أخبار لبنان.... إنذار أميركي أخير للمعرقلين... هيل في بعبدا اليوم: ماذا تنتظرون لتأليف الحكومة بـ«مرونة»!.... تحذير استخباراتي: "حزب الله" ينوي استهداف مصالح أميركية... ملف الحدود في عهدة عون ودياب...كاميرات «اليونيفيل»: مشروع لن يمرّ!...لبنان في أحضان «التدويل»... فهل «تدوير» مصالح الأضداد ممكن؟.... دمشق لا تتجاوب مع طلب لبنان ترسيم الحدود البرية.... «المركزي» اللبناني يرمي كرة دعم المواد الأساسية في ملعب الحكومة...هيل يبحث تقديم مساعدة مالية فورية للجيش اللبناني بقيمة 60 مليون دولار....

تاريخ الإضافة الخميس 15 نيسان 2021 - 5:10 ص    عدد الزيارات 1557    القسم محلية

        


هيل في بعبدا اليوم: ماذا تنتظرون لتأليف الحكومة بـ«مرونة»!....

سلامة يرمي كرة الدعم بوجه السلطة.. ومجلس القضاء يتجه لفرض عقوبات على عون....

اللواء.....لم يكن أوضح من كلام مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل من ان «الوقت حان لدعوة القادة اللبنانيين إلى إبداء مرونة كافية لتشكيل حكومة راغبة وقادرة على الإصلاح الحقيقي»، ليتبين خيط الأزمة الأبيض من الأسود، في لعبة بالغة الخطورة، تضع مصالح الأفراد والأحزاب فوق مصالح الدولة والشعب، وحتى الدستور والقوانين.. وتأتي التحركات الدولية باتجاه لبنان، أو المحاولات الدولية، لدى العواصم المؤثرة في وقت لم يحدث أي انزياح عن المواقف في المواقف السياسية، للجهات الدستورية والسياسية والحزبية المعنية بتأليف الحكومة. أوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه إذا تعذر انعقاد جلسة للحكومة في ما خص مرسوم ترسيم الحدود فإن البحث ينتقل إلى أي خطوة يمكن اتخاذها ومنها العودة إلى الناقورة ورأت المصادر إن هناك حاجة إلى الاستعجال بهذا الملف لكن ليس معروفا كيف سيرسو وسط تأكيد من رئيس الجمهورية على حقوق لبنان والالتزام بالدستور. ونُقِلَ عن اوساط عون أنه يتواصل مع الأمم المتحدة ومع الجانب الاميركي في ملفّ ترسيم الحدود، و«لا يُزايدنَّ أحدٌ عليه في موضوع السيادة والحقوق اللبنانية، فهو لا يزال على موقفه ولكنه يُريد فقط موافقة مجلس الوزراء ليتحمّل الجميع مسؤوليته. ولن يدفع أحد عون إلى ارتكاب خطأ قانوني ودستوري». على خط آخر فهم من المصادر نفسها، أن وكيل وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل سيستوضح من رئيس الجمهورية اليوم حول العقبات التي تحول دون تأليف حكومة جديدة ويشدد على عدم إهدار الفرصة والسعي لتشكيل الحكومة وإنجاز الإصلاحات، وأشارت إلى أن ما من مبادرة أميركية أو وساطة إنما استطلاع الأوضاع واعادة التأكيد على موضوع الليونة في هذا الملف. وكشفت مصادر ديبلوماسية أن لقاءات هيل في اليوم الاول من زيارته الى لبنان ان المسؤول الاميركي استفسر بشكل تفصيلي الأوضاع السائدة في لبنان منذ اخر زيارة له والحالة التي وصل اليها الوضع حاليا ،مستفسرا عن الاسباب التي حالت حتى اليوم لعدم تشكيل الحكومة الجديدة، برغم الحاجة الملحة لتشكيلها لكي تباشر مهماتها بمعالجة وحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان حاليا. واشارت المصادر إلى ان هيل استغرب بقاء لبنان بلا حكومة جديدة واستهلاك المزيد من الوقت بلا طائل والدوران في حلقة مفرغة وتحجج البعض باسباب غير منطقية لتعطيل التشكيل، مكررا موقف بلاده الداعم للرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل حكومة اختصاصيين على أساس المبادرة الفرنسية تتولى مهمة انقاذ لبنان من ازمتة والقيام بالإصلاحات المطلوبة في القطاعات والادارات الرسمية، ونافيا في الوقت نفسه كل مايتردد من اخبار مغايرة لهذا الموقف. اما النقطة المهمة التي تطرق اليها هيل في مناقشاته، فهي موضوع تغيير الموقف الرسمي اللبناني من ملف ترسيم الحدود البحرية بعد اتفاق اطار التفاهم الذي تم التوصل اليه منذ اشهر عديدة برعاية اميركية ومباشرة المفاوضات بخصوصه مع الجانب الإسرائيلي وقوات الأمم المتحدة باكثر من اجتماع عقد لهذ الامر.واكدت المصادر ان هيل ابدى استياء الولايات المتحدة الشديد لتراجع بعض المسؤولين اللبنانيين عن إطار التفاهم الذي تولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري التفاوض بشأنه مع الجانب الاميركي لسنوات عديدة،وتساءل عن الاسباب التي تدفع البعض للتراجع، مايؤدي الى تعقيدات وصعوبات تعيق التوصل الى اتفاق جديد،وقد تؤدي الى إطالة امد المفاوضات الى اجل غيرمسمى، وبالتالي يؤخر عمليات المباشرة بالتنقيب واستخراج البترول والغاز ولا سيما بالمناطق المتنازع عليها الامر الذي يلحق الضرر بلبنان ومصالحه الاقتصادية.

جولة

وكان السفير هيل ملأ المشهد السياسي امس من خلال لقاءاته ومواقفه التي شملت رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قبل ان يغادر الاخير بيروت الى موسكو. وقد شدد أمام من التقاهم على اولوية الاسراع في تشكيل حكومة تنفّذ الاصلاحات مشيراً الى ما وصفه في بيانه «الفشل الحاصل في إطلاق برنامج الإصلاح الحاسم، وإنه تتويج لعقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد في المقام الأول». وبحث هيل ايضا في ملف الترسيم البحري، على ان يتوسّع فيه اكثر خلال زيارته الى الرئيس ميشال عون اليوم، كما يزور كلا من رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، والبطريرك بشارة الراعي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع،.وأُفيدَ انه لن يلتقي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لأن بلاده فرضت عليه عقوبات. وعلمت «اللواء» من مصادر تابعت جولة هيل، انه لم يطرح اي مقترحات لا حول تشكيل الحكومة ولا حول ترسيم الحدود البحرية، لكنها استشفت عدم موافقة اميركية على الطرح اللبناني الجديد بتعديل مرسوم الحدود بما يضيف مساحات إضافية على حصة لبنان، ما يعني برأي المصادر انه لا استئناف للمفاوضات قريباً. واكدت المصادر ان هيل قارب موضوع الحكومة من باب المبادرة الفرنسية اي تشكيلها من اختصاصيين غير حزبيين، وركز على ضرورة الاسراع بتشكيلها ضمن هذه المبادرة، «وإلا لن يحصل لبنان على اي دعم دولي». لكنه لم يأتِ على ذكرحزب الله لا سلباً ولا إيجاباً لجهة المشاركة او عدم المشاركة في الحكومة. واوضحت ان هيل «تحدث مع من التقاهم بدبلوماسية هادئة ولم يأتِ ليقلب الطاولة بوجه احد، ولا ليفرض شروطاً، بل لينصح ويستطلع المواقف». لتقديم تقريره الى الادارة الاميركية قبل ان يغادر منصبه لمصلحة خليفته فيكتوريا نولاند. وقد استهلّ هيل لقاءاته من وزارة الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية  شربل وهبه، وغادر من دون تصريح، فيما قال وهبه بعد اللقاء: أوضح هيل مقاربة الادارة الاميركية الجديدة لملفات الشرق الاوسط ولبنان والتي هي اقرب لمفهومنا. واكد دعم استقرار لبنان والهدوء في الجنوب ودعم الجيش، وثقة واشنطن به. واشار الى ان بلاده لا تزال مهتمة بلبنان. ولم نتطرق الى تأليف الحكومة. وبشأن التفاوض مع الاسرائيليين على ترسيم الحدود البحرية، قال وهبة: ان هيل سيتحدث في هذا الموضوع مع رئيس الجمهورية ومع رئيس الحكومة، وهيل يعتقد انه من الافضل العودة للمفاوضات من حيث توقفت اليوم، هو لم يسمِ اي خطوط.  وعن عدم توقيع الرئيس عون على تعديل مرسوم ترسيم الحدود البحريّة تزامناً مع زيارة هيل قال: الرئيس عون لا يقدّم هدايا على حساب مصالح لبنان. وردا على سؤال، نفى وهبه وجود اي دفع اميركي لاوروبا لفرض عقوبات. وتابع: تحدثنا عن تفسير الولايات المتحدة لعقوبات قانون قيصر المفروض على الجمهورية العربية السورية، وبمجرد اثارة قضية تتعلق ان لبنان لا يجوز ان يتحمل نتائج عقوبات لا ذنب له فيها، قال السفير هيل: «نحن نفهم ان لبنان لا عقوبات مفروضة عليه بالنسبة لقانون قيصر، وان المواد الغذائية والصناعية التي تعبر الاراضي السورية لا تخضع للعقوبات». كما نفى وهبه ان تكون الولايات المتحدة الاميركية هي من عرقلت اتفاق استيراد النفط الخام من العراق. ولفت الى ان الحكومة العراقية قدمت للبنان هذا الدعم وسيتحدد موعد جديد وهذا يعود للسلطات العراقية.واعتبر وهبه ان تأجيل الموعد لا يعني انه ابطل او الغي. بعدها انتقل هيل الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال: أنا في لبنان اليوم بناء على طلبِ الوزير بلينكن لمناقشة الأزمة السياسية والاقتصادية المؤلمة التي تواجه لبنان، ولإعادة التأكيد على التزام أميركا بالشعب اللبناني. أضاف: إن أميركا وشركاءها الدوليين قلقون للغاية ازاء الفشل الحاصل في إطلاق برنامج الإصلاح الحاسم، الذي طالما طالب به الشعب اللبناني. لقد قمت بزيارة لبنان في كانون الأول من العام 2019، ومرة أخرى في آب من العام 2020، وسمعت آنذاك إجماعا واسع النطاق بين القادة اللبنانيين حول الحاجة، التي طال انتظارها، إلى تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية وحوكمة رشيدة، انما حتى اليوم لم يحرز سوى تقدم ضئيل جدا. وفي الوقت نفسه، يعاني ملايين اللبنانيين بالإضافة الى الجائحة، من مصاعب اقتصادية واجتماعية. إنه تتويج لعقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد في المقام الأول. اضاف: سيكون لدي المزيد لأقوله عند اختتام اجتماعاتي غدا (اليوم)، ولكن رسالتي خلال اجتماعات اليوم (امس)هي بكل بساطة إن أميركا والمجتمع الدولي مستعدان للمساعدة، ولكن لا يمكننا أن نفعل شيئا ذا مغزى من دون الشريك اللبناني.  وختم: حان الوقت لكي ندعو القادة اللبنانيين إلى إبداء المرونة الكافية لتشكيل حكومة راغبة وقادرة على الإصلاح الحقيقي والأساسي، هذا هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة. كما أنها ليست سوى خطوة أولى وستكون هناك حاجة الى تحقيق تعاون مستدام إذا كنا سنرى اعتماد وتنفيذ إصلاحات شفافة. ثم التقى المسؤول الاميركي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان دورثي شيا، في حضور النائبين السابقين غازي العريضي ومروان حمادة، حيث جرى عرض مختلف الأوضاع العامة والتطورات السياسية. واستبقى جنبلاط الحضور الى مائدة الغداء. ومساء التقى هيل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وجرى البحث في الأوضاع العامة في البلاد. كما زار هيل الرئيس نجيب ميقاتي، وتناول مأدبة الإفطار إلى مائدته. والى موسكو، وصل الرئيس الحريري في زيارة يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين ووزير الخارجية سيرغي لافروف وعدد من المسؤولين. وقد أقيم للرئيس الحريري استقبال رسمي في مطار موسكو، حيث كان على رأس مستقبليه الممثل الخاص للرئيس بوتين في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب رئيس التشريفات في الحكومة الروسية السفير كوزنيسوف والسفير اللبناني في موسكو شوقي أبو نصار والمبعوث الخاص للرئيس الحريري إلى روسيا جورج شعبان. لاحظت مصادر ديبلوماسية ان زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري نظمت على اساس زيارة رئيس حكومة اصيل وليس في اطار التكليف، استنادا الى سلسلة اللقاءات المهمة التي يعقدها وفي مقدمتها اللقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس،في حين تقتصر لقاءات باقي زوار العاصمة الروسية من الشخصيات السياسية على لقاءات مع  وزراء ومسؤولين عاديين. واعتبرت المصادر ان تنظيم زيارة الرئيس المكلف على هذا المستوى في هذا الظرف الذي يمر به لبنان حاليا، يحمل اكثر من رسالة ومدلول،اولها تكرار الدعم الروسي للرئيس المكلف سعدالحريري بتشكيل حكومة اختصاصيين وثانيا ، رفض روسيا لكل محاولات اعاقة وتعطيل مهمته تشكيل الحكومة الجديدة أو دفعه الى الاعتذار وإرسال اشارات واضحة لكل من يعنيهم الامر بوجوب عدم المراهنة على تبدل روسي لهذا الموقف. وعلى الرغم من استمرار «الانسداد» فإن الرئيس ميشال عون قال امام كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الجنرال مارتن سامبسون الذي التقاه في قصر بعبدا أمس انه من أولى مهام الحكومة الجديدة تحقيق الإصلاحات، ومتابعة مسألة التدقيق المالي الجنائي، معتبراً ان هذه الخطوات أساسية لأنها تعيد الثقة الدولية بلبنان، ولا سيما ثقة الصناديق المالية التي ستساعد على تنفيذ خطة النهوض الاقتصادي. ورمى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الكرة في ملعب السلطة التنفيذية مطالباً في كتاب وجهه إلى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني لجهة انه من الضروري ان تقوم الحكومة سريعاً، بوضع تصوُّر واضح لسياسة الدعم تضع حداً للهدر الحاصل.. وختم: «نظراً إلى خطورة الوضع وللتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، التي قد تنتج عن التأخير في البت بما تقدّم، نتمنى عليكم اعطاءنا أجوبة واضحة وصريحة، وذلك بالسرعة الممكنة». وفي تطوّر قضائي أصدر قاضي التحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور قراراً قضى بالحجز على ممتلكات نقيب الصيارفة السابق محمود حلاوي، على خلفية مخالفات لقانون الصيرفة، وعمليات مضاربة أدّت إلى التلاعب بسعر العملة الوطنية. وشاعت معلومات أمس عن اتجاه لدى مجلس القضاء لاستدعاء المدعي العام في جبل لبنان القاضية غادة عون إلى الاستماع إليها، على خلفية عودة التجاذب مع النائب العام التمييزي القاضي غسّان عويدات. وحسب المعلومات فإن القاضية عون ليست بوارد تلبية أي دعوى من قبل النيابة العامة التمييزية للاستماع إليها وسط ترجيحات عن اتجاه لاتخاذ المجلس قرارات عقابية ضدها.

إشكال على السلع المدعومة

وفي صربا، وقع اشكال كبير داخل احد سوبرماركت «شاركوتييه عون» فرع أدونيس، بسبب المواد الغذائية المدعومة. حيث ظهر في المقطع المصور التخريب داخل المتجر إضافة للتلاسن بين الموظفين والمواطنين. وتجدر الإشارة إلى أن سوبرماركت «شاركوتييه عون» وغيرها من السوبرماركات في لبنان، شهدت منذ أسابيع إشكالات عديدة على خلفيات المواد المدعومة والغلاء بالأسعار.

نصف مليون إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة إصابة 2460 إصابة بفايروس كورونا و40 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي لاصابات كورونا المثبتة مخبرياً إلى 502299 إصابة منذ 21 شباط 2020.

تحذير استخباراتي: "حزب الله" ينوي استهداف مصالح أميركية

نصيحة هيل: حكومة "بالتي هي أحسن" والترسيم "من حيث انتهى"!

نداء الوطن....بـ"رسالة بسيطة" حرص على توجيهها من عين التينة للقادة اللبنانيين تقول: "حان الوقت لإبداء مرونة كافية لتشكيل حكومة قادرة وعازمة على القيام بإصلاحات حقيقية وجذرية، لأنه الطريق الوحيد للخروج من الأزمة ولأنها الخطوة الأولى الوحيدة" في هذا الاتجاه، آثر المبعوث الأميركي ديفيد هيل تحديد جدول أولويات زيارته عبر استهلالها بنصيحة "وداعية" تشدد على أهمية الملف الحكومي بنظر الأميركيين والمجتمع الدولي. أما لموضوع الترسيم فـ"نصيحة" أخرى سيسمعها اليوم رئيس الجمهورية، ومن خلف "حائط" مكتبه رئيس "التيار الوطني الحر" الذي استثناه هيل من لقاءاته باعتباره مدرجاً على قائمة العقوبات الأميركية، حاله كحال "حزب الله". في الشق الحكومي، كشفت مصادر مواكبة لزيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية أنه "غاص في تشريح تداعيات الأزمة القائمة مع المسؤولين الذين التقاهم (أمس) وعبّر عن قلق بلاده المتزايد إزاء خطر انهيار المؤسسات في لبنان تحت وطأة الوضع الاقتصادي الذي وصل إليه"، ومن هذا المنطلق، كان تشديده على وجوب الدفع باتجاه تشكيل حكومة "بالتي هي أحسن وفي أسرع وقت ممكن ولو كانت غير مكتملة المواصفات بالكامل، لأنّ ملف التشكيل بات يسابق الانهيار التام على كافة الصعد، الأمر الذي أصبح يحتّم وجود حكومة فاعلة تبادر فوراً إلى تنفيذ الإصلاحات الملحّة إيذاناً ببدء وصول المساعدات الخارجية إلى لبنان"، وعلى هذا الأساس، حضّ هيل كل الاطراف على "المبادرة والتحرك لتشكيل حكومة سريعاً"، مشيراً إلى أنّ واشنطن تتعاطى مع الحكومة "وفق برنامجها وبنودها الاصلاحية، وهذه مسألة طارئة بالنسبة للبنان لا سيما وأنّ التقارير الواردة عن الوضع اللبناني أصبحت مقلقة للغاية". وإذ لفتت المصادر إلى أنّ هيل لم يتناول موضوع الترسيم البحري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي "قام بواجبه وأنجز اتفاق الإطار"، أشارت المصادر إلى أنّ الموفد الأميركي سيتناول هذا الموضوع خلال محادثاته اليوم لا سيما مع الرئيسين ميشال عون وحسان دياب وقائد الجيش جوزف عون، بحيث سيكون له موقف واضح وصريح بوجوب "استكمال مفاوضات الترسيم من حيث انتهت وفق القواعد الحدودية عينها التي انطلق التفاوض على أساسها، أما إذا اصر لبنان على تعديل المرسوم الحدودي فهذا سيعني حكماً أنّ لبنان راغب في إفشال المفاوضات... وعندها فلينسَ لبنان اي مساعدة أو وساطة من الولايات المتحدة". تزامناً، استرعى الانتباه في التقرير السنوي الخاص بتقييم المخاطر لعام 2021 والذي تعده أجهزة الإستخبارات الأميركية، تخصيصه فقرة للتحذير من الخطر المتأتي عن كيانات كـ"داعش" و"القاعدة" و"حزب الله" على المصالح الأميركية، داعياً إلى ضرورة مواصلة الضغوط عليها. وفي حين كشف التقرير الاستخباراتي أنّ "حزب الله" يسعى لتطوير "قدراته الإرهابية لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة"، حذر في هذا السياق من "احتمال شن "حزب الله" اللبناني هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها"، وأضاف: "نتوقع من "حزب الله"، بالتنسيق مع إيران والجماعات الشيعية المسلحة الأخرى، مواصلة تطوير قدراته الإرهابية كوسيلة ردع وخيار انتقامي ضد خصومه"، موضحاً أنّ "حزب الله" يحتفظ بالقدرة على "استهداف المصالح الأميركية، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، داخل لبنان وخارجه، وبدرجة أقل داخل الولايات المتحدة".

هيل: تعديل الحدود ممنوع... استبق لقاءه بعون بجلسة مع فريق الرئيس

جميع من التقاهم هيل أكدوا أن ملف الحدود في عهدة عون ودياب

الاخبار....يخضع مشروع تعديل مرسوم الحدود البحرية للحسابات الداخلية والخارجية. مصيره سيتضح أكثر بعد اللقاء الذي سيجمع وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، برئيس الجمهورية ميشال عون. الأخير ينتظر ما سيقوله الزائر الأميركي، من ضمن الخطوات التي سيبني عليها قراره بشأن كيفية التعامل مع مرسوم الحدود. أما هيل، فقال بوضوح لبعض الذين التقاهم إن بلاده ترفض قطعاً تعديل المرسوم!.... فيما تنعدِم المؤشرات الداخلية بشأن إمكانية تأليف حكومة جديدة في المدى المنظور، توجّهت الأنظار يومَ أمس إلى المحادثات التي بدأها في بيروت وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، والتي تركزت على الملف الحكومي، كما على موضوع مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، المعلّق منذ نحو خمسة أشهر. صحيح أن هيل لم يتحدّث علناً عن ملف الحدود في تصريحاته، إلا أن مصادِر بارزة أكدت أنه أثار الملف مع كل الذين التقاهم، وكان «حاسماً في موقفه الذي أكد فيه أنه لا يُمكن للبنان توقيع تعديل المرسوم وإيداعه لدى الأمم المتحدة، وهذا الأمر سيدفع بإسرائيل إلى مغادرة طاولة المفاوضات، ولن يستطيع لبنان أن يفعل شيئاً»!.... التقى هيل كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. كما لبّى دعوة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي إلى مأدبة إفطار. وقد ناقش هيل مع الذين التقاهم «أزمة الحكومة والأزمة المالية - الاقتصادية»، مُصرّحاً بعد ذلِك بأن «أميركا وشركاءها الدوليين قلقون جداً إزاء الفشل في المضي بأجندة إصلاحات ضرورية». وأكد أن «الوقت قد حان لمطالبة القادة اللبنانيين بإظهار مرونة كافية لتشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاح جدي وجوهري»، مشيراً إلى أن «هذا هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة». واعتبر هيل أن «الأزمة الحالية - التي فقدت خلالها الليرة اللبنانية أكثر من 85% من قيمتها أمام الدولار وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر - هي نتاج عقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد أولوية». لكن ما لم يُحكَ في العلن، هو أن هيل فاتَح القوى السياسية بأمر تعديل المرسوم 6433 (تحديد الحدود البحرية للمنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان)، لكن الجميع أكد أن «الملف في عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والسلطة التنفيذية». لذا اعتبرت أوساط مطلعة أن «زبدة جولة هيل ستكون في اللقاءات التي سيعقدها اليوم مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، إضافة إلى اجتماعه مع قائد الجيش جوزف عون».

يعتبر عون أن لدى لبنان أوراقاً كثيرة يمكن أن يستخدمها قبل التوقيع

زيارة هيل أتت بالتزامن مع اشتباك سياسي حول توقيع المرسوم الذي وقّعه دياب والوزراء المعنيون، فيما كانت المفاجأة بتراجع رئيس الجمهورية عن توقيعه. خصوم الأخير ربطوا هذا التعليق بزيارة الموفد الأميركي، متهمين إياه بأنه «يريد استخدام الملف في السياسة ومساومة الأميركيين عليه». وقد نقلَ البعض أن عون «تحدث أمس عن أنه سيسمع أولاً ما يحمله هيل. فإذا كانَ متشدداً فسنوقّع المرسوم، وإذا كان متساهلاً فسنترك الباب مفتوحاً، لأننا لا نريد استفزاز الإدارة الأميركية ولا إعطاء ذريعة للعدو الإسرائيلي لوقف المفاوضات». في المقابل، لا يزال فريق رئيس الجمهورية يؤكد تمسّك عون «بالأصول الدستورية كي لا يطعَن في المرسوم أحد بعد ذلك». وهو يعتبر أن لدى لبنان «أوراقاً كثيرة يستخدمها قبل التوقيع»، ومن بينها أن «وزير الخارجية اللبناني سيقدم رسالة احتجاج خلال الزيارة التي سيقوم بها غداً الى اليونان، الأمر الذي قد يدفع شركة (انرجين) اليونانية إلى وقف العمل في المنطقة التي تدخل ضمن المساحة المتنازع عليها (١٤٣٠ كيلومتراً)»، إضافة إلى «انتظار ما سيقوله هيل في اللقاء، بصفته يمثل الجهة الوسيطة في المفاوضات». وأكّدت مصادر عون أنه «لن يفرّط في أي شبر من حقوق لبنان، وسيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب». الممتعضون من أداء رئيس الجمهورية يقولون إنه «يريد أن يستعمل الملف لتثبيت نفسه مرجعية في التفاوض. كما انه سيستثمر به داخلياً من خلال الدفع في اتجاه عقد جلسة للحكومة من أجل تعويمها في وجه الرئيس الحريري». وعلمت «الأخبار» من مصادر بارزة أن هيل استبق لقاءه بعون، بجلسة عقدها فور وصوله أول من أمس ليلاً، بعيداً عن الإعلام، مع الوزيرين السابقين الياس بو صعب وسليم جريصاتي والنائب ألان عون. وقالت المصادر إن «الجلسة هي استكشافية لجس نبض الضيف الأميركي من موضوع المرسوم، قبل أن يقرر عون مصيره». في السياق، تطرق وزير الخارجية شربل وهبة، خلال جلسة مع الصحافيين أمس، إلى زيارة هيل، فقال إنه «بحسب المقاربة التي عرضها هيل، لبنان لا يزال من ضمن اهتمامات الولايات المتحدة»، لافتاً إلى أنه شدد على أن «بلاده تعتبر الجيش اللبناني صديقاً، وأكد أهمية الحفاظ على الاستقرار في الجنوب واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل وتنفيذ القرار 1701». ورداً على سؤال عمّا إذا كان تم التطرق إلى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، أشار إلى أن «مناقشة هذا الملف ستكون مع الرئيسين عون ودياب بشكل أساسي»، موضحاً أن وزارة الخارجية والمغتربين لا تشارك في هذه المفاوضات بسبب عدم وجود أي مقاربة سياسية أو دبلوماسية. ولفت وهبة إلى أن «هيل، الذي يريد أن يستطلع آراء المسؤولين السياسيين لمعرفة ما يمكن القيام به على هذا الصعيد»، أشار إلى أن الزائر الأميركي «يعتبر أن من الأفضل العودة إلى الوضع الذي كانت عليه المفاوضات في شهر كانون الأول».

كاميرات «اليونيفيل»: مشروع لن يمرّ!

الاخبار....فراس الشوفي .... يبدو مشروع قوات «اليونيفيل» نشر كاميرات تنتهك سيادة الجنوب وتتعدّى على خصوصية أهالي القرى القريبة من «الخط الأزرق»، مشروعاً لن يمرّ، مع الرفض الشعبي العارم لهذا المشروع، والذي بدأ يتبلور بالتحركات الاعتراضية على ورشات «اليونيفيل» الفنية. الأشهر المقبلة، قبل موعد التمديد للقوة الدولية في آب، حافلة بالتصعيد جنوباً: «اليونيفيل» في مواجهة الأهالي والبلديات.... لا يُبَشِّر بالخير إصرار قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، الجنرال الإيطالي ستيفانو ديل كول، على مشروع تركيب كاميرات متطوّرة في الجنوب، على الرغم من رفض الجنوبيين تحويل ممتلكاتهم وأراضيهم إلى منصّات للتجسّس على تحركّاتهم وحياتهم اليومية. فلا أحد يصدّق ديل كول حين يقول إن هدف الكاميرات هو مراقبة «الخطّ الأزرق»، وستكون موجّهةً نحو جنوب الجنوب، كما أكّد قبل يومين في مقابلة / بيان له مع الوكالة الوطنية للإعلام، للردّ على التقارير التي نشرتها «الأخبار» حول هذا المشروع. فبحسب أكثر من مصدر تقني وعسكري معني بهذا الملفّ، فإن الكاميرات الـ39 التي تنوي القوات الدولية تركيبها على مقربة من «الخط الأزرق»، ما هي إلّا استكمال لشبكة التجسّس التي أنشأها العدو الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني لـ«الخطّ». بحيث تغطي الكاميرات الزرقاء ما تعجز عن تغطيته الكاميرات المعادية في بقعٍ محدّدة و«ميتة» جغرافيّاً بالنسبة إلى العدوّ، بسبب تلة أو هوّة أو بقعة بريّة كثيفة، لضمان سيطرة كاملة على الحدود اللبنانية - الفلسطينية. أمّا قول ديل كول إن الكاميرات ستوجّه جنوباً، فتدحضه المعلومات التقنيّة؛ إذ إن المصادر التقنيّة والعسكرية المعنيّة تؤكّد لـ«الأخبار» أن قدرة الكاميرات على المناورة وتغطية زوايا الرؤية تراوح بين 270 و360 درجة، ولمدى يتجاوز 4 كيلومترات في العمق اللبناني. هذا فضلاً عن أن الأبراج والمنصّات التي ستحمل هذه الكاميرات، ستزوّد أيضاً بمجموعة من الكاميرات المتحرّكة والحرارية ومستشعرات الحركة. يجزم المتحدّث باسم القوات الدولية أندريا تينتي، لـ«الأخبار»، بأن مشروع تركيب الكاميرات لا يستهدف سوى «تطوير قدرات بعثات حفظ السلام في كلّ العالم لحفظ أمنها وليس فقط في جنوب لبنان، بناءً على قرار الأمم المتّحدة، وستكون داخل مواقع ومنشآت القوات الدولية»، مؤكّداً أنه «لا بدّ من العودة مجدداً إلى حلّ النقاط العالقة على الخطّ الأزرق». في المقابل، يبدو قرار منع القوات الدوليّة من إنشاء شبكة التجسّس هذه، قد اتُخِذَ من قبل العديد من البلديات الجنوبية المتضرّرة، وسط مزاج شعبي جنوبي يشعر بمحاولة فرض «اليونيفيل» ما عجز عنه العدو الإسرائيلي من إبعاد للأهالي عن خط الحدود وفرض ما طمح إليه بإنشاء شبه منطقة عازلة في العمق اللبناني.

39 كاميرا بزوايا رؤية بين 270 و360 درجة ومدى يتجاوز 4 كلم

وعلمت «الأخبار» أن حركات الأهالي الاعتراضية على محاولة «اليونيفيل» إنشاء البنية التحتيّة اللازمة لتركيب مشروع الكاميرات، بلغت أكثر من 10 في الآونة الأخيرة، وهي مرشّحة للتصاعد والتطوّر مع ازدياد نشاط القوة الدولية؛ إذ إن التصوّر المبدئي للمشروع، يضع حزيران المقبل موعداً للانتهاء من تركيب البنية التحتيّة، على أن تنطلق عمليات زرع الكاميرات بعد ذلك التاريخ، أي قبل شهرين من موعد التجديد التقليدي للقوّة الدوليّة في أواخر آب. حسناً فعل ديل كول حين ذكر أن الجزء المتعلّق بالطائرات المسيّرة عن بُعد قد تمّ تأجيله حاليّاً، من دون أن يذكر سبب التأجيل. لكن، علمت «الأخبار» أن قرار تأجيل البدء بمشروع تسيير الطائرات من قبَل «اليونيفيل» بهدف التجسّس في جنوب لبنان، مردّه الخشية من فشل المشروع برمّته، في حال تمّ طرح الكاميرات والمسيّرات في وقت واحد. وبحسب المراجعة الاستراتيجية التي أجرتها قيادة القوات الدولية، فإن «الأولوية لمشروع الكاميرات، ومن المفترض أن تنصبّ الجهود على إنجاحه. لذلك يجب تأجيل موضوع الطائرات المسيّرة لعدم زيادة التوتّر». وللمفارقة، فإن الاهتمام بملفّ الكاميرات هو المشترك بين قيادة القوات الدولية وقيادة الفرقة 91 في جيش العدوّ، التي تنتشر على الحدود مع لبنان. ليس صعباً على من يتابع مسيرة القوات الدولية في الجنوب الاستنتاج أن الجنرال ديل كول هو أبرز قادة القوات الدولية في لائحة القادة الذين فشلوا في بناء الثقة مع الجنوبيين، نظراً إلى انحيازه الواضح لمصالح العدوّ منذ حضوره إلى لبنان؛ إذ لا يخفي ديل كول رغبته في منصب في الأمم المتحدة بعد انتهاء مهمّته الممدّدة وحاجته إلى الرضى الأميركي والإسرائيلي للحصول على «مستقبل أفضل في العمل». ويسأل زملاء لديل كول ومعنيون بالملفّ عن سبب التمديد المستمر لديل كول بحجّة جائحة كورونا، بينما لم تؤثّر الجائحة على قيام القوّات الإيطالية بعمليات تبديل جنودها الـ2500، وتقوم القوات الفرنسية بتبديل قادتها، ويقوم قائد الجيوش الإنسانية ومدير استخباراته بزيارة قواته في جنوب لبنان. ديل كول ليس وحده من يملك الحماسة لتطبيق هذا المشروع، إذ إن أبرز المنظّرين والمتحمّسين له كان رئيس أركان قوة «اليونيفيل» السابق الجنرال الفرنسي فريديريك بوشيه، ثم من بعده رئيس الأركان الجديد الجنرال الفرنسي جان بيار فاغو، الذي يسير على خطى سلفه، بدفاعه عن المشروع وحماسته له خلال زياراته وأمام زوّاره، وفي جلساته مع ضباط الجيش اللبناني.

تم تأجيل مشروع الطائرات المسيّرة خشية سقوط مشروع الكاميرات

ويكفي الاطلاع على التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحّدة أنطونيو غويتيرش، وهو تقرير تصعيدي صدر يوم 9 آذار 2021، حول تطبيق القرار 1701 للفترة الممتدّة من 21 تشرين الأول 2020 حتى 19 شباط 2021، لفهم مدى حياديّة التقارير التي ترفعها القوات الدولية لنيويورك هذه الأيام. فمثلاً، يشير التقرير في فقرة كاملة إلى أنه تم رصد 317 حادثة حمل سلاح في منطقة جنوب الليطاني، معتبراً هذه الحوادث 317 خرقاً للقرار 1701 من الجانب اللبناني، ليتبيّن لاحقاً في التفاصيل أن أربعة منها فقط هي لسلاح حربي، وإحداها لبندقية من دون مخزن للطلقات! بينما يرد خبر مثل استمرار احتلال أجزاء من بلدة الغجر، في فقرة أقلّ حجماً، من دون ذكر أي نشاط للعدو داخل البلدة المحتلة. أما الأغرب، فهو مرور خبر عدم تمكّن القوّة الدولية من فتح مكتبٍ لها في تل أبيب مرور الكرام في التقرير، وهو الأمر الذي رفضته «إسرائيل» طويلاً، وعادت وقبلت به من دون أن تقوم بالتنفيذ؛ إذ لا يتاح دائماً لديل كول الوصول إلى رئاسة أركان العدوّ، كما يفترض أن يحصل مع الضابط الرفيع، بل تقتصر العلاقة في أغلب الأحيان مع قائد الفرقة 91 في جيش العدوّ، أو معاونيه. يزداد سلوك التصعيد من جانب القوّة الدولية. وهذا التصعيد مفهوم، خصوصاً في الأشهر الأخيرة من كلّ عام قبل موعد التجديد، أي بدءاً من شهر نيسان حتى شهر آب المقبل؛ إذ يسعى العدو والقوة الدولية إلى استغلال التمديد لتطوير القرار الدولي نحو سلوك أكثر عدائيةً وانتهاكاً للسيادة في الجنوب، في كل عام، والتركيز على الحصول على أحقيّة للدخول إلى الأماكن الخاصّة، ومن ضمنها مناطق منظّمة أخضر بلا حدود. ويتوقّع أن يرتفع الصوت في الأسابيع المقبلة، من قبل «مركز عمليات حفظ السلام في الأمم المتّحدة»، اعتراضاً على تحرّكات الأهالي في وجه القوّات الدولية وإعاقة حركتها المنصّبة على تنفيذ مشروع الكاميرات، قبل أن «يقلق» الأمين العام للأمم المتّحدة في الشهر السابع أو الثامن، وتبدأ جولة جديدة من الكباش الدبلوماسي في نيويورك، بينما يتعثّر مشروع الكاميرات على أرض الواقع.

لبنان: عون يُحرج الجميع في «الترسيم»

الجريدة....كتب الخبر منير الربيع.... التقى وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل والسفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا بوزير الخارجية اللبناني في تصريف الأعمال شربل وهبي في بيروت....

دخل لبنان في «مدار استراتيجي» جديد، بين مزارع شبعا البرّية، وما يطلق عليه بعض الساسة اللبنانيين «مزارع شبعا البحرية». إنها دوامة من المواجهات الصعبة، التي يستعد اللبنانيون لخوضها، في أسوأ الأحوال الاقتصادية والمالية والسياسية. وفي عزّ العزلة التي يعيشها لبنان عربياً ودولياً، تحت سقف الضغوط القصوى التي يتعرض لها البلد، أصبح ملف تعديل مساحة لبنان البحرية في الواجهة. كان الوفد اللبناني المتفاوض مع إسرائيل يشدد على ضرورة إقرار مرسوم يوسع مساحة لبنان، وأيّد رئيس الجمهورية ميشال عون هذه الخطوة، وتم خوض معركة سياسية لأجلها، ووقّع المرسوم الوزراء المعنيون، لكن عون أصرّ، أمس، على إقراره من قبل مجلس الوزراء مجتمعاً، وهو أمر غير ممكن، لأن الحكومة في حالة تصريف الأعمال. أمسك عون بورقة قوية، قبل ساعات من وصول وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل إلى بيروت، ويبدو أنه سيفاوض على أساس هذه الورقة؛ إما أن يضغط على الحكومة لإقراره، وهو يريد الحصول على تواقيع كل القوى السياسية، وإما أنه سيترك هامشاً له فيما بعد لإعادة توقيعه إذا اقتضت الحاجة. خلاصة ما يجري يضعف موقع لبنان التفاوضي، وتظهر القوى السياسية في حالة تخبط هائلة أمام الأميركيين والإسرائيليين. كما سلم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شربل وهبة، المحسوب على عون، سفير سورية في لبنان علي عبدالكريم، مذكرة تدعو إلى التفاوض على ترسيم الحدود البحرية، وذلك بعد أن تبين قضم سورية لنحو 750 كيلومتراً مربّعاً من المنطقة البحرية اللبنانية. يأتي ذلك بعد أيام، من نشر السفير الأميركي السابق، والذي كان مكلفاً من الإدارة الأميركية بملف ترسيم الحدود، فريديريك هوف، مقالاً ينقل فيه على لسان بشار الأسد أن مزارع شبعا سورية لا لبنانية. ما كشفه هوف ينقض وجهة نظر لبنان الدولة ووجهة نظر حزب الله. تقصّد الدبلوماسي الأميركي تمرير الموقف في لحظة مفصلية يعيشها لبنان على خطّ ترسيم حدوده البحرية. ما تريد واشنطن إيصاله واضح، وهو أن ذهاب لبنان إلى توسيع حدوده سيعني تثبيت الحدود من جانب واحد، من دون قدرة قانونية أو سياسية على صيانتها، مما يعني أن الملف يشبه إلى حدّ بعيد ملف مزارع شبعا غير المثبتة لبنانيتها وتنتظر إقراراً رسمياً سورياً بذلك لدى الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي تمتنع عنه دمشق. نظرية عدم لبنانية مزارع شبعا كان وليد جنبلاط أول من أطلقها. منذ سنوات طويلة، وتحديداً في عام 2006، جال جنبلاط في الولايات المتحدة وزار الأمم المتحدة لبحث ملف مزارع شبعا، وحينها لم يقم النظام السوري بإقرار لبنانية المنطقة، ولم يرسل أي توضيح للجهات الدولية المعنية. ووفق القانون الدولي، فإن مزارع شبعا ليست لبنانية بل سورية، وهي مضمومة إسرائيلياً إلى الجولان، وخاضعة للقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي 242، الذي يشمل سورية، لا القرار 425 الذي يتناول لبنان، كما أن القوات الدولية العاملة في مزارع شبعا هي «الإندوف»، لا «اليونيفيل» العاملة في لبنان. استمرّ هذا السجال طوال السنوات، حتى تجدد قبل سنتين بين جنبلاط ونصر الله أيضاً، وحينها قال جنبلاط مجدداً إن مزارع شبعا قانونياً غير لبنانية، ولإثبات لبنانيتها لابد من اعتراف سوري بالأمر، ونصح حزب الله بأن يذهب إلى دمشق للحصول على هذا الاعتراف وتسجيله لدى الأمم المتحدة. هذا الملف الشائك كانت له انعكاسات سلبية كثيرة على لبنان استدرجت ضغوطاً كبيرة لها علاقة بسلاح حزب الله ومعركته في سبيل تحرير الأرض، وهذا يدرج نقاطاً كثيرة في دفتر الشروط الأميركية على لبنان، أولها تفريغ مخازن صواريخ الحزب من الجنوب، وتفكيك الصواريخ الدقيقة، وجعل الجنوب منطقة آمنة. ما ينطبق على البرّ ينطبق على البحر، وسط توقعات بزيادة منسوب الضغوط الأميركية-الإسرائيلية، بعد توقيع لبنان مرسوم توسيع الحدود البحرية وتسجيله لدى الأمم المتحدة، بأن المساحة اللبنانية هي 2290 كم مربع بدلاً من 860 كم. تستخدم واشنطن ما قاله أحد الوزراء الإسرائيليين في عام 2011، مع بدء المفاوضات حول ترسيم الحدود، إذ اتهمت تل أبيب لبنان بأنه يحاول استنساخ مزارع شبعا بحرية، بمعنى فشل المفاوضات، وادعاء لبنان أن لديه مساحة أوسع غير قادر على صيانتها والاستثمار فيها، فعندها يكون هناك حاجة لتحريرها عن طريق المقاومة. هذه الخطوة اللبنانية قد تؤدي إلى ممارسة الكثير من الضغوط الأميركية والإسرائيلية. وما يجري يتزامن مع لحظة توتر إيراني-إسرائيلي من خلال زيادة إسرائيل لمنسوب عملياتها ضد طهران. سيكون لبنان أمام أيام حساسة ومفصلية، وسط توقع بارتفاع منسوب الانهيار واتساعه، على وقع «صراع الأمم» الذي كان يحذّر منه جنبلاط دائماً ويقول: «عند لعبة الأمم احفظ رأسك». هذه الخطوات اللبنانية كان جنبلاط قد استبقها، كما استبق مسألة مزارع شبعا، متقدماً بمبادرة سياسية شاملة تنص على ضرورة الذهاب إلى تسوية من خلال اتفاق سياسي وتشكيل حكومة تقر الإصلاحات المطلوبة دولياً للجم الانهيار. مبادرة أحدثت صدى داخلياً وخارجياً، وحظيت بقبول عربي ودولي لصيغة 24 وزيراً، بلا ثلث معطّل، لكنها أجهضت فيما بعد، وسط حملة شنّت على الرجل، كما شنّت عليه من قبل حملة بسبب موقفه من مزارع شبعا. لكن الهجوم الذي تعرض له جنبلاط، أو ما وصف بالانقلاب، هو ليس كذلك، وفق ما تقول مصادر متابعة، إذ تؤكد أن جنبلاط عندما ذهب إلى عون كان واضحاً معه أن سعد الحريري هو زعيم السنة، ولا يمكن استبداله، في محاولة منه لقطع الطريق على فتاوى قانونية يعمل عون على ابتكارها، لتبرير سحب تكليف الحريري وتعيين شخص آخر مكانه، كذلك شدد في طرحه على عدم نيل الثلث المعطل من قبل أي طرف. في خطوته، كان جنبلاط يستشرف مخاطر الانهيار على الصيغة اللبنانية ولبنان الكبير، في محاولة تكاملية مع البطريرك الراعي، ومع كل الأطراف، تحت عنوان واضح هو عدم إضعاف السنّة، كي لا يكون هناك اختلال في الميزان. وهذا ما بحثه الرجل أيضاً مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، وسيبحثه مع ديفيد هيل، كما سيبحثه مع المسؤولين الروس، إذ تشير المعلومات إلى احتمال إجرائه زيارة لروسيا بعد زيارة الحريري هذا الأسبوع، وبعد تلقيه الجرعة الثانية من اللقاح في الأسبوعين المقبلين.

هيل في بيروت بين «ترسيم الحلول» حكومياً وترسيم الحدود البحرية....

لبنان في أحضان «التدويل»... فهل «تدوير» مصالح الأضداد ممكن؟....

الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |.... - مصرف لبنان مخاطباً الحكومة: لم يعُد ممكناً الاستمرار بسياسة الدعم وحافِظوا على موجوداتنا بالعملات الأجنبية... - «السباق» لإعمار المرفأ... بين «خيط اللؤلؤ» الصيني والتوغل الروسي والطموح الأوروبي والتحذيرات الأميركية

... عيْناً على المحادثات التي باشَرَها وكيلُ وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل في بيروت، وعيْناً على الزيارة التي بدأها الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري لموسكو. هكذا بدا لبنان أمس مشدوداً إلى محطتيْن تشكلان انعكاساً مزدوجاً للاهتمام الدولي - العربي المتصاعد بواقعه، كما للمستوى البالغ الخطورة الذي بلغتْه أزمته الشاملة والتي تُسابِق الضغوطَ الخارجية لتوفير مَخارج آمنة لها. وفي ظلّ غياب أي مؤشراتٍ داخلية توحي بإمكان استيلاد الحكومة الجديدة في المدى المنظور، يَجْري تَرَقُّب ثقيلٌ لمَفاعيل «تدويل» الأزمة اللبنانية وهل سيكون مُتاحاً تَلاقي الأضداد الإقليميين والدوليين على جعل «بلاد الأرز» بمثابة «الملعب الخلفي» لعمليةِ «تبريدٍ» على طريقة «حفْظ خط الرجعة» في الصراع الكبير على المنطقة وفيها كما على «قيادة العالَم»، أم أن تَضارُب مصالح اللاعبين الكبار كما الإقليميين سيكرّس ارتباط الوضع اللبناني بـ«حزام النار» في المحيط وتالياً يعمّق صعوبات «حياكة» حلولٍ تتقاسم العواصم الفاعلة «كعكتها» الموصولة أصلاً بـ«توزيع حصص النفوذ» في الساحات المتنازَع عليها. وقد انشغلت بيروت في ثاني أيام رمضان المبارك بزيارة هيل، الذي التقى رئيس البرلمان نبيه بري والحريري (قبل مغادرته إلى موسكو) ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة وقائد الجيش العماد جوزف عون وشخصيات سياسية بينها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، على أن يستكمل اليوم اجتماعاته التي تشمل رئيس الجمهورية ميشال عون وقادة لبنانيين ومجموعات من المجتمع المدني. وتتركّز محادثات الديبلوماسي الأميركي في آخَر مَهمة له قبل أن تتسلّم منصبه فيكتوريا نولاند (تنتظر موافقة الكونغرس على تعيينها)، على الملف الحكومي الذي لن يحجب الاهتمام بموضوع ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، المعلَّق منذ نحو خمسة أشهر، والذي يقف أمام منعطفٍ جديد مع قيام بيروت بـ«قفزةٍ» من خارج الاتفاق - الإطار، الذي كانت أقلعتْ على أساسه المفاوضات مع تل أبيب برعاية أممية ووساطة أميركية، وذلك عبر إطلاق مسار توقيع مرسوم تعديل مساحة المنطقة البحرية المتنازَع عليها مع اسرائيل (كانت محددة بـ860 كيلومتراً مربعاً) بما يضيف مساحة 1430 كيلومتراً مربعاً إليها، وهو المرسوم الذي وصلت «كرته» إلى عون الذي بدا أنه اختار أن يسجّل من خلاله أكثر من «هدف» إذ «جمّد» توقيعه على قاعدة «أن المرسوم يحتاج إلى قرار يتخذه مجلس الوزراء ‏مجتمعاً حتى في ظل حكومة تصريف ‏الأعمال نظراً لأهميته والنتائج المترتبة عليه». وفي حين كانت الرسائل التي يحملها هيل حكومياً «سبقْته» وهي تتمحور حول وجوب وقف المنحى الانحداري في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتي يفاقمها المأزق السياسي، وتأكيد الحاجة لحكومةٍ قادرة على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، وهو ما أكده بعد لقاء بري إذ اعتبر أنه «لا بدّ من التعاون إذا أردْنا أن تُنفّذ الإصلاحات»، بقي الرصدُ لمضمون الرسائل غير المعلنة خصوصاً المتعلقة بالموقف من حضور «حزب الله» في الحكومة ولو عن بُعد، في ظلّ انطباعاتٍ كانت تراكمتْ بأن واشنطن تعتبر قفْل منافذ الفساد و«ثقوبه» لاسيما موضوع التهريب عبر الحدود والمرافئ البحرية والجوية من شأنه أن «يوصل» إلى «تقليم» نفوذ الحزب لبنانياً وبناء «الجدران» التي تفصله عن «المدى الإيراني». ولم يمرّ تعليق عون توقيع مرسوم تعديل الحدود البحرية اللبنانية الجنوبية دون ربْطه من خصوم رئيس الجمهورية برغبةٍ في عدم ملاقاة هيل بمادةٍ من شأنها أن تزيد من «متاعب» صهره رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل أميركياً هو الذي يسعى إلى رفْع العقوبات التي فُرضت عليه قبل نحو خمسة أشهر إبان إدارة ترامب، في موازاة اعتبار آخَرين أن رئيس الجمهورية بخطوته هذه «انتزع» ولو موقتاً موقع المُمْسِك بملف الترسيم تجاه واشنطن التي لطالما شكّل رئيس البرلمان نبيه بري «مفاوِضها الأول» قي الطريق إلى الاتفاق - الإطار قبل أن يبرز دور طاغٍ، ولو غير معلن، للعماد جوزف عون مع انطلاق المفاوضات. ولم يتوانَ معارضو عون أيضاً عن اعتبار عدم إكماله نصاب توقيع المرسوم من باب الضغط على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للدعوة إلى جلسة، مازال يرفض التئامها، لمجلس الوزراء في سياق تعزيز «أوراق» فريق رئيس الجمهورية بوجه الرئيس الحريري على خلفية لعبة «لي الأذرع» المتمادية والتي دخل في إطارها أخيراً ملف التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. واستوقف دوائر سياسية أنه بعدما بدا عون في إعلانه إلى «معركة التدقيق» دُر أخيراً وكأنه ربط ولادة الحكومة بانطلاق هذا المسار، فإنه قاربه أمس من زاوية بدت أكثر مرونة بتأكيده خلال استقباله كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الجنرال مارتن سامبسون «أن من أولى مهمات الحكومة الجديدة ستكون تحقيق الإصلاحات ومتابعة مسألة التدقيق المالي الجنائي»، معتبراً «أن هذه الخطوات أساسية لأنها تعيد الثقة الدولية بلبنان». ويأتي ذلك عشية بدء الحريري زيارته لموسكو حيث سيتوّج لقاءاته باجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين، وسط اعتبار أوساط مطلعة أن روسيا تتعمّد إعطاء طابع «رسمي» لهذه الزيارة وكأنها لرئيس حكومة أصيل وليس مكلّفاً، وفي ذلك إشارة حاسمة لتمسكها بشخصه لرئاسة الوزراء في غمرة ما يجري التعاطي معه في بيروت على أنها محاولات لإحراجه فإخراجه من فريق الرئيس عون. وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة إذ أن ما سيسمعه الحريري في موسكو حيال رؤية الأخيرة لمرتكزات حلّ الأزمة الحكومية سيكون بالغ الدلالات خصوصاً في ضوء الحركة التي قام بها وزير الخارجية سيرغي لافروف تجاه عواصم عدة وبينها طهران، وسط اتجاه الأنظار لما إذا كانت روسيا ستعاود الاصطفاف خلف مواصفات المبادرة الفرنسية لحكومة الاختصاصيين من غير الحزبيين وبلا ثلث معطل لأي فريق. وفي حين كشفت تقارير في بيروت أن موسكو وجهت دعوات لزيارتها إلى كل من جنبلاط وباسيل، وممثلي 3 أحزاب أخرى، في إطار المشاورات المتصلة بالأزمة الحكومية، عُلم أن الحريري سيطلب من موسكو مساعدة اقتصادية للبنان وسط إعلان وكالة الإعلام الروسية أن «الطلب سيكون بخصوص ترميم مرفأ بيروت الذي دمره انفجار كيماوي هائل في أغسطس الماضي، وبناء محطات لتوليد الكهرباء»، وهو ما ترافق مع تقارير لبنانية عن أن وفداً من الشركة الروسية العملاقة «Hydro Engineering and Construction»، سيصل إلى بيروت الاثنين المقبل، لبحث مشاريع تتعلق بإعمار المرفأ ومحطات كهرباء. وقد تساءلت الدوائر السياسية عن تداعيات أي توغُّل روسي في الواقع اللبناني من بوابة «السباق» على إعمار المرفأ مع دول أخرى بينها فرنسا وألمانيا، في ضوء تحذيراتٍ أطلقها ديبلوماسيون اميركيون أخيراً من السماح للصين بتوسيع شبكة موانئها العالمية المعروفة باستراتيجية «خيط اللؤلؤ» عبر الدخول على خط إعمار مرفأ بيروت باعتبار لبنان «خياراً جذاباً لإيقاعه في فخ الديون» (كما كتب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابق ديفيد شينكر)، بعدما سبق لجيفري فيلتمان أن حذّر قبل أشهر من أن على واشنطن ألّا تسمح لإيران أو سورية أو الصين أو روسيا باستغلال غياب بلاده عن لبنان الذي «بات مساحة للتنافس الاستراتيجي العالمي». وفي موازاة ذلك، وعلى وقع تفاقم الواقع المعيشي في لبنان وتزايُد الفوضى الأمنية التي كانت تجلّت في أول أيام رمضان بسقوط قتيل وجرْح آخريْن في طرابلس خلال توزيع حصص غذائية على العائلات، برز إعلان مصرف لبنان في كتاب وجّهه إلى وزير المال غازي وزني أنّه «أصبح من الملحّ قيام الحكومة بشكل سريع بوضع تصوّر واضح لسياسة الدعم التي تريد اعتمادها» نظراً لعدم قابلية استمراره بإستراتيجية الدعم التي يعتمدها منذ أشهر للمستوردات الأساسية «لعدم جدواها والهدر الكبير الناتج من عدم إمكان ملاحقة المتلاعبين والمهربين للمواد المدعومة»، و«للانخفاض المستمرّ في موجودات مصرف لبنان من العملات الأجنبية». ولفت إلى «كتاب نقابة المحامين الممثلة بالأستاذ ملحم خلف بتاريخ 30/3/2021 المتعلق بتوظيفات المصارف الإلزامية». وقال: «يرى مصرف لبنان أنه أصبح من الملح قيام الحكومة وبشكل سريع بوضع تصور واضح لسياسة الدعم التي تريد اعتمادها تضع حداً للهدر الحاصل وضمن حدود وضوابط تسمح بالحفاظ على موجودات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية والعمل على المساهمة في تأمين واردات بالعملات الصعبة لتغطية كلفة الدعم والتفاوض مع نقابة المحامين في بيروت فيما يتعلق بالدعاوى التي صرّح النقيب أنه سيتقدم بها درءاً لأي مخاطر قانونية وواقعية قد تنتج عنها»....

إنذار أميركي أخير للمعرقلين

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.... كشفت مصادر لبنانية مواكبة للأجواء التي سادت لقاءات وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل مع القيادات اللبنانية في اليوم الأول من زيارته لبيروت أن العنوان الأساسي لمحادثاته يتعلق بحثهم على الإسراع بتشكيل الحكومة، وإلا فإن بلدهم إلى مزيد من الانهيار، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه يحمل اليوم في اجتماعه برئيس الجمهورية ميشال عون رسالة في هذا الخصوص، محذراً من التمادي في تعطيلها لأن لا مجال لترف الوقت وبات من الضروري أن ترى الحكومة النور. ولفتت إلى أن الرسالة التي سيحملها اليوم للرئيس عون باسم الإدارة الأميركية لن تبقى في حدود الدعوة لتشكيل الحكومة وإنما تتجاوزها إلى تحميله مسؤولية مباشرة حيال تأخير الحكومة، غامزاً في هذا المجال من قناة وريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ليس بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليه فحسب، وإنما لدوره السلبي في وضع العراقيل التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة. وأكدت المصادر نفسها أن هيل حاول استكشاف الأسباب الكامنة وراء تعثر استئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، وقالت إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري وضعه في صورة الأجواء السائدة حالياً، لافتاً إلى أنه كان وراء التوصل إلى اتفاق الإطار لبدء المفاوضات من دون أن يأتي على تحديد المساحات البحرية المتنازع عليها، تاركاً مهمة التفاوض للوفد اللبناني الذي ندعمه بلا شروط. وقالت إن بري أكد لهيل أنه مع تشكيل الحكومة منذ ثمانية أشهر، وأنه طرح مبادرة لإخراج عملية تأليفها من التأزم، لكن هناك مَن لم يتجاوب معها، رغم أن الرئيس المكلف سعد الحريري أبدى كل مرونة في مقابل مَن لا يتوقف عن استحضار أمور من خارج جدول أعمال المرحلة الراهنة ببندها الوحيد الذي ينص على تأليفها. وفي هذا السياق، شدد هيل - بحسب المصادر - على أن من شروط استعداد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان أن تبادر الأطراف المعنية بتأليف الحكومة إلى مساعدة نفسها وتكون قادرة على الاستجابة إلى متطلبات الشعب اللبناني. ونقلت عنه قوله إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة والعدد الأكبر من الدول العربية تُبدي استعدادها لإنقاذ لبنان، لكن المشكلة تكمن في عدم استجابة الشريك اللبناني الذي يتطلب منه تشكيل حكومة ببرنامج إصلاحي يستعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان. واعتبر هيل - كما تقول المصادر - أن لا قدرة للبنان للانتقال فوراً من مرحلة الانهيار الشامل إلى مرحلة التعافي، مستفيداً من الدعم الدولي ما لم تشكل الحكومة في أقصى سرعة ممكنة في منأى عن الرهانات الخارجية التي لن تقدم أو تؤخر بمقدار ما أنها تمعن في تفاقم الأزمات، مضيفاً أنه لا يرى جدوى للمماطلة لأن جميع الأطراف باتت محشورة محلياً وخارجياً، وهذا يفرض على من يعرقل تأليف الحكومة أن يعيد النظر في مواقفه، وصولاً إلى مراجعة حساباته لتأتي خياراته صائبة وتدفع باتجاه إنقاذه. وعليه، فإن هيل في زيارته الوداعية للبنان أطلق الإنذار الأخير ليستجيب أهل الحل والربط لإنذاره لتشكيل الحكومة قبل فوات الأوان، وإلا فإن لبنان إلى مزيد من الانهيار يستعصي إنقاذه في حال تأخرت ولادتها ولم تُسحب الشروط التي لا مبرر لها للانتقال بلبنان مع تشكيلها إلى بر الأمان.

دمشق لا تتجاوب مع طلب لبنان ترسيم الحدود البرية

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير... مع بدء الحديث عن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا الذي تزامن مع تلزيم دمشق لشركة روسية بالتنقيب عن النفط في المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة بين البلدين، تسارعت الأسئلة المشروعة حول مدى استعداد النظام في سوريا للدخول في مفاوضات مع لبنان لفض النزاع في هذه المنطقة في ضوء الاتصال الذي أجراه رئيس الجمهورية ميشال عون بنظيره السوري بشار الأسد، وما إذا كان الأخير سيشترط تعليقها إلى حين توصل لبنان في مفاوضاته غير المباشرة مع إسرائيل إلى اتفاق يتعلق بالمساحات البحرية المتنازع عليها بين بيروت وتل أبيب. وسبق للرئيس الأسد أن اشترط بدء ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، وذلك في رد مباشر على ما توصلت إليه القيادات السياسية في مؤتمر الحوار الأول الذي عُقد في أبريل (نيسان) 2006، بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري حول ضرورة ترسيمها بين البلدين وقبل أن ينقل المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا فردريك هوف عن لسان الأسد تأكيده أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تابعة لسوريا، من دون أن يبادر إلى نفي ما نُسب إليه في هذا الخصوص. وتبين في حينه - كما تقول لـ«الشرق الأوسط» قيادات شاركت في مؤتمر الحوار الأول - أن المؤتمرين وافقوا على ضرورة ترسيم الحدود البرية بين البلدين، لكنهم استجابوا لرغبة الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بصرف النظر عن الترسيم واستبدال تحديد الحدود به، بذريعة أن كلمة تحديد تُستخدم بين دولتين شقيقتين بخلاف الترسيم الذي يُستخدم بين دولتين متخاصمتين أو عدوتين. وتؤكد هذه القيادات أن نصر الله تعهد من جانبه بالاتصال بالقيادة السورية لهذه الغاية، إضافة إلى تواصله مع الفصائل الفلسطينية لحثها على التجاوب مع ما قرره مؤتمر الحوار لجهة تنظيم السلاح الفلسطيني في داخل المخيمات وجمعه في خارجها، لكن موضوع السلاح الفلسطيني بقي عالقاً إلى اليوم، وتعزو السبب إلى أن دمشق اشترطت على لبنان أن يبحث الأمر مع ممثلين عن قوى التحالف الفلسطيني، في محاولة لتصفية حساباتها مع منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت على خلاف معها. وبالفعل، فإن دمشق أوكلت مهمة التفاوض إلى الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة - برئاسة أحمد جبريل، الذي يتخذ من دمشق مقراً له، وأوفدته إلى بيروت والتقى في حينها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري وآخرين، من دون أن يتوصل معهم إلى إبرام ورقة تفاهم لحل مشكلة السلاح الفلسطيني. لكن دمشق عادت - كما تقول هذه القيادات - إلى إبداء استعدادها للبحث في ترسيم الحدود البرية بين البلدين باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في محاولة للالتفاف على الضغوط التي استهدفتها، مطالبة إياها بإيداع الأمم المتحدة وثيقة موقعة بين البلدين تعترف فيها بلبنانية المزارع. وشكّل تكليف الحريري برئاسة أول حكومة في أعقاب الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وسوريا مناسبة لإعادة فتح ملف ترسيم الحدود البرية بين البلدين بدءاً من منطقة الشمال، وتقرر حينها تشكيل لجنة لبنانية برئاسة الوزير جان أوغاسابيان، في مقابل استعداد دمشق لتشكيل لجنة مماثلة من سياسيين وعسكريين، إضافة إلى تشكيل لجنتين موازيتين من محافظي البقاع والشمال تتوليان مع محافظي ريف دمشق وحمص إيجاد حل للمناطق المتداخلة بين البلدين. إلا أن هذه اللجان ظلت حبراً على ورق ولم تعقد أي اجتماع تنفيذي، باستثناء عقد لقاء يتيم خُصص للتعارف، مع أن الجانب اللبناني أعد ملفه بالكامل مدعوماً بخرائط جوية وإحداثيات برية أنجزتها قيادة الجيش اللبناني، وذلك أسوة باللجان الوزارية التي شُكلت تتويجاً لزيارة الرئيس الحريري لدمشق ولقائه الأسد. وفي هذا السياق، فإن دمشق حالت دون تفعيل اللجان الوزارية المشتركة التي كان يراد منها إعادة النظر في عدد من الاتفاقات الاقتصادية والتجارية المعقودة بين البلدين من «وحي» معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين رئيسي البلدين في حينها إلياس الهراوي وحافظ الأسد، التي لم يبقَ من آثارها سوى المجلس الأعلى اللبناني - السوري برئاسة نصري خوري الذي مضى على تعيينه أكثر من ربع قرن. وتردد أن دمشق أبدت تجاوباً بقي في حدود استيعاب النقمة على النظام السوري على خلفية فرض وصايته الأمنية والسياسية على لبنان، من دون أن تتجاوب مع طلبه بترسيم الحدود البرية، إلى أن قررت الانقلاب على الحريري باستقالة حلفائها ومعهم وزراء «التيار الوطني الحر» من الحكومة. لذلك فإن دمشق لم تبادر حتى الساعة إلى إبداء حسن نية مع وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، الذي لم ينقطع عن التواصل معها عبر وزير الدولة السابق لشؤون الرئاسة بيار رفول الذي يتردد من حين لآخر إلى العاصمة السورية. حتى إن دمشق سرعان ما بادرت إلى تطويق دعوة المجلس الأعلى للدفاع الوطني برئاسة عون إلى ترسيم الحدود البرية بين البلدين لمكافحة التهريب المنظم من لبنان إلى سوريا، خصوصاً أن المواد المهربة من مواد غذائية ومحروقات تلقى دعماً من خزينة الدولة يقدر سنوياً بمليارات الدولارات تذهب بمعظمها إلى سوريا عبر شبكات لها امتداداتها الرسمية في الداخل السوري. لكن لبنان الرسمي في ظل حكومة تصريف الأعمال نأى بنفسه عن الرد على رفض وزير الخارجية في حينه وليد المعلم الاستجابة لطلب لبنان بذريعة أن الترسيم لم يحن أوانه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تأكيد الأسد سورية المزارع. وعليه، فإن دمشق تقفل الأبواب في وجه الدعوات اللبنانية لترسيم الحدود في ظل ازدياد عدد المعابر غير الشرعية التي ترعى التهريب «المنظم» إلى سوريا، مع أن لبنان محكوم حتى إشعار آخر من محور «الممانعة» المتحالف مع «التيار الوطني» الذي انقلب على موقفه من النظام السوري بذريعة أن لا مشكلة معه طالما أن قواته العسكرية انسحبت من لبنان تحت ضغط «قوى 14 آذار» في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وتنفيذاً للشق السوري من القرار 1559.

«المركزي» اللبناني يرمي كرة دعم المواد الأساسية في ملعب الحكومة... حذرها من تناقص احتياطاته من العملة الأجنبية

الشرق الاوسط....بيروت: إيناس شري.... طالب مصرف لبنان المركزي السلطة التنفيذية بـ«أجوبة واضحة» حول سياسة دعم المواد الأساسية التي يقوم بها بسبب تناقص موجوداته من العملات الأجنبية، مشدداً على ضرورة أن تقوم الحكومة «سريعاً بوضع تصور واضح لسياسة دعم المواد الأساسية»، متمنياً أن يحصل على أجوبة واضحة وصريحة بأسرع وقت ممكن. وأشار كتاب «المركزي» إلى وزارة المالية إلى أنه خلال الأشهر الماضية قام ببيع الدولار على السعر المحدد لتعاملاته في المصارف، وعلى سعر المنصة وفقاً للتعاميم ذات الصلة، وبتأمين العملات الأجنبية للمستوردات الأساسية. الأمر الذي ساهم في الحد من التضخم المقدر بنسبة 84 في المائة، والذي كان سيناهز 275 في المائة لولا هذا التدخل، مشيراً إلى عدم إمكانيته الاستمرار بسياسة الدعم الحالية نظراً لعدم جدواها وللهدر الكبير الناتج عن عدم إمكانية ملاحقة المتلاعبين والمهربين للمواد المدعومة، بالإضافة إلى الانخفاض المتواصل في موجودات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية نتيجة انقطاع تدفق هذه العملات من جهة وعدم تقدم الحكومة من جهة أخرى بأي سياسة لترشيد الدعم. يُشار إلى أنه بعد ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء في لبنان، ومع القيود التي وضعتها المصارف على المودعين، بات من الصعب تأمين الدولار بالسعر الرسمي، أي 1515 ليرة لبنانية، فيقوم مصرف لبنان بتأمين 85 في المائة من فاتورة استيراد الدواء والمحروقات على أساس السعر الرسمي من احتياطاته بالعملة الأجنبية، على أن يؤمن المستورد 15 في المائة من السوق السوداء، كما قام بدعم سلة غذائية أطلقتها وزارة الاقتصاد على أساس سعر 3900 للدولار. ويلقي مصدر وزاري مسؤولية التأخر في وضع آلية لترشيد الدعم على رئاسة الحكومة التي كما يبدو لا تريد أن تتخذ أي قرار بهذا الشأن، ولا سيما أنها حكومة تصريف أعمال تعول على تشكيل حكومة تتحمل قرار ترشيد الدعم. ويستغرب المصدر في حديث مع «الشرق الأوسط» أن يكون كتاب مصرف لبنان موجهاً إلى وزارة المالية بدلاً من رئاسة الوزراء المعنية المباشرة بالأمر، كون قرار ترشيد الدعم أو رفعه يعود إلى الحكومة مجتمعة، مشيراً إلى أن اجتماعات عدة جمعت الوزرات المعنية لبحث آليات ترشيد الدعم إلا أن القرار يجب أن يكون عبر جلسة يدعو إليها رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. وكان وزير المالية غازي وزني أعلن منذ أسابيع أنه تجب الموافقة سريعاً على خطة لتقليص الدعم وإصدار بطاقات تموينية لأن الأموال المخصصة من الاحتياطات الأجنبية لتمويل الواردات الأساسية في لبنان ستنفد بحلول نهاية شهر مايو (أيار)، وأن التأخير في إطلاق خطة لخفض الدعم ستبلغ كلفته 500 مليون دولار شهرياً. وأشار وزني إلى أن خطة الدعم ستقلص قائمة المواد الغذائية المدعومة من 300 سلعة إلى 100 وستقلل دعم الوقود والأدوية مع استحداث بطاقات تموينية، وذلك بهدف خفض الإنفاق السنوي على الدعم البالغ 6 مليارات دولار إلى النصف. ومع تراجع احتياطات مصرف لبنان من العملات الأجنبية، برزت مخاوف من إمكانية المسّ بالاحتياطي الإلزامي، وفي هذا الصدد لمح مصرف لبنان في كتابه الموجه إلى وزارة المالية إلى عدم إمكانية المساس بالاحتياطي الإلزامي، مذكراً بالكتاب الذي وجّهه نقيب المحامين ملحم خلف إلى المصرف وجمعية المصارف، والذي اعتبر فيه أن الاحتياطي الإلزامي أمانة وأن المساس به بأي شكل من الأشكال، خاصة لتمويل القطاع العام المفلس، سوف يضطر النقابة إلى أخذ الإجراءات القانونية كافة بحق المرتكبين. وجاء في كتاب مصرف لبنان أنه بغضّ النظر عن موقفه من كتاب نقابة المحامين، و«نظراً لأهمية موقع نقابة المحامين القانوني، فإن هذا الوضع سيؤدي إلى تحميل المصرف مسؤوليات قانونية وقضائية، وبالتالي يهدد إمكانية استمرار المصرف بالتعاون مع طلبات الحكومة، كما المس بعلاقات مصرف لبنان مع المصارف المراسلة في الخارج». وعلى الرغم من عدم بتّ موضوع ترشيد الدعم على المواد الأساسية حتى اللحظة، يشكو مستوردو هذه المواد من مماطلة مصرف لبنان بالموافقة على اعتمادات الاستيراد، معتبرين أن هذه المماطلة التي قللت كمية المواد المستوردة المدعومة هي ترشيد للدعم غير معلن. وكان تأخر فتح الاعتمادات تسبب أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية بأزمة بنزين مع عدم كفاية الكميات المستوردة، كما يتسبب تأخر فتح اعتمادات استيراد الأدوية بفقدان عدد من الأدوية من الأسواق بشكل متقطع. أما السلة الغذائية فباتت محدودة من حيث الكميات، إذ إن عدداً كبيراً من المستوردين أحجموا عن تقديم طلب استيرادها بسبب مماطلة مصرف لبنانوفي الإطار، يوضح المشرف العام على خطة الاستجابة للأزمة في وزارة الشؤون الاجتماعية، عاصم أبي علي، أن الاجتماعات التي عقدت مؤخراً، والتي جمعت الجهات المعنية، توصلت إلى آلية بديلة عن الدعم على الأرجح سيتم اعتمادها، وهي عبارة عن بطاقة تموينية تعطى عبر وزارة الشؤون يتم تخصيصها لنحو 750 ألف أسرة لبنانية تقريباً، انطلاقاً من الدراسات التي اعتمدت عبر منظمة العمل الدولية ودائرة الإحصاء المركزي في لبنان، والتي توصلت إلى نتيجة مفادها أن 74 في المائة من كل متقاضي دخل في لبنان بحاجة للمساعدة، في حال تم رفع الدعم عن المواد الأساسية. ويشير أبي علي، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه انطلاقاً من هذه الدراسات يجب على أي برنامج تعويضي عن رفع الدعم أن يطال نحو 75 في المائة من مجمل العائلات اللبنانية، لافتاً إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية تتواصل حالياً مع الجهات المانحة، ولا سيما الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، من أجل النظر بإمكانية دعم الوزارة تقنياً بهدف بناء نظام متطور يسمح باستهداف هذا الرقم الهائل من العائلات، ولا سيما أن قاعدة البيانات الموجودة في وزارة الشؤون الاجتماعية هي قاعدة بيانات تستهدف الفقراء فقط، أما البطاقة التموينية فمن المفترض أن تستهدف ثلثي شعب لبنان.

هيل يبحث تقديم مساعدة مالية فورية للجيش اللبناني بقيمة 60 مليون دولار

الشرق الاوسط...واشنطن: إيلي يوسف....قالت مصادر سياسية متابعة للشأن اللبناني إن زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى لبنان، لا تحمل «مبادرة سياسية» جديدة، بالمعنى المتعارف عليه. وتضيف أن توقيتها الآن قد يكون لأسباب لها علاقة بملف الجيش اللبناني، تخوفاً من احتمال أن تنعكس الأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية على تماسكه، وبالتالي تعريض «الإنجازات» الأمنية التي حققها بالتعاون مع واشنطن للخطر. وفي هذا السياق، كشفت تلك الأوساط أن الحملة الإعلامية التي انطلقت تحذيراً من احتمال انهيار الجيش، سواء ما جاء على لسان قائده قبل أسابيع والتي جددها مع بدء هيل زيارته للبنان، أو عبر «اللوبي اللبناني» في واشنطن، أثمرت تبني إدارة الرئيس جو بايدن اقتراحاً بتقديم مساعدة مالية فورية للجيش بقيمة 60 مليون دولار، ستطرحها على الكونغرس الأميركي للموافقة عليها، تحت بند دعم جهود مكافحة الإرهاب. ورغم ذلك ترى تلك الأوساط أن عدداً من قيادات الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس لا يزالون مترددين في القبول بتقديم تلك المساعدة، لأسباب تربطها بقصور الجيش في التصدي لهيمنة «حزب الله» وسيطرته على الحياة السياسية في هذا البلد، وأنهم يفضلون انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران للعودة إلى الاتفاق النووي. وتتابع تلك الأوساط أن الهدف الثاني لزيارة هيل أنها قد تكون أيضاً لتحريك «المياه الراكدة» في المشهد الداخلي اللبناني، في ظل «عروض» إعادة إعمار مرفأ بيروت التي تنهال سواء من فرنسا أو ألمانيا أو الصين وروسيا، وما يحيط بها من تناقضات وغموض. وتعتقد تلك الأوساط أن الولايات المتحدة قد تكون مهتمة بالاستثمار مع أوروبيين آخرين في مناطق شمال لبنان، خصوصاً في مرفأ طرابلس، في ظل محيط «صديق» نسبياً، بعيداً عن نفوذ «حزب الله». وتخشى تلك الأوساط من أن تتمكن الصين من السيطرة على مشاريع إعمارية في لبنان، مماثلة في شروطها للمشاريع التي عقدتها مع دول أخرى في إطار ما يعرف بـ«مبادرة الحزام والطريق»، التي تهدد إذا حصلت بإنهاء «تجربة» الحريري الإنمائية، حين أقام إدارة موازية تمكن خلالها من جلب استثمارات، بعيداً عن السيطرة السياسية التي كانت تطبق على لبنان خلال سنوات السيطرة السورية. وما هو معروض الآن على لبنان سواء من الصين أو روسيا أو ألمانيا وفرنسا، يندرج في هذه المقاربة الجديدة للاستثمارات التي يمكن تنفيذها، بعيداً عن التأثيرات الأمنية التي يثيرها دور «حزب الله»، علماً بأن هناك فارقاً بين النموذجين الصيني والأوروبي في التعامل مع شروط الاستثمار الجديدة التي يرغبون في إقامتها.

 

 

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير... نافالني يشكو سِجنه بسبب «القرآن»...أولمرت يلمح إلى احتمال زرع القنبلة في نطنز قبل 15 عاماً...إيران تضع أميركا أمام مُفاضَلة بين خيارَين...تقرير استخباراتي: إيران ستصعد لكنها ستتفادى مواجهة مع واشنطن.. الاستخبارات الأميركية تنشر تقريرها السنوي... الكرملين: بوتين وبايدن ناقشا مليا العلاقات الروسية والأمريكية...اتصال بين بوتين ورئيس فنلندا حول التسوية الأوكرانية... شويغو: الولايات المتحدة والناتو يحركان قوات باتجاه حدود روسيا..موسكو: لأن واشنطن خصمنا تعمل ما بوسعها لتقويض موقعنا دوليا...

التالي

أخبار سوريا.... روسيا تقيم قاعدة قرب الأميركيين شرق سوريا... تضغط على الأكراد لفتح «معابر تجارية» مع مناطق النظام..نازحون في إدلب يفتقدون طقوس رمضان... وأسرهم المشتتة...عراقيون يستعدون لمغادرة «الهول» وسط مخاوف من «الحشد»... النظام السوري يرى في التحويلات من الخارج «طوق نجاة»... واشنطن تدين استخدام دمشق لـ«الكيماوي» في إدلب.... العسكريون الروس في سوريا يسجلون تراجع استخدام المسلحين للطائرات المسيرة...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,153,427

عدد الزوار: 6,757,503

المتواجدون الآن: 128