استقبل وفداً كويتياً وذكّر بفتاواه التي حرّم فيها الإساءة إلى الصحابة وأمهات المؤمنين فضل الله: في الأمة تيار يدعو إلى الغلوّ والخرافة وعلينا جميعاً التصدي له

تاريخ الإضافة الجمعة 21 تشرين الثاني 2008 - 4:35 م    عدد الزيارات 6735    القسم محلية

        


ذكّر العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أمام وفد كويتي زاره في منزله بحارة حريك، بفتاواه السابقة التي حرّم فيها الإساءة إلى الصحابة وأمهات المؤمنين تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيراً إلى وجود تيار يدعو إلى الخرافة والغلو، ووجود معاهد تخرّج المتعصبين، داعياً إلى مواجهة هذا التيار ومنعه من تخريب وحدة الأمة ومسيرة الوحدة الإسلامية.
وأكد سماحته أن أية فئة تسيء إلى جهة كويتية معينة، فإنها بذلك تسيء إلى الكويتيين جميعاً وإلى المسلمين جميعاً، مشيراً إلى أننا لسنا ضد حرية الإعلام، ولكننا مع الإعلام المسؤول الذي لا يعرّض وحدة الأمة للخطر، داعياً السنة والشيعة في الكويت إلى قطع الطريق على أولئك الذين يحاولون إحداث اهتزازات في الواقع الكويتي أو الخليجي أو الإسلامي.
استقبل سماحته وفداً كويتياً يتقدمهم وزير التجارة الكويتي السابق، عبد الوهاب الوزّان، والوزير السابق يوسف زلزلي، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العربية والإسلامية العامة، وللوضع في الكويت بشكل خاص، ولاسيما لجهة ما يثيره البعض في بعض وسائل الإعلام والفضائيات أو في الواقع الشعبي، من عصبيات وإثارات تؤثر سلباً في الوسط الكويتي وفي علاقات المسلمين بعضهم ببعض.
وأكد سماحته خلال اللقاء ضرورة أن يتحمل جميع الكويتيين ـ إلى أي فئة انتموا ـ مسؤولياتهم في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وعلى البيت الكويتي، وكذلك الحفاظ على الوحدة الإسلامية، والتصدي بشكل علمي ومدروس لكل من يحاول الإساءة إلى هذه الوحدة، سواء من خلال ما قد يصدر من البعض من إساءات إلى صحابة رسول الله(ص) وأمهات المؤمنين، أو ما قد يتداول به البعض من كلمات سلبية تطاول هذا المذهب أو تلك الشخصية الدينية بطريقة لا تمتّ إلى الموضوعية والنقد البنّاء بصلة.
وذكّر سماحته بالفتاوى السابقة التي أصدرها، والتي حرّم فيها التعرض لصحابة الرسول(ص) وأمهات المؤمنين، أو الإساءة إليهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيراً إلى ضرورة تضافر جهود العقلاء من السنة والشيعة على السواء، لقطع الطريق على أولئك الذين يحاولون تخريب مسيرة الوحدة الإسلامية، ومنعهم من إحداث اهتزازات في الواقع الكويتي، أو في الواقع الخليجي، أو في الوسط الإسلامي عموماً.
وأكد سماحته أننا لسنا ضد حرية الإعلام، ولكننا مع الإعلام المسؤول والواعي، والذي يحرص على أن يوازن بين ما تتطلبه حرية التعبير، وما تقتضيه مصالح الأمة من الحفاظ على وحدتها ووحدة مذاهبها وطوائفها في نطاق قضاياها العامة والأساسية، مشيراً إلى ضرورة وضع حد للإعلام غير المسؤول، والذي تنطلق فيه بعض الفضائيات في مجال ترويجها للفتنة ونشرها للمفاهيم والأفكار التي تتحرك في أجواء الإثارة والعصبيات، بما يُعقّد علاقات المذاهب بعضها ببعض، ويجعل الواقع الإسلامي واقع تنافر وتحاقد، في مرحلة يحتاج هذا الواقع إلى الكثير من التماسك والتواصل والتحابب، وخصوصاً في ظلّ سعي العدو الصهيوني للإيقاع بين المسلمين.
وأكد سماحته وجود تيار يدعو إلى الخرافة ويحمل عناوين الغلوّ، لا همّ له إلا تهديم جسور المحبة وقطع خطوط التواصل في الأمة، مشيراً إلى بعض المعاهد التي لا تخرِّج العقلاء، بل المتعصبين والحاقدين، مؤكداً أن على الأمة أن تعمل لمحاصرة هؤلاء، وألا تفسح لهم في المجال لتخريب وحدتها وكيانها من الداخل.
وقال: إن أي شخص وأية جهة تتعرض بالإساءة إلى أية جهة أو فئة كويتية ولا تلتزم أسلوب النقد العلمي البنّاء في مخاطبة الآخرين، إنما تسيء إلى نفسها وإلى العناوين التي تحملها، كما تسيء إلى الأسرة الكويتية بأكملها، الأمر الذي يفرض أن يتحرك الجميع في مواجهة هؤلاء.
وحول الوصية التي يوصي بها المجتمع الكويتي، قال سماحته للوفد: لقد كانت وصايا النبي(ص) للأمة أن تحافظ على وحدتها وعلى وحدة الجماعة فيها، وكانت كلمات الإمام علي(ع) ووصاياه تؤكد أنه كان يُسلم ما سلمت أمور المسلمين، وكان الإمام جعفر الصادق(ع) يقول لأصحابه: "ما أيسر ما رضي الناس منكم، كفّوا ألسنتكم عنهم".
ونحن نؤكد على أخوتنا في الكويت، أن يحافظوا على وحدتهم الداخلية، وأن لا يسمحوا لأي فريق أو جهة أو شخص أن يُخرّب عليهم وحدتهم، أو أن يسيء إلى تماسكهم وتواصلهم.


المصدر: المكتب الإعلامي للسيد فضل الله

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,384,941

عدد الزوار: 6,889,997

المتواجدون الآن: 89