لبنان...... هل تذهب إسرائيل إلى حربٍ على لبنان؟.. إما ولادة الحكومة «خلال ساعات» أو... المجهول..واشنطن «تطارد» تمويل «حزب الله» في بيروت عبر زيارة بيلينغسلي...اللواء...تعادُل التفاؤل والحَذَر في تجاذُب «ربع الساعة الأخيرة»!.."الجمهورية": التأليف على نار الحقائب.. "القوات" و"التقدمــي": لا تنازل.. و"التشاوري": إتفاق مكتوب...

تاريخ الإضافة الخميس 31 كانون الثاني 2019 - 7:15 ص    عدد الزيارات 2565    التعليقات 0    القسم محلية

        


... هل تذهب إسرائيل إلى حربٍ على لبنان؟..

الراي..ايليا ج. مغناير ... نتنياهو يضلّل المستوطنين وهاجسه ضمان إعادة انتخابه..

هناك الكثير من الحديث في سورية ولبنان عن أن اسرائيل، وبشكل أكثر تحديداً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يفكّر جدياً في معركةٍ عبر الحدود على نطاق واسع يمكن ان تتصاعد الى مستوى حربٍ لضمان إعادة انتخابه. ورغم إعلانه عن «نجاحٍ هائل» في عملية «درع الشمال» التي أُطلقتْ في ديسمبر الماضي، إلا ان نتنياهو يرسل الجيش للبحث عن أنفاق أخرى بعيداً عن الأضواء الإعلامية. وثمة مَن يرى أن إعلان رئيس الوزراء نجاح انتهاء العملية جعله أسير تفاؤله الخاص في ضوء رغبته باستثمار هذا النجاح المزيّف في إعادة انتخابه. إلا أنه أَحْدث في الواقع حال ذعر وهلع شديد بين السكان على الحدود مع لبنان وصولاً الى ذهاب البعض إلى حدّ القول انه سيكون من مصلحة هؤلاء ان يملك «حزب الله» صواريخ دقيقة تصل الى أي هدف داخل اسرائيل بحيث تضرب الجيوش بعضها البعض بدل وقوع إصابات خاطئة يمكن أن تطاول مدنيين. وفي الوقت عيْنه فإن البنية التحتية السرية بين لبنان واسرائيل بعيدة عن السيطرة الاسرائيلية على عكس ما يدّعي نتنياهو. إذ ان مصادر على بيّنة مما يجري تشير الى أن للأنفاق دوراً حاسماً في حربٍ مستقبلية يستخدمها المشاة لخطْف جنود او للالتفاف حول القوات المتمرْكزة على الحدود، معتبرة أن «حزب الله» يملك معدات حديثة يستخدمها للاستمرار في مشروعه بمفاجأة عدوّه وضرْب أي هدف يختاره. وتقول مصادر مطلعة وخبيرة في عمل المقاومة، أن «هناك احتمالاتٍ قوية لأن تبدأ اسرائيل معركةً ضدّ لبنان ما قد يؤدي إلى نشوب حرب»، معربة عن اعتقادها ان «نتنياهو قد يختار استخدام الصواريح الموجَّهة والقصف الجوي لضرْب أهداف لحزب الله والحدّ من قدراته الصاروخية. وفي هكذا سيناريو، لن تكون هناك حاجة الى تقدُّم المشاة وبالتالي سيقتصر دور الجيش على حماية الحدود وضمان عدم تسلُّل حزب الله الى الداخل عبر الأنفاق». ويدّعي نتنياهو ان السيد حسن نصرالله، مُحْرَج من نجاح اسرائيل في تفكيك الأنفاق وأن زعيم «حزب الله» قد حُرم من هذه الأصول المهمة. وقد اكتشفت اسرائيل 4 أنفاق حتى اليوم ولم ينفِ نصرالله ذلك. إلا ان رئيس الوزراء يضلّل الاسرائيليين بادعائه أنه دمّر كل الأنفاق. ووفق مصادر مطلعة فإن الجيش الاسرائيلي «يرسل الكلاب المدرّبة في أنفاق جديدة اكتُشفت حديثاً وفي أعماق كبيرة بهدف تطهيرها من المتفجّرات ومهاجمة اولئك الذين يعملون داخلها». وليس جديداً ان يكذب الاسرائيليون على مواطنيهم. وقد قال نصرالله إن الانفاق قديمة العهد ووافقَه على ذلك موشيه يعلون وزير الدفاع الاسرائيلي السابق: «نحن نكذب من أجل الحفاظ على أمن الدولة. فَعَلْنا لك (عدم الإعلان عن الأنفاق) لتضليل الجانب الآخَر». وقد أَوْجدتْ رسالة نصرالله انقساماً بين السكان الاسرائيليين، بين مَن يثقون بجيشهم (وليس سياسييهم) وبين مَن يثقون بالأمين العام. وتقول المصادر الخبيرة انه مما لا شك فيه أن «حزب الله» يَعتبر الأنفاق رصيداً مهماً في أي حربٍ مقبلة، ولذلك هي لن تتخلى عن البحث عنها. وهي قامت بحفْر مناطق بعرْض 10 الى 13 كيلومتراً في مناطق قرب عيتا الشعب وكفركلا (مقابل المطلة). إلا أن هناك مساحات شاسعة على طول 107 كيلومترات تمتدّ الى الساحل اللبناني لم تقم اسرائيل بالبحث فيها. وتسأل: «لنأخذ مثلاً منطقة عيتا الشعب الحدودية حيث توجد تلال على جانبيْ الحدود بارتفاع مئات الأمتار. فهل لدى اسرائيل الأجهزة لكشف أنفاق بهذا العُمق؟ قد يستخدم حزب الله ضواغط صامتة ومعدات حفْر قادرة على تقليص وقت بناء الأنفاق من سنتين للنفق الواحد الى ما بين 4 و 6 أشهر. وكذلك لدى الحزب الجهاز الهنْدسي والفني والتخطيطي اللازم للإكمال بإيجاد الأنفاق المناسبة رغم اعتقاد نتنياهو ان حزب الله يواجه صعوبات مالية جدية وأنه غير قادر تالياً على حفر أي نفق جديد». وفي العديد من المواقع الحدودية، تسيطر اسرائيل على الجوّ بطائرات من دون طيار وأجهزة حرارية بعيدة المدى ومناطيد ورادارات وكاميرات متعددة الحواس ودوبلر نابضة ذات موجات متغيّرة التردد، وكذلك تملك أنظمة تصوير ذكية تؤمّن إنذاراً مبكراً من حالات التسلل. وتتبع هذه الأجهزة الأفراد وتكتشف وجودهم. أما الأنفاق، فتتجاوز كل هذه التدابير، «وتمتاز أنفاق الجهة اللبنانية بطوبوغرافيا مختلفة عن تلك التي في غزة الرملية الطابع فيما تتكوّن اللبنانية من الصخور الصلبة». إلا أن الانفاق ليست الطريقة الوحيدة لعبور الحدود. إذ تقول المصادر «إن كمية صغيرة من المتفجّرات كافية لإسقاط 4 - 6 من البلوكات الاسمنتية (من الجدار الاسرائيلي) دفعةً واحدة ليتأمّن عبور الأفراد. لكن هكذا خطة ممكنة فقط إذا اتُخذ القرار بعبور الحدود وبحال اتَخذت اسرائيل القرار بالمبادرة إلى الحرب. وبما ان اسرائيل تنتهك الحدود اللبنانية وأراضي لبنان حين تشاء، فإن حزب الله يعتبر أن لديه الصلاحية نفسها». ان معركة الأنفاق هي «كابوس» ولا يمكن لأي جيش وقْفها. اذ تُستخدم هذه الأنفاق مرة واحدة فقط. وفي حال «معركة الجليل» المقبلة، فهي بحسب المصادر، «تهدف الى إجبار اسرائيل على الانسحاب من أي مكان تحتله أو لإطلاق كل الأسرى الفلسطينيين، وتالياً فإن هكذا معركة، اذا حصلت، من المتوقَّع أن تحصد المئات من القتلى من الطرفين. إلا أن المبادرة لبدء الهجوم تقع في يد اسرائيل التي تملك قرار الحرب وقرار خرق الحدود أولاً». وتأخذ اسرائيل على محمل الجدّ تهديدات نصرالله، إذ أنشأت كتيبة «أبواب النار» لمنْع «حزب الله» من احتلال اصبع الجليل. ولكن ماذا فعل نتنياهو ورئيس الأركان السابق غادي ايزنكوت؟ وفق المصادر عيْنها هما «عرضا للمستوطنين سيناريو فيلم رعب (زومبي) ليقولا لهم إن حزب الله أراد دفْع بين 1000 و2000 مقاتل لشنّ هجوم على المستوطنين في الجليل. وهكذا لعب نتنياهو وايزنكوت لعبة نصرالله وساعداه لزرْع المزيد من الخوف في نفوس سكان اسرائيل أكثر من أي شخص آخر. وقد هدف رئيس الوزراء الى تضخيم إنجازه لأهداف انتخابية، لكنه فشل في تحقيق ذلك، لأنه أعلن عن نهاية وجود الأنفاق بسرعة، مع العلم بتواجد عدد كبير آخَر». وقدّرتْ المصادر أن «حب نتنياهو للسلطة خطَر كبير. فهو يستطيع أن يذهب ومعه فريقه الى خيار الحرب أو معركة كبرى ضدّ لبنان من أجل تأمين إعادة انتخابه بدَل الذهاب الى السجن بتهمة الاختلاس والفساد. وما يزيد الطين بلة أنه هو نفسه يتولى اليوم مسؤولية وزارة الدفاع، هو الذي لا خبرة عسكرية لديه، وتالياً يحبّ ان يُظْهِر براعته وقدراته في الشؤون العسكرية من خلال حرب على لبنان، ونقول هنا لبنان، لأن نتنياهو يعلم أن أي هجوم على سورية ستكون له عواقب وخيمة ستهدد قطعاً مستقبله السياسي لأن دمشق وحلفاءها سيستجيبون للحرب فوراً (راجع عدد «الراي» السبت)». وتعرف المصادر أن اسرائيل تتمتّع بدعمٍ لا محدود من الرئيس دونالد ترامب «فالقوات الأميركية تتدرّب مع القوات الاسرائيلية وتتواجد على أرضها وتحاكي سيناريوات حرب متعددة». إلا أن المقلب الآخر - أي (حلف المقاومة)- تؤكد مصادره ان «العراق سيكون جزءاً لا يتجزأ من المعركة المقبلة على لبنان او سورية». «إذا شاركتْ أميركا في الحرب علناً فإنها ستكون شريكة في الحرب وتالياً فإن جنودها في العراق سيصبحون رهائن وأهدافاً في بلاد ما بين النهرين. والحرب المقبلة لن تكون أبداً كسابقاتها لأنها لن توفّر البشر ولا الحجر»، بحسب المصادر نفسها. من الواضح ان «حزب الله» لا يريد الحرب، وقال نصرالله انه «اذا كان نتنياهو سعيداً بالقول إنه نجح في تدمير ترسانة حزب الله وكل صواريخه فليقُل ولن نعارضه». لا يريد «حزب الله» تحدي رئيس الوزراء بل يسعى الى تجنُّب الحرب المقبلة المدمّرة والتي من شأنها أن تشمل ليس فقط جنوب لبنان بل العاصمة أيضاً بيروت. ولكن كما قال الميجر جنرال الاسرائيلي تمير يدعي: «في حال الحرب المقبلة لن يشرب أحد القهوة في تل أبيب».

لبنان... إما ولادة الحكومة «خلال ساعات» أو... المجهول

واشنطن «تطارد» تمويل «حزب الله» في بيروت عبر زيارة بيلينغسلي

الراي..بيروت - من ليندا عازار .. هل تكون «الثالثة ثابتة» فتولد الحكومة اللبنانية اليوم أو غداً، أم تكون البلاد مرّة جديدة أمام «طلق كاذب» يُدْخِلها في مرحلةٍ لن يكون ما قبلها كما بعدها على الصعيد الداخلي كما على مستوى «تثبيتِ» احتجازِ الواقع المحلي بالكامل للمعطى الاقليمي ومقتضيات المواجهات المرتقبة في المنطقة؟... هذا السؤال كان «الوحيد» الذي «يُطْبِق» على المشهد السياسي في بيروت التي «حبستْ أنفاسها» مع استعادة مناخاتٍ إيجابية بإمكان «النفاذ» بالحكومة الموعودة منذ 8 أشهر ونيف في الساعات القليلة المقبلة انطلاقاً من «حلّ وسط» كان ما زال يخضع لأخذ وردّ «ربع الساعة الأخير» حول «الكرسي» الذي سيجلس عليه ممثّل النواب السنّة الستة الموالين لـ«حزب الله»، أي في التكتل المحسوب على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي سيتمثّلون من حصته أم في «اللقاء التشاوري» (مجموعة الستة)، وحول «الإمرة» لمَن في «وُجهة تصويته» داخل مجلس الوزراء، إضافة الى حسْم مسألة تبادُل بعض الحقائب على قاعدة إيجاد حقيبة «مناسِبة» تكون من حصة رئيس البرلمان نبيه بري كـ«بديل» لوزارة البيئة التي أرادها «التيار الوطني الحر» «ثمناً» لتنازُله عن «الثلث المعطّل». وفيما كانت عبارة «تباشير الخير» تعمّ المقرات الرئاسية، ارتسم سباقٌ محمومٌ بين ما اصطُلح على تسميته «خميس الفصل» وبين «الخطوات التالية» وخصوصاً للرئيس المكلف سعد الحريري و«التيار الوطني» بحال لم تبصر الحكومة النور اليوم أو غداً. فالأوّل بدا أنه ماضٍ في قرار الحسْم ونقلت مصادره أنه بإزاء أي مآل سلبي للمحاولة الجديدة والجدية لاستيلاد الحكومة فإن خياراته تراوح بين «الاعتذار او تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال أو تسمية المعرقلين ومعطّلي التأليف»، فيما لوّح «التيار الحر» متكئاً على ما يشبه «مهلة الإسقاط» التي حددها عون لإنهاء الملف الحكومي قبل بدء فبراير «بالنزول الى الشارع وتسمية الأمور بأسمائها». ورغم جوّ التفاؤل في أوساط سياسية عدة بأن الحكومة صارت في «غرفة الولادة» منطلقةً من أن رئيس «التيار الوطني» جبران باسيل سلّم بعدم إمكان حصول فريق عون على «الثلث المعطّل»، فإن مصادر أخرى بدت حذرة مما قد تحمله «الدقائق الأخيرة» ولا سيما في ضوء إشارة بري أمام النواب أمس إلى «إشكالية صغيرة ما زالت باقية حول إذا كان ممثل (اللقاء التشاوري) يحضر اجتماع كتلة لبنان القوي (المحسوب على عون) او التشاوري». وجاء كلام بري على وقع تسريباتٍ أشارتْ الى تفاهمات حصلتْ على أن يحضر «وزير التشاوري» (حسن عبدالرحيم مراد أو عثمان مجذوب) اجتماعات «اللقاء» وتكتل «لبنان القوي» فيما تصويتُه يعتمد على كل ملف وفق ما أوردتْ محطة «او تي في»، مقابل إعلان مصادر أخرى أن «مجموعة الستة» لم تتفق بعد إذا كان ممثّلها سيشارك باجتماعات الكتلة المحسوبة على عون، وتأكيد تقارير أخرى أن هذا الوزير سيحضر لقاءات «لبنان القوي» ولكن سيصوّت على المشاريع وفق قرار «التشاوري». وفيما تحدّثت معلومات أخرى عن مسعى ليكون ممثّل «مجموعة الستة» يعتمد في أي تصويت على التشاور مع عون (كونه من حصته) ومع مجموعته بحيث يتم الحصول على ضمانات متبادلة بألا يصوّت ضد رئيس الجمهورية كما لا يُستخدم في أي خطوات «كاسِرة للتوازنات»، بدا أن مسألة مبادلة الحقائب لفّها أيضاً الغموض وسط كلام مصادر عن تفاهمات حصلت على أن يحصل بري على حقيبة السياحة بدل البيئة التي ستؤول الى «التيار الحر»، قبل ان يُنقل عن رئيس البرلمان أن «هناك لمسات توضع على بعض الحقائب ووصلني بالتواتر كلام عن (السياحة) وغيرها، ولكن الموضوع (في مسار التأليف) محصور بالنقطة الأولى اي أين يكون ممثل اللقاء التشاوري، الأمر الذي لم يُفهم إذا كان يعني وجود تعقيدات في مسألة التبادل، وذلك بعدما أفادت تقارير أن بري رمى كرة تأمين بديل (ملائم) عن البيئة في ملعب الحريري مع تأكيد (بري) أنه لا يقبل بالإعلام». وفيما بدت الساعات الفاصلة عن اليوم حاسمة لتبيان مصير المحاولة الجديدة لكسْر المأزق الحكومي وسط بدء «التنقيب» عن خلفيات صدور «كلمة السرّ» في هذا التوقيت بحال حصلت الولادة وما سيعنيه عدم صدورها وتداعياته على لبنان، انشغلت بيروت بزيارة بالغة الدلالات بدأها مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي، وهو المكلف مراقبة تنفيذ العقوبات التي تستهدف إيران و «حزب الله». وقد أدرجت مهمة بيلينغسلي في سياق تأكيد جدية واشنطن في مطاردة حركة الأموال غير الشرعية في العالم ومحاذير التفلت من القوانين والقرارات الأميركية في هذا السياق ولا سيما بالنسبة الى القطاع المصرفي. وقد أبلغ عون، المسؤول الأميركي ان «لبنان يشارك بفعالية في الجهود الدولية لمكافحة تمويل الارهاب وغسيل الاموال، وان القوانين اللبنانية تعاقب مرتكبي اي نشاطات مماثلة جزائياً ومالياً، ويتم تطبيق هذه القوانين بحزم ودقة وذلك بشهادة المؤسسات المالية الدولية».

اللواء...تعادُل التفاؤل والحَذَر في تجاذُب «ربع الساعة الأخيرة»!.. تبادُل الحقائب لم يُحسَم.. ومتابعة أميركية لتأليف الحكومة

نجح الرئيس المكلف سعد الحريري في فرض أجندة التأليف على ما عداها، في محاولة لإنجاز هذا الملف المأمول ان يفتح الباب امام انفراج اقتصادي وملء الشواغر في مجلس الجامعة، والمجلس العسكري، والإدارات، فضلاً عن تشريع الانفاق، وإقرار الموازنة، وتحريك العجلة الاقتصادية، انطلاقاً من وضع مقررات مؤتمر «سيدر» قيد التطبيق. وكاد الحماس السياسي، على وقع حركة لم تهدأ على جبهتي العقدتين: تموضع الوزير الممثل للقاء التشاوري (أو نواب سنة 8 آذار)، وتبادل محدود لحقيبتين أو أكثر، بين الرئيس نبيه برّي، الذي ابقى يده على «زناد» الجلسة التشريعية، وحليفه (حتى وقت قريب) النائب السابق وليد جنبلاط، وربما تعدى الأمر إلى «القوات اللبنانية».. ان يعطل كل شيء بانتظار الدخان الأبيض من بعبدا، في مهلة زمنية، لا تتعدّى بعد غد السبت، وفقاً لوصف اللقاء التشاوري النائب عبد الرحيم مراد، مع العلم ان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، الذي لن يكون في الوزارة العتيدة، ملحم رياشي غرّد على حسابه على «تويتر»: واخيرا خلصت الجمعة، (فبراير) شباط 2019. وتتفق مصادر على صلة بـ«حزب الله» مع ما ذهب إليه رياشي، لجهة موعد يوم غد، لكنها تضع التفاؤل، والحذر على كفتي ميزان في لحظة حذرة، تستوجب التكتم، لإنهاء الرتوش على اتفاق «الوزير السني» من خارج «المستقبل»، والمرتبط إعلانه بين تبادل الحقائب بين الرئيسين برّي والحريري والوزير باسيل. وعكست تصريحات مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي، بعد لقاء الرئيس عون في بعبدا والحريري في «بيت الوسط» اهتماماً اميركياً بتأليف الحكومة، بالاعراب عن أمله في ان «تتمكن الحكومة اللبنانية بعد تشكيلها من مواجهة التحديات المالية والاقتصادية الراهنة» في معرض ربطه بين مهمته في إطار متابعة، جهود الدولة اللبنانية، في مجالي مكافحة الإرهاب، وتبييض الأموال والتعاون مع المؤسسات المالية والمصرفية للدولة اللبنانية والمصارف على هذا الصعيد. وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان «الطبخة ما استوت بعد» وان اختيار الوزير عن اللقاء التشاوري لا يزال يخضع لأخذ ورد في ضوء تفاهم يقال انه حصل بين عضو في اللقاء بتوزير مقرّب منه جداً مع الوزير باسيل، أدى إلى اغضاب نائب آخر، واضطراره إلى مغادرة بيروت إلى طرابلس احتجاجاً. وقالت المصادر ان عدم زيارة الرئيس المكلف إلى عين التينة اليوم، يدل على عدم نضوج طبخة تبادل الحقائب، في ضوء موافقة الرئيس برّي على حقيبة بديلة لحقيبة البيئة، التي صارت من حصة التيار الوطني الحر.

رتوش أخيرة

وعلى الرغم من ضبابية الصورة والتي لم تنقشع بشكل كامل بعد، فإنه يبدو ان «معضلة» تشكيل الحكومة اقتربت من خواتيمها السعيدة، بحسب ما تسرب من مصادر كل الأطراف المعنية بالتأليف، ولا سيما من «بيت الوسط» و«التيار الوطني الحر» و«اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين»، وايضاً من «حزب الله» وعين التينة، والتي أجمعت على ان الإعلان عن مراسيم التشكيل قد تصدر بين اليوم وغداً، أو السبت على أبعد حدّ، إذا ما تمّ الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه لجهة توزيع بعض الحقائب الوزارية، وتمثيل وتموضع وزير «اللقاء التشاوري»، فيما يرتقب ان يقوم الرئيس المكلف سعد الحريري بزيارتين إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس لوضعهما في صورة ما تمّ التوافق عليه، وأخذ «البركة» منهما. وإذا كان لم يتم أمس رصد أي اجتماع علني على خط التأليف، باستثناء زيارة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل إلى «بيت الوسط»، حيث استبقاه الرئيس الحريري إلى مائدة العشاء، لاستكمال البحث في الموضوع الحكومي، على الرغم من ان الكتائب غير ملحوظة في أي «توليفة» حكومية، أقله حتى هذه اللحظة، فإن عملية وضع «الرتوش» الأخيرة على تفاصيل الاتفاقات التي تمّ التوصّل إليها، بقيت مستمرة طيلة نهار أمس، حيث ذكرت المعلومات انه تمّ حل مسألة تبادل الحقائب، بحيث حسمت حقيبة البيئة لتكتل «لبنان القوي»، على ان يتولاها وزير من حزب «الطاشناق» وليس وزيراً من «التيار الوطني الحر» مقابل منح كتلة «التنمية والتحرير» حقيبة السياحة، وذلك بعد رفض كتلة «اللقاء الديمقراطي» التنازل عن حقيبتي التربية والصناعة، ورفض «القوات اللبنانية» التنازل عن حقيبة الثقافة، لكن معلومات أخرى اشارت إلى ان حقيبة البيئة ستؤول إلى «التيار الحر»، فيما تذهب الإعلام إلى «الطاشناق»، ما دفع مصدراً في «الطاشناق» إلى القول مازحاً: «يبدو انه لم يبق عرب في لبنان ليعطوا الإعلام لارمني»، مضيفاً «بأن أحداً لم يتحدث مع الحزب في موضوع مبادلة السياحة بالاعلام». وتوقعت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان تبذل في الساعات المقبلة جهود إضافية حثيثة من أجل حسم الملف الحكومي، مشيرة إلى ان الاتصالات التي تستكمل في هذا المجال تهدف إلى الوصول إلى نتيجة إيجابية، ملاحظة ان هذه المرة لا تشبه غيرها لجهة الحسم تشكيلاً أو أي خيار آخر. ولفتت إلى انه بعدما حسمت حقيبة البيئة للتيار الحر، فإن البحث جار عن حقيبة بديلة تمنح لحركة «أمل» مكانها، من غير وزارة الصناعة التي يتمسك بها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، مرجحة ان تكون واحدة من ثلاث حقائب معروضة على الرئيس برّي بينها المهجرين أو السياحة، بعدما رفضت «القوات» التخلي عن الثقافة. وبحسب المعطيات المتوافرة لتلفزيون «المستقبل» فإن تشكيل الحكومة بات في ربع الساعة الأخير، وان كل المؤشرات تدل على ان لبنان دخل فعليا أسبوع الحسم الحكومي. وهو كان نقل عن مصادر مواكبة لعملية التأليف بأن الرئيس المكلف أنجز اتصالاته ومشاوراته بنسبة كبيرة، وينتظر تتويجها بزيارة سيقوم بها إلى القصر الجمهوري خلال الساعات المقبلة، فيما أكدت محطة «المنار» الناطقة بلسان «حزب الله» نقلا عن مصادرها، بأن إيجابية التأليف مستقرة، وان الرئيس الحريري سيكون حاسماً خلال الساعات المقبلة، مشيرة الى ان الأمتار الأخيرة المتبقية ليست معقدة بل سالكة لكن تحتاج إلى عبور صحيح للتشكيلة النهائية، غير ان قناة OTV الناطقة بلسان «التيار الحر» نقلت عن مصادر مقربة من الرئيس المكلف بأن هناك تقدماً حذراً في موضوع تأليف الحكومة كي لا تتكرر التجارب السابقة، مؤكدة بأن الأسبوع هو أسبوع الحسم، فيما ذهبت محطة L.B.C.I إلى حدّ التأكيد، نقلا عن مصادر وصفتها بالرفيعة، بأن الحكومة ستبصر النور في اليومين المقبلين، وهي تخضع حالياً للمسات الأخيرة، مشيرة إلى ان اسم ممثّل «اللقاء التشاوري» لن يعرف الا مع صدور مرسوم التشكيل.

«تشاؤل» مستقبلي

غير ان مصادر قيادية بارزة في تيّار «المستقبل» كشفت لـ«اللواء» ان الرئيس الحريري لم يقم بإجراء أي اتصال بأي شخصية مرشحة لتولي حقيبة وزارية في «التيار» لابلاغها أي قرار سلبياً كان أم ايجابياً، مما يعني، بحسب المصادر باستحالة ولادة الحكومة اليوم. ولفتت إلى انه رغم وجود أجواء تفاؤلية على صعيد تشكيل الحكومة، فإن الدخان الأبيض لم ينبعث بعد، لأن الوقائع لا توحي بأن كل العقد قد تمت حلحلتها، بل أكدت ان المعطيات ما زالت على حالها ولم تتغير، وحرصت على وصف الأجواء «بالتشاؤلية»، استناداً إلى أن التجارب التفاؤلية الماضية لم تكن مشجعة على الإطلاق. ودعت المصادر إلى انتظار موقف واضح وصريح من قبل الوزير جبران باسيل بالنسبة إلى موضوع الثلث المعطيل، وكذلك اتفاق أعضاء «اللقاء التشاوري» على الاسم الذي سيمثلهم في الحكومة، بعدما بات واضحاً وانكشف امام الرأي العام بأن هناك خلافاً في ما بينهم، خاصة وان الجميع يعلم ان النائب فيصل كرامي يطمح شخصياً لأن يكون وزيراً، ولكن هذا الأمر مستبعد لاعتبارات عديدة، ولذلك ومعه بعض أعضاء «اللقاء» رشح مدير مكتبه الزميل عثمان مجذوب، بينما النائب عبد الرحيم يزكي نجله حسن. ولفتت المصادر القيادية في تيار «المستقبل» إلى إشكالية لم تحسم وهي انه في حال تم التوافق على توزير المجذوب وهو من مدينة طرابلس فإن تيار «المستقبل» والرئيس الحريري لن يتم تمثيلهم في عاصمة الشمال وهو امر مؤسف حيث هناك أهمية كبرى لان يكون لدى التيار وزير سني من المدينة، خصوصا ان الرئيس نجيب ميقاتي سيتمثل بوزير من المدينة وليس من المنطقي ان يكون هناك ثلاثة وزراء من طرابلس، كذلك فان هناك اتفاقاً على ان يتمثل الوزير السابق محمد الصفدي بالحكومة من خلال توزير عقيلته السيدة فيوليت مع العلم وحسب المصادر انها غير محسوبة على المدينة ولكنها زوجة أحد السياسيين البارزين فيها. ورأت المصادر انه ليس من مصلحة الوزير باسيل ان يتم تسمية المجذوب ممثلاً للقاء التشاوري، لانه عندما يصبح وزيرا فانه من المستحيل انضمامه الى كتلة رئيس الجمهورية باعتباره مدير مكتب كرامي ومن الطبيعي ان يلتزم بقرارات مرجعيته، وتذكر المصادر بالوزير السابق عدنان السيد حسين الذي كان يطلق عليه «الوزير الملك» في عهد الرئيس ميشال سليمان، ولكن لدى اول انعطافة سياسية تمترس خلف مرجعيته الشيعية. من هنا فإن المصادر ترى بان الاجواء لا تزال ضبابية ولم تنقشع بشكل كامل بعد، خصوصا ان علامات استفهام كثيرة لا زالت تدور حول حقيقة موقف «حزب الله» فهل هو يريد حكومة حقا ام لا؟ فلو كان يريدها حقا لكان قام بتسهيل الامر منذ البداية.

ممثّل التشاوري أين؟

الى ذلك، علمت «اللواء» من عضو «اللقاء التشاوري» النائب عبدالرحيم مراد «ان الاجتماع مع المعاون السياسي للامين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل تم خلاله الاتفاق على صيغة تمثيل اللقاء وتموضع وزيره وكيفية علاقته برئيس الجمهورية «وتكتل لبنان القوي»، بحيث يلتزم الوزير الذي سيختاره الرئيس ميشال عون من بين الاسماء التي اقترحها اعضاء «اللقاء» بقرارات «اللقاء» وفي الوقت ذاته ينسق مع رئيس الجمهورية ويحترم وجوده ويحضر اجتماعات «التكتل» و«اللقاء»، على نسق الوزير الارمني الممثل لكتلة نيابية والعضو في التكتل. وسيتم ابلاغ حلفاء «اللقاء» بالاسم الذي اختاره الرئيس عون، والمرجح ان يكون بين حسن عبد الرحيم مراد او مدير مكتب كرامي عثمان المجذوب حسب ما يتم التوافق بين الرئيسين عون والحريري. ونفى مراد ما تردد عن تباين بالرأي بين اعضاء «اللقاء» حول تموضع الوزير الذي يمثلهم، وقال: انه تم الاتفاق على الصيغة وانتهت كل الامور، وكان النائب الدكتور قاسم هاشم حاضرا الاجتماعات.

الأربعاء النيابي

لكن المعلومات التي خرجت من عين التينة، خالفت نفي مراد بالنسبة إلى الخلافات التي عصفت بين أعضاء «اللقاء التشاوري»، إذ أوضح الرئيس نبيه برّي أن «الإتصالات الجارية في شأن تشكيل الحكومة تتركز على نقطتين: الاولى حول كيفية تمثيل اللقاء التشاوري وليس على مبدأ التمثيل الذي كان قد تم الاتفاق عليه، اما النقطة الثانية فتتعلق ببعض اللمسات على بعض الحقائب». وقال في لقاء الاربعاء النيابي امس، انه «حصلت ليل أمس (امس الاول) اتصالات وبشائر خير لكن تبقى نقطة صغيرة تتعلق بأن ممثل اللقاء التشاوري الذي هو حصة رئيس الجمهورية يمثل اللقاء، وهناك اشكالية حول ما اذا كان يحضر اجتماع كتلة لبنان القوي أو اللقاء التشاوري». ونقل النواب ان «الرئيس بري قام في اليومين الماضيين بكل ما يلزم في سبيل تسهيل تأليف الحكومة كما فعل في مرات سابقة». ووضع بري النواب في «اجواء اجتماع هيئة مكتب المجلس»، مشيرا الى ان «هناك 9 بنود على جدول اعمال الجلسة العامة التي سيحدد موعدها لاحقا». وفهم ان «حزب الله» سيتولى ترتيب التباين الذي ظهر بين أعضاء نواب سنة 8 آذار اليوم أو غداً، ان لم يكن قد انطلقت جهوده مساء أمس. تجدر الإشارة إلى ان الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله ستكون له إطلالة جديدة غروب الأربعاء المقبل، في مهرجان يقيمه الحزب في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران. وكان الرئيس برّي ترأس في عين التينة أمس اجتماع هيئة مكتب المجلس، حيث اتفق على 9 بنود ستوضع على جدول اعمال الجلسة العامة التي سيحدد برّي موعدها لاحقاً، وهذه البنود عبارة عن 3 اقتراحات و6 مشاريع قوانين، أبرزها يتعلق بتمديد الصرف على القاعدة الاثني عشرية وإصدار سندات اليوربوند، وإعطاء سلفة خزينة للكهرباء بقيمة 27000 مليار ليرة، اعترض عليها الوزير مروان حمادة الذي أعلن ان كتلة «اللقاء الديمقراطي» ليست مستعدة بأن تعطي ضوءاً أخضر لسلطة الكهرباء من دون انتظام الأمور داخل وزارة الطاقة ومن دون أي إشارة إلى القوانين السابقة التي تتعلق بوجوب تنظيم إنشاء الهيئة الناظمة وتشكيل مجلس إدارة مؤسّسة الكهرباء. وأوضح نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي، ان اجتماع المكتب خلق نوعاً من شبكة الأمان للبدائل وفقاً لما قد يستجد سواء لجهة تأليف الحكومة أو لعدم تأليفها، وقال ان الهيئة تهيأت لكل الاحتمالات لكي تأخذ القرار المناسب في كل احتمال.

مكافحة تمويل الإرهاب

على صعيد آخر، بدأ مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي زيارته الرسمية للبنان، بلقاءات عقدها مع الرئيسين عون والحريري ووزير المال علي حسن خليل، من ضمن زيارته الاستطلاعية، وتم خلال هذه اللقاءات التركيز على تطبيق القوانين، مؤكداً حرص الولايات المتحدة الأميركية على التعاون مع المؤسسات المالية والمصرفية للدولة اللبنانية والمصارف لمكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال. وحسب المعلومات الرسمية، فإن الرئيس عون أبلغ ان «لبنان يشارك بفعالية في الجهود الدولية لمكافحة تمويل الارهاب وغسيل الاموال، وان القوانين اللبنانية تعاقب مرتكبي اي نشاطات مماثلة جزائيا وماليا، ويتم تطبيق هذه القوانين بحزم ودقة وذلك بشهادة المؤسسات المالية الدولية». واشار الى ان لبنان «أنشأ لجنة التنسيق الوطنية لمكافحة تمويل الارهاب، اضافة الى لجنة مماثلة لمكافحة تبييض الاموال»، لافتا الى ان «لبنان يقوم ايضا بالإجراءات التشريعية المطلوبة لمواكبة القوانين الدولية المتعلقة بمكافحة الارهاب، لا سيما بعد الانجاز الذي حققه الجيش اللبناني بالقضاء على التنظيمات الارهابية في الجرود الشرقية». واكد الرئيس عون للمسؤول الاميركي ان «المعركة ضد الارهاب لم تنته وهي تحتاج الى تعاون المجتمع الدولي»، شاكرا الولايات المتحدة على «مساعداتها العسكرية للجيش اللبناني»، لافتا الى ان «النزوح السوري للبنان زاد في الاعباء الاقتصادية والامنية، ولا بد من ان يتعاون المجتمع الدولي للحد من هذه الاعباء». وخلال الاجتماع، سلم الوزير سليم جريصاتي الذي حضر اللقاء تقريرا الى بيلينغسلي تضمن موجزا عن «اهم الانجازات التي حققها لبنان في مجالي مكافحة الارهاب وتبييض الاموال منذ تولي الرئيس عون مسؤولياته الدستورية»، موضحا ان «كل حساب مصرفي يجمد في مجالي مكافحة الارهاب او تبييض الاموال، لا يمكن تحريكه الا بقرار قضائي فقط». وذكر ان المسؤول الأميركي أشاد بالتقرير، مبدياً تقديره للجهد الذي بذل في هذا الاتجاه، معلناً انه ترك ارتياحاً.

"الجمهورية": التأليف على نار الحقائب.. "القوات" و"التقدمــي": لا تنازل.. و"التشاوري": إتفاق مكتوب

دخان التأليف يميل الى البياض، والطبّاخون على كل مستوياتهم عكفوا في الساعات الاربع والعشرين الماضية على إشاعة مناخات إيجابية توحي بأنّ الحكومة صارت شبه مكتملة، ولم يبق سوى «خطوات شكلية قليلة جداً»، قبل اعلان ولادتها قبل نهاية الاسبوع الجاري. قد يكون هذا التفاؤل، الذي يشيعه طبّاخو الحكومة، مرتكزاً على جدية اكثر من ذي قبل، لكن لا شيء يثبت ذلك بالملموس حتى الآن، إذ انّ هذا التفاؤل مع تجربة أشهر التعطيل الـ8، يبقى مشكوكاً فيه الى حين ترجمته بإصدار مراسيم تشكيل الحكومة، خصوصاً انّ هذه الاشهر شهدت العديد من الموجات التفاؤلية المماثلة والمتعددة، التي ضربت الملف الحكومي، وبعضها لامَس باب الولادة، ولكن سرعان ما كانت تنكسر فجأة ومن دون سابق إنذار، لتعود بعدها الامور الى نقطة الصفر. يعني ذلك انّ الساعات المقبلة ستكون حاسمة على هذا الصعيد، بين ان يكون التفاؤل بقرب ولادة الحكومة جدياً بالفعل، أم انه مجرد شائعة وغيمة شتوية عابرة. وعنوان الحسم هذا يتأكد فقط عبر الزيارة التي ينتظر ان يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري الى القصر الجمهوري ويقدّم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون تشكيلة حكومته بكامل أسمائها، وثمة من يرجّح ان تتم هذه الزيارة اليوم إذا قدّر للرئيس المكلف ان يدوّر زوايا ما وُصفت بـ«الأمورالشكلية البسيطة»، التي يروّج الطبّاخون بأنها محصورة بمحاولة حسم تبادل بعض الحقائب الوزارية، خصوصاً انّ مسألة تمثيل «اللقاء التشاوري» قيل إنها صارت محسومة، لناحية اسم الوزير الذي سيمثّله مع ترجيح اسم حسن مراد، وكذلك لناحية مع من سيكون هذا الوزير وأين سيجلس وكيف سيصوّت؟». الّا انّ ما لفت الانتباه ليل أمس، ما ذكرته قناة «المنار» بأنّ ما تحقق في مسألة تمثيل اللقاء التشاوري غير كاف لإنجاز التشكيل، وما تبقى هي عناوين وزارية - سياسية تفصيلية، لكنها دقيقة جداً وتحتاج الى توافق حولها. من دون ان تحدد ماهيتها.

بري: إلّا الاعلام

ولقد شهدت وقائع الساعات الاخيرة ضخّاً لكمية كبيرة من التفاؤل في أجواء التأليف، بما أوحى انّ ميزان التأليف يميل الى الاتفاق السريع على توليدة حكومية استعصَت على الولادة لـ8 أشهر. وقالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات الاخيرة لـ«الجمهورية» انّ الامور اقتربت بشكل كبير من مرحلة الحسم، الذي تدلّ كل المؤشرات على انه أصبح مسألة ساعات قليلة، يفترض خلالها تذليل الارباك الحاصل بشكل واضح على خط تبادل الحقائب. وبحسب المعلومات، فقد فشلت محاولة إسناد وزارة الاعلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري مقابل تخلّيه عن وزارة البيئة، وهو امر أبلغه رئيس المجلس الى الحريري قائلاً إنه يرفضه بشكل قاطع، مع تأكيده الجديد القديم انه غير متمسّك بالبيئة، ولا يمانع في ان تُسند لغيره مقابل حصوله على حقيبة توازيها، وهو في هذا السياق لا يمانع ايضاً اذا أبقيت البيئة معه، او استُبدلت بواحدة مثل الثقافة او الصناعة. وبالتأكيد انّ كرة التبديل ليست في ملعبه، ولن يدخل في اي مشكل لا مع «القوات» حول حقيبة الثقافة ولا مع وليد جنبلاط حول حقيبة الصناعة.

مبادلات وشائعات

واللافت في الساعات الماضية، توازي الحديث عن مبادلة الحقائب، مع إشاعة أخبار عن موافقة جنبلاط على التخلّي عن الصناعة مقابل ان تُسند اليه وزارة الاعلام، وأخبار مماثلة عن اقتراح متجدّد بالعودة الى انتزاع وزارة الثقافة من «القوات اللبنانية» على ان تُسند لمرشحة «القوات» للوزارة مي شدياق حقيبة ثانية، كالاعلام مثلاً، باعتبارها واحدة من الاعلاميّات ولها خبرة في هذا المجال، إضافة الى اشاعة انّ الرئيس بري وافق على التخلّي عن وزارة البيئة لكي تسند الى تكتل «لبنان القوي» الذي يصرّ على الحصول عليها، مقابل ان تكون وزارة السياحة من حصته.

«الطاشناق»: السياحة

وعلمت «الجمهورية» انّ الامين العام لـ«حزب الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان توجّه، خلال اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الذي انعقد في عين التينة أمس، بسؤال عما اذا كان وافقَ بالفعل على ان تكون وزارة السياحة من حصته، فأجاب بالنفي، وقال: «ما حَدا فَتح معي هذا الموضوع أبداً». وقال بقرادونيان لـ«الجمهورية»: لا الرئيس ميشال عون ولا الرئيس سعد الحريري فتح معنا موضوع استبدال حقيبة السياحة، ولا علم لنا ان كانت هناك فكرة تبادل او غير ذلك. لذلك نحن لسنا معنيين بكل ما يقال حول هذا الامر، ولكن اذا كان مصير الحكومة متوقفاً على وزارة السياحة، فهذا امر يبعث على الأسف».

«القوات»: تَنازَلنا

بدورها، قالت مصادر القوات اللبنانية لـ«الجمهورية»: مسألة مبادلة وزارة الثقافة بأي وزارة أخرى لم تقارَب مع «القوات» لا من قريب ولا من بعيد، لا في بيروت ولا في اجتماعات باريس بين الرئيس المكلف والدكتور جعجع. وللعلم، اضافت المصادر، فإنّ «القوات» سبق لها ان قدّمت تنازلات بما فيه الكفاية، سواء من الناحية الكمية وكذلك من الناحية النوعية، وبالتالي لن تتنازل أكثر. فما نأمله ونتمناه هو ان ننتهي من هذه القصة، ويتم تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، ذلك انّ وضع البلد لم يعد يحتمل، ولا يجوز ابداً أن تعطى للناس جرعات تفاؤل بأنّ تشكيل الحكومة سيحصل، وفي الوقت ذاته نعود الى المربّع الاول لأسباب غير مفهومة وغير مبررة، وموقف القوات الذي تؤكد عليه هو انّ الخطوة التي يتوجّب الاقدام عليها قبل كل شيء آخر هي الذهاب سريعاً الى تشكيل الحكومة من دون اي إبطاء.

«الاشتراكي»: لا تَنازُل

امّا مصادر «الحزب التقدمي الاشتراكي» فقالت لـ«الجمهورية»: انّ ما يحكى عن تنازل «الحزب التقدمي» عن حقيبة الصناعة ليس صحيحاً على الاطلاق، فضلاً عن انّ موافقة الحزب على التخلي عنها غير واردة ابداً، خصوصاً انّ حقيبتي التربية والصناعة، اللتين قَبلَ بهما «الحزب التقدمي الاشتراكي»، تشكلان الحد النهائي الذي يقبل به. ومن هنا فإننا لن نتنازل اكثر ممّا سبق لنا ان تنازلنا عنه، فالمسألة لنا هي جوهرية. فقد تنازلنا أولاً عن وزير نستحقه، وهذا يكفي، وإذا قبلنا بهذا التنازل فهذا يعني أننا نهين أنفسنا، ثم ماذا سنقول لأهلنا وناسنا؟ في الخلاصة التنازل غير وارد.

«التشاوري»: إتفاق

وعلى خط «اللقاء التشاوري»، أكدت وقائع الساعات الماضية انّ اجواءه مالت بشكل واضح نحو حسم تمثيله، والاجتماع المطوّل الذي عقد بين أعضاء اللقاء بالمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل، أمس الاول، رسمَ خيوط الحل الذي تمّ التوافق خلاله، بحيث يكون الوزير الذي سيمثّل اللقاء من حصة رئيس الجمهورية، وهو من بين أحد الأسماء الثلاثة المقدّمة من قبل اللقاء. واللافت في هذا السياق ما أعلنه عضو اللقاء النائب عبد الرحيم مراد بقوله: «انّ من يختاره رئيس الجمهورية سيُمثّل «اللقاء التشاوري» حصراً ويحضر اجتماعاته، ويصوّت داخل مجلس الوزراء بناءً على ما يقرره اللقاء، لكن في الوقت نفسه يُمكنه أن يُشارك من وقت لآخر في اجتماعات تكتل «لبنان القوي». وفيما كشفت مصادر مواكبة أنّ «حزب الله» تمنّى على أعضاء «اللقاء» السَّير بالصيغة المطروحة، والقاضية بأن يتولى رئيس الجمهورية تسمية واحد من الأسماء الثلاثة على أن يشارك الممثل في اجتماعات «تكتل لبنان القوي»، فيما يكون اتجاه تصويته في مجلس الوزراء ملكه وحده. تحدثت بعض المصادر عن وجود انقسام في اللقاء، جرّاء اعتراض بعض اعضائه على مشاركة ممثل «التشاوري» في اجتماعات «تكتل لبنان القوي» حتى ولو كان من حصة رئيس الجمهورية. الّا انّ مصادر «اللقاء» ابلغت «الجمهورية» قولها: انّ الاجتماع مع خليل انتهى الى اتفاق مكتوب قضى بأن يُختار ممثل اللقاء في الحكومة من أحد الاسماء الثلاثة، (حسن مراد، عثمان مجذوب، وطه ناجي)، فيكون قراره ضمن «التشاوري»، بحيث يحضر جلسات تكتل لبنان القوي، امّا في ما يتعلق باتخاذ المواقف السياسية والقرارات والتصويت في مجلس الوزراء فتكون مرجعيته «اللقاء التشاوري».

إرتياح رئاسي

الى ذلك، عكست مصادر القصر الجمهوري ارتياحاً لدى رئيس الجمهورية لطغيان المنحى الايجابي على أمل ظهور نتائج مريحة قريباً، فيما حرصت مصادر بيت الوسط على تظهير الارتياح نفسه والامل بولادة الحكومة قبل نهاية الاسبوع، خصوصاً انّ الرئيس المكلّف ماض في وضع اللمسات المطلوبة على الحل الذي يؤمل ان يترجم بصيغة متوافق عليها من كل الاطراف. والامر نفسه في عين التينة، حيث يشوبها ارتياح حذر، علماً أنّ بري أبلغ نواب الاربعاء بدور تسهيلي له قام به في الساعات الماضية على الخط الحكومي. وقبل لقائه النواب، ترأس بري اجتماع هيئة مكتب المجلس الذي استعرض إمكان عقد جلسة تشريعية قريبة، وحدد جدول اعمالها بـ9 بنود، على ان يحدد موعد انعقادها في وقت لاحق.

«الجمهورية القوية»

على صعيد آخر، يعقد تكتل «الجمهورية القوية» اليوم اجتماعاً في معراب وُصف بالمهم، برئاسة الدكتور جعجع. وقالت مصادر لـ«الجمهورية» انّ التكتل ينتظر نتائج مشاورات ربع الساعة الاخير التي يجريها المعنيون بتأليف الحكومة. فإذا نجحت المفاوضات ودَنت ساعة الولادة الحكومية فذلك امر مريح، اما اذا عادت الى النقطة الصفر فإنّ لهجة «التكتل» سترتفع اليوم. واشارت المصادر الى انّ جدول أعمال الاجتماع سيتناول التطورات السياسية في البلاد، الشأن الحكومي، الجلسة التشريعية التي يستعد الرئيس بري للدعوة اليها، الى جانب عدد من الملفات الداخلية ومجموعة اقتراحات قوانين سيتقدم بها «االتكتل».

بيلينغسلي

من جهة ثانية، بدأ مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بيلينغسلي، زيارة رسمية الى لبنان التقى خلالها رئيسي الجمهورية والحكومة، ووزير المالية علي حسن خليل، وجمعية المصارف. وأبلغ رئيس الجمهورية المسؤول الاميركي انّ «لبنان يشارك بفعالية في الجهود الدولية لمكافحة تمويل الارهاب وغسيل الاموال، وانّ القوانين اللبنانية تعاقب مُرتكبي اي نشاطات مماثلة جزائياً ومالياً، ويتم تطبيق هذه القوانين بحزم ودقة، وذلك بشهادة المؤسسات المالية الدولية». وكشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ الموفد الأميركي شدّد امام عون على مجموعة «ثوابت اميركية»، منها:

- التشدد في مراقبة حركة الأموال غير النظيفة ومنع عبورها عبر النظام المصرفي اللبناني، سواء كانت للمجموعات الإرهابية او لتبييضها من قبل اشخاص او مؤسسات غير شرعية.

- لم يأت الموفد الأميركي على ذكر «حزب الله»، لكنه شدد على أهمية محاصرة المجموعات الإرهابية كما تصنّفها واشنطن، والسعي الى تجفيف مصادر تمويلها.

- التشديد على أهمية أن تبقى جمعية مصارف لبنان ووزارة المال على اتصال دائم بالإدارة الأميركية، منوّهاً بأهمية اللقاءات التي عقدها موفدوها في واشنطن لِما عكسته من تعزيز كل أشكال التعاون بين الطرفين وما بينهما ومجموعة المصارف الدولية الوسيطة بين مختلف البلدان.

- الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية لمواجهة الإستحقاقات الإقتصادية التي يواجهها لبنان، ولتمسك بزمام الأمور وتسهيل إجراء الإتصالات الضرورية بالقنوات الرسمية لمواكبة اي جديد على هذا المستوى.

- التأكيد على استمرار الدعم الأميركي للمؤسسات العسكرية، وفي مقدمها الجيش اللبناني، لتعزيز قدراته في مواجهة الإرهاب، سواء جاء من النقاط الحدودية او من الداخل.

اليازجي

الى ذلك، بحث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي مع بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل في موسكو تطورات المنطقة والوضع المسيحي، وناشد اليازجي جميع الدول العمل على إيجاد حلٍّ سلميّ لكل الصراعات الدائرة في المنطقة، وصلّى من أجل لبنان كي ينعم بحكومة تؤمّن العيش الكريم لشعبها، وصلّى من أجل فلسطين والقدس والعراق وسوريا وسائر البلدان العربية.



السابق

مصر وإفريقيا... الطيب حذر من مساع لتحويل الأزهر إلى متحف...أزمة بين القاهرة و«حماس»....تقدم للجيش الليبي في معظم مناطق مدينة سبها..الأمن السوداني يعتقل ابنة الصادق المهدي ساعات...الجزائر: الحزب الحاكم يبدأ جمع تواقيع الترشيح لبوتفليقة.."إيلاف المغرب" تجول في الصحف المغرب الصادرة الخميس... لهذا يصمت المغرب عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي..

التالي

اخبار وتقارير..طوابير على اللحوم المدعومة ووزير الزراعة يثير الغضب..روحاني: لست المسؤول عن «أصعب أزمة» منذ 40 عاماً..الاستخبارات الأميركية تتوقع اضطرابات داخل إيران.. حذّرت إسرائيل من «انتقام طهران»..تنسيق روسي ـ إسرائيلي لـ«منع الاحتكاك» في سوريا..واشنطن تحتفظ بقناة دبلوماسيّة مع نظام مادورو ..اعتقال عشرات الطيارين العسكريين في تركيا..

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,374,431

عدد الزوار: 6,889,404

المتواجدون الآن: 89