النكسات المتلاحقة تدفع حزب الله للتصعيد السياسي..

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 أيلول 2009 - 12:20 م    عدد الزيارات 1049    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز - حسان قطب
يبدو أن أجواء الإستقرار والهدوء السياسي والنمو الإقتصادي والسلم الأهلي ممنوعة على اللبنانيين حتى الساعة من قبل حزب الله والقوى المتحالفة معه..
خلال الأشهر القليلة الماضية أصيب حزب الله بنكسات بالغة أمام جمهوره وأمام اللبنانيين عموماً.. مما أدى إلى اهتزاز صورته كحزب إلهي بالمعنى والمضمون الذي أشاعه طوال فترة طويلة من الزمن.. وإلى دفع جزءٍ مهم من جمهوره إلى إعادة النظر في ارتباطهم العضوي والمعنوي بهذا الحزب الذي لا يجد مانعاً من ركوب كافة الموجات وتقديم كافة التضحيات على حساب مصلحة الوطن والمواطنين للوصول إلى غايات وأهداف لا تخدم سوى راعيه الإقليمي في إيران وشرطي المعبر الإجباري للمساعدات والتوجيهات في سوريا..
- الإنتكاسة الأولى، تبدت في النتائج الإنتخابية التي أعادت إنتاج الأكثرية على الشاكلة التي كانت عليها في البرلمان السابق من حيث العدد.. ولكن مع تراجع واضح في شعبية الجنرال عون ضمن الشارع المسيحي الذي يتوق للإستقرار وتثبيت العيش المشترك.. وبينت النتائج أيضاً هبوطاً واضحاً في نسبة المقترعين الشيعة في مناطق نفوذ حزب الله وحركة أمل التي تدور في فلكه.. إذ لم تتجاوز نسبة المقترعين الشيعة ما نسبته 45%.. مما يعني أن نسبة الإستياء والتملل في الوسط الشيعي تتزايد وتتفاقم.. وجاء التعبير عنها في صندوق الإقتراع واضحاً جلياً..
- الإنتكاسة الثانية، بدت ملامحها واضحة في حجم وخطورة شبكات التجسس التي تم كشفها من قبل المؤسسات الأمنية الرسمية وبعضها.. (أي هذه الشبكات).. كان قريباً بل لصيقاً بقيادات من حزب الله.. تمويلاً وتبرعاً وتعاوناً.. مما سبب إنكشافاً واسعاً لنشاطات حزب الله العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية.. وأظهر هذا الأمر أن الساحة الشيعية التي يلجأ إليها حزب الله بل بالأحرى يستند إليها بالكامل إنما هي مخترقة من قبل أجهزة مخابراتية متعددة وعلى رأسها مخابرات العدو الصهيوني.. وأيضاً من قبل الأجهزة اللبنانية التي كشفت هذه الشبكات وما كانت لتكتشفها لولا أنها عاملة وناشطة في وسط وعمق جمهور حزب الله..
- الإنتكاسة الثالثة، كانت في الإنفجارات التي كشفت مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في بلدة خربة سلم الجنوبية وأدت إلى سقوط ضحايا، واستعان حينها حزب الله بقوات متخصصة من (الأهالي) لمنع القوات الدولية من التحقيق... لكن التداعيات كانت كارثية.. حيث بينت هذه الواقعة سوء عملية التخزين والحفظ للأسلحة والذخائر من قبل عناصر حزب الله مما أدى إلى إنفجارها.. وإلى أن الحزب لا يتورع عن تخزين ذخائره بين المنازل لتكون بحماية المواطنين لا لحماية المواطنين.. وبالتالي أشارت هذه الحادثة إلى خرق حزب الله للقرار الدولي 1701..
- الإنتكاسة الرابعة، كانت الحاج صلاح عزالدين، حيث أضاع مئات الملايين من الدولارات من بين أيدي الأغنياء ومتوسطي الحال من أبناء الطبقة الشيعية.. وسواء كان المبلغ الذي تبخر 500 مليون دولار أو أنه قد يتجاوز المليارين من الدولارات.. تبقى العبرة.. في النتائج وهي أن طائفة المحرومين غير موجودة على الإطلاق.. بل هي أنشودة تستعمل للتغطية على الثروات المستحدثة قبل حرب تموز وبعدها.... والسيد نصر الله الذي رفض كل الشائعات التي تتحدث عن استثمار بعض قيادات الحزب للأموال مع الحاج عز الدين.. يبدو أنه لم يكن على علم بالمبالغ التي ادعى بشأنها أمام القضاء اللبناني نائب حزب الله حسين الحاج حسن.. لن نتوغل أكثر في هذا الشأن فالأمر متروك معالجته للقضاء اللبناني الذي يجب أن يسأل بدايةً عن سبب احتجاز حزب الله للحاج صلاح عز الدين مدة أسبوع بالكامل كما تردد في بعض وسائل الإعلام قبل تسليمه للقضاء.. وهذا الإحتجاز تم بأي دافع وبأية صفة أمنية أوقضائية.. أم أن هذا مرتبط بصفقة معينة جرى الإعداد لها قبل التسليم..؟؟ أو أن هذا التوقيف الحزبي جرى لأسباب مرتبطة بأسماء معينة وبمبالغ مالية..؟؟..
هذه الوقائع وهذه الدلالات جعلت من حزب الله يخسر خياره الأول في تحقيق هدفه الأساس وهو الإستيلاء الهادئ والتدريجي على السلطة في لبنان من خلال الإنتخابات وبالتالي بوضع يده على السلطة التنفيذية من خلال تسليم رموز ضعيفة تمثل الطائفة السنيّة موقع رئاسة الحكومة.. والإستناد إلى حليفه الجنرال عون ليشكل الرافعة المسيحية لاستكمال حلقات وضع اليد.. بعد هذا الفشل يرى حزب الله أن أفق الهيمنة لا يمكن أن يتحقق إلا بالعودة إلى التلويح بالسابع من أيار وعلى لسان ربيبه وئام وهاب.. في حال عدم الإستجابة لمطالبه بالإمساك بوزرات معينة تعطيه القدرة على التسلط على مرافق الوطن الأمنية والقضائية.. تحت عنوان المشاركة بين الأكثرية والمعارضة.. والتعطيل الذي نشهده اليوم ما هو إلا للدلالة على أنّ حزب الله يشعر أنّ الوقت يداهمه وأن المصداقية التي كان يسعى  للحفاظ عليها أمام جمهوره تحت عناوين دينية وشرعيه بدأت تتداعى وبالتالي لن يكون هذا الجمهور مستعداً بعد اليوم للخروج إلى الشارع ممتشقاً السلاح للدفاع عن طائفة محرومة.. والتي تبين أنها كانت تملك من الأموال ما أثار شهية الحاج صلاح وسواه للقيام بعمليات إستثمار مغريه ولكن غير شرعية وغير قانونية.. بل إن هذا الجمهور سيكون مستعداً للخروج على الحزب الذي يغطي سياسياً من يستولي على أموال المودعين الذين وثقوا بهذا الشخص الذي كان يحظى بالرعاية والعناية من حزب الله وقياداته..
ويبدو بعد هذا كله أن خيار التعطيل والمماطلة والتهويل والتلويح بالويل والثبور وعظائم الأمور إنما الهدف منها أن يحقق حزب الله من خلالها سياسياً ما عجز عن تحقيقه بقوة السلاح في السابع من أيار أو بواسطة الإنتخابات النيابية التي شكك حسن نصرالله في مصداقيتها حين ألمح في خطابه الأخير إلى حجم المال الإنتخابي الذي أنفق.. من قبل الفريق الأخر.... ولكن على حزب الله أن يحذر من أن تماديه في التذكير بمفاعيل السابع من أيار وجرائم ذلك اليوم وكذلك التطاول على المقامات الدينية والمواقع السياسية ورموزها قد تقوده إلى أماكن قد يصعب عليه تفاديها أو توقع نتائجها...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,783,563

عدد الزوار: 6,914,782

المتواجدون الآن: 111