هزة بقوة 5.2 تضرب تركيا.. وتعليق للعالم الهولندي الذي تنبأ بزلزالها الأول..

تاريخ الإضافة الأحد 19 شباط 2023 - 5:51 ص    عدد الزيارات 471    التعليقات 0

        

زلزال بقوة 5.2 درجة يهز منطقة وسط تركيا....

الراي.. قال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن زلزالا بقوة 5.2 درجة هز منطقة وسط تركيا اليوم السبت. وأضاف المركز أن الزلزال كان على عمق عشرة كيلومترات. ولم ترد بعد أي أنباء عن وقوع أضرار جراء الزلزال.

هزة بقوة 5.2 تضرب تركيا.. وتعليق للعالم الهولندي الذي تنبأ بزلزالها الأول

تطالب السلطات في تركيا السكان بالابتعاد عن المباني المتضررة خوفا من انهيارها في أي لحظة

العربية.نت، وكالات.... ضرب زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر، تركيا مساء السبت، بحسب المركز الأوروبي لرصد الزلازل، فيما أطلق الجيولوجي الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي أثار جدلاً كبيراً بتنبؤاته بالزلزال المدمر الذي ضرب الأراضي التركية منذ نحو الأسبوعين، أطلق تصريحاً جديدا. ووفقا للرصد، يقع مركز الزلزال على مسافة 54 كم شمال غرب مدينة كهرمان مرعش التي يقطنها حوالي 376 ألف شخص، وعلى عمق 10 كم. ووفقًا لهيئة حالات الطوارئ التركية، وقع الزلزال حوالي الساعة 22:31 بتوقيت موسكو واستمر 10 ثوانٍ. وشعر السكان بالهزات الأرضية في كهرمان مرعش وفي أديامان وغازي عنتاب المجاورتين. ولم ترد بعد معلومات عن تدمير جديد. بالمقابل تطالب السلطات السكان بالابتعاد عن المباني المتضررة خوفا من انهيارها في أي لحظة.

47,000 قتيل حصيلة الزلزال المدمر

وقال رئيس مكتب إدارة الطوارئ في تركيا، في وقت سابق السبت، إن عدد القتلى من زلزال 6 فبراير في تركيا بلغ 40,642 شخصا. أما في سوريا، فقد بلغ عدد الضحايا حتى الآن ما يقارب 6396 منذ وقوع الكارثة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. لترتفع بذلك الحصيلة الأخيرة في كلا البلدين إلى ما يقارب 47,000 ضحية، في حين لم تذكر تركيا ولا سوريا عدد الذين ما زالوا في عداد المفقودين. وبعد مرور 13 يوما على كارثة الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، ما زالت أعداد الضحايا في ارتفاع مسجلة مزيداً من القتلى في كلا البلدين. وتزامنا، قال العالم الهولندي، الذي تنبأ بوقوع زلزال تركيا المدمر قبل وقوعه بثلاثة أيام، على حسابه في "تويتر": "لا تنتظروا مني أن أقدم تنبؤات خاصة ببلد أو مدينة. كما قلت من قبل أنا لست نبيا". وأضاف بالقول: "ما زلت أتلقى الأسئلة.. أحدث تقديراتنا موجودة على الموقع الإلكتروني.. إذا كانت لدينا معلومات جديدة لمشاركتها، فسنشاركها". وظهر العالم فرانك هوغربيتس الذي تنبأ بحدوث زلزال تركيا قبل 3 أيام من وقوعه فجر الاثنين 6 فبراير، 55 عاما، ظهر في فيديو بثه على "يوتيوب" بعد وقوع كارثة تركيا بأربعة أيام، ونبأ فيه بحدوث هزة قوية، كما تحدث عن إمكانية حدوث زلزال يشمل مصر ولبنان، مما أشار جدلا واسعا في المنطقة. فعن إمكانية حدوث هزة بمصر ولبنان قال هوغربيتس في الفيديو: "نعم، لأن هذه المنطقة عرضة للنشاط الزلزالي، ولكن لا يمكن أن نجزم، بالاستناد إلى النشاط الزلزالي ما إذا كانت ستحدث الأسبوع المقبل أو في الخمس أو العشر سنوات المقبلة (..) بما أن التنبؤ بتاريخ حدوث هزة أمر مستحيل، فإننا نستعين بموقع القمر والتقلبات المناخية المحتملة".

مخاوف من انهيارات جديدة

وبينما لا تزال بعض الهزات الارتدادية تتوالى في تركيا منذ وقوع الزلزال المدمّر، تتزايد المخاوف من انهيارات أخرى للأبنية المهترءة أصلاً. فالبنايات المتصدعة في منطقة أدي يمان التركية باتت مهددة بالانهيار مع توالي تلك الهزات، ما يزيد الوضع سوءاً، وفي مدينة إصلاحية بغازي عنتاب نصف المباني دمر بالكامل جراء الزلزال.

إحدى أسوأ كوارث المنطقة

يشار إلى أن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير عند الساعة الرابعة و17 دقيقة فجراً اعتبر واحداً من أسوأ الكوارث في المنطقة. وأشارت فرق وكالة "فرانس برس" إلى أن فرص النجاة تراجعت حول مركز الزلزال شمالا في المناطق الجبلية مثل كهرمان مرعش وحتى المناطق الثلجية في البستان وأديامان، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر ليلا. كما من المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا ارتفاعا كبيرا بالنظر إلى عدد الشقق السكنية التي دمرها الزلزال الذي يقدر بنحو 264 ألفا ومع بقاء كثيرين دون حسّ أو خبر.

40 ثانية قتلت 47 ألف إنسان.. تركيا وسوريا تلملمان وجع الكارثة

وكالات الإغاثة الدولية تكثف جهودها لمساعدة ملايين تركوا بلا مأوى

دبي - العربية.نت... بعد مرور 13 يوما على كارثة الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، ما زالت أعداد الضحايا في ارتفاع مسجلة مزيداً من القتلى في كلا البلدين. فقد أعلن رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية، يونس سيزار، في إحاطة إعلامية بثت على التلفزيون مباشرة، أن عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في الشهر الجاري زاد إلى 40642.

47,000 ضحية

أما في سوريا، فقد بلغ عدد الضحايا حتى الآن ما يقارب 6396 منذ وقوع الكارثة، متوزعين بين مناطق النظام والمعارضة في البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. لترتفع بذلك الحصيلة الأخيرة في كلا البلدين إلى ما يقارب 47,000 ضحية، في حين لم تذكر تركيا ولا سوريا عدد الذين ما زالوا في عداد المفقودين. من جهتها، تكثف وكالات الإغاثة الدولية جهودها لمساعدة الملايين الذين تركوا بلا مأوى، وكثير منهم ينامون في الخيام أو المساجد أو المدارس أو في سياراتهم الخاصة. كما ناشدت الأمم المتحدة، الخميس، العالم لجمع أكثر من مليار دولار لمساعدة عمليات الإغاثة التركية. جاء ذلك بعد يومين فقط من مناشدتها لجمع 400 مليون دولار للسوريين.

إحدى أسوأ كوارث المنطقة

يشار إلى أن الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجة وضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط/فبراير عند الساعة الرابعة و17 دقيقة فجراً، اعتبر واحداً من أسوأ الكوارث في المنطقة. وأشارت فرق وكالة فرانس برس إلى أن فرص النجاة تراجعت حول مركز الزلزال شمالا في المناطق الجبلية مثل كهرمان مرعش وحتى المناطق الثلجية في البستان وأديامان، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر ليلا. كما من المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا ارتفاعا كبيرا بالنظر إلى عدد الشقق السكنية التي دمرها الزلزال الذي يقدر بنحو 264 ألفا ومع بقاء كثيرين دون حسّ أو خبر.

تركيا تستنهض «روح الحياة» بعد 13 يوماً على الزلزال

حركة بالأسواق وخيام المشردين... وفرق الإنقاذ لم تفقد الأمل

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... استنهضت تركيا روح الحياة في اليوم الثالث عشر لزلزالي 6 فبراير (شباط) المدمِّرين. وفي حين بدأت فرق من مختلف البلديات التي وفدت على الولايات العشر المنكوبة أعمال التنظيف والتعقيم في الشوارع المحيطة بالمناطق المتضررة والمباني المنهارة وداخل مدن الخيام، واصلت فرق البحث والإنقاذ عملها متمسكةً بأي بصيص أمل في تحقيق معجزات جديدة قد تكون مختبئة تحت الركام. ولوحظ، أمس (السبت)، أن الروح بدأت تدب في المناطق المنكوبة؛ إذ انتشرت ظاهرة «الأسواق الاجتماعية»، وهي عبارة عن خيام مليئة بالبضائع المختلفة والملابس التي جُمِعَت في حملات المساعدات يجري توزيعها على المواطنين. وذلك من خلال استقبال عناصر من الشرطة قوائم احتياجات المتضررين، وتنظيم عملية حصولهم عليها. وداخل تلك الأسواق يعمل متطوعون من مختلف الفئات. كما انتشرت المطابخ المتنقلة التي تقدم الوجبات الساخنة في العديد من النقاط، فضلاً عن مطابخ أنشأها متطوعون تعمل على مدار الساعة. ورويداً رويداً بدأت درجات الحرارة في الارتفاع في العديد من الولايات التي عانت موجة صقيع وثلوج عمَّقت من آثار كارثة الزلزال. وبدأ مَن انتقلوا إلى مدن الخيام، التي قد تمتد حياتهم فيها لعام مقبل حتى يعودوا إلى منازلهم، بعد الانتهاء من تشييدها أو ترميمها، التعامل مع الواقع، وتوطين أنفسهم على الحياة الجديدة. وبينما يلعب الأطفال الكرة حول الخيام، يتحلَّق الكبار في جلسات يتبادلون أطراف الحديث عن معاناتهم، وتنساب دموعهم أحياناً على مَن فقدوا من أحباء تحت الأنقاض. ويشكو آخرون من نقص الطعام ومواد النظافة والتدفئة، ولا يعرفون كيف سيواصلون حياتهم في الخيام لعام كامل على الأقل. على الجانب الآخر، تسارعت حركة مَن تضررت منازلهم جزئياً لنقل أثاثهم وأمتعتهم منها، لكن مع شكوى من عمليات الاستغلال من جانب شركات النقل التي وجدت في الكارثة فرصة لرفع تعريفة النقل. كما يستمر نزوح المواطنين من الولايات المنكوبة إلى ولايات أخرى، حيث قرروا العيش مع أقاربهم أو استئجار منازل في ولايات بعيدة عن موطنهم الأصلي إلى حين الانتهاء من بناء بيوتهم. وأعلنت شركة الخطوط التركية أنها قامت حتى الآن بنقل نحو 750 ألف شخص من تلك الولايات إلى ولايات أخرى، منهم 1500 فقط إلى إسطنبول، وربما يعود السبب في ذلك إلى الارتفاع الشديد في إيجارات المنازل بالمدينة المكتظة، وكذلك الخوف من احتمالات تعرضها لزلزال قوي. وأعلنت إدارة الكوارث التركية عن ارتفاع عدد قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 فبراير إلى 40 ألفاً و642 قتيلاً، فضلاً عن أكثر من 140 ألف مصاب تم علاج نحو 15 ألف منهم وخرجوا من المستشفيات، وتم نقل أكثر من 51 ألفاً للعلاج في ولايات أخرى. وأعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أنه تجري حالياً عمليات التثبت من الجثث المجهولة عبر فحص الحمض النووي (دي إن إيه)، داعياً المواطنين إلى التوجه إلى مراكز مخصصة في كل ولاية للحصول على عينة دم لإجراء الفحص لتسهيل التعرف على أصحاب الجثث مجهولة الهوية. وقال صويلو، في مقابلة تلفزيونية في ساعة مبكرة، أمس (السبت)، إن هناك نحو 82 ألف مبنى إما انهارت تماماً أو تضررت بشدة نتيجة الزلزالين في الولايات العشر، مشيراً إلى أن عملية حصر المباني المتضررة ستكتمل غداً (الاثنين). ووجه صويلو نداء إلى المنظمات المدنية والمواطنين في البلاد بعدم التوقف عن إرسال المساعدات والمواد الغذائية إلى الولايات المنكوبة على مدى عام، لأن الوضع سيستمر حتى الانتهاء من عمليات إعادة الإعمار، وهناك مَن فقدوا وظائفهم، فضلاً عن أن هناك احتياجاً شديداً وعاجلاً لتوفير المغاسل ودورات المياه المتنقلة ومواد التنظيف والتعقيم. وأعلن مرصد «قنديللي»، بجامعة بوغازيتشي في إسطنبول، وقوع نحو 40 هزة ارتدادية جديدة، أمس (السبت)، منها هزة في بلدة دوغان شهير في مالاطيا، إحدى الولايات التي ضربها الزلزال في 6 فبراير، بقوة 3.4 درجة، وأخرى في كهرمان ماراش بقوة 4.1 درجة، وثالثة في هاتاي بقوة 3.3 درجة. في غضون ذلك واصلت فرق البحث والإنقاذ عملها بإصرار، آملة في وقوع مفاجآت جديدة. وقال فؤاد أوكطاي نائب الرئيس التركي، إن الفرق بحثت عن ناجين في نحو 200 مبنى منهار بـ11 ولاية تركية، وإن الجهود ستستمر «حتى النهاية»، وإن البحث يتركز في المقام الأول على ولاية هاتاي الأكثر تضرراً. ووقعت معجزة حقيقية في تركيا، في اليوم الـ13 لزلزالي كهرمان ماراش؛ إذ نجحت فرق البحث والإنقاذ في إخراج 3 أشخاص، بينهم طفل، من تحت أنقاض بناية «كناتللي» في أنطاكيا بولاية هاتي، بعدما أمضوا 296 ساعة تحت الركام. ولا تزال فرق البحث والإنقاذ تتمسك بأي أمل في حدوث مفاجآت سارة، وتقوم بمراجعة المواقع التي تتم فيها إزالة الأنقاض، أملاً في العثور على ناجين جدد. في الوقت ذاته، لا يزال خطر انهيار المباني التي تضررت جراء زلزال تركيا قائماً، وسط استمرار الهزات الارتدادية في المناطق التي ضربها الزلزالان في 6 فبراير، وتستمر عمليات إجلاء السكان وتقييم حالة المباني ومدى جاهزيتها للسكن. وقال وزير البيئة والتطوير العمراني، مراد كوروم، في إفادة صحافية إلى جانب وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، أمس: «نقوم بتنفيذ أعمال تقييم الأضرار في 11 ولاية، من خلال 7328 خبيراً ميدانياً. فحصنا 3 ملايين مبنى مستقل حتى الآن، وجدنا 90 ألفاً و69 مبنى تحتاج لإزالة على الفور بسبب إصابتها بأضرار كبيرة، وقررنا أن هناك مليونين و700 ألف من أصل 3 ملايين مسكن تضررت بشكل طفيف أو غير متضررة في تلك الولايات، وهي كهرمان ماراش، وهاتاي، وأضنة، وعثمانية، وأديتمان، وكيليس، ومالاطيا، وغازي عنتاب، وشانلي أورفا، وديار بكر، إضافة إلى إلازيغ التي تقرر إدراجها ضمن الولايات المنكوبة». وأضاف أنه «يمكن لمواطنينا الوصول إلى جميع المعلومات التفصيلية حول المباني المتضررة وغير المتضررة عبر موقع الحكومة الإلكتروني، ومن الممكن أن يعود المواطنون إلى المساكن غير المتضررة أو المتضررة بنسبة بسيطة، بشرط أن يقوموا بإصلاحها، بينما ستتولى الحكومة ترميم وتقوية المباني ذات الأضرار المتوسطة». وتابع: «لا نريد أن نعيش أي آلام أخرى... حذرنا المواطنين أيضاً بشأن نقل الأثاث ومحتويات المنازل، وطلبنا منهم التنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ... نقدم بالفعل كل الدعم اللازم لمن يريدون نقل أغراضهم من اليوم الأول عبر إدارة الكوارث والجيش والشرطة وقوات الدرك وجميع فِرَقنا، وسندير عملية النقل معاً. سوف نشارك ألمنا، لا نريد أن نشهد المزيد من الألم هنا». وبالنسبة لعمليات إزالة الأنقاض، قال كوروم: «أرسلنا تعليمات إلى الولايات العشر لإدارة العملية بطريقة لا تضر بالمدن، وسيتم صب هذه الأنقاض في مناطق محددة، مع فصل المواد التي يمكن فصلها، وإخضاعها لإعادة التدوير». وأشار كوروم إلى أنه تم الانتهاء من أعمال تصميم مشروع أول 30 ألف مسكن، وستبدأ عمليات التعاقد على هذه المشاريع اعتباراً من نهاية شهر فبراير الحالي. من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن 102 دولة عرضت المساعدة على تركيا و88 دولة قدمت المساعدات بالفعل ودعمت في العديد من المجالات، مثل البحث والإنقاذ وإقامة المستشفيات الميدانية، و«هناك فرق من 23 دولة أنهت مهامها وغادرت البلاد، وحالياً تواصل فرق من 65 دولة العمل في الميدان... ووصل إجمالي العاملين الأجانب في الولايات المتضررة إلى 11302 شخص، لا يزال 5377 منهم في الميدان». وأشار جاويش أوغلو إلى أن الحاجة الأكثر إلحاحاً الآن الخيام، ثم تأتي الحاويات بدرجة أقل، مضيفاً أن «هناك إنتاجاً للخيام في تركيا، ونجلب خياماً على متن طائرات الشحن من جميع أنحاء العالم. هناك دول أعلنت مساعدتها لنا بالخيام، ومنظمات الأمم المتحدة أيضاً تشارك، وبفضل أصدقائنا ومبادراتنا في الدول المنتجة للخيام جمعنا أكثر من 222 ألف خيمة حتى الآن». وعبّر جاويش أوغلو عن الشكر للدول التي قدمت الدعم الإنساني اللازم لبلاده عقب الزلزال المدمر. وفي إسطنبول، استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، الذي وصل في زيارة يرافقه خلالها محافظ «مصرف ليبيا المركزي»، الصديق الكبير، حيث قدما التعازي في ضحايا الزلزال لتركيا حكومة وشعباً، وأكدا تضامن حكومة الوحدة مع تركيا في مواجهة الكارثة. وقال الدبيبة في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «التقيت اليوم (أمس) أخي الرئيس إردوغان، وأكدتُ تضامننا ودعمنا لهم في كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، واطلعتُ خلال زيارتي على آخر تداعيات الزلزال، والجهود المستمرة للتخفيف من آثاره».

العثور على جثة الغاني أتسو تحت الأنقاض في تركيا

أنقرة: «الشرق الأوسط».. قال التركي مراد أوزون محمد، وكيل أعمال اللاعب الغاني كريستيان أتسو أمس السبت إنه عُثر على جثته تحت المبنى، الذي كان يقيم فيه بجنوب تركيا، بعد الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي. وكان أتسو (31 عاماً) ضمن عداد المفقودين في هاتاي في السادس من الشهر الحالي، بعدما تسبب زلزال بقوة 7.8 درجة في انهيار مبنى كان يسكن فيه. وقال أوزون محمد وكيل أعمال اللاعب للصحافيين في هاتاي، حيث تم العثور على جثة جناح تشيلسي السابق: «عُثر على جثة أتسو تحت الأنقاض. حالياً لا يزال يتم إزالة المزيد من الأنقاض. كما تم العثور على هاتفه»، حسب ما أوردت وكالة «رويترز» في تقرير من أنقرة. وقال مدير نادي هاتاي سبور إن أتسو تراجع عن مغادرة تركيا قبل ساعات من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد مؤخراً بعدما سجل هدف الفوز لفريقه المنافس في الدوري التركي لكرة القدم. وسجل لاعب غانا السابق هدف الفوز 1 - صفر على قاسم باشا قبل دقائق من نهاية المباراة التي أقيمت في الخامس من الشهر الحالي. وقال مدير هاتاي سبور الجمعة إن اللاعب الغاني فضل البقاء مع النادي، رغم أنه شارك في مباراتين فقط بالدوري منذ بداية الموسم. ولعب أتسو مع تشيلسي ونيوكاسل يونايتد وإيفرتون، وقضى فترة في الرائد السعودي قبل أن ينتقل إلى هاتاي سبور في سبتمبر (أيلول) 2022. وقال هاتاي سبور على «تويتر»: «لن ننساك يا أتسو. السلام عليك أيها الإنسان الجميل. لا توجد كلمات تصف حزننا». وأرسل نيوكاسل أيضاً تعازيه لأسرة اللاعب بقوله: «لاعب موهوب وشخص مميز، سيظل دائماً في ذاكرة اللاعبين والجهاز الفني والجماهير». وخاض أتسو 65 مباراة مع منتخب غانا، وساعده في بلوغ نهائي كأس الأمم الأفريقية 2015 عندما خسر الفريق أمام كوت ديفوار بركلات الترجيح. وشارك آخر مرة مع غانا في 2019. وانضم إلى تشيلسي قادماً من بورتو البرتغالي في 2013 وقضى عدة فترات على سبيل الإعارة في عدة أندية بينها فيتيس أرنهيم وبورنموث، وفق ما جاء في تقرير «رويترز». وقال النادي اللندني: «يرسل تشيلسي أحر التعازي لأسرة كريستيان وأصدقائه ولكل المتضررين من مأساة الزلزال». وقتل الزلزال أكثر من 45 ألف شخص في تركيا وسوريا. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى أكثر مع تدمير نحو 264 ألف مسكن في تركيا، ولا يزال الكثيرون في عداد المفقودين في أسوأ كارثة حديثة في البلاد.

وزير الصحة التركي: «نظام إنذار مبكر» لمنع تفشي الأوبئة

تدابير مشددة في مدن خيام المتضررين

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق.. استبعد وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا تفشي الأمراض الوبائية في مدن الخيام التي أقيمت لاستيعاب المتضررين من زلزالي 6 فبراير (شباط) المدمرين اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي البلاد، مشيراً إلى أن وزارته تطبق نظام إنذار مبكر يمنع تنفشي الأوبئة. وأكد كوجا، في تصريحات خلال زيارته المناطق المتضررة في هاتاي، السبت، أنه على الرغم مما يعقب الكوارث من احتمالات تفشي الأوبئة، فلا يوجد خطر من شأنه أن يؤثر على الصحة العامة في المناطق التي تم فيها إقامة مدن الخيام والحاويات في الولايات المنكوبة وأن المخاطر المتعلقة بالأمراض المعدية المحتملة في منطقة الكارثة تحت السيطرة الآن مع إنشاء نظام الإنذار المبكر. وقال كوجا إنه تم تسجيل جميع حالات الإصابة بالأمراض المختلفة في جميع المناطق، مشيراً إلى أنه تم رصد العدوى المعوية في 5746 شخصاً، واليرقان في 103 أطفال حديثي الولادة، والطفح الجلدي في 1483 شخصاً، وبدأ علاجهم على الفور. وأشار إلى أنه تم رصد أمراض تشبه الإنفلونزا لدى 61 ألفاً و880 شخصاً، مؤكداً أن هذا لا يمثل تهديداً، وقد بدأ علاجهم. وأضاف الوزير التركي أن عدد المصابين في مناطق الزلزالين بلغ 140 ألفاً، خرج منهم 13 ألفاً و612 شخصاً بعد علاجهم، ويعالج حالياً 21 ألفاً و859 مصاباً بالمستشفيات في الولايات العشر، ونقل 51 ألفاً إلى المستشفيات في ولايات أخرى. وتابع أنه تم إنشاء 114 نقطة للاستجابة للطوارئ، و25 مستشفى ميدانياً ولكن هناك حاجة إلى 12 مستشفى آخر، لافتاً إلى أن جميع المستشفيات الميدانية تتمتع بخصائص المستشفيات العادية ويوجد بها جميع الأجهزة. وذكر كوجا أنه تم البدء في إنشاء مراكز صحة الأسرة بمدن الخيام، التي سيعيش فيها المتضررون لفترة طويلة، و«أولويتنا هي مكافحة الظروف التي تهدد الصحة العامة والوقاية من الأمراض المعدية، وأعتقد أنه على الرغم من أن الظروف ليست سهلة، فسيبقى مواطنونا في حالة جيدة من خلال التدابير التي نتخذها، وأهمها توفير المياه النقية، لأن ذلك أحد أهم شروط الصحة العامة». وأشار إلى أن وزارة الصحة تقوم باستمرار بقياس مستوى الكلور للتأكد من بقائه عند مستوى 1.181 نقطة للحفاظ على نظام التعقيم الفائق بالكلور في خطوط المياه الرئيسية. ودعا كوجا المواطنين إلى توخي الحذر، مؤكداً أنه تم اتخاذ جميع التدابير لمنع ظهور أمراض معدية أو وبائية، وبدأت إمدادات المياه الصحية، وتنظيف المناطق العامة وأنشطة الرش بمضادات الفيروسات والمطهرات. وتسود مخاوف كبيرة من التداعيات الصحية السلبية المحتملة في المناطق التي أقيمت فيها مخيمات لإيواء المتضررين من الزلزال في ولايات جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا، في ظل انقطاع الماء والكهرباء، ونقص المواد الطبية ومستحضرات الوقاية من الميكروبات. وأطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً، الأسبوع الماضي، أشارت فيه إلى أن عدد من تضرروا من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، قد يتجاوز 23 مليون شخص، بينهم نحو 5 ملايين في وضع هش. وعبرت المنظمة عن القلق «من أزمة صحية كبرى قد تتجاوز أضرارها خسائر الزلزال»، وعن مخاوفها من «انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مجدداً في سوريا»، ووجود «أعداد ضخمة من الجثث التي خلفها الزلزال». وقالت «الوكالة الأميركية للتنمية» بدورها، إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا بعد الزلزال: «سيتم تسديدها لشركاء على الأرض، بهدف تقديم المساعدة الطارئة الضرورية إلى ملايين الأشخاص، وتأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة». وتعرض أكثر من 82 ألف مبنى في تركيا للتدمير الكلي أو الجزئي نتيجة الزلزال. وتضررت البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي في المناطق المنكوبة، وهو ما يزيد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية مثل الكوليرا، في وقت يواجه فيه القطاع الصحي بتركيا ضغطاً شديداً منذ فترة وباء «كورونا» في عام 2020. وحذرت أستاذة الأوبئة والأمراض المعدية، الدكتورة أسين داود أوغلو شينول، من احتمالات «انتشار الأمراض التنفسية، كالتهابات الرئة والشعب الهوائية، لا سيما لدى الأطفال وكبار السن، والإسهال والأمراض الفيروسية والوبائية مثل الملاريا والكوليرا، بسبب انتشار البعوض والذباب والقوارض التي تعد نواقل فعالة للعدوى». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك مخاطر إضافية بسبب الاتصال المباشر بين أعضاء فرق الإنقاذ والإغاثة، والجثث تحت الأنقاض، وهو ما يمكن أن يتسبب في انتقال بعض الأمراض الوبائية، مثل السل وفيروسات الكبد الوبائي (ب) و(ج)، وغيرها». ولفتت إلى أنه «لا بد من توفير أعلى درجات الحماية والمواد المضادة للفيروسات، وتوزيعها على المقيمين في الخيام، مع توفير جميع احتياجات المستشفيات الميدانية للتعامل مع الوضع الراهن». وكانت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) قد حذرت من أن أكثر من 7 ملايين طفل سيتضررون من الزلزال الذي ضرب تركيا وأجزاء من سوريا. وقال المتحدث باسم المنظمة جيمس إلدر للصحافيين: «في تركيا، كان مجموع الأطفال الذين يعيشون في الولايات العشر التي ضربها الزلزالان 4.6 مليون طفل، وفي سوريا تأثر 2.5 مليون طفل، فضلاً عن أكثر من 37 ألف قتيل في البلدين». وأشار إلى أنه «بالنظر إلى عدد القتلى الكارثي والمتزايد (أكثر من 40 ألفاً)، من الواضح أن كثيراً من الأطفال فقدوا أهاليهم في هذه الزلازل المدمرة»، محذراً من أن «الرقم سيكون مرعباً». وأوضح أن «ثمة عائلات مع أطفالها تنام في الشوارع ومراكز التسوق والمدارس والمساجد ومحطات الحافلات وتحت الجسور، وما زالت مع أطفالها في مناطق مفتوحة خوفاً من العودة إلى منازلها، ويتعرضون جميعاً للعوامل الجوية في فترة من العام شديدة البرودة، وسط الثلوج والأمطار». وكانت وزارة الصحة التركية أنشأت مراكز تنسيق للصحة العامة في الولايات العشر المتضررة، لحماية ضحايا الزلزال والأهالي عموماً، من مخاطر العدوى والأمراض الوبائية. وذكرت الوزارة، في بيان، الثلاثاء الماضي، أنه تم إرسال 80 ألفاً و516 لقاحاً ضد التيتانوس، و3 آلاف جرعة من لقاح الكزاز وداء الكلب إلى المنطقة. وقال نائب مدير عام الصحة في كهرمان ماراش، الدكتور محمد أنيس غوكلار، إنه تم البدء في اتخاذ التدابير منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال الأسبوع الماضي، وتم تطبيق نظام التعقيم الفائق بالكلور في خطوط المياه الرئيسية، ويتم أخذ عينات من المياه أولاً بأول لتحليلها. وأضاف: «إن المعالجة بالكلور تتم أيضاً في الأماكن التي يتم فيها نقل المياه عن طريق الصهاريج، ويتم توفير المياه بعد هذه المعالجة الفائقة بالكلور، ويتم أخذ هذه العينات في الغالب ومراقبتها بشكل روتيني من جميع النقاط التي يتركز فيها المواطنون، مثل مدن الخيام ومراكز الإيواء والمستشفيات، كما تم إنشاء مناطق تفتيش في كل مدينة من مدن الخيام». وتابع أنه «يتم دورياً صرف الأدوية للأطفال المصابين بالتهاب الحلق أو الحمى، ومن الأمور المهمة الأخرى أننا نطبق نظام إنذار مبكر، نسميه (مراقبة المتلازمات)، الذي يمكّن من الكشف السريع عن الأعراض التي قد تشكل تهديداً للصحة العامة؛ حيث نقوم بجمع بيانات عن الأطفال المصابين بالإسهال من جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية والإسعاف والمستشفيات، وتتم مراقبة ما إذا كانت هناك زيادة مقارنة باليوم السابق». وأضاف غوكلار أنه «تم الاتصال بالنساء الحوامل واحدة تلو الأخرى في منطقة الزلزال، وتم إعطاؤهن الأرقام التي يمكنهن الوصول إليها في حالة الطوارئ، كما قامت الفرق الطبية بإنشاء سجلات للعائلات في تجمعات الخيام». وأكد «توفر عدد كاف من اللقاحات في المستودعات». «وتم وضع ثلاجات صغيرة أو حاويات لنقل اللقاحات في مدن الخيام، وتوزيع اللقاحات على جميع النقاط وعلى المستشفيات، وفي الخطوة التالية، سنحدد وضع حالة تحصين أطفالنا، وسنقوم بتحصين الأطفال الذين فقدوا مواعيد اللقاحات أو الذين حان وقتهم».

إسطنبول خائفة من «زلزال رهيب»

توقعات بتدمير 50 ألف مبنى... وانتقادات لتصرف الحكومة في أموال التأمين

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق.. لم يقتصر هلع كارثة الزلزال في تركيا على المناطق التي ضربها يوم 6 فبراير (شباط) الحالي؛ إذ أصاب الهلع أيضاً إسطنبول، كبرى مدن البلاد، التي يقطنها أكثر من 16 مليون شخص، خصوصاً في ظل توقعات وتحذيرات تكررت على مدى 10 سنوات مضت تشير إلى أنها على موعد قريب مع زلزال رهيب ستتراوح شدته بين 7.2 و7.5 درجة على «مقياس ريختر». بعد وقوع زلزالَي كهرمان ماراش اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي البلاد في 6 فبراير (شباط)، دبَّ الرعب في إسطنبول، وبدأ الحديث عن الزلزال المقبل، وتحرك الناس للاستعداد لاستقباله. فبدأت الأسر شراء الاحتياجات الضرورية في حالة وقوع زلزال؛ من البطاطين الحرارية والخيام الصغيرة والمصابيح التي تعمل بالبطاريات. وبدأ كثير من ملاك العقارات التفكير في إجراء اختبارات لقوة تحمّل المباني للزلزال، والبعض يفكر في الخروج تماماً من المدينة أو البحث عن منزل مستقل من طابق واحد، مثل عائشة التي تسكن في حي أفجلار بإسطنبول الذي دُمّر بالكامل الشريط الساحلي منه، في مناطق، مثل دنيز كزشلاري وأنبارلي، خلال زلزال مرمرة عام 1999. إيرام التي تسكن مع والدها في بناية واحدة، لكنها تقيم بالطابق العلوي، هاتفته بعد منتصف الليل قبل يومين لتسأله إذا كان شعر بالزلزال، وقالت له إنها شعرت بهزة قوية وهي نائمة فاستيقظت، لكن الأب أبلغها بأنه لم تقع أي هزات، وهدّأها، وطلب منها أن تعود للنوم. ومع تصاعد المخاوف، وللأخذ بالاحتياطات، أطلق رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، حملة جديدة لهدم المباني القديمة التي يعود تاريخ إنشائها لعام 1999 أو ما قبله، وإعادة إنشائها وإرساء القواعد التي تمكنها من مواجهة أي زلزال محتمل. وبات بإمكان المواطنين في إسطنبول التقدم بطلب لفحص المبنى أو تجديده بعد الاتفاق مع جميع سكانه، عبر رابط مخصَّص لذلك. وفي الوقت ذاته، تحدث خبراء محذرين من أن الزلزال المتوقَّع حدوثه في إسطنبول ستفوق خسائره تلك التي تم تسجيلها في زلزال كهرمان ماراش، وستكون له عواقب اقتصادية واجتماعية كارثية. وأشارت تقارير إلى أنه يوجد في إسطنبول مليون و46 ألف مبنى و4.5 مليون شقة، كل منها يضم 3.3 شخص في المتوسط، ومع وقوع زلزال بقوة 7.5 درجة أو أكثر، سيُصاب 13 ألفاً و492 مبنى بأضرار جسيمة، و39 ألفاً و325 مبنى بأضرار شديدة، و136 ألفاً و746 مبنى بأضرار متوسطة، و300 ألف و369 مبنى بأضرار طفيفة. وأضافت أن عدد الشقق المتوقَّع تعرضها لأضرار جسيمة وشديدة سيصل إلى أكثر من 211 ألف شقة، بمتوسط 1.3 شخص في كل منها. ويوجد في إسطنبول 255 ألف مبنى يعود تاريخ إنشائها إلى ما قبل عام 1980، و538 ألف مبنى إلى الفترة ما بين 1980 و2000، وتم بناء 376 ألف مبنى بعد عام 2000. وتمت إعادة بناء 70 في المائة من المباني في إسطنبول، عقب زلزال مرمرة الذي وقع في أغسطس (آب) 1999، وخلّف أكثر من 17 ألف قتيل، ألف منهم في إسطنبول، أي قبل عام 2000، و30 في المائة في مباني إسطنبول تم تشييدها بعد عام 2000، ولكن هذا لا يعني أنها آمنة بالكامل أو غير آمنة بالكامل، لأنه خلال زلزال كهرمان ماراش سقطت مجمعات فاخرة تم بناؤها قبل بضع سنوات فقط، وتم الترويج لها على أنها مقاومة للزلازل، مثل مجمع «روينسانس ريزيدنس» في هاتاي، الذي كان يسكنه مئات الأشخاص، وانهار تماماً. وعلى مدى عقد كامل، حذّر عدد من علماء الزلازل في تركيا من وقوع زلزال مدمر في إسطنبول، لأنها تقع عند تقاطع الصفائح التكتونية الأناضولية والأوراسية على بُعد 15 إلى 20 كيلومتراً جنوب ذلك الجزء من فالق شمال الأناضول، الذي يمر تحت بحر مرمرة، وهذا هو ما يحدد مسبقاً التهديد الزلزالي. وجاء تحذير في ديسمبر (كانون الأول) 2021 من خبير الزلازل التركي الأستاذ في جامعة إسطنبول التقنية، أوكان تويسوز، أثار فيه الرعب من زلزال يقع على خط صدع أنقرة، واقترب موعده، وسيكون مركزه يالوفا وإسطنبول، وسيهدد 24 ولاية، منها أديامان وأفيون كارا حصار وأنطاليا وأنقرة وباليكسير وبطمان وبولو وبورصة. تويسوز كرَّر تحذيراته مجدداً بعد كارثة زلزالي كهرمان ماراش، وطالَب بالاستعداد لاستقبال زلزال مدمِّر في المناطق التي أشار إليها من قبل، والبدء في اتخاذ التدابير على الفور فيها. خبير زلازل آخر، هو دوغان كال أوت، قال: «إننا نتابع زلزال إسطنبول. هناك فجوتان زلزاليتان في مرمرة، لا نعرف أي فجوة زلزالية ستنكسر. لكن جميع المحافظات والمناطق السبع في مرمرة ستتأثر بهذه الزلازل... يجب أن يكون مواطنونا الذين يعيشون في منطقة مرمرة قادرين على أن يصبحوا مجتمعاً يتمتع بدرجة عالية من الوعي بالزلازل». من جانبه، قال رئيس قسم الهندسة المعمارية في جامعة أيدين بإسطنبول، زكي غوندوز، إن كهرمان ماراش وإسطنبول تقعان على صدعَين مختلفين، وهو ما يجعل تأجيج الهزة الأرضية لزلزال إسطنبول المرتقَب أمراً غير ممكن. ولفت إلى أن تركيا تضم صدعين، هما شمال وشرق الأناضول، وأن الهزة الأرضية الأخيرة وقعت على صدع شرق الأناضول، الذي يشهد هزات أرضية في فترات محددة. وتابع: «هناك فالق بطول 180 كيلومتراً على هذا الصدع؛ ما أسفر عن تفريغ للطاقة المحبوسة. وسيحدث تراكم للطاقة بطرفي الصدع خلال الفترات المقبلة». ورأى العضو المؤسس لأكاديمية العلوم، عالم الجيولوجيا ناجي غورور، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»، أن الوقت ينفد لزلزال إسطنبول المحتمل، الذي يُتوقع أن يكون بقوة 7.2 درجة كحد أدنى و7.6 درجة كحد أقصى، والذي «ستتأثر به الأجزاء الساحلية من الشطر الأوروبي من المدينة أكثر من غيره». وأضاف أن نتيجة بحث أجرته بلدية إسطنبول توصلت إلى أن الزلزال المحتمل سيؤدي إلى تدمير 50 ألف مبنى، محذراً من حدوث الزلزال على الفور، لأنه علمياً احتمال وقوع زلزال في مرمرة «متوقَّع في أي وقت»، وسيحدث خلال 30 عاماً، بدءاً من عام 1999، وذلك بعد كسر خط الصدع، وهو جزء من شمال الأناضول أسفل مرمرة. وأوضح أنه يتوقع حدوث أضرار جسيمة في حال وقوع الزلزال نظراً إلى طبيعة الأرض في الشطر الأوروبي من الخليج (القرن الذهبي). ومع تصاعد الحديث منذ سنوات عن احتمالات تعرض إسطنبول للزلزال، كثّفت «هيئة الكوارث والطوارئ التركية» (أفاد) من تمارين تأهيل عمال الإغاثة وتوعية السكان، وشارك آلاف من عمال الإغاثة والمتخصصين، في واحد من أكبر تمارين التأهُّب للزلازل في 18 موقعاً مختلفاً بإسطنبول مؤخراً، بما فيها مطار إسطنبول، حيث ستعمل منطقة كاغتهانه بالشطر الأوروبي قاعدة للعمليات. ونفذت التمارين على أساس الاستجابة لسيناريو يضرب فيه زلزال بقوة 7.5 درجة أو أعلى مدينة إسطنبول، وأُجريت تدريبات على الإخلاء والإقامة والتخطيط، بالتركيز على 39 حياً في المدينة نبهت إليها دراسة بلدية إسطنبول. ووصفت إدارة الكوارث والطوارئ التمارين بأنها أول عملية إجلاء كبيرة، شاركت فيها، إلى جانبها، أطقم من البلديات والمنظمات غير الحكومية، وتم إدخال سكان كاغتهانه بالتمرين من خلال إعطائهم أدواراً في الإخلاء. وحددت دراسة بلدية إسطنبول، التي توقعت الخسائر البشرية والمادية في 39 حياً بالمدينة، المناطق التسع الأشد خطراً، وهي بيوك تشكمجه، الفاتح، بكير كوي، زيتين بورنو، أسنلر، بيليك دوزو، أفجلار، توزلا، سيلفري. أما إذا وقع مركز الزلزال في يالوفا أو بورصة أو بيوك آدا، فستكون الخطورة الأشد على المناطق الأثرية داخل إسطنبول. وكل من التوقعَين لا يشير إلى مركز إسطنبول، بل إلى جنوبها أو شرقها، ما يقلل من احتمالات الإصابات والهدم داخل المدينة. وتوقعت الدراسة أن يلحق الزلزال الضرر بـ22 في المائة من مباني إسطنبول، في حال بلغت شدته 7.5 درجة، وقد يتسبب بوفاة 200 ألف شخص، وستلحق أضرار بولايات أخرى في غرب وجنوب وشمال غربي البلاد، منها إزمير، وموغلا، وتشناق قلعة، وباليكسير، وكوجا إيلي. واعتبر الدكتور ناجي غرور أن الوضع في إسطنبول ليس جيداً على الإطلاق، مطالباً بضرورة إنشاء وزارة للكوارث وتحديد ميزانية جيدة لها تمكِّنها من إقامة البنية التحتية والتنسيق اللازمين، مع وضع الخطط الخمسية، وتحويل كل منطقة من مناطق الزلازل إلى مدن مقاومة. ومنذ زلزال مرمرة عام 1999، جمعت الحكومة نحو 38 مليار دولار من دافعي الضرائب، من خلال ضريبة «تأمين الزلزال» التي تستهدف جعل المدن التركية أكثر مقاومة للزلازل. وتقول المعارضة التركية إن هذه الأموال لم تُستخدم في وجهتها الأساسية أو بشكل صحيح، وإنما استخدمتها حكومات حزب «العدالة والتنمية»، برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، على مدى 20 عاماً لتغطية نفقات حكومية أخرى. كما استحوذت الحكومة بموجب «قانون الكوارث»، الذي يعطيها الحق في المصادرة باسم «حماية السكان من الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى»، على أراضٍ ذات قيمة عالية في شمال إسطنبول، بعيداً عن خط الصدع، ولكن بالقرب من مضيق البوسفور، أو مطلَّة على المضيق، استُخدمت في إنشاء مشروعات سكانية فاخرة وذات رفاهية عالية، بينما لم يتم تضمين غالبية المباني المعرضة للخطر في مشاريع التحول الحضري، بحسب المعارضة والخبراء.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,168,858

عدد الزوار: 6,938,232

المتواجدون الآن: 121