كيف يستقر الوطن في ظل هذا الخطاب

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 نيسان 2009 - 12:12 م    عدد الزيارات 1609    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز - حسان قطب


بالأمس انتهت جلسة طاولة الحوار وتم تحديد الأول من حزيران المقبل موعداً "للجلسة السابعة" كما تم الإتفاق على "إجراء الانتخابات في أجواء من الديموقراطية والأمن.. والإلتزام بما تم التوافق عليه في الجلسات السابقة لجهة الابتعاد عما يوتر الأجواء".
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح كيف من الممكن أن تتم تهدئة الأمور والانتقال بالبلاد من حالة التشنج إلى حالة التهدئة ونحن نسمع ونقرأ كل يوم جملة من التصريحات والبيانات والخطابات التي تطلق من أماكن يفترض بها أن تكون بعيدة كل البعد عن الأجواء السياسية الضاغطة، لدرجة أنّ الشيخ عبد الأمير قبلان قد أطلق صرخته بصوتٍ عالٍ حين أشار الى "أن بناء المساجد والحسينيات ليس من أجل التوظيف في الانتخابات، لأنه لا يخدم مصلحة الوطن ولا الدين". كما ورد في تصريحه.. خاصةً وأن قيادات حزب الله وأمل لا تترك مناسبة وفاة أو عزاء إلا وتكون حاضرة لإطلاق التصريحات ليبدو وكأن الأمر أن المواطنين في تجمع انتخابي حاشد.. وهو في حقيقته مجلس عزاء لأحد المواطنين أو المواطنات المتوفين... ولكن العبرة هي في المكان وخصوصيته حين يطلق من خلاله وعبره تصريحات سياسية تحمل طابعاً حاداً... كما ورد في العديد من التصريحات وهذا بعض من نماذجها... وسواء أطلقت هذه التصريحات من خلال الحسينيات أو من حولها وحتى في مباني الجمعيات الأهلية يبقى أن الطابع الحاد الذي تتميز به يؤسس لعدم التفاهم ولا يؤسس لاستقرار..
اعتبر السيد نواف الموسوي في خلال لقاء إنتخابي في بلدة مجدل زون، "أن الشراكة الحقيقية لا تكون إلاّ بالصيغة التي يمتلك فيها مكونات مجلس الوزراء حق النقض..." وهنا يبدو أن السيد نواف يدعو للكونفدرالية الطائفية أو المذهبية في وطن تتعدد فيه الانتماءات والطوائف والمذاهب...
ويؤكد على هذا القول السيد محمد رعد حين يقول..: "نحن نقول تذهب السلطة وليس الطوائف، الطوائف يجب أن تبقى في لبنان والطوائف لها تمثيل في لبنان لكن هذه السلطة التي فشل مشروعها يجب ان تحاسب ومحاسبتها اليوم بالاستحقاق الانتخابي لبنان وهذا الهدف الذي نضعه للاستحقاق الانتخابي". ومشدداً على أن "الإستهداف يطال وجودنا ويطال شخصيتنا وإرادتنا". وقال إن "السلطة سقط مشروعها السياسي وولّدت الازمات والتوترات الطائفية والمذهبية في لبنان ورهنت البلد سياسياً تحت حجة انها تريد توفير الأمن وكشف الحقيقة"...
 إذاً يؤكد السيد رعد على ضرورة بقاء حالة الطوائف التي تمسك بالسلطة تحت هذا العنوان ومبشراً بما قاله السيد نواف عن حق النقض لمكونات المجلس الوزاري الذي بالنتيجة يمثل الطوائف ولا ننسى ما جرى حين استقال الوزراء الشيعة واعتبر حينها حزب الله وحركة أمل أن الطائفة الشيعية مغيبة عن السلطة .. وهذا السيناريو قد يتكرر... وبطريقة أخرى.. ومحذراً جمهوره من أن مشروع السلطة الحالية إنما يستهدف الوجود والشخصية والإرادة.. وبالطبع عندما يطلق هذا الكلام من مكان ديني أو تحت عنوان ديني... أو بمناسبة دينية يصبح المستهدف ليس مشروع أو توجه أو خط سياسي بل طائفة بكامل تمثيلها وحضورها وهذا غير صحيح على الإطلاق... لأن السيد رعد نفسه وفي مناسبة أخرى يعود ليقول وليتحدث بلغة أخرى تتناقض كلياً مع ما أورده في هذا التصريح....حين قال..
رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنه "لا بد من أن نجد لغة مشتركة وخطابا هادئا يطل على هموم الجميع ويعالج هواجس الجميع ولا يستفز أحدا، لكن هذا الحوار وهذه اللغة وهذا الخطاب يلزمها إنفتاح في الوعي وإطلالة عميقة على ظروف لبنان وظروف المنطقة والإطلاع على مخططات الآخرين الذين يستهدفون لبنان.."..
إذاً .. كيف يستقيم هذا الخطاب مع الذي سبقه في أحدهما دعوة للمحاسبة وحماية الشخصيّة ومواجهة الاستهداف.. وفي التصريح الأخير دعوة لقواسم مشتركة في الخطاب واللهجة والانفتاح على الأخر..
إلاّ أنّ السيد نواف الموسوي يعود ليغير المسار نافياً عن الفريق الأخر هذه الاتهامات حين يضعه في خانة الانتهازية والوصولية فقط.. وليس الخيانة والعمالة.. كما درجت العادة ولدى الموسوي نفسه.. قائلاً.. رأى مرشح "حزب الله" عن دائرة صور نواف الموسوي في ندوة سياسية أقامها الحزب في الغبيري "أن مشروع الفريق الآخر هو شركة نقل، تقوم بنقل النواب إلى المجلس النيابي.."...
إذاً أي خطاب يجب أن نعتمد وأي مفهوم يجب أن نبني عليه مواقفنا ورؤيتنا لهذا الحزب الذي يخاطب الغرائز قبل العقل والعواطف قبل المشاريع.. لذلك فإن طاولة الحوار القادمة يجب أن تكون أكثر واقعية في تعاطيها مع المشاكل التي تواجه الشارع اللبناني والشعب اللبناني وحتى مستقبل الكيان اللبناني... لأن خطاباً من هذا النوع ويحمل هذه المفاهيم لا يمكن أن يستمر طويلاً في إخفاء توجهاته وطموحاته وحقيقة أهدافه.. المنطلقة من إيران والممتدة إلى العراق.. ومصر والبحرين واليمن... ولا ننسى لبنان..

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,404,802

عدد الزوار: 6,891,000

المتواجدون الآن: 86