هل تتواجه الطائرات الاميركية التي تمتلكها مصر مع تلك التي تستخدمها تركيا..؟؟...

تاريخ الإضافة الأحد 21 حزيران 2020 - 6:43 م    عدد الزيارات 1257    التعليقات 0

        

هل تتواجه الطائرات الاميركية التي تمتلكها مصر مع تلك التي تستخدمها تركيا..؟؟...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.... حسان القطب....

التدخل المصري في العراقن كان سابقاً على التدخل التركي مع تاييد مصر للجنرال خليفة حفتر الذي رفض الاعتراف بالحكومة المعترف بها دولياً بتاييد مصري واضح... كذلك فإن التدخل التركي في ليبيا كان له اندفاعه كبيرة تركت اثراً واضحاً على مجريات المعارك بين الفريقين ... مما ادى الى تطور الصراع وتحوله من صراع ليبي – ليبي الى صراع اقليمي... مع تدخل مصر وتركيا... وصراعاً دولياً مع موقف الاتحاد الاوروبي الذي يخشى من تطور الوضع الليبي الى الاسوء.. وتدخل روسيا في تاييد الجنرال خليفة حفتر مما يعطي روسيا موطيء قدم على الساحل الليبي.. وهذا اثار قلق الولايات المتحدة التي استفادت من تدخل تركيا لاعادة التوازن ودفع كافة الاطراف الى طاولة التفاوض...

لذلك فإن إن احتمال نشوب حرب بين تركيا ومصر على الاراضي الليبية يبقى احتمال ضعيف لاسباب كثيرة...وكذلك نتمنى ان لا تقع هذه الحرب.. لما لها من تاثيرات سلبية على الواقع المصري والتركي واضعاف لدولتين بالغتي الاهمية في منطقة الشرق الاوسط ولهما دور اقليمي بالغ الاهمية... ويبقى ان هناك بعض العوامل التي تمنع وقوع حرب او تضعف احتمال نشوبها ويجب الاضاءة عليها...

إذ من المعلوم ان معظم سلاح الجو التركي هو صناعة اميركية، طائرات (اف 4، واف 16) ، واستخدامها خارج الاراضي التركية او في اية حربٍ يتطلب موافقة من الادارة الاميركية، وكذلك ينطبق الامر عينه على سلاح الجو المصري، حيث يمتلك عدد لا باس به من الطائرات الاميركية الصنع الى جانب مجموعة من الطائرات الحربية الاوروبية والفرنسية بشكلٍ خاص، واخرى روسية...

لذلك فإن احتمال موافقة الولايات المتحدة على استخدام طائراتها سواء من قبل تركيا او من قبل مصر في حربٍ مفترضة، ومواجهة باسلحة اميركية بين الفريقين قد تشكل إحراج بالغ للصناعة الحربية الاميركية، وكذلك فإن روسيا لا مصلحة لها بان تستخدم مصر طائراتها (ميغ وسوخوي)في مواجهة مع تركيا التي تستخدم صواريخ روسية الصنع وهي منظومة (اس 400) التي تستخدم لمواجهة الطائرات المعادية....

مشاكل تواجه كل من مصر وتركيا...

مصر تعاني من المشاكل التالية:

تواجه مصر صعوبات بالغة منذ سنوات وبوادر التعافي تراجعت مع انتشار وباء كورونا واجراءات الوقاية التي تركت آثاراً سليية على نمو الاقتصاد المصري وعلى عودة النهوض المرتقب رغم دعم صندوق النقد الدولي لللاقتصاد المصري...

إذ في 7/6/2020.... أعلن البنك المركزي المصري، أن الاحتياطيات الأجنبية في البلاد انخفضت إلى 36.0037 مليار دولار في نهاية مايو/آيار 2020.....إن حجم الاحتياط النقدي المصري

كذلك فإن مصر التي يبلغ عدد سكانها اكثر من 100 مليون نسمة تواجه ازمة حقيقية مع دولة اثيوبيا التي تسعى لتخفيض حصة مصر من مياه نهر النيل... مما قد يترك آثاراً سلبية على مستقبل مصر الزراعي كما الاجتماعي والاقتصادي ايضاً... والمفاوضات مع اثيوبيا لم تسفر عن نتيجة حتى الان... والامور تتجه نحو التصعيد ومزيد من التأزم...

ايضاً مصر تشعر ان دولة السودان التي تقع جنوبها لم تستقر بعد والقلق الامني والفوضى السياسية والتراجع الاقتصادي لا زال يسود دولة السودان التي ترتبط مع مصر بحدود ومصالح مشتركة...اذا مصر محاطة بدول غير مستقرة اضافة الى المشاكل الامنية الداخلية..

إذ ان مصر تعاني ايضاً من مواجهات مستمرة في شبه جزيرة سيناء مع مجموعات مسلحة بين الحين والاخر

مصر تتابع بشكل حثيث وضع قطاع غزة وتعمل على تبريد المواجهات التي تحصل بين الحين والآخر بين حركة حماس واسرائيل....

إذاً هناك جملة وقائع ومعطيات داخلية وخارجية وشروط موضوعية لا تسمح لمصر بخوض حربٍ برية او جوية قد تؤدي الى انهيار اقتصادي ..

في المقابل فإن تركيا تعاني مما يلي:

مشاكل داخلية مع تطور ونمو قوى المعارضة وخروج قوى مؤثرة من حزب العدالة والتنمية في موقف معارض لسياسات الرئيس اردوغان...الداخلية والخارجية...

لا زالت تركيا تلاحق مجموعات (غولن) المتهم بالقيام بالانقلاب الفاشل عام 2016...وهي موجودة ومنتشرة في قطاعات واسعة من الادارة التركية كما في القطاع الاقتصادي والتربوي والامني والقضائي كما تذكر الحكومة التركية..

تواجه تركيا ثورة كردية في اجزاء من تركيا وتعمل على اخمادها وتستهلك جزءاً من قدرات تركيا العسكرية والموارد الاقتصادية

يتراجع الاقتصاد التركي، مع تراجع قيمة العملة التركية وارتفاع التضخم وغلاء الاسعار وهبوط معدل الدخل الفردي..

يوجد عدد كبير من النازحين السوريين في تركيا وهذا يتطلب رعاية تتحمل مسؤوليتها الدولة التركية التي تعاني من نفقات رعاية اللجوء..

بعضاً من قوات تركيا موجود في سوريا ويواجه صراعاً مسلحاً مع الميليشيات المؤيدة للاسد وتحاول تبريد الساحة السورية بالتعاون مع ايران وروسيا...

قوات تركية موجودة في شمال العراق المجاور لمواجهة ميليشيات كردية متهمة بالارهاب والتعاون مع حزب العمال الكردستاني الذي يطالب باستقلال كردستان...

بعض القوات التركية موجودة في دولة الصومال وتعمل على حماية المصالح التركية هناك

قاعدة عسكرية تركية موجودة في دولة قطر

التدخل التركي في عدد من الدول يكبد الخزينة التركية الكثير من النفقات اضافةً الى تصاعد المعارضة الداخلية التي تخشى من تفاقم الازمة الاقتصادية وتعرض الاقتصاد التركي الى مشاكل يصعب معالجتها لاحقاً وكذلك فإن سياسة تركيا هذه قد زادت من اعداء تركياعلى مستوى العالم وليس العكس....

من خلال هذه النظرة الاولية والسريعة نرى ان احتمال وقوع حرب بعيد جداً لكن يبقى احتمال وقوع مناوشات بسيطة ممكن ... ويؤكد عدم استعداد مصر للتورط في صراع مسلح هو ما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: "نحن مستعدون لتدريب شباب القبائل وتجهيزهم وتسليحهم تحت إشراف زعماء القبائل"، مؤكدا أن "مصلحة مصر الوحيدة في ليبيا أن تكون مستقرة وآمنة"... بهذا الخطاب حدد الرئيس المصري حجم التدخل المصري في ليبيا... ويبقى ان التحركات المصرية على الحدود هي استعراضية لا اكثر...

كذلك فإن تركيا تدرك انها ذهبت الى ليبيا لتحقيق مصالح اقتصادية ولا مصلحة لها في التورط في حربٍ قد تؤدي الى تدمير استنزاف اقتصادها ...من هنا نرى ان امكان او احتمال وقوع حربٍ على الساحة الليبية هو بعيد عن الواقع ... ويجافي منطق الاحداث والوقائع والامكانات والاهداف... لذا من المستبعد ان تتواجه الطائرات الاميركية الصنع التي تمتلكها تركيا او مصر مع بعضها البعض...في اجواء ليبيا...

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,554,100

عدد الزوار: 6,900,806

المتواجدون الآن: 92