سقوط أحمدي نجاد.. خسارة لأميركا!

تاريخ الإضافة الخميس 23 حزيران 2011 - 8:08 ص    عدد الزيارات 593    التعليقات 0

        

 
 
هُمّش الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد من قبل الأصوليين الدينيين، وهو خبر سيئ للمسؤولين الأميركيين الساعين إلى وقف البرنامج النووي الإيراني.
فالقائد الإيراني ذاته الذي انخرط في معمعة نفي «الهولوكست» فضلاً عن الأوهام المسيحانية، ظلّ وبشكل مناقض لذلك كلّه، أكثر المتحمسين في السلطة الدينية لإجراء مفاوضات نووية مباشرة مع واشنطن.
ففي الوقت الذي يخرج فيه احمدي نجاد من دائرة المفضلين من قبل الخط المتشدد لرجال الدين الإيرانيين، يدخل احتمال التسوية النووية بين طهران وواشنطن طور التلاشي.
لقد تعمّد رجال الدين الإيرانيون تحويل الرئاسة إلى مركز ضعيف، من جراء تشكيكهم الدائم بالسلطة المركزية والانتخابات الشعبية، علماً أن سلفي نجاد كانا أثارا موضوع محدودية الصلاحيات الرئاسية بصراحة فجة. واندلع الصراخ عندما سعى احمدي نجاد بدأب لتجاوز هذه القيود. ومن خلال توظيف نبض القوميين المؤيدين له، علاوة على المظالم الاقتصادية، استعمل نجاد بحذق كل الفرص التي أتيحت له لبناء قاعدة سلطة وتوكيد تأثيره. وهذه الحصافة السياسية الغريزية هي التي حدت به الى احتضان فكرة التفاوض مع واشنطن، وهو الاقتراح الذي تسبب بخلاف جوهري مع إيديولوجيا رجال الدين الرسمية المعادية للأمركة.
ولم يلاق اهتمام السيد احمدي نجاد بالحوار أي تقدير من قبل أميركا أو أية دفعة في اتجاه عقد مصالحة. في الواقع، رأى الرئيس الاستفزازي الى المحادثات بما هي وسيلة لتعظيم مكانته في الداخل الايراني والخارج، وسط الترويج لنظرته حول إيران قوية ـ مسلحة نووياً. اذ لسياسي يعتقد بأوهام حول عظمته الشخصية، كان يمكن لفكرة مفاوضات مميزة مع واشنطن أن توفر له فرصة التبختر على المسرح الدولي بوصفه بطل النظام الدولي الجديد المعادي لأميركا.
ولطالما نظرت المؤسسة الإيرانية المحافظة إلى طموحات السيد احمدي نجاد كتهديد، سواء أكان لهيمنتها السياسية، أم لإيديولوجيتها. على كل حال، طالما وظّف تهييج أحمدي نجاد للرعاع في خدمة أهداف النظام، كان نجاد يلاقي احتضاناً وتشجيعاً من خامنئي، وظل ذلك سائداً إلى أن بدأت ذرائع الرئيس بالتعدي على سلطاته.
وأصبح القائد الأعلى، يتمتع بقبضة أصلب أكثر من أي وقت اخر في سيطرته على إيران. ولم يعد أي من صنّاع القرار ذوي الصلة يرغبون بالضغط على موقفه العدائي ضد الغرب. ومع استفحال الأزمات في المنطقة، تسعى ايران بدأب لتوسيع دائرة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وما يتجاوزها أيضاً. فإيران متعاظمة الثقة والعدائية في آن، ليست في وارد القبول بقيود ذات معنى على طموحاتها النووية، أو، من ناحية ثانية، بقطع روابطها بالمجموعات الميليشياوية كـ«حماس» و«حزب الله».
وشكّل ذلك كله لغزاً حقيقياً لصناع السياسات في كل من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، الذين كانوا يعوّلون بصورة حصرية على العقوبات الاقتصادية كسبيل أوحد لاعتراض طريق التقدم النووي الإيراني. فنظام ممزق بالنزاعات الداخلية، يعيش حالة حذر من مكوناته الداخلية، وتحت ضغوط اقتصادية، ومحاط بحركات احتجاج معادية للسلطوية تفرض من جهتها ضغوطها الخاصة، وبنهج أميركي خلاق مستعد لدفع المغانم في حال تغيّرت التحالفات داخل الطبقة السياسية الإيرانية، يوفر فرصاً لإعادة هيكلة أولويات إيران.
على واشنطن ان تقدر أنها محبوسة في صراع مديد على النفوذ الإقليمي مع خصم تقع ممارسته في دائرة الأصعب على التنبؤ. ولكي تتقدم في هذا الصراع، على واشنطن التخلي عن أي تقدير بأن إيران يمكن إغواؤها أو قسرها على المجيء إلى مائدة التفاوض.
ترجمة: حسن الحاف

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,647,710

عدد الزوار: 6,906,470

المتواجدون الآن: 99