أمير قطر ورئيس الجزائر يبحثان ملفات إقليمية..

شهدا توقيع اتفاقيات تعاون.. أمير قطر ورئيس الجزائر يبحثان ملفات إقليمية..

المصدر | الخليج الجديد... شهد أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، والرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون"، الأحد، توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والتعليم والسكن والعدل. جاء ذلك في ختام المباحثات الثنائية بين الزعيمين، في العاصمة الدوحة، حسبما كشفت وكالة الأنباء القطرية "قنا" (رسمية). وتصدر جدول المباحثات تنسيق المواقف بشأن ملفات إقليمية ودولية، بينها القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا والقمة العربية المرتقب أن تستضيفها الجزائر في وقت لاحق هذا العام. كما استحوذت إمدادات الطاقة العالمية على جانب مهم من النقاشات. وتسبق القمة القطرية الجزائرية قمة عالمية لكبار مصدري الغاز، تستضيفها الدوحة، ويشارك فيها عدد من رؤساء وقادة الدول الكبرى المصدرة للغاز. من جهته، أعرب الرئيس الجزائري "عن تطلعه لتعزيز علاقات التعاون بما يحقق التطلعات المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين"، حسب البيان الأميري. في وقت قال الشيخ "تميم"، إن "دولة قطر تعتز بعلاقاتها الأخوية مع الأشقاء في الجزائر". وأضاف في تغريدة على "تويتر"، أنه "يعمل مع الرئيس الجزائري على رفع مستوى التعاون المشترك، بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين". وعقب المباحثات، شهد الديوان الأميري التوقيع على اتفاقية التعاون القانوني والقضائي في المسائل الجنائية بين حكومتي البلدين، ومذكرة تفاهم بشأن إقامة المشاورات السياسية والتنسيق بين وزارتي الخارجية بالبلدين. ووقع البلدان كذلك مذكرة تفاهم في مجالات التنمية الاجتماعية والأسرة بين الحكومتين. كما تم التوقيع على البرنامج التنفيذي الثاني في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي لاتفاق التعاون التربوي والعلمي بين حكومتي البلدين للأعوام الدراسية بين 2022 و2025. وحسب برنامج اليوم الثاني للزيارة، من المُنتظر أن يستقبل رئيس الجمهورية الجزائري، في وقت لاحق، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري الشيخ "خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني"، وكذا رئيس مجلس الشورى القطري "حسن بن عبدالله الغانم". كما سيكون للرئيس "تبون" لقاء مع ممثلي الجالية الجزائرية في قطر. ووصل "تبون"، السبت، إلى مطار الدوحة الدولي، وكان في استقباله أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني". وتأتي الزيارة بعد عام واحد من زيارة في الشهر ذاته من العام الماضي، قام بها أمير قطر إلى الجزائر؛ بهدف تعميق التعاون الثنائي بين البلدين على كافة الأصعدة، لا سيما على المستويين الاقتصادي والاستثماري. وتعد الزيارة هي الأولى التي يقوم بها الرئيس الجزائري إلى دولة خليجية منذ وصوله إلى سدة الحكم في نهاية العام 2019. وإزاء الموقف الجزائري الرافض لحصار قطر، إبان الأزمة الخليجية منتصف العام 2017، بدا جليا أن العلاقات بين البلدين تتجه إلى مرحلة أكثر تعاونا وتنسيقا بشأن ملفات إقليمية عدة. ويمكن القول إن قرار "تبون"، منتصف العام الماضي باعتماد قناة "الجزيرة" القطرية وفتح مكتب دائم لها في الجزائر، بعد أن كانت محظورة لعقدين من النشاط في البلاد، كان نافذة مهمة عززت التقارب بين البلدين. وتكتسب زيارة الرئيس الجزائري بعدا استثنائيا من حيث توقيتها؛ كونها تأتي قبل انعقاد القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر، ورغبة الأخيرة في إنجاح القمة، ولم الشمل العربي، وحلحلة الموقف القطري الرافض لعودة رئيس النظام السوري "بشار الأسد" إلى مقعده في القمة. وترى الدوحة التي شاركت في دعم المعارضة السورية المناهضة لحكم "بشار الأسد" منذ العام 2012، أن الظروف التي أفضت لتعليق عضوية النظام السوري في جامعة الدول العربية لم تتغير، وأنه لا ينبغي مكافأة "الأسد" على هجماته المستمرة ضد شعبه. وإلى جانب الملف السوري، هناك دور قطري مهم في ليبيا وتونس، وتوافق مع الجزائر حول ضرورة عودة الاستقرار للبلد العربي النفط، وإجراء الانتخابات الليبية، وخروج المرتزقة الأجانب، إضافة إلى عودة المسار الديمقراطي التونسي، الأمر الذي يمنح تنسيق الدوحة والجزائر بشأن ليبيا وتونس، أهمية أخرى لزيارة "تبون".