ارهاصات مقلقة في لبنان ودول منطقة الشرق الاوسط ..

تاريخ الإضافة الخميس 26 كانون الثاني 2023 - 4:55 م    عدد الزيارات 1209    التعليقات 0

        

ارهاصات مقلقة في لبنان ودول منطقة الشرق الاوسط ..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

تتطور وتتسارع الاحداث في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط عموماً بوتيرة غير عادية، بعضها مشترك بين دول المنطقة، والبعض الآخر يطال ويصيب خصوصيات كل دولة ويترك فيها بصمات مقلقة.. لكنها تشير الى ان تطورات مهمة قادمة يتم التحضير لها بهدوء وعناية وتخطيط دقيق..

في لبنان..يتسارع انهيار قيمة الليرة اللبنانية متزامناً مع ازمة اقتصادية وسياسية، وفلتان امني، وضياع وانقسام وطني، وتعطيل للمؤسسات الدستورية، وعلى راسها موقعي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء.. ولا يمكن تجاهل الانقسام القضائي، وانكشاف علاقة بعض القضاة مع منظومة الفساد، ومحاولتها حماية بعض رموزها.. مما اطاح بمصداقية القضاء وحياديته.. كما سمح باطلاق سراح موقوفين لم تتم محاكمتهم بعد.. في حين لم نشهد من مدعي عام التمييز اي حرص على اطلاق اي موقوف من الاسلاميين الموقوفين بتهم واهية او وشايات ودون محاكمات منذ سنوات..؟؟ وجاء الكلام الاخير عن رغبة وزير الدفاع بضرورة عزل قائد الجيش جوزيف عون كما اشارت صحيفة الاخبار.. ، رغم انه المرشح الاوفر حظا لرئاسة الجمهورية عربياً ودولياً وحتى داخلياً.. في نفس التوقيت فان الولايات المتحدة قامت بتامين دعم مالي نقدي مباشر لعناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي عبر الامم المتحدة وقوات اليونيفل..للحفاظ على المؤسسات الامنية..

في سوريا.. الانهيار الاقتصادي والمالي، يتجاوز تأثيرات الحرب الاهلية، وتداعيات التدخل الايراني – الروسي.. في سوريا، ومن المستجدات المميزة، انكفاء واختفاء الدعم الروسي نتيجة التورط في الحرب الروسية على اوكرانيا، وتراجع الدعم الايراني، بسبب الانتفاضة الشعبية في مختلف المحافظات والمؤسسات .. لدرجة ان ايران طلبت من سوريا ان تدفع ثمن النفط الايراني سلفاً قبل شحنه الى سوريا التي تحتاج الوقود لتحريك آلتها العسكرية وتأمين الدفء لمواطنيها وتحريك عجلة النقل والشحن الداخلي..ثم جاء الانكفاء التركي عن مواصلة التفاوض مع نظام سوريا لتطبيع العلاقات كما كانت ترغب روسيا لاستبدال ايران الدولة الاقليمية الفاعلة ولكن المازومة، بدولة اقليمية اخرى اكثر حضورا وقبولا لدى الشعب السوري، كما ان بامكانها تقديم الدعم ولو جزئياً للنظام السوري في حال تم التفاهم مما يجعل ايران خارج المشهد السوري او تصبح في حالة صراع جديد..

في العراق.. انهيار مالي، رغم ارتفاع انتاج النفط العراقي، الى جانب ضغوطات سياسية تتمثل في التحضير للادعاء على سياسيين ووزراء ومحافظين بتهمة اختلاس المال العام او الاستيلاء على اراضٍ وممتلكات عامة.. والان يتحضر انصار الصدر للتحرك، والمؤشر الايجابي الوحيد هو الانفتاح العراقي على العالم العربي مجدداً مع دورة كرة القدم الى جانب اطلاق تسمية الخليج العربي.. على منطقة الخليج مما اثار استياء ايران.. واضاف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التاكيد على ان التعاون بين العراق وحلف الناتو والولايات المتحدة الاميركية ضروري واساسي .. وهو خلاف توجهات الحشد الشعبي وبعض الفصائل المؤيدة لايران.. واخيرا اثيرت مسالة وقف تمويل اقليم كردستان..بقرار من المحكمة الدستورية مما يهدد العلاقة بين الاقليم والمركز في بغداد...

اليمن.. الهدنة الهشة مستقرة ولكن بصعوبة ويشوبها خروقات كثيرة من قبل الحوثيين اتباع ايران.. ومصادرة 100 محرك طائرة مسيرة كانت في طريقها الى الحوثيين الى جانب شحنات اسلحة تمت مصادرتها من قبل البحرية الاميركية والبريطانية والفرنسية.. يؤكد عدم رغبة ايران في ترسيخ استقرار المنطقة واعادة الهدوء اليها رغم البيانات والتصريحات الايرانية التي تعلن فيها عن رغبتها في تطوير العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي..

في ايران.. انهيار اقتصادي ومالي واسع، نتيجة الاضرابات الشعبية والحصار الاقتصادي، والاعدامات المتواصلة، والانتقادات المتصاعدة من رموز اساسية ضمن السلطة الحاكمة..والانخراط الايراني في الحرب الروسية – الاوكرانية.. والتعامل معها كانها معركة ايران وليست معركة روسيا.. مما جعل ايران عرضة للانتقاد والمتابعة الدقيقة من دول الغرب.. واضافت ايران الى ازمتها..وازمة الثقة مع دول الاتحاد الاوروبي حجز حرية بعض المواطنين الاوروبيين من مزدوجي الجنسية بتهم واهية او مفتعلة مما يجعلهم اقرب الى ان يكونوا رهائن.. وذلك رداً على التهديد او الرغبة الاوروبية باعتبار الحرس الثوري مجموعة ارهابية ووضعه على لائحة الارهاب والعقوبات.... مما اثار حفيظة الدول الاوروبية وخاصة فرنسا التي لها اكثر من مواطن معتقل باتهامات مختلفة في ايران..ولا يمكن ان ننسى حالة التوتر مع اقليم كردستان العراق..؟؟

فلسطين المحتلة .. الملف الاهم.. اعتدءات اسرائيلية شبه يومية على مدن وقرى الضفة الغربية، واعتماد سياسة القتل للمعارضين والمقاومين والناشطين من ابناء الشعب الفلسطيني.. واعتقال من هم اقل اهمية او خطورة على الامن الاسرائيلي، هذا الوضع الخطير يتزامن مع مع انتخابات اسرائيلية افرزت اكثر الحكومات تطرفاً وتشدداً وارهاباً في تاريخ هذا الكيان.. ومع لقاءات اميركية – اسرائيلية لتنسيق المواقف والتخطيط معاً لمواجهة تداعيات الدور الايراني في المنطقة.. والملف النووي الايراني الذي بدا يثير القلق في منطقة الشرق الاوسط كما في اوروبا.. وتم تتويج هذه اللقاءات بمناورات عسكرية اميركية – اسرائيلية ضخمة تحاكي قصف منشات نووية ايرانية .. الى جانب ان الصراع السياسي الاسرائيلي الداخلي يهدد بانقسام ضمن المجتمع الاسرائيلي، وقد اشار رئيس دولة اسرائيل الى ان اشارت مقلقة عن احتمال اندلاع حربٍ اهلية في اسرائيل قد اصبحت بالغة الخطورة..

الخلاصة..

هذه هي الارهاصات المقلقة لبنانياً وعربياً وشرق اوسطياً والتي تجعل المنطقة في حالة قلق وانعدام وزن..اضافةً الى ان هذا الواقع المأزوم، لا يقود الى استقرار راسخ.. ومع ذلك ورغم كل المعاناة لا افق حل في مختلف هذه الدول.. ويبقى الاشارة الى ان الدور الايراني السلبي بارز في تفعيل الفوضى والقلق في دول المنطقة، معتبرةً اياها رهينة طموحاتها الاستراتيجية في التوسع الجغرافي وفي نشر افكارها الدينية والمذهبية وفي السيطرة على ثرواتها واستغلال مواطنيها في خدمة ايران وسياساتها.. باعتبارهم مناذرة هذا القرن..

فهل نحن على ابواب تغيير حقيقي في المنطقة يؤدي الى ترسيخ الاستقرار واعادة تحريك عجلة البناء ووقف معاول الهدم.. او اننا على ابواب مرحلة صعبة وقاسية قد تبقي المنطقة اشبه ببركان ثائر يطلق حممه الملتهبة بين الحين والآخر..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,165,305

عدد الزوار: 6,758,340

المتواجدون الآن: 130