تشمل بريطانيا وألمانيا، وعن خطوات في جعبة عون لكسْر جمود التشكيل على قاعدة العودة الى الكتل النيابية التي سمّت الحريري و«فشل في المهمة» والبحث في كيفية سد الثغرة الدستورية التي تتيح «وضع التكليف في الجيب الى ما شاء الله»، سائلة هل بينها «استشاراتٌ جديدة» (للتكليف)؟ وقد نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن زوار عون، انه يسعى جاهداً لإخراج «البلاد من حال المراوحة القاتلة التي تستنزف العهد ورئيسه» مع التمسك بالمواد الدستورية «التي لا يمكن في ضوئها لأي من الشريكين بالتشكيل (رئيسا الجمهورية والحكومة المكلف) الاستئثار والتصلب بمواقفه»، مشيرين إلى أنه في ضوء الثغر في الدستور «إذ كان على المشرع ان يحدد مهلاً للتسمية والتكليف والتشكيل ومنح الثقة، فلا يبقى التكليف في جيب من كُلف الى ما شاء الله»، فإن «الرئيس عون لن يبقى متفرجاً على الانهيار الدراماتيكي للبلاد بل يعتزم الاقدام، على الأرجح، من نافذة التشاور مع الكتل النيابية، باعتبارها جهة شرعية دستورية، لا سيما التي سمت الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة، واستمزاج آرائها في ما يمكن اتخاذه من خطوات لكسر الجمود الحكومي ووضعها أمام مسؤولياتها الوطنية في سد الثغرة الدستورية التي أدت الى هذا المأزق وما قد يترتب جراءه، ما دام مَن أولوه ثقتهم فشل في المهمة». وذكّر الزوار بأن التيار الحر «كان سعى لتحديد مهل للخطوة الدستورية (التكليف)، إلا أن محاولاته سرعان ما أجهضت في مهدها، بعدما صورتها جهات سياسية ودينية على أنها اعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة، مصرّة على إبقاء المهل«مفتوحة».....

«إسرائيل» ترضخ للصواريخ الدقيقة

«إسرائيل» تحرّك «الخطّ الأحمر»: لن نتحمّل أكثر من ألف صاروخ دقيق في لبنان!

الاخبار...يحيى دبوق ... «إسرائيل» تحرّك «الخطّ الأحمر»: لن نتحمّل أكثر من ألف صاروخ دقيق في لبنان!

بعد التقليل من أهمية تهديد الصواريخ الدقيقة لدى المقاومة للجمهور الإسرائيلي، لجأ العدو إلى «تجزئة» هذا التهديد، قبل أن يبدأ بخفص سقوفه: في البداية، تحدّث عن وجود عدد ضئيل من الصواريخ، ثم تحدّث عن عشرات الصواريخ، قبل أن يرجّح وجود المئات منها في حوزة المقاومة. آخر ما «كشفه» العدو الذي يرفض تكبيل يديه تجاه أعدائه، هو أنه لن يتحمّل وجود أكثر من 1000 صاروخ دقيق في لبنان! العدّاد، بطبيعة الحال، مرشّح للارتفاع مستقبلاً ..... هي نتيجة مألوفة ومتوقّعة، وباتت طبيعية جداً، في معادلة بناء القوة العسكرية للمقاومة. تسعى إسرائيل لـ«الحؤول دون»، وتهدّد بأنها «لن تسمح وإلّا»، ومن ثم تتراجع لتتعايش قسراً مع واقع جديد بات يكبّل يديها أكثر في مقاربة الساحة اللبنانية عسكرياً. هذه هي حال إسرائيل مع سلاح حزب الله الدقيق، بل وفائق الدقة، كما يرد أخيراً من تل أبيب. ما ورد في الإعلام العبري، وعلى لسان جهات رفيعة المستوى، يدفع إلى التهكّم. وفقاً لهذه الجهات: امتلاك حزب الله سلاحاً صاروخياً دقيقاً، وتحديداً ما بين 500 و1000 صاروخ هو سقف أعلى، إن جرى تجاوزه، فيلزم «إسرائيل» بالعمل. حديث «الجهات الرفيعة المستوى» غير معلوم إن كان تهديداً أم «تعزية ذات». والمفارقة أنه يأتي بعد يومين فقط من حديث آخر لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، أكّد فيه أنه «لن نساوم على تطوير صواريخ عالية الدقة، في سوريا ولبنان». في السابق، قيل الكثير إسرائيلياً عن الصواريخ الدقيقة. الويل والثبور لحزب الله وللبنان وللبنانيين، إن أبصر «مشروع الدقّة» النور وخرج من مرحلة «التفكير به» إلى مرحلة الإنتاج، وأي خطوة في هذا الاتجاه وفقاً للتهديدات «تُلزم إسرائيل بالعمل». التهديد كان قاطعاً، وعلى لسان كبار المسؤولين الإسرائيليين، بل كان التهديد في حينه جزءاً لا يتجزأ وحاضراً دائماً لدى أيّ موقف أو تصريح يصدر عن شخصيات أو محافل أو مصادر في «إسرائيل»، تتناول الشأن اللبناني. أيضاً، رسائل التهديد نُقلت إلى لبنان عبر زائريه من شخصيات رسمية وغير رسمية وفدت إلى لبنان، ومنها من جاء خصّيصاً كي ينقل التهديد ويؤكد جديته، بأن «إسرائيل» لن تهتم ولن تقف أمام ما سيجري لاحقاً لأنها قرّرت أن تتحرك لضرب «مشروع الدقة»، إن لم يتوقف. استمر «مشروع الدقة»، فيما استمرت «إسرائيل» بإيصال تهديداتها علناً أو عبر آخرين. وفي السياق، كانت تعمد بين الحين والآخر إلى طمأنة جمهورها عبر إنكار الواقع باللعب على الكلمات بأن «مشروع الدقة» لدى حزب الله هو «مجرد فكرة» لم تجد تعبيراتها العملية، وبالتالي لا إنتاج لصواريخ دقيقة حتى الآن. السبب كما كانت الأذن الإسرائيلية تسمع، هو إصرار تل أبيب وعملها على الحؤول دونه. وكان هذا الموقف، الموجّه إلى الداخل، خليطاً من الأماني وإنكار الواقع وقلة الحيلة وارتفاعاً غير معقول وغير محتمل لمقاربة متطرّفة، قد تقدم عليها «إسرائيل» في مواجهة «الدقة». في السياقات، لجأت «إسرائيل»، إضافة إلى التهديدات، إلى العمل على إدخال الآخرين في المعركة ضد «الدقة». والجهة التي كان يُعول عليها كثيراً، هي الولايات المتحدة الأميركية، التي سارعت بطبيعة الحال إلى تبني مقاربة «إسرائيل» والاصطفاف خلفها وإلى جانبها، في المعركة على الصواريخ الدقيقة. فواشنطن معنيّة تماماً، كما تل أبيب، في الحؤول دون امتلاك الحزب هذا النوع من الاقتدار العسكري. ليس هذا القرار محصوراً بما يتعلق بأمن «إسرائيل»، وهو أولوية واضحة جداً لديها، بل أيضاً بما يتصل بأجندتها الخاصة بها في المنطقة، التي لا يمكن أو يصعب تحقيقها، مع تعاظم قدرة أعدائها على الإيذاء، إن لها مباشرة أو لأتباعها، الأمر الذي يعني السياسة الأميركية في الإقليم على أكثر من صعيد. المساندة الأميركية كانت تهديدية واستخبارية، مع العمل على الداخل اللبناني كي يكون وقوداً للمعركة ضد حزب الله. ووسّعت «إسرائيل» مواكبة تحرّكها الدعائي الذي وصل إلى منابر دولية لعرض «المظلومية» وللحديث عن أماكن مختلفة في لبنان ينشط فيه «مشروع الدقة». والمفارقة أنه في الوقت الذي كانت فيه الحملة تستعر ضد الصواريخ الدقيقة، كان يقال للجمهور الإسرائيلي إن مشروع الدقة «مجرّد فكرة». سعت إسرائيل أيضاً لتحقيق غايتها عبر تحريض اللبنانيين وبيئة حزب الله المباشرة على المقاومة، عبر سرديات مختلفة. من بينها تقارير شارك فيها رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، بشكل استعراضي، عما قيل إنها مصانع للصواريخ الدقيقة تنشط بين الأحياء السكنية. الغاية كانت الإشارة إلى الجمهور اللبناني أن حزب الله يتسبّب بتهديد له، عبر «زرع المصانع» بين المدنيين التي ستكون عرضة لهجمات إسرائيلية تدميرية. كان الأمل بأن يؤدي ذلك إلى انقلاب في لبنان والبيئة المباشرة للمقاومة على حزب الله وإن بوصفه مقاومة. وهو كما العادة، خطأ تقديري متوافق جداً مع أخطاء تقديرية إسرائيلية سابقة تتعلّق بالعلاقة بين حزب الله وجمهوره. في كل سياقات «مشروع الدقة»، كانت إسرائيل تعمل وتعد العدّة، العسكرية والأمنية ورواية ما بعد الفعل على السواء، ضد الصواريخ الدقيقة لحزب الله. وكانت المحاولة الفاشلة في حي ماضي (شارع معوض)، في الضاحية الجنوبية لبيروت في آب 2019، واحداً من مساعي «إسرائيل» الأمنية التي تحولت نتيجة الفشل العملياتي من عمل أمني بلا بصمات دالة عليها، إلى عمل عسكري صاخب، أدى لاحقاً بعد الرد عليه إلى تكريس أكثر للردع في مواجهة العدو. كانت تل أبيب، حينذاك، أمام استحقاق غير سهل وما زالت، مع سجلّات وفرضيات وأفكار مختلفة وأحاديث عن ضغوط يعاني منها حزب الله، وأخرى ترى أن رد الحزب ليس أمراً حتمياً، أو أنه سيقتصر على أهداف عسكرية إسرائيلية وحسب، بما بات يُعرف بـ«جولة أيام قتالية». وحين كانت «إسرائيل» تجادل نفسها، كان إنتاج الصواريخ الدقيقة مستمراً. لا يخفى أن أسهم العمل العدائي الأمني، وفي أحيان العسكري، كانت ترتفع ربطاً بمتغيرات تطرأ على الساحة اللبنانية والإقليمية، ظنت محافل القرار في تل أبيب أن بإمكانها لجم حزب الله أو تخفيف رده على اعتداءات قد تلجأ إليها ضد اقتداره العسكري الدقيق. في حينه، كانت أسهم الحرب مرتفعة، وألزمت المقاومة، كما بات معروفاً، باستنفار وحداتها المختلفة. كان الجانبان في تموضع حربي واضح. وكما العادة، عندما تدرك «إسرائيل أنها أخطأت تقدير فاعلية «الظروف» التي ترى أنها تضغط على حزب الله، تتراجع إلى الخلف، لتعود إلى سياسة التهديدات بلا أفعال. التوثّب كان سمة السنوات الماضية، تماماً كما كان التوثّب المقابل للرد وربما المواجهة الواسعة اللاحقة على الرد. لم تكن المعركة تتوقّف. انتظرت «إسرائيل» الفرصة التي لم تأت. بل إن جاءت كما قدّرت، فوّت عليها حزب الله الفرصة، عبر إظهار إرادة وجدية الرد والذهاب بعيداً في أعقابه، مهما كانت التبعات. معقولية الحرب، أو الأيام القتالية التي تؤدي إلى حرب، كانت تعلو وتنخفض وفقاً لتقدير توثّب العدو وقرار المواجهة لديه. ما حال دون المجازفة، ولا يزال، هو الكلفة والثمن اللاحقان على الاعتداءات، الأمر الذي أبعد العدوان، وإنْ أبقاه على طاولة اتخاذ القرار في تل أبيب من دون إبعاده بالمطلق. في السياقات أيضاً، عمدت «إسرائيل» إلى تجزئة تهديد الصواريخ الدقيقة، وإن ظهّرت أن خطها الأحمر ثابت: لن نسمح بالسلاح الدقيق. الهدف كما كان واضحاً، وهو الداخل الإسرائيلي لطمأنته. قيل في البدء إن حزب الله نجح في توفير أجزاء من مكوذنات تصنيع الصواريخ الدقيقة، لكن ما زالت مكوذنات أخرى غير متوفرة. كان الهدف هو التأكيد على أن «مشروع الدقة»، رغم نجاحات حزب الله بالتزوّد بمكوّناته، ما زال «مجرد فكرة». من ثم تجاهلت إسرائيل وامتنعت عن الحديث عن المكوّنات، وعمدت إلى تجزئة التهديد الصاروخي الدقيق نفسه. وكانت هذه التجزئة تمهيداً لاقرار إضافي لم يعد الواقع يسمح بتجاوزه: هناك نوعان من التهديد الدقيق. يتعلق الأول بصواريخ موجودة في لبنان يُعمل على تطويرها كي تصبح دقيقة ومجنّحة وما إلى ذلك، والثاني يتعلق بتصنيع صواريخ تكون من الأساس دقيقة. وهنا جاءت التوليفة: الجزء الثاني أكثر تهديداً من الجزء الأول، وإن كان الجزءان تهديداً لا يُحتمل من ناحية «إسرائيل». أعقب التجزئة إقرارٌ لاحق بأن حزب الله نجح في تطوير وتصنيع عدد محدود جداً من الصواريخ الدقيقة، التي لا تتجاوز عدد أصابع اليدين. ثم أعقب ذلك حديثٌ عن عشرات الصواريخ... ولاحقاً عن مئات. وما سيَرِدُ من المقبل من الأيام، واضح جداً وقابل للتقدير. وللدلالة على حجم التهديد من ناحية إسرائيل، نعيد التذكير بأنه «يكفي أن يكون لديك عشرون صاروخاً دقيقاً لتغيّر وجه المعركة»، بحسب ما ورد على لسان أحد قادة العدو العسكريين، قائد المنطقة الشمالية السابق في جيش الاحتلال، اللواء يؤال سترايك، لدى إجابته على واحد من أسئلة الدقّة المتداولة في الكيان.

لفترة طويلة، واظبت «إسرائيل» على القول لجمهورها إن مشروع الصواريخ الدقيقة ليس أكثر من «فكرة»

في أخبار اليومين الماضيين، مفارقة مع ما ورد أمس. إذ أكد رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو أنه لن يسمح بصواريخ «عالية الدقة» في سوريا ولبنان. والمفارقة ليست إجمال سوريا في التهديد، بل إيحاؤه أن السلاح الدقيق غير موجود و«إسرائيل» لن تسمح بوجوده. مع ذلك، معاينة كلمات نتنياهو كما وردت بالعربية على الموقع الرسمي لرئاسة حكومة العدو، من شأنها الإشارة أيضاً إلى نوع آخر من التجزئة، وإن من نوع آخر أكثر دقة. وفقاً لتهديده، «إسرائيل» لن تسمح بصواريخ «عالية الدقة». و«العالية» هنا هي الجديد في كلامه، فهل يقصد التفريق بين صاروخ دقيق مع هامش خطأ مترٍ أو مترين، وآخر مع هامش خطأ سنتمترات؟.... ولكي لا نقع في خطأ التقديرات، والركون إلى امتلاك القوة و«إنتاجات» مشروع دقة الصواريخ وغيره من الوسائل القتالية الدقيقة، على أهمية ذلك، يشار إلى أن أصل امتلاك صواريخ متطورة لا يعني - ولا يمكن أن يعني - شيئاً من ناحية «إسرائيل»، إنْ لم تكن إرادة استخدام هذه القدرة موجودة، وهو ما تدركه تل أبيب جيداً، خاصة ما يتعلق منه بالموقف الدفاعي لحزب الله. وعلى هذه الحيثية تحديداً تدور معركة «إسرائيل» وتطلعاتها. وهي تتحيّن الفرصة لاستغلالها إنْ لاحت لها: متى؟ وكيف؟ وما هي مدة تأثير أي ضغوط على حزب الله أو أزمات أو غيرها مما يمنعه من تفعيل إرادة الرد على اعتداءات «إسرائيل»، الأمر الذي يتيح لها التحرك والاعتداء؟ المعركة الحالية بين الجانبين هنا، بعد أن كاد ما يغايرها ينتفي وبلا جدوى ملموسة في تحقيق النتيجة ضد حزب الله. إذاً هي معركة على قراءة وتقدير نيات حزب الله وإرادته، وعلى قراءة وترقّب أي ظرف يمنعه من تفعيل قدراته رداً على «إسرائيل». في معركة كهذه، الخطأ وارد، ووارد جداً. إلا أنها طبيعة الأمور ونتيجة ملازمة لتوثّب دائم لدى عدو لا يرضى أبداً بتكبيل يديه ومنعه من فرض إرادته على الآخرين. فهل ما كفل إلى الآن منعَه عن الاعتداء العسكري، ينسحب أيضاً على المرحلة الراهنة؟....

هذا هو التهديد الأكبر ضدّ «إسرائيل»... بعد النووي الإيراني *

«إذا تجاوز حزب الله عتبة (حيازة) كمية أو نوعية من الأسلحة الدقيقة، فسنضطر إلى التصرف ضده. إنه قرار صعب، لكننا لن نتمكن من الإفلات منه». هذا ما أشار إليه رئيس لواء أساليب القتال وطرق الابتكار في الجيش الإسرائيلي، عيران نيف، الذي أضاف: «عدا النووي الإيراني، هذا هو التهديد الأكبر» في وجه إسرائيل. رئيس «أمان» (الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي) اللواء تامير هايمن، قال أخيراً إنه يوجد اليوم لدى حزب الله «عدة عشرات» من القذائف الصاروخية والصواريخ الدقيقة. في إسرائيل قلقون من مجهود حزب الله للتسلّح بكمية أكبر بكثير، من أجل ضرب أهدافٍ نوعية في الحرب القادمة، مثل قواعد سلاح الجو ومنشآت بنية تحتية وطاقة ومؤسسات حكومية. في السنوات الأخيرة بذل الجيش الإسرائيلي جهداً كبيراً لمنع حزب الله من التزوّد بصواريخ وقذائف صاروخية دقيقة. في السابق، لم تخض إسرائيل حرباً لمنع تسليح الدول والمنظمات المعادية، باستثناء الأسلحة النووية. مع ذلك، يعتقد كبار المسؤولين (في تل أبيب) أنه يتعيّن على إسرائيل رسم خطوط حمراء واضحة في ما يتعلق بمشروع حزب الله الدقيق (تطوير وتصنيع صواريخ دقيقة)، إذ أن التهديد وإن كان تقليدياً، لكن يمكن أن يصل إلى أبعاد غير مسبوقة. وذكر كبار المسؤولين، عدداً ما بين 500 و1000 صاروخ دقيق، هو السقف العددي الأعلى الذي يُلزم إسرائيل بالعمل. الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، الرئيس الحالي لمعهد أبحاث الأمن القومي، اللواء احتياط عاموس يدلين، يقول إنه «يجب فحص وتحديد التوقيت المناسب للعمل ضد مشروع الدقة، وذلك بسبب إمكانية أن يؤدي ذلك إلى تصعيد واسع النطاق»، مشيراً إلى تفصيل يعتقد صوابيته وضرورة الوقوف عنده: «إذ سرّع حزب الله وتيرة العمل على حيازة صواريخ دقيقة، فعلى إسرائيل أن تبادر إلى حرمانه منها». في المقابل، تعتقد مصادر أخرى أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تبادر إلى هذه الخطوة التي من شأنها أن تؤدي بالتأكيد إلى حرب. الحرب التي كانت موضع التهديد الأول لإسرائيل ضد أعدائها، باتت هي نفسها ما يردع أفعال إسرائيل ويلجمها عن أعدائها.

* أبرز ما ورد في تقرير منشور في صحيفة «إسرائيل هايوم» العبرية أمس، بقلم معلّق الشؤون العسكرية فيها، يؤاف ليمور، تحت عنوان: «الخط الأحمر، حتى ألف صاروخ دقيق لدى حزب الله»

راوول نعمة يسرق لقمة الفقراء: ربطة الخبز إلى 3000 ليرة

الأخبار ... تقرير ... لم يكد سكان لبنان يستوعبون زيادة سعر ربطة الخبز إلى ٢٥٠٠ ليرة، حتى بدأ وزير الاقتصاد راوول نعمة التحضير لزيادتها مرة أخرى. هذه المرة هدفه الوصول إلى سعر ٣٠٠٠ ليرة، ويتوقع أن يعلن ذلك رسمياً الأسبوع المقبل. الحجة دائماً حاضرة: الزيادة العالمية في أسعار القمح وارتفاع سعر الدولار الذي يؤثر على نسبة الـ١٥ في المئة التي يدفعها المستوردون من سعر القمح، وعلى أسعار باقي المكوّنات التي تدخل في صناعة الخبز. هذه المرة يحمل معه سبباً جديداً وهو رفع الدعم عن السكر، ما أدى إلى «تكبّد» الأفران تكاليف إضافية. هكذا هو راوول نعمة. عينه على لقمة الفقراء. لا يجد غيرها لينقضّ عليها، ظاناً أنها ستُنقذ الاقتصاد الذي ساهم هو وشركاؤه السياسيون والمصرفيون في انهياره. أما الاحتكارات والوكالات الحصرية التي تنهش الاقتصاد المسؤول هو نفسه عن استقراره فلا تعنيه. ببساطة، وخلال أشهر قليلة رفع وزير الاقتصاد سعر ربطة «الخبز العربي» إلى الضعف، علماً أن القمح لا يزال مدعوماً على سعر ١٥٠٠ ليرة. وهذا القمح يُستعمل لصناعة منتجات أخرى غير محددة السعر رسمياً، ما يحقق هوامش ربح ضخمة لكارتيل الأفران الذي يحميه وزير الاقتصاد بدلاً من أن يشدد الرقابة عليه، لما يُشكّله الخبز من مادة أساسية في حياة الناس. دعم القمح هو الأقل كلفة بين كل السلع المدعومة الأخرى. ما يزيد قليلاً عن 100 مليون دولار يدفعها مصرف لبنان لدعم هذه المادة. لكنه في المقابل يدفع نحو ثلاثة مليارات دولار لدعم المحروقات، التي يستفيد منها الأثرياء أكثر من الفقراء. الخبز الأبيض للفقير. وهو لذلك سلعة استراتيجية، يشكل المسّ بها مساً بالأمن الاجتماعي للناس. هذا في المطلق، فكيف إذا كان الواقع مأساوياً، وإذا كانت نسب البطالة ترتفع بشكل مطّرد، والقدرة الشرائية حتى للذين حافظوا على دخلهم قد انهارت؟ كل ذلك ليس مهماً بالنسبة إلى وزير الاقتصاد. المهم أنه قرر. وعلى طريقة وزير الصحة حمد حسن، قراره سيادي. لكنه حكماً لا يقدّر تداعياته. لأنه عُيّن بالصدفة وزيراً للاقتصاد، ظنّ نعمة أن بإمكانه نحر الناس. لكن مع ذلك ليس وحده المسؤول. رئيس الحكومة مسؤول أيضاً عن هكذا قرار وعن نتائجه. الحكومة كلها مسؤولة. خاصة أن أعضاءها يدركون أن الهدر الفعلي يتمثل في دعم المحروقات، بنزين ومازوت، حيث يذهب معظمه إلى غير مستحقيه. في القمح لا يحصل ذلك. وإن حصل فبهامش ضيّق. وحتى مع افتراض أن نسبة الهدر هي نفسها في البنزين والقمح، فإن ذلك يعني أن المليون دولار التي تُهدر هنا يقابلها هدر ١٠ ملايين دولار هناك. على المقلب الآخر لغياب المسؤولية، تستمر القوى السياسية بالمقامرة بمصير البلد والناس، من خلال التعامل مع ملف تشكيل الحكومة كأنه تفصيل غير مهم في الحياة السياسية اللبنانية. ولولا تصريحات إثبات الوجود التي تظهر كل حين، لما انتبه أحد إلى أن لا حكومة. حتى المساعي التي تجري لترميم الهوة السحيقة بين بعبدا وبيت الوسط غالباً لا تزال حذرة.

إبراهيم يسعى لترتيب العلاقة بين بكركي و«الثنائي»

وإذا كانت بكركي قد توجّهت إليها الأنظار أمس على خلفية التحضير لمسيرة يوم السبت، فقد شهدت أيضاً حراكاً مرتبطاً بالحكومة. حيث تلقّى البطريرك بشارة الراعي اتصالاً من كل من الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل. كما استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي قال بعد اللقاء إنه تحدّث مع الراعي عن موضوع تشكيل الحكومة حيث «أتولى أنا جزءاً من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك لا بد من التلاقي من حين إلى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسّن الأمور». وعلمت «الأخبار» أن زيارة إبراهيم لبكركي استهدفت شرح موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من موضوع الحكومة، والاستفسار من البطريرك عن شأن عقدة التمثيل المسيحي. وبينما كان الراعي من المطالبين باجتماع الحريري مع باسيل، جرى التباحث في إمكانية حل هذه المعضلة، خاصة أن الحريري اجتمع مع كل الأطراف السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، رغم إنكاره ذلك. فالجميع يعلم أن المداولات بينه وبين ثنائي حزب الله وحركة أمل لم تتوقف، كما أن الأسماء الدرزية التي طُرحت في الصيغ الحكومية كان جنبلاط إمّا مشاركاً في وضعها أو مؤيداً لها. إبراهيم الذي تقول مصادر مطلعة إن «زيارته لبكركي هي مبادرة فردية»، يحاول وفق المصادر ذاتها «ترتيب العلاقة بين بكركي والبيت الشيعي، خاصة بعد الالتباس الذي أثارته المطالبات بتدويل الأزمة». صحيح أن «حزب الله لم يتخذ موقفاً علنياً من هذه الدعوة، إلا أن كلمة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله كانت واضحة، وأن البلبلة التي أثيرت في ما بعد على وسائل التواصل تعكس حجم التشنّج في لحظة حساسة أمنياً وسياسياً».

الجيش ليس "أداة سلطة": الطريق "سالكة وآمنة" إلى الصرح غداً

بكركي تقود محور السيادة وبعبدا التحقت بـ"محور الممانعة"

نداء الوطن... "لأننا لم نعد قادرين على التفاهم"... عبارة اختصرت المعضلة الأساس في البلد وجسّد من خلالها البطريرك الماروني بشارة الراعي الحاجة الملحّة لرعاية أممية ودولية للبنان، وسط ما يشهده من حالة انقسام عمودي آخذة بالتجذّر يوماً بعد آخر بين محورين، محور السيادة والحياد وحفظ الهوية والكيان الذي تقود دفته بكركي، و"محور المقاومة والممانعة" الذي يقوده "حزب الله" في لبنان وترعاه إيران في المنطقة والتحق به رئيس الجمهورية ميشال عون مسخّراً موقع الرئاسة الأولى في قصر بعبدا في خدمة أجندة هذا المحور، حسبما جاهر القيادي العوني بيار رفول معلناً بالفم الملآن أنّ رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" ينتميان إلى محور الممانعة "وهذا شرف لنا"، مستبشراً خيراً برفع العقوبات الأميركية عن "الحوثيين" وبدء التفاوض معهم، باعتباره مؤشراً إلى بدء التفاوض الأميركي مع "العونيين" لأنّ "محورنا، أي محور الممانعة والمقاومة، انتصر". وبين العهد العوني الذي شدد رفول على أنّ طرحه لحماية لبنان هو "مثلث جيش وشعب ومقاومة"، وبين الطرح البطريركي الذي لا يرى بديلاً ولا رديفاً لحماية لبنان خارج إطار الشرعية وأحادية قرارها وسلاحها ضمن إطار مثلث "السيادة والحياد والميثاق"، تتباعد الطروحات وتكبر الهوة، لتعود بكركي، كما عند كل استحقاق مفصلي في تاريخ البلد إلى التشكل على صورة صخرة سيادية تلتف حولها القوى الرافضة للخضوع أمام الهيمنات والوصايات الداخلية والخارجية، والقوى المؤمنة بنهائية الكيان اللبناني والحريصة على عدم زواله وذوبان هويته تحت مدّ الأطماع والصراعات الإقليمية. وفي هذا السياق، تتصاعد وتيرة الزيارات والاتصالات الداعمة لطروحات الراعي السيادية، عشية التظاهرة الحاشدة غداً في بكركي، وسط استئناف حركة المشاورات المكوكية حول الملف الحكومي مع البطريرك الماروني، الذي تلقى اتصالاً أمس من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تباحثا خلاله في مستجدات هذا الملف، بالتزامن مع زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بكركي مؤكداً العمل على "استكمال الجهود" وتلاقي المساعي لحلحلة أزمة التأليف. أما على خريطة المواقف السياسية من طروحات بكركي، فقد أخذت ملامحها بالتشكل بوضوح على الساحتين الوطنية والمسيحية، حيث الأغلبية الساحقة من القوى المسيحية بادرت إلى التقاط فرصة "الحياد والرعاية الدولية للبنان" التي لاحت من بكركي، باستثناء "التيار الوطني الحر" الذي التحق بسرب مسيحيي "محور الممانعة" وأصبح يغرد بعيداً عن المزاج المسيحي العام. وكذلك على الساحة الوطنية بات من الواضح أنّ طرح الراعي استقطب قوى وشخصيات وحركات وتجمعات من مختلف الطوائف والمذاهب تأييداً لخيار الشراكة الوطنية في تحرير قرار الدولة وحيادها على قاعدة استعادة الثوابت المشتركة بالارتكاز إلى مسلّمات وثيقة الوفاق ودستور الطائف والشرعيتين العربية والدولية. في حين استرعت الانتباه المواقف "الاشتراكية" المتقدمة في الإعراب عن تأييد طروحات بكركي على وقع تصاعد حدة انتقاد رئيس "الحزب التقدمي" وليد جنبلاط لكل من العهد العوني و"حزب الله" في مقاربتهما للأزمة اللبنانية، لا سيما مع سؤاله "الحزب" أخيراً ما إذا كان يؤمن بأنّ "لبنان هو الوطن النهائي أم أنه مجرد منصة صواريخ وقاعدة متقدمة لإيران على البحر المتوسط؟ لتتدرج بعدها المؤشرات الدالة على التموضع "الاشتراكي" في خندق سيادي واحد مع بكركي، من زيارة الوزير السابق غازي العريضي وما حملته من مواقف ورسائل، وصولاً خلال الساعات الأخيرة إلى تصويب النائب أكرم شهيب مباشرة على ثنائية عون – "حزب الله" باعتبارها "صلب المشكلة... فرئيس الجمهورية ميشال عون الذي أخذ شعب لبنان رهينة يقف في واجهة الأزمة، وحزب الله خلفه". ميدانياً، وبينما تتكثف التحضيرات الشعبية لزيارة بكركي غداً دعماً لمواقف البطريرك الراعي، سُجّلت في المقابل محاولات تشويش على هذا التحرك عبر ضخ حملة شائعات هادفة إلى تخويف الناس من المشاركة فيه، وصلت إلى حدّ فبركة أنباء تتحدت عن أنّ الجيش اللبناني سيقيم حواجز في جونية والمناطق المحيطة لعرقلة وصول المتظاهرين إلى الصرح البطريركي. الأمر الذي وضعته مصادر عليمة في خانة "الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة" مطمئنةً إلى أنّ طريق اللبنانيين "سالكة وآمنة" إلى بكركي، وقالت لـ"نداء الوطن": "الجيش بخلاف ما يشاع، سوف يتخذ التدابير اللازمة من أجل تسهيل وصول الحشود إلى بكركي وحمايتهم لا عرقلتهم، وكل كلام غير ذلك هدفه إستهداف المؤسسة العسكرية والبطريرك الراعي على حدّ سواء"، مضيفةً: "الجيش ملتزم بحماية الشعب حسب تأكيدات قيادته، ولن يستطيع أحد جرّه إلى مشكل مع أهل بلده أو إدخاله في الزواريب السياسية أو إستخدامه كأداة للسلطة أو لأي جهة كانت من أجل تحقيق مآرب سياسية".

يوم البحث عن الحكومة: دعوة للجم الإنقسام بانتظار الإنفراج!... بكركي تحتج على تجاوز دورها بالاتصال مع السفير البابوي.. وتبريرات انقطاع الكهرباء تؤكد عقم المعالجات

اللواء.... يمكن وصف يوم أمس، بأنه يوم البحث عن الحكومة قبل ثلاثة أيام فقط، من نهاية شباط الجاري، أي بعد مرور أكثر من 130 يوماً على صدور مرسوم تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف حكومة جديدة في 22/10/2020، اصطلح على وصفها بـ«حكومة مهمة» من اخصائيين، أي غير حزبيين، تحظى بقبول المجتمع الدولي، من أجل توفير المساعدات الضرورية، لمنع انهيار البلاد، بعد تجاوز كل الأزمات المالية والنقدية والخدماتية كل الخطوط الحمر.. بمواكبة فرنسية، تحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فزار بكركي مرتين صباحاً ومساءً، من أجل تدوير الزوايا، والدمج بين سلسلة الطروحات المتداولة، من مبادرة الرئيس نبيه برّي إلى فتح الباب امام البحث في عدد الوزراء، في محاولة للتفاهم على خرق ما، والتوصل إلى انفراج الوضع، بعد الانسداد الخطير، الذي ضرب هذه العملية الدستورية. وكشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم انه بحث موضوع تشكيل الحكومة مع البطريرك الراعي، وقال: أنا اتولى جزءاً من المساعي، وغبطته يتولى الجزء الآخر. وفي المعلومات ان إبراهيم يُشدّد على الحد من التجاذبات لتمرير المرحلة بأقل انقسام ممكن. وفيما استقطبت بكركي مجمل الحركة السياسية وزيارات الوفود الحزبية والشعبية المؤيدة لدعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة التي يتخبط بها لبنان، خرق اتصال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بالبطريرك الراعي جمود حركة الاتصالات والمشاورات لتشكيل الحكومة العتيدة، وفيما لم يعلن اي شي عن مضمون الاتصال المذكور، تحدثت معلومات انه تناول الحديث عن عمومية الأوضاع ولم يتطرق الى التفاصيل. وكان لافتا على هامش الالتفاف الحاصل حول بكركي زيارة وفد من التيار الوطني الحر للبطريرك الراعي بغياب رئيسه جبران باسيل الذي حاول استدراك غيابه باتصال استلحاقي بالبطريرك لكنه لم يفلح في تبديد التباينات والخلاف المستفحل مع بكركي حول مسؤولية الفريق الرئاسي والعوني في اعاقة تشكيل الحكومة الجديدة. واستنادا الى ما تسرب عن الاحاديث التي جرت بين البطريرك ووفد التيار الوطني الحر، فقد تخللها عتاب حاد من الراعي لخطوة باسيل امس الاول تسليم رسالة إلى السفير البابوي، باعتبارها خطوة لتجاوز بكركي، وهو ما لا يرضى به البطريرك لانه لم يقفل أبواب الصرح البطريركي امام اي طرف مهما كانت التباينات معه حادة، ولان مصير الرسالة ستكون عنده في النهاية استنادا الى موقع وعلاقة الثقة الراسخة بين بكركي مع الفاتيكان. اما النقطة الثانية التي اثارها البطريرك مع وفد التيار، تناولت موضوع تشكيل الحكومة، وجدد البطريرك استياءه الشديد من التعنت الرئاسي والتعقيدات التي تحوط عملية تشكيل الحكومة، وابدى البطريرك اسفه للطريقة التي يتم التعاطي من خلالها بعملية التشكيل، معتبرا انها لا تصب في مصلحة العهد ولا مصلحة اللبنانيين والبلد عموما. وابدى عتبه على عدم مبادرة رئيس الجمهورية انطلاقا من موقعه الجامع للتواصل المستمر مع الرئيس المكلف للتوصل الى تفاهم مشترك لتشكيل الحكومة ومشددا على ضرورة تقديم التنازلات المشتركة للتوصل الى تشكيل الحكومة بالنهاية لان مصلحة لبنان تتجاوز المصالح الشخصية والحزازات الضيقة. وكشفت المعلومات انه بعد الاجتماع حاول باسيل بالاتصال الهاتفي تبرير سبب تغيبه عن الوفد وارساله الرسالة للسفارة البابوية ولكن من دون جدوى. اما الاهم في حركة بكركي فيكمن بالالتفاف الذي ستشهده يوم غد السبت من خلال زيارات الوفود الشعبية والسياسية من كل المناطق والطوائف ولا سيما المسيحية منها، وذلك لاعلان تاييدها لمواقف البطريرك الراعي من تشكيل الحكومة وحياد لبنان والدعوة للمؤتمر الدولي، فيما تؤشر هذه الحركة الى زيادة عزلة العهد مسيحيا وشعبيا على نحو لافت برغم كل محاولات التيار الوطني الحر للالتفاف على هذه الحركة من خلال الزيارة التي قام بها وفد منه، والاثنين يزور وفد كتلة المستقبل بكركي، لوضع البطريرك الراعي في أجواء ما قدمه الرئيس الحريري لتأليف الحكومة. وهكذا في ظل التلكؤ في تشكيل الحكومة وبعدما وصلت البلاد إلى حد الانهيار شبه التام وجمود عملية تشكيل الحكومة ولو استمرت بعض المساعي هنا وهناك، استقطبت المرجعيات الروحية الحركة السياسية بعد تلكؤ المرجعيات السياسية في إنقاذ البلاد مما تتخبط فيه، فكانت دار الفتوى وبكركي مقصداً للتكتلات السياسية لعر ض الاوضاع والبحث عن حلول. فيما المواقف حول تشكيل الحكومة على حالها، ولو ان بعض المعلومات افاد ان الرئيس ميشال عون بصدد إتخاذ خطوات معينة لحلحة الأزمة الحكومية بعد إستشارات مع الكتل النيابية. وذكرت مصادر رسمية متابعة ان الحراك الحاصل مجدداً سواء اتصال الرئيس الحريري بالبطريرك بشارة الراعي او زيارة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لبكركي ولقاء الراعي وإعلانه انه يتولى جزءاً من المساعي لحل الازمة الحكومية، يؤشّر لإحتمال التوصل إلى حلحلة ما ولو لم تتوافر اي تفاصيل عن هذا الحراك. وقد باشرت كتلة المستقبل امس، جولة على القيادات الروحية استهلتها بزيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، برئاسة رئيسة الكتلة النائبة بهية الحريري: وقال النائب وليد البعريني بأسم الوفد: ان «الرئيس المكلف سعد الحريري يعمل استنادا إلى الدستور، وهو حريص على حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا اللغة الطائفية والمذهبية التي دمرت البلاد. والرئيس الحريري كرَّس كل علاقاته الخارجية وهو يقوم بزيارات عدة لدول شقيقة وصديقة، لتأمين شبكة دعم عربية ودولية للبنان، تساعده في تخطي المشاكل التي يعيشها.

بكركي والتدويل

وتحولت بكركي إلى مقصدٍ للقوى السياسية «فزارتها امس، وفود من تكتل «لبنان القوي والتيار الوطني الحر» ، و»لقاء سيدة الجبل» و»التجمع الوطني» و«حركة المبادرة الوطنية»، واللواء عباس ابراهيم، بعد زيارة وفدي تكتل «الجمهورية القوية» و الحزب التقدمي «الاشتراكي» امس الاول.من باب البحث في كل المستجدات السياسية، لا سيما طرح البطريرك بشارة الراعي حول عقد مؤتمردولي لإنقاذ لبنان. فيما اجرى الرئيس المكلف سعد الحريري اتصالا بالبطريرك بشارة الراعي وبحث معه في موضوع تشكيل الحكومة. وقال اللواء ابراهيم بعد لقاء الراعي: بحثنا في موضوع تشكيل الحكومة، أنا اتولى جزءاً من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك، لا بد من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على امل ان تتحسن الامور. وضم وفدا من «التيار الوطني الحر»، النواب: سيزار ابي خليل، سليم عون، روجيه عازار، جورج عطاالله، وسليم خوري. وجاءت زيارته بعد التفسيرات التي اعطيت للمذكرة التي رفعها التكتل الى البابا بينيدكتوس. وتلقى الراعي قبيل اللقاء اتصالا من رئيس «التيار» النائب جبران باسيل اكد فيه للراعي «على استمرار التواصل بين الطرفين والاتفاق مع غبطته حول افكارعدة، وانه سيزور بكركي في اي لحظة. فرد الراعي ساعة البدك البيت بيتك». وقال النائب عازار باسم الوفد: لمسنا حرص أبينا البطريرك على ان يتم الاستحقاق في أسرع وقت من ضمن الاصول والقواعد الميثاقية والدستورية وعلى اساس الشراكة الوطنية الكاملة. واستمعنا باهتمام الى طروحات صاحب الغبطة في شأن توفير الظروف الدولية الداعمة للبنان بهدف اخراجه من الازمات الضاغطة ولا سيما منها الازمة الاقتصادية. ولمسنا منه حرصه على تثبيت الشراكة والسيادة الوطنية وإعلاء شأن الدولة ونحن نتفق معه على هذه المبادئ. وأبلغناه ان «التيار الوطني الحر» على استعداد للبحث والمساعدة في اي طرح يعزز هذه الاهداف على قاعدة الحوار الشامل بين اللبنانيين. واوضح ان ما بين بكركي وبين «التيار الوطني»، قيادة وجمهوراً، لن تقوى عليه ألسنة السوء والايام شواهد. وختم: نريد ان نؤكد ان من الطبيعي ومن واجبات «التيار» ان يتواصل مع الكرسي الرسولي وكل المرجعيات الدينية الوطنية والخارجية، ولا احد سينجح في تصوير اي لقاء او مراسلة وكأنه موجه من احد ضد احد آخر. وقال الراعي:عندما كنا نعيش زمن الحياد كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم وخسرنا كل شيء عندما فرض علينا الا نكون حياديين. لكنّنا وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم مع بعضنا، لذلك كان طرحنا لمؤتمر دولي. وأضاف الراعي: علينا تشخيص مرضنا وطرح معاناتنا انطلاقاً من ٣ ثوابت هي: وثيقة الوفاق الوطني والدستور والميثاق، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية. كما دعا الراعي كل فريق إلى «وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أي دولة. وواصلت فرنسا عبر سفيرتها في بيروت آن غريو، تحركها للمساهمة في تذليل العقد، فزارت النائب باسيل، وجرى التطرق إلى آلية الإصلاحات بعد تأليف الحكومة (O.T.V).

الكهرباء

على صعيد انقطاع الكهرباء، أبلغ وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر الرؤساء ميشال عون ونبيه برّي وحسان دياب، حاجة مؤسسة كهرباء لبنان إلى 1500 مليار ليرة من أجل تغطية عمليات شراء الفيول اويل، والمازوت لمعامل إنتاج الكهرباء. وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان بأنّه، وعلى الرغم من وصول الناقلتين البحريتين المحملتين بمادتي الفيول أويل (Grade A) و(Grade B) إلى المياه الإقليمية اللبنانية، ورسوهما قبالة الشاطئ اللبناني، فقد تعذر تفريغ حمولتيهما بسبب عدم فتح الاعتمادات المستندية اللازمة (باخرة الـ Grade B) وصعوبة إستكمال الإجراءات المصرفية وصدور موافقة الموردين لغاية تاريخه للتفريغ (باخرة الـ Grade A)، الأمر الذي أدّى الى انخفاض مخزون هاتين المادتين الى مستوياته الدنيا حيث أشرف على النفاذ، مما نتج عنه تراجعًا في التغذية بالتيار الكهربائي بحوالي //400// ميغاواط من إجمالي الطاقة المنتجة والبالغة حوالي //1,400// ميغاواط، بحيث شهدت جميع المناطق اللبنانية بما فيها منطقة بيروت الإدارية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد ساعات التقنين. وتوقعت أن تتحسن التغذية تدريجيًا فور المباشرة بتفريغ حمولتي الناقلتين البحريتين، مع الإشارة إلى انه من المرتقب أيضًا وصول شحنة محملة بمادة الغاز أويل مساء نهار السبت الواقع فيه 27/02/2021، بما سيساهم بتحسين إضافي للتغذية بالتيار الكهربائي في حال تمّ إستكمال الإجراءات المصرفية، وصدور موافقة المورد لتفريغ حمولتها.

ملاءة المصارف بالدولار

وأوضح مصرف لبنان أنه بعد تاريخ 28 شباط 2021، يتوجب على المصارف ارسال كافة بياناتها الى لجنة الرقابة على المصارف التي تقوم بدورها بالتدقيق بها وإرسال التقارير المتعلقة بها الى مصرف لبنان. كما يؤكد مصرف لبنان، انه ووفقاً لنص المادة 70 من قانون النقد والتسليف، فإن استقرار القطاع المصرفي هو من واجباته وأولوياته، وبالتالي فإن مقاربته ستكون هادفة الى اتخاذ كافة الاجراءات الآيلة الى معالجة وضع المصارف وصولاً الى تعزيز استقرار الوضع المصرفي وضمانة اموال وحقوق المودعين. كما أنه سيتم التنسيق ما بين مصرف لبنان ولجنة الرقابة والهيئة الخاصة وهيئة الاسواق والهيئة المصرفية العليا باشراف حاكم مصرف لبنان بغية انجاح التعميم 154 بكل بنوده»، والهادف إلى تأمين السيولة بالدولار (3٪) مع نهاية شباط الجاري.

معايير التلقيح

على صعيد الافضليات في عمليات التلقيح، والتجاوزات التي حصلت وتحصل، كرّر رئيس اللجنة الوطنية للقاح الدكتور عبد الرحمن البزري ان ما حدث في مجلس النواب يجب الا يتكرر، وهو خطأ لا يغتفر، وخارج إرادة اللجنة. في إشارة إلى ان معايير التلقيح عمرية ومهنية، مؤكداً استمرار عمليات التلقيح.

تحرك متقاعدي قوى الأمن

وفي التحركات المطلبية، نظم متقاعدو قوى الامن الداخلي في محافظتي الشمال وعكار وقفة احتجاجية أمام قيادة سرية درك عكار الإقليمية وسراي حلبا الحكومي في محافظة عكار، مطالبين بـ»رفع الظلم» اللاحق بهم وبزملائهم في الخدمة الفعلية «بشأن الخدمات الطبية والاستشفائية وكل المطالب المحقة». وانتقد المتقاعد العميد سالم الايوبي عمليات التوظيفات العشوائية في القطاع العام التي تمت خلال الانتخابات النيابية الاخيرة، حيث قال: «بلغ عدد الموظفين حوالي ال30 الف خلافا للقوانين وخدمة لأزلام السياسيين، ورواتب هؤلاء اتت على حساب رواتب العسكر. بدأت بالتدبير رقم3 وهذه مكتسبات لنا أخذوها لإرضاء الأزلام والمحاسيب الذين وظفهم السياسيون خلافا للقانون».

من أتى بالمتفجرات

على صعيد التحقيقات بانفجار المرفأ، كشف محامي مدير عام أمن الدولة اللواء انطوان صليبا، نضال خليل، عن أن «من أتى بالمتفجرات الى المرفأ هو من فجّرها بعدما اكُتشفت فعلته بوجود نيترات الامونيوم من قبل جهاز أمن الدولة». وقال المحامي خليل، في حديث عبر الـmtv: «يجب التحقيق لمعرفة من اتصل بالرئيس حسان دياب ومحاسبته لعدم زيارة المرفأ». ولفت الى ان «كلمة مواد متفجرة كانت واردة في مانيفست الباخرة بحسب المستندات التي كانت مع الرائد النداف»، مشيرًا إلى ان «أموراً كثيرة خاطئة تحصل في ملف المرفأ، واضاف «كل من مات في الانفجار هو ضحية وهو قتل عمداً».

366302 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 3469 إصابة جديدة و52 حالة وفاة بفايروس كورونا ليرتفع العدد إلى 366302 إصابة مثبتة مخبرياً بالكورونا منذ 21 شباط 2019.

الراعي: نحتاج المؤتمر الدولي لأننا لا نستطيع التفاهم مع بعضنا بعضاً... استقبل وفداً من «الوطني الحر» و«لقاء سيدة الجبل»

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.... جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي تأكيده أمس، أن طرحه لعقد مؤتمر دولي بشأن لبنان جاء «بعدما وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم مع بعضنا»، داعيا كل الأفرقاء إلى «وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أي دولة»، وذلك خلال استقباله وفدا من «لقاء سيدة الجبل» و«التجمع الوطني» و«حركة المبادرة الوطنية» حيث قدموا له مذكرة أيدوا فيها مواقفه ودعوا فيها إلى تشكيل جبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان. وقال الراعي: «عندما كنا نعيش زمن الحياد كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم وخسرنا كل شيء عندما فرض علينا إلا نكون حياديين»، مؤكدا أنه «علينا تشخيص مرضنا وطرح معاناتنا انطلاقاً من ٣ ثوابت هي وثيقة الوفاق الوطني والدستور والميثاق، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية». وأتى ذلك في وقت استكملت فيه اللقاءات الداعمة لمواقف الراعي مع تسجيل زيارة لافتة في الشكل والتوقيت من قبل وفد من «التيار الوطني الحر» إلى بكركي، وصفها النائب في «التيار» جورج عطالله بالجيدة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنها «أتت استكمالا للتواصل الدائم بين الطرفين اللذين يلتقيان على طروحات عدة وكان بحث في ثلاثة مواضيع أساسية هي الحكومة، والرسالة إلى الفاتيكان التي أرسلها التيار أول من أمس، إضافة إلى دعوة الراعي لمؤتمر دولي حول لبنان»، مع تأكيده على أن «التيار» لا يعارض مساعدة الدول الصديقة للبنان إنما يرفض تدويل قضيته أو فرض وصاية عليه، منتقدا من وصفهم بـ«تجار السياسة» الذين حاولوا الزعم أن بكركي تطرح تدويل الأزمة اللبنانية، ومؤكدا تأييد «التيار» لعقد مؤتمر دولي لتطوير النظام اللبناني، وفق المبادرة الفرنسية. وزيارة «التيار» هي الثانية لبكركي خلال أسبوعين، من دون مشاركة رئيس «التيار» جبران باسيل الذي اكتفى أمس بالتواصل مع الراعي عبر الهاتف بعدما لم يبد بشكل علني تأييده لطروحاته في الفترة الماضية، وقبل يومين من التحرك الشعبي المقرر يوم السبت المقبل دعما لمواقف الراعي والذي سبق أن أبدت مختلف الأحزاب المسيحية، وإن بشكل غير رسمي، باستثناء «التيار»، مشاركتها فيه. كذلك، بعد يوم واحد من إرسال «التيار» إلى الفاتيكان مذكرة طلب فيها من البابا فرنسيس أن يساهم بمساعدة لبنان وفك الحصار عنه ومواجهة الأعباء التي يتعرض لها، بحسب ما أعلن النائب سيزار أبي خليل، وهو ما رأى فيه البعض تجاوزا لبكركي. ورغم الأجواء الإيجابية التي عكسها وفد «التيار» بعد لقائه مع الراعي، اعتبرت مصادر في «القوات» لـ«الشرق الأوسط» أن حراك «التيار» شكلي أكثر منه جوهري، وأوضحت أن «التيار يختلف مع الراعي في الجوهر ولكنه يريد أن يحافظ على شكلية العلاقة لأن الصدام في الشكل ينعكس عليه سلبا على مستوى البيئة المسيحية التي تهمه بالأولوية، لذلك يحرص على شكليات العلاقة مع بكركي ويختلف معها في الجوهر بدليل ما حصل حيال طرح الحياد الذي حاول التيار الالتفاف عليه... واليوم يحصل الأمر نفسه عبر الالتفاف على دعوة الراعي لعقد مؤتمر دولي كي لا يظهر وكأنه على صدام معه تجنبا لتداعيات هذا الأمر عليه». لكن هذه التفسيرات وعلامات الاستفهام، يضعها النائب عطالله في خانة «التسلية السياسية» ويقول: «نحن كنا أول من زار الراعي أما الباقون فقد لحقوا بنا»، مشيرا في الوقت عينه إلى أنه سيكون هناك مشاركة شعبية من قبل مؤيدي التيار في التحرك الداعم لبكركي يوم غد السبت. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن التواصل والحديث مع الراعي «أثبت أنه لا خلاف بيننا وبينه في قضية الدعوة لعقد مؤتمر دولي بشأن لبنان لأن الهدف ليس تدويل القضية اللبنانية إنما حلها، وهو أكد أنه أطلقها بعد انسداد الأفق الداخلي، إضافة إلى أنه لن يتم التوجه إلى أي خطوة ما لم يكن متوافقا عليها من قبل مختلف الأفرقاء، وهو طلب لذلك، أن يقدم كل فريق ورقته حول نظرته للنظام اللبناني والثغرات التي يجدها في مسار تطبيق اتفاق الطائف للوصول إلى ورقة مشتركة في هذا الاتجاه». وعن موقف «حزب الله»، حليف التيار، من البند الثالث المرتبط بتطوير النظام، يقول عطالله: «في اللقاء مع ماكرون أبدى الجميع موافقته على الطرح، وفي النهاية كل طرف يتحمل مسؤولية مواقفه»، مع تأكيده على ضرورة العمل على تقريب وجهات النظر والتواصل بين جميع الأفرقاء، وإعادة تفعيل لجنة الحوار التي كانت قد شكلت في وقت سابق بين بكركي و«حزب الله»، مؤكداً: «نحن مستعدون دائما للمساعدة في هذا الشأن».

الراعي يبحث ملف الحكومة مع الحريري واللواء إبراهيم

بيروت: «الشرق الأوسط»... أجرى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمس اتصالاً بالبطريرك بشارة الراعي بحثا خلاله الملف الحكومي، كما استقبل في مقر البطريركية المارونية مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى جزءاً من المساعي لتذليل العقد أمام تشكيل الحكومة. ووصف اللواء إبراهيم اللقاء بـ«المفيد» وقال: «أي شخص يريد العمل لمصلحة لبنان يأخذ الدفع من غبطته». وأعلن أنه تم البحث في موضوع تشكيل الحكومة، وأضاف: «أنا أتولى جزءا من المساعي، وغبطته يتولى الجزء الآخر لذلك لا بد من التلاقي من حين إلى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الأمور». وفي سياق متصل بحراك كتلة «المستقبل» النيابية التي يجول وفد منها على المرجعيات الدينية، ممثلاً الرئيس المكلف سعد الحريري، وبعد زيارة المفتي عبد اللطيف دريان، يزور وفد من الكتلة البطريرك الراعي قبل ظهر الاثنين المقبل. كما سيقوم الوفد بزيارة مماثلة لراعي أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، وذلك قبل ظهر الثلاثاء المقبل.

لبنان: انتقادات لفوضى التلقيح ضد «كورونا» مطالب بالتزام الأولويات وتسريع العملية

بيروت: «الشرق الأوسط»..... يتواصل الجدل في لبنان حول الفوضى التي اعترت خطة التلقيح ضد «كورونا» والتجاوزات وعدم احترام الأولويات ولا سيما بعد تلقيح عدد من النواب قبل أن يحين دورهم حسب الخطة الوطنية لتوزيع اللقاح والتي تخصص المرحلة الأولى للطواقم الطبية وكبار السن فوق الـ75 عاماً. وبرر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن تلقيح النواب بأن أسماءهم مسجلة على المنصة التي أطلقتها الوزارة لتسجيل أسماء الراغبين في تلقي اللقاح وأنهم من الفئات المستهدفة فضلا عن تقدير دورهم المسؤول في التشريعات المتعلقة بتسهيل استيراد اللقاح. ولفت حسن إلى أنه «ليس من وصاية دولية على الخطة الوطنية للتلقيح، بل هناك تنسيق مع اللجنة المكلفة من البنك الدولي لضمان منع تهريب اللقاح أو بيعه واستثماره، أما الأمور التفصيلية والتطبيقية فهي قرار سيادي، ومن صلب مرجعية الوزارة»، مضيفاً: «إذا ما اعتبر البعض أن ثمة ثغرة حصلت بتلقيح النواب، فنحن سنأخذ الأمر في الاعتبار وهذا سيخفف عنا الكثير من الضغط على المستويات كافة». وكان المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط ساروج كومار أشار إلى أنه عند تأكيد الانتهاك في عملية توزيع اللقاح يجوز للبنك الدولي تعليق تمويل اللقاحات ودعم استجابة لفيروس كورونا في كل أنحاء لبنان. وفي هذا الإطار أشار، رئيس لجنة اللقاح ضد «كورونا» في لبنان عبد الرحمن البزري إلى أن «لقاءً حصل بين كومار جاه ووزير الصحة حمد حسن لمناقشة التجاوز الحاصل في خطة التلقيح سيليه لقاء معه لتسجيل الملاحظات». واعتبر البزري أن ما حصل في المجلس النيابي إساءة للصورة التي دأبت اللجنة على رسمها لعملية التلقيح حول الشفافية واعتماد المعايير والأولويات، آملا «ألا يتكرر هذا التجاوز للتوصيات العلمية التي توافقت عليها جميع السلطات». هذا ولفت نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف إلى أن التجاوزات مستمرة لخطة التلقيح فيما المطلوب الالتزام بالأولويات وتسريع العملية، مشيراً إلى أن «عدد الذين تلقوا اللقاح لا يزال قليلاً فيما المطلوب الوصول إلى مناعة مجتمعية تفوق الثمانين في المائة قبل أن يتحور الفيروس ولا يعود اللقاح فعالاً عليه. وشدد أبو شرف على ضرورة إشراك القطاع الخاص في عملية التلقيح. من جهة أخرى، بحث وزير الصحة أمس مع رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة في موضوع تلقيح اللاجئين الفلسطينيين. وطرح منيمنة إمكانية استيراد مجموعة من 300 ألف لقاح للاجئين الفلسطينيين يتم تمويلها من الجهات المانحة وتوزيعها على مراكز تلقيح قريبة من المخيمات وداخل بعض المخيمات.

رواتب الموظفين اللبنانيين بين الأقل عالمياً الحد الأدنى للأجور 70 دولاراً شهرياً

بيروت: «الشرق الأوسط».... تراجع الحد الأدنى للأجور في لبنان إلى مستويات غير مسبوقة باتت ضمن الأدنى عالمياً، على خلفية تراجع سعر الليرة مقابل الدولار الذي وصل سعره إلى حدود 9500 ليرة، في أسوأ تراجع لقيمة الليرة اللبنانية منذ شهر، وسط عجز عن الإصلاحات في ظل عدم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة. ووزعت «الدولية للمعلومات» تقريراً تضمن مقارنة بين الحد الأدنى للأجور في لبنان مع عدد من دول العالم، وأظهرت أن تراجع سعر صرف الليرة دفع بالحد الأدنى للأجور إلى مرتبة منخفضة باتت من ضمن الأدنى عالمياً. وأفاد التقرير بأن «لبنان وأفغانستان وسيريلانكا وأنغولا بين المجموعات الأكثر انخفاضاً في الحد الأدنى للأجور»، تليها مجموعة أخرى تضم غامبيا، واليمن، ومالاوي، وإثيوبيا وإريتريا والسودان. ويبلغ الحد الأدنى للأجور 675 ألف ليرة لبنانية (450 دولاراً على سعر الصرف الرسمي)، لكن عندما بدأ سعر صرف الليرة المحلية بالانخفاض مقابل الدولار، تدنت قيمة الحد الأدنى للأجور إلى نحو 70 دولاراً شهرياً، وهو رقم قياسي لم يشهده سلم الرواتب في لبنان منذ الثمانينيات. وتقول مصادر نيابية، لـ«الشرق الأوسط» إن كل الأمور المرتبطة بالإصلاحات والتعديلات، تنتظر تشكيل حكومة، لافتة إلى أن السلطات اللبنانية لا تستطيع إجراء أي تعديل على سلم الرواتب، بالنظر إلى أن سعر الصرف الرسمي لا يزال 1517 ليرة للدولار، وتنتظر البلاد مفاوضات مع صندوق النقد الدولي لتحرير سعر صرف الدولار، فيما تنتظر الإصلاحات تشكيل حكومة جديدة لا تزال متعثرة حتى هذا الوقت. إضافة إلى ذلك، علّقت السلطات، التوظيف في القطاع العام منذ العام 2017، إثر إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي زادت بموجبها رواتب معظم موظفي القطاع العام الذي يعاني من التضخم. واعتبرت وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبد الصمد، أمس، أن «التأخير الدائم في اتخاذ القرارات، وتصريف الأعمال وغياب المؤسسات لا يخدم أبداً دولة سليمة، بل يشجع على الفساد ويترك مجالاً للمخالفات». وقالت في حديث تلفزيوني: «لا نستطيع القيام بأي إصلاحات في ظل تصريف الأعمال، وهذا ما يؤدي إلى انهيار أكبر في البلد». وتضرر موظفو القطاع العام، من مختلف الشرائح، إلى حد كبير من ارتفاع سعر الدولار، بموازاة رفع الدعم التدريجي عن سلع كانت في السابق مدعومة من قبل الحكومة.

مساعدات طبية مصرية للجيش اللبناني

القاهرة: «الشرق الأوسط».... في إطار تضامن مصر مع الشعب اللبناني في مختلف الأزمات، أعلنت القوات المسلحة المصرية أمس عن «إقلاع طائرة نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية محملة بكميات كبيرة من المساعدات الطبية المقدمة من القوات المسلحة المصرية إلى القوات المسلحة اللبنانية». ووفق بيان للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، العميد تامر الرفاعي، فإن «المساعدات الطبية للشعب اللبناني تأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية». وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية أن «وزيرة الدفاع الوطني اللبناني أعربت عن عميق الشكر والامتنان إلى القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية، لتقديمها يد العون في أوقات المحن والأزمات»، مؤكدة على «عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر ولبنان». وبحسب بيان المتحدث العسكري «تعتبر المساعدات المصرية إلى دولة لبنان أحد أوجه التعاون المضيئة في العلاقات المصرية اللبنانية لاستمرار توطيد العلاقات المصرية مع الدول الشقيقة والصديقة والتي تلقى كل تقدير واحترام داخل المجتمع اللبناني». وسبق أن أرسلت مصر مساعدات طبية وغذائية إلى لبنان، نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي بتوجيهات من الرئيس المصري، لدعم القطاع الصحي بلبنان خلال جائحة فيروس كورونا. وأكدت مصر في وقت سابق أن «الجسر الجوي الذي بدأ بعد انفجار مرفأ بيروت، في أغسطس (آب) الماضي، سوف يظل مفتوحاً بين البلدين، لدعم المنظومة الصحية، وتلبية أي احتياجات للبنان، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسي».

تحركات رافضة لاتهام محتجي طرابلس بـ«الإرهاب»...

بيروت: «الشرق الأوسط»... أجل القضاء اللبناني الاستماع إلى موقوفين شاركوا في احتجاجات طرابلس في شمال لبنان قبل أسابيع، بسبب عطل في الإنترنت، وهو ما دفع عائلاتهم إلى الشارع رفضاً للتأجيل ولاتهام أبنائهم بالإرهاب والسرقة، بالتزامن مع موقف من «الحزب التقدمي الاشتراكي» للتهم، معتبراً أنها تندرج في إطار «التلفيق والانتقام». وسادت حال من الغضب بين أهالي موقوفي أحداث طرابلس والبقاع أمام المحكمة العسكرية، بعد قرار تأجيل جلسات الاستجواب التي كانت مقررة أمس مع الموقوفين إلى اليوم الخميس، وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وأقفل المحتجون الطريق في الاتجاهين بالأسلاك الشائكة. وأوضح المحامي علي عباس أنه «كان يجب الاستماع إلى 19 موقوفاً ولكن تم تأجيل الجلسات بسبب عطل في (الإنترنت)»، متمنياً «أن يكون هناك اهتمام أكبر». وطالب بـ«فرز الملفات لأن معظم الموقوفين لا دخل لهم بالتهم الموجهة ضدهم». وادّعت المحكمة العسكرية في لبنان يوم الاثنين الماضي بجرم الإرهاب والسرقة، على 35 شاباً من الموقوفين ومن أخلي سبيلهم على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها مدينة طرابلس (شمال لبنان) نهاية الشهر الماضي. وجدد المعتصمون أمس في كلمات رفضهم «تهم الإرهاب والسرقة الموجهة ضد الموقوفين»، واعتبروا أنها «توضع في خانة الترهيب لمنعهم من الاحتجاج وإجهاض تحركاتهم، ولكنهم مستمرون حتى الإفراج عن الشباب الموقوفين». وتنظر قوى سياسية إلى التهم القضائية على أنها مسيسة، وهو ما أوحت به «مفوضية العدل والتشريع» في «الحزب التقدمي الاشتراكي» التي قالت في بيان، إن «هذا العهد، على جَري عادته، يواصل تهديم ما تبقّى من مؤسسات في هذا البلد، وها هو يُسقط القضاء بضربة تلو الأخرى جاعلاً منه أداة يحرّكها ساعة يشاء لأغراض انتقامية، وكوسيلة يستطيع من خلالها ممارسة التضليل والتسويف إخفاءً للحقيقة». وإذ رفض «التقدمي» التهم الموجهة إلى الناشطين، قال إن «إحالة المنتفضين إلى المحكمة العسكرية هي أمر مخالف للقانون، ولا يدخل أساساً ضمن الصلاحيات الاستثنائية للمحكمة العسكرية المحددة حصراً». ورأى أن مضمون القرار «يجعله صورة عن فرمانات العصور الوسطى البعيدة عن كل ما أقرته الأنظمة الديمقراطية التي كفلت الحرية، لا سيما أن القرار رأى في التعبير عن الضيق من الجوع والعوز والحرمان انقلاباً على النظام، ليبدو وكأن هناك تعليباً جاهزاً بقصد النيل من المعارضين لهذا العهد وقمع حقوقهم». وعدّ الحزب الاتهام الجماعي الذي تضمنه القرار «طعنة من الطعنات العديدة والمتكررة والمقصودة التي وجهها هذا النظام للعدالة في لبنان». وقال إن «الادعاء على المنتفضين بتهمة الإرهاب وتشكيل العصابات يفتقد للأساس القانوني الصحيح ويدخل في إطار التلفيق والانتقام، وهذا يشكل تهديداً واضحاً للعمل السياسي وحرية الرأي والتعبير والتحرك، وإنْ حصلت تجاوزات إلا أنه مرفوض إلصاق تهمة الإرهاب لخلفيات معلومة».



السابق

أخبار وتقارير.... «معادلة ديموقراطية»: الصواريخ والميليشيات مقابل استثمارات في إيران وتخفيف عقوبات...غانتس يواصل تهديداته للبنان و«حزب الله».... اهتمام أميركي بأفريقيا لمواجهة الإرهاب والتمدد الصيني والروسي...ألمانيا تقرر تمديد مهمة قواتها في أفغانستان...غضب شعبي في قبرص احتجاجاً على الإغلاق وتداعياته الاقتصادية..باريس تدين القمع المؤسسي للأويغور في الصين...موسكو: العقوبات الأوروبية سيرك مخطط له مسبقاً...

التالي

أخبار سوريا... واشنطن توجه ضربة جوية في سوريا استهدفت فصيلاً موالياً لإيران... سوريا تعلن حصولها على لقاحات «من دولة صديقة»... هجوم على الجيش التركي في شمال غربي سوريا.. التحالف ينبي سجوناً جديدة لخمسة آلاف «داعشي» شرق سوريا... النظام يحجز أموال شركة لصناعة "الحديد والصلب" .. هل جرى بأوامر روسية ..؟!.. كيف سيطرت أسماء أسد وأذرعها الاقتصادية على شركة "MTN" للاتصالات؟... وفاة بهجت سليمان...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,147,860

عدد الزوار: 6,757,099

المتواجدون الآن: 135