لبنان...نصرالله: احتمالات الحرب مع إسرائيل مرتفعة هذا الصيف قد لا أبقى بينكم وقد «يُقتل» معي أكثر قادة الصف الأول....سلام لا يمانع خفض الرواتب الكبيرة في بحث الموازنة...لبنان أمام أسبوعٍ مفْصلي لحسْم اتجاهات «العملية القيصرية» للإنقاذ المالي..الشارع السنّي يفرز شخصيات جديدة ويبقي الزعامة للحريري..."الشرعي الأعلى" يحض على مكافحة الفساد والهدر....الراعي في رسالة الفصح: منعا لإذكاء ثورة الجياع ...

تاريخ الإضافة الأحد 21 نيسان 2019 - 5:27 ص    عدد الزيارات 2625    التعليقات 0    القسم محلية

        


حزب الله يرد على مقال "الرأي"الكويتية.. فماذا قال؟..

الكلمة اونلاين..أكدت مصادر اعلامية في حزب الله ان ما ورد في تقرير "الراي" الكويتية نقلا عن كلام للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي يوزعه مكتبها في بيروت يدخل في إطار "الصحافة الصفراء" ، واشارت الى أن السيد نصرالله سيوضح الأمور يوم الاثنين. واعتبرت المصادر ان ما نسبه كاتب المقال في صحيفة الراي الكويتية الى السيد نصرالله هو مجرد اختلاق من بنات افكاره وتخيلاته الشخصية ولا يمت الى الحقيقة بصلة على الاطلاق. وكانت صحيفة "الراي" الكويتية قد وزعت تقريرا يتضمن كلاما لنصرالله عن إحتمال نشوب حرب مفاجئة مع إسرائيل هذا الصيف في لبنان .

نصرالله: احتمالات الحرب مع إسرائيل مرتفعة هذا الصيف قد لا أبقى بينكم وقد «يُقتل» معي أكثر قادة الصف الأول...

طَلَب من رجال «حزب الله» عدم إخفاء الحقيقة وإمكانات اندلاعها واطلاع العائلات وأهالي القرى..

الكاتب:ايليا ج. مغناير ... الراي... إجراءاتٍ اتخذت للحالات القصوى وقتْل القادة ... لا داعي للتساؤل! ..

دلائل كثيرة على أن إسرائيل تسعى لمفاجأة الجميع وعلى الشعب اللبناني والبيئة الحاضنة أن تستعدّ لكل الاحتمالات..

يَعْتقد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أنّ احتمالَ نشوبِ حربٍ مفاجئة مع إسرائيل سيحصل على الأرجح هذا الصيف في لبنان. وفي لقاءٍ خاص مع قادة المناطق، طَلَب نصرالله من رجاله عدم إخفاء الحقيقة وإمكانات اندلاع الحرب واطلاع العائلات وأهالي القرى على هذا الاحتمال. «قد لا أبقى بينكم فترة طويلة وقد يذهب (يُقتل) معي أكثر قادة الصف الأول، وبالتالي من الممكن أن تنجح إسرائيل في اغتيال القادة. إلا أن هذا لا يعني نهاية (حزب الله) الذي لا يَعتمد بوجوده على الأفراد بل هو جزء من المجتمع اللبناني الباقي في هذه البلاد»، قال السيد نصر الله للمُجْتَمِعين. ولم يُخْفِ زعيم «حزب الله» ان «إجراءاتٍ قد اتخذت حتى في الحالات القصوى وقتْل القادة، فلا داعي للتساؤل». «هناك دلائل كثيرة على أن إسرائيل تسعى لمفاجأة الجميع، مثل حرب 2006. إلا أن (بنيامين) نتنياهو ليس مثل (ايهود) أولمرت المتردِّد. ومثلما فعلتْ إسرائيل في غزة العام 2008 فمن المحتمل أن تفعل الشيء نفسه العام 2019 بهدف إزالة التهديد المقبل من حزب الله إلى الأبد. ولذلك فإن على الشعب اللبناني والبيئة الحاضنة أن تستعدّ لكل الاحتمالات»، أضاف السيد نصرالله. وبحسب تقدير «حزب الله»، فإنه من المحتمل أن تُخْلي إسرائيل كل المستوطنين من الناقورة وحتى مزارع شبعا في حال اندلاع الحرب لمنْع «حزب الله» من العبور وأخْذ هؤلاء كرهائن. وتَستخدم إسرائيل هذه الخطة كإستراتيجية دفاعية متحرّكة بهدف محاصرة وقتْل القوة المهاجمة. وتقول مصادر مطلعة إن «السيد نصر الله لم يكن يوماً بهذا التشاؤم، ما رفع احتمال الحرب مع إسرائيل من 50/50 الى 70/30 نسبياً». لا يعلم أحد مدى عنفِ الحرب المقبلة، إلا أن الاعتقاد السائد أن إسرائيل تملك بنك أهداف بنحو 1000 الى 2000 هدف لتدميرها في الأيام الأولى من الحرب. وكذلك من المؤكد أن إسرائيل ستبدأ الحرب إذا عرفت مكان السيد نصرالله لتغتاله. وهذا ثمنٌ تستطيع القيادة الإسرائيلية مقابِله إقناع الرأي العام الداخلي بالأكلاف التي ستدفعها في حال إرسال «حزب الله» صواريخه إلى الجبهة الداخلية. ويأتي تَوقُّع السيد نصرالله المتشائم كتحذيرٍ لقادته لاتخاذ كل تدابير الحيطة والحذر والإبقاء على حال التأهب كي لا يتفاجأ أحد. وهناك اعتقاد سائد أن إسرائيل وأميركا وبريطانيا سيكونون شركاء في أي حربٍ مقبلة. ويأتي هذا الاحتمال وسط وضْع اقتصادي حرج يمرّ فيه لبنان يصعب معه تَحَمُّل حرب مدمّرة. إلا أن كل الظروف ملائمة كي يستغلّها نتنياهو وخصوصاً أن الوضع الإقليمي والدولي فريدٌ من نوعه حيث لم تعد إسرائيل عدوّة لدولٍ عدّة في المنطقة بل أصبحت كذلك إيران وشركاؤها وبالأخصّ «حزب الله». وتقول المصادر المطلعة إن «الترسانة التي يملكها حزب الله كافية لإطلاق مئات الصواريخ العشوائية والدقيقة يومياً ولفترة طويلة جداً من الزمن. وكذلك أنهى حزب الله بناء خنادقه ومدنه تحت الأرض لتُشْبِه أنفاق باريس المشهورة، أو جبنة (الغرويير)، التي تكسوها الثقوب. أما من الناحية المادية فلم يعد (حزب الله) يحتاج إلى مبالغ ضخمة لأن وجوده على الخط الأمامي في سورية قد تَقَلّص إلى الحد الأدنى». وهنا السؤال: هل تتقبّل إسرائيل وجود جيشٍ مدرَّب ومنظَّم غير نظامي على حدودها بعدما استحدث نتنياهو إستراتيجية عسكرية جديدة؟ يعتقد «حزب الله» ان نتنياهو تخلى عن سياسة ديفيد بن غوريون (مؤسس الدولة الصهيونية وأول رئيس وزراء لإسرائيل) التي تنصّ على «نقْل المعركة إلى أرض العدو»، واتبع سياسةً جديدة تقوم على أخذ المبادرة وإزالة كل التهديدات والقضاء عليها. ولهذا ضرَب الطيران الإسرائيلي مواقع في العراق (قصف مراكز الحشد الشعبي) وفي سورية كلّما علِم بوجود أسلحة متطورة أو مستودعات سلاح وذخيرة. ويعيش نتنياهو في زمنٍ شُلّ فيه الجيش العراقي والسوري ولم تعد دول عدة في المنطقة تشكل خطراً على إسرائيل. ويبقى فقط الخطر المقبل من إيران و«حزب الله» في لبنان. فلماذا يتعايش نتنياهو مع هذا الخطر؟.. لا يُتوقّع الكثير من روسيا التي تحاول أن يكون لها موطئ قدم في لبنان. ولذلك فهي لا تريد الرئيس بشار الأسد قوياً، يَعْتمد على حليف قوي مثل «حزب الله». وبإزاحة الرئيس الأسد سيتسنّى لروسيا عقْد صفقة مع أميركا والتوصل إلى إعادة سيطرة دمشق على إدلب وانسحاب أميركا من الحسكة - دير الزور والتنف مقابل إزاحة شخص الأسد. وهذا ما تقْبل به واشنطن. ولكن لماذا هذا التشاؤم المفاجئ؟ يراقب «حزب الله» حركة القوات الجوية والبحرية الأميركية في المنطقة، وسلوك نتنياهو مع غزة (يعطيها ما تريده من مساحة بحرية وعبور بكفالة ورعاية مصر شرط أن تبقى على الحياد في حالة حرب مع «حزب الله»)، ودعْم ترامب اللا محدود لرئيس الوزراء الاسرائيلي، وإضافة «حزب الله» على لائحة الإرهاب من دول عدة، والتحذيرات المتكررة من أميركا للبنان والعداء لإيران ومحاصرتها، وانتصار اليمين المتطرّف في إسرائيل وأخيراً صفقة القرن المؤجَّلة الى الصيف المقبل. ولكن كيف ستكون ردة الفعل؟ إيران و«حزب الله» في موقفٍ دفاعي غير مُبادِر بالهجوم. وقد تُطَوِّر إيران قدراتها النووية لتكون كاسِرة للتوازن وقلْب الطاولة على رأس الجميع لوقف احتمال الحرب بنظرها. أما «حزب الله» فقد اتخذ تدابير لمواجهة بنك الأهداف الإسرائيلي وتمّ إفراغ المئات من المواقع والتخلّي عنها وتفويض الصلاحيات العسكرية للقادة الميدانيين ووضْع خطط احتياطية لأسوأ سيناريو. لقد احتلّ «حزب الله» بيروت العام 2008 عندما حاولتْ الحكومة اللبنانية شلّ قدرته على الاتصالات الداخلية الآمنة. فماذا سيفعل إذا شعر بأن وجوده أصبح في خطر؟.. إنها وجهة نظر متشائمة لـ «حزب الله» وقادته الذين يستعدّون للأسوأ. فمن المحتمل ألا تفكّر إسرائيل بمغامرةٍ عسكرية وتبقى سعيدة تراقب عقوبات ترامب على إيران ولبنان وسورية. الصيف قريب، وهو يمثّل المناخ المثالي لإسرائيل لشنّ الحروب عندما تكون السماء صافية. فهل يستمتع اللبنانيون بشمس الشرق الأوسط الحارقة وسواحها أو يستعدّون للأسوأ؟...

سلام لا يمانع خفض الرواتب الكبيرة في بحث الموازنة: نحتاج إلى خفض الصوت قليلا.. والتواضع كثيرا....

بيروت - "الحياة" ... أمل رئيس الحكومة السابق تمام سلام أن يبتعد الجهد القائم من أجل إنجاز الموازنة "عن التفرد بالمواقف المزايدة والشعبوية"، وقال إن "لبنان لا يحتمل السلوك الاستئثاري المسيء للمناخ السياسي في البلاد"، وأكد أن "لا مانع من تخفيض رواتب المسؤولين". وزار سلام أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، وأعلن أن هدف زيارته "التفاعل مع الدور المؤسسي في دار الفتوى المواظب والمتابع لشؤون الطائفة وللمشاركة في جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى". ورأى أن المفتب دريان "يحقق قدر المستطاع وحدة الصف ووحدة الموقف بين كل أبناء الطائفة، وشهدنا على ذلك نموذجا ناجحا مؤخرا في ما جرى من انتخابات فرعية في طرابلس، وكان لوحدة القيادات في مواجهة هذا الاستحقاق اثر كبير عندنا جميعا". واعتبر سلام أن البلد يخوضغمار مواجهات مهمة، ابرزها ما له علاقة بتوطيد مكانة وهيبة ودور الدولة، الراعية لشؤون ابنائها، الحريصة على الاستقرار، واذا كان هناك من استقرار أمني الجميع يؤكد عليه فمن تحصيل الحاصل ان يكون هناك أيضا استقرار اقتصادي واجتماعي". أضاف: "هناك جهد كبير لإنجاز الموازنة في اقرب فرصة، ونأمل ان يصب هذا الجهد في اطار العمل المؤسسي، وفي اطار مجلس الوزراء الذي انكب على متابعة هذا الاستحقاق، ونأمل ان يبتعد قدر المستطاع عن التفرد بالمواقف المزايدة والشعبوية من هنا وهناك التي تعطي انعكاسات سلبية في هذا الظرف الحرج، وينشأ بالتالي مساحة كبيرة من عدم الثقة عند المواطنين". وقال إن "الثقة قضية حساسة جدا، وهي المطلوبة في الأساس لمواكبة كل ما سنواجهه من استحقاقات في ما بعد، فالموازنة يتم البحث فيها والعمل عليها بشكل جدي بين المسؤولين في اطار عمل المؤسسة، وليس في الاطار الإعلامي من هنا وهناك، والتسابق في ابداء الآراء، وكأن الوزير الفلاني يعرف أكثر من الوزير الآخر، أو القوى السياسية الفلانية مهتمة في هذا الموضوع اكثر. كلا، الاهتمام يجب ان ينصب بعمل جدي، ونتيجته تكون موقفا موحدا لمجلس الوزراء، يعيد الثقة، ويعطي انطباعا ان الدولة حزمت أمرها، وتعرف مصلحة أبنائها والبلد، هكذا تكون هيبة الدولة، وهيبة القرارات، وليس بالتناتش والتفرد والمزايدة من هنا وهناك". وأمل "العبور بهذا الاستحقاق بأفضل الأوضاع والصيغ، لنستطيع ان نتابع مسيرة ستكون صعبة، لإعادة تكوين وبناء مسيرة الدولة بشكل ناجح". وسئل: بماذا تطمئن المواطن الخائف على تخفيض راتبه؟ أجاب: "هذا أيضا من المواضيع التي تم تناتشها والتفرد فيها، والمزايدة فيها من هنا وهناك، وكادت ان تفقد التوازن الحكومي. نشأ خوف عند المواطن، لأنه سمع ارقاما وإجراءات ومواقف، تبين ان الكثير منها اتى في اطار التفرد، وفي اطار مزايدات لا أكثر ولا أقل. أما الراتب، وهو المدخل الذي يعتمد عليه المواطن في لقمة عيشه، وفي الحفاظ على عائلته وعلى مكانته، فهو أمر دقيق وحساس جدا. واعتبر سلام أنه إذا كان هناك بعض الرواتب الضخمة والكبيرة التي تشكل عبئا كبيرا، تجب معالجتها. لكن الرواتب لكل العاملين والموظفين الذين يعتاشون منها ويعتمدون عليها، فالأكيد أن الإجراءات التي تسعى الى تخفيضها غير مرحب بها، وعندما أقول "الرواتب الكبيرة" ابدأ برواتب المسؤولين وليس هناك مانع من تخفيض رواتب المسؤولين. صحيح ليس كل المسؤولين مترفين وعندهم قدرات، ومنهم أيضا من يعتمد على تلك الرواتب، ولكن لا بأس ان يتم التخفيض فينعكس ذلك ولو معنويا بشكل إيجابي على كل المعالجات المطلوبة". وكان سلام شارك أول من أمس في احتفال بالذكرى السنوية الثانية على وفاة نقيب الصحافة السابق محمد بعلبكي الذي حضره رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، وزير الإعلام جمال الجراح، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وممثل عن وزير الثقافة محمد داوود ناصيف نعمة والشيخ خلدون عريمط ممثلا المفتي دريان. وتناول الخطباء الراحل ودوره في الحياة السياسية اللبنانية وعلى الصعيدين الإعلامي والثقافي.

شجاعة الحريري وتجاوز الأصول

ومما قاله سلام عن الأوضاع الراهنة: "إننا نأمل أن تتمكن حكومة الرئيس سعد الحريري، الذي نعرف شجاعته وإصراره، من النجاح في معالجة التحديات الكبيرة التي تواجهنا، وبخاصة الاقتصادية منها، في إطار التوجه الاصلاحيِ الذي رسمته لنفسها. ونأمل أن تنجح هذه العملية الإصلاحية في استئصال آفة الفساد". أضاف: "محاربة الفساد تحتاج إلى تفعيلِ الأجهزة الرقابية القائمة، وإلى قضاء فاعل يلعب دوره كاملا كسلطة مستقلة بعيدا من تدخل السياسة والسياسيين. لكن ما يقلقنا- في موازاة الأزمة الاقتصادية - هو حال الفوضى السياسية والادارية غير المسبوقة التي لم نشهد مثيلا لها ربما في أحلك سنوات الحرب. الفوضى تعصف بكل شيء. بالمؤسسات والنصوص والقواعد، فتنتج ما لم يسبق لنا أن رأيناه من ممارسات وتجاوز للأصول، وضجيج وتهافت وفقدان ثقة بالدولة". وسأل سلام: " كيف السبيل إلى وقف هذه الفوضى، التي تعطي الانطباع بتحلل آخر ما تبقى من ركائز الدولة؟ الجواب.. هو في العودة إلى المرجعيات الدستورية، التي تحدد أصول الحكم، وإلى النصوص القانونية التي ترسم الأدوار وتحدد الصلاحيات والمسؤوليات، وهو في العودة إلى القاعدة الذهبية القائلة إن لبنان هو بلد التوافق والتوازنات، وأي محاولة للإخلال بمعادلاته من طرف واحد، بالتشاطر أو بالغلبة أو بقوة الأمر الواقع، لن يكتب لها النجاح وسترتد وبالا على لبنان واللبنانيين". وأعلن سلام أن "لبنان لا يحتمل الاستكبار ولا يحتمل السلوك الاستئثاري المسيء للمناخ السياسي في البلاد، بل يحتاج الى تضحية وتعاون وتعال على المصالح والأنانيات". وختم بالقول: "إننا في حاجة إلى خفض الصوت قليلا.. والتواضع كثيرا.. والتبصر طويلا.. في مشاكلنا التي تحتاج معالجتها إلى مسؤولية عالية، وإلى قدر كبير من الإحترام المتبادل الذي لا يلغي حق الإختلاف"....

لبنان أمام أسبوعٍ مفْصلي لحسْم اتجاهات «العملية القيصرية» للإنقاذ المالي

واشنطن تحمّل السياسيين الموارنة مسؤولية تَضَخُّم حجم «حزب الله»

الكاتب:بيروت - «الراي» ... بيلنغسلي يتمنّى أن يُبعد باسيل نفسه عن نصرالله وجماعته

تستعدّ بيروت لأسبوعٍ مفْصلي في إطار تَكشُّف «الخيط الأبيض من الأسود» في الاقتراحاتِ التي «أُغرقتْ» بها البلاد في الأيام الماضية والمتّصلة بخفْض العجزِ في موازنة 2019 والتي راوحتْ بين اعتبار بعضها بمثابة «قنابل دخانية» لـ «جسّ النبض» وترسيم «حدود المُمْكِن» حيال «الخيارات المؤلمة» ذات القابلية لـ «المرور الآمِن»، وبين كون بعضها الآخَر بمثابة قراراتٍ «مع وقف التنفيذ» يجري إعداد «المسرح» لاعتمادها على وهْج تحذيراتِ الحدّ الأقصى من أن لبنان يقف «على مفترق اليونان» ومن أن «الكارثة تدقّ الأبواب». وإذ يُتوقَّع أن يشهد الثلاثاء المقبل اجتماعاً مالياً يترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري لاستكمالِ بحثِ الإجراءات التي ستتضمّنها الموازنة والحصول على الإجابات من ممثلي مختلف القوى السياسية حول سلّة الأفكار التي نوقشتْ في الاجتماع السابق وسُرِّب بعضها إعلامياً ما تسبّب بحِراك في الشارع للمتقاعدين العسكريين والعاملين في القطاع العام اعتراضاً على أي منحى لخفْض رواتبهم، فإنّ اللافت أن هذه المحطة التي يفترض أن تسبق بدء مناقشة الموازنة على طاولة مجلس الوزراء يظلّلها مشهد مزدوج ارتسم في الساعات الماضية:

* الأوّل بروز ملامح «سباقٍ» بين العديد من الأطراف على ما يشبه «قطْف ثمار» سقوط أفكارٍ مثل اقتطاع نسبة من رواتب موظّفي القطاع العام موقتاً بفعل استشعار الجميع بأنّ ردّ الفعل «المشحون بالغضب» من الشارع قبل أيام يعني أن الواقع المالي - الاقتصادي - المعيشي قد يشكّل «الخاصرة الرخوة» للوضع اللبناني الذي يصارع أيضاً للصمود بوجه «العواصف» الإقليمية. علماً أن «الغليان الشعبي» جَعَل خيارات خفض العجز بشقّها المتعلّق بالتخفيف من ثقل «الوزن المالي» للقطاع العام في الموازنة محصوراً بتجميد نسبة (نحو 15 في المئة) من الرواتب المرتفعة لثلاث سنوات على أن يعاد العمل بها بعدها مع فوائدها، الى جانب حصْر المساس بالتقديمات الاجتماعية ببعض الامتيازات والبدلات التي يستفيد منها بعض موظفي الفئة الأولى والمؤسسات بأرقام هائلة كشف عنها وزير المال في إطلالته التلفزيونية حيث نفى اي اتجاه للمساس بسلسلة الرتب والرواتب. *

والثاني بروز «احتكاكات سياسية» على تخوم بعض الاقتراحات ذات الصلة بمخصصات العسكريين، بعدما أوحى وزير المال بتفاهماتٍ حصلت على تأطيرٍ للتدبير رقم 3 (يُمنح بموجبه العسكريون ورجال الأمن 3 أشهر كتعويض عن كل سنة خدمة) والحدّ من بعض الامتيازات، وهو ما قابله وزير الدفاع الياس بو صعب (من فريق الرئيس ميشال عون) مؤكداً أن «كل ما يتم تداوله عن اتفاق مع الجيش بشأن أي تخفيضات تطول رواتب العسكريين أو إلغاء التدبير (رقم 3) عار عن الصحة، وأي موازنة لا تناقش مع وزير الدفاع لا يكون الجيش معنياً بها». وتستبعد الأوساط السياسية أن تتحوّل الموازنة أسيرةَ استقطاب سياسي بعد «محاصرتها» شعبياً، باعتبار أن مثل هذا الأمر سيرتّب أثماناً باهظة على «الوقت الثمين» الذي يحتاج إليه لبنان للوفاء بالتزاماته وتعهداته أمام الدول المانحة في مؤتمر «سيدر»، ناهيك عن مَخاطِر تحوّل «شدّ الحبال» حول آليات خفض العجز عامل استنزاف في السوق المالية لا يحتاج إليه لبنان الذي يواجه أيضاً ضغوطاً أميركية متصاعدة لجهة عدم السماح لـ «حزب الله» بالتفلّت من العقوبات عليه عبر القطاع المصرفي - المالي.

وفي هذا الإطار، وبمعزل عن الارتدادت البالغة السلبية على صورة الديبلوماسية اللبنانية التي ترَكها تسريبُ برقيتيْن من السفير في واشنطن إلى الخارجية حول لقاءيْ نائب رئيس الوزراء غسان حاصباني ووزير الاقتصاد منصور بطيش مع مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب مارشال بيلنغسلي الاسبوع الماضي ونشْر محضريْهما بإحدى الصحف، فإن مضمون اللقاءين عَكَس المنحى الأميركي المتشدد حيال «حزب الله» وإمكان تمدُّده الى حلفاء له وإن مع نفي واضح لأن يكون من بين هؤلاء الرئيس بري. فبحسب البرقيتين، اعتبر بيلنغسلي ان حزب الله «يمثل سرطاناً داخل البنية السياسية اللبنانية والمجتمع اللبناني»، محمّلاً السياسيين الموارنة المسؤولية عن تضخم حجم الحزب ودوره، ومبدياً الأسف لدور رئيس الجمهورية ووزير الخارجية جبران باسيل في هذا المجال، قائلاً: «نأمل أن يتفهم وزير الخارجية أننا نتابع تصريحاته المتعلقة بحزب الله عن قرب. وتمنى أن يُبعد الوزير باسيل نفسه عن السيد حسن نصرالله وجماعته». وإذ أعلن أن لا نية لفرض عقوبات على بري وأن الولايات المتحدة لا تستهدف الطائفة الشيعية ولا المصارف اللبنانية، وأنّها «تعمل على العلاج الكيميائي الدقيق والهادف»، قال: «أما بالنسبة للعملية الجراحية فالعقوبات حتماً قادمة»، لافتاً الى «أنه قد يكون من المناسب التركيز على منْع استيراد الحديد الإيراني الذي يُسوّق بأسعار أقل من سعر السوق ويدخل بطريقة مناقضة للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران».

الشارع السنّي يفرز شخصيات جديدة ويبقي الزعامة للحريري

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... لا يختلف اثنان على أن الانتخابات النيابية التي حصلت في ربيع العام الماضي، أفرزت واقعاً جديداً في الشارع السنّي في لبنان، وساهمت بوصول شخصيات سنيّة إلى الندوة البرلمانية من خارج عباءة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يقود تيّار «المستقبل» منذ اغتيال والده الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في العام 2005. لكنّ بروز هذا التنوّع في البيئة السنيّة، لم يصل مرحلة صياغة زعامات سنيّة منافسة للحريري أو قادرة على إضعافه، وفق تعبير خبراء وسياسيين، ردّوا أسباب ظهور زعامات سنية جديدة إلى عاملين، الأول قانون الانتخاب النسبي الذي أفقد «المستقبل» ثلث نوابه، والثاني انعكاس الاعتراض السنّي على التسوية السياسية التي أبرمها الحريري في خريف العام 2016. وأدت إلى وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وتتباين الرؤى حيال التعرجات التي يمرّ بها الشارع السنّي، الذي كان أكثر التصاقاً برفيق الحريري منذ دخوله معترك السياسة في العام 1992. وانكفاء بعض من هذا الشارع عن الحريرية السياسية، إلا أن لدى الوزير السابق رشيد درباس وصفا مغايرا للحالة السنّية، إذ أكد أن «قلب السنة في لبنان لا يزال مع سعد الحريري، لكنّ نبضات القلب التي كانت تخفق بمعدل 120 ضربة في الدقيقة، باتت في حدود 50 في الدقيقة». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة اليأس التي تعتري الشارع السنّي هي نتيجة واقع المنطقة بشكل عام وما حصل في سوريا بشكل خاص، ونتيجة التسوية السياسية التي أبرمها سعد الحريري في لبنان، وولّدت حالة من النكوص وإشاحة الوجه». وكما أن المزاج الشعبي في كلّ دول العالم يرتبط بالمتغيرات السياسية، كذلك الحال في لبنان، حيث عزا عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، تراجع تمثيل «المستقبل» النيابي، إلى «النظام الانتخابي وفق القانون النسبي الذي اعتمد لأول مرة في لبنان، والذي ساهم بوصول بعض الشخصيات السنيّة للندوة النيابية». وقال «عندما وافقنا على هذا القانون كنّا نعرف أنه سيسهم في بروز قوى أخرى، لكنّ حجمها أقلّ من «المستقبل» بكثير، علما بأن تيارنا عابر للطوائف، ولديه تمثيل وطني على مستوى كلّ الطوائف اللبنانية كما أسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإن كان جمهورنا الأوسع داخل البيئة السنيّة». ولا ينكر النائب محمد الحجار، أن «مجموعة من الخيارات السياسية التي اعتمدها الرئيس الحريري، لعبت دوراً في نتائج الانتخابات، منها التسوية السياسية مع الرئيس ميشال عون، كما أن تراجع التقديمات الاجتماعية التي كان يقدمها «المستقبل» على مدى سنوات طويلة لجمهوره، أثرت كلّها في نتائج الانتخابات، مقابل الصرف المالي الهائل من قبل خصوم المستقبل». وشدد الحجار على أن «موضوع التسوية رغم المآخذ عليه، نجح في حماية لبنان، ومنع الدولة من السقوط»، مؤكداً أن «الآمال ما تزال معقودة على شخص الرئيس سعد الحريري لإنقاذ الوضع الاقتصادي بالتعاون مع القوى السياسية الأخرى». وتقول مصادر قريبة من الحريري بأنه كان تلقّى نصائح من المقرّبين منه داخل تيّاره ومن أصدقاء وحلفاء بعدم المجازفة بموافقته على قانون انتخابي يقلّص حجم نوابه، لكن زعيم «المستقبل» آثر السير بالقانون النسبي، كي لا يطير الاستحقاق الانتخابي، وليساهم في تحقيق أفضل تمثيل للمسيحيين في البرلمان والسلطة، وهذا ما أسهم في صعود نجم شخصيات سنيّة بفضل هذا القانون، ما شكّل نقمة لدى جمهور «المستقبل» والشارع السنّي، غير أن هذا الامتعاض لا يشمل كلّ السنة بحسب الوزير رشيد درباس، الذي قال «لا شكّ أن قانون الانتخاب عوّم بعض الشخصيات السنيّة التي تكنّ العداء للحريري، كما أوجد شخصيات في البيئة السنيّة بعضها عاتب على الحريري ويمكن استمالتها بسهولة، وجزء منها ضدّه وهؤلاء يكنّون له العداء ولا يتغيّرون، وبعضهم يختلفون مع سعد الحريري من نفس الموقع ولا يشكلون أذى له». ورغم التنوع السنّي الذي أفرزته الانتخابات، إلا أنها أوصلت نواباً منفردين وليست كتلاً، باستثناء رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي الذي فاز بكتلة من أربعة نواب، وهم سنّي واحد (ميقاتي نفسه) وماروني وأرثوذكسي وعلوي، ويعترف معارضو الحريري أن الموجود في موقع السلطة، لا يمكنه إطلاق مواقف تصعيدية في وجه «حزب الله» كما يطلقها من هو في المعارضة، ويكشف درباس عن جانب من الحوار الذي دار بين الحريري والوزير السابق أشرف ريفي في لقاء المصالحة، حيث توجه الحريري إلى ريفي قائلاً «نحن نختلف معك ومع فؤاد (السنيورة) ومع رشيد (درباس) في السياسة، لكننا نبقى ضمن عائلة واحدة». وخاطب الحريري الجميع، قائلا: «أنا لا أستطيع الذهاب إلى الحرب (المواجهة الداخلية)، لأن قرع طبول الحرب يعني انهيار الاقتصاد وسقوط البلد، فأجابه درباس: نحن أصحاب رأي وأنت صاحب القرار».

عوائق لوجستية تمنع انتشار الجيش في بلدة حدودية مع سوريا... الطفيل كانت مسرحاً لمعارك النظام والمعارضة ولا طرقات إليها من الجانب اللبناني

(الشرق الأوسط)... بيروت: نذير رضا البقاع - (شرق لبنان): حسين درويش.. حالت عوائق لوجستية دون انتشار الجيش اللبناني في نقاط حدودية مع سوريا في بلدة الطفيل الواقعة شرق لبنان، وألزم هذا الواقع الجيش بتثبيت مواقعه على المدخل الغربي للبلدة، على بعد نحو ستة كيلومترات عن الخط الحدودي. وتقع بلدة الطفيل في أقصى جرود سلسلة لبنان الشرقية، وتحيط بها الأراضي السورية من جهات الشمال والشرق والجنوب، ولكن إلى الغرب منها تقع بلدات حام ومعربون وبريتال اللبنانية. وسيطرت على البلدة مجموعات متشددة وأخرى من المعارضة السورية خلال فترة الحرب، قبل أن يرحل المسلحون عنها إثر المعارك التي خاضها النظام السوري إلى جانب «حزب الله» في القلمون الغربي، ثم انسحبت كل القوات منها في العام الماضي. وقالت مصادر ميدانية في بلدة الطفيل إن الجيش اللبناني ثبت مواقعه في منطقة راس الحرف على بُعد 1.5 كيلومتر عن مركز البلدة، مشيرة إلى منطقة وجود الجيش تقع على المدخل الغربي على السلسلة الشرقية، ولم يوسع الجيش حضوره إلى النقاط الحدودية مع سوريا. وقالت إنه لا مسلحين في داخل البلدة، لا من السوريين ولا من «حزب الله»، لكن على الضفة الثانية من الحدود هناك نقطة للجيش السوري، بينما على الجانب اللبناني من الخط الحدودي، لم يثبت الجيش اللبناني موقعاً له. ولم تنفِ مصادر عسكرية لبنانية هذا الواقع، لكنها أرجعت عدم تثبيت نقطة حدودية مباشرة على الشريط الحدودي إلى صعوبات لوجستية. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش موجود على تلة مشرفة على البلدة، لكنه ينفذ دوريات بشكل دائم في البلدة ويصل إلى الخط الحدودي مع سوريا، لافتة إلى أن الجيش «ألزم القوات السورية في وقت سابق بالعودة إلى الخلف عندما تقدمت إلى داخل الحدود اللبنانية». وقالت المصادر إن الجيش «لا يستطيع التمركز بشكل دائم لأن الطرقات لم تُعبّد بعد، وحال هذا الواقع اللوجستي دون تثبيت مركز دائم وتجهيزه، وليس هناك أي سبب آخر». وباشرت الدولة اللبنانية في خطة شق طرقات وتعبيدها للوصول إلى بلدة الطفيل، بعد انسحاب قوات المعارضة السورية منها، وذلك بعدما طلب وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق من مجلس الوزراء تعبيد الطرقات إلى الطفيل. وعلى الرغم من أن البلدة لبنانية ويتحدر منها 5 آلاف شخص، فإنه لا طرقات إليها من الجانب اللبناني، ويقوم سكانها بالتوجه إلى المناطق السورية لتلقي العلاج أو لارتياد المدارس، أو لشراء الحاجيات. ويقول مصدر فيها إن أقرب مستشفى إليهم يقع على بعد 18 كيلومتراً في الجانب السوري، بينما يحتاجون إلى قطع 40 كيلومتراً للوصول إلى مستشفى بعلبك. وحالت معضلة الطرقات دون افتتاح مراكز اقتراع لأبناء الطفيل في الانتخابات النيابية الأخيرة، ما اضطرهم للتوجه إلى بلدة معربون على بعد 20 كيلومتراً منهم إلى الداخل اللبناني. ويطالب الأهالي الدولة اللبنانية بتعبيد الطرقات إلى بلدتهم، لتسهيل دخولهم الأراضي اللبنانية عوضاً عن الالتفاف عبر الأراضي السورية للوصول إلى بعلبك.

"الشرعي الأعلى" يحض على مكافحة الفساد والهدر لإنقاذ لبنان"..لإحتواء تطورات المنطقة بما يحفظ للدول العربية أمنها ووحدتها"

بيروت - "الحياة" ... ناشد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى المسؤولين "بضرورة إيلاء الشأن الاقتصادي والاجتماعي عناية فائقة وان تعالج الأزمة المالية بكثير من الحكمة والروية لتنفيس الاحتقان في الشارع دون أن يتحمل المواطن تبعات أي إجراءات تتخذ تمس عيشه، فالشعب اللبناني ضحى ويضحي من اجل وطنه وهو ابن هذه الدولة التي ينبغي أن تضع خطة واضحة المعالم تبدأ بمكافحة الفساد والهدر لإنقاذ لبنان ولتخفيف ثقل الأزمات المتراكمة على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والتأكيد على معايير الشفافية وعلى المساواة في التعيينات الناتجة عن امتحانات مجلس الخدمة المدنية". ورأى المجلس الشرعي، في بيان بعد اجتماعه في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، "ان المدخل لمعالجة هذه القضايا هو التعجيل في إقرار الموازنة العامة للدولة، والعمل على وقف الإنفاق غير المجدي، وتعزيز الإنفاق الاستثماري الذي يعود بالنفع على الحركة الاقتصادية لتنشيطها، بحيث يستفيد المواطنون منها إن لجهة إيجاد فرص عمل جديدة، أو لمساعدة الفئات الأكثر فقرا". وكان المجلس استهل جلسته بقراءة سورة الفاتحة عن روح المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد بمناسبة ذكرى اغتياله والتي توافق في 16 أيار(مايو) المقبل، مستذكرا مواقفه الإسلامية والوطنية وحرصه على وحدة اللبنانيين وتعاونهم بين شرائحهم كافة ليبقى الوطن متماسكا بسواعد أبنائه. وهنأ المجلس اللبنانيين بالأعياد المسيحية وبقرب حلول شهر رمضان المبارك، وان ينعم الله عليهم بمزيد "من اللحمة والتعاون ليبقى لبنان نموذجا في العيش المشترك". وتوقف المجلس أمام التطورات السياسية والعسكرية التي تعصف بالمنطقة العربية، معربا عن تمنياته في "احتواء هذه التطورات بما يحفظ للدول العربية أمنها وسيادتها ووحدتها، ويحقق لها ما تصبو إليه شعوبها من استقرار وازدهار".

الراعي في رسالة الفصح: منعا لإذكاء ثورة الجياع لا بد من إصلاح سياسي أولا والتوجه إلى الأغنيا لا الفقراء

بيروت - "الحياة" .... دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي "السلطة السياسية للعمل بجدية ومسؤولية على مواجهة أزماتنا الداخلية والاسراع في إجراء الاصلاحات اللازمة". الراعي الذي تحدث باسهاب في رسالة عيد الفصح، عن عملية التقشف، اشار الى "استباحة دستور الدولة وقوانينها، وإهمال الخير العام، وسرقة مال الخزينة وهدره بشتى الطرق والوسائل". وقال: "نجتمع في صباح سبت النور اليوم، والخائفون والمضطربون يتوجهون إلى الكنيسة أمهم، لتضيء نجمة في ظلمات حياتهم، وتتكلم باسمهم، وتحمي حقوقهم، وتعبر عن حاجاتهم وتطلعاتهم، وتعطي صوتا لمن لا صوت له. فلا يمكنها أن تصمت أو تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرض له أبناؤها وبناتها من اعتداءات. يلجأون إليها في كل مخاوفهم، لأنهم فقدوا الثقة بالجماعة السياسية، وباتت الهوة سحيقة بينهما". واضاف: "الكنيسة لا تنتظر مديحا من بشر، بل تطالب الدولة بالقيام بواجباتها تجاه الذين تتحمل أعباءهم المالية وهم في عهدة مؤسسات الكنيسة. ثم من واجب الدولة دعم هذه المؤسسات ومثيلاتها في لبنان، لأنها ذات منفعة عامة لكونها تساعد الدولة في القيام بمسؤوليات تعود إليها، وهي عاجزة عن إنشاء مثلها وبمستواها العلمي والصحي والتقني والإداري والإنمائي. بهذا الدعم تنخفض الأعباء المالية والأكلاف عن كاهل المواطنين الذين ينعمون بخدماتها". وقال: "لقد صلينا ونصلي لكي يفتح رجال السياسة والمسؤولون في الدولة قلوبهم ونفوسهم، بروح التوبة، فيخرجون من عتيق مسلكهم وتصرفاتهم، ومن أسر مصالحهم وحساباتهم وحصصهم وأفكارهم المسبقة، ومن حالة اللاثقة في ما بينهم، ويدخلون جديد القيامة، ويجتهدون في درس المشاريع الإنمائية من كل جوانبها وعدم فرضها على المواطنين قسرا، كما يجتهدون في رفع الظلم والهموم والحرمان والجوع عن الشعب اللبناني الذي يعبر عن مطالبه بكل أسف بإضرابات وتظاهرات واعتصامات وقطع طرقات وحرق إطارات، تأتي بالضرر على المواطنين ومصالح الدولة وسمعة لبنان".

"هيهات أن يعود لبنان سويسرا الشرق"

وتابع: "فلنتذكر، ونحن على عتبة الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان، كيف أن السياسة اللبنانية تمكنت في النصف الأول من تكوين دولة جعلت من لبنان سويسرا الشرق ومحط إعجاب العالم، إذ قوى اقتصاده وأقر الحريات العامة وعممها وحماها، وعزز التعددية في الوحدة، وبنى صحافة فاخر بها شعوب المنطقة. ولقد فعل ذلك، فيما كانت الدول المحيطة تتخبط في انقلابات متتالية ونشوء أنظمة ديكتاتورية وقمعية وأحادية. ولكن ابتداء من منتصف السبعينات، بعد ما جرى من حروب واحتلالات وهدم وتهجير وصولا إلى تعديلات مؤتمر الطائف الجوهرية في النظام السياسي الذي أسيء تطبيقه نصا وروحا، وبعد نهاية الاحتلالات، لم تعرف الجماعة السياسية، أو لم تشأ أن تبني دولة عصرية تعود بلبنان إلى سابق عهده. وهيهات أن يعود إذا ظل النهج السياسي إياه". واذ اشار الراعي الى أن "لبنان، قام خلافا لجميع دول المنطقة، على إحلال المواطنة السياسية محل المواطنة الدينية، كأساس للعيش المشترك المسيحي-الإسلامي. وهي ميزة ناضل في سبيلها البطريرك الياس الحويك في مؤتمر فرساي للسلام سنة 1919، وقال فيه مقولته الشهيرة: طائفتي لبنان. وعلى أساسها قامت الدولة بمؤسساتها وازدهرت". قال: "إن ما نشهده اليوم، بكل أسف، فهو إحلال المواطنة الدينية محل المواطنة السياسية، الظاهر في الحكم المذهبي في الوزارات والإدارات العامة، اضافة إلى شبه دويلات طائفية ونفوذ حزبي في المناطق، وتدخل سياسي في الإدارات العامة والتعيينات، حشو وزبائنية، وفي القضاء. اضافة إلى تجاوز بعض الأجهزة الأمنية صلاحياتها والقوانين حتى التدخل في ما هو من صلاحيات الجهاز القضائي. كل هذه الأمور أضعفت الدولة وأفقدتها هيبتها، وفكفكت تراتبية السلطات الدستورية واستقلاليتها، وأدخلت الفساد الشامل، وبددت المال العام، وأوقعت البلاد في دائرة الخطر على المستوى الاقتصادي والعجز المالي وتنامي الدين العام. فلا بد من إصلاح سياسي أولا على ضوء تجربة المئة سنة، وما جرى ويجري في بلدان المنطقة، والسعي إلى إحلال نظام إقليمي جديد يعمم السلام من حولنا، ويحد من أطماع القوى الكبرى، فلا نكون مساحة لطموحاتها".

"لإقفال أبواب الهدر العديدة"

ولفت الى ان "في سياق العمل على تنظيم عملية التقشف، يجب أولا إقفال أبواب الهدر العديدة، وجمع أموال الدولة من مرافقها ومرافئها والضرائب والرسوم، وضبط التهريب والاستيراد غير المشروع، والتوجه إلى الأغنياء والقادرين قبل مطالبة المواطنين الرازحين أصلا تحت أعبائهم المالية، منعا لاتساع دائرة الفقر ولإذكاء ثورة الجياع". ورأى أن "عملية التضامن المشكورة التي قام بها كثيرون من أفراد ودول وسخوا بمساهماتهم المالية من أجل إعادة بناء كاتدرائية نوتردام في باريس التي دمرها الحريق الهائل في معظمها وهز مشاعر الدول والشعوب، واعتبرت خسارة عالمية، تدفعنا للتساؤل: ألا يستحق لبنان المهدد إقتصاده وماليته بالانهيار أن يقوم المتمولون الكبار من أبنائه المقيمين والمنتشرين بالتبرع لصالح خزينته، تجنبا لانهيار هيكله على الجميع؟". وزاد: "فيما لبنان يحتاج إلى استعادة الثقة به لدى الأسرة الدولية، يجب على السلطة السياسية أن تعمل بجدية وشفافية ومسؤولية على مواجهة أزماتنا الداخلية، والإسراع في إجراء الإصلاحات اللازمة. وإنا نناشد جميع وسائل الإعلام ومستخدمي تقنياتها الكف عن إظهار الوجه السلبي عندنا، ونشر الحقيقة الموضوعية، بعيدا من التجني والكذب والمأجورية. فباستطاعة هذه الوسائل أن تكون أداة حرب أو أداة سلام". وقال: "أما الحاجة الأساسية لبدء عملية كل إصلاح فتبقى هي هي أن يفتح الجميع قلوبهم . هذه هي تهانينا وتمنياتنا بالفصح المجيد".



السابق

مصر وإفريقيا....إقبال متوسط على الاستفتاء في مصر....القاهرة تقرع "حوار الطبول من أجل السلام"...اعتقال قيادات الصف الأول بحزب البشير...طريق السودان مفروش نحو المجهول لا تفاهم بين تجمع المهنيين والمجلس العسكري...ليبيا تغلق مطار معيتيقة بعد تحدث سكان عن هجوم جوي على العاصمة...الجزائر.. استدعاء رئيس الوزراء السابق..«المليونية التاسعة» تصف «الباءات الأربع» بـ «البلاءات»..محمد السادس يقرر إحياء الهيئات التمثيلية لليهود المغاربة...

التالي

أخبار وتقارير..سريلانكا: 207 قتلى و450 جريحاً بتفجيرات استهدفت كنائس وفنادق ..إحباط هجوم إرهابي على مركز مباحث الزلفي في الرياض..سريلانكا.. مقتل 156 وإصابة المئات في تفجيرات بكنائس وفنادق.. الشرق الأوسط الهائج... حربٌ أو لا حرب؟...الصين تعرض سفنا حربية جديدة...باكستان: مهاجمو الجنود في بلوشستان أتوا من إيران.....اشتباكات بين محتجّين والشرطة في باريس...طائرة ميتسوبيشي تتحدى بوينغ وإيرباص "في الوقت المناسب"...

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,352,520

عدد الزوار: 6,888,088

المتواجدون الآن: 80