لبنان...الحريري يحِّمل حزب الله مسؤولية التعطيل ويترك الباب مفتوحاً.. جنبلاط على موقعه.. ومحاولات التبريد تصطدم بغياب المخارِج..واشنطن تصنّف ابن حسن نصر الله "إرهابيا عالميا" لأنه يجنّد أشخاصا من أجل شنّ هجمات...

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 - 6:37 ص    عدد الزيارات 2728    التعليقات 0    القسم محلية

        


الحريري يحِّمل حزب الله مسؤولية التعطيل ويترك الباب مفتوحاً.. جنبلاط على موقعه.. ومحاولات التبريد تصطدم بغياب المخارِج..

اللواء... بعد المؤتمر الصحفي للرئيس المكلف سعد الحريري، ووضعه النقاط على حروف عرقلة التأليف، وتعطيل الحكومة، واتهام حزب الله بأنه وضع «حاجزاً كبيراً» امام الجهود الرامية لتشكيل الحكومة، مشيراً إلى ان لا حل ما لم يتراجع الحزب. وقال بوضوح: «أنا آسف جداً ان يحط حزب الله حاله بموقع المسؤولية لعرقلة الحكومة».. اكتمل مشهد الاشتباك الكلامي والسياسي بين الحزب والرئيس المكلف وفريقه وحلفائه في تحوُّل في المشهد، شكل مفاجأة للأوساط المعنية، محلياً واقليمياً ودولياً.. بالتزامن مع هذا المشهد المسدود الأفق، ينتقل الوزير المفوض جبران باسيل إلى دار الفتوى، بعد ان التقى مساء أمس النائب السابق وليد جنبلاط في إطار مهمة كلفه بها الرئيس ميشال عون.. وكشف مصدر مطلع لـ«اللواء» ان تحرك باسيل يصب باتجاه تبريد المواقف، وقال ان النائب جنبلاط بقي على مواقفه التصعيدية، موضحاً ان الحزب متوجسّ من أجواء لا يراها مريحة تجاهه من فرقاء سياسيين بينهم حلفاؤه.. وذكر المصدر ان الحزب اقترح خمسة أسماء لاختيار أحدهم، لكن لا شيء محسوم أو مقبول بعد..

مؤتمر الحريري

وبدا الرئيس الحريري في مؤتمره الصحفي الذي خصصه للرد على السيّد نصر الله، مرتاحاً وواثقاً من صوابية وجهة نظره، حازماً في ما قاله، هادئاً من دون تشنج، إذ انه حرص منذ اللحظة الأولى، على ان يقول كلاماً «لا يجنن» بحسب تعبير المثل الدارج، لافتاً النظر إلى انه تقصد تأخير رده من السبت الماضي إلى امس الثلاثاء، لأن «على المرء ان يتروى ويهدأ ويفكر بالبلد والناس، والفرص التي يمكن ان تفتح، لكن في الوقت نفسه يجب ان يقول موقفه، وقد قلت موقفي». خلاصة هذا الموقف، هو «تحميل «حزب الله» مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، بقرار من قيادته، حسب ما عبر عن ذلك صراحة أمينه العام»، لافتاً إلى ان «هناك حقيقة يجب ان تقال من دون قفازات، وهي ان تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير يسميه البعض حاجز نواب سنة 8 آذار، لكني اراه أكبر من ذلك بكثير». إلا ان الحريري لم يشأ ان يعطي قرار الحزب بتعطيل تشكيل الحكومة ابعاداً تتصل بالمسألة الإقليمية، أو العقوبات الأميركية على إيران، مشيراً إلى انه تعامل مع تشكيل الحكومة منذ البداية على انه ليس هناك من تدخل خارجي، وانه ما زال عند رأيه بأن الموضوع ليس خارجياً، بل هو متعلق بكيفية إدارة البلد وتشكيل الحكومة. ونفى الحريري ان يكون قد أخذ موضوع توزير النواب الستة من خارج تيّار «المستقبل» باستلشاق، مشدداً على انه رفض هذا الطرح رفضاً نهائياً منذ بداية الطريق، مشيراً إلى انه قال «للحزب وللجميع بأن هذا الأمر لا يمكن ان يمر.. وفتشوا عن غيري». ولفت إلى انه «اذا كان الحزب متمسكاً بهذا القدر بتمثيل هؤلاء لكان باستطاعته ان يسمي أحدهم من حصته لكنه لم يفعل». كذلك نفى الحريري كل ما يتردد عن احتكاره للتمثيل السني في الحكومة بدليل أن هناك وزيرا سنّيا يسميه رئيس الجمهورية ووزيرا سنيا آخر اتفق عليه مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي أتى إلى الاستشارات على رأس كتلة نيابية. وقال: «أنا أب السنّة في لبنان وأعرف أين مصلحتهم»، مشددا على أن السنّة طائفة أساسية في البلد ولا يمكن أن تكون في أي ظرف من الظروف طائفة ملحقة بأحد أو بحزب أو بمحور. وكشف أنه بعد إعلان «القوات اللبنانية» قبولها بالعرض الذي قدمه، كان الكل ينتظر إعلان الحكومة مساء الاثنين أو الثلاثاء، ولكن يبدو أن البعض كان يراهن على أن القوات ستعطل التأليف وعندما وافقت قالوا: «لم يعد هناك من حل إلا أن نأخذ مهمة التعطيل بيدنا». ورفض الحريري رفضاً قاطعاً اتهام الأمين العام لحزب الله بالتحريض الطائفي والمذهبي، قائلاً انه «لا يقبل من أحد ان يتهمه بمثل هذا الاتهام»، لأن هذه «ليست مدرسة رفيق الحريري ولا سعد الحريري ولا تيّار المستقبل». وردا على الذين يتحدثون عن منع الفتنة في البلد، تساءل الرئيس الحريري: «من الذي واجه باللحم الحي في بيروت وطرابلس وصيدا وعرسال والبقاع وغيرها؟». وقال: «نحن الذين دعمنا الجيش وحمينا ظهره في كل مكان في لبنان، ونحن من واجه كل الدعوات لنقل الحريق السوري للبلد، ولم نقل للحظة واحدة أن تتقدم لعبة الدم والخراب والتفرقة على العيش المشترك وعلى الاستقرار بين اللبنانيين. ونحن من فتح أبواب الحوار مع الجميع، وبالتحديد مع حزب الله، وحوارات عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري تشهد على ذلك. ونحن من اعتبر التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لإنقاذ البلد ووقف التدهور وكسر حلقة تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية». وقال الحريري أخيراً: «إن الحكومة حاجة وطنية اقتصادية وأمنية واجتماعية وتأليفها ليس هناك أسهل منه إذا عدنا للأصول. هذه مهمة لدي ولدى رئيس الجمهورية، هكذا يقول الدستور وهكذا تقول الاستشارات وهكذا تقول مصلحة البلد. أنا قمت بما عليّ والحكومة جاهزة والرئيس عون والرئيس بري يعرفان ذلك، فليتفضل الجميع ويتحمل مسؤولياته ليسير البلد». وفي رده على أسئلة الصحافيين، أوضح الحريري ان المشكلة ليست في ان يلتقي النواب السنة أو لا يلتقيهم، لأن الذي كان يفاوض عنهم هو «حزب الله»، لافتاً إلى انه كان في الإمكان ان يتفهم الأمر لو لم يكن مفتعلاً، ولو انهم كانوا ترشحوا سوية في الانتخابات وفازوا وشكلوا كتلة واحدة لكنت مجبراً على تمثيلهم. ولم يشأ رداً على سؤال آخر يتعلق باتفاق الطائف، ان يذهب نحو سوء النية بأن كلام نصر الله أنهى الطائف، مذكراً بأنه سبق ان سمعنا كلاماً من الحزب حول دعمه للطائف، فلنبقَ على حسن النية، وننظر إلى النصف الملآن من الكأس، كما انه رفض الكشف عن طبيعةالمسعى الذي يقوم به الوزير جبران باسيل، مكرراً ان «ما بيني وبين باسيل سيبقى بيني وبينه»، موضحاً انه «لا يملك حلاً للعقدة، وانه لم يأت اليوم لأقول ما هو الحل، ولو كان هناك حل لكنت قمت بزيارة رئيس الجمهورية»، كذلك اكتفى بالقول، رداً على سؤال عما إذا كان سيعتذر عن تشكيل الحكومة: «كل شيء بوقته حلو».

مسعى باسيل

واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى انه بعد مواقف رئيس الحكومة المكلف سيصار الى الانصراف الى رصد ردود الفعل على ان مهمة الوزير جبران باسيل تستكمل وهي بدورها تشكل محور متابعة لمعرفة الى اين يمكن ان تؤدي مع اللقاءات التي يعقدها. وافادت المصادر ان ملامح الايام المقبلة ليست واضحة وكل ما يمكن تسجيله هو ان لا شيء جديدا على صعيد العقدة الحكومية، مشيرة الى ان زيارة الرئبس المكلف الى قصر بعبدا لن تكون الا بعد ان تصبح التشكيلة الحكومية جاهزة. وقالت المصادر نفسها ان الجهد للوصول الى الحل يتواصل لكن لا موعد لبلورة اي صيغة -مخرج. وكان باسيل زار أمس، يرافقه وزير الطاقة سيزار أبي خليل، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، في حضور رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، ثم غادر من دون الإدلاء بأي تصريح، لكنه اكتفى بالقول امام الاعلاميين: «صحيح ان النبرة كانت عالية، لكن المضمون إيجابي في مسيرة تأليف الحكومة». وافادت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» أنّ الاجتماع بين الوزير باسيل وجنبلاط في كليمنصو انقسم الى شقين:

أولا- تثبيت العلاقة الثنائية بما يعزز الاستقرار خصوصاً في الجبل

ثانيا- تبادل الأفكار بشأن الحلول الممكنة لحل العقدة الحكومية باعتبارها ذات بعد وطني.

وقد تمّ في خلال اللقاء استعراض الحلول الممكنة والتشاور والتعاون بشأنها.

ومن المقرّر ان يزور باسيل اليوم دار الفتوى لوضع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في مسعاه الذي يهدف اساساً إلى تهدئة الأمور، تمهيداً لطرح الحلول، عندما يكون هذا الأمر متاحاً. وأوضح أمين سر تكتل «لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان ان باسيل وضع التكتل في أجواء المبادرة التي يقوم بها والتي أساسها المواقف التي صدرت عن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالنسبة للقواعد الدستورية ووحدة المعايير المطلوب احترامها، بالإضافة إلى نتائج الانتخابات النيابية، وفق قانون نسبي يؤدي إلى عدم احتكار أي طرف لطائفته.

النواب السنة

اما بالنسبة لردود الفعل، فقد لوحظ ان أي تعليق لم يصدر لا من بعبدا ولا من عين التينة، ولا حتى من «حزب الله»، فيما نوّه كل من الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالمواقف التي اعلنها الحريري، في حين وصف عضو «اللقاء التشاوري» للنواب السنة المستقلين النائب جهاد الصمد كلام الحريري في مؤتمره الصحفي بأنه «حمّال أوجه»، بحيث انه لم يقفل الباب نهائياً امام الحوار والمفاوضات، ومن المبكر الحكم على التوجهات النهائية للأمور، فلا زال امامنا وقت للحل. وقال الصمد لـ«اللواء»: نحن موقفنا من التمثيل في الحكومة هو موقف سياسي وليس موقف تحد لأحد، ونريد اثبات وجهة نظرنا بان الرئيس الحريري لم يعد يمثل وحده الطائفة السنية، وان هناك وجهات نظر داخل الطائفة تختلف عن وجهات نظره، وليس هدفنا مجرد الحصول على مقعد وزاري لذلك نحن لم ندخل في نقاش او مطالبة حول اي حقيبة نريد، بل نترك مسألة تمثيلنا للرئيسين عون والحريري وهما يختاران اي واحد من النواب الستة والحقيبة التي يرتئيانها. واكد الصمد ما ذكرته «اللواء» في عددها امس، بأن الوزير باسيل سعى في تحركه الى ايجاد مناخ تهدئة سياسية واعلامية من اجل تسهيل البحث عن مخرج لتشكيل الحكومة، ولم يقدم مقترحات محددة، وتبلغ منه ما اعلنه الرئيس المكلف في مؤتمره الصحافي بأن النواب الستة لا يمثلون كتلة نيابية واحدة وبالتالي لا يمكن توزير احدهم. واشار الى ان لقاء الوزير باسيل بالنواب الستة امر وارد في اي لحظة، وقال: نحن نفتح قلوبنا للحوار مع اي كان سواء مع الرئيسين عون والحريري او مع باسيل. وفي ماخصّ الوزير السني المستقل، علمت « اللواء» ان الرئيس ميقاتي سلم الرئيس الحريري لائحة من اربعة اسماء بينها الدكتور خلدون الشريف والمصرفي عادل افيوني، ليختار الرئيس المكلف واحدا منها.

واشنطن تصنّف ابن حسن نصر الله "إرهابيا عالميا" لأنه يجنّد أشخاصا من أجل شنّ هجمات

ايلاف...أ. ف. ب... واشنطن: أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء أنّها أدرجت جواد نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، على قائمتها السوداء "للإرهابيين العالميين"، في خطوة تندرج في إطار تشديدها الضغوط على التنظيم الشيعي اللبناني المدعوم من إيران. ووصفت الوزارة جواد نصر الله بأنّه "قيادي صاعد" في الحزب وقالت إنّه قام خلال السنوات الأخيرة بتجنيد أشخاص "لشنّ هجمات إرهابية ضد إسرائيل في الضفة الغربية" المحتلة. وأكّدت الوزارة إبقاء حزب الله على قائمتها السوداء "للمنظمات الإرهابية العالمية"، علماً بأنّها أدرجته على هذه القائمة لأول مرّة منذ 21 عاماً ولم تشطب اسمه منها مذاك. أما الأمين العام للحزب حسن نصر الله فقد سبق نجله جواد إلى القائمة السوداء "للإرهابيين العالميين".

مكافآت مالية

كما أعلنت الخارجية الأميركية أنّها رصدت مكافآت مالية تصل قيمة كل منها إلى خمسة ملايين دولار، لمن يزوّدها بمعلومات تساعدها في التعرّف إلى هوية -- أو تحديد مكان وجود -- أيّ من ثلاثة أشخاص تسعى لاعتقالهم وهم القياديان في حزب الله خليل يوسف محمود حرب وهيثم علي الطبطبائي والقيادي في حركة حماس صالح العاروري. وتعتقد واشنطن أن العاروري يقيم في لبنان وأنّه صلة الوصل بين حماس وإيران. من جهة أخرى، أدرجت الوزارة "كتائب المجاهدين"، الجماعة الصغيرة الناشطة في الأراضي الفلسطينية والقريبة من حزب الله، على قائمتها السوداء "للمنظمات الإرهابية العالمية". وقالت الخارجية الأميركية إنّ "تصنيفات اليوم تسعى إلى حرمان حزب الله وكتائب المجاهدين من الموارد للتخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها". وتهدف هذه التصنيفات إلى تجميد أي أصول يملكها المدرجون على القائمة في أي أراض تخضع للقوانين الأميركية، وتحظر على الأفراد والشركات الأميركية التعامل معهم.

أنشطة حزب الله في العراق

في وقت سابق الثلاثاء فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أربعة رجال قالت إنهم يؤدّون مهام أساسية لحزب الله في العراق ويساعدونه في نقل الأموال والحصول على الأسلحة والتواصل مع إيران. والأربعة هم شبل محسن "عبيد الزيدي"، ويوسف هاشم، وعدنان حسين كوثراني ومحمد عبد الهادي فرحات. وقالت الوزارة إن الزيدي هو المنسق الرئيسي بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني، الذي تدرجه الولايات المتحدة على القائمة السوداء، وأنصارهما في العراق. وذكرت أنّه مقرّب من مموّل حزب الله أدهم طباجة ونسّق عمليات تهريب النفط من ايران الى سوريا. كما قام الزيدي بإرسال مقاتلين عراقيين إلى سوريا بتكليف من الحرس الثوري، بحسب الوزارة. وأوضحت أن الثلاثة الآخرين متورطون في جمع المعلومات الاستخباراتية ونقل الأموال لحزب الله في العراق. وحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله مدرجون على قائمة العقوبات المتعلقة بالإرهاب منذ سنين. وتعتبر واشنطن حزب الله حليفا مقربا لإيران ويدعم الرئيس السوري بشار الاسد ويهدد إسرائيل. ولكنه يعتبر في لبنان واحدا من ثلاثة أحزاب سياسية قوية. والثلاثاء اتهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حزب الله بعرقلة تشكيل الحكومة في لبنان، بسبب مساعيه للحصول على تمثيل أقوى له ولحلفائه في الحكومة. وقال الحريري في مؤتمر صحافي عقده في دارته في وسط بيروت "من المؤسف جداً أن يضع حزب الله نفسه في موقع المسؤولية عن عرقلة الحكومة". إلا أن واشنطن لا تعتبر حزب الله لاعبا سياسيا بل واجهة لعدوتها ايران.

وكيل "إرهابي"

وصرح سيغال ماندلكر، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب واستخبارات التمويل "حزب الله هو وكيل إرهابي للنظام الإيراني ويسعى إلى تقويض سيادة العراق وزعزعة استقرار الشرق الأوسط". وأضاف أن "جهود وزارة الخزانة تهدف إلى عرقلة محاولات حزب الله لاستغلال العراق لتبييض الأموال وشراء الأسلحة وتدريب المقاتلين وجمع المعلومات بوصفه وكيلا لإيران". بدوره قال السفير الأميركي المتجوّل ومنسّق جهود مكافحة الإرهاب ناثان سيلز للصحافيين إنّ "أفعال حزب الله المدمرة عرّضت الشعب اللبناني للخطر". واتّهم الدبلوماسي الأميركي حزب الله، الفصيل اللبناني الذي احتفظ بسلاحه بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) خلافاً للغالبية العظمى من أطراف تلك الحرب، بأنّه "يستخدم بفعالية المدنيين دروعاً بشرية" بإخفائه صواريخ في أحياء سكنية. وأضاف ""إن قدرة حزب الله على زعزعة الاستقرار لا تقتصر على الشرق الأوسط، بل هو قادر على زعزعة الاستقرار داخل لبنان نفسه".

"الجمهورية": التأليف رهن تنازلات.. وواشنطن تصنّف جــواد نصرالله إرهابياً عالمياً...

قال الرئيس سعد الحريري كلمته رافضاً تمثيل نواب «سنّة 8 آذار»، ومُحمّلاً «حزب الله» مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة. لكنه لم يقفل الباب أمام تسوية، ربما ينتظر حِراك الوزير جبران باسيل لبلورتها، في الوقت الذي لم يصدر عن «حزب الله» أي ردّ على اتهامه بالتعطيل، ما دفع المراقبين الى توقّع استمرار الوضع في المراوحة طالما أنّ كلّاً من الفريقين أوصَل موقفه الى سقف عال لم يعد في إمكانه التراجع عنه إلّا بتنازلات متبادلة بينهما، وهذه التنازلات اذا لم تحصل قريباً، فإنّ البلاد قد تنتظر بضعة أشهر إضافية لولادة الحكومة العتيدة. فيما اعتبر مصدر في 8 آذار انّ الحريري لم يخرج، في رَدّه على الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، عن قواعد اللعبة، ولم يوصد الأبواب أمام احتمال التسوية التي أوحى ضمناً أنّ مفتاحها موجود في قصر بعبدا. فقد حَمّل الحريري «حزب الله» المسؤولية بتعطيل تشكيل الحكومة، وقال: «هناك حقيقة يجب أن تقال بلا قفّازات، وهي أنّ تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير يسمّيه البعض حاجز نواب «سنّة الثامن من آذار»، لكنني أراه أكبر من ذلك بكثير، وهو ما عبّر عنه بصراحة الأمين العام لـ«حزب الله»، وهو قرار من قيادة الحزب بتعطيل تأليف الحكومة». ونفى الحريري أن يكون «استَلشَق» بموضوع توزير النواب الستة، مشدداً على أنه رفض هذا الطرح منذ البداية. كذلك نفى احتكاره التمثيل السني في الحكومة، بدليل أنّ هناك وزيراً سنّياً يسمّيه رئيس الجمهورية وآخر اتفق عليه مع الرئيس نجيب ميقاتي. وقال: «أنا أب السنّة في لبنان، وأعرف أين مصلحتهم». ورفض اتهامه بالتحريض الطائفي والمذهبي، وقال: «نحن من فتح أبواب الحوار مع الجميع، وبالتحديد مع «حزب الله»، وحوارات عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري تشهد على ذلك. ونحن من اعتبر التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لإنقاذ البلد ووقف التدهور وكسر حلقة تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية». واعتبر «انّ الحكومة حاجة وطنية اقتصادية وأمنية واجتماعية، ولا أسهل من تأليفها إذا عدنا للأصول. هذه مهمة لديّ ولدى فخامة الرئيس، هكذا يقول الدستور وهكذا تقول الاستشارات وهكذا تقول مصلحة البلد. أنا قمتُ بما عليّ والحكومة جاهزة وفخامة الرئيس عون ودولة الرئيس بري يعرفان ذلك، فليتفضّل الجميع ويتحمل مسؤولياته ليسير البلد».

لا حكومة قريبة

في هذا الوقت، بَدا أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري ما زال يأمل في حصول اختراقات حكومية في اي لحظة، خصوصاً انّ الابواب مفتوحة على التواصل الهادئ بين الجهات المعنية بالتأليف. الّا انّ مصادر معنية قالت لـ«الجمهورية» انّ «الحكومة عالقة بين منطقين متناقضين، عَبّر عنهما السيّد نصرالله والرئيس المكلف، اللذين التقيا على أمر واحد، وهو أن لا حكومة في المدى المنظور، الا اذا حدثت معجزة حملتهما معاً الى التراجع والتنازل، او حملت أيّاً منهما على التسليم بمنطق الطرف الآخر». وإذ استبعدت المصادر وجود هذه المعجزة او حتى ما يشبهها، ولو من بعيد، أكدت انّ الاتصالات التي ساهمت في تبريد نبرة التخاطب السياسي شاركَ بري في جانب أساسي منها، الّا انها لم تنجح في تضييق الفوارق الواسعة التي تحكم الازمة، والتي من الصعب التكهّن بالمدى السلبي الذي يمكن ان تبلغه فيما لو استعصى إيجاد حل قريب لها، خصوصاً انّ أجراس الخطر الاقتصادي تقرع بشدة اكثر من اي وقت مضى.

«حزب الله»

ولم يعلّق «حزب الله» على ما أورده الحريري، مؤكداً عبر مصادره انّ موقفه عبّر عنه أمينه العام، وانّ كرة المعالجة هي في يد الرئيس المكلف. وإذ نَفت هذه المصادر علمها بمخارج يجري طرحها لفتح الباب امام التأليف، إكتفت بالقول: «لقد أكد السيّد نصرالله اننا لسنا الجهة المعنية بمحاورتها حول مطالب نواب اللقاء التشاوري، فهم الجهة الصالحة والمعنية وحدها بهذا الموضوع، ونحن من جهتنا ندعم موقفهم، وما يوافقون عليه ويقررونه، نحن معهم فيه». وفيما رفض الحريري توزير «سنّة 8 آذار»، مؤكداً أنه توافَقَ وميقاتي على توزير شخصية مشتركة بينهما، أكدت مصادر النواب السنّة الستة أنهم «ليسوا معنيين بهذه الشراكة بين الحريري وميقاتي». وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»: «الامور حتى الآن لا تدعو الى الارتياح، فالوضع السياسي والحكومي في ذروة التأزم، والوضع الاقتصادي شهد اهتزازاً خطيراً في الايام الاخيرة، ونخشى ان يكون البلد قد دخل مرحلة العد التنازلي للسقوط الكبير». وفيما يحرص باسيل على إحاطة تحرّكه بكتمان شديد، قالت مصادر مشاركة في مطبخ التأليف لـ«الجمهورية»: «إنّ حل العقدة المستجدة يتأتى من 3 مصادر، الاول ان يقبل الرئيس المكلف بتوزير احد نواب «سنّة 8 آذار»، وهو أمر محسوم لناحية رفض الحريري لهذا الامر. والثاني ان يرفع «حزب الله» يده عن هذه المسألة، وهو ايضاً أمر محسوم لناحية تأكيده أنه سيقف مع مطلب توزيرهم الى الابد. ويبقى المصدر الثالث، وهو رئيس الجمهورية، بحيث يأتي الحل على نحو يقبل فيه رئيس الجمهورية بتوزير أحد نواب «سنّة 8 آذار» من ضمن الحصة الرئاسية». وعمّا اذا كان رئيس الجمهورية قد يوافق على هذا المخرج، قالت المصادر: «لو كان ثمّة قبول بهذا المخرج، لأعلن عنه منذ أن اشتدت الازمة، فضلاً عن أنه لم يبدر عن الرئاسة الاولى ما يوحي بأنها في هذا الوارد».

«التيّار الوطني الحر»

وكان باسيل قد زار أمس رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، على أن يزور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم. وفيما اكتفى باسيل بالقول بعد اللقاء: «صحيح ان ّالنبرة كانت عالية، لكنّ المضمون إيجابي في مسيرة تأليف الحكومة». أوضحت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» انّ زيارة باسيل لجنبلاط جاءت في إطار متابعته المَسعى الذي يقوم به لتأليف الحكومة ودفعه الى الامام. وتمّ خلال اللقاء تبادل الأفكار في شأن الحلول الممكنة لحل العقدة الحكومية، في اعتبار انها ذات بُعد وطني، وجرى عرض الحلول الممكنة، وأكد الطرفان تثبيت العلاقة الثنائية بما يعزّز الاستقرار، خصوصاً في الجبل.

«القوات»

وعلّقت مصادر «القوات اللبنانية» على مواقف الحريري، وقالت لـ«الجمهورية»: «كانت إطلالة الرئيس المكلف متماسكة في المضمون بلغة هادئة في الشكل، قوية في رسائلها، منطقية في تسلسلها، حيث أن العرض الذي قدّمه هو عرض قوي ومتين، خصوصاً مع تأكيده انه لا ينطلق من اعتبارات ذاتية او شخصية ضد «سنّة 8 آذار»، بل من اعتبارات موضوعية ومنطقية، أي أنه لم يكن هنالك من كتلة اسمها «سنّة 8 آذار» في لحظة خوض الانتخابات، أو في لحظة استشارات التكليف والتأليف». وأضافت هذه المصادر: «انّ مصدر قوة سعد الحريري هو أولاً هذا التسلسل المنطقي للأمور بأنّ هناك قراراً سياسياً بتشكيل هذه الكتلة بينما الوقائع السياسية كانت مختلفة تماماً، إن في خوض الانتخابات او في الاستشارات، وهناك معيار اعتمَده على هذا الاساس ولا يمكن ان يعتمد معايير غُبّ الطلب بإشراك كتلة كانت موزّعة على مجموعة كتل. ولذلك، قوته المركزية والاساسية هي اولاً هذا الخلل على هذا المستوى. وقوته الثانية انّ الامور كانت فعلاً على مسافة ساعات من التأليف، لو لم يضع «حزب الله» الفيتو. وقوته الثالثة انه على تواصل وتكامل مع رئيس الجمهورية، الأمر الذي يمكّنه فعلياً من ان يعطي موقعه مزيداً من القوة على المستوى الدستوري. ولذلك، كل الاعتبارات تصبّ عملياً في مصلحته، فضلاً عن أنه يشكّل حاجة اقتصادية وحاجة دولية وعربية، ولا يوجد اي منافس سنّي له، وأظهرَ انه لا يحتكر، كما يقول «حزب الله»، المكوّن السني، بدليل تفاهمه مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي خاض كلٌ من موقعه الانتخابات، وأيضاً هناك تمثيل عند رئيس الجمهورية. لذلك، كل المنطق الذي قدّمه يَصبّ في مصلحته، لكن في نهاية المطاف وبطبيعة الحال، الامور في مراوحة سياسية، وكل الأمل في هذه اللحظة ان تكون مراوحة هادئة وليس ساخنة لإفساح المجال امام الوساطات التي يتولّاها الوزير جبران باسيل مُكَلفاً من فخامة الرئيس. طبعاً هذا الدور مطلوب، ومطلوب باستمرار ان يكون هناك وساطات ومساع من أجل الوصول الى حل، وأيّ مسعى هو مبارك من اجل الخروج من النفق الذي وصلت اليه الامور، لأنّ البلاد بحاجة الى حكومة». وكان جعجع قد أوفد الوزير ملحم الرياشي الى الحريري مساء أمس، وأبلغ اليه «تأييد «القوات» لموقفه المنفتح والحواري والحضاري للتواصل مع كل الأطراف ومحاولة إيجاد حل»، بحسب الرياشي، الذي أضاف «انّ موقف الرئيس الحريري له قيمة استثنائية، لأنه منطقي وعقلاني، وهو في السياسة يحتاج إلى تدعيم لكي تُشكَّل الحكومة في أسرع وقت ممكن».

عقوبات أميركية

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أنها صنّفت جواد نصرالله، نجل الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، «إرهابياً عالمياً»، وسط تشديدها الضغوط على «الحزب». ووصفت الوزارة جواد نصر الله بأنه «القائد الصاعد» للحزب، وقالت إنه جَنّد خلال السنوات الأخيرة أشخاصاً «لِشَن هجمات إرهابية ضد إسرائيل في الضفة الغربية» المحتلة. وأضافَت الوزارة «كتائب المجاهدين» في الأراضي الفلسطينية، المرتبطة بـ«حزب الله»، إلى قائمة «المنظمات الارهابية العالمية». وقالت إنّ «تصنيفات اليوم تسعى إلى حرمان «حزب الله» و»كتائب المجاهدين» من الموارد بُغية التخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها». كذلك فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 4 رجال قالت إنهم مهمّون لـ«حزب الله» في العراق، ويساعدونه في نقل الأموال والحصول على الاسلحة والتواصل مع إيران، وهم: شبل محسن «عبيد الزيدي»، ويوسف هاشم، وعدنان حسين كوثراني ومحمد عبد الهادي فرحات. وقالت الخارجية الاميركية إنّ الزيدي هو المنسّق الرئيسي بين «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، وهو مقرّب من مموّل «حزب الله» أدهم طباجة، ونَسّق عمليات تهريب النفط من إيران الى سوريا، وأرسلَ مقاتلين عراقيين إلى سوريا بتكليف من الحرس الثوري. وأوضحت أنّ الثلاثة الآخرين متورّطون في جمع المعلومات الاستخباراتية، ونقل الأموال لـ»حزب الله» في العراق. وقال سيغال ماندلكر، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب واستخبارات التمويل: «حزب الله» هو وكيل إرهابي للنظام الإيراني، ويسعى إلى تقويض سيادة العراق وزعزعة استقرار الشرق الأوسط». وأضاف أنّ «جهود وزارة الخزانة تهدف إلى عرقلة محاولات «حزب الله» لاستغلال العراق، لتبييض الأموال وشراء الأسلحة وتدريب المقاتلين وجمع المعلومات، بوَصفه وكيلاً لإيران». الى ذلك، رصَدت الولايات المتحدة مكافأة مالية مقدارها 5 ملايين دولار أميركي، لمَن يُدلي بمعلومات عن 3 قياديين في «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس»، مجددة التأكيد أنّ النظام الإيراني «يسرق شعبه» من أجل تمويل ميليشياته في الخارج. وكشفَ مساعد وزير الخارجية الأميركي للأمن الدبلوماسي، مايكل إيفانوف، خلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، عن أسماء القياديين الثلاثة، وهم: صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، وأحد مؤسسي جناحها. وقال: «إنّ العاروري يعيش بحرية في لبنان، ويعمل أيضاً مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ويجمع الأموال لتنفيذ عمليات لمصلحة «حماس»، وقيادة عمليات أدّت إلى مقتل إسرائيليين يحملون جنسية أميركية»، مشيراً إلى أنّ «وزارة الخزانة صنّفته إرهابياً عالمياً في 2015». وقال ايفانوف: «إنّ الثاني هو خليل يوسف محمود، المستشار القريب من الامين العام لـ«حزب الله»، ولديه ارتباطات متشعّبة مع كثير من المنظمات الإرهابية». وأضاف أنّ محمود «قدّم المشورة في شأن شَن هجمات في الأراضي الفلسطينية وفي مناطق أخرى بالشرق الأوسط، وصَنّفته وزارة الخزانة إرهابياً عالمياً في 2014. أمّا القيادي الثالث فهو هيثم علي، المُرتبط بمقاتلي «حزب الله» في سوريا واليمن، وتم تصنيفه إرهابياً عالمياً في تشرين الأول 2016». وقال المسؤول الأميركي إنّ التنظيمين («حزب الله» و«حماس») حصلا على الأموال والأسلحة من إيران، التي تعتبر راعية أساسية للإرهاب. وطلب من «أي شخص لديه معلومات عن هؤلاء الأشخاص، الاتصال بالسفارات أو القنصليات أو البعثات الدبلوماسية الأميركية حول العالم».



السابق

مصر وإفريقيا...أرقام "صادمة" يعلنها وزير مالية مصر لأول مرة!..رئيس الأركان المصري ينوّه باستعادة الاستقرار في سيناء..البشير ينتقد الغرب غداة إعلان استئناف الحوار السوداني ـ الأميركي..قلق أميركي من احتمال سيطرة الصين على مرفأ بجيبوتي..ضغوط على الشاهد..مطالب صندوق النقد أو مواجهة النقابات...الجزائر تباشر ترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة..نتائج مؤتمر باليرمو «تفوق التوقعات»..البابا فرنسيس يزور المغرب في 30 آذار.."إيلاف المغرب" تجول في الصحف اليومية الصادرة الأربعاء ...

التالي

اخبار وتقارير.... وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يعلن استقالته من الحكومة...هل أوقفت روسيا عودة عائلات "الدواعش" إليها؟...ترامب يشن "حرب تغريدات" على ماكرون..تراجع أعداد الطلاب الأجانب في أميركا للعام الثاني على التوالي..المفاوضون الأوروبيون والبريطانيون يتوصلون إلى مشروع اتفاق...القبض على مجموعة خططت لاستهداف القاعدة الروسية في طاجيكستان..روسيا «وسيطاً» في أفغانستان بعدما «خسر الغرب الحرب»..الصين تأمل باتفاق خلال 3 سنوات لقواعد السلوك في البحر الجنوبي..روسيا تمنع نافالني من السفر إلى فرنسا..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,097,993

عدد الزوار: 6,934,669

المتواجدون الآن: 72