اي رئيس جمهورية نريد.. ونحن بحاجة اليه..!!

تاريخ الإضافة الخميس 4 آب 2022 - 10:46 ص    عدد الزيارات 1577    التعليقات 0

        

اي رئيس جمهورية نريد.. ونحن بحاجة اليه..!!

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

يتم تداول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بطريقة سطحية، وبشكلٍ يوحي ان ازمة لبنان سوف تنتهي بمجرد انتخاب هذا الشخص او ذاك رئيساً للجمهورية..؟؟

كما يتم تناول اسماء بعض الشخصيات بشكلٍ يوحي وكأن المطلوب فقط انتخاب رئيس له صداقات او علاقات ومقبول داخلياً وخارجياً.. وهذا يعتبر كافي ولكن على اي اساس..؟؟

وتنحصر المنافسة في طرح الاسماء وتداول التوجهات الانتخابية لكل فريق بين قوى مؤيدة لحزب الله الحاكم المطلق للجمهورية... وبين القوى المعارضة له...ويبرز من خلال السجال طروحات وسطية تطرح ترشيح شخصيات وسطية قد يرضى عنها او يوافق عليها موالاة حزب الله ومعارضيه..؟؟

والتعقيدات المطروحة الهدف منها فرض تسوية رئاسية كما جرى مع انتخاب الرئيس ميشال عون.. بحيث يعتبر الانتخاب بحد ذاته انجاز..

هذا التعاطي غير الجدي مع استحقاق الانتخابات الرئاسية، غير مقبول بل ومرفوض.. وللاسباب التالية:

  • إن لبنان يعيش الان تحت سلطة وصاية مسلحة، (حزب الله) الذي يعطي نفسه حق اتخاذ قرار الحرب والسلم.. يلغي دور وصلاحية رئيس الجمهورية الذي يعتبر القائد الاعلى للقوات المسلحة.. وقرار الحرب والسلم تتخذه السلطة التنفيذية مجتمعة تحت قيادة رئيس الجمهورية باعتباره القائد الاعلى.. واي واقع مخالف للنصوص الدستورية يعني ان لبنان، يعيش سلطة وصاية يختزلها ويحتكرها مكون واحد من مكوناته المتعددة...
  • إن لبنان، يعيش ازمة سياسية خانقة نتيجة تعطيل عمل السلطة التنفيذية، حيث اصبح كل وزير بمثابة رئيس وزراء، يتخذ قرارات تخدم فريقه السياسي، وتوجهاته الحزبية، وفي مصلحة محوره في حال كان جزء من محور سياسي داخلي او اقليمي..؟؟
  • إن لبنان يعيش ازمة علاقات وانقسام داخلي عامودي بين مكوناته المختلفة بسبب استعلاء واستكبار وهيمنة فريق سياسي تحت عناوين دينية على كامل مفاصل السلطة ومؤسساتها في لبنان.. واطلاق الاتهامات بحق كل مكون جاهزة وتحت الطلب.. ويبقى اشرف الناس خارج الاتهامات مهما تطورت زراعة تجارة المخدرات وصناعة حبوب الهلوسة وانتشارها..وزادت نسبة الاغتيالات والفتن الامنية والصراعات العشائرية والاعتداءات المسلحة على المؤسسات الامنية والتهريب عبر الحدود دون رقيب او حسيب...
  • إن لبنان يعيش عزلة اقليمية ودولية، تركت آثاراً سلبية على واقعه الاقتصادي والمالي، نتيجة سياسات خارجية غير مسؤولة اتخذت من فريق سياسي واحد لخدمة مشروع اقليمي يعتمد العداء والاعتداء وسيلة لابراز الحضور وتقديم الطلبات وفرض الوصاية والهيمنة ..
  • إن الوضع المالي المنهار والاقتصادي المتردي والتضخم المالي الذي يتزايد يوماً بعد يوم تاركاً بصمات وآثار سلبية على حياة المواطنين ومستقبل ابنائهم، ومهدداً الامن الاجتماعي اللبناني نتيجة ارتفاع معدلات الفقر والحاجة والعوز بين المواطنين، مما يزيد من حالات ارتكاب الجرائم وارتفاع معدلات الانتحار بين المواطنين اليائسين من اوضاعهم ومن عجزهم.. كما يترك وجعاً مستمراً في البنية الصحية لاطفال لبنان الذين يفتقدون الرعاية الصحية والتغذية المناسبة نتيجة الفقر المتزايد والخوف من ارتفاع معدل الامية والجهل بسبب العجز عن تامين التعليم المناسب لاطفال لبنان مع ارتفاع كلفة التعليم وعجز الاهل عن تسديد الاقساط.. او تامين الكتب والقرطاسية والادوات والوسائل الالكترونية التي اصبحت ضرورة اليوم لتامين تعليم لائق..
  • إن استمرار انتشار السلاح بكافة انواعه وعجز القضاء والقوى الامنية عن مواجهة الفلتان الامني يجعل من لبنان ساحة تصفية صراعات وليس بيئة مناسبة للاستثمار والبناء والتطوير والنهوض..

نكتفي بهذا التوصيف البسيط للمشاكل التي يعاني منها لبنان.. إن انقاذ لبنان واعادته الى ممارسة دوره الطليعي والطبيعي يتطلب اكثر مما يدور من نقاشات على لسان السياسيين والناشطيين والاعلاميين..!!

وهنا نسال ...أي مرشح رئاسي حتى الان تقدم برؤية موضوعية لمعالجة هذه الاسباب ومعالجة تداعياتها لاخراج لبنان من ازمته والدخول به الى عالم الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني، ومباشرة النهوض بعملية البناء والاعمار ومعالجة الازمة الاقتصادية..ومحاسبة الفاسدين والمقصرين والمرتكبين والمجرمين والمهربين وووو...

حتى الان لم نسمع الا بمرشحين افتراضيين، وبعضهم سبق ان تم طرحهم، وآخرون اعلنوا عن ترشحهم على قاعدة العداء للمشروع الاخر مهما كان هذا المشروع.. لكننا حتى الان لم نقرأ او نسمع ان مرشحاً قام بتوصيف واقع الازمة وقدم رؤيته للحل وامكانية تنفيذها حتى نشعر فعلاً اننا امام استحقاق انتخابي حقيقي، وان هناك من يمكنه معالجة معاناتنا وواقع وطننا وكياننا..

لا يمكن ومن غير المقبول ان تمر معركة الرئاسة على قاعدة ان هذا المرشح صديق او قريب او يملك تاريخ..

المطلوب ان نرى مرشحين يملكون من الكفاءة العلمية والخبرة والتجربة السياسية ومحاطين بخبراء حقيقيين في كافة المجالات للمباشرة بمعالجة هذا الواقع..

المطلوب من المرشح الرئاسي ان يقدم مشروع سياسي واقتصادي وليس وصف تاريخي لحياة هذا المرشح او ذاك..

كما ان المطلوب ان يكتمل المشهد الرئاسي، بتكليف رئيس وزراء يملك كفاء مناسبة وموازية لرئيس الجمهورية، ويشكل فريقاً مع رئيس الجمهورية لادارة السلطة التنفيذية لمعالجة الواقع اللبناني المرير..وبانتخاب رئيس مجلس نيابي يقوم بدوره في حض المجلس النيابي على ممارسة التشريع والمحاسبة والتعاون مع السلطة التنفيذية على قاعدة المراقبة والمحاسبة، وليس على قاعدة التعطيل والتوزير والمحاصصة، والانخراط في حكومات وحدة وطنية بهدف تعطيل العمل الحكومي والغاء دور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بطريقة ملتوية وغير دستورية... مهما استخدم من مصطلحات وتبريرات للتعمية..

إن اي انتخاب لمرشح رئاسي لا يملك مواصفات علمية ورؤية سياسية ولديه فريق عمل متخصص لن يمكنه معالجة ما اكدنا عليه انما يكون رئيس ادارة ازمة لا أكثر، وهذا يعني ان الرئيس الجديد سوء انتخب خلال المهلة الدستورية او بعدها.. انما هو رئيس ادارة ازمة وتكريس الواقع السياسي والاقتصادي والامني السيء وبالتالي فان لا امكانية لقيامة لبنان او نهوضه من جديد..

هذا ما نحن بحاجة اليه في لبنان اليوم.. وعلينا الاستفادة من استحقاق الانتخابات الرئاسية لهذه الغاية والهدف.. 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,128,577

عدد الزوار: 6,935,987

المتواجدون الآن: 92