هل يتكرر سيناريو زلزال صدع شمال الأناضول؟..

تاريخ الإضافة الأحد 12 شباط 2023 - 5:31 ص    عدد الزيارات 469    التعليقات 0

        

فتح معبر بين تركيا وأرمينيا للمرّة الأولى منذ 35 عاماً..

الراي.. فُتح معبر بين أرمينيا وتركيا للمرة الأولى منذ 35 عاماً من أجل السماح بمرور مساعدات إنسانية بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة. وأفادت «وكالة الأناضول للأنباء» التركية الرسمية، أمس، أن خمس شاحنات محمّلة بمساعدات لضحايا الزلزال عبرت معبر أليكان في محافظة إغدير. ونقلت الوكالة تغريدة لنائب وزير الخارجية الأرميني فاهان كوستانيان قال فيها إن «المساعدات الإنسانية التي أرسلتها أرمينيا عبرت جسر مرغارا على الحدود بين أرمينيا وتركيا وهي في طريقها إلى المناطق المتضررة من الزلزال». وبحسب «الأناضول»، فتح هذا المعبر خصيصاً في العام 1988 لإرسال مساعدات إلى أرمينيا التي تعرّضت حينها لزلزال ضرب عاصمتها يريفان وتراوح عدد ضحاياه بين 25 ألفاً و30 ألف قتيل.

مخاوف أمنية تعلق الإنقاذ الألماني والنمساوي في هاتاي

فتح الحدود بين تركيا وأرمينيا للمرة الأولى منذ 35 عاماً

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق.. أوقفت وكالة الإغاثة التقنية الألمانية ومنظمة «آي إس إيه آر جيرماني» الإغاثية والجيش النمساوي أعمال الإنقاذ في تركيا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وقالت المنظمتان الألمانيتان، في بيان أمس (السبت)، إن وضع السلامة في منطقة هاتاي، حسب معلومات مختلفة، قد تغير في الساعات الماضية، وإن فرق البحث والإنقاذ ستظل في الوقت الحالي في المعسكر الأساسي المشترك في مدينة كيريكهانه. وقالت المتحدثة باسم «وكالة الإغاثة التقنية» كاتارينا جاريشت، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في الموقع: «إذا كان هناك دليل واضح على أنه يمكن إنقاذ شخص ما على قيد الحياة، فستتوجه الفرق إلى مكانه، يبدو أن سبب ذلك يعود، من بين أمور أخرى، إلى نقص الغذاء وصعوبة إمدادات المياه في منطقة الزلزال». وقال شتيفن باير، مدير العمليات في منظمة «آي إس إيه آر جيرماني»، إنه «يمكن أن نرى أن الحزن يتحول ببطء إلى الغضب». وتحدثت تمارا شفارتس، المتحدثة باسم مقر وكالة الإغاثة التقنية في بون، عن «مشاهد مضطربة»، مضيفة أن حماية المتطوعين لها الآن أولوية، مضيفة أن الفرق لا تزال في موقعها. وكان جنود من وحدة الإغاثة المخصصة لحالات الكوارث التابعة للجيش النمساوي قد أوقفوا من قبل أعمال الإنقاذ في هاتاي أيضاً. وقال الكولنيل ليفتنانت بيير كوجلفايس، من القوات البرية النمساوية، في تصريحات لوكالة الأنباء النمساوية «إيه بي إيه»: «هناك عدوان متزايد بين جماعات في تركيا. تردد أنه حدث إطلاق نار»، موضحاً في المقابل أن عمال الإنقاذ النمساويين لا يزالون في الموقع ومتاحين لمزيد من العمليات. وتصاعدت الشكاوى من غياب التنسيق وعدم القدرة على الوصول إلى المساعدات. وفي مدينة أنطاكيا التي تضررت بشدة في ولاية هاتاي، قال المدرب المساعد لفريق هاتاي سبور لكرة القدم، جوكهان زان، لـ«الشرق الأوسط» إن الوضع سيئ جداً وإن أنطاكيا شبه مدمرة بالكامل والناس يحتاجون إلى أبسط الأشياء، وإن المتطوعين للعمل في البحث والإنقاذ تنقصهم أبسط الأدوات خصوصاً المقصات الطويلة المخصصة لقطع الحديد لمساعدتهم في ثقب الخرسانة والوصول إلى العالقين تحت الأنقاض.

- فتح الحدود مع أرمينيا

إضافة إلى ذلك، فتحت تركيا حدودها مع أرمينيا للسماح بدخول المساعدة الإنسانية للناجين من الزلزال، ومرت 5 شاحنات محملة بمساعدات عبر معبر أليجان في محافظة أيدر بتركيا. وكانت آخر مرة استخدم فيها المعبر في 1988 عندما أدخل الهلال الأحمر التركي المساعدة بعد زلزال في أرمينيا، حسب وكالة «الأناضول». وقال النائب التركي الأرميني جارو بايلان في تغريدة: «دعونا نستخلص أي خير من هذه الكارثة الكبرى. لقد أنقذ التضامن الأرواح». وأغلقت كل الحدود البرية بين تركيا وأرمينيا منذ 1993، عقب اشتباكات حينها بين أرمينيين وأذربيجانيين من أصول تركية. واستعادت الجارتان العلاقات الدبلوماسية أواخر عام 2021.

هل يتكرر سيناريو زلزال صدع شمال الأناضول؟

الشرق الاوسط... (تحليل إخباري).. القاهرة: حازم بدر...كان الزلزال الذي شهدته تركيا وسوريا فجر الاثنين الماضي، الأقرب في قوته لزلزال عام 1939 التاريخي، رغم اختلاف مصدرهما. ووصلت قوة زلزال عام 1939 الذي كان مصدره «صدع شمال الأناضول» إلى (7.9 درجة)، بينما جاء زلزال الاثنين الماضي، الذي كانت قوته (7.8) من منطقة أخرى هي «صدع شرق الأناضول»، فهل يتكرر سيناريو زلازل صدع شمال الأناضول، التي شهدتها تركيا خلال القرن العشرين؟.....يقول الخبيران الفرنسيان المتخصصان في الزلازل، رومين جولفي من جامعة غرينوبل ولوران جوليفيت من جامعة السربون، إن «صدع شمال الأناضول، تمزق مثل سقوط صف من الدومينو في سلسلة من الزلازل التي بلغت قوتها 7 درجات، والتي انتشرت طوال القرن العشرين، ويخشى أن تكون تركيا على موعد خلال السنوات المقبلة مع عدد كبير من الزلازل». واعتبر الخبيران في مقال نشراه الجمعة في موقع «ذا كونفرسيشن»، أن الزلزال الثاني الذي شهدته منطقة وسط تركيا بعد نحو 9 ساعات من الزلزال الأول، هو تأكيد على أن الزلازل قد تتعاقب، رافضين وصفه بـ«الهزة الارتدادية». وأوضح الخبيران أن الهزات الارتدادية هي رد فعل معروف بعد الزلازل، لكنها تكون أقل قوة. وقد لاحظ عالم الزلازل الياباني الرائد فوساكيشي أوموري، عام 1894 انخفاضاً بطيئاً ولوغاريتيا في عدد الهزات الارتدادية بعد وقوع الزلازل. والمعروف وفق ما رصده أوموري، أن حجم أكبر تابع سيكون أقل شأناً من الصدمة الرئيسية بمقدار نقطة واحدة، لكن الزلزال الثاني الذي بلغت قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر في الساعة 1:24 مساء، لا يتفق مع هذا النمط الذي تم التحقق منه إحصائياً منذ عام 1894 لآلاف الزلازل حول العالم، لذلك فهو ليس هزة ارتدادية ولكنه زلزال ثانٍ، كما أكد العالمان. وأضافا: «هو زلزال ثانٍ، لأن حجمه كبير جداً، ولأنه حدث على صدع يبدو أنه موجه بزاوية 45 درجة إلى صدع شرق الأناضول، كما يتضح من شكل تموج الهزات الارتدادية التي أعقبته». ويتفق شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل في المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، مع ما ذهب إليه الخبيران الفرنسيان، مؤكداً أن الزلازل قد تتسبب في زلزال أخرى، وليس مجرد هزات ارتدادية. ويشرح الهادي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «الزلزال يحدث عندما ينزلق صدع، أي كسر في الكيلومترات الأولى من قشرة الأرض، وبسرعة، في غضون ثوانٍ، يطلق فجأة الطاقة التي كانت تنمو على مدى عشرات إلى مئات السنين بسبب الحركة البطيئة للصفائح التكتونية، وعندما يحدث هذا، تؤدي الطاقة المنبعثة إلى اهتزاز الأرض (الزلزال)». ويضيف: «هناك زلازل يرتبط بعضها ببعض، فعندما ينكسر الصدع، تطلق الزلازل جزءاً من الطاقة وتعيد تنظيم جزء منها في قشرة الأرض، ما قد يؤدي إلى حدوث زلازل جديدة». ويشير إلى سلسلة الزلازل التي بلغت قوتها أكثر من (7 درجات) والتي انحدرت من الشرق إلى الغرب لنحو 800 كيلومتر على مدار القرن العشرين على طول صدع شمال الأناضول، لذلك فإن زلزال الاثنين هو تذكير مؤسف بأن تركيا يمكن أن تضرب بشدة في سنوات مقبلة». ويؤكد الهادي عدم وجود وسيلة لمواجهة هذه الزلازل سوى الاستعداد بالبنية التحتية المقاومة للزلازل، مشيراً إلى أنه بعد زلزال الاثنين لا يوجد مجال لبناء لا يكون مقاوماً للزلازل.

توقيف عشرات الأتراك لقيامهم بأعمال نهب في المحافظات المنكوبة

فرانس برس.. أوقف ما لا يقل عن 48 شخصا للاشتباه بقيامهم بأعمال نهب في ثماني محافظات تضررت جراء الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية، السبت. وذكرت الوكالة أن المشتبه بهم أوقفوا على ذمة التحقيقات في أعمال نهب ارتكبت إثر الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وخلّف أكثر من 25 ألف قتيل في تركيا وسوريا. وتخطت حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الاثنين الماضي، 25 ألف قتيل فيما أنقذ أشخاص بأعجوبة، السبت، وسط عمليات البحث المتواصلة، واستحدثت مقابر في ظل وضع أمني صعب وطقس شديد البرودة. ويبذل المسعفون جهوداً مضنية لسحب أحياء من تحت أنقاض المباني وبينهم أطفال، بعد خمسة أيام من وقوع الكارثة. في غضون ذلك، أوقف نحو 12 مقاولا في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرق البلاد جراء الزلزال، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية. وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي اورفا وفقا لوكالة انباء دوغان التركية. ويثير انهيار المباني الذي كشف أنها شيدت بطريقة رديئة، غضبا في البلاد حيث قتل أكثر من 25 ألف شخص (باحتساب ضحايا سوريا). ويتوقع توقيف مزيد من الأشخاص بعد إعلان المدعي العام في دياربكر إحدى المحافظات العشر المتضرر بالزلزال، السبت، إصدار 29 مذكرة توقيف وفقا لوكالة أنباء الأناضول. وبحسب المصدر نفسه، فإن أحد الموقوفين مقاول شيد مباني في غازي عنتاب واعتقل في اسطنبول. وباشر مدعون تحقيقات فى المحافظات المنكوبة مثل كهرمان مرعش حيث كان مركز الزلزال في منطقة بازارجيك. أمرت وزارة العدل التركية المدعين العامين في المحافظات العشر بفتح "مكاتب تحقيق في الجرائم المتعلقة بالزلزال". واعتقلت الشرطة الجمعة مقاولا في مطار إسطنبول، بعد انهيار مبنى فخم على قاطنيه في محافظة هاتاي.

تركيا: إنقاذ طفلة من تحت الأنقاض بعد 131 ساعة من الزلزال

أنقرة: «الشرق الأوسط».. تمكنت فرق الإنقاذ، اليوم (السبت)، من انتشال طفلة على قيد الحياة من تحت الأنقاض بعد 131 ساعة على الزلزال بولاية هاتاي جنوبي تركيا. وبعد رصدها أصواتاً قادمة من تحت أنقاض مبنى مكون من 4 طوابق في قضاء «بلن»، كثفت الفرق جهودها في الموقع، وفقاً لوكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء. ونجحت الفرق في إخراج الطفلة (7 أعوام)، وتم نقلها إلى المستشفى، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وكانت الفرق أخرجت والدة الطفلة (27 عاماً)، أول من أمس، من تحت أنقاض نفس المبنى ونُقلت إلى ولاية مرسين للعلاج. وأفادت وكالة «الأناضول» بأنه تم انتشال جثتي شقيقي الطفلة من تحت أنقاض المبنى. وقضى أكثر من 25 ألف شخص في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، يوم الاثنين الماضي، بحسب آخر أرقام رسمية أُعلنت، اليوم (السبت). وأفاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أثناء زيارة لمدينة شانلي أورفا (جنوب شرق) بأنه عُثر حتى الآن على 21848 جثة في تركيا، فيما أحصت السلطات في سوريا 3553 قتيلاً، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأُوقف نحو 12 مقاولاً في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرق البلاد جراء زلزال (الاثنين)، على ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، اليوم (السبت). وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا، وفقاً لوكالة أنباء «دوغان» التركية.

تركيا: توقيف 12 مقاولاً جراء انهيار مبان بسبب الزلزال

أنقرة: «الشرق الأوسط».. أوقف نحو 12 مقاولاً في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرق البلاد جراء زلزال، يوم الاثنين الماضي، على ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، اليوم السبت. وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا، وفقاً لوكالة أنباء «دوغان» التركية. ويثير انهيار المباني الذي يكشف أنها شيدت بطريقة رديئة، الأمر الذي لم يترك فرصة لسكانها للنجاة، غضباً في البلاد حيث قُتل حوالي 22 ألف شخص. ويتوقع توقيف مزيد من الأشخاص بعد إعلان المدعي العام في دياربكر إحدى المحافظات العشر المتضررة بالزلزال، السبت، إصدار 29 مذكرة توقيف وفقاً لوكالة أنباء «الأناضول» الرسمية. وبحسب المصدر نفسه فإن أحد الموقوفين مقاول شيد مباني في غازي عنتاب واعتقل في إسطنبول. وباشر مدعون تحقيقات في المحافظات المنكوبة مثل كهرمان مرعش حيث كان مركز الزلزال في منطقة بازارجيك. وأمرت وزارة العدل التركية المدعين العامين في المحافظات العشر بفتح «مكاتب تحقيق في الجرائم المتعلقة بالزلزال»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. واعتقلت الشرطة، أمس الجمعة، مقاولاً في مطار إسطنبول، بعد انهيار مبنى فخم على قاطنيه في محافظة هاتاي.

25 ألف جندي تركي يشاركون في جهود الإنقاذ

الشرق الاوسط.. أنقرة: سعيد عبد الرازق... قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن أكثر من 25 ألف عنصر من القوات المسلحة يعملون في المناطق المتضررة من زلزالي كهرمان ماراش في 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي البلاد. وأضاف أكار في تصريحات، السبت، أنه تم تنفيذ 707 طلعات جوية بـ63 طائرة في إطار ممر المساعدة الجوية، تم خلالها نقل 9 آلاف و780 من الأفراد المختصين و625 طناً من المستلزمات، وأن الطائرات التي تنقل الأفراد والمعدات تقوم بنقل المصابين والمواطنين الراغبين في مغادرة المناطق المنكوبة خلال عودتها، وتوجد أيضاً 24 سفينة تعمل في «ممر المساعدة البحرية». وكانت إدارة الطوارئ والكوارث، قد قالت، في بيان السبت، إنه تم إجلاء ما يقرب من 93 ألف شخص، وإن أعمال البحث والإنقاذ والإغاثة مستمرة ويشارك فيها أكثر من 166 ألف فرد، مشيرة إلى وقوع 1891 هزة ارتدادية منذ وقوع زلزالي كهرمان ماراش فجر الاثنين الماضي. وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكطاي، في ساعة مبكرة السبت، إن نحو مليون و50 ألف مواطن من متضرري الزلزال يقيمون في مراكز إيواء مؤقتة تم إنشاؤها في مناطق الزلزال في الولايات العشر المتضررة. وأشار إلى أن فرق الإنقاذ نجحت خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في إخراج 67 مواطناً أحياءً من تحت الأنقاض، وأن 31 ألفاً و254 من أفراد البحث والإنقاذ يواصلون جهودهم في منطقة الزلزال، بمشاركة 12 ألفاً و26 من المعدات الثقيلة وأكثر من 900 رافعة. وأضاف أن 80 ألف مصاب يتلقون العلاج في المستشفيات، كما تم إجلاء 190 ألف مواطن من المدن المنكوبة إلى مناطق أكثر أمناً. من ناحية أخرى، احتجزت الشرطة في ديار بكر 29 شخصاً، بعد هتافات مضادة لوزير العدل بكير بوزداغ في ديار بكر ليل الجمعة - السبت، ومطالبته بمغادرة ولايتهم، تعبيراً عن الغضب من البطء الشديد من جانب الحكومة في التعامل مع كارثة الزلزال، وتم إطلاق سراحهم بعد احتجازهم لساعات.

أنطاكيا... المدينة الجميلة «لم تعد موجودة»

الزلزال اقتلع الأبنية من جذورها

(الشرق الأوسط).. أنطاكيا (جنوب تركيا): ثائر عباس.. «أنطاكيا مدينة جميلة... انتهت، لم تعد موجودة»، هكذا قالت سيدة تركية كانت تبكي قرب منزلها المتضرر جراء الزلزال الذي ضرب المدينة مطلع الأسبوع، وكانت أنطاكيا بين أكبر ضحاياه من بين المناطق العشر التي دمرها الزلزال. لم تعد أنطاكيا، التي سُكنت باستمرار منذ عام 300 قبل الميلاد، قابلة للحياة الآن. هرب من هرب من سكانها إلى أقارب لهم، أو إلى مخيمات مؤقتة، فيما بقي فيها قلة من السكان الذين ينتظرون خيارات أخرى قد تقدمها لهم السلطات التركية التي يشكو بعض السكان من أنها تباطأت في الاستجابة للزلزل، وهو ما يبرره مسؤول محلي في المدينة بأن اللامركزية في تركيا ساهمت في هذا الارتباك. يقول: «في اليوم الأول كلنا ضربنا الزلزال، وكلنا تضررنا منه بالموت والإصابة والتشريد، وربما احتجنا إلى بعض الوقت لاستيعاب حجم الكارثة. فالمدينة قُلبت عن بكرة أبيها، ولزمنا بعض الوقت للاستجابة المنظمة بعد التواصل مع الحكومة المركزية التي كانت تتعامل مع واحدة من أكبر كوارث القرن». ويضيف للتأكيد على موقفه، أن مسؤولاً كبيراً أبلغه في صباح اليوم التالي للزلزال بأن «العمل المنظم غير ممكن في هذه اللحظة، لكن على كل شخص أن يقوم بما يستطيع أن يفعله، لتدبير أموره، ومن ثم المحيطين به». الاستجابة البطيئة تحولت في اليوم الثالث لاستجابة كبيرة، حيث وضعت السلطات التركية ثقلاً كبيراً في عمليات الإنقاذ، ودفعت بآلاف المتطوعين والجنود إلى المدينة التي تحولت خلية نحل لا تهدأ. الدخول إلى المدينة من بابها الشمالي بات عملية صعبة للغاية مع امتداد طوابير الشاحنات وسيارات الإسعاف وسيارات تحمل متطوعين من أتراك وفرق أجنبية عديدة يشارك رجالها في العملية. ووضع الدمار الذي لحق بالبنية التحتية ثقلاً كبيراً على عملية التموين اللوجيسيتة لتغطية احتياجات من بقي من السكان ومن يعمل في رفع الأنقاض. الدمار في كل مكان عند مدخل المدينة الشمالي، حيث تكثر المصانع، ومعظمها يعتمد مبدأ الهنغارات التي التوى حديدها بشكل غريب، فيما لا تزال النيران مشتعلة في بعضها، حيث ينبعث دخان «لا يبعث على القلق»، كما يقول أحد رجال الإنقاذ، معتبراً أن الهم الأكبر لدى فرق الإنقاذ كان المواد القابلة للاشتعال المخزنة في هذه المصانع، كما قوارير الغاز والأكسجين. ومع الدخول إلى قلب المدينة، يتبين حجم الكارثة الكبير الذي ضرب وسط أنطاكيا من شمالها إلى جنوبها بمحاذاة نهر العاصي، حيث كان التأثير الأكبر للزلزال، فيما كانت الأضرار أخف على الطرف الغربي، لكن في جميع الأحوال لا يبدو أن ثمة منزلاً واحداً قابل للسكن بأمان في كامل المدينة، كما يقول عضو في فريق إنقاذ صيني كان يعمل فيها. كانت المباني في داخل هذا «الخط الناري» تتخذ أشكالاً مختلفة، بعضها انهار بالكامل طبقة فوق طبقة، وبعضها مال «يستريح» على مبنى مجاور، ومعظم الأبنية التي بقيت واقفة اختفى منها الطابقان الأرضي والأول. أما الأغرب فكانت أبنية اقتلعت من مكانها ورميت جانباً على منازل مجاورة، وأعمدة أساس كانت مغروسة في الأرض فصارت مرتفعة عالياً. إلى جانب ضفة النهر، تغيرت معالم الطريق. أماكن ارتفعت وأخرى انخفضت، وتشققات الأرض توحي ببعض أسرار ما جرى في تلك الليلة، ومعاناة أهل المدينة الذين شهدوا فجراً قاسياً. تدمرت في المدينة الكثير من المعالم الأثرية والكنائس القديمة التي تشتهر بها، لكن كنيسة القديس بطرس التاريخية التي تسكن كهفاً في قلب الجبل المجاور نجت من الدمار، مع بعض التشققات التي لا تهدد أسس البناء، كما يقول مسؤولون محليون أتراك، خصوصاً أن المدينة القديمة التي تسكن طرف الجبل لم تشهد حجم الدمار نفسه الذي طال الجانب الآخر من النهر. ومن ضحايا الزلزال أيضاً «جامع المعراج» الذي يعد من المعالم الحديثة في المدينة. كما طال الدمار كنيسة الروم الأرثوذكس الكبرى، كما كنيس اليهود القديم الذي تضرر ولم يسقط، لكن الحاخام الوحيد فيه وزوجته قضيا تحت أنقاض منزلهما. «اهتزت الأرض بنا كما لم نعتد أبداً... بدأت الأشياء المعلقة تتساقط علينا»، يقول الشاب السوري مهند. ركض إلى غرفة أولاده حملهم وخرج مع زوجته بعد الهزة الأولى. جاره التركي علق في منزله، فالباب لم يفتح. يقول مهند إنه أوصل عائلته إلى الخارج، ثم عاد مع بعض جيرانه لمحاولة إنقاذ العائلة. ولما لم يفتح الباب، كان القرار بنجدتهم من نافذتي المطبخين المتجاورين. مر الابن الأكبر متعلقاً بشرشف رماه إليه جاره، لكن الأب لم يستطع التمسك جيداً بسبب الخوف والاهتزازات المستمرة. سقط الأب من الطابق الثالث. أنقذت بقية العائلة، وأصيب الأب بكسور بالغة، لكنه نجا. أيمن يمتلك محلاً للحلاقة داخل أنطاكيا، ويسكن في منزل من دورين، يعيش هو في الطابق الأول، وجاره السوري في الطابق الأرضي. مع بدء الزلزال، حاول إيقاظ جاره الثاني في الشقة المقابلة، ولما لم يلق استجابة، قرر القفز من النافذة مع اشتداد الزلزال. قفز ليجد نفسه على الأرض مباشرة، فمنزله سقط بالكامل واختفى الطابق الأرضي. جارهم السوري وزوجته بقيا تحت الأنقاض، وأطفالهما خرجوا أحياء مع بعض الإصابات. في مقابل قصص التعاون الإنساني، كانت السرقات التي تعرضت لها المدينة موضع شكوى السكان الذين بقوا. تعترف امرأة بأنها وعائلتها أخذوا من المحال المجاورة طعاماً ومعلبات، لكن السرقات الفعلية تمت لاحقاً. تقول إنها شاهدت أشخاصاً يجمعون الهواتف وأجهزة الكومبيوتر... وحتى زجاجات «الشامبو» من المحال المتضررة التي فتح الزلزال أبوابها وجدرانها وتركها عرضة لعمليات السرقة. ورغم حجم الكارثة، تحاول السلطات المحلية التركية تقدير ما إذا كان ثمة إهمال أو غش وراء سقوط بعض المباني أسرع من غيرها، كحال مجمع «رونيساس رزيدنس» في المدينة، الذي قبضت السلطات على متعهد البناء قبيل مغادرته مطار إسطنبول. يقول إبراهيم، وهو أحد مقاولي البناء المعروفين في أنطاكيا، إن المدينة بأكملها تحتاج إلى هدم مبانيها وإعادة بنائها وفق أسس حديثة. وهذا الموضوع يكاد يكون الشغل الشاغل للسكان الناجين بعد ذهاب موجة الصدمة الأولى.

«مد يدك لنراك».. الوقت يقتل الأمل بإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض

الشرق الاوسط.. أنطاكيا (جنوب تركيا): ثائر عباس.... باتت عبارة «هل من يسمعني؟» واحدة من أشهر العبارات في تركيا مع بدء عمليات الإنقاذ، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد، وألقى بآلاف السكان تحت الأنقاض. تعمل آلات رفع الأنقاض بكثافة في أماكن متفرقة من مدينة أنطاكيا، وعلى مقربة من كل منها يقف أفراد من عائلات المفقودين بقلق واضح مع مرور الزمن الذي يقتل أملهم بالعثور على أحبائهم ببطء وقسوة. ومع كل ساعة تمر، يصبح الأمل بالعثور على ناجين صعباً. بعض فرق الإنقاذ المتخصصة غادرت تركيا بالفعل بعد مضي 72 ساعة، يعتبرها هؤلاء الحد الأخير للبحث عن ناجين، لكن الواقع كان مختلفاً، مع تسجيل حالات إنقاذ لسكان قضوا أكثر من مائة ساعة تحت الأنقاض، وآخرها امرأة انتشلت بالأمس من أحد المباني المدمرة في أنطاكيا. يرفع أحد عمال الإنقاذ يديه مشكلاً حرف «إكس» بالإنجليزية كدعوة لجميع الحاضرين لالتزام الصمت. تُطفأ مولدات الكهرباء وآلات الحفر الثقيلة، تقطع طريق السيارات القريبة، ويدعو الجنود الجميع إلى الوقوف في أماكنهم صامتين، حتى بالكاد يتنفس الحضور بعد الاشتباه بوجود أحياء تحت الأنقاض. «هل من يسمعني؟» يصرخ أحد المنقذين، ويشاركه أحياناً كل من معه لإيصال الصوت إلى أي محاصر محتمل. يسود بعده صمت ثقيل بانتظار أن يشير حامل الميكروفون السلكي الذي يمده أعمق ما يكون في فتحات البناء، إلى صوت ما سمعه يكون بمثابة جرعة أمل. يومئ المنقذ بأنه سمع شيئاً، يهتف الجميع ويبدأون بالحفر بأيديهم للوصل إلى المحاصر تحت الركام. يمكّن الحفر المنقذين من رؤية يد المحاصر، يدعو قائدهم الجميع للصمت مجدداً، ويصرخ له أحد المشاركين بالعربية: «إن كنت تسمعني حرّك يدك لنأتي إليك»، يكررها أكثر من مرة، لكن اليد لا تهتز. يستسلم المنقذ لفكرة وفاة الضحية، وتصعد آهات حزينة من الحضور لثوان، تعقبها حركة الحفر من جديد. هذه المرة كان الأمل مفقوداً، وانتهت العملية بسحب جثة المحاصر لينقلها العمال من بين الحاضرين بقطعة من القماش تستر بعضاً من الضحية، لكنها تفصح عن هول ما أصابه. في أماكن أخرى، يقول أحد المنقذين إن آهات الفرح خرجت بالفعل، مع إخراج سيدة أربعينية من الحفرة شبه حية. يقول إنها كانت تستجيب ببطء، لكنها على قيد الحياة، فيهرع بها المسعفون إلى مستشفى ميداني، ثم إلى سيارة إسعاف أخرى تنقلها باتجاه مستشفى في إحدى المدن القريبة. وفي مدخل أنطاكيا الجنوبي، يقف مسن تركي محاولاً الاقتراب من مبنى منهار يعمل عليه عدد كبير من المنقذين، لكن أحد رجال الأمن يحول دون اقترابه إلى ما خلف خط الإنذار الأصفر. نسأله عما يفعله هنا، فيقول والدمع في عينه: «أخي الأكبر موجود هنا ولا يسمحون لي بالاقتراب». تتدخل شقيقته لتؤكد أنها سمعت أنه على قيد الحياة، لكن الأمل يتضاءل مع مرور الساعات. يعود أحد رجال الإنقاذ، لكنه لم يحمل معه أي بشرى أو أخبار تثلج قلوب المنتظرين، أو على الأقل تعطيهم إجابة شافية.. لا إجابة، فيستمر الحزن والقلق. في الجانب الآخر من الشارع، يلفتك صوت قط يصدر من قفص للعصافير. القط بحالة جيدة، لكنه مغطى بالغبار، يجلس إلى جانبه عسكري تُرك في حال من التعب والإعياء. يقول الجندي إن القط له، وإنه أتى للبحث عنه فوجده بعد أن غادر أهله منزلهم ونجوا من الزلزال، تاركين خلفهم قط العائلة المحبب. عاد الجندي لإنقاذه فوجده، لكن تركه جانباً للمشاركة في عمليات الإنقاذ في المبنى الذي يقيم فيه، علّه يجد بعضاً من ذكرياته أو أحد جيرانه المفقودين. في شرق المدينة يتكرر المشهد نفسه. فريق إنقاذ من جنوب أفريقيا يحاول جاهداً أن يلتقط إشارة حياة من تحت أنقاض مبنى كبير مدمر بالكامل. يرفض أحد المنقذين الحديث عن أمل بوجود أحياء أم لا كونه «غير مخول له بالتصريح»، لكن مواطناً تركياً يقف إلى جانب المبنى يقول إن ثمة أحداً في الداخل، لكنهم لا يعرفون أين هو بالتحديد، ويخشون أن تؤذيه عملية الإنقاذ.

عائلات ثكلى تبحث عن أحبائها في المشارح

السلطات التركية تتعهد التعرف على كل الجثث وتسليمها لذويها

كهرمان مراش (تركيا): «الشرق الأوسط»...بعد انقطاع الأخبار من خالتها، قصدت توبا يولكو، المجمع الرياضي، حيث وضعت الجثث التي انتشلت من أنقاض مدينتها كهرمان مراش، مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، علها تجد جثمانها. هنا، اهتزت الأرض، الاثنين، 75 ثانية، وهي مدة طويلة خلفت خراباً ودماراً هائلين، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير من هذه المدينة في جنوب شرقي تركيا. وقالت توبا بقلق، «سمعنا أن السلطات لن تحتفظ بالجثث لفترة طويلة، وستنقلها إلى مكان آخر لدفنها. أدعو الله أن أجدها». تبحث عائلات عن قتلاها في مشارح مستحدثة في جنوب تركيا مثل مواقف سيارات وملاعب وصالات رياضية. وقد تعهدت السلطات بالتعرف على كل الجثث وتسليمها لذويها. وقال المدعي العام، الذي أرسل لطمأنة العائلات الثكلى، «ستسلم كل جثة لذويها». وصرح: «لا تقلقوا، نحن نأخذ عينات دم من كل جثة لم يطالب بها أحد». حتى الآن، انتشلت أكثر من 20 ألف جثة من تحت الأنقاض في تركيا (حصيلة القتلى أكثر من 25 ألفاً مع ضحايا سوريا). في صالة الألعاب الرياضية في كهرمان مراش، تجمعت عائلات لإلقاء نظرة على الجثث الموضوعة في أكياس أو تحت بطانيات، علها تجد أحبة فقدوا في الزلزال. وقال محقق متخصص في مسارح الجريمة، لم يرغب في كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية، «نظهر وجوه الجثث للأقارب». تقع صالة الألعاب الرياضية هذه في محاذاة حقل شاسع في إحدى ضواحي المدينة، إلى حيث تتوافد شاحنات لنقل الجثث بشكل متواصل لتفرغ حمولتها ثم تغادر. وأوضح المحقق: «إذا بقيت الجثة مجهولة الهوية، نأخذ بصمات الأصابع وعينة من الأسنان لمقارنتها بالأقارب» عندما يأتون. في هذه المقبرة المستحدثة، تم تعداد حوالي ألفَي جثة، وفقاً للتقديرات، لكن مواكب جديدة تستمر في الوصول ناقلة جثثاً إضافية. وضعت لوحات لأسماء الضحايا كتبت بخط اليد فوق كل قبر حفر على عجل، بعضها لف بوشاح حتى تتمكن العائلات من تحديد مكان أحبائها في هذه المساحة الشاسعة. ووضعت الجثث المجهولة الهوية على حدة. يأخذ المحققون من كل منها عينات ويلتقطون صوراً لها ويدونون ملاحظات. وقال يوسف سكمان، ممثل مديرية الشؤون الدينية، إن الجثث المجهولة الهوية موزعة وفق المباني المنهارة، حيث عثر عليها، مضيفاً: «وهكذا يمكن للأقارب أن يجدوها بحسب عنوان المتوفى». من جهته، قال وزير الصحة فخر الدين قوجة، الجمعة، إنه يأمل أن يتم التعرف على كل الجثث. وأضاف: «نقوم بتحميل صور كل منها في برنامج خاص من أجل مطابقتها» مع الأقارب. في صالة الألعاب الرياضية، فقدت توبا يولكو الأمل وغادرت قائلة، «أخبرني المسؤول بأنه تم التعرف على كل الجثث». ثم توجهت إلى زوجها، وقالت له «لنعد إلى الأنقاض»... قد تكون خالتها ما زالت هناك.

فرق الإنقاذ تتشبث بـ«معجزة» العثور على أحياء في «كارثة العصر»

تراشق بين الرئيس التركي والمعارضة حول أسوأ زلازل بالعالم خلال 100 عام

الشرق الاوسط.. أنقرة: سعيد عبد الرازق... واصلت فرق البحث والإنقاذ تمسكها بـ«الأمل الأخير» في العثور على أحياء تحت ركام أنقاض زلزالي كهرمان ماراش اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا، مع دخول اليوم السابع (اليوم الأحد)، بينما تبدلت الآمال بين المواطنين في العثور على ذويهم أحياء إلى استخراج جثثهم حتى يقوموا بدفنها، وبالكفاح من أجل مواصلة حياتهم في ظل ظروف قاسية فرضتها عليهم الكارثة. وبينما تواصل فرق البحث والإنقاذ محاولاتها ضد عقارب الساعة، وعلى الجانب الآخر تجري عمليات إزالة أنقاض المباني التي اكتملت أعمال البحث والإنقاذ فيها بعد انقطاع الأمل في العثور على أحياء، تلتهم الساعات ما تبقى من صبر لدى مئات الآلاف من الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى، بسبب عدم قدرتهم على دخول منازلهم المهددة بالانهيار، جرّاء الهزات الأرضية التي تسببت في سقوط أكبر عدد من الضحايا في الولايات العشر: كهرمان ماراش، هاتاي، أديامان، أضنة، كيليس، عثمانية، مالاطيا، غازي عنتاب، شانلي أورفا وديار بكر. ونجحت فرق الإنقاذ في إخراج 5 أفراد من عائلة واحدة من تحت أنقاض منزلهم، بعد 129 ساعة من الزلزال المدمر؛ حيث تمكنت في بادئ الأمر من إخراج الأم وابنتها من تحت الأنقاض في بلدة «نور داغ» بولاية غازي عنتاب، ثم وصلوا بعد ذلك إلى الأب وابنته الأخرى وابنه. كما تم إنقاذ رضيع يبلغ من العمر شهرين من تحت الأنقاض في هاتاي بعد 128 ساعة من الزلزال، كما تمكن فريق إنقاذ سويسري من إنقاذ رضيعة تبلغ من العمر 6 أشهر ووالدتها من تحت الأنقاض في هاتاي أيضاً. وأصيب أحد رجال الإنقاذ أثناء عمله مع فريقه في أحد المباني في هاتاي؛ حيث سقط الحطام عليهم أثناء عملهم.

- وعود إردوغان

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الزلزال الذي ضرب المناطق الجنوبية من بلاده، أنه أقوى وأكثر تدميراً بثلاثة أضعاف من زلزال مرمرة عام 1999 المحفور في ذاكرة البلاد، وكذلك من زلزال أرزينجان الذي وقع عام 1939. وقال إردوغان، خلال تفقده مخيماً للمتضررين من الزلزال بمنطقة كايا بينار في ديار بكر جنوب شرقي البلاد، السبت، إن «الزلزال تسبب في دمار على مساحة 500 كيلومتر، وشعر المواطنون به على مساحة ألف كيلومتر»، مشيراً إلى ارتفاع ضحايا الكارثة إلى 21 ألفاً و848 قتيلاً و80 ألفاً و104 مصابين. وأضاف أن مئات الآلاف من المباني في أنحاء جنوب تركيا لم تعد صالحة للسكن، وأن الدولة سوف تتخذ تدابير لتبدأ في غضون أسابيع إعادة بناء المدن المتضررة، كما أعلن تخصيص جميع المساكن الجامعية للمتضررين من الزلزال، والانتقال إلى نظام التعليم عن بعد في الجامعات حتى الصيف المقبل. ولاحقاً زار إردوغان مخيماً للمتضررين في شانلي أورفا، جنوب شرقي البلاد، وطالب المواطنين بمنحه عاماً واحداً لإعادة بناء المنازل المدمرة في مناطق الزلزال، لافتاً إلى أن الدولة ستمنح ما بين 2000 و5000 ليرة شهرياً للمتضررين؛ لإيجاد مساكن بديلة حتى تنتهي الحكومة من إنشاء المساكن في المناطق المتضررة. وكرر أنه وجّه تعليماته إلى وزير التجارة لضبط أي محاولات لاستغلال الكارثة في رفع الأسعار، كما أن قوات الأمن والجيش تتصدى بكل حزم للصوص وقطاع الطرق، كما تتم متابعة حملات التحريض والشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي لاتخاذ الإجراءات ضدها. وتزامنت زيارة إردوغان إلى ديار بكر مع زيارة زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، الذي انتقد حديث إردوغان عن ضخامة كارثة الزلزال ووصفها بـ«كارثة العصر»، قائلاً إنه يحاول أن يتوارى خلف هذه الكلمات ليبرر عجز حكومته عن إدارة الأزمة وإدارة البلاد، وعدم قدرتها على الوصول السريع إلى المناطق المنكوبة، بينما كانت البلديات والمنظمات المدنية أسبق إلى تلبية احتياجات المواطنين. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى توقيف نحو 12 مقاولاً في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرقي البلاد، وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا، وفقاً لوكالة «أنباء دوغان» التركية. من جانبه، وصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، بأنه أسوأ حدث تشهده هذه المنطقة خلال 100 عام. وعدّ غريفيث، خلال تفقده المناطق المنكوبة في ولاية كهرمان ماراش جنوب تركيا، استجابة تركيا للكارثة «استثنائية»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تعتزم توجيه مناشدة قريباً لعملية تستمر 3 أشهر في سوريا وتركيا.

- كارثة تفوق التوقعات

وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن «البلاد تواجه كارثة تفوق بكثير ما تم توقعه، وإننا وجدنا أثناء تحليل زلزالي، الاثنين، أن مدة الزلزال الأول الذي وقع مركزه في بلدة بازارجيك في كهرمان ماراش بقوة 7.7 درجة كانت 65 ثانية، ولذلك كان أثره التدميري فائقاً، وأن الثاني، الذي جاء مركزه في بلدة إلبيستان بالولاية نفسها بقوة 7.6 درجة، كانت مدته 45 ثانية، ما يعني أن المنطقة اهتزت بشدة لمدة دقيقتين تقريباً، ووقع أكثر من ألفي هزة ارتدادية حتى الآن ولا تزال مستمرة، مشيرة إلى أنه لا يوجد تدفق للحمم البركانية أو الرماد البركاني أو تسرب للنفط أو الغاز في مناطق الزلزال. وقال المدير العام للزلازل والحد من المخاطر في إدارة الطوارئ والكوارث، أورهان تتار، إن الطاقة المنبعثة من الزلزال الأول الذي بلغت قوته 7.7 درجة تعادل طاقة 500 قنبلة ذرية.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,178,311

عدد الزوار: 6,759,169

المتواجدون الآن: 108