الاهداف الاستراتيجية للاعتداءات التي تجري في دول اوروبية...!!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 3 تشرين الثاني 2020 - 7:06 ص    عدد الزيارات 2772    التعليقات 0

        

الاهداف الاستراتيجية للاعتداءات التي تجري في دول اوروبية...!!

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب...

من السهل ربط ما يجري من اعتداءات مسلحة على المواطنين الاوروبيين في بلادهم من قبل مهاجرين او نازحين او لاجئين عرب او مسلمين، بنشر صور مسيئة للنبي محمد (ص).... او رداً على مواقف سياسية او تدخلات مسلحة اوروبية في بعض دولنا العربية والاسلامية... ولكن ما يجري من اعتداءات مسلحة على مواطنين مدنيين اوروبيين له ابعاد استراتيجية اعمق وابعد واخطر بكثير مما يظن البعض، ولا بد لنا من القاء الضوء عليها وتوضيحها ولفت النظر اليها ووقف مفاعيلها او تعطيل اهدافها اذا امكن... هذا اذا تمكنا من فهم الابعاد الحقيقية لهذا المخطط، حينها يمكن العمل على تجنب تحقيق اهداف من يقوم بدفع هؤلاء الشباب الى القيام بهذه العمليات الاجرامية والتي لا ترتبط لا بالاسلام ومفاهيمه وثوابته، ولا بالسلوك الاسلامي الذي ينهى عن قتل الابرياء والمدنيين مهما كان دينهم او انتماءهم، إذ ربما من يقتلون من المدنيين دون وجه حق من قبل المسلحين، لا يعرفون لماذا تم قتلهم بهذه الطريقة ومن هي الجهة التي قتلتهم، واذا كان الدافع الانتقام من سياسات حكوماتهم فهم قد يكونوا معارضين ومعترضين ورافضين لهذه السياسات والمواقف والممارسات والارتكابات...

  • اوروبا بحاجة لايدي عاملة شابة، نتيجة التناقص السكاني وارتفاع معدل الاعمار في تلك الدول، وتفعيل الصناعة كما القطاع الزراعي يتطلب استقبال مهاجرين وحتى لاجئين من دول عديدة لتنشيط الاقتصاد واطلاق عجلة الانتاج...
  • إن دول العالم الثالث ودولنا الاسلامية كما غيرها تعاني من الفقر والتراجع الاقتصادي وبطء التقدم الصناعي والزراعي، وفرص العمل غير متوفرة، كما ان الزيادة السكانية تتزايد بشكل مضطرد وغير مسبوق، ونتيجة سوء الادارة في هذه الدول لا يرى الشباب فرصة لهم في بناء مستقبل زاهر ومنتج ومتطور ومختلف تماماً عما يعيشونه الا بالتوجه غرباً نحو الدول الاوروبية وغير الاوروبية للبحث عن فرص حياة افضل والخروج من سلطة انظمة حكم جائرة وغير معنية بخدمة مواطنيها وتنمية وتطوير ظروف حياتهم...
  • إن من يقوم بتهيئة الاجواء والامكانات للقيام بعمليات مسلحة فوضوية بالشكل، واجرامية بكل ما للكلمة من معنى، ولكنها في حقيقة الامر هادفة في المضمون يحاول تحقيق الاهداف التالي:
  • اعادة زرع وانتاج وتفعيل الصراع الاسلامي – المسيحي، ومنع التقارب بين الشعوب العربية والاسلامية والاوروبية وغيرها...
  • هذا الصراع والخوف والقلق من ممارسات وسلوكيات بعض العناصر المهاجرة، ومن المواطنين الجدد، سوف يدفع اوروبا والدول المستضيفة كدولة كندا او استراليا وغيرهم من الدول، الى عدم استقبال مهاجرين جدد، وكذلك تشجيع من استوطن في بلادهم على المغادرة نتيجة الخوف المتبادل بين مجتمعين مختلفين، كما يحاول من يقوم بارتكاب هذه الجرائم تحقيقه...وهنا نلاحظ ان بعض العمليات الامنية التي وقعت خلال الايام الماضية تم تنفيذها من قبل مهاجرين جدد وصلوا قبل ايام او اسابيع الى دول اوروبية مما يعني ان هناك من قام بالتدريب والتحضير وتسهيل الوصول الى هذه الدول...؟؟
  • توقف هذه الدول عن استقبال مهاجرين وايدي عاملة من الشباب وهي في امس الحاجة اليهم، ولكن امن مواطنيها سوف يكون اولوية، مما سوف يؤدي الى تراجع النمو الاقتصادي وتدهور القطاعات الصناعية والزراعية وغيرها بسبب المغادرة او امتناع هذه الدول عن استقبال المهاجرين الشباب، وبسبب كهولة المجتمع الذي سوف يفقد هذه اليد العاملة الشابة..
  • إن إغلاق باب الهجرة في وجه شباب دول العالم الثالث وخاصةً من العالمين العربي والاسلامي، سوف يحرم هذه الدول وبالاخص اهالي وعائلات هؤلاء الشباب من تحويلات مالية، مما يعني المزيد من الفقر والعوز، كما ان بقاء هؤلاء الشباب في دولهم الفقيرة في اقتصادها والفاسدة في انظمة حكمها والسيئة في اداراتها والفاسدة في ممارساتها... سوف تغرق في صراعات داخلية نتيجة الضغط الشعبي وتزايد الحاجات وغياب المعالجات..
  • إن هذا الواقع سوف يجعل من عالمنا العربي والاسلامي، ساحة صراع داخلي بين الاغنياء والفقراء، والسلطة الجائرة والنتفضين عليها.. وساحةً لتصدير شباب متطرف يشعر بأنه يدفع ثمن واقع مؤلم ومرير وتجاهل دولي لمعاناته وحرمانه من البحث عن فرصة حياة افضل واكثر كرامة وحرية ...
  • هذه الانظمة سوف تستفيد من قلق اوروبا وتطالب المجتمع الدولي بالوقوف الى جانبها ودعم ديكتاتوريتها لان بديلها سوف يكون التطرف ... وهذا ما حدث في سوريا ..؟؟؟ وما نشهده في دول اخرى...؟؟ وهذا يدفعنا للبحث في الجهة التي تستفيد من تأجيج التطرف والاستثمار فيه..؟؟؟؟ لحماية سلطتها وديكتاتوريتها..؟؟ او الاستثمار في التطرف لتحقيق ثروات وسلطات وهيمنة ونفوذ..؟؟؟

الخلاصة....

إن المطلوب هو حماية الانسجام في المجتمعات الاوروبية بين المكونات المختلفة وخاصةً المهاجرة منها ومنع تشجيع الهجرة المضادة حفاظاً على ما تم تحقيقه وحماية لاستقرار اوروبا الامني والاقتصادي...وعدم تحقيق اهداف من يسعى لزرع الصراع بدل الحوار والصدام بديلاً للتفاهم، وحرمان الجميع من حياة امنة ومستقرة...لذلك يجب اعادة النظر في سياسات الدول الغربية التي تدعم وتساند هذه الانظمة الفاسدة التي ترعى وتحمي هذه الانظمة التي تحرم مواطنيها من حريتهم ومن بناء مستقبل متوازن ومنفتح، ومساعدة القوى السياسية التي تؤمن ببناء مجتمع يحترم مواطنيه ويبني اقتصاده ومستقبل ابناءه بعيداً عن الاستغلال والفساد والهدر والاعتقال والسجن والتعذيب... ورفع مستوى التعليم وايجاد فرص عمل للشباب في بلادهم حتى تكون الرغبة في الهجرة في حدها الادنى وليس اندفاعاً متهوراً كما نرى اليوم ونشاهده ونعيشه من ركوب قوارب لا تضمن السلامة لمن يستقلها وغرق الآلاف من الشباب والاطفال دون حساب او محاسبة.. كما ان هذه الهجرة الفوضوية تسمح بتسريب عناصر تعمل على افتعال وارتكاب جرائم لا يمكن الا ادانتها ورفضها والمطالبة بمعاقبة من يرعاها ويمولها ويشجع عليها....

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,111,202

عدد الزوار: 6,753,333

المتواجدون الآن: 123