اتحاد الشركات يقدر خسائر الزلزال بنحو 84 مليار دولار..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 شباط 2023 - 6:22 ص    عدد الزيارات 431    التعليقات 0

        

أنقرة لن تسمح بتدفق جديد للاجئين السوريين..

فيصل بن فرحان: كارثة الزلزال تقتضي استجابة مناسبة من الجميع

84 مليار دولار خسائر الزلزال في تركيا...

الراي.. انتشل عناصر الإنقاذ، المزيد من الناجين من تحت الأنقاض، بعد أسبوع من «زلزال القرن» الذي أودى بحياة أكثر من 37 ألف شخص في تركيا وسورية حتى الآن وفق أحدث حصيلة غير نهائية، بينما بلغت خسائره المادية عشرات مليارات الدولارات، في حين أكد وزير الخارجية السعودي، أن كارثة الزلزال «تقتضي استجابة مناسبة من الجميع». وقال الأمير فيصل بن فرحان، في تصريحات لمراسل «العربية - الحدث» في بروكسيل: «نحض الأطراف كافة على تأمين وصول المساعدات إلى كل مناطق سورية». ووصلت أمس، شاحنات الإغاثة السعودية لمساعدة المنكوبين في جنديرس (شمال غربي سورية). وذكر مسؤول في مخيم الإغاثة السعودي، أن المخيم يضم 2000 خيمة مجهزة لاستيعاب المنكوبين، مشيراً إلى وصول المزيد قريباً. من جانبه، أعلن منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث خلال زيارة لسورية، أمس، أن مرحلة الإنقاذ «تقترب من نهايتها»، وأن الحاجة الماسة ستصبح توفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية. وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن «ما تردد من مزاعم عن تدفق جديد للاجئين من سورية إلى تركيا (بعد الزلزال) غير حقيقية. لن نسمح بذلك. هذا أمر لا نقاش فيه». وأضاف أن المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة يجري توصيلها من خلال معبر باب الهوى الحدودي، وان تركيا مستعدة لفتح معبرين حدوديين جديدين من منطقة كلس. وأمس، تم إنقاذ فتاة في العاشرة من العمر من بين أنقاض مبنى سكني في إقليم كهرمان مرعش بعد مرور 183 ساعة على وقوع الزلزال. كما تم انقاذ صبي عمره 13 عاماً من بين الأنقاض في إقليم هاتاي بعد 182 ساعة، بعدما انتشل ليل الأحد - الاثنين، سبعة أشخاص أحياء، بينهم طفل يبلغ ثلاث سنوات في كهرمان مرعش وامرأة تبلغ 60 عاماً في بسني في محافظة أديامان. كما أنقذت امرأة تبلغ 40 عاماً بعد 170 ساعة تحت الأنقاض في غازي عنتاب. وأعلن وزير الداخلية سليمان صويلو أنه تم نصب 30 ألف خيمة في كهرمان مرعش، مركز الزلزال، في حين يجري إيواء 48 ألف شخص في مدارس و11500 في صالات رياضية. ونشرت الشرطة والجيش وجوداً كثيفاً لمنع أعمال النهب، بعد السرقات التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي. وأوقفت عمليات البحث في شانلي أورفا وكيليس وعثمانية وأضنة، لكن مازالت عمليات البحث مستمرة في 308 أماكن في كهرمان مرعش. وأفاد اتحاد الشركات والأعمال في تركيا بأن حجم الأضرار الناجمة عن «زلزال القرن»، يقدر بأكثر من 84 مليار دولار، أو ما يناهز 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

تركيا.. اتحاد الشركات يقدر خسائر الزلزال بنحو 84 مليار دولار

المصدر | الخليج الجديد.. قال اتحاد الشركات والأعمال في تركيا، إن حجم الأضرار الناجمة عن الزلزال الكبير الذي ضرب البلاد، وأودى بحياة أكثر من 31 ألف شخص في تركيا وحدها، قد يزيد على 84 مليار دولار، أو ما يعادل 10% من الناتج الإجمالي للبلاد. وحسب بيان الاتحاد، فإن الزلزال المدمر قد تسبب في دمار مبان سكنية بحوالي 70.8 مليار دولار، إلى جانب 10.4 مليار دولار أخرى، في صورة خسارة في الدخل القومي. وقال اتحاد الشركات والأعمال، إن الخسائر في القوة العاملة قد تكلف اقتصاد تركيا 2.9 مليار دولار، حيث ضرب الزلزال 10 مقاطعات وأثر بشدة على ملايين الأشخاص في تركيا، وأيضا في سوريا المجاورة. واستندت حسابات اتحاد الشركات والأعمال التركي على زلزال عام 1999 الذي كان قريبا من إسطنبول، وأودى بحياة نحو 18 ألف شخص، حيث تجاوزت حصيلة ضحايا الكارثة الحالية بفارق كبير زلزال 1999، ولا يزال الآلاف مفقودين. وقدر بيان الاتحاد أن الضرر الواقع على البنية التحتية، مثل الطرق وشبكات الكهرباء وكذلك المستشفيات والمدارس، قد يرفع عجز الموازنة التركية إلى ما يزيد على 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري، مقابل التقديرات الرسمية البالغة 3.5%. وتعتبر تقديرات اتحاد الأعمال التركي هي الأعلى حتى الآن، مقارنة مع تقديرات الخبراء الاقتصاديين الآخرين، على الرغم من أن الكثيرين، ومن بينهم "باركليز"، يؤكدون أنه من المبكر للغاية تقييم التأثير الكامل للكارثة. وكان مسؤولون وخبراء اقتصاديون، توقعوا أن يتضرر النمو الاقتصادي في تركيا، هذا العام، نتيجة تداعيات الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد، وأسفرت عن آلاف القتلى والمصابين. وقال الخبراء إن الزلازل الكبيرة التي شهدتها تركيا ستضيف مليارات الدولارات من الإنفاق إلى ميزانية أنقرة وستخفض النمو الاقتصادي بنقطتين مئويتين هذا العام إذ إن الحكومة ستضطر للقيام بجهود إعادة إعمار ضخمة قبل انتخابات حاسمة.

قد تطال الانتخابات التركية.. كارنيجي: تداعيات الزلزال ستستمر لأشهر مقبلة

المصدر | الخليج الجديد.. "ستستمر تداعيات الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا على مدى الأشهر المقبلة ما قد يؤثر على الانتخابات التركية المقررة في مايو/أيار".. هكذا تحدث تقرير مركز "كارنيجي للشرق الأوسط"، داعيا إلى أن تكون الأولوية الآن للتضامن الدولي والاستجابة الإنسانية الطارئة. ولفت التقرير إلى أن سلسلة الهزّات الأرضية تسببت في دمار ومآس لسكان تركيا وسوريا، إذ لقي آلاف الأشخاص مصرعهم، وخرجت بعض المطارات من الخدمة، وتضرّر عدد كبير من الطرقات، ووقع دمار في خطوط التيار الكهربائي. وأضاف: "كان محتومًا أن تتبع الكارثة فترةٌ تسودها حالةٌ قريبة من الفوضى، تفاقم أسى السكان المنكوبين ومعاناتهم". وتابع "كارنيجي": "كان أمرًا جيّدًا مع ذلك أن تركيا وسوريا طلبتا مساعدات خارجية، وكان من المريح رؤية الأعداد الكبيرة من فرق الإنقاذ التي وصلت للمساعدة أو هي في طريقها إلى هناك، ولكن، للأسف، سيعيش السكان على جانبَي الحدود التركية السورية مرحلةً من المشقّات المستمرة خلال الأشهر المقبلة". وزاد: "مما لا شكّ فيه أن الصعوبة مضاعفةٌ في مواجهة زلزال ضرب منطقة ترزح أصلًا تحت وطأة النزاعات العسكرية، لذلك يُتوقَّع من جميع القوات العسكرية في المنطقة (الجيوش الروسية والسورية والتركية، بالإضافة إلى القوات الكردية والمناهضة لبشار الأسد)، تطبيق وقف فوري لإطلاق النار بحكم الأمر الواقع، على أن يستمر طوال المدّة التي تستغرقها عمليات الإنقاذ". واستطرد التقرير: "ينبغي أيضًا تكثيف العمليات الإنسانية عبر الحدود من تركيا إلى سوريا، والتي يُسمَح بها أساسًا بموجب تفاهم برعاية الأمم المتحدة، وينبغي فتح ميناء اللاذقية ومطارها أمام العمليات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة، ولكن ذلك يتطلب مرونة من جهة الحكومتَين في دمشق وموسكو". يقود ذلك حسب مركز "كارنيجي" إلى ملاحظة ثالثة عن الغُبن المحتمل في معاملة الجهات المانحة الدولية لسورية مقارنةً مع معاملتها لتركيا. وقال: "فالمخاطر الناجمة عن العمليات العسكرية التي يشنّها الكثير من الفرقاء، والأضرار التي سبق أن لحقت بالبنى التحتية الخاصة بالمواصلات وأنظمة الصرف الصحي في شمالي سوريا، وممارسات النظام السوري بحق شعبه على مدى 12 عامًا من النزاع، قد تؤدّي مجتمعةً إلى تدفّق المساعدات إلى البلاد بكميات أقل من المطلوب". والتمست السلطات السورية المساعدة فور وقوع الزلزال، ولكن عليها حسب التقرير، أن تتعهد الآن رسميًا بالتعاون الكامل والشفّاف مع الجهات المانحة للمساعدات، فيما ينبغي على الأمم المتحدة أن تؤدّي دور الضامن لمرور المساعدات الإنسانية بشكل آمن وتوزيعها بطريقة فعّالة. ولفت التقرير، إلى أن "ثمة قاسما مشتركا بين الدمار في سوريا وتركيا، فالقواعد والمعايير المضادة للزلازل، سواءً كانت موضوعة أم لا، والتي تفرض التقيّد بمقتضيات معيّنة للحصول على تراخيص البناء، لا تُطبَّق في معظم الأحيان بسبب الفساد المستشري، والمصالح الشخصية، والمضاربات العقارية". وقد تسبب انهيار آلاف المباني، ومنها مستشفى حكومي في تركيا، بنشوب خلافٍ سياسي. وحول هذا يعلق تقرير "كارنيجي" بالقول: "سيستغرق صنّاع السياسات وقتًا لاستخلاص العبَر وصياغة توصيات ناجعة، لكن في المدى المتوسط لن تنجو القيادة التركية على الأرجح من وابل الانتقادات الشديدة من المعارضة السياسية في البلاد ومن الجمهور العريض". يُشار إلى أن التوسّع السريع في مشاريع البنى التحتية كان في صُلب أولويات حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس "رجب طيب أردوغان" طوال 20 عامًا، وشملت هذه المشاريع بناء الكثير من الطرقات السريعة الجديدة والمطارات والمستشفيات، وترافق ذلك مع طفرة في المشاريع السكنية في المدن. لكن حسب التقرير، "قد يؤدّي ذلك إلى ارتدادات عكسية تلقي بظلالها على الحزب، إذ ستُثار تساؤلات حول مدى تطبيق معايير البناء المضادة للزلازل، أو سيُشتبه بأن العقود العامة قد مُنحت إلى شبكات المحسوبية السياسية التابعة للنظام، فشيّدت مشاريع إسكان اجتماعية لا ترقى إلى المستوى المطلوب". وتعليقا على ذلك، قال التقرير: "بات موعد الانتخابات التركية موضع تكهّن قد يرسم معالم المشهد السياسي التركي في الأيام المقبلة، نظرًا إلى أن الزلزال ألحق الضرر بنحو 16 مليون نسمة من أصل مجموع السكان البالغ عددهم 86 مليون نسمة، ويُرجَّح أن عشرات الآلاف باتوا الآن من دون مأوى وتبعثرت ممتلكاتهم تحت الأنقاض، بما في ذلك أوراقهم الثبوتية، فيما طال الدمار الكثير من المباني الإدارية". وختم متساءلا: "هل سيكون من الممكن تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية عادلة في 14 مايو/أيار المقبل، كما هو متوقع؟".

تلاشي فرص العثور على ناجين آخرين من زلزال تركيا

اعتقالات واسعة لـ«مقاولي الدمار»... وعدد القتلى يتجاوز 31 ألفاً

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق..مر اليوم الثامن لزلزالي تركيا ثقيلاً خفتت فيه الأصوات رويداً رويداً، وضرب الإرهاق الشديد فرق البحث والإنقاذ التي لا تزال تواصل العمل متمسكة بالأمل في تحقيق معجزات في اللحظات الأخيرة بالعثور على ناجين تحت الأنقاض، بينما ينتظر المواطنون في المناطق المنكوبة حدوث مثل هذه المعجزات التي تعيد إليهم بعض أحبائهم المفقودين. وواصل عدّاد الخسائر في الأرواح التحرك بسرعة كبيرة. وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، في بيان أمس الاثنين، أن عدد القتلى ارتفع إلى 31 ألفاً و643 قتيلاً إلى جانب 80 ألفاً و278 مصاباً، مشيرة إلى مواصلة 238 ألفاً و459 من أفراد البحث والإنقاذ العمل في المناطق المنكوبة، كما تم إجلاء 158 ألفاً و165 شخصاً من تلك المناطق. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن إجمالي 9793 موظفاً أجنبياً من 74 دولة يواصلون جهودهم في أعمال البحث والإنقاذ. ونجحت فرق البحث والإنقاذ في انتشال 5 أحياء من تحت الأنقاض في عدد من المناطق في اليوم الثامن للزلزالين المدمرين اللذين ضربا تركيا الأسبوع الماضي. وتمكنت فرق الإنقاذ في هاتاي، الاثنين، من انتشال داريا أكدوغان (26 عاماً) ووالدتها بعد 178 ساعة من البقاء تحت الأنقاض، وتعمل فرق الإنقاذ على إخراج زوجها. كما تم إخراج سراب دونماز سالمة من تحت الأنقاض قبل ذلك بساعتين أي بعد مرور 176 ساعة على وقوع الزلزالين. وفي سباقها مع الزمن، نجحت فرق الإنقاذ في إخراج شخصين من تحت الأنقاض في أديامان، إحداهما طفلة (14 عاماً) تدعى ميراي جنوب البلاد، وتواصل جهودها لإخراج شقيقتها الكبرى التي لا تزال على قيد الحياة أيضاً. وتواصل فرق الإنقاذ جهودها لإخراج 3 أشخاص من تحت الأنقاض في كهرمان ماراش بعد التأكد من وجودهم على قيد الحياة. ولا تزال الصرخات تعلو من التقصير وعدم وصول الدولة إلى كثير من المناطق، ووجود آلاف تحت الأنقاض في كل ولاية من الولايات العشر. وكشفت فرق البحث والإنقاذ عن مصرع جميع أعضاء فريق كرة الطائرة المكون من 35 شخصاً، والتابع لكلية «معارف غازي فاماغوستا» التركية للفتيات والفتيان تحت أنقاض فندق «غراند إيزياس»، في مدينة أديامان جنوب تركيا. وتم انتشال جثث أعضاء الفريق الذي يتكون من 28 لاعباً من طلاب إحدى المدارس تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً، فضلاً عن 8 إداريين ومدربين. في الوقت ذاته، كشف مساعد المدير الفني لفرق هاتاي سبور لكرة القدم، جوكان زان، الذي يعمل مع فرق الإنقاذ في إسكندرون بولاية هاتاي، أن هناك أكثر من ألف شخص لا يزالون تحت الأنقاض في إسكندرون، لكن فرق الإنقاذ لم تأت للمنطقة بسبب غياب التنسيق. وأكد أن هناك حاجة شديدة للخيام والحاويات ودورات المياه والأدوية والملابس الداخلية، بسبب الظروف التي يعيش فيها الناس ليس في إسكندرون فقط وإنما في أنطاكيا وغيرها من المناطق المتضررة.

تضامن عربي

وتواصل تدفق المساعدات ورسائل التضامن من الدول العربية على تركيا لدعمها في مواجهة كارثة الزلزال. وقامت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها، نجلاء المنقوش، بزيارة لأنقرة أجرت خلالها مباحثات مع وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، حيث قدمت العزاء في ضحايا الزلزالين، وأكدت تضامن حكومتها مع تركيا في مواجهة هذه الكارثة الأليمة. وقالت المنقوش، في مؤتمر صحافي مع جاويش أوغلو، إن تركيا من أكثر الدول التي ساندت الشعب الليبي، «ومن واجبنا الآن مساندتها، وسنقدم 50 مليون دولار كدفعة أولى لإعادة الإعمار في المناطق التي تضررت من الزلزال في جنوب تركيا». من جانبه، قال جاويش أوغلو إن السلطات الليبية أرسلت فرق إنقاذ، وأقامت مستشفى ميدانياً في هاتاي، وإن 91 دولة تعهدت بإرسال أكثر من 96 ألف خيمة لإيواء أكبر عدد من المتضررين جراء الزلزال، وإن طائرات الشحن التركية ومن بلدان عدة تعمل على نقل المعدات والخيام والمساعدات. في الوقت ذاته، وصل عدد المشاركين في حملة التبرعات الشعبية في السعودية عبر منصة «ساهم» لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا إلى مليون و23 ألفاً و406 متبرعين، بحصيلة أولية تجاوزت 311 مليوناً و841 ألفاً و204 ريالات (نحو 83 مليون دولار)، التي أنشئت بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. كما وصلت إلى أضنة في جنوب تركيا طائرة الإغاثة السابعة القادمة من السعودية، ليل الأحد، محملة بتجهيزات طبية متنوعة. وأعلنت الخطوط الجوية التركية، في بيان، أنها نقلت الأحد 46 طنا من المساعدات الإنسانية القطرية إلى ولاية أضنة لتوزيعها على ضحايا الزلزال في الولايات التركية المنكوبة. وأجرى وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، الأحد، زيارة إلى المناطق المتضررة من الزلزال في جنوب تركيا، تفقد خلالها المناطق المتضررة في ولاية كهرمان ماراش، التي كانت هي مركز الزلزالين اللذين ضربا البلاد فجر 6 فبراير (شباط)، كما زار مقر الفريق الإماراتي للبحث والإنقاذ في الولاية، والتقى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، وأكد استمرار دعم الإمارات ووقوفها إلى جانب الشعب التركي في مواجهة هذه المحنة، وتقديم الدعم والمساعدة المطلوبة لإغاثة المنكوبين جراء هذه الكارثة الإنسانية. وأعلنت حملة «جسور الخير» في الإمارات عن جمع أكثر من 30 ألف طرد غذائي وكميات كبيرة من الملابس الشتوية والأغطية والاحتياجات الإنسانية، لصالح المتأثرين من الزلزال في سوريا وتركيا. وأرسل الأردن طائرتين عسكريتين إلى مطار أضنة في جنوب تركيا وعلى متنهما 480 خيمة عائلية من أصل 10 آلاف، لمساعدة المتضررين من الزلزال. وكان الأردن أرسل، خلال الأيام الماضية، عدداً من طائرات المساعدة إلى تركيا، ومستشفى عسكريا ميدانيا مجهزا بالكامل إلى كهرمان ماراش. كما وصلت طائرات من مصر والسودان وموريتانيا محملة بآلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والأغطية. ومنذ وقوع زلزالي 6 فبراير، أعلنت 16 دولة عربية رسمياً إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا، هي السعودية، ومصر، وقطر، والكويت، والإمارات، ولبنان، والجزائر، والأردن، والبحرين، وسلطنة عمان، وليبيا، وتونس، وفلسطين، والعراق، والسودان وموريتانيا. ودعا وزير الداخلية التركي سليمان صويلو المواطنين والبلديات والمنظمات المدنية إلى عدم التوقف عن التبرع وإرسال المساعدات إلى المناطق المنكوبة، قائلاً إن الوضع في هذه المناطق لن يستقر قبل عام لأن هناك ملايين المتضررين من كارثة الزلزال. في الوقت ذاته، قدر اتحاد الشركات والأعمال في تركيا حجم خسائر الزلزال بنحو 84 مليار دولار منذ وقوعه وحتى الآن.

«مقاولو الدمار»

في غضون ذلك، كثفت السلطات التركية تحقيقاتها في مخالفات البناء وفحص العيوب التي أدت إلى انهيار 6 آلاف و444 مبنى في الزلزالين اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي البلاد. وأصدر مكتب المدعي العام لولاية ديار بكر (جنوب شرق)، الاثنين، مذكرة اعتقال تضمنت 33 شخصاً أفادت معلومات بأنهم قاموا بقطع أعمدة أحد المباني المنهارة في الزلزال بهدف توسيع المساحات في معرض للسيارات في الطابق الأرضي للمبنى. كما أصدر مكتب المدعي العام لولاية أضنة (جنوب) أمراً باعتقال 62 شخصا فيما يتعلق بالتحقيق في انهيار المباني التي دمرها الزلزالان وجاء مركزهما في بلدتي بازاجيك وإلبيستان في كهرمان ماراش وتأثرت بهما ولايات كهرمان ماراش، وهاتاي، وأضنة، وعثمانية، وكيليس، وأديامان، ومالاطيا، وغازي عنتاب، وشانلي أورفا وديار بكر. وكشفت مصادر أمنية أنه تم اعتقال المقاول حسن ب، وهو مقاول وصاحب الشركة التي شيدت مباني عدة مدمرة بولاية أضنة، بعد هروبه إلى نيقوسيا. وسبق أن أوقفت السلطات التركية المقاول محمد ج، صاحب مجمع سكني فاخر في هاتاي في مطار إسطنبول أثناء محاولته الهرب إلى الجبل الأسود وبحوزته مبالغ مالية كبيرة عقب انهيار المجمع، الذي بيعت الوحدات السكنية فيه بمبالغ تبدأ من مليونين و800 ألف ليرة تركية. كما تم القبض على المقاول ياووز ك، وزوجته في مطار إسطنبول، ليل الأحد – الاثنين، أثناء محاولتهما الهرب إلى جورجيا بعد انهيار 4 مبان تولت شركته إنشاءها في أديامان. وقال المقاول ياووز بعد توقيفه إن «ضميري مستريح... لقد أنشأت 44 مبنى انهار منها 4... لقد فعلت كل شيء بشكل صحيح وفي إطار القانون». كما تم القبض على نظمي ط، مدير موقع البناء في بناية دمرها الزلزال في غازي عنتاب، في منزله في حي عمرانية في إسطنبول، وتم تحويله إلى مديرية أمن غازي عنتاب بعد التحقيق معه في إسطنبول. وقال وزير العدل التركي، بكير بوزداغ، إن ما لا يقل عن 134 مشتبهاً بهم يخضعون للتحقيق فيما يتعلق بالمباني التي دمرها الزلزال. وأضاف بوزداغ، في تصريحات في ديار بكر ليل الأحد - الاثنين: «حتى الآن، قام مدعو العموم بإصدار أوامر باعتقال أشخاص دون تأخير، في إطار التحقيقات الجارية... تم فتح التحقيق مع نحو 134 مشتبهاً بهم، ممن اعتبروا مسؤولين بشأن المباني المدمرة، وتم توقيف 3 من هؤلاء المشتبه بهم على ذمة المحاكمة، و7 منهم رهن الاعتقال، و7 ممنوعون من السفر... سنكشف الإهمال، وسنفعل ما يقتضيه القانون».

عمال المناجم في تركيا... «سقف الخنزير» أسلوب مبتكر في عمليات الإنقاذ

(الشرق الأوسط)... غازي عنتاب (جنوب شرقي تركيا): سعيد عبد الرازق.. فجعهم الموت كثيراً في العديد من زملائهم الذين راحوا ضحايا لبعض كوارث المناجم في تركيا فعرفوا معنى الحياة وقيمتها، وتعاهدوا على أن يشكلوا جيشاً يواجه الموت تحت الحطام والركام اللذين خلفتهما كارثة زلزالي تركيا المدمرين. منذ اللحظة الأولى جهزوا معداتهم البسيطة والفعالة أيضاً... 3 آلاف من عمال المناجم في زونجولداك وأماسرا (منطقة البحر الأسود شمال تركيا) ومانيسا (غرب)، حيث يقع منجم «سوما» الشهير الذي شهد في عام 2014 كارثة مؤلمة، تجمعوا وأعلنوا أنهم ينتظرون نقلهم إلى الولايات العشر التي ضربها الزلزالان المدمران فجر 6 فبراير (شباط) الحالي. كانت هناك حالة من الارتباك، وكانت الطرق مغلقة أو مدمرة، وحركة الطيران متوقفة بسبب سوء الأحوال الجوية، لكنهم أصروا على الذهاب، تحدثوا إلى القنوات والصحف وإلى السلطات والمنظمات المدنية. وأخيراً، تمكن 1252 منهم من الوصول إلى المناطق المنكوبة، بعضهم ركب في صندوق سيارة نقل كبيرة وحملوا معهم المعاول وأجهزة الحفر والمعدات التقليدية البسيطة، وبعضهم كان محظوظاً بعد أن وصل صوتهم وبدأ نقلهم بالطائرات. في غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا، يعمل جانب من عمال المناجم موزعين على المناطق المتضررة في إصلاحية ونورداغي ونزيب وغيرها من المناطق، وتوجه الباقون إلى كهرمان ماراش وهطاي وأديامان، حيث أسوأ المناطق المتضررة. يطبق عمال المناجم أسلوباً خاصاً في عمليات الإنقاذ يسمى «سقف الخنزير» يشبه ما هو متبع في المناجم، حيث تجري إقامة تحصينات باستخدام الخشب، إذ يحفرون نفقاً وممرات يدعمونها بالأخشاب في السقف ومن الجوانب. يقول دوغان يلدريم، أحد عمال المناجم الذي يعمل وزملاء له بالمناطق المدمرة في نورداغي، إن «تحصينات سقف الخنزير ساعدتنا في الوصول السريع إلى الأحياء في كثير من الحالات بعد أن يتم تثبيت وجود أحياء تحت الأنقاض، حيث نتابع الحفر تدريجياً وفي كل خطوة نثبت الجوانب والسقف، وهو ما يتيح التحرك بسهولة لإخراج الناجين». جذب عمال المناجم بفدائيتهم ومعنوياتهم العالية واستعدادهم للتضحية الأنظار، وأصبحت طريقتهم المعروفة بـ«تحصينات سقف الخنزير» حديث الجميع في تركيا، لا سيما في ضوء جهودهم عقب وقوع الزلزال وظهورهم في مواقع الإنقاذ ليتحولوا إلى أبطال يحظون بالتقدير من جانب الجميع. ويوماً بعد يوم، بدا أنهم يكتبون تاريخاً جديداً، وبدأ توزيعهم بالمروحيات على المناطق المنكوبة، بعد نقلهم إلى قاعدة إنجيرليك في أضنة، التي تحولت إلى مركز لوجيستي للإغاثة. يقول نور الدين أديجوزال: «عشنا فواجع من قبل... فقدنا زملاءنا في انهيار منجم سوما... الوضع مماثل هنا. عزمنا على أن نبذل قصارى جهدنا... نعمل مع رفاقنا من عناصر قوات الدرك والمطافئ ورجال البحث، نشكل فريقاً ونسعى لأن نقدم نفساً يطيل الحياة أو ينقذها، وأن نكون الأمل». وشهد منجم «سوما» كارثة جرحت وجدان الشعب التركي عندما فقد 301 من عماله حياتهم، وأصيب 126 آخرون في 13 مايو (أيار) 2014، عقب اندلاع حريق بأحد آبار المنجم، الذي تملكه مجموعة «سوما كومور»، ما أدى إلى احتجاز نحو 800 عامل على عمق مئات الأمتار. وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقعت كارثة جديدة بمنجم للفحم في أماسرا بمنطقة البحر الأسود، راح ضحيتها 41 من عمال المنجم نتيجة انفجار وقع به، لتجدد ذكريات أحزان فاجعة سوما. ربما كان الموت الذي فجع عمال المنجمين هو أكبر دافع لهم كي يمنعوا هذا المصير الأليم الذي حل بزملائهم عن ضحايا الزلزالين الأخيرين. وبالفعل نجحوا في إنقاذ العشرات من الأطفال والنساء والرجال من تحت الأنقاض بطريقتهم التي كتبوا بها تاريخاً ناصعاً.

وصول مساعدات سعودية لسد احتياج مستشفيات غازي عنتاب

ضمن الجسر الجوي لمساعدة ضحايا الزلزال

الشرق الاوسط..الرياض: عبد الهادي حبتور.. في إطار استمرار الجسر الجوي الإغاثي السعودي لمتضرري الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وصلت أمس، الطائرة السابعة وعلى متنها نحو 100 طن من المساعدات الطبية والصحية العاجلة لسد احتياجات المستشفيات التركية بمدينة غازي عنتاب. وأوضح الدكتور علي الغامدي، المستشار الصحي بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن المساعدات الواصلة على متن الطائرة 144 صنفاً، تشمل تجهيزات طبية من أجهزة وأسرّة عناية مركزة، ومراقبة مرضى، إلى جانب محاليل، وأجهزة أشعة، وأشعة صوتية، ومولدات كهربائية، وغيرها من المساعدات المتنوعة. ولفت الغامدي إلى أن جميع هذه المساعدات ستسلم لوزارة الصحة التركية، التي ستتولى توزيعها بناء على مقتضيات الكارثة والاحتياج لديهم. وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أن «هذه المساعدات مقدمة للجانب التركي مباشرة ليستخدموها كيفما شاءوا». وأعلن مركز الملك سلمان للإغاثة أمس، عن وصول الطائرة الإغاثية السابعة إلى مطار غازي عنتاب، وتحمل على متنها تجهيزات طبية متنوعة بقيمة تزيد على 36 مليون ريال سعودي، حيث يأتي ذلك ضمن الجسر الإغاثي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمساعدة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتجسيداً للدور الإنساني النبيل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية. إلى ذلك، وصف مصطفى شنطوب رئيس البرلمان التركي السعوديين، بـ«نعم الأخ والصديق». وقال خلال زيارته أمس، لبعض المناطق المتضررة: «لدينا مثل يقول: يعرف الأخ والصديق وقت الشدائد». وتابع: «السعوديون أثبتوا أنهم نعم الأخ والصديق»، وفقاً لما نقلت عنه قناة الإخبارية السعودية. وتواصل طواقم الإنقاذ السعودية مساهمتها في رفع المعاناة عن المنكوبين، حيث تعمل بكامل طاقاتها ومعداتها وأجهزتها المتخصصة في الإنقاذ والبحث ورفع الركام وانتشال الضحايا، إلى جانب البحث عن ناجين رغم تضاؤل الآمال بعد مرور أكثر من أسبوع على الكارثة. وكشف فهد العصيمي، المشرف على الفريق السعودي المشارك في تركيا، عن استمرار التنسيق مع الجهات التركية لاستقطاب مزيد من الكوادر السعودية المتخصصة في البحث والإنقاذ والطوارئ، للمساهمة في مساعدة ضحايا الزلزال. وقال العصيمي في حديث سابق مع «الشرق الأوسط»، إن الترتيبات مستمرة لضمان دخول مزيد من المساعدات إلى شمال سوريا، بعد أن تمكنت السعودية من تسيير أول قافلة مساعدات دولية تصل إلى المتأثرين من الزلزال في سوريا، وتقديم المساعدات الطبية والإيوائية للمتضررين.

غازي عنتاب سليمة بين مدينتين مدمرتين

الحياة تدب فيها ببطء بعد الزلزال... لكن الخوف مقيم بين سكانها

الشرق الاوسط.. غازي عنتاب: ثائر عباس.. عادت، أمس، مدينة غازي عنتاب إلى الحياة الطبيعية على خجل. بعد ثمانية أيام على الزلزال الذي ضرب تركيا وضرب أساساً مدينة كهرمان مراش المجاورة وصولاً إلى أنطاكيا. كانت عنتاب محظوظة لتلقي هذا القدر فقط من الضرر. أسقط الزلزال الكبير الذي ضرب البلاد العديد من المباني في وسط المدينة وأطرافها، لكن الضرر بقي قليلاً مقارنة بقوة الزلزال الذي ضرب البلاد فتضررت منه مراش المجاورة وأنطاكيا البعيدة، فيما كان ضرر عنتاب الموجودة وسط المدينتين المنكوبتين ضئيلاً مقارنة بهما، وكثيراً بنظر سكانها الذين عاشوا ساعات من الرعب تلتها أيام من القلق. يقول عبد الوهاب إن الزلزال كان من القوة بحيث «إننا لم نعتقد أننا سنبقى على قيد الحياة». وأضاف: «كنت نائماً فاستيقظت على الاهتزازات العنيفة، وقفت ثم وقعت، ثم نهضت راكضاً نحو سرير طفلتي. وقفت معها ومع زوجتي بعض الوقت تحت عتبة الباب، ثم أخذنا قرار النزول من المبنى لأن الهزات لم تنتهِ، بل زادت عنفاً». وتابع: «ربما كنت مخطئاً بهذا القرار، فالنزول على الدرج كان شبيهاً بالركض داخل خلاط كبير، لكننا كنا نتحرك من دون وعي حتى وصلنا إلى الحديقة المجاورة، وقفنا تحت المطر والثلج نشاهد الأبنية حولنا تتراقص، فلا نشعر بالبرد ولا الألم... فقط بالرعب». انتهت الهزات، لكن القلق لم ينتهِ، نام أفراد العائلة في السيارة كبقية العائلات، ولاحقاً أرسل ابنته وزوجته إلى عائلتها في العمق التركي «لتجنيبهما المزيد من الخوف مع استمرار الهزات الارتدادية المخيفة... فكل هزة تعيدنا إلى رعب الزلزال». أما جلال، فكانت تجربته مشابهة أيضاً، يقول: «لم أعرف كيف أصبحنا في الشارع. هذه المرحلة ما زالت ضبابية، كل ما أذكره هو هدير قوي من الأرض وتأرجحنا واصطدامنا المتكرر بالأشياء من حولنا». ستبقى هذه الذكرى ضبابية لجلال، لكن الرعب الذي عاشه مع عائلته «سيبقى ماثلاً إلى الأبد». زوجة جلال عادت إلى المدينة لتوها. غادرت لنحو أسبوع إلى منزل عائلتها في بورصة، قبل أن تحتكم إلى «الواقعية» وتعود. تقول: «منزلنا لم يتضرر، وعلينا أن نكمل حياتنا. أعتقد أنني تسرعت بالمغادرة، لكن الاحتياط واجب». السير في عنتاب يعكس هذا الواقع. حركة السير مقبولة، والمتاجر الصغيرة فتحت أبوابها، حتى إن الكثير من الأهالي نزلوا إلى المقاهي. مقهى «ستاربكس» في وسط عنتاب كان يشهد حركة مقبولة لواقع أنه في مدينة ضربها زلزال للتو. يقدم المقهى القهوة لزواره مجاناً، لكنه لا يبيع أي شيء آخر، لأن «النظام متوقف»، كما يقول عامل في المقهى. يقول أحد رواد المقهى إن سلسلة المقاهي العالمية لم تصدر أي تعليق مواساة مع الزلزال في الأيام الثلاثة الأولى، فكانت حملة كبيرة من المواطنين الأتراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو لمقاطعتها و«ربما هذه طريقتهم في الاعتذار». أضرار عنتاب كانت أكبر في القرى المحيطة بها، والتابعة لها إدارياً، لكن عنتاب خسرت مع ذلك قلعتها التاريخية التي أصيبت بأضرار بالغة، أما الكهرباء فلم تنقطع، وكذلك التغطية الهاتفية والإنترنت. المياه عادت يوم السبت، والجميع ينتظر عودة الغاز لتكتمل صورة الخدمات الأساسية. وفي الانتظار، يتأقلم السكان الباقون في المدينة مع نحو 70 هزة يومياً. يقول عبد الوهاب إن هذه الهزات باتت هاجسه. «في الأيام الثلاثة الأولى لم أنم سوى ساعتين. كلما هدأت أحس بأن الأرض تهتز، ويعود خوف الزلزال إلى الظهور. الخبراء يطمئنوننا بأن هذه الهزات لا توحي بزلزال قادم ما دام معدلها لا يتجاوز أربع درجات... لكن مع هذا من سيقنع من عاش التجربة بالعودة إلى حياة طبيعية وكأن شيئاً لم يكن؟».

أتراك وسوريون يتشاركون «مخيمات اللجوء»

الزلزال يبعث الحياة في مواقع استضافة اللاجئين في جنوب البلاد

الشرق الاوسط.. جنوب تركيا: ثائر عباس...أعاد الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي مخيمات اللاجئين السوريين إلى الحياة، لكن الجديد أن هذه المخيمات باتت تستضيف أيضاً الكثير من المواطنين الأتراك، الذين دمّر الزلزال منازلهم، فتشاركوا مع السوريين مخيماتهم القديمة. وكانت السلطات التركية، قد أفرغت تقريباً غالبية هذه المخيمات من ساكنيها، فمنهم من نال الجنسية التركية، ومنهم من استقر في المدن التركية؛ فأنشأوا تجارتهم، أو التحقوا بوظائف، وبنوا عائلات، كما تمت إعادة الكثير منهم إلى الشمال السوري. محمد، شاب من السوريين الذين حازوا الجنسية. كان يقيم في مدينة مراش مع عائلته، حين ضربهم الزلزال في تلك الليلة. وقد هرب مع عائلته إلى الخارج، حيث كان محظوظاً أن المنزل لم يتهدم فسلم مع الكثير من الأبنية المجاورة: «لوقوعنا في منطقة جبلية، كان الضرر فيها أقل». لكن هذا لا ينفي ساعات الرعب التي عاشتها العائلة مع الاهتزازات العنيفة، والأصوات المدوية «التي لم نسمع مثلها من قبل». حظ محمد السعيد لم ينسحب على ثلاثة من رفاقه، حيث دفنوا تحت أنقاض منازلهم في المدينة، ولم يتم انتشال جثثهم بعد. يقول محمد: «أخذت عائلتي إلى مخيم للاجئين عند طرف المدينة، وأمّنت لهم السكن، ثم عدت إلى المدينة مجدداً للبحث عن أصدقائي». محمد العشريني كان يمكنه أن ينال مأوى أقل اكتظاظاً بناءً على جنسيته التركية، لكن أباه وأمه، المريضين جداً، لا يمتلكان جنسية البلاد، لذلك أقاموا ثلاثتهم عند عائلة من أقاربهم في القسم السوري من المخيم. ويقول: «في كل منزل تقيم أكثر من عائلة. أحياناً يصل العدد إلى خمس عائلات في منزل صغير من المنازل الجاهزة». العودة إلى المخيم لم تكن مدروسة أو مخططاً لها. أقارب أهالي المخيم أتوا أولاً، ثم معارفهم، وأخيراً أتى السكان الأتراك. وهذا الواقع انعكس تلقائياً ارتباكاً في التنظيم، تداركته السلطات التركية لاحقاً بإيفاد مسؤولين من إدارة الهجرة إلى المخيم، كما مع وصول مؤسسات أخرى تُعنى بالمواطنين الأتراك. الكهرباء بدأت بالوصول إلى المخيم متقطعة بعد أربعة أو خمسة أيام، وفي اليوم السابع وصلت المياه، لكن المسؤولين في المخيم كانوا يحذرون عبر مكبرات الصوت من استخدامها للشرب. وبسبب الحاجة، كان سكان المخيم يذهبون إلى نبع قريب لجمع المياه، قبل أن تبدأ عبوات مياه الشرب بالوصول. ورغم عدم وجود أي حساسيات بين السوريين والأتراك، فإن السلطات قسمت المخيم بينهم لأسباب تقنية؛ فالسوريون يتبعون إدارة الهجرة، أما الأتراك فهم تابعون لمؤسسات الإغاثة المحلية. يقول أحد السكان الأتراك: «لقد كنا نعيش معهم في المدن والقرى بشكل طبيعي، والآن نعيش معهم بانتظار تأمين مكان إيواء جديد لنا». ومع هذا، يمكن ملاحظة الهدوء الكبير في الجانب التركي، مقابل الزحام الكبير في الجانب السوري «فالأتراك يحبون العيش داخل منازلهم، والسوريون خارجها»، كما يقول أحد السوريين. ومع تراجع حدة الارتباك التنظيمي، بدأ النظام يسود المخيمات. ويقول أحد المتطوعين الأتراك: «لقد بدأت نوعية الطلبات تختلف، في البداية كانت حاجات ملحة، وحالياً مسائل أكثر ترفاً، وهذا يسعدنا بالطبع، لأن معناه أننا نجحنا». الحياة في المخيم نشطة في الجانب السوري، وهادئة في الجانب التركي الذي يحتوي على الكثير من الأحياء المهجورة، ولا يتوقع المتطوع التركي أن يزيد العدد، بل ربما ينقص «فمن أتى إلى المخيم يفكر بالخيارات المتاحة لديه... أقارب أو استئجار منزل مؤقت. ومن لم يأت هو أمّن لنفسه سلفاً مكاناً يبيت فيه. الثاني لن يأتي إلى المخيم، والأول قد يغادره قريباً». وحدهم السوريون في تزايد... العائلات المتضررة كثيرة، وخياراتها قليلة، والمخيم يشكل نقطة بداية تريح الناس من شر المبيت في الشارع، في منطقة معروفة بمناخها القاسي شتاءً، والثلوج المتراكمة عند مدخل المخيم تتحدث عن هذا الطقس بطلاقة، رغم الشمس الساطعة، التي استغلتها مسنة سورية بشطف مدخل غرفتها، وصولاً إلى آخر صف المنازل الجاهزة. وبالقرب منها يحاول صبية سوريون التغلب على الملل بلعب كرة قدم، حيث كانت جدران المرمى فيها مكونة من أحذية جمعت كهرم صغير من الجهتين. تراقب لعبَ الصبية قططٌ صغيرة، يرجح أن يكون السكان المقيمون ربوها خلال مدة إقامتهم الطويلة، التي تعبّر عنها الزراعات البسيطة التي قام بها السكان، كالنعناع وحشائش أخرى. وقد غطيت هذه المزروعات بشباك كثيفة تكاد تحجبها عن الأنظار، لكن يسمح في الوقت نفسه بدخول أشعة الشمس إليها. المنازل الجاهزة، شهدت بفعل الزحمة، تمدداً؛ فأقام اللاجئون ما يشبه الغرف الإضافية بشوادر سميكة غطت الرصيف الصغير أمامها. وفي الطوابق العليا كانت المهمة أسهل، وأكثر عملانية. وغطيت الشرفات بالشوادر لتصبح غرفاً، فيما استغلت المساحة بين المنازل الصغيرة كمنشر لتجفيف الغسيل. وقد أثار العدد الكبير من اللاجئين السوريين في المخيمات توتراً مع السلطات التركية التي ضخت فيها عدداً كبيراً من الموظفين والمتطوعين، من دون أي إمكانية لتقديم بدائل لهم (للسكن) في المدى المنظور، فيما اصطف المقيمون فيها في طوابير للحصول على المساعدات الغذائية التي تقدم للسكان يومياً... أما المحظوظون بوجود سيارات ودراجات نارية، فهم يستغلونها لاستقدام أشيائهم من خارج المخيم.

تركيا تؤكد أنها لن تسمح بتدفق اللاجئين السوريين بعد الزلزال

وزير الخارجية قال إن بلاده فتحت أجواءها للمساعدات المتجهة إلى جارتها الجنوبية

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق.. أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده ستفتح مجالها الجوي وحدودها للراغبين في إيصال المساعدات إلى سوريا، بعد كارثة الزلزال في تركيا التي ضربت مناطق في البلد الواقع على حدودها الجنوبية، وحذر في الوقت ذاته من الأخبار المضللة التي تحاول التشويش واستغلال الكارثة بالزعم بتدفق سوريين على تركيا عبر المعابر التي فتحتها لإيصال المساعدات. وشدد جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها نجلاء المنقوش في أنقرة الاثنين، على أن الادعاء بحدوث تدفق للاجئين من سوريا إلى تركيا بسبب الزلزال لا أساس له من الصحة. وقال: «المزاعم أن ثمة تدفقاً جديداً للاجئين من سوريا إلى تركيا (بعد الزلزال) غير حقيقية. لن نسمح بذلك. هذه أمر لا نقاش فيه». لكنه أكد، في الوقت ذاته، أن تركيا ستفتح مجالها الجوي للدول التي ترغب في إيصال المساعدات إلى سوريا، و«هذا واجبنا الإنساني»، مضيفاً: «إذا أرادت بلجيكا أو دول أوروبية أخرى نقل سوريين من سوريا أو من تركيا فسنساعدهم». وعلّق على مزاعم بأن «الأبواب قد فتحت للسوريين»، قائلاً: «هذا أسلوب غير جيد لنشر المعلومات الخاطئة... لقد حدث زلزال في تركيا وأثّر على سوريا أيضاً. نشكر المجتمع الدولي. بعض المساعدات تذهب إلى سوريا مباشرة من الجو ونفتح مجالنا الجوي لها، والمساعدات الإنسانية للأمم المتحدة تمر عبر بوابات الجمارك منذ سنوات. قلنا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة إنه يمكن للمساعدات المرور عبر البوابات الحدودية. هذا كل شيء». وتابع: «هذا ما تروّجه التنظيمات الإرهابية (حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية)... صحيح أننا فتحنا المناطق التي يوجدون فيها، لكن ليس هناك تدفق للسوريين على تركيا، هذه البوابات مفتوحة لوصول المساعدات الإنسانية». كانت تركيا وافقت على فتح بوابتين إضافيتين على حدودها، إلى جانب معبر باب الهوى المخصص لعبور المساعدات الأممية إلى مناطق شمال غربي سوريا. وقال رئيس هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية، بدر جاموس، الأربعاء الماضي، إن تركيا سمحت بدخول المساعدات الإنسانية إلى شمال سوريا من 3 معابر حدودية، هي معبرا باب السلامة والراعي إلى جانب معبر باب الهوى، المعبر الرئيسي المخصص لدخول المساعدات بتنسيق من الأمم المتحدة. من ناحية أخرى، نفى جاويش أوغلو أن تكون الولايات المتحدة أرسلت أو طلبت قبول حاملة طائرات في المياه الداخلية التركية للمساعدة في مواجهة آثار زلزالي كهرمان ماراش المدمرين. وقال جاويش أوغلو إن «السفن الحربية تبحر باستمرار في شرق البحر المتوسط، يمكننا تحديد السفن التي يمكنها أن تبحر في المياه الدولية، لكننا نحن أنفسنا نقرر من يمكنه الوصول إلى مياهنا. لم يكن هناك مثل هذا الطلب من الجانب الأميركي، وحتى لو جاء فلن نسمح به. لا توجد حاجة لوصول حاملة طائرات». وأشار إلى أنه ليس هناك ما يدعو لقبول سفينة حربية، مضيفاً: «عرضت بعض الدول، بما في ذلك اليونان، إرسال سفن سياحية إلى المنطقة لكي يكون بإمكان الأشخاص الذين فقدوا منازلهم العيش فيها حتى يونيو (حزيران) المقبل». وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) باتريك رايدر، صرح الأسبوع الماضي، بأن الولايات المتحدة سترسل حاملة الطائرات «يو إس إس جورج إتش دبليو بوش» التي من المفترض أن تصل إلى ميناء مدينة مرسين.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,665,894

عدد الزوار: 6,907,575

المتواجدون الآن: 114