الصراع على "حماس"

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 شباط 2012 - 5:37 ص    عدد الزيارات 573    التعليقات 0

        


الصراع على "حماس"

بقلم معتصم حمادة

 

هل يمكن النظر إلى الصراع على رئاسة المكتب السياسي في حركة "حماس" في معزل عن الخلافات بين خالد مشعل من جهة، وباقي المرشحين، وكلهم من غزة من جهة أخرى؟
في تتبعنا لمواقف مشعل، منذ انطلاقة الحراك الشعبي العربي، نلاحظ انه بدأ يتبنى سياسة ذات شقين: سياسة تصالحية منفتحة على الرئيس عباس بهدف إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية ولو بحدودها الدنيا. ومواقف معتدلة اقتربت كثيراً من مواقف عباس، إن في ما خص مبدأ المفاوضات أو المقاومتين المسلحة والشعبية، أو التحرك نحو الأمم المتحدة و كيل المديح لخطاب عباس في الجمعية العمومية.
هذه السياسة ارتبطت جدلياً بالأوضاع الإقليمية. إذ لم يعد بإمكان قيادة مشعل، أن تبقى بمنأى عن الحدث في تونس ومصر وسوريا، وبات عليها ان تنسجم معه من حيث إعادة التموضع سياسياً و... جغرافياً.
إعادة التموضع ليست مجرد نقلة في الهواء بل هي إعادة لصوغ العلاقات الإقليمية خاصة مع سوريا وإيران، ومحاولة للإفادة من الانفتاح "الاخواني" على الغرب وعلى الأميركيين، بما يمكن "حماس" من استغلال نفوذها، في إعادة صوغ المعادلة الفلسطينية التي ما زالت حتى الآن أسيرة احتكار عباس لها.
الرؤية من الخارج تختلف عن رؤية قطاع غزة. حيث تسجل قيادة الحركة على مشعل ذهابه أبعد مما يجب نحو عباس، بعيداً عن الحلفاء "التقليديين" للحركة وعن خطابها السياسي.
تصريحات عدة صدرت عن قيادة القطاع تنتقد موقف مشعل، لا تلبث الحركة أن تنفيها. مثل هذا التستر لم
يعد يجدي. وقد شكل موسم انتخاب رئيس جديد للحركة فرصة للاعتراف بالخلافات داخلها. جرى التعبير عنها بالتباطؤ الملحوظ، في القطاع، في تنفيذ متطلبات المصالحة، بل واللجؤ إلى التعطيل عبر الاعتقالات في صفوف فتح.
كما جرى التعبير عنه في محاولات إسماعيل هنية تقديم نفسه مرشحاً بديلاً، بتصريحـات استعـاد بهــا الخطاب التقليدي لـ"حماس"، وعبر جولاته الخارجية وستشمل طهران، التي تكاد أبوابها أن تغلق في وجه مشعل.
أوساط "حماس" في القطاع تتحدث عن أولوية قيادة القطاع  في تسلم زمام الحركة، باعتبارها تحملت الأعباء الثقيلة للوصول إلى ما وصلت إليه "حماس" من نفوذ.
هذا الموقف لم يستهدف مشعل وحده، بل كذلك قيادة الحركة في الضفة، حيث بدأ الصوت يعلو شيئاً فشيئاً، ليس لمصلحة مشعل وحده، بل كذلك للتأكيد أن بقاء قيادة الحركة في عهدة أبناء الضفة، ضمانة لسلامة خطها.
وهو ما يعطي الصراع في "حماس" أبعاداً جديدة.      

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,136,343

عدد الزوار: 6,756,044

المتواجدون الآن: 134