ما يحدث في إيران ليس ثورة بل بداية لحركة حقوق مدنية

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 كانون الأول 2009 - 7:37 ص    عدد الزيارات 766    التعليقات 0

        

كرستيشن ساينس مونيتور
ما يحدث في إيران ليس ثورة بل بداية لحركة حقوق مدنية
 

 

 



تاريخ النشر 09/12/2009

 

بقلم - سكوت بيترسن: رغم الجهود المكثفة التي بذلتها وتبذلها أجهزة الأمن منذ ستة أشهر والى الآن لقمع الحركة الخضراء المعارضة، شهدت شوارع طهران يوم الاثنين الماضي جولة جديدة من الاشتباكات التي كان بعضها دامياً بين رجال الشرطة وآلاف من الطلاب المتظاهرين المناهضين للنظام.

هذه المظاهرات والاحتجاجات، التي لم تشمل فقط جامعة طهران بل شملت عددا من مدن إيران الأخرى، دفعت مراقبي الشؤون الإيرانية للقول إن ثبات حركة المعارضة أمام إجراءات القمع القوية تشير الى أن عالم السياسة في ايران تغير على نحو لا يمكن الرجوع عنه.



حركة حقوق مدنية



يقول حامد دباشي، المتخصص بتاريخ ايران في جامعة كولومبيا بنيويورك: هذه ليست ثورة بل بداية لحركة حقوق مدنية مماثلة لتلك التي قادها مارتن لوثر كينغ خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة.

المسؤولون الإيرانيون المتشددون كانوا قد حذروا أنهم سيواجهون بلا رحمة أية محاولة تستهدف خطف «يوم الطلاب الوطني»، الذي هو يوم للاحتفال بذكرى موت ثلاثة طلاب خلال مظاهرات مناوئة لأمريكا عام 1953م.

لذا، تدفق رجال ميليشيا الباسيج المتنكرين كطلاب الى جامعة طهران، وسيطروا على بوابتها الرئيسية من الداخل، وذلك بهدف تخويف الناشطين قبل الاحتجاجات الأخرى الأكثر اهمية التي ستأتي في وقت لاحق من هذا الشهر.

وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على العشرات من زعماء الطلاب في الفترة التي سبقت «يوم الطلاب الوطني» وأبطأت أداء خدمات الإنترنت أو حتى أوقفتها، كما طلبت من رجال وسائل الإعلام الأجنبية البقاء في مكاتبهم.

لكن رغم حملة القمع هذه، عادت مواقع الـ«فيس بوك» والـ«تويتر» بل ومواقع الشبكة الايرانية، التي غالباً ما تغلقها السلطات أو تقيدها، للعمل من جديد ربما بهدف جمع معلومات حول المحتجين.

حول هذا يقول مصدر مطلع في طهران: إنهم يريدون إثبات أن بمقدورهم تعقب الناس واصطيادهم، ومن شأن هذا نشر الشعور بالخوف بالطبع.

وكان مئات الآلاف من الايرانيين قد نزلوا الى الشوارع بعد انتخابات يونيو الماضي احتجاجاً على التلاعب فيها الذي أعطى الرئيس محمود أحمدي نجاد فترة رئاسية ثانية.

في ذلك الوقت لقي عشرات الأشخاص نحبهم، وتم إلقاء القبض على الآلاف، وأعلن القائد الأعلى آية الله علي خامنئي أن عدم القبول بنتائج الانتخابات هو أكبر جريمة.

ومن الملاحظ أن تكتيكات أجهزة الأمن القاسية، وما قيل عن عمليات اغتصاب وتعذيب في السجون آنذاك جعلت مشاركة الايرانيين في المناسبات والاحتجاجات العلنية أقل مما كانت عليه سابقاً. لذا، قلما ظهر زعماء الحركة الخضراء المعارضة مثل مرشح الرئاسة السابق مير حسين موسوي، الذي كان أعلن فوزه في انتخابات يونيو، خلال الأشهر القليلة الماضية.

إلا أن موسوي أدلى ببيان على الانترنت عشية مظاهرات الاثنين الماضي قال فيه: الأمة العظيمة لا تبقى صامتة عندما يصادر البعض صوتها. ثم توجه موسوي في بيانه الى رجال قوات الأمن قائلاً: إخوتي الأعزاء، إذا كانت جهودكم الكبيرة لا تحقق الغاية المطلوبة فإن سبب هذا يعود لخطئكم في اختيار ميدان المواجهة. إنكم تقاتلون ابناء شعبكم في الشوارع، لكنكم تخسرون بهذا كرامتكم في أذهان الناس جميعاً.

أحداث العنف هذه يعلق عليها البروفيسور دباشي بالقول: إذا كان المسؤولون في أوروبا والولايات المتحدة يتوقعون سقوط أي تمثال أو أي جدار في أحداث ايران الأخيرة فإن خيبة الأمل ستكون من نصيبهم، لكن لو اعتبرنا ما يحدث بأنه مماثل لحركة الحقوق المدنية، سيكون لدينا عندئذ تصور أوضح وأكثر دقة لما يحدث.

ويلاحظ دباشي ان هناك حداً لمستوى العنف الذي يستخدمه المتشددون، إذ لا يمكنهم ان يحولوا بنادقهم الى صدور إخوانهم وأخواتهم لمواجهة انتفاضة غير مسلحة.

وشجب مرشح الرئاسة السابق مهدي كروبي الذي كان أيضاً رئيساً للبرلمان المواجهات الأخيرة بقوله: القمع ليس حلاً على الإطلاق، لا اليوم ولا غداً. إن الحل الذي يتعين الأخذ به هو التسامح وقبول الانتقاد والرأي الآخر. إن علينا استعادة الثقة المفقودة بين السلطة والشعب.

غير أن أعضاء البرلمان المحافظين طلبوا من زعماء المعارضة الكف عما وصفوه محاولة استبدال النظام الإسلامي بديموقراطية علمانية. ووصفت تقارير الأخبار التي أذاعها التلفزيون الرسمي أولئك الذين يحاولون إبعاد الاهتمام عن الطبيعة المناهضة لأمريكا التي يتسم بها «يوم الطلاب الوطني» بـ«الخونة وأعداء الشعب».

تعريب نبيل زلف

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,689,526

عدد الزوار: 6,908,650

المتواجدون الآن: 89