إيطاليا بقيادة أقصى اليمين وأوروبا تتخذ موقفاً دفاعياً...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 أيلول 2022 - 6:32 ص    عدد الزيارات 952    التعليقات 0

        

إيطاليا بقيادة أقصى اليمين وأوروبا تتخذ موقفاً دفاعياً...

ميلوني تلتزم لهجة وسطية في خطاب الفوز غداة إعلانها نهاية «العيد الأوروبي»

الجريدة... على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أعاد الحرب إلى قلب القارة الأوروبية، تمكن أكثر تحالف يميني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 من الفوز بالانتخابات التشريعية في إيطاليا التي جرت أمس الأول، مما يعني أن جورجيا ميلوني، زعيمة حزب «فراتيلي ديتاليا» (اخوة إيطاليا) القومي اليمين المتتشد، الذي تعود جذوره للفاشية الجديدة، تستعد لتصبح أول رئيسة وزراء إيطالية، في «زلزال» سياسي، هز إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو. وبعد النجاح الذي حققه اليمين المتطرف في السويد قبل أيام، استطاع «فراتيلي ديتاليا» أن يحصل على 4. 26 في المئة من الأصوات، وفق نتائج أولية، يليه الحزب الديموقراطي (يسار الوسط) بنسبة 3. 19 في المئة، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 64.07 في المئة مقارنة بـ 73.86 في المئة في 2018. وعلى النقيض من ذلك، شهد حليف ميلوني الرئيسي ليلة كارثية مع حصول «ليغا» (الرابطة) اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني المناهض للمهاجرين على نحو 9 في المئة من الأصوات بانخفاض أكثر من 17 في المئة عن نتائجه قبل 4 سنوات، حيث تفوقت عليه ميلوني في معاقله في جميع المناطق الشمالية التقليدية في الشمال. وحصل حزب «فورزا إيطاليا» (هيا ايطاليا) اليمين الوسطي المحافظ بزعامة سيلفيو برلسكوني على نحو 8 في المئة. وفي المجموع، سيحصل التحالف اليميني الذي أطلق عليه اسم تحالف يمين الوسط لطمأنة بعض شرائح الناخبين القلقين، على ما يصل إلى 47 في المئة من الأصوات، مقابل 5. 26 في المئة ليسار الوسط، و15 في المئة لحركة خمس نجوم الشعبوية المناهضة للمؤسسات والتي أعلنت أنها ستكون في صفوف المعارضة. وقال المركز الإيطالي للدراسات الانتخابية إن «فراتيلي ديتاليا» و«ليغا» سيكونان قد حصلا معا على «أعلى نسبة من الأصوات التي سجلتها أحزاب اليمين المتطرف على الإطلاق في تاريخ أوروبا الغربية منذ عام 1945 إلى اليوم».

خطاب النصر

وفي خطاب مقتضب في روما، أعلنت ميلوني (45 عاماً) أنها ستقود الحكومة المقبلة، مضيفةً أن «الإيطاليين بعثوا رسالة واضحة لدعم حكومة يمينية بقيادة فراتيلي ديتاليا»، واعدة «بأننا سنحكم لجميع» الإيطاليين. وتعمدت ميلوني التي ترفع شعار «الله، الوطن، العائلة» الفاشي الأصل، الحديث بلهجة تصالحية وسطية خلال الكلمة التي ألقتها أمام أنصار حزبها القومي في ساعة مبكرة من صباح امس، وقالت: «إذا تم استدعاؤنا لحكم هذا الشعب، فسنفعل ذلك من أجل جميع الإيطاليين بهدف توحيد الشعب وتمجيد ما يوحده لا ما يفرقه. لن نخون ثقتكم»، مضيفة: «يجب أن نتذكر أننا لم نصل إلى نقطة النهاية، فنحن في نقطة البداية. اعتبارا من الغد يجب أن نثبت جدارتنا». وتابعت: «إنه وقت سيكون بوسع الإيطاليين فيه الحصول على حكومة تعبر عن إرادتهم»، منبهة الى أن «وضع إيطاليا والاتحاد الأوروبي يتطلب الآن مساهمة الجميع». وجاءت لهجتها مناقضة الى حد ما للتهديد الذي أطلقته أمس الأول في بداية اليوم الانتخابي عندما غردت على «تويتر»: «اليوم، يمكنكم المساهمة في كتابة التاريخ»، مضيفة «في أوروبا، إنهم قلقون جميعا لرؤية ميلوني في الحكومة (...) انتهى العيد. ستبدأ إيطاليا الدفاع عن مصالحها القومية».

تحديات ومعارضة قوية

لكن ميلوني وحلفاءها يواجهون قائمة من التحديات الصعبة من بينها ارتفاع أسعار الطاقة والحرب في أوكرانيا وتجدد التباطؤ في ثالث أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو. وسيتحتم على ميلوني معالجة الأزمة الناجمة من الارتفاع الحاد في الأسعار في وقت تواجه إيطاليا دينا يمثل 150 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي، أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان. وفي هذا السياق، إيطاليا بحاجة ماسة لاستمرار المساعدات التي يوزعها الاتحاد الأوروبي في إطار خطته للإنعاش الاقتصادي بعد «كوفيد - 19» والتي يمثل هذا البلد أول المستفيدين منها وبفارق كبير عن الدول الأخرى. ويتفق الخبراء منذ الآن على أن ائتلافا حكوميا كهذا ستُواجه فيه ميلوني تحديا حقيقيا في التعامل مع حلفاء مربكين سواء برلوسكوني أو سالفيني، لن يستمر طويلا في بلد معروف بافتقاره إلى الاستقرار الحكومي. وستشكل المعارضة مبدئيا من «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» الذي كان يحكم سابقا مع تحالفه اليساري، وزعيم «5 نجوم» رئيس الوزراء الإيطالي السابق جوزيبي كونتي و»القطب الثالث» الذي يضم حزبي «أتسيوني» (العمل) و»فيفا إيطاليا».

نشوة القوميين وأقصى اليمين

وسارع سياسيون من اليمين الأوروبي إلى تهنئة ميلوني، من «حزب البديل من أجل ألمانيا» و»التجمع الوطني» بزعامة مارين لوبن الفرنسي وحزب «فوكس» الإسباني و»العدالة والقانون» البولندي، وصولاً إلى رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان الذي قال في برقية تهنئة: «نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أصدقاء يتشاركون رؤية ونهج مشتركين تجاه أوروبا». وقال عضو البرلمان الأوروبي الفرنسي جوردان بارديلا، عن حزب لوبن إن «الإيطاليين أعطوا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين درسا في التواضع». وكانت فون ديرلاين قالت الأسبوع الماضي إن المفوضية لديها أدوات يمكنها استخدامها لمعاقبة الدول الأعضاء، التي تنتهك سيادة القانون وقيمه المشتركة. وكان زعيم حزب «ليغا» ماتيو سالفيني حليف ميلوني أن حكومة اليمين المقبلة «ليست على استعداد لتلقي الأوامر من بروكسل. لسنا خدماً لا أحد».

موقف دفاعي

في المقابل، بدت العواصم الأوروبية كأنها تتخذ موقفاً دفاعياً خصوصاً في فرنسا. وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، إنها لا تريد التعليق على الخيارات الديموقراطية للشعب الإيطالي، لكنها ترغب في التأكيد أن الاتحاد الأوروبي لديه قيم محددة يتمسك بها مثل حقوق الإنسان. وذكرت بورن في تصريحات لقناة «بي إف إم» الفرنسية، امس، «من الواضح أننا سننتبه مع رئيس المفوضية الأوروبية إلى أن قيم حقوق الإنسان، والاحترام المتبادل، لاسيما احترام حقوق الإجهاض تحظى باحترام الجميع». وقالت ميلوني إنها ستحافظ على قانون الإجهاض في البلاد والذي يسمح بإسقاط الجنين لكنه يسمح للأطباء برفض إجرائه. كما هاجمت المثلية وقالت في يونيو «نعم للعائلة الطبيعية، لا للوبي مجتمع الميم - عين! نعم للهويّة الجنسية، لا لإيديولوجيا النوع الاجتماعي». وفي تعليق على النتائج الايطالية، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس: «إننا نمرّ بلحظة من عدم اليقين، وفي مثل هذه اللحظات، تكتسب الشعبوية أهمية دائماً، وهي تنتهي دائمًا بالطريقة نفسها: بكارثة». وخلص ألباريس الى القول، إن «إجابتهم (الشعبويون) هي نفسها دائمًا: دعونا ننغلق على أنفسنا ونعود إلى العيش في الماضي». وسيؤدي وصول ميلوني إلى السلطة أيضا إلى إغلاق حدود بلد يصل إلى سواحله سنويا عشرات آلاف المهاجرين، وهو ما يثير مخاوف المنظمات غير الحكومية التي تغيث مهاجرين سرا يعبرون البحر في مراكب متداعية هربا من البؤس في إفريقيا. وقد يكون موقفها من تايوان والصين مفتاحا لها لعدم التصادم مع واشنطن اذ قالت خلال الحملة الانتخابية انها لن تجدد مذكرة التفاهم التي وقعتها حكومة جوزيبي كونتي في عام 2019 مع الصين بشأن الانضمام لمبادرة مشروع «الحزام والطريق» وأعلنت عن دعم تايوان.

ميلوني... شقراء مفوهة مقتنعة بإنجازات موسوليني تستعدي «الأسلمة» ومجتمع الميم والمهاجرين

تتحدث لهجة روما الشعبية وحماستها استقطبت وسائل الإعلام

تجسد جورجيا ميلوني رئيسة حزب «فراتيلي ديتاليا» (إخوة إيطاليا) التي تستعد لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا، حركة تندرج في سياق الفاشية الجديدة تمكنت من تحسين صورتها للوصول إلى السلطة. وتمكنت ميلوني البالغة 45 عاماً من استقطاب الكثير من الإيطاليين المستائين والغاضبين من «إملاءات» بروكسل وغلاء المعيشة وأفق الشباب المسدود، وأصبح حزبها الأول في البلاد مع حوالى ربع الأصوات بعد أن حصل في انتخابات 2018 على 4% فقط.

الخريف الديموغرافي

وتحمل ميلوني شعار «الله، الوطن، العائلة» الفاشي الأصل وتشمل أولوياتها إغلاق الحدود الإيطالية لحماية البلاد من «الأسلمة» وإعادة التفاوض بشأن المعاهدات الأوروبية لكي تستعيد روما السيطرة على مصيرها، ومحاربة «مجموعة الضغط لمجتمع الميم» و«الخريف الديموغرافي» للبلاد التي تسجل أعلى متوسط أعمار بين الدول الصناعية بعد اليابان مباشرة. في عام 2016 نددت بـ «التبديل الاتني» على غرار الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة الأخرى في أوروبا في ظل أزمة المهاجرين. تعتبر ميلوني وحزبها ورثة «الحركة الاجتماعية الإيطالية» وهو حزب فاشي جديد أسس بعد الحرب العالمية الثانية.

سياسي جيد

في سن التاسعة عشرة أكدت لمحطة «فرانس 3» التلفزيونية الفرنسية أن الديكتاتور بينيتو موسوليني كان «سياسياً جيداً». وهي أدركت أن عليها أن تراعي قاعدتها التي تؤكد انتماءها إلى هذا الماضي، كما عليها في الوقت نفسه طمأنة المعتدلين للتمكن من الفوز. وقالت في مقابلة مع مجلة «ذي سبكتيتور» البريطانية قبل فترة قصيرة «لو كنت فاشية لقلت ذلك». وفي حين لا تزال تقر بأن موسوليني «أنجز الكثير» إلا أنه ارتكب «اخطاء» منها القوانين المناهضة لليهود ودخول الحرب، لكنها توضح «لا مكان للأشخاص الذين يحنون إلى الفاشية والعنصرية ومعاداة السامية» في صفوف حزبها. ولدت ميلوني في روما في 1977 وأصبحت ناشطة في صفوف جمعيات طلابية مصنفة يمينية جداً فيما كانت تعمل حاضنة أطفال ونادلة. في العام 1996 ترأست جمعية في المدارس الثانوية اتخذت الصليب السلتي شعاراً. في 2006 أصبحت نائبة ونائبة لرئيس المجلس، وبعد سنتين على ذلك، عينت وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برلوسكوني، وكانت هذه تجربتها الوزارية الوحيدة.

نجمة تلفزيونية

وكانت تحل ضيفة على الكثير من البرامج التلفزيونية. فشبابها وحماستها والصيغ التي اعتمدتها تستقطب وسائل الاعلام. وقد أدركت أيضاً أن شخصية امرأة شقراء وشابة مهمة بقدر الأفكار التي تطرحها في المجتمع الذكوري النزعة في إيطاليا. هذه المتحدثة الموهوبة التي تعرف كيف تعزف على وتر الإيطاليين الحساس تعتمد لهجة شعبية خاصة بالعاصمة الإيطالية، لكنها قد تكون أيضاً قاطعة لا بل عدائية أحياناً. وقد تقع أيضاً في الابتذال كما يظهر فيديو نشر الأحد عبر تطبيق تيك توك تَظهر فيها مع حبتي شمام عند مستوى الصدر في إشارة إلى اسم عائلتها الذي يرمز إلى هذه الفاكهة.

معجبة سابقة بموسوليني تغزو الساحة السياسية

فوز جورجيا ميلوني بالانتخابات العامة يخطو بإيطاليا... نحو المجهول

- بعد السويد... إيطاليا تتخذ منعطفاً حاداً نحو اليمين

الراي.... بعد السويد، اتخذت إيطاليا منعطفاً حاداً نحو اليمين، أمس، بفوز الحزب الشعبوي الذي تتزعمه جورجيا ميلوني في الانتخابات العامة، ما يفتح الباب للمرأة التي أبدت في الماضي إعجابها بموسوليني، لتكون أول رئيسة للوزراء في تاريخ البلد. فاز حزب ميلوني «فراتيلي ديتاليا» (إخوة إيطاليا) الذي له جذور فاشية جديدة، بـ26 في المئة من الأصوات في انتخابات الأحد، وفق نتائج جزئية. وتقود ميلوني ائتلافاً يتوقع أن يفوز بغالبية مقاعد البرلمان، ويؤلف الحكومة الرقم 68 في إيطاليا منذ العام 1946، والأكثر يمينية في إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية. ويمثل نجاحها تغييراً هائلاً في إيطاليا، العضو المؤسس للاتحاد الأوروبي، وثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بعد أسابيع فقط من انتصار اليمين المتطرف في الانتخابات في السويد. وكتبت صحيفة «ريبوبليكا» اليومية في عنوانها الرئيسي «ميلوني تظفر بإيطاليا»، بينما قال ستيفانو فولي في افتتاحيتها «إنها المرة الأولى منذ عقود التي يتغيّر فيها الوجه السياسي للبلاد بشكل كامل». ومن المتوقع أن تصبح ميلوني التي أجرت حملتها الانتخابية تحت شعار «الله الوطن العائلة»، أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا رغم أن عملية تشكيل حكومة جديدة قد تستغرق أسابيع. مع ارتفاع التضخم وأزمة الطاقة التي تلوح في الأفق والحرب في أوكرانيا، سعت المرأة البالغة 45 عاماً إلى طمأنة القلقين في شأن افتقارها إلى الخبرة وماضيها الراديكالي. وقالت ميلوني إن الناخبين بعثوا «برسالة واضحة» لدعم حزبها في قيادة الائتلاف اليميني إلى السلطة. وأضافت «إذا دعينا لحكم هذه الأمة فسنفعل ذلك من أجل جميع الإيطاليين. سنفعل ذلك بهدف توحيد الناس وتعزيز ما يوحدهم وليس ما يفرقهم». وحلّ حليفاها في الائتلاف، حزب «الرابطة» اليميني المتطرف بقيادة ماتيو سالفيني و«فورزا إيطاليا» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني، خلف حزبها وفق النتائج الجزئية. ويُتوقع أن يفوزوا جميعاً بنحو 44 في المئة من الأصوات، وهو ما يكفي لتأمين غالبية في مجلسي البرلمان. من جهته، اعترف «الحزب الديموقراطي» من يسار الوسط المنافس الرئيسي للتحالف اليميني، بأن هذا يوم «حزين». وانخفضت نسبة المشاركة إلى أدنى مستوى تاريخي إلى نحو 64 في المئة، أي أقل بنحو تسع نقاط مئوية من الانتخابات السابقة عام 2018.

- «أوروبا فخورة وحرة»

سرعان ما جاءت تهاني حلفائها القوميين في أنحاء القارة، من رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي إلى حزب «فوكس» اليميني المتطرف في إسبانيا. وكتب زعيم حزب «فوكس» سانتياغو أباسكال عبر «تويتر» «لقد أوضحت ميلوني الطريق لأوروبا فخورة وحرة قوامها دول ذات سيادة». لكن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس حذر من أن «الحركات الشعبوية تكبر دائما، لكنها تنتهي دائما بالطريقة نفسها - بكارثة». بدورها، قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن «سنكون حريصين (مع) رئيس المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لايين) على أن تكون القيم المتعلقة بحقوق الإنسان... ولا سيما احترام الحق في الإجهاض، محترمة من الجميع ». وأعلن الناطق باسم الحكومة الألمانية فولفغانغ بوشنر ان «إيطاليا بلد مؤيد للغاية لأوروبا ومواطنوها مؤيدون جدا لأوروبا، ونفترض أن ذلك لن يتغير». أما المفوضية الأوروبية، فقد أعربت عن أملها في إقامة «تعاون بناء» مع الحكومة الإيطالية المقبلة. وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف لصحافيين، لدى سؤاله عن فوز ميلوني، «نحن مستعدّون لاستقبال أي قوى سياسية قادرة على تخطّي التيار السائد المشحون بالكراهية لبلدنا (...) وتُبدي رغبة في أن تكون بنّاءة في العلاقات مع بلدنا». وقد تراجعت ميلوني عن فكرة انسحاب إيطاليا من منطقة اليورو، لكن أولوياتها تشمل إغلاق الحدود الإيطالية لحماية البلاد من «الأسلمة» وإعادة التفاوض في شأن المعاهدات الأوروبية لكي تستعيد روما السيطرة على مصيرها، ومحاربة «مجموعة الضغط لمجتمع الميم» و«الخريف الديموغرافي» للبلاد التي تسجل أعلى متوسط أعمار بين الدول الصناعية بعد اليابان مباشرة. يريد تحالفها أيضاً إعادة التفاوض في شأن صندوق الاتحاد الأوروبي للتعافي من تداعيات الوباء، وترى أن الـ200 مليار يورو (193 مليار دولار) التي من المقرر أن تتلقاها إيطاليا يجب أن تأخذ في الاعتبار أزمة الطاقة. لكن الأموال مرتبطة بسلسلة من الإصلاحات بالكاد انطلق رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو دراغي في تطبيقها، ويرى محللون أن لديها مساحة محدودة للمناورة في هذا الصدد. وتصدّرت ميلوني استطلاعات الرأي منذ دعا رئيس الوزراء إلى إجراء انتخابات مبكرة في يوليو بعد انهيار حكومة الوحدة الوطنية. وحزبها هو الوحيد الذي لم ينضم إلى ائتلاف دراغي في فبراير 2021، ما جعلها عمليا زعيمة المعارضة الوحيدة في إيطاليا. وقال رئيس «مركز دراسات الانتخابات الإيطالي» لورنزو دي سيو لـ «فرانس برس»، إن ميلوني اختارت بعد ذلك القيام بـ«حملة حذرة ومطَمئنة للغاية». واعتبر أن «التحدي الذي تواجهه هو تحويل هذا النجاح الانتخابي إلى قيادة حاكمة... قادرة على الاستمرار». تتميز السياسة الإيطالية بعدم الاستقرار، إذ تشكلت نحو 70 حكومة منذ عام 1946، كما أن ميلوني وسالفيني وبرلوسكوني ليسوا متفقين دائماً. ورجحت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» أن حلفاء ميلوني «المستائين والمنهزمين عملياً» سيمثلون «مشكلة». كان أداء «الرابطة» و«فورزا إيطاليا» ضعيفاً، فقد حصلا على 9 في المئة و8 في المئة من الأصوات على التوالي في مقابل 17 و14 في المئة عام 2018. واتفقت الأحزاب الثلاثة على برنامج مشترك للحكم يشمل إقرار تخفيضات ضريبية وكبح تدفق المهاجرين، لكنها اختلفت في عدد من المجالات. تؤيد ميلوني بشدة عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، فيما انتقدها سالفيني ووصفها بأنها غير فعالة. وواجه برلوسكوني، رئيس الوزراء الثري الأسبق وصديق فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة، انتقادات الأسبوع الماضي حين اعتبر أن الرئيس الروسي «دفعته» حاشيته إلى الحرب. وتعود جذور «إخوة إيطاليا» إلى حركة ما بعد الفاشية التي أسسها أنصار بينيتو موسوليني، وقد أشادت ميلوني نفسها بالديكتاتور عندما كانت يافعة. لكنها سعت إلى النأي بنفسها عن ماضيها مع تحول حزبها إلى قوة سياسية وازنة. وقد انتقل الحزب من 4 في المئة فقط من الأصوات عام 2018 إلى تصدر نتائج انتخابات الأحد.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,177,083

عدد الزوار: 6,759,091

المتواجدون الآن: 136