هل أعطى المرشد الأعلى لنجاد فرصة أخيرة للتخلص من مساعديه؟

تاريخ الإضافة الخميس 23 حزيران 2011 - 7:14 ص    عدد الزيارات 704    التعليقات 0

        

هل أعطى المرشد الأعلى لنجاد فرصة أخيرة للتخلص من مساعديه؟

مجتبى ذو النور يصفهم بـ«التيار الأكثر خطورة» ومحمد مصباح يزدي بـ«القمامة» و«الدهماء»

 
واشنطن: توماس إريبرنك
امتدت المواجهة المتنامية بين رجال الدين الحاكمين في إيران والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى حد توجيه انتقادات مباشرة وغير معتادة للدائرة الداخلية من مستشاري الرئيس.

وبعد أن كان لآيات الله المتشددين وممثلي قوات الحرس الثوري، دور فعال في وصول أحمدي نجاد إلى السلطة في عام 2005، يتهمون الآن كبار مساعديه، بالتخطيط لإبعاد رجال الدين الشيعة عن السياسة. وعلى الرغم من أن أحمدي نجاد، الذي بات في عزلة متزايدة، يعتمد بشكل وثيق على مجموعته المتماسكة، فإن النقاد يطالبون الرئيس بقطع جميع علاقاته بفريقه.

وفي إطار جهد منظم، على ما يبدو، بدأت وسائل الإعلام الرسمية في نقل أخبار مفادها، أن بعضا من أفراد حاشية نجاد يعتمدون على العرافين، في حين يتم اتهام آخرين باختلاس أموال الحكومة. كما بدأت الصحف الرسمية تشير إلى أكبر أربعة مساعدين من مساعدي أحمدي نجاد، على أنهم قادة التيار السياسي «المنحرف» الذي يسعى للوصول إلى السلطة المطلقة في البلاد.

وتأتي التحركات ضد المستشارين، في أعقاب سلسلة من الصدامات العلنية التي جرت في الآونة الأخيرة، بين الرئيس والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وتعكس تحديا متزايدا لقبضة أحمدي نجاد على السلطة.

ونقلت وكالة أنباء «مهر» شبه الرسمية، الأسبوع الماضي، عن مجتبى ذو النور، وهو رجل دين بارز في قوات الحرس الثوري، قوله إن مستشاري الرئيس يمثلون «التيار الأكثر خطورة في تاريخ الإسلام الشيعي». في حين وصف آية الله المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، وهو أحد المؤيدين السابقين لأحمدي نجاد، المقربين من الرئيس بأنهم «قمامة» و«دهماء».

وقد شهدت الجمهورية الإسلامية في إيران على امتداد تاريخها الذي يمتد لاثنين وثلاثين عاما، تنافسا بين مراكز القوى المتعددة فيها. غير أن الهجمات الشخصية الفظة ضد أحمدي نجاد وفريقه غير عادية. وهناك مؤشرات على أن الضغوط قد تكون في تصاعد مستمر. وذكرت وسائل الإعلام شبه الرسمية في إيران، في الأسبوع الماضي، أنه تم إلغاء زيارة كان مقررا أن يقوم بها أحمدي نجاد إلى جمهورية أرمينيا المجاورة، بسبب عدم السماح لاثنين من مستشاريه بمغادرة البلاد.

ويقول بعض السياسيين والمحللين الإيرانيين، إنهم يعتقدون أن المرشد الأعلى قد أعطى الرئيس فرصة أخيرة للتخلص من مساعديه أو يتم عزله. وقال أمير محبيان، وهو محلل سياسي كان مؤيدا للحكومة في الماضي، ولكنه مناهض لسياساتها الآن، على الرغم من أن قرار عزل رئيس الجمهورية يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار، ويكلف خامنئي من الناحية السياسية الكثير، فإنه يمكن «عزل أحمدي نجاد إذا ما رأت القيادة أن ذلك مناسبا». ويقول محللون، إن شن هجمات على المستشارين يهدف إلى زيادة عزلة أحمدي نجاد، الذي سيعاني مزيدا من الضعف وحده من دون وجود مساعديه من حوله. وقالت السلطة القضائية الإيرانية خلال الشهر الحالي، إنه تم منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، القبض على ما لا يقل عن اثني عشر شخصا لهم علاقة بالرئيس، ولم يكن من بينهم أي من المستشارين المقربين منه.

ويرفض أحمدي نجاد معالجة هذه الاتهامات علنا، وظهر مؤخرا بشكل متفاخر في صورة مع أقرب مساعديه وأكثرهم إثارة للجدل، وهو أسفنديار رحيم مشائي الذي يعد السبب الرئيسي وراء غضب منتقديه.

ومن خلال عملهم في المجمع الرئاسي في وسط طهران، حيث تنتشر أشجار الجميز على جانبي الطرق، ساعد مستشارو أحمدي نجاد، على مدار سنوات عديدة، في رسم السياسات الخارجية والنووية العدائية للرئيس، ونصحوه بإحداث تخفيضات جريئة في دعم الدولة، ورسموا صورته باعتباره رجلا مجتهدا يعمل من أجل الشعب. والتقى العديد من أعضاء فريقه في المقاطعة التي بدأ فيها أحمدي نجاد سيرته المهنية كنائب محافظ خلال الثمانينات من القرن الماضي، وظلوا معا حتى تم انتخابه رئيسا لبلدية طهران في عام 2003، إلى أن حقق فوزا مفاجئا في الانتخابات الرئاسية عام 2005. وبعد توليهم دفة السلطة التنفيذية في إيران، لفتوا الانتباه أيضا، إلى أن مجيء المهدي المنتظر قد بات قريبا. ومن جانبه، أدلي مشائي، (51 عاما)، وهو مسؤول مخابرات سابق، ويترأس الآن مكتب الرئيس، بسلسلة تصريحات، خلال السنوات القليلة الماضية، تساند تفسيرا غير عادي للإسلام الشيعي الذي لا يعتمد على رجال الدين كوسطاء بين الناس والله.

وقد وصف أحمدي نجاد مشائي بأنه «إلهام»؛ ومن الجدير بالذكر أن نجل مشائي تزوج بابنة الرئيس في عام 2008.

إن الشائعات المستمرة بأن مشائي يدعي أنه على اتصال مع المهدي المنتظر، قد نشرت في الصفحات الأولى لوسائل الإعلام الرسمية في الآونة الأخيرة، بعد اعتقال عدد من مساعديه بتهمة «الشعوذة»، ولم ينف مشائي هذه الاتهامات بطريقة مباشرة.

ويعد مجتبى ثمره هاشمي، (52 عاما)، وهو مساعد بارز، بمثابة مستشار غير رسمي لأحمدي نجاد، ويكاد يكون دائما إلى جانبه خلال ظهوره العلني. لقد كان ثمره هاشمي زميلا لأحمدي نجاد منذ أيام الجامعة، وظل على علاقة وطيدة به منذ ذلك الحين. وتلقي هاشمي تدريبا كمهندس معماري، وقضى سنوات في وزارة الخارجية يحدد الأشخاص الذين يلتحقون بالبعثات الإيرانية في جميع أنحاء العالم. ويعد هاشمي واحدا من ضمن عدد قليل من المقربين من الرئيس الذين لم يتم اتهامهم بارتكاب مخالفات.

ويقول محللون إن الصاحبين القديمين، مشائي وثمره هاشمي، يساعدان في تعزيز ثقة أحمدي نجاد بنفسه.

وقال محبيان، إن أحمدي نجاد قد يحاول إعداد أحد هذين الرجلين ليكون خلفا له، ليحافظ على نفوذه بعد انتهاء فترة ولايته في عام 2013، وأضاف: «إذا كان أحمدي نجاد يبحث عن شخص يقوم بمواصلة سياساته، فسيكون هذان الرجلان مرشحين رئيسيين».

وتضم الدائرة الأوسع من المساعدين حامد بغائي، (42 عاما)، وهو الشخصية الأكثر إثارة للجدل، وعمل على مدى عقود كمسؤول حكومي متوسط. ويرتبط بغائي ارتباطا وثيقا بمشائي، واحتفظ بمنصب في المنظمة الإيرانية للتراث الثقافي، التي تعد رسميا جزءا من الحكومة.

وتم منع بغائي من العمل في مناصب عامة، عقب ما وصفه القضاء الإيراني بـ«الجرائم المتكررة»، على الرغم من أن تصرفاته غير القانونية لم تكن مفصلة. واستأنف بغائي الحكم وتم السماح له بالبقاء في منصبه وهو الآن ينتظر إعادة المحاكمة. وربطت وسائل إعلام إيرانية بينه وبين الاستيلاء على أراضي في جزيرة كيش على الخليج العربي، كما تم اتهامه بمحاولة تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بعدما تم نشر صور له مع العلم الأميركي وتمثال الحرية على الإنترنت.

وعلى الرغم من أن المرشد الأعلى يؤكد، في كثير من الأحيان، أنه يتعين على الجمهورية الإسلامية مقاومة الولايات المتحدة على جميع الجبهات لكي تبقى على قيد الحياة - يظن الكثيرون أن فريق الرئيس مهتم من الناحية السياسية بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة من أجل تعزيز شعبيته الداخلية، ولكن الحكومة نفت ذلك. وتحول العديد من مؤيدي الحكومة السابقين إلى نقاد شرسين. وقال رضا كلبور، وهو ناشط شيعي وكاتب كان في ذلك الوقت مساندا قويا للرئيس: «عندما كان أحمدي نجاد مرشحا في عام 2005، كان يحيط نفسه بأناس طيبين». وأضاف كلبور، إن مشائي و«عملاءه» قد زحفوا عليه بعد ذلك.

* ساهم في التقرير كاي أرمين سيرجوي

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,207,086

عدد الزوار: 6,940,465

المتواجدون الآن: 115