فنانون إيرانيون ينتفضون ضد النظام

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2009 - 6:55 ص    عدد الزيارات 886    التعليقات 0

        

بيروت – أ ب – تجنب دوماً محمد رضا شجاريان وهو أبرز أساتذة الموسيقى التراثية الإيرانية، الاصطدام علناً مع رجال الدين المتشددين في بلده.

لذلك كانت مفاجأة عندما طلب شجاريان من الإذاعة والتلفزيون الرسميَيْن وقف بث موسيقاه، احتجاجاً على القمع الدموي للمتظاهرين خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. وامتثلت الإذاعة لطلبه. وقال لوكالة «اسوشييتد برس»: «بعد ما حدث، قلت: لا يمكن ذلك في أي شكل من الأشكال، وهددت بتقديم شكوى ضدهما إذا واصلا استخدام موسيقاي».

وأثارت الاضطرابات السياسية في إيران صداماً ثقافياً، إذ جاهر مئات من الموسيقيين والممثلين والمخرجين والشعراء والكتّاب بمعارضتهم الحكومة لقمعها المعارضة واعتقال آلاف الأشخاص.

وردت الحكومة متهمة الفنانين بالوقوع فريسة لـ «الأعداء» الأجانب، كما شددت ضغوطها كي تنسجم أعمالهم مع خطها الأيديولوجي. أكثر من مئة فنان حُظرت أعمالهم أو مُنعوا من السفر إلى الخارج، كما اعتُقل آخرون. وهدد جواد شماغداري وهو المستشار الفني للرئيس محمود أحمدي نجاد، الصيف الماضي بحظر مشاركة فنانين في المهرجانات السينمائية. وقال إن «العدو الذي أُحبطت خططه لتنفيذ انقلاب مخملي، يحاول إبقاء نشاطاته التخريبية، عبر مناسبات سينمائية وفنية خارجية».

وقال منتج تلفزيوني ان السلطات حظّرت في شكل غير رسمي منذ الانتخابات الرئاسية، ممثلين تعتبرهم غير مقبولين، من الظهور في برامج. وأضاف: «يقولون لنا: أعطونا لائحة بالفنانين الذين تريدون العمل معهم. عندما نقدم لهم اللائحة، يقولون: هذا الشخص وذاك ليسا مناسبين». وأشار الى ان مسؤولي التلفزيون يسعون حتى إلى منع أي مشارك في برنامج، من ارتداء ثياب خضراء، وهو اللون الذي اعتمدته المعارضة، كما عمدوا إلى قطع مشاهد لممثلين يرتدون ملابس خضراء، في أفلام صُوِّرت قبل الانتخابات.

تُعتبر المواقف المعارِضة التي يعلنها فنانون في ايران، أكثر من مجرد تحدّث شخصيات مشهورة في السياسة، اذ تكتسي صدًى قوياً لدى الشعب. وتحتل الفنون والثقافة مكانة خاصة لدى الإيرانيين الذين يقومون خلال حفلاتهم العائلية بقراءة الشعر بصوت عال أو العزف على السنتور وأداء أغنيات المؤلفين الموسيقيين المفضلين لديهم. وضريحا الشاعرين حافظ وسعدي في مدينة شيراز وسط البلد، هي من بين أكثر المواقع التي يرتادها الإيرانيون الذين يعمدون أحياناً لدى مواجهتهم قراراً صعباً، الى اختيار بيت شعر لحافظ في شكل عشوائي، ومحاولة اكتشاف مصيرهم منه.

منذ إنشائها عام 1979، أحكمت الجمهورية الاسلامية قبضتها على أعمال الفنانين، لكن هؤلاء يقولون ان القمع المُمارَس بعد الانتخابات، كان من بين الأقسى في البلد. وقال شجاريان ان القمع «أكبر بكثير الآن، بسبب الموقف الذي اتخذه معظم الفنانين ضد» السلطات، مضيفاً: «يتحركون بهدوء بالغ الآن، لكنني أدرك أن ثمة مواجهة ستحصل مستقبلاً بين الفنانين وهذه الحكومة». وخلال آخر جولة أوروبية له في أيلول (سبتمبر) الماضي، غنى شجاريان «أخوة السلاح»، داعياً الايرانيين الى الوحدة. وقال: «انها رسالة أحتفظ بها دوماً للشعب الإيراني: كيف نحبّ بعضنا بعضاً، وكيف نكون جيّدين ولطيفين بعضنا مع بعض، وأن نكون موحدين. لكن الأمر اكتسب الآن مغزًى أكثر أهمية».

قاطع أكثر من مئة شاعر ايراني جوائز ومسابقات أدبية ترعاها الحكومة، مشيرين الى فرض رقابة على أعمال شعراء كثيرين منذ الانتخابات الرئاسية، فيما هُدِّد آخرون أو سُجنوا. كما لم يشارك عشرات من رسامي الكاريكاتور ومُعدّي الأفلام الوثائقية، في مهرجانات رسمية في طهران خلال الأشهر الأخيرة. المخرج جعفر بناهي الذي اعتُقل فترة وجيزة خلال تظاهرة في طهران في تموز (يوليو) الماضي، ارتدى وشاحاً أخضر خلال مهرجان مونتريال الصيف الماضي. وفي خطوة انتقامية كما يبدو، منعته السلطات من السفر للمشاركة في مهرجان آخر في الخارج في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مع آخرين خططوا لحضور المهرجان.

وعندما فاز المخرج محسن مخملباف بجائزة عن مجمل أعماله، في مهرجان نورمبرغ الدولي لأفلام حقوق الإنسان الشهر الماضي، أهدى الجائزة للمرشح الإصلاحي الخاسر مهدي كروبي.

لكن الأضواء سُلطت خلال مهرجان نورمبرغ، على انشقاق نرجس كَلهور ابنة المستشار الثقافي لنجاد. كلهور (25 سنة) طلبت اللجوء بعد عرض فيلمها القصير الذي يستند إلى قصة قصيرة لفرانز كافكا، تصف غرفة للتعذيب توشم فيها جرائم السجناء على أجسادهم. وعلى رغم أنها صوّرت الفيلم منذ سنة، قبل الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات، قالت كلهور إنها تأثرت بالانتهاكات الروتينية لحقوق الإنسان في إيران. وأضافت: «كان بإمكاني تصوير فيلم عن قصة حب بدل ذلك، والذي من شأنه أن يكون أسهل بكثير وأكثر سعادة. على المرء ان يسأل لماذا صنعتُ فيلماً مماثلاً».

وكان مهدي والد كلهور، اعتبر انشقاقها «أحد رموز الحرب الإعلامية والناعمة التي شنتها المعارضة». لكن نرجس اعتبرت اتهامات والدها مثيرة للسخرية، قائلة: «أتساءل منذ 25 سنة، من هم هؤلاء الأعداء».

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,748,378

عدد الزوار: 6,912,607

المتواجدون الآن: 117