نوّاف الموسوي يعرض أوضاع حزب اللّه دوليّاً

تاريخ الإضافة الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2008 - 9:59 ص    عدد الزيارات 1646    التعليقات 0

        

■ إسرائيل غير مستعدّة لأيّ صراع ميداني والمقاومة أكثر جهوزيّة
■ مشكلة الانتخابات هي مع ضبّاط مناطق يُغلّبون انتماءهم الحزبي
■ الحصار علينا ليس دولياً بل لدينا علاقات خارجيّة جيّدة

تتوزّع اهتمامات المسؤولين في حزب الله بين ملاحقة الشؤون الداخلية ومتابعة القضايا الخارجية، وخاصةً أنّ سلاحه أصبح العنوان الأهم للجدل، تمارس عليه حروب سياسية حيناً، وأمنية حيناً آخر، لينصبّ الجهد اليوم على ضرب الحزب في الخارج

نادر فوز

تتوالى الاستحقاقات والأحداث الضاغطة على حزب الله، داخلياً وخارجياً، ولا تزال القضية الأهم لهذا الحزب هي المقاومة، لاحتكاره العمل المقاوم ضد العدوّ الإسرائيلي في ظلّ تقاعس أو «تقعيس» القوى المقاومة الأخرى. علت موجة تهديدات إسرائيلية ثم هبطت، وعادت إلى الارتفاع مع ما أشيع عن مناورة عسكرية قام بها حزب الله في الجنوب. لكنّ أوساط الحزب تستبعد احتمال نشوب أي عدوان في المنطقة، وهو ما يذكره مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، نواف الموسوي، «لأنّ كل الدول مشغولة بشؤون داخلية»، لافتاً إلى وجود استحقاقات داخلية في كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران ولبنان. ويضيف الموسوي أنّ الإسرائيليين، عكس ما يشاع، غير مستعدين لأي صراع ميداني. و«التقديرات تشير إلى أنّ المقاومة في لبنان مستعدة لخوض معركة عسكرية أكثر من الجيش الإسرائيلي».
ويؤكد الموسوي هذا الموقف، «والموضوع محسوم عند قيادة العدو التي تتخبّط اليوم في صراعات داخلية في ظلّ غياب الحكومة بعد استقالة أولمرت».
استبعاد احتمال وقوع أيّ عدوان لا يلغي استمرار الحزب برفع جهوزيّته وتطوير قدراته، وفي خطّ مواز يعمل على إطلاق ورشة التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة. «لم يبدأ الحزب العمل للانتخابات النيابية بعد»، يقول الموسوي، مشيراً إلى الارتياح السياسي الذي يعيشه الحزب، مضيفاً «نسعى إلى ضمان تمثيل الجميع، وكما قلنا سابقاً، المطلوب هو الشراكة في الحكم بين كل
القوى».
ويتابع الحديث عن الانتخابات فيلفت إلى أنّ حزب الله والمعارضة غير واهمين بأنّ الأكثرية النيابية المقبلة ستكون بفارق مقاعد قليلة، كما هي اليوم. وعن سير الانتخابات، يؤكد ثقة الحزب بوزير الداخلية، زياد بارود، «وشفافيته وقدرته على جعل الانتخابات ديموقراطية»، إنما المشكلة بحسبه تكمن في مكان آخر «بعدد من الضباط في المناطق، حيث يغلب الانتماء الحزبي على الانتماء لمؤسسة قوى الأمن الداخلي».
ويعيد الموسوي التأكيد أنّ التواصل مع القوى مستمرّ، والموقف من المصالحات واضح «ولا قاعدة انتخابية له». ويعكس هذا الارتياح السياسي الحذر المستمر على الصعيد الأمني، وخاصةً بوجود تيارات سياسية في مناطق وجود حزب الله تعمل على الصعيد الأمني، فتيارات صاعدة ذات صبغة شيعية «تقوم بترتيبات عسكرية بصيغة شركات أمنية، ونحن فتّحنا أعيننا على هذا الموضوع لأن الأمن خط أحمر للحزب».
أما في المناطق المحيطة بانتشار الحزب، «فنحن مطمئنون إليها أمنياً»، نافياً أي تخوّف من إمكان وجود شبكات سنيّة أصولية في مخيّم برج البراجنة المحاذي للضاحية الجنوبية والمربّع الأمني للحزب.
ينتقل الموسوي إلى الحديث عن اقتراح العماد عون المتعلق بالاستراتيجيا الدفاعية، «لم يقدم أحد موقفاً آخر شبيهاً، والأهم في ما قدّمه هو عدم المراهنة على العلاقات الخارجية والدول الكبرى التي يمكن أن تغيّر مواقفها مع أيّ استحقاق أو حدث».
ويؤيد السيد طرح تعميم ثقافة المقاومة، كما أنّ التكامل بين الجيش والمقاومة «أمر محسوم»، مشيراً إلى إيجابية توسيع مفهوم الاستراتيجيا على مختلف الأصعدة وعدم حصرها في الموضوع العسكري والأمني. وفي موضوع تسليح الجيش، «نحن ندعم تماماً هذا الخيار» ومع أن يكون الجيش اللبناني قادراً على صدّ أي اعتداء إسرائيلي أو إرهابي، «أو على الأقلّ تأخير أي محاولة توغّل أو اجتياح إسرائيلي».. لكن اليوم في ظلّ الإمكانات الحالية، المؤسسة العسكرية عاجزة عن إتمام هذه المهمة وحدها، «لذا المقاومة موجودة إن كان من حيث قوّة الردع أو من حيث المفهوم العسكري لهذه المقاومة» التي يمكنها القيام بأمور عسكرية يعجز الجيش النظامي عن القيام بها.
وعن الحليف المسيحي ميشال عون، يقول الموسوي: «لنا كامل الثقة بهذا الرجل، وقد برهن أنه الأفضل مسيحياً ووطنياً وله رؤية سياسية ذات أبعاد متعددة تهدف إلى تحصين لبنان داخلياً وحمايته من الأخطار الخارجية». ليتساءل: «مع من يمكن التحالف من اللبنانيين، مع وليد جنبلاط أو سمير جعجع؟».
ويشير إلى أنّ جنبلاط قام في أميركا بجولة استطلاعية لمستقبل الموقف الأميركي في لبنان والمنطقة. يصمت قليلاً. ويضيف: «بالطبع لا يزال الحزب على موقفه، لا مشكلة لنا مع أحد إذا لم يتعرّض للمقاومة، أيدينا ممدودة للجميع، لكن موضوع التحالفات السياسية والانتخابية مبتوت، وإنّ حزب الله لن يتخلى عمّن دعمه ووقف إلى جانب المقاومة منذ بدء الحملات عليها.

■ عمل الحزب في الخارج

يتحدّت الشيخ حسن عز الدين، مسؤول العلاقات العربية في حزب الله، عن المسؤولية التي تقع على الحزب بعد الانتصارات التي حقّقها، ودوره في استمرار مفهوم المقاومة. مع انتهاء الحرب الأهلية، بدأ حزب الله يتحوّل من حركة مقاومة عسكرية للاحتلال إلى حزب سياسي. في تلك المرحلة كان العمل الخارجي يجري عبر وحدة العلاقات الخارجية في الحزب التي تأسست عام 1992. ومع تطوّر دور الحزب في الداخل، جرى فصل عمل هذه «الوحدة» في عام 1998، بين علاقات دولية وعلاقات عربية. وكان من مهمات وحدة العلاقات الدولية متابعة الشؤون السياسية في الخارج، إضافةً إلى الاهتمام بالجاليات اللبنانية. وأخيراً، في تموز 2008، تأسست وحدة ثالثة بعدما جرى فصل العلاقات الدولية عن العلاقات الخارجية، فانحصر دور العلاقات الدولية بالسياسة، فيما أصبح دور العلاقات الخارجية منحصراً بوضع اللبنانيين في الخارج. وكل هذه التقسيمات في البنية الداخلية، هدفها، بحسب عز الدين، تفعيل دور كل قطاع ووحدة لما يمثلانه من أهمية لـ«نقل تجربة المقاومة بصورتها الحقيقية وتبادل الخبرة في العمل السياسي والتنظيمي وفي المجالات كلها».
أما شكل العلاقة مع العالم العربي، فهي مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، والممثليات والسفراء. وتصنيف هذه التنظيمات يخضع لأربع خانات: حركات إسلامية (تشمل سلفيين عقائديين، سلفيين تكفيريين)، قوى قومية ووطنية، منظمات إقليمية وسفراء. والأولية في التواصل هي للعلاقات مع الأحزاب لا مع الأنظمة.
ويشير عز الدين إلى أنّ دخول الحزب إلى المجلس النيابي والبلديات، قبل عام 2000، ساهم في تحسين بعض العلاقات الخارجية، ومن ثمّ، بعد التحرير «كان الانفتاح الأكبر على الخارج». أما عام 2006 فكانت انطلاقة جديدة في هذا المجال، «بعدما أصبح الحزب لاعباً أساسياً في المعادلة الإقليمية»، يقول عز الدين. ويشير عز الدين إلى أنّ علاقة الحزب بكل من سوريا والسودان وقطر والجزائر، «وكل الدول التي تحتضن القضايا العربية والمقاومة» جيدة، وتتنشط مع كل حدث أو تطوّر يحصل في المنطقة. أما العلاقة «فعادية وغير سلبية» مع مصر والأردن والسعودية، وتمرّ بتوتّرات حسب الظروف. ويحدّد عز الدين ثلاث مرتكزات للتواصل مع الأحزاب العربية:
أولاً، المؤتمر القومي العربي (600 شخصية من مختلف الشخصيات الفاعلة في التيار القومي العربي).
ثانياً المؤتمر القومي الإسلامي ( أكثر من 600 شخصية وحزب إسلامي).
وثالثاً مؤتمر الأحزاب العربية (حوالي 110 أحزاب، على اختلاف خياراتها، من الدول العربية).
ويضيف أنّ الحزب يحرص على عدم التدخّل بشؤون أي دولة، وأنّ الأهم هو التفاعل كشعوب عربية فيما بينها، «وللشعوب الحق ممارست عملها السياسي». ويتابع الموسوي الحديث عن عمل الحزب في الخارج، فيشير إلى أنّه لا مكاتب أو ممثليات له، فلم يعتمد حزب الله هذا الأسلوب أو الصيغة في بلد عربي أو أجنبي، «لأننا غير مؤمنين بها ولا نعتبر أنه أمر مفيد في هذه المرحلة عموماً».
يقول الموسوي إنّ هذه العلاقات تنطلق من لبنان، إما عبر ممثليات الدول في لبنان وإما من خلال اتصالات الحزب مع هذه الدول مباشرة في زيارات متبادلة، «غالباً ما تكون زيارات غير معلنة بيننا وبين مسؤولين في هذه الدول».
لا يتحدث المسؤولون في الحزب عن فائدة حرب تموز، إلا بكونها ساهمت في جعل الحزب رقماً صعباً وأساسياً في المنطقة. إلا أنّ صدور القرار 1701يدلّ على أمور عديدة قرّبت الحزب من الدول الغربية، وخاصةً أنّ عدداً من هذه الدول أرسلت جنودها إلى جنوب لبنان. يمكن اعتبار وجود فرق الأمم المتحدة مكسباً سياسياًَ واستراتيجياًَ لم ينتبه الكثيرون إلى أهميته. ويقتصر الأمر على المعنيين المباشرين في الحزب بتحديد أهمية هذه النقطة ومدى صحّتها. كما يمكن القول إنّ محاولة حصار حزب الله عبر القرار 1701، تحوّلت إلى انطلاقة جديدة للعلاقات الدولية في الحزب، وهو دليل إضافي على أنّ الحزب تحوّل إلى لاعب إقليمي ودولي له وزنه وتأثيره في المعادلة السياسية.

■ تماسك وصدّ للهجوم

مرّ حزب الله، ولا يزال، بمجموعة من الضغوط الدولية، وبدأت محاصرته في الخارج عبر منع نشاطات لمناصريه في بلد، ومنع إعلامه في بلد آخر، واتّهامه بتمويل الإرهاب في أماكن أخرى. وتتكرّر هذه الاتّهامات بين كندا ولندن وأميركا الجنوبية وأوروبا الغربية.
يرى الموسوي أنه يجب دراسة كل واقعة من هذه الوقائع على حدة، «بمعنى التدقيق في ظروفها لمعرفة خلفيتها، فلكل منها سياقها الخاص».
ويتابع الموسوي أنّ المواقف التاريخية للدول ذات الماضي الاستعماري والحاضر الاستعماري معروفة من الحركات الوطنية التحررية والحركات المقاومة. فيذكر الدور المباشر للاستخبارات الأميركية «في اغتيال شخصية ثورية مثل غيفارا». ليس ما يعيشه الحزب حصاراً دولياً، فـ«داخل مجلس الأمن لا روسيا ولا الصين ولا فرنسا تصنّف حزب الله منظمة إرهابية». ليس الأمر إلا أداء الدول الاستعمارية تجاه حركات المقاومة، فكيف إذا كانت هذه المقاومة ضد إسرائيل؟». وفي ما يتعلق بكندا، حيث جمّدت الحكومة الكندية أرصدة عدد من المواطنين اللبنانيين لاتّهامهم بالعمل لمصلحة حزب الله، يؤكد الموسوي أنّ الحزب يتابع الوضع منذ فترة «وكيف يتصرف الجانب الإسرائيلي بهذا الخصوص»، مشيراً إلى أنّ الاتصالات أوقفت مع الكنديين منذ سنوات «لخضوعهم للموقف الأميركي بإدراج حزب الله على لائحة الإرهاب».
وفي متابعة للموضوع الكندي، يشدد الموسوي على وجود مشكلتين: «فالسياسة الخارجية الكندية ملحقة بالسياسة الخارجية الأميركية ولا استقلالية لها، حتى على مستوى الأمن»، وثانياً في المستوى الداخلي «حيث يوجد نفوذ متنامٍ للوبي اليهودي»، وبالتالي كل يوم هناك قضية من قضايا كهذه.
وفي أميركا اللاتينية، يعلّق السيد: «أفضل العلاقات. لقد جرى نشر قطع من الأسطول الأميركي مما أثار مخاوف البرازيل وحتى الأرجنتين»، ليضيف «هناك اعتقادات بأن أميركا تتذرع بهذه المنطقة للقيام بتدخلات عسكرية ذات أسباب اقتصادية، لأنّ القارة بدأت تتجه نحو اليسار». ويعلّق: «لذلك تتذاكى أميركا في موضوع الفارك حيناً، وموضوع إنتاج المخدرات حيناً آخر، لبسط الهيمنة الأميركية هناك والعودة إلى ما يسمى جمهوريات الموز».
ويرى الموسوي ازدواجية في استهداف الحزب في أميركا اللاتينية، وخاصةً في فنزويلا، حيث يمكن اتّهام الحزب بالعمل الإرهابي في العالم، إضافةً إلى وضع الرئيس الفنزويلي تحت الضغوط وتصويره على علاقة بحزب الله.
في معرض الحديث عن العلاقات مع الدول الأوروبية، يقول الموسوي إن الحزب غير موهوم بإمكان التوصّل إلى علاقات ذات مستوى عالٍ مع أي دولة أوروبية، مضيفاً «بعض الجهات الغربية لا ترغب في رؤية الجانب المقاوم في حزب الله»، في إشارة إلى الرغبة في تصفية هذا الجانب.
وفي ما يتعلق بفرنسا، يقول الموسوي إنّ هناك تركيبة خاصة بالعمل الفرنسي الخارجي «ولا يمكن أن تسقط هذه الخصوصية عند الحديث عن موضوع حزب الله»، ولو أنّ إعلاماً مقرّباً من الإسرائيليين يسيطر على الرأي العام في هذه الدولة. السياسة الفرنسية تحاول من جهة أن توازن ضد الضغوط التي تمارس عليها، ومن جهة أخرى تحاول ممارسة سياسة واقعية، يقول الموسوي، مستذكراً مؤتمر سان كلو حيث حضر حزب الله رغم كل الضغوط التي مورست على الفرنسيين. وفي الحديث عن العلاقات بين حزب الله وفرنسا، لا بد من الإشارة إلى أنّ تفاهم نيسان كان وليد الدور الفرنسي في المنطقة، والذي أنصف المقاومة عام 1996 وأعطاها حقها في الدفاع عن الأراضي اللبنانية.
أما بريطانيا، حيث صدر قرار يمنع أي عمل إعلامي للحزب، فيؤكد الموسوي أن الاتصالات مقطوعة مع لندن منذ غزو العراق، «لأنها أصبحت قوة محتلة في العراق وقرارنا هو عدم التعاطي مع الاحتلال». ويطرح السيد وجهاً آخر لموقف البريطانيين متعلّقاً بتأييد الحزب للمقاومة العراقية، مشيراً إلى أنّ الحزب متّهم بتدريب عناصر من المقاومة العراقية.
ويضيف الموسوي: لا تمثّل العلاقات المتوترة مع الإنكليز أية مشكلة للحزب، فبريطانيا «مزعزعة الوزن في الشرق الأوسط، ولا دور لها في المنطقة ولا في أي من الملف اللبناني أو العراقي حيث ليست هي صاحبة الدور الأساسي».
من جهة أخرى، يؤكد الموسوي العلاقة الجدية التي تربط الحزب بكل من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وروسيا، «وهي دول تعتبر الحزب قوة أساسية، ويجب التعامل معها وفق هذا الاحترام، وهم دائماً يعلنون أنهم على مسافة واحدة من جميع الأطراف»، مضيفاً «وهم فعلاً كذلك».

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,529,173

عدد الزوار: 6,899,150

المتواجدون الآن: 81