حرب تصريحات غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل..

تاريخ الإضافة الجمعة 12 تشرين الثاني 2021 - 6:49 م    عدد الزيارات 1128    التعليقات 0

        

"يجب أخذها على محمل الجد".. حرب تصريحات غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل..

الحرة... حسين قايد – دبي.. تصاعد حدة التهديدات الإيرانية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية...

تصاعدت التهديدات بأعمال عسكرية بين إيران وإسرائيل بشكل ملفت، وذلك قبل نحو أسبوعين من عودة مفاوضات الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى، وبالتزامن مع إجراء مناورات عسكرية في البحر الأحمر وخليج عُمان، بإشراف أميركي ومشاركة كل من إسرائيل والإمارات والبحرين.

هل يتوجب أخذ التهديدات بحرب مباشرة بين إيران وإسرائيل على محمل الجد؟

خلال الأيام القليلة الماضية، قال عسكريون إسرائيليون كبار إن قواتهم تستعد لاحتمال نشوب صراع مسلح مع إيران ووكلائها في المنطقة. وذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي "يسرع الخطط العملياتية والاستعداد للتعامل مع إيران والتهديد العسكري النووي". في المقابل، رد قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، الخميس، قائلا إن النظام الوحيد الذي يتحدث عن البقاء هو إسرائيل، "لذا، نظام يتحدث عن وجوده محكوم عليه بالتدمير ولا يمكن أن يتحدث عن تدمير دول أخرى". ورأى علي حاجي أن التصريحات الإسرائيلية هي "تهديدات موجّهة بالدرجة الأولى إلى الاستهلاك الداخلي وهم يعرفون أنهم يمكنهم أن يبدأوا (بالإعتداء)، لكن النهاية ستكون بيدنا، وهذه النهاية هي تدمير النظام الصهيوني". وزعم أنه "في حال قدموا لنا الذريعة (...) سيكونون بالتأكيد يسرّعون من موعد تدميرهم".

"تخطى كل الخطوط الحمراء"

يرى مدير مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط، عوزي رابي، أن هذه التهديدات جزء لا تتجزأ من الصراع المفتوح بين البلدين، مؤكدا أن الملف النووي الإيراني يمثل أولوية لدى إسرائيل. وأرجع عوزي في تصريحات لموقع قناة "الحرة" هذا التصعيد الإسرائيلي إلى "فقدان الثقة في الإدارة الأميركية خاصة مع الحديث عن إحياء الاتفاق النووي 2015"، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق ترفضه إسرائيل وتعتبره انتصارا لطهران، بالإضافة إلى تغيير أولويات الإدارة الأميركية، وتراجع ترتيب الشرق الأوسط ضمن أولوياتها، بحسب رابي. أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، مائير مصري، فقد أرجعها إلى "التمادي الإيراني غير المسبوق، سواء في اقتراب النظام من إمكانية تصنيع قنبلة أولى أو في عربدته المتصاعدة في الخليج العربي واقترافه جرائم إرهابية في ممرات الملاحة الدولية". وقال مصري، وهو عضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي، في حديثه مع موقع "الحرة": إن "من يراقب السلوك الإيراني يدرك تماما أن نظام الملالي قد تخطى كل الخطوط الحمراء وأنه لم يعد يستحي من شيء". في المقابل، يرى مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، محمد صالح صدقيان، أن هذه التهديدات المتبادلة طبيعية بسبب الخلاف التاريخي بين البلدين، مشيرا إلى أن "التهديدات الإيرانية تعتمد على ثوابت الدولة منذ الثورة الإسلامية عام 1979". وأرجع صدقيان في حديث مع موقع "الحرة" تصاعد حدة التهديدات هذه الأيام، إلى "رغبة إسرائيل في تعطيل مفاوضات إحياء الاتفاق النووي 2015، من خلال إثارة التوترات في المنطقة وتوجيه التهديدات إلى طهران". وأشار إلى أن "إسرائيل تعارض أي مفاوضات مع إيران، وتلعب دورا نشطا منذ 2015، لتعطيل هذه المفاوضات". وكانت إسرائيل من المعارضين لإبرام الاتفاق النووي عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى. ومن المقرر أن تستأنف أطراف الاتفاق في 29 نوفمبر، المباحثات الهادفة الى إحيائه بعد الانسحاب الأميركي الأحادي منه عام 2018. وعقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018، وفرض العقوبات مجددا على إيران، تخلت الجمهورية الإسلامية تدريجيا - وعلنا - عن القيود على برنامجها النووي، وأعلنت ارتفاع مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة إلى أكثر من 210 كيلوغرامات، في أحدث بادرة على التحدي قبل انطلاق المحادثات النووية المقبلة مع الغرب. بموجب الاتفاق النووي الذي وصف بالتاريخي، مُنعت إيران من تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 3.67 بالمائة. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد عن 90 بالمائة في صنع أسلحة نووية، رغم أن طهران تصر على أن برنامجها النووي سلمي. تنظر إسرائيل إلى إيران على أنها تمثل تهديدا وجوديا، وحذرت من أنها ستستخدم القوة العسكرية إذا لزم الأمر لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية. ونفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على أهداف عسكرية مرتبطة بإيران في سوريا المجاورة في العقد الماضي، لكنها نادرا ما تعترف بعملياتها. وكانت قد قالت إن وجود إيران بالقرب من حدودها الشمالية خط أحمر، وإنها تستهدف شحنات أسلحة متجهة إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ومنشآت مرتبطة بإيران في سوريا. وفي يناير الماضي، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه أصدر تعليمات للجيش بالشروع في وضع خطط هجوم جديدة لضربة على المنشآت النووية الإيرانية، وفي الشهر الماضي، كشفت تقارير صحفية أن الحكومة خصصت مليارات الدولارات لجعل هذه الخطط قابلة للتطبيق، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، قال الشهر الماضي، إنه "إذا كان نظام إرهابي في طريقه للحصول على سلاح نووي، فيجب أن نتصرف".

مناورات عسكرية

وتتزامن حدة تصاعد التهديدات بين إيران وإسرائيل مع إجراء عدد من المناورات البحرية في البحر الأحمر وخليج عمان. إذ أعلن الأسطول الأميركي الخامس، الخميس، إجراء القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية مناورة بحرية مشتركة مع القوات الإماراتية والبحرينية والإسرائيلية في البحر الأحمر، بداية من الأربعاء. وقال الأسطول الخامس الذي يتخذ من العاصمة البحرينية المنامة مقرا له، في بيان، إنه بدأ تمرينا متعدد الأطراف على عمليات الأمن البحري في البحر الأحمر، يستمر خمسة أيام على متن سفينة النقل البرمائية "يو أس أس بورتلاند"، حيث يشمل التمرين عدة تكتيكات. وقال قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية (نافسينت)، نائب الأدميرال، براد كوبر، "من المثير رؤية القوات الأميركية تتدرب مع شركاء إقليميين لتعزيز قدراتنا الأمنية البحرية الجماعية".

الأسطول الخامس يعلن عن مناورة بحرية تجمع إسرائيل والإمارات والبحرين

أعلن الأسطول الاميركي الخامس، الخميس، إجراء القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية تمرين عسكري مشترك مع القوات الإماراتية والبحرينية والإسرائيلية في البحر الأحمر، أمس الأربعاء. بدوره، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن المناورات البحرية المشتركة مع الولايات المتحدة والإمارات والبحرين تهدف إلى منع تموقع إيران البحري. وقال ضابط في سلاح البحرية الإسرائيلية "إن تهديد التموقع الإيراني في المنطقة هو تهديد في المجال البحري، ويجب الاستعداد له". وأضاف أنه "في المجال البحري، الإيرانيون مستقلون، ومن الضروري إبعاد التموقع البحري الإيراني عن دولة إسرائيل لمنع الإرهاب". وأكد أنه "يجب علينا أن نعزز التعاون الدولي معنا. والتعاون مع الولايات المتحدة هو تعاون هام". وأوضح الضابط الإسرائيلي أن "هذه المناورات هي جزء من برنامج عمل كامل ضد تموقع إيران بالتعاون مع الأميركيين، والبحرين والإمارات الشركاء في التمرين". في المقابل، بدأ الجيش الإيراني مناوراته الحربية السنوية على ساحل خليج عمان. وذكر تقرير للتليفزيون الإيراني أن وحدات من القوات البحرية والجوية والبرية تشارك في مناورات في منطقة تمتد لأكثر من مليون كيلومتر مربع شرقي مضيق هرمز الاستراتيجي. وأشار التقرير إلى مشاركة ألوية بينها القوات الخاصة والمشاة المحمولة جوا في المناورات السنوية. ومن المتوقع أن تشارك أيضا في التدريبات مقاتلات ومروحيات وطائرات نقل عسكرية وغواصات وطائرات مسيرة. ولم يتضح على الفور المدى الزمني لهذه العملية. وقال التلفزيون الرسمي إن المناورات التي أطلق عليها اسم "ذو الفقار 1400" تهدف إلى "تحسين الاستعداد لمواجهة التهديدات الخارجية وأي غزو محتمل". من جانبه، ربط مائير مصري بين هذه التهديدات المتصاعدة والمناورات العسكرية الجارية، وقال: " لا شك في أن تنامي الخطر الإيراني يعد تهديدا مشتركاً لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وعامل تقارب إستراتيجي بين إسرائيل والإمارات، وإن كانت هناك قواسم مشتركة أخرى بين البلدين". ووصف المناورات البحرية الإيرانية بأنها "عربدة وانتهاك صارخ لسيادة الدول المشاطئة للخليج. ودليل على ارتباك الملالي".

"جادة وخطيرة"

أما عن مدى احتمال تطور هذه التهديدات إلى حرب، قال مصري: " أراها جادة وخطيرة ويخطئ من لا يأخذها على محمل الجد". وأضاف: "هناك تصارع بين إرادتين. النظام الإيراني يسعى إلى كسب الوقت حتى يفاجئ العالم بحصوله على السلاح النووي ويضعه أمام الأمر الواقع. أما إسرائيل، فهي مصممة على منع النظام الإيراني من تحقيق غايته، بكل السبل الممكنة. وإسرائيل ليست وحدها، بل هي تمثل هنا تحالفا إقليميا مكتمل الأركان باتت تتضح معالمه". وتابع: " النظام الإيراني يصارع على مصيره ولن يتراجع بسهولة. أما إسرائيل، فأؤكد أنها عازمة على استخدام كل الوسائل العسكرية المتاحة لتدمير البرنامج النووي الإيراني إذا استلزم الأمر". ويعتقد مدير مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط أنه "لم نصل بعد لتنفيذ هذه التهديدات"، لكنه قال إن "إسرائيل يمكن أن تفعل ذلك في المستقبل، إذا اقتربت إيران من الحصول على السلاح النووي، وفشلت كل المحاولات الدبلوماسية، يمكن أن تلجأ إسرائيل لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية". ويشير صدقيان إلى أن "إيران لا تريد أن تشن حربا على أحد، أو أن تكون هي من تبدأ أي حرب في المنطقة، إلا إذا كانت سترد على هجمات إسرائيل على منشآتها النووية أو مصالحها في المنطقة". وأضاف أن "إسرائيل لا يمكن لها أن تشن حربا أو تفتح جبهة حربا مع دولة بحجم وإمكانيات إيران". وطالب رابي "إسرائيل والدول العربية بإجراء محادثات عميقة مع الإدارة الأميركية، لأن إحياء الاتفاق النووي 2015، يساعد طهران في الحصول على السلاح النووي".

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,783,559

عدد الزوار: 6,914,782

المتواجدون الآن: 110