الاخوان المسلمون وازدواجية النظرة والتعامل الايراني ...

تاريخ الإضافة الأحد 20 أيلول 2020 - 4:57 م    عدد الزيارات 891    التعليقات 0

        

الاخوان المسلمون وازدواجية النظرة والتعامل الايراني ...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب...

كان لافتاً خلال العقد الماضي طريقة التعامل الايراني مع حركة الاخوان الاسلامية، فهي تعتبر ان بعضها حليف، مثل حركة حماس في فلسطين، وحزب العدالة والتنمية في تركيا، وتتقرب من الجماعة الاسلامية في لبنان، وفي نفس الوقت تقاتل ايران حركة الاخوان في سوريا واليمن والعراق، وتعتبر انها حركات تكفيرية ومتطرفة ومتشددة... ؟؟؟ بالرغم من انها اي هذه الحركة هي على مستوى العالم العربي والاسلامي تعتبر حركة واحدة تحمل فكراً واحداً ونهجاً موحداً... رغم تعدد قياداتها الوطنية في مختلف الدول العربية والاسلامية، وبالتالي فإن التعامل معها يجب ان يكون على نفس المستوى مهما اختلفت الكيانات او الدول التي يتم فيها هذا النشاط..او حتى التسميات والالقاب..كما ان الحرص على الوحدة الاسلامية وتجنب الفتنة السنية – الشيعية...الذي تعلنه ايران باستمرار يتطلب اداءً مختلفاً وسلوكاً اكثر واقعية، وسياسة منهجية تحترم عقول القيادات والافراد والشعب... وهذا ما لا يتم ابداً..؟؟؟ وما يجري من وقائع يؤكد التناقض هذا...؟؟

من هنا فقد اشار مصدر اسلامي قيادي في حركة الاخوان الى ازدواجية التعامل الايراني مع الحركة الاسلامية، وحركة الاخوان بالتحديد...وذلك بعد ان قام بالاضاءة على ان حواراً جدياً تم التطرق اليه على ضوء السياسات الايرانية هذه والتي لم تعد مقبولة.. وذلك في لقاءٍ جمع عدد من قادة العمل الاسلامي، تم خلاله تقييم واقع الحركة الاسلامية وحركة الاخوان بشكلٍ خاص، وقد توقف بعضهم عند الدور الايراني الملتبس والمتناقض طويلاً وملياً، واشار الى انه يمكن القول الى ان الاداء الايراني يعتبر غير موثوق في التعامل مع هذه الحركة ومع الاسلاميين على الساحة العربية والاسلامية، ولا يمكن الاعتماد عليه او البناء على نتائجه، او ان يعتبر تحالف جدي لمواجهة المخاطر التي تواجه الامة.. والعمل لتوحيد الصف الاسلامي على مستوى العالم الاسلامي....والعربي ايضاً...بل إن بعضهم اشار الى ان ايران تحاول استغلال علاقاتها ببعض الحركات الاسلامية المحسوبة على حركة الاخوان لتحقيق اهداف تخدم ايران وسياساتها واستراتيجيتها وايضاً مصالح حلفائها وادواتها حصراً... لذا يشرح المصدر القيادي الاسلامي، جملة مواقف وسياسات وممارسات وارتكابات متناقضة ومتباينة قامت بها ايران ومن يدور في فلكها... وهي التالية...

تعلن ايران تاييدها لحركتي حماس والجهاد الاسلاميتين، العاملتين على الساحة الفلسطينية وتعتبرهما جزء من محور المقاومة.. الممتد من طهران وصولاً الى الحدود باعتبارهما رمزين مقاومين وهما يحملان فكراً اسلامياً اخوانياً دون شك...

تسعى ايران بقوة مباشرةً وعبر وسطاء تطوير علاقاتها مع دولة تركيا ومع حزب العدالة والتنمية، والزيارات المكوكية ناشطة... وتحالف الاستانة الذي يضم دولة روسيا وايران وتركيا ترك آثاراً سلبية على مستقبل الثورة السورية وطموحات الشعب السوري بالتحرر والخلاص من نظام الفساد والديكتاتورية المهيمنة...

زيارات كثيرة قام بها بعض من شخصيات مقربة من قيادات حزب الله وايران الى تونس للتواصل مع حركة النهضة وبناء علاقات تواصل معها.. لكنها لم تتنجح...

في لبنان تتواصل الاتصالات بين حزب الله اداة ايران وذراعها في لبنان والعالم العربي، والعالم باسره، مع قيادة الجماعة الاسلامية سراً وعلانية، لتطوير هذه العلاقات... تحت عنوان تجنب اي تداعيات سلبية لتدخل حزب الله ضد الشعب السوري... ومن المعلوم ان هذه القوى والحركات الاسلامية تحمل فكراً اسلامياً اخوانياً...

في المقابل.....

تعتبر ايران ان الثورة السورية هي نتاج قوى تكفيرية ومتطرفة ومتشددة، وتتدخل بقوة لضرب الشعب السوري وتشريده وتهجيره وتغيير واقعه ديموغرافياً واجتماعياً ومذهبياً وتطلق بحق الشعب السوري وفصائل الثورة والاخوانية منها بشكلٍ خاص اتهامات بالتكفير والتطرف والتشدد... وهنا يقول خامنئي: قتالنا بسوريا حرب على الكفر..... رابط الخبر...

https://www.aljazeera.net/news/international/2016/2/25/%D8%AE%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A6

(الجزيرة)... وصف مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي القتال الدائر في سوريا بأنه "حرب الإسلام على الكفر"، مشيرا إلى أن ما نعته بباب الشهادة قد فُتح من جديد. وجاءت تصريحات خامنئي على لسان الأمين العام لـمجلس صيانة الدستور أحمد جنتي في كلمة له خلال حفل تأبين 46 عسكرياً إيرانا قتلوا خلال الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة، بحسب وكالة فارس الإيرانية. ونقل جنتي عن خامنئي قوله "إذا لم يذهب الشباب للقتال في سوريا وإذا لم يقاتلوا هناك فإن العدو سيهاجم إيران وسيستهدف مدينة كرمانشاه وغيرها من المناطق الحدودية".

في العراق لا يختلف الامر ايضاً فإيران استثمرت في ضرب الوجود والحضور والدور السني في العراق، وتعرضت حركة الاخوان في العراق لضربات كثيرة من الحشد الشعبي الذي ترعاه ايران ويديره ويشرف عليه حزب الله ...

في اليمن، تعتبر ايران وذراعها (انصار الله) اي ميليشيا الحوثي الانقلابية، ان حركة الاصلاح الاخوانية حركة ارهابية تكفيرية.... في 24/8/2020، اصدرت عصابة الحوثي البيان التالي.... ظلال الهزائم تخيّم على ميليشيا الإصلاح وتحالف العدوان يحشد العشرات من القاعدة وداعش إلى مارب.... https://www.ansarollah.com/archives/367106 ... نص البيان كاملاً...

وهذا بعض مما ورد في البيان.... شكلت الهزائم المتتالية التي مُنيت بها داعش والقاعدة في عقر دارها خلال المعارك في الأيام الماضية لصالح القوات المسلحة اليمنية ، نتائج صادمة لحزب الإصلاح ولتحالف العدوان بقيادة السعودية وأمريكا، كما لعناصر التنظيمين الذين يقدر عددهم بالمئات، وينتشرون على طول خطوط القتال للدفاع عن مدينة مأرب.. يوم أمس أكدت القوات المسلحة اليمنية أن عملياتها بمحافظة البيضاء استهدفت أكبر وكر من أوكار العناصر التكفيرية الاستخباراتية التابعة لدول العدوان على مستوى الجزيرة العربية. تغيير في المعادلة... عقب عملية (البنيان المرصوص) في فبراير 2020م التي خيمت بظلالها مهددة معقل تحالف العدوان في مأرب، السلطة الإخوانية هناك تغدو ملاذاً لحزب الإصلاح للدفاع عن وجوده في المدينة، ومعادلات الميدان اليمني تتحول لصالح القوات المسلحة اليمنية ، الوضع المستحدث يدفع الإصلاح وقادة التحالف إلى رفع وتيرة الاعتماد على الجماعات المسلحة، إذ شهد الوضع تناميا ملحوظا لوجود القاعدة في مدينة مأرب في محاولة لإبقائها تحت سيطرتهم، حتى إن وجودهم هذا أضحى علنياً في شوارع المدينة، ولم يعد مقتصراً على المواقع العسكرية والجبهات إلى جوار مقاتليهم من مليشيا الإصلاح وما يسمى الجيش الوطني. وذكرت مصادر ميدانية بأن التنظيم حصل..(أ.ه)

يتساءل المصدر الاخواني بالقول، كيف يمكن ان تكون حركة الاخوان في لبنان وتركيا وتونس وفلسطين قمة في الاعتدال ويمكن التعاون معها، في حين انها تكفيرية وداعشية وتنهج سلوك القاعدة في كلٍ من اليمن والعراق وسوريا وغيرها....

ويخلص القيادي الاسلامي الى ان ما توصل اليه المجتمعون بعد جلسة التقييم للدور الايراني وعلاقة ايران بحركة الاخوان يقوم على ازداوجية المعايير وتحقيق هدفين اثنين:

اولاً .....ايران تريد ان تخيف العالم باسره من الحركة الاسلامية أي...(حركة الاخوان المسلمون) وانها اي ايران قادرة بحكم علاقاتها مع بعض تنظيماتها على ضبط ادائها كما في فلسطين، او ضربها كما في سوريا واليمن والعراق...؟؟؟؟ لذلك تقدم ايران نفسها على انها قادرة على ان تكون جزءاً لا يتجزأ من التحالف الدولي لمكافحة الارهب والتطرف والقوى التكفيرية السنية في العالم العربي والاسلامي... وهنا نورد ما قاله الرئيس روحاني خلال مكالمته الهاتفيه مع الرئيس الفرنسي هولاند، حين اعلن عن استعداد بلاده للتعاون في مكافحة الإرهاب التكفيري في أية نقطة من العالم، مما تلقاه هولاند بالإيجاب، مطالباً بتوحيد الصفوف من أجل مكافحة داعش في سوريا والعراق... وخلال كلمته أمام النواب، أعلن الرئيس هولاند عن استعداد بلاده للتعاون مع جميع المشاركين في مكافحة الإرهاب ، دون استثناء أحد، كما عبر عن نية بلاده لتوسيع دائرة التحالف ضد الإرهاب، مما يقوي احتمال انضمام إيران بالتحالف الدولي ضد داعش .

ثانياً ....في نفس الوقت تقدم ايران نفسها حليفاً اقليمياً للحركات الاسلامية وخاصةً حركة الاخوان عندما تتحالف او تدعم حركة حماس والجهاد الاسلاميتين لدغدغة مشاعر الشعب العربي والاسلامي المتعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة دون شك...او عندما تنفتح على بعض الحركات الاسلامية في لبنان او غيره من الدول العربي....والهدف هو التقرب منها للدخول الى نسيج مجتمعاتها وتخفيف الاحتقان الذي انتجه تدخل ايران وحزب الله في سوريا وغيرها من الدول العربية وايضاً لاحتضان هذه الحركات بسبب ما تتعرض له من ملاحقات في بعض الدول العربية...

ثالثاً... تستخدم ايران علاقاتها مع الحركات الاسلامية كورقة مزدوجة، فهي ورقة تهديد وقوة ممكن استخدامها عندما تريد لتهديد المجتمع العربي والدولي، كما جرى عندما احتضنت قيادات تنظيم القاعدة في طهران عقب حرب افغانستان كما اظهرت التحقيقات الدولية. او تساوم المجتمع الدولي على انها قادرة على ضبط اداء هذه الحركات لما تملكه من معلومات دقيقة وخبرات واسعة في تنظيم العلاقة مع هذه الحركة الاسلامية...او التعهد بوقف دعمها بالمال والعتاد مما يضعف دورها وحركتها ....؟؟

في نهاية الامر...ما يقوله المصدر المسؤول هو التالي... يجب على الحركة الاسلامية وحركة الاخوان بالتحديد ان تعيد النظر بعلاقاتها مع دولة ايران وادواتها وان ترسم مساراً سياسياً جديداً على الساحة العربية والاسلامية يتناسب مع الظروف والمستجدات الاقليمية والدولية ولا يسمح لاية دولة وخاصةً ايران بالتلاعب بمشاعر ومصالح العرب والمسلمين لاحباط المخطط الطائفي والمذهبي الذي تقوده ايران في العالم العربي.... انها الازدواجية بابشع واخطر مظاهرها وسلوكها ونتائجها...؟؟؟

 

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,573,926

عدد الزوار: 6,901,819

المتواجدون الآن: 111