أخبار لبنان.. حزب الله - باسيل: فقدانٌ متبادلٌ للثقة؟..«مطبخ» الدوحة الرئاسي: ماكرون يفتح الملف بتنسيق مع الرياض وواشنطن..أحدٌ لن يُعطي باسيل هدايا مجانية..البحث الرئاسي مجمّد داخلياً وخارجياً..عون لـ"لقاء قريب" مع نصرالله: "أنا جبران باسيل"!.. الجيش يحرق مزارع لتصنيع الحشيشة في بعلبك..مصارف لبنان تُكابِد في احتواء «الانكماش المستدام»..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 13 كانون الأول 2022 - 4:32 ص    عدد الزيارات 764    التعليقات 0    القسم محلية

        


«مطبخ» الدوحة الرئاسي: ماكرون يفتح الملف بتنسيق مع الرياض وواشنطن....

وزير المال يتحدث عن دولار بـ50 ألفاً.. وبيروت بلا كهرباء ضحية استنسابية فيَّاض

اللواء.... في الوقت، الذي تعتبر اللجان النيابية المشتركة التوصل الى صيغة تفريق ما بين «الأموال الجديدة» والأموال القديمة، حسب المادة الرابعة من قانون الكابيتال كونترول انجازاً، وخطوة الى الامام، وينتظر الرئيس نبيه بري اكتمال الاجوبة حول رغبته تحويل جلسة بعد غد الخميس الى جلسة حوارية، بدل ان تكون جلسة انتخاب تحمل الرقم 10، وعلى غرار سابقاتها التسع، كانت بيروت ترفع الصوت عالياً، احتجاجاً على الاستنسابية في توزيع التغذية القليلة جداً (ساعة تزيد او تنقص يومياً) في احياء المدينة، من المزرعة الى رأس بيروت والحمراء، مروراً بالمصيطبة وبرج ابي حيد وخندق الغميق ورأس النبع وزقاق البلاط، والتي تبلغ حدّ الحرمان لايام، وربما لاسابيع، في حين تستعد دوائر الجباية والتحصيل بتسطير فواتير الكهرباء، حسب التعرفة الجديدة، على سعر صرف دولار صيرفة مضافاً اليه ضريبة 20٪. رئاسياً، توقعت مصادر ديبلوماسية ان يتناول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون موضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان مع كبار المسؤولين القطريين، في حال قام بزيارة الى الدوحة غدا، لحضور المباراة التي ستجري غدا بين منتخب فرنسا والمنتخب المغربي، ضمن التصفيات ما قبل النهائية لبطولة كأس العالم، كما تردد. واشارت المصادر الى مروحة من الاتصالات والمشاورات تجري بعيدا عن الإعلام في العاصمة القطرية، بالتشاور مع الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة العربية السعودية، وأطراف اخرين، لبلورة حل ما لازمة الانتخابات الرئاسية، ووضعت زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون ومسؤولين سياسيين لبنانيين ضمن مروحة التشاور بخصوص هذا الموضوع، ولفتت إلى ان هذه المشاورات ستشمل شخصيات سياسية اخرى قريبا. محلياً، وبإنتظار جلسة المجلس النيابي الخميس المقبل وهل تكون جلسة انتخابية فاشلة كسابقاتها ام حوارية للتوافق على انتخاب رئيس الجمهورية، ما زالت الحركة النيابية والسياسية تعمل في الوقت الضائع لملء بعض الفراغ الحاصل، ومنها حركة اللجان النابية المشتركة وحركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الداخلية والخارجية.فيما استمرت وتيرة ارتفاع سعر الدولا بالنسبة لليرة واقترب عصر امس من 43 الف ليرة للدولار (42700). وفي حين ينتظر الرئيس نبيه بري اجوبة الكتل النيابية على تحويل جلسة الانتخاب الى جلسة حوار، استمرت المواقف النيابية امس في التاكيد على اهمية الحوار وضرورته لكن بدا ان بعض المعارضين من خلال تصريحاتهم بعد جلسة اللجان المشتركة مازالوا يضعون شروطاً ومعايير للمشاركة في الحوار.

ميقاتي يوضح للراعي

وقد زار الرئيس ميقاتي بعد عودته من القمة العربية – الصينية في الرياض، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، وقال بعد اللقاء: من الطبيعي ان يتم الحديث عن الامور الراهنة، وأهم أمر هو انتخاب رئيس الجمهورية. لمست لدى صاحب الغبطة حرصه الشديد على ان يتم انتخاب الرئيس في اسرع وقت. وغبطته يعلم ونحن نعلم ان الامر ليس مرتبطا بالحكومة، بل هو مسؤولية مجلس النواب، وبالتالي نحن اليوم نتحمّل مسؤولية أمر ليس لنا فيه اي قرار سوى تسيير امور البلد والسهر على راحة المواطن وقضاياه قدر المستطاع. أضاف ميقاتي: من هذا المنطلق شرحت الاجواء المتعلقة بالجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، انطلاقا من اعتبار ان هناك ربما بعض الامور الدستورية والميثاقية والسياسية والطائفية. فقلت ان الجلسة دستوريا جاءت في موقعها الصحيح، وطائفيا انا لا اسمح بالحديث في هذا الموضوع بتاتا، لأن الموضوع ليس طائفيا ولا تمييز بين مواطن وآخر. اما في ما يتعلق بالميثاقية فلا يجوز في كل مرة ان نتحجج بها، وكان هناك تمثيل كامل لكل الطوائف في مجلس الوزراء. وتابع: اما في الشق السياسي فالمسألة هي محور أخذ ورد، ولكن سنبقى مصرين على متابعة امور المواطنين ومعالجتها. ولفت البطريرك نظري الى أنه ربما كان الافضل التشاور مع جميع الوزراء قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء. ولقد اتفقنا على جلسة تشاور مع الوزراء قريبا للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة.

جلسة اللجان

عقدت اللجان النيابية المشتركة في جلسة هي العاشرة لمتابعة درس مواد قانون الكابيتال كونترول في مجلس النواب.وافادت المعلومات عن خلاف خلال الجلسة على البند الرابع الذي يختص بما يسمى الأموال الجديدة. واوضحت مصادر نيابية ان عبارة الاموال الجديدة تعني الاموال التي تم تحويلها الى لبنان اوتم ايداعها في المصارف بعد تاريخ 17 تشرين الاول عام 2017، اما الاموال التي اودعت فتعتبر اموالاً قديمة وهو تعريف تم الاتفاق عليه بعد نقاش طويل ووجهات نظر مختلفة بين النواب وقالت المصادر: ان النقاش الطويل اندرج ايضا تحت عنوان حماية اموال المودعين خلافاً لما كان يلحظه مشروع القانون الذي احالته الحكومة الى المجلس. اماحقوق المصارف فسيتم البحث فيها لاحقاً بعد تثبيت حقوق المودعين وعدم تحميلهم اي خسائر. وذكرت ان البحث سيتركز على الاستثناءات التي تشمل الشركات والمؤسسات والاشخاص، وهي تطال: البعثات الدبلوماسية وطلاب الجامعات والاموال الحكومية الرسمية والتحويلات المتعلقة بالمرضى الذي يعالجون في الخارج وكلهم يحتاجون الى مال نقدي بالدولار. واوضحت المصدار ان النقاش جدي ويشمل المواد بنداً بنداً. ولكن نائب رئيس مجلس الوزراء الياس بو صعب، اعلن بعد الجلسة التي ترأسها «أننا أقرينا التعرفة والمادة الرابعة من قانون الكابيتال كونترول، والنقاش أصبح محصوراً بالإستثناءات». وقال: أن هذا القانون لا يناقش شطب الودائع بل يهدف إلى إعادة الثقة بالقطاع المصرفي، والأموال الموجودة في لبنان لا تعتبر أموالاً قديمة ولن نقبل بحذفها، لكن هدفنا تحريك العجلة الإقتصادية لتعود المصارف الى عملها. وهذا القانون لا يناقش شطب الودائع بل يهدف إلى إعادة الثقة بالقطاع المصرفي. واضاف: أنّ المادة 4 حددت الأموال الجديدة التي تدخل الى لبنان إن كان من ناحية الإستثمارات أو التحويلات من الخارج. وأوضح أنه «لا يمكننا محاصرة المصارف بقانون الكابيتال كونترول كي لا تذهب إلى إعلان إفلاسها فالهدف هو إعادة أموال المودعين»، مضيفاً «اتفقنا على أن يوضع قانون الكابيتال كونترول على جنب، بعد إقراره إلى حين استكمال إقرار القوانين المتبقية المتعلقة بخطة التعافي، وان الحكومة الجديدة عندما تبصر النور هي التي ستشرف على تنفيذ القوانين. اضاف: أننا نريد حكومة تتابع أوضاع المودعين ورئيس جمهورية يستكمل متابعة الأوضاع لأن كل الامور في لبنان مترابطة، لكن نحن لن نيأس حتي نجد الحل، معلناً أن النقاش سيستكمل اليوم عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً.

ماذا تبلغ فياض من «توتال»

على صعيد آخر، إلتقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض خلال زيارته إلى فرنسا، رئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة «توتال انيرجي» باتريك بويانيه، بحضور مدير عام التنقيب والانتاج عضو المجلس التنفيذي للشركة نيكولاطراز. وأكد بويانيه أن الشركة باشرت بنشاطها للبدء بالاستكشاف في البلوك 9، مرحّباً بالمفاجأة السارة التي شكّلها اتفاق ترسيم الحدود الذي تم إنجازه في نهاية شهر تشرين الأول الفائت. كما فنّد الخطوات التي ستتخذها الشركة خلال الفصلين الأولين من سنة 2023 لجهة التحضيرات اللوجستية وبناء القدرات البشرية لمواكبة عمليات الحفر والتنقيب. من جهته، أكد الوزير فيّاض على أهمية التعاون بين الشركة والسلطات اللبنانية، ولا سيما هيئة إدارة قطاع البترول، لتسريع الخطوات الآيلة إلى المباشرة بعملية الحفر في أقرب وقت ممكن. كما اتفق الطرفان على أهمية الاستثمار في لبنان في مشاريع إنتاج الطاقة المتجددة، لا سيما بعد اعتماد تعرفة الكهرباء الجديدة. وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن شركة «توتال إنرجيز» قولها في بيان، انها «ستعمل على بدء التنقيب في إطار مشروعها للغاز البحري في البلوك رقم 9 في لبنان اعتباراً من العام المقبل. مضيفة أنها ستختار على الأرجح المورد لمنصة حفر جديدة في الربع الأول من عام 2023. وأضافت الشركة: قُدمت طلبيات للموردين من أجل توفير المعدات المطلوبة.

خليل: نحو رفع الدولار الجمركي الى 50 ألفاً

مالياً، كشف وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل ان فكرة الدولار الجمركي، أتت من أن «ثمة فرق بين ما نجبيه، وما ندفعه، فنحن نجبي على دولار 1500 وندفع على 40٫000 فلا استدمة في هذه الحالة..». واستطرد قائلاً: هناك وعد من اكثر من كتلة بأن تحول الدولار الجمركي من 15 الفاً الى 50، ونأمل ان ينجح ذلك لما له من نتائج مالية ايجابية. اضاف: الانفاق قبل الازمة كان 31 ملياراً اما اليوم فنحن ننفق 9 مليار والايرادات الضريبية كانت 16 الفا واليوم اصبحت 6 آلاف، فلا مال يدخل الى البلد ولا نستطيع ان نعود الى مصرف لبنان لاقتراض الاموال. وقال: لن نعمل على الفوائد العالية، بل الفوائد المخفضة التي تناقش مع النقابات، مثل نقابات العمال والاساتذة والصناعيين، وسنكون متفهمين للوضع القائم. التقى الباحث في مركز ويلسون للدراسات السفيردايفيد هيل النائب السابق سليمان فرنجية الذي استقباه إلى مائدة الغداء.

هيل وفرنجية

من جانبه، ‏محاضرة قبل ظهر أمس في وزارة الخارجية والمغتربين تناول خلالها السياسة الأميركية ‏في الشرق الأوسط. وردا على سؤال حول جدوى العقوبات الاميركية، وكيفية تدخل ‏الولايات المتحدة بفاعلية لإخراج لبنان من ازمته، قال «علينا العودة إلى بيان الدول ‏الصديقة في نيويورك والذي يدعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية واعتماد المعايير المناسبة ‏المطلوبة من صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات كالبنك الدولي.. وبدون إصلاحات ‏الصندوق المطلوبة فسيكون الانهيار. وطوال وجودي في لبنان أتفهم مدى تعويل اللبنانيين ‏على ما يستطيع الخارج فعله لكن ما يلزم هو ما يمكن للبنانيين فعله. كل الحلول يجب أن ‏تنبع من الداخل، لا تنظروا إلينا بل إلى مسؤوليكم لتجدوا الاجابات عن كيفية الخروج من ‏الأزمة»‏.‏.. كما اعتبر ان فشل الحكومة واللااستقرار سيفيد حزب الله.. لهذا ندعم مؤسسات ‏الدولة التي يريدها حزب الله ضعيفة، نافيا ان يكون سمع في لقاءاته مع المسؤولين ان ‏الولايات المتحدة تريد انهاء لبنان. وقال «لن يكون مفيدا لنا بل لحزب الله». واردف: ‏واشنطن لا تريد ابدا ان يكون هناك فراغ ويبدو ان لا احد يريد ان يحترم الدستور والمهلة ‏التي حددت لانتخاب رئيس.

استنسابية الكهرباء

على صعيد الكهرباء، كل الوقائع والمعطيات تكشف ان المناطق اللبنانية تشهد تفرقة واستنسابية فاضحة في توزيع التيار الكهربائي، لا يمكن اخفاؤها، بالرغم من كل الذرائع والبيانات التمويهية التي تتذرع بها مؤسسة كهرباء، تارة عن قرب هذه المنطقة من خط التوزيع، وتارة اخرى عن تحكم متنفذين وقوى الامر الواقع بمراكز التوزيع، لانها هي التي تتحمل المسؤولية الأساس والمباشرة بالتفرقة والتمييز الفاقع بين المناطق والسكان. والملاحظ ان توزيع التيار الكهربائي، يأخذ بعين الاعتبار، الولاءات الحزبية والطائفية، كما هي حال المناطق التي تحصل على حصة الاسد، بتغذية تتراوح بين خمس وسبع ساعات يوميا، في بعض مناطق مناطق جبل لبنان والرابية والاشرفية في بيروت وشرقها والضاحية الجنوبية، وبعض الضواحي القريبة، بينما تحرم بقية اجزاء العاصمة وتحديدا في مناطق رأس بيروت والحمراء ودار المريسة والجوار من التيار، حتى ولو ساعة واحدة يوميا، منذ اسابيع، بالرغم من كل ما يحكى على لسان وزير الطاقة وليد فياض وغيره من المسؤولين الفاشلين عن زيادة التغذية الوهمية، التي تزداد بالكلام يوما وتتناقص يوما اخر، وكأن هناك من يتعمد حرمان هذه المناطق من التغذية بالتيار بايعاز سياسي مفضوح، عقابا على لونها السياسي والطائفي، والامعان في تدمير مقومات الحياة، وشل ما تبقى من الحركة الاقتصادية في ببروت، في اطار مخطط الحقد السياسي المفضوح ضدها، وضرب ماتبقى من امكانيات اهلها للحفاظ على العاصمة، بينما يلتزم كبار المسؤولين، من رئيس الحكومة ووزراء ونواب العاصمة وفاعلياتها، الصمت المطبق، وكأنهم غير معنيين أو مسؤولين، للتحرك بقوة لكشف هذه الفضيحة الكبيرة، التي تضاف الى سلسلة فضائح وارتكابات المسؤولين عن مؤسسة كهرباء لبنان، الذين يديرون هذا القطاع واحالتهم على المحاسبة، والمطالبة الحثيثة بالتوزيع العادل للتيار الكهربائي بين المناطق، علما ان هناك قرارا من مجلس الوزراء بتخصيص بيروت بساعات اضافية من التيار، كونها عاصمة لبنان وفيها معظم المؤسسات والادارات العامة والحركة المالية والاقتصادية، والاهم ان ابناء بيروت يدفعون النسبة الاكبر من فواتير الكهرباء، قياسا على بقية المناطق الاخرى. يبقى السؤال هل يكون رفع التعرفة لتحميل ابناء بيروت مزيدا من الاعباء المالية، مقابل زيادة التغذية بالتيار لمناطق محظوظة، مقابل فتات التقنين، سيزيد من النقمة ويفتح الابواب واسعة امام الامتناع عن الدفع والهدر والتعليق على الشبكة.

كورونا: 60

كوليرا: 0

صحياً، سجلت وزارة الصحة 60 اصابة جديدة بفايروس كورونا من دون تسجيل وفيات. كما اعلنت عدم تسجيل اي اصابة جديدة بالكوليرا ولا وفيات.

اتفاقية تعاون تربوي بين المقاصد والمدارس الكاثوليكية

في خطوة من شأنها ان تعزز الانفتاح والتعاون بين تلامذة المدارس الخاصة، لجهة الانصهار وتثبيت مبادئ العيش المشترك، والخروج من الشتات والضياع، والتحرر من الخوف والكراهية، وقَّع رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية الدكتور فيصل سنو والامانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان ممثلة بالامين العام الاب يوسف نصر، وبشهادة وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، اتفاقية تعاون من شأنها ان «تقوي ركائز العيش المشترك الحاضن للمواطنة السليمة»، حسب وزير الربية.. وتتضمن المذكرة التعاون في المجالات التربويّة والثقافيّة والاجتماعيّة، وتبادل الخبرات في القطاعين التربويّ والإداريّ من حيث التنمية المهنيّة والمناهج والبرامج التربويّة وأهداف التنمية المُستدامة والدمج، عبر عقد لقاءات عمل بين أفراد القطاعين من حيث الأداء والتقنيّات المستخدمة، إضافة إلى موضوع الانتماء إلى شبكة المدارس الفرنسيّة (Homologation)،وتفعيل دورهما في استنهاض المجتمع وتثبيت مبادئ العيش المشترك.

أحدٌ لن يُعطي باسيل هدايا مجانية

العلاقة التخادُمية بين «التيار الحر» و«حزب الله» اهتزّت ولن تقع

الراي... | بيروت - «الراي» |

- باسيل يرفض وضْعَه أمام معادلة إما فرنجية أو جوزف عون ويسعى لتحويل المشكلة مع «حزب الله»... فرصة

لم يسبق للعلاقة «التكامُلية والتخادمية» بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» أن امتُحن «صمودها» كما يحصل هذه الأيام على تخوم «الحرب الباردة» الرئاسية التي تُخاض داخل «الخندق الواحد» قبل أن تكون مكاسرةً على ضفتيْ الموالاة والمعارضة. وصحيح أن علاقةَ الحزب - التيار مازالت «مصانة» بمعادلة «مهما اهتزّت فلن تقع» وأن التصدّع لم يرتقِ إلى مستوى الخلاف العميق الذي يجمع التيار مع «القوات اللبنانية» وعمره ثلاثون عاماً، لكن هذه العلاقة في طريقها لأن تتحوّل واحدةً من التحالفات الملتبسة التي تحفل بها الساحة اللبنانية. في كل مرة اختلف الجانبان، كان التباين يصل إلى ذروته وتتطاير تعبيراته عبر وسائل الإعلام، لكنهما غالباً ما تمكنا من إدارة خلافاتهما بروية وبمكاشفةٍ صريحة. والمفارقة أنه عند كل احتدامٍ للتباينات بينهما، لا يتحرك «حزب الله» علانية لسحْب ذرائع التوتر أو تبرير الخطوات التي تَسَبَّبَتْ به معتمداً سياسة الصمت تجاه سهام حليفه. أما التيار فلطالما بدا أنه يتمتع بحرية الحركة واختيار التوقيت لتوجيه انتقاداتٍ مبطّنة أو صريحة تجاه الحزب، متفادياً المساس بالمحرّمات السياسية أو تَجاوُز الخطوط الحمر التي يُشكّلها توجيه رسائل مباشرة إلى أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي لم ينفكّ يتصرّف من موقع استيعاب حليفه من دون أن يسمح للقطيعة بأن تتربع بينهما. على أن الخلافَ الأخير، وهو في «أصْله» حول الاستحقاق الرئاسي وفي «فرعه» حول أولى جلسات حكومة تصريف الأعمال في زمن الشغور الرئاسي، لامسَ الخطوط الحمر، إذ للمرة الاولى يستهدف باسيل نصرالله «وصدقية وعوده»، ما استدعى رداً غير مسبوق من الحزب بهذه الحدة على رئيس «التيار» الذي اضطر في إطلالته التلفزيونية (مساء الأحد) للتراجع الأقرب الى نصف اعتذار نافياً علانية ان يكون مسّ نصرالله «فأنا لم أقصد التشكيك بصدقية السيّد الذي لديه مكانة خاصة بقلبي وعقلي وهو عندي«غير كل الناس»، وأنا أعرف صدقه». وفي حين اعتبرت دوائر سياسية أنه بمعزل عن تحييد نصر الله، فإن الرسالة التي أراد باسيل إبلاغها وصلت حتى لو كان المقصود الفريق اللصيق بالأمين العام لحزب الله والذي يفاوضه دائماً في الملفات الحرجة، فإنها رأت أن الخطوط الحمر التي مُست لا تتعلق فقط باستهداف نصرالله، بل ان التشنج بين الطرفين وما حفلتْ به مواقع التواصل الاجتماعي كتعبيرٍ عن رأي القواعد الشعبية، إضافة الى ما يقوله نواب التيار في لقاءاتهم البعيدة عن الإعلام، تعكس في شكل جليّ المنزلق الذي دخلتْه العلاقة بين الحزبين والتي بدأت رسمياً في فبراير 2006 على متن ورقة تفاهم مار مخايل. فالتيار يعيش حالياً أزمةً نافرة ناجمة عن حركة امتعاضٍ داخلية من حزب الله إثر موافقة الأخير على عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي جاءت بعد أقل من 40 يوماً على انتهاء العهد، وهو التطور الذي أعطى لمُعارِضي باسيل داخل التيار حريةَ الحركة في معارضته أكثر لاسيما أن هؤلاء كانوا يراهنون على ضعف باسيل بعد خروج الرئيس ميشال عون من بعبدا، وبعضهم لا يكنّ الودّ لحزب الله بالمطلق. ويقول عارفون إن رئيس التيار الوطني يحاول العمل على أكثر من خط لمعاودة تعويم حضوره السياسي، وهو انطلق من عقد جلسةٍ للحكومة المستقيلة في غياب رئيس الجمهورية، في خطوةٍ رفضتْها كذلك بكركي والقوات والكتائب، لشدّ عَصَبٍ تحت عنوان مواجهة العاملين «على النيل من منصب رئاسة الجمهورية». وقد استفاد باسيل من أداء حزب الله، ليستعيد ما خسره في العامين الأخيريْن من حضور شعبي داخل التيار أمام خصومه العونيين الذين يضغطون عليه في محاولةٍ لتغيير المسار المتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية من خلال تسمية شخصية للسير بها بدل مجاراة الحزب بالأوراق البيض. وإذا كانت الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الخميس الماضي حملتْ أسماء «ملغومة» لمرشّحين فاعتُبرت ملغاة، في ما بدا رسالةً وجّهها التيار الى حزب الله، إلا أن نقاشاً حقيقياً حصل داخل التيار حول إمكان طرح اسم شخصية توافقية، فيما اقترح البعضُ السير بمرشح المعارضة ميشال معوض، علماً أن نائب رئيس البرلمان الياس بوصعب المحسوب على التيار مصرّ على تسمية الوزير السابق زياد بارود. واستفاد باسيل أيضاً من الخلاف حول انعقاد الحكومة المستقيلة في كنف الشغور الرئاسي ليصوّب على الحزب بخلفيةِ دعمه لمرشح الرئيس نبيه بري أي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهو بذلك قطع الطريق نهائياً أمام محاولة إقناعه بالأخير. ورغم أن موقفه هو نفسه من المرشح غير المدعوم علانية من «حزب الله» أي قائد الجيش العماد جوزف عون، إلا أن رئيس «التيار» يَمْضي في نزْع الألغام الرئاسية من أمامه واحداً تلو الآخر، ولذا بدأ معركته على فرنجية وانتقل الى الجنرال عون حاسماً رفْضه لكليهما في معرض التمهيد للانتقال الى طرح الاسم الرئاسي، وهو ذهب في إطلالته التلفزيونية إلى المجاهرة بأن «معادلة فرنجية أو جوزف عون مرفوضة ولن نرضى بهكذا تسوية تُفرض علينا لا من برّا ولا من جوّا» ومحذراً من تداعيات أكبر بحال تمسك حزب الله بزعيم «المردة». في المقابل يريد باسيل توسيع حواره مع الحزب عبر تحويل المشكلة بينهما «فرصة» استثنائية لمكاشفةٍ عميقة تتعلق بمواضيع تتخطى رئاسة الجمهورية. فالقيام بمراجعة شاملة أصبحت حاجة ملحة للطرفين اللذين لا يزالان يعملان تحت سقف تَفاهمٍ متعثّر، من دون أن يعني ذلك أنهما يقتربان من إعلان وضْعِ حدٍّ له، وهذا الأمر يشكل بالنسبة الى مُعارضي باسيل نقطة جوهرية. وتعترض طريق رئيس «التيار الحر» عقبتان في محاولته تعويم نفسه مجدداً. فالفريق المسيحي المُعارِض، وإن كان يتفق معه في موضوع جلسة مجلس الوزراء، إلا انه لن يعطيه هدايا مجانية ويعيد الاعتبار إليه من خلال تلبية دعوته الى حوارٍ مسيحي كما طَرح في بكركي. وباسيل قَطَعَ كل جسور العلاقات الداخلية سواء مع حلفائه السابقين في تفاهم معراب أو مع خصومه. وهؤلاء يصرّون على ألا تلعب الكنيسة المارونية والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي استقبل ميقاتي أمس دوراً في تحويله مجدداً مرجعية سياسية خصوصاً أن باسيل لعب ورقة زيارة الرئيس عون إلى بكركي (يوم الجمعة الماضي) محاولاً الاستفادة منها. وبحسب هؤلاء أنفسهم، فإن باسيل يريد استثمار خلافه مع «حزب الله» لمعاودة انتزاع حيثية سياسية بلا مُنازِع داخل الصف المسيحي، في حين أن رسائله إلى الحزب مجرد استدراج عروض لا أكثر، بدليل ما حصل لجهة نفيه أن يكون استهدف نصرالله شخصياً، معربين عن اقتناعٍ بأن باسيل لن يفك تحالفه مع «حزب الله» لا الآن ولا لاحقاً لأن الحزب حاجة استراتيجية للتيار الوطني، كما ان التيار حاجة داخلية للحزب إذ يؤمّن له السند المسيحي كتيار واسع الانتشار وله كتلة نيابية حتى لو كان الحزب ساهم في إيصالها بهذا الحجم إلى البرلمان. أما العقبة الثانية فتتمثل في الحزب نفسه، لأنه يقف اليوم أمام أسئلة محورية حول ما يمكن أن يقدمه لباسيل وما لا يمكن أن يقدمه على سبيل التسوية بينهما، في ظل استعادةٍ للخدمات المتبادلة بين الطرفين منذ ان صاغا تفاهم 2006 وصولاً إلى تسوية الإتيان بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في 2016. وعلى هذه المراجعة يمكن بناء الكثير، إذ لدى الحزب أجندة خاصة لا تتعلق بباسيل لوحده، وهنا كل الفارق في نظرة كل واحد منهما للآخَر.

ميقاتي تَمَسَّك بدستورية انعقاد حكومته ووعَد الراعي بجلسة تَشاوُر مع الوزراء

- ميقاتي استعان ببيت شعر «إن حظي كدقيقٍ فوقَ شوكٍ نثروه... ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه»

تَمَسَّك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بدستورية الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي وكانت الأولى منذ بدء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وقاطَعها 8 وزراء محسوبين على فريق الرئيس السابق ميشال عون الذي «فتح النار» السياسية على «التطاول الخطير» على الموقع المسيحي الأول. وقال ميقاتي بعد زيارة قام بها أمس للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي كان عارض اجتماع الحكومة «بمن حضر» ومن دون التشاور مع كل مكوّناتها واستقبل قبل أيام عون ورئيس «التيار الحر» جبران باسيل اللذين رفعا إليه «الأزمة الكبرى»: «سَعدتُ بلقاء صاحب الغبطة، ومن الطبيعي أن يتم الحديث عن الامور الراهنة، وأهمّ أمر هو انتخاب رئيس الجمهورية. ولمستُ لدى صاحب الغبطة حرصه الشديد على ان يتم انتخاب الرئيس في أسرع وقت. وغبطته يعلم ونحن نعلم أن الأمر ليس مرتبطاً بالحكومة، بل هو مسؤولية مجلس النواب، وبالتالي نحن اليوم نتحمّل مسؤولية أمر ليس لنا فيه أي قرار سوى تسيير أمور البلد والسهر على راحة المواطن وقضاياه قدر المستطاع». أضاف: «من هذا المنطلق شرحتُ لصاحب الغبطة الأجواء المتعلقة بالجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، انطلاقاً من اعتبار غبطته أن هناك ربما بعض الأمور الدستورية والميثاقية والسياسية والطائفية، فقلتُ إن الجلسة دستورياً جاءت في موقعها الصحيح، وطائفياً أنا لا أسمح بالحديث في هذا الموضوع بتاتاً، لأن الموضوع ليس طائفياً ولا تمييزاً بين مواطن وآخر. اما في ما يتعلق بالميثاقية فلا يجوز في كل مرة ان نتحجج بها، وكان هناك تمثيل كامل لكل الطوائف في مجلس الوزراء. أما في الشق السياسي فالمسألة هي محور أخذ ورد، ولكن سنبقى مصرين على متابعة أمور المواطنين ومعالجتها». وتابع: «لفت نظري صاحب الغبطة، الى أنه ربما كان الأفضل التشاور مع جميع الوزراء قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء. وقد اتفقنا على جلسة تشاور مع الوزراء قريباً للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة. شعرتُ لدى صاحب الغبطة حرصه الكامل على لبنان ووحدته وأن لبنان لن يكون يوماً مهدَّداً. لبنان دولة عمرها 100 سنة فلا يهددنا أحد بأيّ شكل أو يهوّل علينا بوجود خطر على لبنان». هذا الأمر مرفوض نهائياً، والبلد يعنينا جميعاً. وخلال الحديث ذكرت لصاحب الغبطة بيت شعر يقول«إن حظي كدقيقٍ فوقَ شوكٍ نثروه. ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه». هذا هو الواقع الذي نحن فيه، ولكننا سنستمر في جمع الطحين بأصعب الأوقات ووسط الرياح التي تجتاح البلد.

ميقاتي: نرفض تهديدنا بوجود خطر على لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اليوم (الاثنين)، أن جلسة مجلس الوزراء، التي عُقدت الأسبوع الماضي، جاءت في موقعها الصحيح دستورياً، مؤكداً رفضه النهائي أي تهديد بوجود خطر على لبنان. وقال ميقاتي، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بالصرح البطريركي في بكركي (شمال شرقي بيروت): «شرحت الأجواء المتعلقة بالجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، انطلاقاً من اعتبار أن هناك ربما بعض الأمور الدستورية والميثاقية والسياسية والطائفية». وأضاف: «طائفياً، لا أسمح بالحديث في هذا الموضوع بتاتاً؛ لأن الموضوع ليس طائفياً ولا تمييزاً بين مواطن وآخر، أما في ما يتعلق بالميثاقية فلا يجوز في كل مرة أن نتحجج بها، وكان هناك تمثيل كامل لكل الطوائف في مجلس الوزراء». وتابع «أما في الشق السياسي فالمسألة هي محور أخذ ورد، ولكن سنبقى مصرّين على متابعة أمور المواطنين ومعالجتها»، مشيراً إلى الاتفاق على «جلسة تشاور مع الوزراء قريبا للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة». وأعلن أنه لمس لدى الراعي حرصه الشديد على أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت؛ لأنه يعلم أن الأمر ليس مرتبطاً بالحكومة، بل هو مسؤولية مجلس النواب. وأضاف «نحن اليوم نتحمّل مسؤولية أمر ليس لنا فيه أي قرار سوى تسيير أمور البلد والسهر على راحة المواطن وقضاياه قدر المستطاع». وقال ميقاتي «لبنان دولة عمرها 100 سنة فلا يهددنا أحد بأي شكل من الأشكال أو يهوّل علينا بوجود خطر على لبنان، هذا الأمر مرفوض نهائياً، والبلد يعنينا جميعاً، وبوحدته الكاملة بين جميع أبنائه». وحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي لميقاتي، «تناول اللقاء الأوضاع والتطورات الراهنة». كانت جلسة لمجلس الوزراء انعقدت، يوم الاثنين الماضي، للمرة الأولى في ظل الشغور الرئاسي برئاسة ميقاتي وغياب ثمانية وزراء رفضوا المشاركة فيها من منطلق دستوري وميثاقي وعدم موافقتهم أو قبولهم بأي من قراراتها، وغالبية هؤلاء الوزراء محسوبون على «التيار الوطني الحرّ». وقال رئيس «التيار للوطني الحر» النائب جبران باسيل، إن الجلسة «غير دستورية وغير شرعية وغير ميثاقية»، وإنها «إعدام للدستور وضربة قاتلة للطائف وطعنة باتفاق وطني حصل وأعلن عنه في مجلس النواب». يذكر، أن ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون انتهت في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ودخل لبنان في مرحلة شغور رئاسي.

البحث الرئاسي مجمّد داخلياً وخارجياً

باسيل إلى قطر ولا مبادرات خارجية جديدة | بري ينتظر: حوار الآن أو عطلة طويلة

الاخبار... انعكس كلام النائب جبران باسيل، أول من أمس، عن العلاقة مع حزب الله تبريداً للأجواء الساخنة بين الطرفين. وتلقّى الحزب ما قاله باسيل بتقدير للتوضيح الذي أزال التباساً حول ما اعتبر إساءة إلى أمينه العام السيد حسن نصرالله. إلا أنه توقف عند جوهر المواقف التي أطلقها رئيس التيار الوطني الحر من الاستحقاقات الداخلية، لناحية تمسكه بخياراته. ومع أن باسيل حسم، للمرة الأولى، الجدل بأنه لا يفضل ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فإن الإشكالات المتعلقة بالملفات الداخلية تنتظر استئناف الحوار بين الطرفين، وهو ما لا يبدو أنه سيحدث خلال أيام قليلة. وقد غادر باسيل أمس إلى قطر حيث سيغيب لأسبوع على الأقل، فيما دخلت البلاد عملياً في عطلة الأعياد. أما الاستحقاق الداهم الآن فهو مصير جلسة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه بري الخميس المقبل، والتي تنتظر الموقف النهائي لكتلتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، خصوصاً أن الأمر لم يعد يحتمل مغامرات، ولا يريد بري أي «دعسة ناقصة» في ظل التشنج الداخلي. الراصدون لحركة الخارج يشيرون إلى أن الصعوبات الداخلية في التوافق على مشروع الانتخابات الرئاسية، تترافق مع تأزم إقليمي ودولي، ومع إشارات تلقاها مسؤولون كبار من جهات أوروبية وأميركية وعربية بأن الملف اللبناني ليس محل أولوية الآن. ما يعني أنه قد يصار إلى تأجيل البحث الجدي إلى مرحلة لاحقة تمتد إلى ما بعد بداية العام المقبل، علماً أنه بعد إعلان باسيل أول من أمس عدم دعمه فكرة أن يكون قائد الجيش هو الحل، نقلت أوساط عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قوله أمام حلقة ضيقة من المسؤولين في حزبه بأنه لا يحبّذ دعم عون وأنه يعتقد بأن الوقت قد حان لعدم الخضوع لابتزاز اللحظات الصعبة، وأن لبنان عانى الكثير مع العسكريين الذين وصلوا إلى الحكم في العقدين الماضيين. في غضون ذلك، حاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ترميم ما اهتز عند قواعد مسيحية لناحية تجاوزه الحدود في مصادرة صلاحيات رئاسة الجمهورية من خلال إصراره على جمع مجلس الوزراء ولو ناقصاً. وقد قصد ميقاتي البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي لم يدخل في معركة إلى جانب التيار الوطني الحر، لكنه نصح ميقاتي بعدم معاودة الكرة من دون التشاور المسبق والسعي إلى الحصول على موافقة جميع المكونات قبل عقد أي جلسة جديدة للحكومة. وقد وعده ميقاتي بعقد جلسات تشاور مع الوزراء خلال المرحلة المقبلة لتسيير أمور الدولة قبل اللجوء إلى دعوة مجلس الوزراء. وقالت مصادر رئيس الحكومة إنه أوضح للراعي «الالتباس بشأن جلسة مجلس الوزراء الأخيرة وشرح وجهة نظره في هذا الأمر»، لافتة إلى أنه «أكد للراعي أنه لن يدعو لجلسة أخرى إلا بعدَ الاتفاق مع جميع الأطراف، وأن أي اجتماع مقبل سيكون تشاورياً مع الوزراء المشاركين في الحكومة». في هذه الأثناء، تتجه الأنظار إلى تلبية القوى السياسية دعوة الرئيس برّي إلى الحوار الخميس المقبل. ويفترض أن تكون الساعات المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كانت هناك إمكانية لعقد مثل هذه الجلسة، بعدما عبّرت أكثرية الكتل عن «تجاوبها»، في انتظار جلاء موقفي «القوات» و»التيار»، إذ إن مقاطعتهما تعني حُكماً فشل الحوار قبل أن يبدأ باعتبارهما الكتلتيْن المسيحيتين الأكبر في البرلمان. وفيما يترقب رئيس المجلس من الطرفين إجابة تؤكّد المشاركة أو ترفضها، أعطى باسيل في مقابلته، أول من أمس، إشارة إيجابية حيال الدعوة، وقالت مصادر التيار إن «هناك جاهزية ولم نقفِل الباب». بينما تضع معراب شرطاً لا يحبذه بري، وهو التلازم بين جلسة الانتخاب والحوار، أي تخصيص الدورة الأولى من جلسة الخميس لانتخاب الرئيس ثم يعقد بري اجتماعات ثنائية مع رؤساء الكتل، وبعدها العودة إلى الدورة الثانية. وأكدت مصادر القوات «التمسك بآلية الدورات المفتوحة للضغط على النواب». أما حزب الكتائب فأكدت مصادره «الموافقة على مبدأ الحوار لكن بانتظار تحديد آلية الحوار وجدول الأعمال الذي نصر على حصره بانتخاب رئيس للجمهورية ومعرفة من هي الأطراف التي ستشارك». وبمعزل عن لائحة المدعوين، منقوصة كانت أم مُكتملة، فإن الرأي الغالب ليس متفائلاً بقدرة الحوار النيابي على إحداث ثغرة في المأزق الرئاسي، بسبب الشروط التي حددتها القوى السياسية ويُصعب معها بلوغ تسويات في الوقت الحالي، وأبرزها موقف باسيل الرافض بشكل حاسم لأي من المرشحيْن الجدييْن غير المعلن عنهما بشكل رسمي، فرنجية وعون.

القطريون أبلغوا عون أنه الحصان الدولي - العربي للاستحقاق الرئاسي

وفيما استبعدت أوساط سياسية بارزة تعديل أطراف الحوار شروطهم تحت وطأة المأزق السياسي - الدستوري وهدير الانهيار الاقتصادي - الاجتماعي، تنتظر البلاد المفعول العملي للتطورات الخارجية التي تمثلت بفتح أبواب الرياض أمام رئيس الحكومة بمسعى فرنسي، وأبواب الدوحة أمام قائد الجيش. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة أن «القطريين الذين عقدوا لقاءات طويلة مع عون في زيارته الأخيرة أبلغوه بأنه الحصان الدولي - الإقليمي (العربي) للاستحقاق الرئاسي»، كاشفة أنهم «بدأوا جدياً الحديث مع عدد من القوى السياسية الداخلية التي تدور في فلك هذا المحور لتسويق قائد الجيش». وأشارت المصادر إلى أن «المشكلة العالقة مع القطريين الذين يتحركون بغطاء أميركي إلى جانب الفرنسيين، هي مع باسيل الذي يرفض خيار عون»، علماً أنهم «دخلوا في إمكانية إبرام تسوية بين عون وباسيل في التفاصيل المتعلقة بكل استحقاقات العهد الجديد»، وترافق ذلك مع معلومات تشير إلى أن «أمير قطر تميم بن حمد وعد بتفعيل مبادرة بلاده، وفقَ الهامش المعطى لها، مطلع السنة الجديدة».

حزب الله - باسيل: فقدانٌ متبادلٌ للثقة؟

الاخبار... نقولا ناصيف ... بين حزب الله والتيار الوطني الحر اكثر من خلاف. ربما يجرّبان الآن، للمرة الاولى منذ «تفاهم مار مخايل» عام 2006، مغزى تبادلهما فقدان الثقة قبل الوصول في ما بعد الى اوان استعادتها. ليس الخلاف الاول، ولم يَبُنْ حتى الآن على الاقل انه عابر.... في ما مضى اشتُكي من تململ قاعدة التيار الوطني الحر من حزب الله. قيل كذلك ان مفاضلة الحزب علاقته بالرئيس نبيه برّي على اي سواه - وهي حتمية غير قابلة للجدل - أضعفت التيار وكذلك عهد الرئيس ميشال عون. قيل الكثير من حول بعض الالتباسات بين الطرفين كانت الضرورة توجب ان يتمايز احدهما عن الآخر الى حد الافتراق الجزئي عنه. آخر الشكاوى كان مآل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة والمكلفة تصريف الاعمال. لكليهما مقاربة دستورية واخرى سياسية لها غير متشابهتين قبل ان يتأكد انهما مختلفتان ومتباعدتان. بلغت الذروة في انتخابات رئاسة الجمهورية والخيار المضمر - ما دام غير معلن رسمياً بعد - بترشيح الحزب سليمان فرنجية. اتت المقابلة التلفزيونية الاحد الفائت كي تفنّد كل نقاط التباين بين الحليفين. مع انهما في اكثر من مناسبة، قديماً وحديثاً، اكدا تمسكهما بـ«تفاهم مار مخايل» وعدم رغبة اي منهما في الانقضاض عليه او التنصل منه، بيد ان التفاهم ذاك اضحى فعلاً، بفعل تقادم الزمن، «على المحك» كما قال باسيل. ربما بسبب استنفاده آخر مقومات بقائه وصموده الطويل:

- لأن حزب الله لم يعد الآن، كما كان يقول قبلاً، في حاجة الى الحماية الوطنية له ووقوف فريق اساسي الى جانبه بعدما قال امينه العام السيد حسن نصرالله اخيراً في 11 تشرين الثاني ان المقاومة تحمي نفسها بنفسها. وهي اضافة مهمة في لغة الحزب الذي قال قبل عقود انه يحبذ الاجماع على المقاومة والالتفاف من حولها. ولأن لا حرب تموز 2006 ثانية بعد الآن بفعل ترسيم الحدود مع اسرائيل الذي ربط أمن البر بأمن البحر.

- ولأن الوظيفة الفعلية لتفاهم 2006 استنفده كذلك وصول الرئيس ميشال عون وتياره، وليس الرئيس فحسب، الى رئاسة الجمهورية. تجربة يصعب التفكير في استرجاعها. ارتبطت بالرجل الرئيس لا بتياره. كانت مكلفة للحزب وحلفائه كبرّي وفرنجية. يصعب مجدداً على حزب الله ان يقول يوماً ما في المستقبل القريب او البعيد لبرّي ان لا يُصوِّت لاحد ألدّ اعدائه السياسيين في جلسة انتخابه رئيساً للجمهورية، وان يقول لزعيم زغرتا مرة اخرى ان يفسح في المقعد لسواه. لذينك السببين يصح القول ربما ان المطلوب من اجل بقاء الحليفين معاً ان يفكرا يوماً ما في مشروع مختلف. حتى الوصول اليه لا عنوان لعلاقتهما، في الوقت الحاضر على الاقل، سوى ان يجهرا بما بات يتجاوز التباين والخلاف بينهما. ثمة اسباب وجيهة وشت بما قد حدث حتى الآن، الا انها تعكس عدم رضى كامل وتخلّف بدورها تداعيات:

1 - الانقطاع لا يزال مستمراً بينهما. وهو مؤشر سلبي حاولت المقابلة التلفزيونية تقليل علاماته بحصره بالشق السياسي دون الشخصي. بيد ان الطرفين يحرصان على وقف الحملات الاعلامية.

2 - لم يستسغ حزب الله الطريقة التي ادار بها التيار الوطني الحر اقتراعه في الجلسة التاسعة لانتخاب الرئيس الخميس الفائت، عندما حاول توجيه رسالة سلبية الى مغزى الورقة البيضاء باهدار التيار ستة أصوات موزّعة على اسماء لاغية (بين ميشال او معوض او معوض بدري ضاهر). ساء الحزب يومذاك ان يصير الى مخاطبته على نحو كهذا، وفسَّر ذلك التصويت على انه محاولة تهديد غير مقبولة. اضف رفضه اضعاف ما ترمز اليه اصوات الاوراق البيض وفحواها الفعلي الحالي في جلسات الانتخاب.

3 - رغم تبرير باسيل انه لم يتعرض الى نصرالله شخصياً وكان يقصد سوء تصرّف الحزب معه، بيد ان الاخير لا يسعه القبول بالذريعة. لا فصل بين الحزب وامينه العام الذي اعتاد ان يقول في اطلالاته الاعلامية مراراً انه «يشاور» عملاً بالقاعدة الشرعية المتبعة. ليس المقصود بذلك سوى وضع القرار في شورى الحزب التي تتخذه، الا ان المعروف كذلك ان الحزب والشورى يفوضان الى نصرالله بالذات اتخاذ القرار. اما اكثر ما يعرفه رئيس التيار وخبره منذ تعرّف الى نصرالله للمرة الاولى وجرّب تكراراً العلاقة والاجتماع به كما مع قياداته الآخرين قبيل وضع «تفاهم مار مخايل» وبعده، كما يعرف باطن التركيبة الداخلية، ان احداً في حزب الله لا يتخذ قراراً او يُبلغ الى اي احد قراراً اياً يكن مستواه، لم ينل موافقة امينه العام. بذلك لا يفصل حزب الله بين العام والشخصي. اساءة هذا اساءة لذاك. متداخلان الى حد الاندماج.

4 - ساء الحزب توجيه الاتهام اليه غداة جلسة حكومة تصريف الاعمال التي قاطعها وزراء التيار. سبق المؤتمر الصحافي لباسيل الثلثاء في 6 كانون الاول اجتماع الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر طوال ساعتين لم يأتِ على ذكر ما ادلى به رئيسه على الاثر، في بيان معدّ سلفاً وحمل على نصرالله دونما ان يسميه.

سقف حزب الله: حد أقصى انتخاب فرنجية، حد أدنى جلسات حكومة تصريف الاعمال

5 - لحزب الله في علاقته الحالية بالتيار الوطني الحر كما بحلفائه الآخرين سقف بحدّين: اعلى هو انتخاب مرشحه فرنجية، وادنى هو عقد حكومة تصريف الاعمال جلسات عندما تتوافر لديها بنود ضرورية وملحة. لا مشكلة يمكن ان يواجهها نصاب ثلثيها كي تنعقد من الآن فصاعداً، شرط قصر جلساتها على الملحّ والموجب. في ضوء جلستها الاولى في 5 كانون الاول ضمنت بعدذاك ميثاقية المشاركة المسيحية فيها من خلال جوني القرم وزياد مكاري وزيري فرنجية، ناهيك بالوزير الارمني جورج بوشكيان، فيما نصابها السياسي اضحى محفوظاً من خلال مشاركة وزيري حزب الله. قبيل انعقادها توقّع ميقاتي حضور بين 19 و20 وزيراً معوّلاً على مشاركة ثلاثة وزراء فاجأه تغيّبهم هم امين سلام (لاسباب مذهبية) ووليد نصار (لاسباب شخصية) وعصام شرف الدين (حليف حزب الله).

6 - رغم الاعتقاد الجازم بأن لا فكاك لتحالف التيار الوطني الحر وحزب الله، بيد ان ما ترتب على ازمتهما الحالية المستمرة ان يصير الى كسر احدهما الحلقة بقوة اكبر مما قيل في المقابلة التلفزيونية، من هذا الفريق او ذاك. بات باسيل امام امر واقع جديد هو اجتماعات حكومة ميقاتي دونما ان تتحول حكماً الى دورية متسارعة. الامر الواقع الآخر تمسّك الحزب بترشيح فرنجية في مقابل رفض باسيل انتخابه. اذذاك لا مناص من استعادة سابقة 2016. حينذاك، بعدما بَانَ انتخاب عون حتمياً بتأييد مسيحي - سنّي شامل معطوف على العرّاب الاول حزب الله، اختار برّي دعوة المجلس الى الانعقاد دونما ان يقترع وكتلته له، كذلك فعل فرنجية بأن حضرت كتلته ولم تقترع للرئيس السابق. مع ذلك، كلاهما شاركا في كل حكومات العهد غير المصوَّت له، وكان تمثيلهما فيه وازناً ومؤثراً وكذلك فاعلية كل منهما معارضة او مجاراة.

الـ"كابيتال كونترول" إلى أجل غير مسمى: "حطّوه على جنب"!

عون لـ"لقاء قريب" مع نصرالله: "أنا جبران باسيل"!

نداء الوطن... كل التحذيرات الداخلية والخارجية من قرب تفكك الدولة اللبنانية وانهيار نظامها الاجتماعي، لم ولن تحرّك ساكناً في ضمير المنظومة الحاكمة... لا بـ"شهادة شاهد من أهلها" اللواء عباس ابراهيم الذي نبّه أمام الرابطة المارونية أمس إلى أنّ "الخطر الداهم يتهدد لبنان والمجد الموروث أوشك أن يتهدّم"، ولا بشهادة "هيومن رايتس واتش" التي رصدت في أحدث تقاريرها عجز "غالبية الناس في لبنان عن تأمين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية"، ما دفعها أمام بلوغ الفقر وانعدام الأمن الغذائي "مستويات مقلقة" في لبنان إلى حثّ البنك الدولي على اتخاذ "إجراءات عاجلة للاستثمار في نظام حماية اجتماعية"، طالما أنّ "السلطات اللبنانية لا تضمن الاستجابة لحق كل فرد بالحق في الغذاء". ورغم تفاقم الأهوال وتردي الأحوال اللبنانية، لا تزال مصالح أهل السلطة تتحكم بمسار البلد ومصير أبنائه ولا تزال ذهنية التعطيل والتنكيل بالدستور مستحكمة بالأداء الرسمي العام تحت وطأة تشبث قوى 8 آذار بمقاليد الحكم واستقتال أركانها لمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية من طينة إصلاحية سيادية يضع اللبنة الأولى في عملية التأسيس لمشروع إنقاذي يضع حداً للانهيار ويعيد الانتظام للمؤسسات الدستورية. ولأنّ العنوان العريض للأزمة الرئاسية بات يتمحور حول "مستقبل جبران باسيل السياسي"، كشفت مصادر مواكبة لأجواء التشنّج الحاصل بين باسيل و"حزب الله" أنّ الرئيس السابق ميشال عون يتحضّر لعقد "لقاء قريب" مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله للبحث في الأمور الخلافية المستجدة "وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي". إذ وبعد ارتفاع حدة التوتر بين الجانبين إلى مستوى التراشق الإعلامي، واستشعاره انسداد الأفق أمام باسيل في محاولة ليّ ذراع "حزب الله" الرئاسية، قرر عون الدخول بثقله على خط الإسناد والدعم في المعركة المصيرية التي يخوضها رئيس "التيار الوطني الحر"، مشيرةً إلى أنّه يعتزم خلال لقائه المرتقب مع نصرالله إظهار تشدده في تأييد مطالب باسيل على قاعدة "أنا جبران باسيل" باعتباره يراه "المرشح الأوحد المستحقّ للرئاسة"، مع التشديد من هذا المنطلق على ضرورة قيام "الحزب" بمؤازرة هذه المطالب أقلّه "رداً للجميل" بعد كل الوقفات التي وقفها العهد وتياره معه سواءً على مستوى الداخل أو في المحافل العربية والدولية، مقابل التلميح إلى وجوب حل الخلاف الرئاسي بشكل يضمن الحفاظ على روحية "تفاهم مار مخايل" منعاً لذهاب الأمور "نحو الأسوأ" في العلاقة المشتركة. وفي هذا السياق، نقلت أوساط قريبة من الثنائي الشيعي معلومات تفيد بأنّ الرسالة التي أراد باسيل إيصالها من خلال سلسلة إطلالاته التصعيدية الأخيرة ترمي إلى التلويح بأنّ "التمسك بترشيح سليمان فرنجية سيقابله بإعلان ترشيح نفسه بغية وضع "حزب الله" أمام مأزق الاختيار بينهما ما سيدفع "الحزب" تالياً إلى الذهاب حكماً نحو البحث عن خيار ثالث كما يطالب باسيل"، من دون أن تغفل الإشارة إلى كون "البعض يطرح فرضية أن يكون تصعيد باسيل الممنهج في المواجهة الرئاسية مع "حزب الله" على صلة بمحاولته ترتيب أوراقه الخارجية وقد يكون قطع شوطاً متقدماً في هذا الاتجاه خلال جولاته الأخيرة إلى الخارج، وبات الآن يتحيّن الفرصة لإظهار قدرته على التمايز عن "الحزب" من خلال التهديد بفكّ التفاهم المبرم بينهما". في الغضون، بات أكيداً أن وضع مشروع قانون الكابيتال كونترول قيد التنفيذ بات مؤجلاً إلى أجل غير مسمى، لا سيما وأنّ نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أعلن صراحةً بعد اجتماع اللجان النيابية المشتركة أمس في جلسة هي العاشرة لمتابعة درس مواد القانون في مجلس النواب: "اتفقنا على أن يوضع قانون الكابيتال كونترول على جنب بعد إقراره، إلى حين استكمال إقرار القوانين المتبقية المتعلقة بخطة التعافي". وأوضحت مصادر اقتصادية أنّ "وضع القانون على جنب بعد إقراره (في اللجان) يعني عملياً انتظار جملة تشريعات أبرزها مشروع إعادة التوازن المالي (كيفية توزيع الخسائر ورد الودائع) ومشروع قانون إعادة هيكلة المصارف، سيّما وأنّ المشروعين لم تتم إحالتهما بعد من الحكومة الى البرلمان، وليس باستطاعة حكومة تصريف الاعمال فعل ذلك". والنتيجة بحسب المصادر نفسها أنّ "مشروع قانون الكابيتال كونترول سينتظر اشهراً طويلة ريثما يتم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تحوّل الى البرلمان المشروعين المذكورين لإعادة التوازن المالي وهيكلة المصارف، ومن نافل القول إن المشروعين اللذين تسربت مسوداتهما، نشب حولهما جدل وخلاف وشد حبال من النوع الصعب والمعقد بين مختلف الاطراف المعنية لا سيما بين المودعين والمصارف، ما سينعكس حتماً على نقاشهما في البرلمان عند تحويلهما اليه، ليطول بذلك النقاش ويتشعب وفقاً لأجندات المصالح". وذكّرت المصادر بأنّ "ضبط السحوبات والتحويلات بقانون كان يجب أن يُقرّ في الأيام الأولى لاندلاع الازمة، إلا أنّ مصالح نافذين حالت دون ذلك لتسهيل اخراج الأموال من البلاد، وكان ذلك من نصيب سياسيين ومصرفيين وكبار مودعين ومتنفذين معنيين استطاعوا إخراج عدة مليارات من الدولارات، فيما كان المودعون العاديون عرضةً لتقنين قاس في سحوباتهم التي تدنت الى حد هزيل وبنسبة "هيركات" راوحت بين 60% و85%".

«توتال إنرجيز»: ملتزمون ببدء التنقيب عن الغاز في لبنان العام المقبل..

الراي... قالت «توتال إنرجيز» اليوم، إنها ستعمل على بدء التنقيب في إطار مشروعها للغاز البحري في البلوك رقم 9 في لبنان اعتبارا من العام المقبل، مضيفة أنها ستختار على الأرجح المورد لمنصة حفر جديدة في الربع الأول من عام 2023. وأضافت الشركة في بيان «قُدمت طلبيات للموردين من أجل المعدات المطلوبة»...

مصارف لبنان تُكابِد في احتواء «الانكماش المستدام»

بيروت - «الراي».... يطوي القطاعُ المصرفي اللبناني العام المالي الثالث للأزمات المتفجّرة على «زغلٍ» مستدام في ميزانياته ومؤشراته الرئيسية، محتفظاً بمسار الانكماش المتوالي بوَجهيْه الظاهر والمستتر، ليتكرّس التحول الدراماتيكي لوظائف البنوك في الأنشطة كافة، بعدما انحسرت رقعة انتشارها داخل البلاد وخارجها، وانحصرت مهامها بصرف السيولة النقدية المقنَّنة لمصلحة أصحاب الحقوق من أفراد وشركات، وبما يشمل فئاتهم جميعاً من مقيمين وغير مقيمين. ووفق أحدث الإحصاءات المجمعة لدى البنك المركزي، يُرتقب تسجيل تراجع إضافي تقارب نسبته 8 في المئة بنهاية العام الجاري في الميزانية المجمعة للمصارف، أو ما يماثل رقمياً نحو 13 مليار دولار، لينحدر إجمالي الأصول، وفق التقديرات «الرقمية» المبنيّة على السعر الرسمي البالغ 1515 ليرة لكل دولار، الى نحو 162 مليار دولار، مقابل نحو 175 مليار دولار في بداية السنة. وقد عكست البياناتُ المحقَّقة حتى نهاية الشهر العاشر منحى هذا الانكماش المتواصل منذ منتصف الشهر عينه قبل ثلاثة أعوام، أي عشية اندلاع الاحتجاجات الشعبية العارمة أو ثورة 17 اكتوبر 2019، لتُترجم بذلك تلقائياً حدة الأزمتين النقدية التي أوصلت سعر صرف الدولار الى نحو 43 األف ليرة حالياً، والمالية التي كشفت عن فجوة خسائر هائلة تتعدى 72 مليار دولار، فضلاً عن التقلص الحاد والمستمر في إجمالي الناتج المحلي الذي هوى تراكمياً من نحو 55 مليار دولار الى أقل من 20 مليار دولار وفق تقديرات المؤسسات المالية الدولية. في الأرقام، ومع التنويه المسبق بضرورة التدقيق بقِيَمها السوقية الحقيقية وبالشبكة الشائكة من أسعار الصرف المتعددة، سجلت الميزانيّة المجمَّعة للمصارف التجاريّة العاملة تراجعاً بنسبة 5.82 في المئة في لبنان خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2022، لتصل إلى نحو 164.64 مليار دولار، مقابِل نحو 174.82 مليار دولار في نهاية 2021. وبذلك، إنخفضت موجودات (أصول) القطاع المصرفي على صعيدٍ سنويٍّ بنسبة 7.97 في المئة مقارنةً بالمستوى الذي كانت عليه في شهر اكتوبر 2021، والبالغ حينها 178.9 مليار دولار. أمّا لجهة الموارد الماليّة، ووفق المقاييس ذاتها، فقد تراجعتْ ودائع الزبائن (قطاع خاصّ وقطاع عامّ) بنسبة 3.9 في المئة خلال الأشهر العشرة الأولى من 2022، لتبلغ نحو 129.3 مليار دولار. علماً أنها إنخفضت بنحو 38.76 مليار دولار منذ اكتوبر 2019 وحتّى نهاية 2021 على إثر تراكم عمليات السحوبات، من دون ملاقاتها بأي إيداعات عكسية تخفف من وتيرة التراجع. وفي التفصيل، جاء التراجُع في الودائع في الأشهر العشرة الأولى نتيجة إنكماش ودائع القطاع الخاصّ المقيم بنسبة 3.73 في المئة ليصل «حسابياً» الى 101 مليار دولار، ترافقاً مع إنخفاض ودائع القطاع الخاصّ غير المقيم بنسبة 4.83 في المئة ليبلغ نحو 23.36 مليار دولار. انما ينبغي الإشارة إلى أن إجمالي الودائع المحرَّرة بالدولار «المحلي» للمقيمين وغير المقيمين معاً بلغ عملياً نحو 96 مليار دولار، لتعكس بذلك دولرة ودائع القطاع الخاصّ بنسبة 77.57 في المئة. وفي المقابل، إنكمشت تسليفات المصارف اللبنانيّة إلى القطاع الخاصّ (المقيمين وغير المقيمين) بنسبة 20.87 في المئة خلال الأشهر العشرة الأولى من 2022، لتصل إلى نحو 21.93 مليار دولار نزولاً من نحو 27.72 مليار دولار نهاية العام الماضي. ويمكن تعليل جزء من التراجع بقيام بعض العملاء بعمليّات تصفية لقروضهم من خلال إستعمال الرصيد المُوازي لودائعهم تخوّفاً من أي إقتطاع على الودائع أو تَراجُع كبير في سعر الصرف في السوق الرسمي. وفي نطاقٍ متصل، يشير تقرير للبنك الدولي إلى تَرَكُّز 72 في المئة من أصول القطاع المصرفي في الأوراق المالية السياديّة، موزَّعة بين 64 في المئة لدى مصرف لبنان و8 في المئة في الأوراق الماليّة الحكومية. أما على صعيد المطلوبات، وثّق تراجع ودائع العملاء في البنوك التجاريّة بمقدار 5.7 مليار دولار في الأشهر السبعة الأولى من 2022، لتضاف الى انخفاضٍ قدره 9.6 مليار دولار في 2021 وتَراجُعٍ قدره 19.8 مليار دولار العام 2020. وبالرغم من ذلك، فإن ودائع العملاء لا تزال تمثّل 80 في المئة من التزامات المصارف، مقارنةً مع نسبة 90 في المئة في بداية الأزمة، مع توقّع البنك الدولي أن ترتفع نسبة التركّز مع إضطرار المودعين الصغار والمتوسطين إلى سحب ودائعهم على أسعار صرف الليرة التي حددها مصرف لبنان لمواجهة نسب التضخّم المرتفعة. وقد سمح الإقراض من قبل مصرف لبنان للبنوك بتسوية إلتزاماتها مع البنوك المراسلة، بحيث انخفضت الودائع والمطلوبات للمؤسسات المالية غير المقيمة من 6.8 مليار دولار و8.8 مليار دولار في ديسمبر 2019، إلى 4.6 مليار دولار و4.9 مليار دولار في ديسمبر 2021 و4 مليارات دولار و4.4 مليار دولار في نهاية شهر اغسطس 2022.

«على الحكومة والبنك الدولي الاستثمار بالحماية الاجتماعية القائمة على الحقوق»

«هيومن رايتش ووتش»: تَزايُد الفقر والجوع في لبنان

قالت «هيومن رايتس ووتش» (Human Rights Watch) إن غالبية الناس في لبنان باتوا عاجزين عن تأمين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية وسط أزمة اقتصادية متفاقمة، مشيرة إلى أن الأسر ذات الدخل المحدود تتحمل العبء الأكبر. ودعت المنظمة الحقوقية الحكومة اللبنانية والبنك الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للاستثمار في نظام حماية اجتماعية قائم على الحقوق ويضمن مستوى معيشياً لائقاً للجميع. وألقى بحث جديد أجرته هيومن رايتس ووتش الضوء على المستويات المقلقة للفقر وانعدام الأمن الغذائي في لبنان بسبب تراجع النشاط الاقتصادي، وعدم الاستقرار السياسي، وارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت المنظمة إن استجابة السلطات لا تضمن حق كل فرد في مستوى معيشي لائق، بما في ذلك الحق في الغذاء. وأضافت أن نظام الحماية الاجتماعية في لبنان «مجزّأ للغاية، ما يترك غالبية العمال غير الرسميين والمسنين والأطفال دون أي حماية، ويعزز انعدام المساواة الاجتماعية والاقتصادية». وبحسب المنظمة، فقد دُفع بملايين الأشخاص في لبنان إلى «براثن الفقر واضطروا إلى تقليص كميات طعامهم». وأشارت إلى أنه بعد 3 سنوات من الأزمة الاقتصادية، لم تتخذ الحكومة تدابير كافية، «فنظام الدعم الحالي يصل إلى نسبة صغيرة للغاية من ذوي الدخل المحدود، تاركا الغالبية دون أي حماية». ونبهت المنظمة إلى أن تغطية برامج المساعدة الاجتماعية الحالية، الممولة جزئياً من البنك الدولي، ضئيلة وتستهدف بشكل ضيق للغاية الأسر التي تعيش في فقر مدقع، ما يترك فئات كبيرة من السكان غير المؤهلين معرضين للجوع، وعاجزين عن الحصول على الأدوية، ويخضعون لأنواع أخرى من الحرمان التي تقوض حقوقهم مثل الحق في الغذاء والصحة.

الجيش يحرق مزارع لتصنيع الحشيشة في بعلبك

الاخبار.. دهمت قوة من الجيش عدداً من المزارع العائدة لمطلوبين في بلدتي كفردان ومزرعة التوت في بعلبك، وأوقفت السوريّيْن م.ع. وو.ش. كما ضبطت كمية من حشيشة الكيف وعدداً من الآلات المستخدمة لتصنيعها، بحسب بيان لقيادة الجيش. وعلمت «الأخبار» أنّ عملية الدهم شملت مزارع (وهي مبانٍ كانت تُعتمد لتربية الدجاج قبل أن تُستخدم من قبل مصنّعي الحشيشة لتخزين وتصنيع حشيشة الكيف)، وطاولت عدداً من المزارع في بلدة رماسا (من قرى بيت مشيك في السلسلة الغربية) وعمل عناصر الجيش على إحراق تلك المزارع بالكامل مع محاصيل حشيشة الكيف التي جمعها المصنّعون من مزارعي الحشيشة في المنطقة لهذا العام بعد تجفيفها تمهيداً لانطلاق أعمال الدق (نزع الورق عن ساق النبتة) وغربلتها للحصول على أنواع «الزهرة» وغيرها من الأنواع. 



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..لوح باستخدامها ضد الغرب.. ميدفيديف يعلن تكثيف إنتاج أقوى وسائل التدمير..الكرملين: العلاقة بين روسيا والغرب وصلت لمرحلة المواجهة..إردوغان وبوتين يناقشان تعزيز ممر الحبوب وإنشاء مركز للغاز في تركيا..السلطات الأوكرانية تبحث في خيرسون عن «متعاونين مع الروس»..ماكرون وزيلينسكي يناقشان التحضير لـ«مؤتمر دعم أوكرانيا»..أوكرانيا تهاجم مقراً لمجموعة «فاغنر» الروسية..كييف تعلن مسؤوليتها عن هجمات على مناطق تحتلها روسيا..اشتباكات مسلحة تزيد التوترات العرقية شمال كوسوفو..وفد أميركي رفيع يزور الصين لبث الدفء في العلاقات الثنائية..سجن نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي بشبهات فساد مرتبطة بقطر..

التالي

أخبار سوريا..دعوات سورية لمواجهة الأزمات بـ«إضراب عام».. 3 أسباب لـ«الشلل» السوري و«غضب إيران» أحدها..أزمة المحروقات تغلق 50% من مخابز دمشق..تفاؤل روسي بتراجع تركيا عن عمليتها البرية شمال سوريا..إسرائيل تعرض الرسالة الأخيرة لكوهين..وقفة احتجاجية بالسويداء ودعوات لإضراب عام..انهيار العملة والخدمات يطلق سؤال "الإفلاس"..أهالي مصياف يُهدّدون بلدات في حماة بحرب طائفية..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,075,658

عدد الزوار: 6,751,598

المتواجدون الآن: 115