«حصيلة رهيبة» لعام من الحرب في أوكرانيا...

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 شباط 2023 - 5:31 ص    عدد الزيارات 630    التعليقات 0

        

«حصيلة رهيبة» لعام من الحرب في أوكرانيا...

الراي...باريس - أ ف ب - في 24 فبراير 2022، أرسل فلاديمير بوتين قواته لغزو أوكرانيا في ما كان يُفترض أن تكون عملية خاطفة، لكنها تحوّلت إلى حرب مدمّرة. بعد مرور عام، مازالت كييف تقاوم لكن النزاع خلف عشرات الآلاف من القتلى ودماراً هائلاً في الاقتصاد والبنية التحتية.

- خسائر عسكرية هائلة

180 ألفاً بين قتيل وجريح بين الجنود الروس و100 ألف في الجانب الأوكراني: حصيلة الخسائر العسكرية المرعبة هذه أعطتها النروج، فيما تشير مصادر غربية أخرى إلى 150 ألف قتيل في كل جانب. ومن باب المقارنة، يُذكر أن 15 ألفاً من جنود الجيش الأحمر قتلوا خلال عشر سنوات من الحرب في أفغانستان (1979 - 1989). يستخدم الجانب الأوكراني عبارات مثل «مجزرة» و«أهداف للمدافع» لدى الحديث عن الاستراتيجية الروسية القائمة على إرسال مجندين لم يحصلوا على تدريب كافٍ إلى الجبهة في مواجهة الدفاعات الأوكرانية القوية. كما انضم آلاف السجناء الروس إلى صفوف مجموعة «فاغنر» المسلحة، ويراقبهم عناصر آخرون عن قرب، مانعين إياهم من التراجع، حتى في مواجهة أهداف منيعة، كما تقول كييف وشركاؤها. أوقعت الهجمات الروسية المتعددة خسائر جسيمة في الجانب الأوكراني. وهو ما يتضح من كثرة الأعلام الصفراء والزرقاء المنصوبة في المقابر.

- حصيلة مدنية رهيبة

في ماريوبول، المدينة الساحلية في الجنوب الأوكراني، تحوّلت المباني إلى هياكل سوداء، وكانت الجثث تغطّي الشوارع بعد ثلاثة أشهر من القصف الروسي. وأحصت كييف أكثر من 20 ألف قتيل مدني أوكراني في المدينة. في الإجمال، يُقدّر أن 30 إلى 40 ألف مدني قتلوا في الحرب، وفقاً لمصادر غربية. في نهاية يناير، قدّرت الأمم المتحدة عدد القتلى والجرحى بنحو 18 ألفاً، مع الإقرار بأن «الأرقام الفعلية أعلى بكثير». وأعلنت كييف أن بين القتلى أكثر من 400 طفل. وذكرت الأمم المتحدة أن معظم الضحايا قتلوا في القصف الروسي. كما حصل في دنيبرو حيث قتل في منتصف يناير ما لا يقل عن 45 شخصاً بينهم ستة أطفال عندما ضرب صاروخ عابر مبنى سكنياً. ونفى الكرملين مسؤوليته عن الضربة. وتقول كييف إن هناك ألغاماً مزروعة في 30 في المئة من الأراضي الأوكرانية. وتتهم منظمة «هيومان رايتس ووتش"، كييف بأنها زرعت أيضا ألغاماً في منطقة إيزيوم في الشرق. هذه الألغام، وإن كانت أقل فتكاً في الوقت الحالي، خطيرة جداً على المدى الطويل وتستغرق إزالتها عقوداً، وفق خبراء.

- جرائم حرب

ستظلّ صور الحرب في أوكرانيا محفورة في الذاكرة: «جثث مدنيين بعضهم مقيّد اليدين خلف ظهورهم متناثرة في أحد شوارع بوتشا، بالقرب من كييف، بعد انسحاب القوات الروسية منها في أبريل. لعبة من الفراء مغطاة بالدماء خارج محطة كراماتورسك للقطارات، بينما كان آلاف المدنيين يحاولون الرحيل من المنطقة. قصف مستشفى للولادة في ماريوبول في مارس، وصورة امرأة حامل تم إجلاؤها على نقالة لكنها لم تنجُ». أبلغ عن نحو 65 ألف حالة قد ينطبق عليها وصف جرائم حرب، وفقاً لمفوض العدل في الاتحاد الأوروبي ديدييه رايندرز. نُسبت إلى القوات الروسية عمليات إعدام واغتصاب وتعذيب وخطف أطفال، أعلنت كييف أن أكثر من 16 ألفاً منهم نُقلوا إلى روسيا أو إلى منطقة خاضعة للسيطرة الروسية. واتهم محقّقو الأمم المتحدة في سبتمبر روسيا بارتكاب جرائم حرب «واسعة النطاق». كما اتُهمت أوكرانيا بارتكاب جرائم حرب ضد أسرى روس. فتحت المحكمة الجنائية الدولية في 2 مارس 2022 تحقيقاً في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا. وبدأت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً في الثاني من مارس 2022 حول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا.

- جبهة ممتدة على 1500 كلم

يستحضر الوضع في شرق أوكرانيا الغارق في الحرب والدماء صور الحرب الكبرى. «جنودا منهكين في قاع الخنادق الموحلة، وقصفا مدفعيا متواصلا، وحفرا ضخمة خلفتها القذائف، ومشاهد مدن وقرى مدمرة تبعث على الرعب...». يمتد خطّ الجبهة «النشط» على طول 1500 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب في شرق أوكرانيا، بحسب قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني. ومن بين النقاط الساخنة، باخموت، التي يصفها المقاتلون الأوكرانيون بأنها «جهنم على الأرض» وحيث تدور معركة دامية منذ الصيف، وحيث تتقدّم القوات الروسية ومقاتلو مجموعة «فاغنر» متراً بعد متر، منذ أسابيع. مازال بضعة آلاف من المدنيين يعيشون في المدن التي تتعرّض للقصف مختبئين في الأقبية، من دون ماء أو كهرباء، معتمدين على المساعدات الإنسانية التي يقدمها متطوعون شجعان. خلف الجبهة، لا تسلم مدن مثل كراماتورسك من الضربات القاتلة. أما المناطق التي تم تحريرها خلال الهجوم الأوكراني المضاد في الخريف، فهي مدمّرة تماماً، ويمكن أن تسقط في أيدي الروس. تحتل القوات الروسية نحو 18 في المئة من أوكرانيا، لكن وفقاً للجنرال زالوجني، استعادت كييف 40 في المئة من الأراضي المحتلة بعد غزو 24 فبراير.

- اقتصاد منهار

مبانٍ مدمرة ومصانع أغلقت وبنية تحتية منهارة: تنتشر مثل هذه الصور من جميع أنحاء جنوب وشرق أوكرانيا حيث يتركز القتال منذ أن فشلت القوات الروسية في السيطرة على كييف في أبريل. التكلفة هائلة بالنسبة لأوكرانيا التي تقلّص ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 35 في المئة في عام 2022، وفقاً للبنك الدولي. وقدّرت أكاديمية كييف للاقتصاد في يناير الأضرار بنحو 138 مليار دولار، بالإضافة إلى 34.1 مليار دولار هي خسائر القطاع الزراعي. وأحصت منظمة «اليونيسكو» من جانبها تضرّر أكثر من 3000 مدرسة و239 موقعاً ثقافياً. منذ سبتمبر، استهدفت موسكو بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة. وبحلول ديسمبر، كان نصف منشآت أوكرانيا تقريباً في هذا القطاع متضرراً، ما أدّى إلى إغراق الأوكرانيين في الظلام والبرد.

- اللاجئون

تسبّب القتال، وفقاً للأمم المتحدة، بمغادرة ما يقرب من ثمانية ملايين شخص أوكرانيا ونزوح ستة ملايين آخرين داخلياً. تستضيف بولندا أكثر من مليون من اللاجئين الأوكرانيين، ما يجعلها أول دولة مضيفة لهم. يقول المسؤولون المعينون من سلطات الاحتلال الروسي إن ما لا يقل عن خمسة ملايين أوكراني غادروا بلادهم إلى روسيا. لكن كييف تتحدث عن «إجلاء قسري».

- المساعدات العسكرية الغربية

في أبريل، عبرت مواكب من المركبات العسكرية الأوكرانية التي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفياتية ويعد بعضها تحفاً حقيقية، أوكرانيا باتجاه دونباس في الشرق. طالبت كييف الغرب بتزويدها بمعدات حديثة في مواجهة الهجوم الروسي. في نوفمبر، قدّر معهد البحث الألماني كيل (Kiel) بنحو 37.9 مليار يورو قيمة المعدات العسكرية التي وعد شركاء كييف بتقديمها لها. ويعتقد أن قاذفات «هيمارس» الأميركية الصاروخية المتعددة التي يبلغ مداها 80 كلم والمتفوقة على المعدات الروسية، أسهمت في التقدّم الكبير الذي سجلته قوات أوكرانيا في الخريف وفي استعادتها مساحات شاسعة من أراضيها في مناطق خاركيف في الشمال الشرقي وخيرسون في الجنوب. في يناير، قرّر الغرب تسليم كييف دبابات ثقيلة، بعد أن تردّد في ذلك فترة طويلة. وتطالب أوكرانيا بتزويدها بمقاتلات.

خمس محطات رئيسية في الصراع

الراي... باريس - أ ف ب - من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، إلى إعلان الغرب عن إرسال دبابات إلى كييف، خمس محطات رئيسية في نزاع مميت لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ عام 1945.

- غزو واسع النطاق

فجر 24 فبراير، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين«عملية عسكرية خاصة»من أجل«نزع سلاح»أوكرانيا والقضاء على«النازيين»فيها. أكد أنه يريد الدفاع عن«جمهوريتي»لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا اللتين أعلن استقلالهما ورعى الحرب التي خاضتها فيهما القوات الموالية لروسيا ضد كييف طيلة ثماني سنوات. بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء البلاد، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا، حليفة موسكو، في الشرق والجنوب. أثار الهجوم الروسي، بعد شهور من التوتر والجهود الديبلوماسية لتجنب الحرب، سيلاً من الإدانات الدولية. فرض الغرب سلسلة من العقوبات الاقتصادية على روسيا تم تشديدها بمرور الوقت. وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الاتحاد الأوروبي تسليم أسلحة لأوكرانيا وأرسلت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية.

- رعب في بوتشا

في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، بالإضافة إلى بلدات حول كييف في وسط شمالي البلاد. لكن محاولتها السيطرة على العاصمة اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. في الثاني من أبريل، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد«الانسحاب السريع»للقوات الروسية التي أعادت انتشارها في الشرق والجنوب من أجل«الحفاظ على سيطرتها»على الأراضي التي تحتلها هناك. في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين اعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. أثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.

- سقوط ماريوبول

في 21 أبريل، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف الذي كانت تحاصره قواته وتقصفه منذ أوائل مارس ما أدى إلى قطع الإمدادات الحيوية والمياه والكهرباء والتدفئة. سمحت السيطرة على هذه المدينة لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من شبه جزيرة القرم - شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو في عام 2014 - والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن ما يقرب من 2000 مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى منتصف مايو قبل الاستسلام. أعلنت كييف أن 90 في المئة من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.

- هجمات أوكرانية مضادة

في بداية سبتمبر، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب قبل أن يحقق اختراقاً مفاجئاً وخاطفاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي، ويرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف التي كانت مسرحا لمعارك عنيفة. في الجنوب، هدفت العملية إلى استعادة خيرسون الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبر والعاصمة الإقليمية الوحيدة التي سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الغزو. خطوة بخطوة، استعاد الجيش الأوكراني المزود بأنظمة عسكرية غربية عشرات البلدات، وقصف بلا توقف مستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد الروسية في المنطقة. في 18 أكتوبر، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر، بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في«يوم تاريخي»كما وصفه زيلينسكي.

- شتاء مظلم

منذ أكتوبر، قصفت روسيا بشكل منهجي محطات الطاقة والمحولات الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة، فغرق السكان في الظلام والبرد القارس. في يناير، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من قوات مجموعة فاغنر شبه العسكرية ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة خشية إثارة تصعيد، قرر الأميركيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. لم تعلن روسيا وأوكرانيا عن أعداد موثوقة لخسائرهما منذ شهور. وحسب تقديرات النروج، خلفت الحرب في أوكرانيا ما يقرب من 180 ألف قتيل وجريح في صفوف الجيش الروسي و100 ألف في الجانب الأوكراني، إضافة إلى مقتل 30 ألف مدني.

مدنيو أفدييفكا في مرمى النيران منذ عام 2014

ساعات من حياة سكان مدينة أوكرانية قرب جبهة القتال

الراي... أفدييفكا (أوكرانيا) - أ ف ب - وجد المدنيون في أفدييفكا شرق أوكرانيا أنفسهم في مرمى النيران بين القوات الأوكرانية وتلك الموالية لروسيا منذ عام 2014. ولكن مع بدء الغزو الروسي قبل عام، تحولت هذه المدينة الصناعية المزدهرة إلى مدينة مهجورة. السكان القلائل الذين ظلوا فيها، من بين 30 ألفاً كانوا يسكنونها قبل الحرب، يختبئون اليوم في أقبية المباني من دون ماء أو كهرباء، خوفاً من أن يموتوا في التراشق المدفعي الذي لا يهدأ.

أمضى فريق من«فرانس برس»صباح يوم 8 فبراير في أفدييفكا.

- النار والماء

- 08:39. مازال حريق نشب في شقة في شارع كومالانا مشتعلاً بعد هجوم صاروخي خلال الليل. يتصاعد دخان رمادي كثيف من نافذة تطل على سلم المبنى وتفرقع ألسنة اللهب. لا يوجد رجال إطفاء، ويتوقع السكان أن يخمد الحريق من تلقاء نفسه فيما يتساقط الحطام المتفحم وشظايا الزجاج بهدوء على الثلج الذي يغطي الطريق.

- 08:42. منذ طلوع الصباح، قبل ساعتين، أمضى السكان وقتهم في ملء زجاجات المياه من أنبوب عام. كما لو أن خطر إطلاق قذائف الهاون والصواريخ من الجانبين ليس كافياً، تناقل السكان نبأ وفاة امرأة مسنة جراء تسممها بأول أكسيد الكربون الناجم عن أبخرة موقد حطبي سيئ التهوية.

- 09:09. يتهيأ أندريه البالغ من العمر 51 عاماً للمغادرة. قال وهو يمسك عقداً به صليب:«خذه. سيحميك».

- 09:28. يجلس أولكسندر لوغوفسكيخ البالغ من العمر 35 عاماً على حافة سريره في شقة بالطابق الأول يعيش فيها مع قطته توسيك. يضيء الغرفة ضوء خافت ويسحب الشاب النحيل نفساً طويلاً من سيجارته غير آبه بالأبخرة الخانقة التي تتصاعد من موقد الطبخ. لكسب عيشه، يقوم أولكسندر بإصلاح المناشير خلال النهار. يشرح قائلاً:«بعد الثانية بعد الظهر، يكون اليوم قد انتهى. لا شيء أفعله. في الرابعة بعد الظهر، يحل الظلام». في الخارج، أدت الرياح الجليدية إلى خفض درجة الحرارة إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر. يقول أولكسندر، وهو عامل بناء سابق، إن حرارة الموقد تجعل الوضع محتملًا خلال النهار. أما في الليل، فلا يستخدمه. إنه لا يفهم معنى هذه الحرب. يقول وهو يهز كتفيه«هذه معارك بين سياسيين لإظهار من هو الأقوى».

- الوقود

- 10:22. تجلس سفيتلانا البالغة من العمر 49 عاماً في متجر أفدييفكا الوحيد منذ الصباح الباكر وسط كومة من المصابيح والأحذية وشواحن الطاقة الشمسية، تستمع إلى الراديو. تقول المرأة«في المتوسط، يأتي نحو ثلاثة عملاء في اليوم... هذا يكفي بالنسبة لي لكسب بعض المال. لا أريد الاعتماد على المساعدات».

- 10:56. بالقرب من السوق الذي تعرض للقصف، يتجمع السكان في مدخل مبنى سكني. يستخدمون مولداً لشحن الهواتف المحمولة. في الخارج، يرفعون الهواتف باتجاه السماء علهم يلتقطون إشارة. في بعض الأحيان ينجحون في ذلك. على بعد خطوات قليلة، تجمع ليوبوف ستيبانوفا البالغة من العمر 71 عاماً جذوع الأشجار والفحم. جرّت عربة مكسورة على الثلج من قبو تتشاركه مع 20 من جيرانها. قالت المرأة التي عملت في مصنع أفدييفكا للفحم والمنتجات الكيماوية«كنا 50 شخصاً، لكن كثيرين غادروا». - 11:02. في القبو الذي تعيش فيه ليوبوف والخالي من النوافذ، تعمل تيتيانا وعمرها 68 عاماً على تدليك أصابع غالينا المصابة بالتهاب المفاصل والممددة على سرير بالٍ.

- اكتئاب

- 12:31. توقف فيتالي سيتنيك البالغ من العمر 55 عاماً قليلاً عن العمل في مستشفى أفدييفكا المركزي، وقد وشت الدوائر السوداء تحت عينيه بالأيام والليالي التي يقضيها بلا نوم. قال إن معظم الموظفين غادروا العام الماضي بسبب القصف العنيف. إنه الطبيب الوحيد المتبقي منذ أكتوبر. على الرغم من القصف، مازالت الإمدادات تصل إلى العيادة الواقعة على بعد كيلومتر واحد من الخطوط الروسية. دوي انفجار قذائف الهاون يهز زجاج النوافذ. يشبك يديه معاً. قال«الناس مُجهدون. يأتون ويطلبون مضادات اكتئاب وأقراصاً منومة. أعطيهم، بصفتي طبيباً. لكني أقول لهم: لكي تناموا، عليكم أن ترحلوا». في الخارج، أشعل سيجارة وأشار إلى الدمار الذي لحق بطابقين من المستشفى الذي لا يعمل سوى الطابق الأرضي منه.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,601,941

عدد الزوار: 6,903,482

المتواجدون الآن: 83