أفلام مصورة في إسرائيل عن «خطورة حماس» وتوجه سياسي يعتبرها حلاً لمعضلة المفاوضات

تاريخ الإضافة الأربعاء 6 تشرين الأول 2010 - 7:53 ص    عدد الزيارات 686    التعليقات 0

        

أفلام مصورة في إسرائيل عن «خطورة حماس» وتوجه سياسي يعتبرها حلاً لمعضلة المفاوضات
الثلاثاء, 05 أكتوبر 2010
القدس المحتلة - امال شحادة

وهم لا يكتفون بهذا، بل يتحدثون طويلاً عن النشاط العسكري لحركة «حماس» وعن كونها جزءاً من المخطط الإيراني وعن مدى قدرة السلطة الفلسطينية على إعادة اللحمة مع القطاع. ويقف على رأس الإسرائيليين المقتنعين بهذا التوجه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، الذي كشف انه طلب من الأجهزة الأمنية والاستخبارية إعداد تقارير عن قدرات حركة «فتح» في تنفيذ انقلاب على حكومة غزة ووضع سيناريو لتبعات مثل هذا الانقلاب داخل غزة وهل يمكن أن ينجح وكيف. وفي الشق الثاني من طلب نتانياهو، وضع سيناريو معاكس، هو: هل تستطيع حماس إحداث انقلاب على سلطة فتح بقيادة محمود عباس، في الضفة الغربية أيضاً. وما هي شروط هذا النجاح. وما هي السيناريوات المتوقعة؟ هل ستنفجر في المناطق الفلسطينية حرب أهلية أم ماذا؟ وكيف يؤثر كل ذلك في اسرائيل؟

هذه السيناريوات لا تبحث فقط في الحكومة ولم تطرح فقط مع الطلب الذي تقدم به نتانياهو. فاحتمالات حدوث انقلاب حماسي في الضفة، تسيطر على أبحاث ونقاش الإسرائيليين من أمنيين وسياسيين منذ فترة طويلة. وفي اليمين الإسرائيلي بالذات، هناك من هو متحمس جداً لانقلاب كهذا. وهناك من ينقض تقارير الأجهزة الاستخبارية، التي تعتبر مثل هذا الانقلاب خطراً على اسرائيل، ويتمنى أن تسيطر «حماس» على الضفة الغربية وتعتبره مصلحة إسرائيلية بامتياز.

وقد احتدم النقاش الإسرائيلي في هذا الجانب مع زيادة التوقعات بعدم نجاح عملية السلام، وضاعف منها تصريحات وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، اذ قال ان السلام مع الفلسطينيين لن يتحقق لأنهم غير صادقين ولأنهم جاؤوا الى المفاوضات مجبرين. وهاجم الرئيس محمود عباس. وأعاد الى الأذهان ما كان كتبه وروج له المستشرق اليميني، جاي بيخور.

وبيخور هو أحد أبرز العناصر اليمينية في الأكاديميا الإسرائيلية ويتكلم بلغة ليبرمان. وكتب في مقال نشره في الكثير من المواقع الإكترونية وفي صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن إحداث انقلاب حماسي في الضفة يجعلها تحت سيطرة «حماس»، هو مصلحة عليا لإسرائيل فيما التمسك بالمفاوضات خطأ استراتيجي فاحش. وفي محاولة منه لإقناع الحكومة الإسرائيلية يقول المستشرق الإسرائيلي ان «سيطرة حماس في غزة توفر لنا الاستقرار تماماً كما في حال سيطرة حزب الله في لبنان. اذا ضرب علينا نرد عليه».

ويضيف بيخور: «هذا الاستقرار يتحقق لنا بثمن أقل بكثير من الثمن الذي كنا سندفعه لأبو مازن من أجل توفير الاستقرار لنا، اذ انه يريد إغراقنا باللاجئين وإعادة القدس ومناطق في الضفة وفي المقابل تحظى السلطة الفلسطينية باحترام دولي مع انها تحرض على اسرائيل اما حركة حماس فإنها تضر بإسرائيل أقل بكثير».

وفي مقابل الصورة التي يظهر فيها بيخور الأضرار التي ستلحق بإسرائيل، اذا ما تجاوبت مع مطالب السلطة الفلسطينية، يشير الى ان وجود «حماس» في الضفة سيغني اسرائيل عن كل هذه المطالب اذ لا يمكن الاتفاق مع الحركة حتى في ابرز الشعارات المطروحة والتي لا يوجد خلافات عميقة حولها وهي إقامة دولتين لشعبين، فلسطينيين الى جانب اسرائيل. فبالنسبة للحركة، يقول بيخور، تطمح لأن تقيم دولتين اسلاميتين في غزة والضفة الغربية.

هذا التوجه لم يقنع أمنيين ومسؤولين إسرائيليين فحولوا «حماس»، في مؤتمر هرتسليا الأخير الذي ناقش موضوع الإرهاب الدولي بحضور ممثلين من ستين دولة، الى واحدة من اخطر التنظيمات التي تهدد اسرائيل وامنها ووجدوا من المناسب بث فيلم تحت عنوان «الفتح الأعظم» ادعى الإسرائيليون ان الحركة أعدته (على رغم انكارها ذلك). يتحدث الفيلم عن تخطيط حماس للقضاء على اسرائيل عبر تزودها بمعدات قتالية متطورة من حزب الله وايران. وهو يظهر صواريخ حماس تهدم مبنى محكمة العدل العليا والبنك المركزي في القدس الغربية ثم تسيطر على تل ابيب وترفع الأعلام الفلسطينية وتستبدل اسمها بـ «تل الربيع» (هي الترجمة العربية لكلمة تل أبيب)، ثم تتم السيطرة على القنوات التلفزيونية. وروج الإسرائيليون الى ان الفيلم أنتج في استوديوات حركة حماس ضمن برنامج «تثقيف الأطفال بضرورة الجهاد والحاجة إليه وتشجيعهم على التمسك بالسلاح والمقاومة».

وعرض الخبراء الأمنيون الإسرائيليون، من العسكريين السابقين والأكاديميين والصحافيين، فيلماً لا يقل خطورة. وهذه المرة الفيلم إسرائيلي، يظهر مدى خطورة الأسلحة التي تتزود بها حماس وتحصل عليها بدعم خارجي. وجعلوا بيت حانون في قطاع غزة نقطة الانطلاق للصاروخ الذي يهدد حياة الإسرائيليين. الصاروخ يظهر بأنه بعيد المدى وعلى مدار ثوانٍ طويلة لمساره تظهر صور إسرائيليين يعيشون حياة طبيعية بمختلف مرافقها حتى يأتي الصاروخ الفلسطيني الغزاوي ويقلب حياتهم الى جحيم. ويصور الفيلم ان الصاروخ يسقط في تل ابيب العاصمة الاقتصادية والثقافية للدولة العبرية ويصيب العمارتين الشاهقتين المعروفتين باسم عزرائيلي في قلب المدينة، ويحرص اصحاب الفكرة على إظهار صور مطابقة لصور إحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك.

وفي هذا الإطار يروج على لسان قياديين في الجيش ان القيادة الأمنية في اسرائيل لم تعد تتساءل ما اذا كانت ستقع مواجهة عسكرية اخرى مع حماس انما متى. وأضاف أحد التقارير أن «قادة حماس توصلوا إلى استنتاج مفاده أنه طالما لا يوجد بأيديهم صواريخ تصل حتى تل أبيب فإنه لن تكون لديهم أية ورقة حقيقية يؤثروا بواسطتها على الرأي العام في إسرائيل ويردعوا الحكومة والجيش الإسرائيلي في شكل حقيقي».

وتوقع الأمنيون الإسرائيليون ان تشتعل الحرب مع غزة، لدى الإعلان الرسمي اليائس عن فشل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية والعودة الى وضع الجمود في العملية السياسية من جهة والفشل في المفاوضات حول تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت.

وهكذا، فإن النقاش في اسرائيل يلتهب حول قضية «حماس» ودورها في المنطقة. وبقدر ما يبدو هذا الحديث عن الحرب مكرراً عشرات المرات في الشهور الأخيرة، فإن الطرح اليميني الجديد، كما جاء على لسان المستشرق بيخور، يثير اهتماماً أكبر. فهناك ما يبدو انه مغرٍ في طرحه، بأن حماس أفضل لإسرائيل من السلطة الفلسطينية. وليس صدفة ان يستخلص أحد الصحافيين الإسرائيليين البارزين، ألوف بن، «ان ليبرمان يروج عملياً لمشروع حماس في استبدال مشروع السلام بمشروع «هدنة طويلة»، تتيح لإسرائيل استمرار الســـيطرة على القدس وغور الأردن وتلقي عن كاهلها المفاوضات مع أبو مازن. فإذا انتهت المفاوضات مع أبو مازن بالإيجاب، ستدفع اسرائيل ثمناً باهظاً من أرض اسرائيل. وإذا لم تفعل، فسيكون الثمن أقل بكثير: «فقط إذا اعتدوا علينا نرد الصاع صاعين وإذا تركونا بحالنا نتركهم بحالهم»، بحسب ما كتب.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,174,081

عدد الزوار: 6,938,741

المتواجدون الآن: 129