تيار جبران باسيل يلعب دور حصان طروادة...

تيار جبران باسيل يلعب دور حصان طروادة...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

ما جرى في البرلمان اللبناني من نقاش وحوار ومواجهات كلامية حول مضمون رسالة الرئيس السابق ميشال عون ويتعلق بدور وصلاحيات حكومة الرئيس ميقاتي، وما تبع ذلك من من مواجهات سياسية خلال حلقة (صار الوقت التلفزيونية)، التي يجريها الاعلامي مرسيل غانم، وضمت نائب عن مدينة بيروت وآخر من التيار الوطني الحر، وما تبع ذلك من مواجهات بين الجمهور المشارك داخل الاستديو، وخارجه، والممارسات التي قام بها جمهور التيار الوطني بحسب ما ورد في بيانات اعلامية، من اطلاق نار واعتداءات..

يجعلنا نتساءل عن دور التيار الوطني الحر وزعيمه جبران باسيل،..ما الذي يسعى اليه وما الذي يريده..

إن تعطيل عمل الحكومة، يعطل حياة المواطنين اللبنانيين، وهم في ازمة خانقة ومعاناة حادة، وانهيار في مختلف القطاعات.. اذا لماذا اصرار زعيم هذا التيار وجمهوره على التعطيل وادخال لبنان في فراغ.. مدمر ..؟؟

وهذا ما يعرفه ويدركه هذا التيار ومن يقوده ويديره ويشجعه ويحميه ويرعاه ويوجهه.؟؟

كذلك فإن معركة استعادة الحقوق او منع الاستقرار بعبارة اوضح التي خاضها زعيم هذا التيارالسابق ويخوضها بعناد زعيم التيار الحالي اليوم، تجعل منهم جزء او انهم ينخرطون في تحالف يتجاوز تطلعاتهم وطموحاتهم لان رؤيته ومعركته وخارطة تحركاته تشمل لبنان ودول الاقليم واحياناً تتجاوز الشرق الاوسط ودوله والعالمين العربي والاسلامي، للانخراط في مواجهة مع المجتمع الدولي برمته.. والحرب الروسية على اوكرانيا تجعلنا نرى بوضوح اعلام هذا الفريق مع من يقف ومن يدعم ومن يقوم بتسليحه بالعتاد والخبراء والمستشارين والاسلحة ايضاً الى جانب الدعم الاعلامي الواسع...

اذا فإن تعطيل العمل الحكومي..

ادخال البلد في الفراغ الرئاسي والحكومي

تعطيل جلسات انتخاب رئيس للجمهورية..

الاعتداء على المواطنين سواء بشكل مباشر او غير مباشر..

تهديد الاعلام والاعلاميين لا تؤدي الا الى ترسيخ نظام شمولي ديكتاتوري على قاعدة مشروعي اولاً او يفنى البلد..

هل ان هذه الممارسات الهدف منها فرض منطق التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية يخدم مشروع اقليمي بدأ يأفل نجمه وتنهار ادواته وينتفض عليه شعبه

هل إن هذه التصرفات الهدف منها تهديد الشعب اللبناني باستقراره ومستقبل حياته مقابل الاستسلام لهذا المشروع وادواته..

وهنا نسأل من هو الاقوى ومن يستفيد من هذه الممارسات.. التيار الوطني او غيره..؟

كما يبدو فإن مصير هذا التيار الفشل والاندثار تماما كما جرى مع حصان طروادة الخشبي.. صحيح ان الحصان كان سببا لاحتلال وسقوط مدينة طروادة الحصينة.. ولكن نهايته كان الحرق بعد ان استنزف وانتهى دوره.. فلا حاجة له بعد ذلك..؟

ولنا في واقعة حصان طروادة عبرة.. حيث تقول الاسطورة سواء كانت حقيقية او خيالية.. لكن وقائعها مشابهة ومطابقة..؟؟

تروي الأسطورة أن حصار الإغريق لطروادة دام عشرة سنوات. فابتدع الإغريق حيلة جديدة، حصانا خشبيا ضخما وأجوفا. بناه إبيوس وملئ بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس. أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام. جاسوس إغريقي، اسمه سينون، أقنع الطرواديين بأن الحصان كان هدية، بالرغم من تحذيرات لاكون وكاساندرا. حتى أن هيلين وديفوبوس فحصا الحصان. احتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا. وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة، كان السكان في حالة سكر. ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، فقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد.

وهكذا يعمل هذا الفريق الفاشل في السلطة كما خارجها دور حصان طروادة.. حيث يعمل على اسقاط الوطن والكيان لصالح قوى الاحتلال .. فعلها عام 1990.. حين سقط لبنان بالكامل بيد الاحتلال السوري بذريعة رفض اتفاق الطائف.... ويعيد الكرة الان تحت عنوان حفظ الصلاحيات ..؟؟؟؟ وانتخاب الرئيس الاقوى والقوي..؟؟؟؟؟ بحيث يسقط لبنان بيد ميليشيات فوضوية..؟؟