نحو جبهة وطنية لانقاذ لبنان...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 تشرين الأول 2018 - 12:19 م    عدد الزيارات 1270    التعليقات 0

        

نحو جبهة وطنية لانقاذ لبنان...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

كل مواطن لبناني يشعر بعمق الازمة السياسية والاقتصادية التي تضرب مفاصل لبنان من شماله الى جنوبه، وكل حريص على استقرار لبنان وديمومته، يدرك ان الازمة السياسية هي نتاج هيمنة سياسية وامنية تفرض شروطاً وتمنع مواقف وتمارس تسلط... إذ منذ العام 2005، وعند كل استحقاق دستوري باستثناء انتخاب رئيس مجلس النواب الذي هو الثابت الوحيد في المشهد اللبناني يمر لبنان بمخاض عسير وعقبات لا يمكن تجاوزها الا حين يريد اللاعب الاقليمي ومن معه من قوى الداخل، واعني هنا الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر..؟؟؟؟ وبعملية حسابية بسيطة يتبين لنا ان عدد السنوات التي كان فيها لبنان دون حكومة فاعلة ورئيس جمهورية منتخب او انه يعاني من الفراغ الدستوري والحكومي، تعتبر اكثر من عدد السنوات التي عشنا فيها استقرار عمل المؤسسات لا اكثر، بغض النظر عن فاعليتها.. والعقبات المفتعلة لتعطيلالانتخاب او تشكيل الحكومة كثيرة، والا ما معنى المطالبة بان تكون القوى المعارضة من ضمن التشكيلة الحكومية..؟؟؟...فقد ورد في جريدة الجمهورية..ما يلي: "تؤكد أوساط هؤلاء النواب (سنّة 8 آذار) أنهم تلقّوا تطمينات وتأكيدات من قبل «حزب الله» بأنهم سيكونون ممثلين في الحكومة، وحتى لا حكومة من دون تمثيلهم. خصوصاً انّ الانتخابات النيابية أظهرت انّ لهؤلاء شريحة شعبية واسعة لا يجوز تجاهلها أو القفز فوقها"... كما يبدو فإن المعارضة اتي يجب ان تكون ضمن الحكومة هي فقط من ضمن الطائفة السنية..؟؟؟ كما يريد حزب الله..؟؟؟ لان هذه الطائفة ووجودها ودورها وحضورها يعتبر مشكلته الاساسية والعقبة الصعبة امامه لوضع يده على لبنان ومؤسساته....؟؟؟؟... الفريق الحكومي يجب ان يكون متجانس..ويشكل خلية عمل لادارة شؤون البلد ومعالجة ازماته، لان حفظ الوطن لا يكون بتوزير كل من يريد ويرغب..؟؟؟ وهذا المطلب الذي يرفعه حزب الله يفرض ويطرح عددا من الاسئلة:

  • اذا كان حزب الله يمثل سياسيا توجه هذا الفريق السني فما هي اهمية توزير احدهم..وما هي القيمة المضافة لهذا التوزير سوى التعطيل واضعاف فريق على حساب فريق..؟؟؟
  • كيف سيتم الاتفاق على البيان الوزاري اذا كانت الموالاة والمعارضة متمثلة في حكومة واحدة وكل فريق منها يحمل توجهاً توجهاً مختلفاً بل ومناقضاً للاخر..
  • الرئيس عون والتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل يمثل وجهة نظر الفريق الذي يطالب حزب الله بتوزيره، فإما ان يتم تشكيل حكومة تسير على نهج الرئيس عون، وحينها على الرئيس المكلف ان يعتذر وتكليف ثخصية اخرى، او ان يلتزم من قام بتسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة بتشكيلته الحكومية المقترحة، ومحاسبته على ادائه الحكومي وسياسته التنفيذيه ايجاباً بتاييدها ودعمها او سلباً باسقاطها في مجلس النواب اذا كان هذا هو الحل..؟؟
  • هل الرغبة في التوزير سببها ضعف التمويل الخارجي، فاصبح المطلوب مواقع وزارية لتمويل الحلفاء بتقديم الخدمات مقابل دعم السياسات الداخلية والخارجية لحزب الله..؟؟
  • هل يتم التهجم على الرئيس السنيورة من قبل وزير العدل جريصاتي، لانه وضع النقاط على الحروف وكشف حقيقة المشكلة السياسية والحكومية، والاستقواء بسلاح الميليشيات بهدف محاولة اعادة عقارب الساعة الى الوراء لالغاء اتفاق الطائف ومبدا المناصفة، لتكريس مفهوم المثالثة الذي نعيشه اليوم..؟؟؟؟

إن طرح حزب الله بتوزير المعارضة ينم اما عن جهل بالاصول الديمقراطية، وهذا احتمال ضعيف، او عن رغبة في تعطيل عمل الحكومة من الداخل عبر زرع ادوات تفجيرها من داخلها..؟؟؟؟ وبادوات من نفس الطائفة حتى لا ينقسم البلد طائفيا ومذهبياً وهذا منطق اصبح ممجوجاً لان سياسة التذاكي هذه اصبحت مضحكة وكل مواطن يعرف ارتباط بعض الشخصيات والادوات وحجم تمويلها ومن يقوم بادارتها...إن سياسات حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر التي تؤدي الى تعطيل مصالح الناس الاقتصادية وتهميش لبنان سياسياً يبدو ان الهدف منها اضعاف حضور لبنان الاقليمي والدولي وابقائه ساحة صراع وتجنيد للميليشيات وتهديد وتهويل...للدول العربية.. من هنا نرى ان التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بتدمير لبنان او قصفه او تغيير واقعه لا يمكن ان نتجاهلها او المرور عليها مرور الكرام، فتصاعد التهديدات، يواكبه سياسة داخلية لا تؤدي الى تعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم الداخلي، وسياسة خارجية غير واضحة المعالم وغير واضحة الاهداف، بحيث انها تخدم الاطماع الاسرائيلية او تبرر تهديداتها اكثر مما تشكل اداة ضغط لحماية لبنان ولمنع اسرائيل من تنفيذ العدوان عبر اقامة علاقات دولية واقليمية تحمي لبنان من الغطرسة الاسرائيلية وتهديداتها المستمرة...

لا حل للبنان الا بتشكيل جبهة خلاص وطني لبناني حقيقة تضم كافة المكونات اللبنانية، مع وضع رؤية وطنية جامعة، وخارطة عمل حقيقية لانقاذ لبنان من هيمنة ميليشيات الثنائي الشيعي وغطرسة التيار الوطني الحر ..؟؟؟

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,090,112

عدد الزوار: 6,752,232

المتواجدون الآن: 112