السبب الحقيقي لاعتراف القيادة السورية بلبنانية مزارع شبعا

تاريخ الإضافة الثلاثاء 21 كانون الثاني 2020 - 9:41 ص    عدد الزيارات 1786    التعليقات 0

        

السبب الحقيقي لاعتراف القيادة السورية بلبنانية مزارع شبعا

بقلم الكاتب ناجي جرجي زيدان

nagizeidan@hotmail.fr

Tel: 81/395434

في 11 تموز 1993 سلّم المبعوث الأميركي دينيس روس الرئيس السوري حافظ الأسد رسالة من الرئيس بيل كلينتون وأسرّ له على انفراد لدقيقتين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين موافق على الانسحاب من كامل الجولان إذا تمت تلبية حاجاته الأمنية.

وفي 19 تموز 1994 نقل دينيس روس إلى الرئيس الأسد أن رابين يعتبر الانسحاب الكامل هو إلى خطوط الرابع من حزيران 1967 وبذلك أطلق على مبادرته لاحقاً بإسم "وديعة رابين".

4 تشرين الثاني 1995 اغتال المتطرف الصهيوني يبغالعامير رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين.

في 3 إلى 8 كانون الثاني 2000 جرت اتصالات بين القيادة السورية والجانب الإسرائيلي، بحضور كلينتون في شيبردزتاونب الولايات المتحدة الأميركية، فكانت القيادة السورية لديها انطباع خاطئ أو شبه أكيد بأن الإسرائيليون مستعدون لتنفيذ "وديعة رابين" أي الانسحاب إلى الخط الرابع من حزيران 1967.

الإسرائيليون استدرجوا السوريون إلى المفاوضات ظاهرياً وأوحوا للسوريين والأميركان بأنهم على استعداد للانسحاب إلى الخط الرابع من حزيران 1967، لكنهم في الواقع كانوا يخفون نواياهم بأنهم يريدون فقط من القيادة السورية الضغط على حزب الله وإجبار الحكومة اللبنانية على توقيع مسودة بوقف العمليات العسكرية من جانب حزب الله ضد القوات الإسرائيلية في لبنان مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان بطريقة مشرفةوتحفظ لهم ماء الوجه.

وللأسف، فاوض السوريين الإسرائيليين على الجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ ومزارع شبعا ومرتفعات كفرشوباكجزء من أراضي الجولان السورية، وفشلت المفاوضات.

ملاحظة: وزير الخارجية السوري فاروق الشرع يقول في كتابه "الرواية المفقودة" صفحة 455: أن إسرائيل خدعتنا في مفاوضات شيبردز تاون.

26 آذار 2000 لقاء قمة في جنيف بين الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس الأميركي بيل كلينتون، وقد تنصل رسمياً أيهودا باراك بـ"وديعة رابين".

عتدها شعرت القيادة السورية حقيقة الفخ الذي نصبته لها القيادة الإسرائيلية منذ 11 تموز 1993 وحتى 20 اذار 2000 ,فقرروا الانتقام على طريقتهم، فبادروا بإعلان أن مزارع شبعا "لبنانية" فقط للانتقام من الفخ الإسرائيلي. والدليل على ذلك عدة أدلة نذكر اهمها هذا الدليل الإسرائيلي واللبناني الرسمي:

يعد شهر اذار 2000، وقبل وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد ب 10 حزيران 2000 حدثت هذه التطورات الهامة.

يعترف عميد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس جيلبوافي الكتاب:

The second Lebanon War: Strategic Perspectives – Institue for National security studies

بما معناه بأن رئيس الوزراء إيهود باراك كان يتمنى أن يقع الرئيس السوري حافظ الأسد في الفخ الإسرائيلي، ويعطي وثيقة خطيّة جديدة بلبنانية مزارع شبعا، انظروا ما كتبه الجنرال عاموس :

"أَطْلَعَ الأمين العام للأمم المتحدة رئيس الوزراء إيهود باراك على الضغوط التي تمارَس عليه في المسألة، بما في ذلك الاتصال الذي تلّقاه من وزير الخارجية السوري، فقرّر باراك أن يختبر السوريين ويدعوهم إلى تنفيذ ما يقولونه، اقترح على الأمين العام أن يطلب من الرئيس حافظ الأسد أن يوجّه رسالة رسمية إليه يذكر فيها أن مزارع شبعا ليست جزءاً من سوريا ومرتفعات الجولان بل هي جزء من السيادة اللبنانية، وعلى سوريا أن توقّع اتفاق حدود رسمياً مع لبنان، وتعمد إلى ترسيم الحدود (بطريقة تبيّن أن المزارع هي داخل الأراضي اللبنانية)، وتنفّذ الآليات الدولية المقبولة المتعلقة بتحديد الحدود الدولية (موافقة في البرلمان، إرسال خرائط إلى الأمم المتحدة، وما إلى هنالك).

كان باراك واثقاً من أن الأسد لن يوقّع، لأنه إذا فعل فسوف يعني ذلك رسمياً أنه يتخلى عن جزء من مرتفعات الجولان المحتلة، وعبر القيام بذلك، يخلق سابقة تضرّ بالموقف السوري - الأساسي. كان افتراض باراك صحيحاً، فقد جرى تقديم طلب رسمي إلى الأسد حول الحدود في منطقة مزارع شبعا، لكنه لم يتجاوب معه ولم يبعث بالرسالة التي اقترحها باراك.

ملاحظة: انظروا إلى الجملتين الخطيرتين:

إنه يتخلى عن جزء من مرتفعات الجولان المحتل، يخلق سابقةيضرّ بالموقف السوري الأساسي..".

ملاحظة:كما يفسره الإسرائيليون لاحقاً، إنه مثلما تخلى الرئيس الأسد عن مزارع شبعا التي هي داخل قوة الفصل الدولية (الأندوف) لصالح لبنان ، عليه أن يتخلى أيضاً عن القرار 338 ، أو عن كامل أو أجزاء من الجولان لصالح اسرائيل .

لذلك أقولها بصراحة كل من يعتقد أن القيادة السورية سوف تعطي المسؤولون اللبنانيون ترسيم الحدود في مزارع شبعا فهو وأهم للأسباب التالية:

  1. إنه فخ إسرائيلي للقيادة السورية كما ذكرناه أعلاه
  2. بتاريخ 31 أيار 1974 أدخلت القيادة السورية أراضي مزارع شبعا ضمن قوة "الأندوف" مما يفسّر أن القيادة السورية وقتذاك لم تعترف بلبنانية هذه الأراضي .
  3. خلال محادثات "شيبردزتاون" في 3 الى 8 كانون الثاني/يناير من العام 2000 لم يفاوض السوريون الإسرائيليين على أن مزارع شبعا هي أراض لبنانية، بل فاوضوهم بخرائطهم العسكرية على أنها أراضٍ سورية ضمن قوات "الأندوف".

فكل الدلائل تثبت بأن السوريون اعترفوا بلبنانية مزارع شبعا فقط بعد 26 آذار 2000 وليس قبل هذا التاريخ من باب الانتقام من الإسرائيليين للأسباب التي ذكرناها أعلاه..

والدليل على ذلك، مصدر حكومي لبناني:

بتاريخ 21 حزيران 2019 نشرت جريدة النهار مقالاً لي تحت عنوان "الخطأ الشنيع في مزارع شبعا قبل حرب 1967 وبعدها"

ولفت مقالي نظر فخامة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الذي دعاني إلى منزله، وكان لي الشرف بأني التقيته، وأعطاني معلومة في غاية الأهمية تكشف صحة ما ذكرته.

فقال لي: في 13 آب 2008 وعلى أثر لقاء قمة جمع الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري الدكتور بشار الأسد في دمشق، تناقشا في مواضيع عديدة من بينها ملف ترسيم الحدود في مزارع شبعا. فاقترح الرئيس السوري بأنه ليس لديه مانع بالترسيم لكن على شرط أن يبدأ ترسيم الحدود من شمال لبنان مروراً بالبقاع وحتى جنوبه في مزارع شبعا.

فقبل الرئيس سليمان بهذه الفكرة، لكن الرئيس السوري طلب عدم إثارة هذا الموضوع في البيان الرسمي. فقبل الرئيس سليمان.

بعد ذلك حاول الرئيس سليمان مراراً تذكير الرئيس السوري بالترسيم المتفق عليه وكان في كل مرة حجة مختلفة إلى ان انتهى عهد الرئيس سليمان عام 2014، وانتهى معه حلم ترسيم الحدود لا من الشمال ولا من أي مكان آخر.

لذلك، حسب رأيي الخاص وأنا المتخصص في هذا الملف وأصدرت كتاب عام 2002 ومقالات عديدة في هذا الشأن وتضمنت "أن القيادة السورية أرغمت نفسها بعد 26 آذار 2000 في إعلان مزارع شبعا لبنانية فقط بالكلام ومن باب الانتقام ضد إسرائيل. وفي أكثر الأحيان تضع وثيقة خطية أمام مجلس الأمن الدولي بأن مزارع شبعا لبنانية، ولا ندري ما هي المساحة التي تعترف بها القيادة السورية لمزارع شبعا هل من مزرعة قرية النخيلة وحتى النشبة المقبلة في الجزء اللبناني من جبل الشيخ أم مساحة أخرى

(مرفق خريطة تقريبية من عمل الكاتب).

ملاحظة: هذه المعلومات جزء من كتابي القادم الذي سيصدر حول هذا الموضوع.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,158,920

عدد الزوار: 6,757,889

المتواجدون الآن: 108