إعلام الاتهام المباشر... والاعتذار المتأخر..

تاريخ الإضافة الخميس 23 تشرين الأول 2008 - 11:27 ص    عدد الزيارات 1539    التعليقات 0

        

مدير المركز - حسان القطب

من الملاحظ أن بعض وسائل الإعلام المرئية منه أو المقرؤة قد دأبت ومنذ فترة ليست بالقليلة وإن صح التعبير والوصف والإشارة منذ بداية الأزمة اللبنانية ..أي منذ استشهاد الرئيس الحريري في شباط من العام 2005م، هذه الوسائل دأبت على إصدار الأحكام والتحليلات والإشارات بالاتهام طوراً أو بالتورط أحياناً .... وثابرت على إتباع أسلوب وعبارات معينة ومميزة توحي بالصدق مع التأكيد على دقة المعلومات مثل....الصحيفة الفلانية تكشف...أو تفضح.... أو تحقيق ينشر لأول مرة... وهذه العبارات تستعمل في العناوين الرئيسية للجريدة ...أو في مقدمة البرامج الإخبارية التي يتحفنا بها بعض إعلاميي هذه المحطات... وإذا ما طالعنا الخبر نفسه أو استمعنا إليه بتمعن وجدنا حقيقة أنه لا يتعدى كونه إلقاء للاتهام جزافاً أو إطلاقاً لشائعة تستدعي تدقيقاً، أو أنه عبارة عن تحليل غير موضوعي يستهدف جر الانتباه إلى أماكن معينة ونحو جهات محددة وخدمة لمحور معين لا يستهدف إلا إشاعة الخوف وعدم الثقة وزرع الفتنة والشقاق بين المواطنين وبين القوى السياسية وبين أبناء الطوائف والمذاهب التي تشكل نسيج هذا الوطن...
ولو عدنا لمطالعة هذه الصحف في اليوم التالي لوجدنا عدداً من التكذيبات والتفي والمراجعات الصادرة عن الجهات التي تم اتهامها أو استهدافها في النشرة التي صدرت في اليوم الذي سبق... وهي توازي في عددها عدد الاتهامات ورداً على مضمون وطبيعة المعلومات التي نشرت في اليوم الذي سبق، ولكن في مربعات صغيرة، تنشر ضمن حق الرد الذي يكفله القانون، ولكن بشكل لا يتناسب مع حجم العناوين التي سبق  وصدرت على صفحات هذه المنشورات في اليوم الذي سبق، ولا مع العناوين التي استهلت بها مقدمات النشرات الإخبارية في هذه المحطة التلفزيونية أو تلك... ولكن تذاع في سياق النشرة... وكأن الهدف من نشر الأكاذيب والإشاعات والمعلومات المغلوطة قد حقق هدفه وأنجز مهمته.... وما جرى مع العلامة القرضاوي، خير دليل وبرهان...
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، أي مستقبل لهذا الإعلام في هذا الوطن الذي كانت تعتبر فيه صناعة الإعلام نموذجاً يحتذى، ومثالاً يقتدي قبل أن يدخل عليه من هم مجرد كتبه في مدارس مخابراتية تمول بالمال النظيف لتنشر الكلام القبيح، ويكفي أن نشير إلى استهداف منطقة وسكان وأهل الشمال مثالاً على ذلك...
كيف يمكن لهذا المواطن اللبناني أن يعيش في هدوء وسكينة وفي سلام ووئام وبعض الإعلاميين يشير بالاتهام لمنطقة لبنانية كاملة بكل ما فيها من مكونات بشرية متفاوتة في الانتماء والاعتقاد والالتزام والارتباط..
 وكيف يمكن للعيش المشترك والسلم الأهلي أن يستقر ويتنامى ويتفاعل وبعض الإعلام لا يرى في بعض المكونات الأساسية لهذا الوطن إلا صورة الإرهاب والتكفير والارتباط بأسماء وهمية ومجموعات لا وجود لها..إلا في مخيلة من يسعى الى ضرب الاستقرار والسلم الأهلي...
 وكيف يمكن أن نشعر أن الاستقرار من الممكن أن يعم أرجاء هذا الوطن وبعض الأطراف يمتلك السلاح ويجاهر بتكديسه وتخزينه لمحاربة العدو الصهيوني والمشروع الأميركي في حين أن مرجعياته الدولية والإقليمية تفاوض أرباب هذا المشروع في السر والعلن، وتقدم القرابين أحياناً لتأكيد مدى صدقها ومصداقيتها وعمق التزامها بهذا التوجه... وتتوسط البعض لتسريع هذا الأمر..
وكيف يمكن لهذا الكيان أن يستقر وأحد الأطراف الممسكة بناصية بعض الأزلام والقوى يقود حملة شعواء تستهدف إضعاف موقع رئاسة الوزراء في صلاحياته ومؤسساته وحضوره.... ويطلق في حقه جملة من الافتراءات والاتهامات الباطلة...
وكيف يمكن لهذا الوطن أن ينتقل من حالة القلق إلى شاطئ الأمان وقد أصبح لدينا اليوم مسؤولين أمنيين حزبيين ولجان أمنية حزبية تمارس أدواراً معينة، وتوجه تحذيرات وتوجيهات، وتقوم بزيارات تحت هذه الصفة وتحت هذا المسمى إلى مرجعيات سياسية ورسمية ...
بعض الإعلام اليوم يعكس التوجهات السياسية الحقيقية لهذه القوى التي لا تريد خيراً بهذا الوطن، والاستمرار في كتابة العناوين الكاذبة، على الصفحات الأولى، وإطلاقها في مقدمة البرامج السياسية والإخبارية، يؤكد عدم صدقية وجدية توجهاتها في السير على طريق المصالحات والسعي لتخفيف الاحتقانات والتشنجات والانتقال إلى بناء مشروع الدولة لا الدويلة.... 
 
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,152,781

عدد الزوار: 6,757,453

المتواجدون الآن: 123