إيران: مشائي «ساحر نجاد»... والمهدوية قناع لاقتحام «المنطقة المحرمة»

تاريخ الإضافة الإثنين 27 حزيران 2011 - 6:23 ص    عدد الزيارات 606    التعليقات 0

        

إيران: مشائي «ساحر نجاد»... والمهدوية قناع لاقتحام «المنطقة المحرمة»
الأحد, 26 يونيو 2011
فاطمة الصمادي

حضر «إمام الزمان» بقوة في أزمة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد السياسية، وشكل محوراً مهماً في موضوع الخلاف والهجوم الذي ما زال يتعرض له من قبل جهات عدة، وفي مقدمها الحرس الثوري الذي ظل وإلى وقت قريب حليفه القوي، ويشارك في الهجوم مجلس الشورى بغالبيته الأصولية ورجال الدين في قم، بصورة تؤكد أن قضية المهدوية في إيران تتجاوز في حقيقتها الجوانب العقائدية، وتستخدمها الأجنحة السياسية للتنافس والتجاذب السياسي، وصارت عنواناً في صراع النفوذ والقوة في إيران. وإن كان الرئيس الإيراني خاطب العالم من على منابر الأمم المتحدة متسلحاً بإيمانه بقوة وحضور الإمام الحجة، إلا أن الإمام الذي لا يخلو خطاب لنجاد من الدعاء بتعجيل فرجه، صار الحديث عن «ظهوره و انتظاره» ينبئ بصورة واضحة أن السنوات الباقية من عمر رئاسة نجاد ستكون صعبة، وسيكون الرئيس مضطراً إلى إدارة صراع على جبهات السلطة والنفوذ المتعددة في إيران، وسيكون مجبراً على مهادنة المرشد ووقف المناورة معه إذا أراد إنهاء دورته الرئاسية دون أن يواجه المصير الذي واجهه الرئيس بني صدر سابقاً.

«تيار الانحراف» أو «تيار النفوذ»، مصطلحان سياسيان جديدان على الساحة السياسية الإيرانية، والمقصود بهما واحد هو الحلقة المقربة من نجاد والتي لم تعد تقتصر على صديقه ومستشاره رحيم مشائي، فالرئيس «يجمع حوله أناساً تدور حولهم الشكوك، وهم إما فاسد أو منحرف أو فاسد ومنحرف معاً « وفقا لآخر تصريحات صدرت عن رئيس مركز الأبحاث التابع لمجلس الشورى الإسلامي أحمد توكلي، الذي أبدى استعداده للدفاع عن اتهاماته هذه أمام القضاء، دون أن يعيد ما دأب على ترديده دائماً بأن نجاد» عامل أصلي في أزمة إيران الاقتصادية».

تضغط قيادات ذات ثقل كبير في الحرس الثوري، ومرجعيات دينية ذات نفوذ ليعلن الرئيس براءته من مقربين منه يتزعمون «تيار الفتنة «، الذي ترى فيه خطراً على إيران يماثل خطر «الحركة الخضراء» ورموزها. وبعد حديث عن ضرورة فصل الرئيس عن المحيطين به، بدأ خطاب آخر بالظهور يروج لعملية الإطاحة بنجاد والحلقة التي تحيط به. صحيح أن إحالة مجتبى ذو النور ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في «الحرس الثوري»، على التقاعد عقب يوم واحد من تصريحاته باستحالة الفصل بين نجاد ومشائي، تشير إلى مرجعيات عليا لم تعجبها الصيغة التي تحدث بها عن الرئيس الإيراني، إلا أن ذا النور ألقى حجراً كبيراً آخر في بركة نجاد التي ماعادت تهدأ. وبدا أن الكثيرين راق لهم التشبيه الذي استخدمه ذا النور عندما قال: إن نجاد ومشائي «توأمان» فصلهما يعني موتهما، كما حدث مع التوأم الإيراني لانة ولادن.

واعتقال محمد شريف ملك زاده، بعد يومين على استقالته من منصب نائب وزير الخارجية للشؤون المالية والإدارية، تجنباً لعزل الوزير علي أكبر صالحي، يأتي ضمن خطة الإطاحة بالحلقة المحيطة بنجاد. ولن يكون من السهل على نجاد مواجهة ذلك بخاصة وأن ملك زاده يواجه تهم تجسس وفساد مالي وأخلاقي. ويعزز من خطورة وضعه علاقته الوثيقة بمشائي.

وتتم عملية «شيطنة مشائي» بصورة ممنهجة، في وقت يسبق انتخابات مجلس الشورى التاسعة التي قيل إن نجاد يسعى إلى كسبها لمصلحة تياره، فمشائي وفقاً للرواية الأصولية ساحر له علاقات بأناس يمارسون الشعوذة ويدعون الارتباط بالجن، ونجاد واقع تحت تأثير سحر مشائي، وهو ما سخر منه الأخير مطالباً من قال بذلك أن يقوم بإبطال هذا السحر وإنقاذ الرئيس من براثنه. ويأتي ذلك رداً على تصريحات لآية الله مصباح يزدي رجل الدين الذي طالما دعم نجاد قال فيها إن «نجاد وقع تحت تأثير السحر، فهذا الوضع غير طبيعي مطلقاً» وأرسل يزدي إشارات عديدة بأن هذا الساحر ليس سوى رحيم مشائي.

لا يوجد من ينكر أهمية وخطورة المهدوية في الجمهورية الإسلامية، لكن الظهور الوشيك للمهدي يشكل تقويضاً لشرعية الحكم في إيران وإنهاء لها. فمع مجيئه، ينتهي دور المرشد الأعلى للثورة بوصفه ممثلاً للإمام. بوضوح أن حكومة الولي الفقيه هي حكومة « تسيير أعمال في غياب ولي العصر»، وواجبها هو «التحضير للظهور»، وبعد ظهور الإمام الغائب، تنتقل السلطة التنفيذية والروحية في المجتمع الإيراني والعالم إلى المنجي، مما يرتب استبعاد القائد الحالي.

وقد مر خطاب نجاد المهدوي في مراحل لم تغب عنها الأهداف السياسية، فمن إشارات إلى موضوع إمام الزمان وقرب عودته، إلى ربط ذلك بكرامات ومعجزات ثم إجراء محاولة للمطابقة الأيديولوجية بين الجمهورية الإسلامية ومجريات السياسة الدولية ووقائعها وحكومة إمام الزمان، وهي المطابقة التي أدخلت نجاد في محنة، لكن هذه المطابقة أمر لا ينكره معممون كثر في إيران منهم مصباح يزدي الذي اعتبر حكومة الجمهورية الإسلامية مظهراً من مظاهر وتجليات المهدي.

يتحدث خصوم نجاد اليوم عن استغلال عقائد الناس الدينية لأهداف سياسية، فيما يدافع نجاد وأنصاره عن توظيف هذه الفكرة لأغراض سياسية، وذلك بالقول إن الاعتقاد بالمنجي هو فكر علمي، ولا علاقة له بترويج الخرافات، وإن هدف الحكومة هو التحضير للظهور.

الظهور الوشيك

لم يكن لفيلم وثائقي حمل عنوان» الظهور وشيك جداً» أن يمر دون إثارة جدل سياسي وديني واسع في إيران، فالفيلم الذي يتحدث عن عودة الإمام المهدي وعلامات ظهوره، جرى توزيعه بشكل كبير في مدن وقرى إيران، واتهم نجاد وفريقه السياسي وعلى رأسهم مستشاره ومدير مكتبه رحيم مشائي، بأنهم يقفون حقيقة وراء صناعة وترويج هذا الفيلم لتحقيق مآرب سياسية. وهو ما نفاه مقربون من نجاد.

يسعى الفيلم للتأكيد على دور المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في ظهور الإمام الغائب، ويؤكد أنهما من أبرز الشخصيات التي تمهد لعودته، ويقدم الفيلم الذي جرى اعتقال مخرجه، روايات تاريخية لظهور الإمام الثاني عشر للشيعة الإثني عشرية، أي الإمام المهدي. وبعد استعراض عدد من الوقائع السياسية والأحداث التي شهدتها وتشهدها المنطقة بخاصة في العراق ومصر واليمن وكذلك إيران، يصل الفيلم إلى نتيجة تقول إن خامنئي ونجاد، هما أنصار المهدي اللذين سيسلمان له الراية. ويكاد الفيلم يجزم بأن موعد الظهور بات قريباً جداً. ويسقط الفيلم روايات على شخصية خامنئي ويرى أنه هو السيد الخراساني صاحب الجيش القوي الذي سيسلم الراية للمنجي الموعود، وأن نجاد هو شعيب بن صالح، الذي يقود حرباً ضد الفساد وينتصر على جيش السفياني ويمهد الأرض لظهور إمام الزمان وولي العصر.

واجه الفيلم ردود فعل دينية، فقد شكك العديد من الباحثين ورجال الدين في صحة الأسانيد والروايات التي بني عليها. وألقى المرجع الديني البارز آية الله مكارم الشيرازي بالشك على الفيلم، لكن نقطة انتقاد الشيرازي تقوم بصورة أساسية على وقت تعيين ظهور إمام الزمان، فالحديث عن وقت محدد لذلك من شأنه أن «يوجه لطمة لمعتقدات الناس وإيمانهم بالمهدوية» وهو كما يصفه «كذب محض»، ورأى الشيرازي الذي كان يتحدث للناس المحتشدين في مسجد جمكران إن «الأعداء هم من يقف وراء توزيع هذا الفيلم بصورة مجانية»، وطالب بملاحقة المسؤولين عن الفيلم قضائياً، وهو ما جرى فعلاً حيث تم اعتقال مخرجه ثم مالبث أن افرج عنه. لكن الموقع الإلكتروني لفريق «المبشرين» وهو الفريق المسؤول عن إنتاج الفيلم رد على الانتقادات بنشر آراء لرجال دين آخرين يمجدون الفيلم ويؤيدون ما جاء فيه، ووصف آية الله قائم مقامي الفيلم بأنه «حدث ثقافي كبير».

ولا يقف مخرج الفيلم علي أصغر سيجاني وحيداً في ما ذهب إليه من رأي في شأن نجاد، ولم يكن توظيفه للأحداث السياسية ضرباً من التخيل الكامل، فنجاد عندما زار لبنان، استقبلته فرقة موسيقية تابعة لحزب الله بنشيد كان مطلعه «أهلا وسهلا حامل البشرى..عمت بلادي فرحة كبرى .. يا مرحبا بنجاد».

وإن كان البعض يحمّل نجاد مسؤولية إنتاج هذا الفيلم وتسميته بـ «شعيب بن صالح» وهو ما نفاه بقوله «لست شعيباً ولا ابن ملك أنا خادم للتراب الذي يسير عليه الناس»، إلا أن شعيب هذا «ظهر» في إيران أكثر من مرة، فمنذ الثورة الإسلامية وإلى اليوم جرى فيها تسمية شعيب بن صالح مرات عدة وفقاً للشخصية الأكثر حضوراً على اختلاف المراحل الزمنية من عمر إيران الإسلامية، ومن هذه الحالات تسمية آية الله رفسنجاني (شعيب بن صالح) وقت كان رئيساً لإيران، وبعد ذلك كان البعض يعطي التسمية لقائد الحرس الثوري السابق رحيم صفوي، وطالت القائمة أيضاً علي شمخاني وزير الدفاع الإيراني في حكومة خاتمي، وغذى ذلك أصله العربي واسم والده (صالح)، وأهل الحي الذي يسكن فيه ينادونه شعيباً.

عولمة ولي العصر

مع مجيء نجاد إلى سدة الحكم عام 2005، دفع بالشعار المهدوي إلى الواجهة. وبعد أشهر من انتخابه كانت إيران تشهد انعقاد أول مؤتمر دولي حول «العقيدة المهدوية» في آب (أغسطس) 2005، وجاء عقد المؤتمر مباشرة بعد حديث نجاد في الأمم المتحدة. وعقد المؤتمر إلى اليوم ست دورات حظيت بدعم ورعاية رسمية حكومية، ومشاركة رجال دين وسياسيين إيرانيين بارزين منهم من هو خصم لنجاد من أمثال رئيس مجلس الشورى الإيراني، ويستقطب المؤتمر بصورة سنوية باحثين من إيران وخارجها.

ويركز بشكل واضح على أن «معرفة ولي العصر، تضع الحد الفاصل بين الإسلام والكفر، الإسلام والنفاق، الإسلام والضلال». مع إسقاط لمفاهيم هذا الاعتقاد، وتطبيقاته على المجالات التربوية والسياسية وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والقطاع الاقتصادي، والبعد الأمني. ذلك أن «المهدوية» يمكن أن تشكّل بوصلة تقود إلى «إنشاء الحكومة العالمية «.

ومن هذه التطبيقات أن مريم معين الإسلام، وهي باحثة إيرانية ترأس منظمة نسوية للنساء اللواتي ينتظرن المهدي ترى في «حكومة المهدي العالمية بديلاً حصرياً للعولمة الراهنة التي يقودها الغرب. والخيار الوحيد المؤهل ليحل محل الحضارة الغربية التي تقف على عتبة الانحدار، هو الحضارة الإسلامية ممثّلة بإيران».

إن توصيف نجاد بأنه المولع بفكرة الظهور دون سواه من القيادات السياسية في إيران توصيف يجانب الصواب وينقضه الواقع السياسي الإيراني، فالفكرة المهدوية عميقة في الطرح السياسي والديني الإيراني، وتجد صداها لدى الكثير من السياسيين في إيران، فالدولة الحقة كما يراها رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني تعني الدولة المتصلة بثورة الإمام المهدي، ولاريجاني الذي يختلف سياسياً مع نجاد، يرى أن الحكومة المهدوية، والحكومة التي تريد أن تقول: إنني أمتلك خصوصية الانتظار، ينبغي أن تهتم بموضوع التكامل، وتمتاز بالحيوية والنشاط والأمل والحرکة، لا تيأس، ولا تصاب بحالات القنوط في مواجهة الباطل.

وإن كان بعض آيات الله انتقد حديث نجاد عن قرب الظهور إلا أن أياً منهم لا ينكره، ولا يجرم الانتظار، ونجد بعضهم يشارك الرئيس الإيراني فكرته بضرورة الإعداد لاستقبال المهدي.

يتهم نجاد، بأنه يستخدم المهدوية، كأداة للتغلب على رجال الدين وتهميش هذه الفئة ذات النفوذ الواسع في إيران. فنجاد سعى، من خلال الكشف عن الفساد الاقتصادي والأخلاقي لبعض رجال الدين، إلى إضعاف قاعدة السلطة الدينية الأساسية، وبوعي أو دون وعي سيقود ذلك إلى إضعاف مكانة رجال الدين ودورهم في هيكل السلطة في الجمهورية الإسلامية، وشكلت قضية ما عرف بـ «تسريبات باليزدار» علامة فارقة في العلاقة بين نجاد والمرجعيات، فقد تحدث باليزدار الرئيس السابق لمكتب دراسات البنية التحتية في مركز أبحاث مجلس الشورى الإسلامي ومراجع الحسابات في المحكمة العليا، في محاضرة ألقاها في جامعة همدان عام 2008، عن أكثر من 123 ملفاً لشخصيات اتهمها بقضايا فساد من بينها (44) شخصية معروفة في إيران منهم تسعة من أكبر الشخصيات الدينية في مقدمهم، محمد إمامي كاشاني، إمام جمعة طهران، ومحمد يزدي، الرئيس السابق للسلطة القضائية، وعباس واعظ طبسي، المسؤول عن محافظة العتبات المقدسة في مشهد، وعلي اكبر ناطق نوري، الرئيس السابق لمجلس الشورى.

وفي أحاديث أخرى وصلت الاتهامات إلى آية الله هاشمي رفسنجاني، الخصم السياسي الأول لنجاد. لكن باليزدار ما لبث أن اقتيد للمحكمة وحكم بالسجن عشر سنوات بتهمة المساس بالأمن القومي، والكشف عن وثائق سرية، وخيانة الأمانة، والكسب غير المشروع ونشر الأكاذيب. وخفف الحكم إلى ست سنوات بعد تبرئته من تهمة المساس بالأمن.

في ما بعد دخل باليزدار في سياق المواجهة بين شخصيات أصولية مثل عمدة طهران محمد باقر قاليباف وأحمدي نجاد، عندما أعلن ندمه و قال انه جرى استغلاله من نجاد للنيل من خصومه السياسيين، وأن الرئيس وعده بمنصب وزاري ولم يف بوعده.

لا تقف محنة نجاد في أسبابها عند «الاعتقاد بالمهدي الموعود، وأن ظهوره حق وأن من واجب المسلمين الشيعة أن يحضروا لظهوره» لأن ذلك في حقيقته جزء من المذهب، لكن المهدوية شكلت عنواناً في عملية قام بها نجاد لإقصاء خصومه من سياسيين ورجال دين، رحيم مشائي (أ ف ب).jpg مثلما تشكل اليوم العنوان الأهم والأبرز في الهجوم عليه من قبل خصومه ومنافسيه وحتى من قبل حلفائه السابقين. واليوم بات مستقبل نجاد السياسي على المحك مع سعيه لخط مسار مستقل لقراره بعيداً عن المرشد الأعلى للثورة.

إن محنة نجاد الأساسية تكمن في اقتحامه للمناطق المحرمة، مناطق النفوذ والسلطة، وهو ما عبر عنه عام 2005 بقوله :»عندما جرت الانتخابات كنت رئيساً لبلدية طهران للسنة الثانية، وقبلها كنت حاكماً إدارياً، وأستاذاً جامعياً ومديراً، لقد أمضيت من 15 إلى 16 سنة في مراكز مسؤولية وعلى تماس مع الناس وقريباً منهم، وعندما دخلت مجال الانتخابات الرئاسية، وجدت أن الداخل والخارج، الفضائيات، وعناصر استخبارية، يحاولون تشويه صورتي ورسم صورة لي تمثل وحشاً بسبعة رؤوس. تفسيري لذلك كله أنني دخلت منطقة السلطة المحرمة».
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,146,078

عدد الزوار: 6,756,992

المتواجدون الآن: 128