لبنان ... تشكيل حكومة تاجيل المواجهة مع المجتمع الدولي...

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 أيلول 2021 - 6:10 م    عدد الزيارات 1431    التعليقات 0

        

لبنان ... تشكيل حكومة تاجيل المواجهة مع المجتمع الدولي...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب...

بدون مقدمات وتقديم تفسيرات وتبريرات تم فجاة تشكيل الحكومة اللبنانية، بعد ان كان الحديث يدور علانية، وفي الكواليس، ان تشكيل الحكومة غير ممكن، دون ايضاح الاسباب الحقيقية وكل ما كان يقال عن ثلث معطل وخلاف على الحقائب انما هو لذر الرماد في العيون، ولتضليل الراي العام وابعاد الانظار عن الواقع السياسي والامني اللبناني الحقيقي...

حزب الله وتيار جبران باسيل يقولون انهم يريدون الاكثرية الوزارية لحفظ مشروع المقاومة واجراء الاصلاحات السياسية والمالية اللازمة لحماية لبنان، وللنهوض بالوضع السياسي والاقتصادي ...ولذلك كان عدم التفاهم مع الدكتور مصطفى اديب، وسعد الحريري، ومن ثم مع نجيب ميقاتي..؟؟؟ الى ان تم تشكيل الحكومة على الشكل والاسلوب الذي شاهدناه وعشناه ولمسناه.. ولكن قبل تفصيل الواقع والاسباب التي ادت الى تشكيل الحكومة فجاة وعلى حين غفلة لا بد من الوقوف على واقع يعمل اعلام الثنائي الحاكم على اخفائه وتجهيله للمواطنين...

إن حكومة حسان دياب التي انتهت غير مأسوفٍ عليها.. كانت من اعداد وتقديم وادارة الثنائي الحاكم، وتحت نظر وارشاد مرشد الجمهورية، وجبران باسيل، رجل استعادة الحقوق .. وهذه الحكومة الخاضعة تماماً لسلطة المراجع العليا، دون اي تدخل من اي فريق سياسي اخر، لم تقدم جديداً ولم تعالج ازمة، ولم تحقق تغييراً او اصلاحاً.. بل على العكس فقد قادت لبنان نحو مسالك الانهيار، وصولاً الى قعر جهنم.. وتبين لنا جميعاً ان الفريق الحاكم بقوة الامر الواقع غير قادر على تقديم رؤية اصلاحية او تقديم خطة صالحة للتغيير المنشود، رغم ان لا عقبات حقيقية سياسية او حتى امنية شكلت عقبة حقيقية تمنع انجاز شيء ولو بسيط على الاقل...

لذلك فإن تكليف ثلاثة رؤوساء لتشكيل الحكومة.. وخسارة ثلاثة عشر شهراً من عمر الوطن والمواطن ومن قوة الاقتصاد وقدرته، ومن اصلاح البنية التحتية واعادة حيويتها... كانت مسؤولية هذا الفريق الذي لا يحسن ولا يعرف الا التعطيل والارباك والصراخ بصوتٍ عالٍ.. واتهام الاخرين بالفشل، والعجز في حين انه يتحمل وحده الى جانب كل من يتحالف معه او يرضى بالعمل الى جانبه كامل المسؤولية الادبية والاخلاقية والسياسية...مسؤولية الفشل والتعطيل..

ولكن مؤخراً حدث ما لم يكن في الحسبان.. إذ إن تصريحات لافروف اعادت بعض الوعي الى الذهن الايراني المتخم والمنتشي بالدعاية الاميركية التي تخدعه بالقول ان ايران دولة محنكة سياسياً وانها تمارس العمل السياسي كما حياكة السجاد اي بنفس طويل وان قادة ايران دهاة.. واذكياء... واصحاب باع طويل في الفكر الاستراتيجي..؟؟؟ الخ .. ما هنالك من مفردات ومصطلحات... بينما واقع الامر هو على العكس تماماً...

الممارسات الايرانية ادت الى خسارة ايران عمقها العربي والاسلامي.. بعد ان رسخت الانقسام العامودي بين السنة والشيعة .. مزهوة بما انجزته تحت سقف التدخل الروسي في سوريا، والتدخل الاميركي في العراق وافغانستان.. وبانكفاء المجتمع الدولي عن لبنان...وبذلك اصبحت خارج منظور وفكر ومشهد العالم الاسلامي عقائدياً.. كما فكرياً وكذلك سياسياً وامنياً.. واصبحت النظرة الشعبية اليها في عالمنا العربي والاسلامي، لا تقل عداءً عن المشهد الاسرائيلي الغاصب لارض فلسطين..؟؟ فاغتصاب الارض وقتل الشعوب والاحتلال ممارسات لها تعريف واحد لا يتغير مع تغير اسم واهداف وشعارات الجهة المرتكبة او الفاعلة..؟؟

على ماذا كانت تراهن ايران وادواتها...بما يتعلق بالمشهد اللبناني القاتم...

ان يشعر العرب وكذلك الغرب.. بان الشعب اللبناني برمته يعاني من حالة حصار مالي واقتصادي ومن انهيار عمل المؤسسات، مما يؤدي الى تدافع الدول والجمعيات الدولية لتقديم المساعدة، واحياء الحياة في مؤسسات الدولة اللبنانية التي يهيمن عليها حزب الله ومن معه من المتحالفين وخاصةً جبران باسيل...؟؟ مما يخدم التطلعات ايران القائمة على استغلال الاخرين لخدمة استراتيجيتها وسياساتها... !!

طال الوقت لسنوات وامتنع العالم ولا يزال وخاصةً العربي منه عن تقديم الدعم المطلوب للبنان..الذي ينهشه الفساد كما سياسة الوصاية وممارسات التعطيل المنهجية... وفي نفس الوقت فإن ايران عاجزة عن مد يد المساعدة وتقديم الدعم المالي اللازم لحماية حلفائها وتعزيز دورهم كما لحماية مشروعها والابقاء على جهوزية حلفائها... فكانت خطوة تقديم سفن النفط التي تحدث عنها نصرالله باسهاب وبلهجة المنتصر ولكن الواقع يختلف تماماً عن تنميق المفردات وتقديم العبارات وتصوير المشهد بطريقة ملتوية...ونتوقف هنا مع بعض النقاط والملاحظات الضرورية..

  • مع انطلاق السفينة الاولى من ايران... قالت ايران انها تحمل وقوداً تم شراؤه من قبل تجار لبنانيون شيعة... ونصرالله قال في خطابه ان الوقود هو لحزب الله وسوف يتم تقديم بعضه هبةً لمؤسسات رسمية وخاصة.. والجزء الاخر سوف يباع تحت سقف سعر السوق الرسمي... مما يعني ان الوقود هو تقدمة من ايران لحزب الله لدعمه مالياً وشعبياً..
  • اكد نصرالله ان هذه القافلة من السفن سوف يصل آخرها مع نهاية شهر تشرين الاول/ اوكتوبر... مما يعني ان هذه الكمية الهبة محدودة وسوف ينتهي استيرادها واستقبالها.. مع نهاية الشهر المقبل..ووبالتالي هي ليست مشروع تجاري لبعض التجار اللبنانيين .. لان التاجر يعمل على استمرارية الاستيراد وتحقيق ارباح وليس للتوزيع مجاناً او دون السعر الرسمي...
  • ان استيراد حزب الله للنفط الايراني غير خاضع لشروط الاستيراد في لبنان.. كما ان ادخاله عبر الحدود البرية يرفع اسئلة كثيرة حول استيفاء ضرائب ورسوم جمركية من عدمه..؟؟؟
  • ان تخزين النفط في منطقة بعلبك يطرح اسئلة عن شروط التخزين وصلاحية المنشآت.. والحفاظ على متطلبات السلامة العامة..؟؟؟

من ناحية ثانية فإن تصريحات لافروف العالية النبرة والبالغة الوضوح بخصوص الدور الايراني في سوريا ورؤية موسكو لمستقبل سورية.. خارج اطار المحاور والصراعات والمواجهات مع الدول المحيطة بها وخاصةً اسرائيل.. يحرم ايران من التوسع باتجاه البحر المتوسط كما يمنع حزب الله من الاستفادة من الطريق البرية التي تربط طهران بالعاصمة بيروت...

لذلك كان لا بد من الاسراع بتشكيل الحكومة العتيدة لاعطاء مشهد هاديء للواقع اللبناني.. بعد ثلاثة عشر شهراً من التعطيل غير المبرر والتصريحات غير المنطقية والسلوكيات المشينة... وهذا المشهد الجديد اكد لنا التالي:

  • إن ايران وادواتها وخاصةً حزب الله يحسنون التعطيل والارباك والتخريب ومنع النهوض... ولكن لا يعرفون ادارة الوطن وقيادة السلطة والبلاد نحو شاطيء الامان...
  • إنهم لا زالوا يراهنون على دعم عربي ودولي تحت مسميات مختلفة ولاسباب متنوعة.. ولكنها تصب في خدمة سيطرتهم..
  • كما كشف ان دور رئيس الوزراء محدود جداً والمطلوب منه استدرار العطف لدى الدول العربية والغربية.. واستجداء المال باسم الشعب اللبناني لتمويل القطاعات التي يهيمن عليها الثنائي الحاكم... على حساب الشعب اللبناني... واستقراره...
  • ثم ان الادعاء على الرئيس السابق حسان دياب، من قبل القاضي العدلي اكد لكل حصيف وفطن، ان من يخرج على اجماع شعبه ويتنكر لطائفته ولا يلتزم بثوابت وطنية ورؤية واقعية ويقدم خارطة طريق وخطة عمل متماسكة.. ويخضع للاملاءات.. سوف ينتهي به المطاف متهماً ومطلوباً ومطارداً...؟؟ والا كيف تم استبعاد اسم اللواء عباس ابراهيم بقدرة قادر من لائحة الادعاء بعد حملة اعلامية وضجيج يصم الاذان... حتى انه لم يعد متهماً دون ان نعرف بماذا اتهم او كيف تم تحييده ... والجواب كما اظن عند اللواء جميل السيد...؟؟؟

الخلاصة... إن تشكيل هذه الحكومة الذي جاء على عجل.. نتيجة متغيرات اقليمية وتطورات دولية، انما يهدف لتاجيل المواجهة مع المجتمع الدولي الذي اصابه الضجر من مماطلة ايران وممارسات حلفائها وادواتها في لبنان كما في العراق وسوريا واليمن... وبالتالي لا ننتظر من هذه الحكومة الكثير لان ادارتها خاضعة لسلطة مرشد الجمهورية الذي يقود المقاومة والامن والاقتصاد والادارة وكل شيء باعتباره ملهماً...؟؟؟ ولكن ما وصلنا اليه لا يدل على الكثير من الالهام..؟؟؟ ولكن هل يتم تاجيل المواجهة مع المجتمع الدولي.. او تجنب الانهيار وتفاقم الغضب الشعبي على ما وصلنا اليه ...؟؟

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,623,656

عدد الزوار: 6,904,521

المتواجدون الآن: 103