أخبار لبنان..الإنفراج العربي- الإيراني مستمر..ولا اتفاق على فرنجية رئيساً..فرنسا تطرح "تريو" فرنجية - سلام - عساف..والسعودية "على موقفها"..المعارضة اللبنانية تسعى إلى حشر خصومها بتسمية مرشح للرئاسة..عون في حارة حريك و«أيدٍ ممدودة» بين «حزب الله» وتياره..نصر الله يلتقي قيادتَي «حماس» و«الجهاد»..

تاريخ الإضافة الإثنين 20 آذار 2023 - 4:32 ص    عدد الزيارات 814    التعليقات 0    القسم محلية

        


الإنفراج العربي- الإيراني مستمر..ولا اتفاق على فرنجية رئيساً...

المصارف لم ترعوِ والإدارة العامة ماضية بتعطيل الموارد.. والمالية مطالبة بتوضيح رواتب «صيرفة»

اللواء...يمضي الانفراج في العلاقات العربية – الايرانية قدماً الى الامام، مع الاعلان عن زيارة يقوم بها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما تنحدر الاوضاع المعيشية والمالية من سيئ الى اسوأ على وقع الارتفاع الصاروخي لسعر صرف الدولار، الذي، وبعدما تجاوز المائة الف، دخل في سباق مع نهاية الشهر لطي ورقة العشرة الثانية بمعنى التدرج من 112 الفاً الى 120 الفاً، وسط ارتفاع، يكشف عن فداحة الشغور المالي لمدى مصرف لبنان بالعملة الصعبة، اذ سجل سعر صيرفة 80200 ليرة لكل دولار، ومع شيوع معلومات ان «صيرفة» موظفي القطاع العام قد تصبح من الماضي بدءاً من نهاية آذار ومطلع نيسان المقبل، استناداً الى وزارة المال لجهة ايجاد صعوبات في تأمين رواتب الموظفين على سعر صيرفة السابق، فالأموار غير متوافرة بالعملة الصعبة في الخزينة، عبر مصرف لبنان، الأمر الذي عززه كلام منسوب لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. ازاء هذا الوضع الدراماتيكي، الذي يطيح بالمساعدة التي اعطيت للموظفين والمتقاعدين بموجب ميزانية 2022، ومع اعلان المصارف استمرار الاضراب لأسبوع آخر، اعلنت رابطة موظفي الادارة العامة الاستمرار بالاضراب لأسبوعين اضافيين حتى 31 آذار (أي الجمعة ما بعد المقبلة) مع دعوة الموظفين للاعتصام والبحث بخطوات تصعيدية بانتظار ما ستسفر عنه جلسة مجلس الوزراء المقبلة، وسط مطالبة الموظفين والمتقاعدين بأن تبادر وزارة المالية لاصدار توضيحات قاطعة في ما خص قبض الموظفين والمتقاعدين رواتبهم اخر الشهر على اي سعر لصيرفة، المعمول به او سعر صيرفة في حينه (فوق 80 الف ليرة لبنانية). ولم تفتح هذه التداعيات الطريق امام اعادة تنشيط الحركة في الداخل على التفاهم على شخصية رئيس جديد للجمهورية، وسط استمرار المتابعة لما يجري في الخارج. وفي هذا الاطار، لا يزال الملف اللبناني على الطاولة من زاوية الحاجة الى انهاء الشغور الرئاسي بأسرع ما يمكن، ولكن حسب مصادر المعلومات المتقاطعة ان الرياض لم ترَ المواصفات التي تحدثت عنها لرئيس للبنان متمثلة في شخصية مرشح «الثنائي الشيعي» النائب السابق سليمان فرنجية، فهي لا تريد رئيساً ينتمي الى اي فريق كان، بل يتفاهم الجميع عليه، مع الاشارة الى ان لا اجتماع ثان فرنسي – سعودي في بحر الاسبوع الطالع. وفي ضوء عدم تمكن اللقاء الفرنسي – السعودي من الوصول الى قواسم مشتركة، فان خلوة بكركي المقبلة، وإن ارتدت طابع الخلوة الروحية النيابية تصبح هي مدار المتابعة، في ضوء اصداء الدعوة التي بدأت ترجع الى بكركي من قبل القوى المسيحية، مع العلم ان لا تبدل في مواقف الافرقاء المعنيين من عدم مرشحيهم وما من نقاش في الموضوع. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يتبلغ المسؤولون اللبنانيون عبر القنوات الديبلوماسية، نتائج اللقاء الذي عقد نهاية الاسبوع الماضي في باريس بين مسؤولين سعوديين وفرنسيين، وخصص للتشاور حول الوضع في لبنان وتحديدا بخصوص انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمساعي المبذولة لدفع ملف الانتخابات قدما الى الامام، وتركز البحث ايضا حول موضوع صندوق مساعدة اللبنانيين الذي انشىء، سابقا، لدعم المدارس والحاجات الإنسانية والضرورية للبنانيين. واشارت المصادر إلى ان موضوع الانتخابات الرئاسية يحظى باهتمام ملحوظ، ومدار تشاور مستمر بين الدول المعنية بلبنان، بعيدا من الإعلام وبدون ضجيج، بالرغم من انشغال هذه الدول بمواضيع وملفات خاصة اكثر اهمية ، ولفتت إلى ان موضوع الانتخابات الرئاسية، يطرح باستمرار على هامش اللقاءات التي تجري، ويتم تبادل وجهات النظر بخصوصها. الا ان المصادر كشفت ان التشاور بدأ بالفعل بخصوص، ماهو مقبول وغير المقبول من لائحة الاسماء المتداولة ضمن المواصفات التي تم تحديدها. وبنتيجة التشاور استبعدت أسماء شخصيات محسوبة على هذا الفريق او ذاك، فيما البحث عن اسم الشخصية المقبولة، قد قطع شوطا كبيرا، وينتظر الاعلان عنه، اكمال المشاورات الجارية بين مسؤولي الدول المعنية. ووسط ترقّب ما انتهى اليه الاجتماع الفرنسي – السعودي الذي عقد يوم الجمعة في باريس والذي بحث الملف اللبناني. يترقب الوسط السياسي ايضاً موقف الكتل المسيحية من الدعوة التي وجهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الى النواب المسيحيين «ليوم خلوة روحيّة وصلاة» يوم الأربعاء في 5 نيسان المقبل في حريصا. وذلك في إطار الإتصالات المتواصلة للإسراع في إنجاز الإستحقاق الرئاسي. وقد وافق عليها حتى الان حزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار وحركة «تجدد» ، فيما زار النواب نيكولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطا الله البطريرك الراعي، بتكليف من رئيس التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حيث أبلغوه تلبية نواب التيار لدعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، آملين «أن يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة». وقد استبقى الراعي بعد اللقاء النواب الثلاثة على مائدة الغداء، وفق ما أعلنه بيان التيار. ويبقى إنتظار موقف القوات اللبنانية ظهر اليوم في اجتماع «تكتل الجمهورية القوية» في معراب برئاسة سميرجعجع. وهناك ترقب لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مناسبة احياء ذكرى القيادي حسين الشامي يوم الاربعاء المقبل 22 اذار الحالي. بينما حدد رئيس المجلس نبيه برّي لـ «اللواء» المطلوب لفك «البلوك» السياسي المفروض على الاستحقاق الرئاسي.

برّي: لتكتمل الترشيحات

الحوار والتوافق بين المسيحيين الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كرره امس بقوله لـ «اللواء»: كررت عدة مرات الدعوة. ودعيت مرتين بصورة رسمية للحوار بين القوى المسيحية، لكن الكتلتين الاساسيتين عند الموارنة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية رفضتا الحوار، علماً ان الحوار يجب ان يتركز اكثر ما يكون عند هاتين الكتلتين. اضاف: لا يتم شيء إيجابي من دون ان تتحدث الناس مع بعضها، ومن دون حوار ستكون النتيجة مزيد من التعطيل للبلد. وحول دعوة البطريرك الراعي الكتل المسيحية الى الاجتماع؟ قال: قرأت انها دعوة دينية «خلوة روحية وصلاة»، فلا اتدخل فيها.على كل حال علمت ان الكتل المسيحية ما زالت تدرس الدعوة، بإستثناء موافقة الكتائب والاحرار وكتلة «تجدد»،(ولاحقاً التيار الوطني الحر) وربما ترفضها «القوات» فلم اسمع موقفها. وعن كيفية فك «البلوك» الذي يطوّق الاستحقاق الرئاسي، قال الرئيس بري: ننتظرحصول ترشيحات رسمية اوعلنية للإنتخابات الرئاسية، فحتى الان لا يوجد سوى مرشح واحد هوميشال معوض، هناك كلام عن مرشحين عديدين لكن حتى الان لامرشحين آخرين رسمياً غير النائب معوض، ومتى إكتملت الترشيحات ادعو لجلسة انتخاب وليفُزْ من يفُز.

لقاء باريس

ووسط تكتم من قِبل المشاركين على فحوى المشاورات التي جرت بين فرنسا والسعودية، وفي ظل عدم صدور اي بيان عن اللقاء «الثنائي»، علمت «المركزية» من اكثر من مصدر، ان اللقاء غاص في ملف المساعدات الانسانية والاغاثية للشعب اللبناني عبر الصندوق السعودي – الفرنسي الذي اتُفق على انشائه بين الدولتين منذ اشهر، الا ان الاجتماع مرّ ايضا على الاستحقاق الرئاسي، حيث تبيّن ان الموقف السعودي لا يزال على حاله، اذ ترفض المملكة الدخول في لعبة الاسماء وتصر على رئيسٍ بمواصفات اصلاحية انقاذية سيادية غير منغمس في الفساد الذي أوصل لبنان الى الانهيار، وتبيّن ايضا ان الرياض لا تزال على رفضها اي صفقات او مقايضات، وانها تنتظر تفاهمَ اللبنانيين في ما بينهم على اسم رئيسٍ للجمهورية. وقد افيد ان الاجتماع لم يصل إلى توافق بما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني. في الموازاة، اشارت المصادر الى ان اللقاء الثنائي يمهّد لاجتماع جديد للدول الخمس التي اجتمعت في باريس في 6 شباط وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، يُفترض ان يُعقد في الاسابيع المقبلة، وسيعرض في شكلٍ موسّع اكثر، للملف الرئاسي وللأزمة اللبنانية السياسية والمالية والاقتصادية وسبلِ معالجتها.

موقف فرنجية

رئاسيا ايضا، تتجه الانظار الى اي خطوة من قِبل فرنجية الذي لا يزال يتريّث في اعلان ترشيحه وبرنامجه رسمياً، علماً ان مصادر شمالية مطلعة على موقف اجواء «المردة» قالت لـ «اللواء»: انه بصدد إنجازبرنامجه للرئاسة وتجري قراءات اخيرة عليه، لكنه مازال يدرس ايجابيات وسلبيات اعلان الترشح في هذا الظرف والتوقيت، وهوينتظر بعض الوقت للتأكد من نضوج ظروف إجراء الانتخابات والترشيح. كما نفت المصادرلـ «اللواء» المعلومات الصحافية التي اشارت الى ان فرنجية زار دمشق في الايام الماضية، حيث التقى الرئيس بشار الاسد وسمع منه انه «سيكون رئيس الجمهورية المقبل وإلا ان ستكون له الكلمة الفصل في اختيار الرئيس». لكن المصادر الشمالية قالت: ان زيارات فرنجية لسوريا لم تكن ولا مرة سرية، وهو حريص في كل زيارة على تسجيل خروجه من لبنان لدى الامن العام اللبناني، وتسجيل دخوله عند الحدود السورية، وبالعكس. وبالتالي لوحصلت زيارة مؤخراً لكن قد تم الاعلان عنها، خاصة ان الرئيس الاسد منشغل جداً هذه الايام بزيارات الى الخارج واستقبال وفود عربية وبالتحضيرات للقاء المزمع عقده بينممثلين عن سوريا وتركيا برعاية روسية – ايرانية. وفي المواقف، كشف النائب مارك ضو عن جلسات حوار بين القوى المعارضة للتباحث في الخيارات الرئاسية. واشار الى ان «بنظري لا أحد يؤمن الـ65 صوتا واذا وُضع التغييريون امام خيارَي سليمان فرنجية وميشال معوض فان ثلثهم يؤيدون ميشال معوض».

مجلس وزراء الأربعاء

عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الى بيروت، بعد زيارتين قام بهما الى الفاتيكان وروما حيث اجتمع مع البابا فرنسيس ورئيسة الحكومة الايطالية جورجا مِلوني. ومع عودة رئيس الحكومة تتكثف الاجتماعات الوزارية والاقتصادية واللقاءات المحلية والخارجية في السرايا. ومن المتوقع، أن تعقد يوم الاربعاء المقبل جلسة لمجلس الوزراء  لمناقشة الوضع المالي المتدهور والازمة المتفاقمة لا سيما وضع موظفي القطاع العام المتردي في ظل الارتفاع الجنوني للدولار وتدني قيمة رواتبهم واجورهم الى جانب وضع المتقاعدين العسكريين والمدنيين. ويبقى تحديد الموعد النهائي للجلسة رهن انجاز وزارتي التربية والمال دراساتهما حول موضوع الرواتب والمساعدات الاضافية وبدل الانتاجية. وتقول أوساط حكومية معنية إن رئيس الحكومة  حريص على تامين الحد الممكن للموظفين والعسكريين من اجل القيام بمهامهم ومواجهة اعباء الوضع قدر المستطاع، لكن المشكلة التي تواجه الحكومة هي في ضعف الايرادات المالية والتعطيل المستمر  لعدة أشهر لعدة مرافق مهمة كالدوائر العقارية والميكانيك وغيرها . في المقابل، وفي خطوة من شأنها تعزيز  الحركة الاقتصادية في البلد، سيقام  ظهر اليوم  الاثنين في السرايا حفل اطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار بيروت. وبحسب مصدر وزاري معني فإن المبنى سيستقبل حوالى ٣،٥ مليون مسافر سنوياً وقيمة الاستثمار تبلغ حوالي ١٢٢ مليون دولار اميركي «فريش»من خارج لبنان بتشغيل من شركة اوروبية».

المصارف

وفي ظل الدوران في الحلقة المفرغة رئاسيا، وعجزِ الحكومة او مجلس النواب عن انجاز اي خطوة مفيدة على طريق وقف الانهيار، وقد حذرت بعثة صندوق النقد الدولي الموجودة في بيروت، من محاذير هذا الاداء، الدولارُ يسجّل ساعة بعد ساعة، قفزاتٍ مخيفة، وقد تجاوز يوم السبت سقف الـ112 الف ليرة للدولار، رافعاً معه اسعار المحروقات والدواء والخبز. ولم تجتمع الجمعية العمومية للمصارف مساء امس كما كان متوقعا للنظر في موضوع استمرار الاضراب المفتوح الذي بدأته الثلاثاء الماضي، حيث استقر الرأي على ان لا شيئا قضائيا ملموسا ظهر كي يُعاد النظر في موضوع الاضراب. صحياً، سجلت وزارة الصحة 89 اصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي الى 1233647، كما تم تسجيل حالتي وفاة.

 

فرنسا تطرح "تريو" فرنجية - سلام - عساف..والسعودية "على موقفها"

لبنان على طاولة "قمار" 8 آذار!

نداء الوطن...بعدما خلصت مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى دعوة النواب المسيحيين إلى "خلوة روحية وصوم وصلاة في بيت عنيا - حريصا"، لا شك في أنّ الثنائي الشيعي سيكون في الخامس من نيسان أول المهلّلين لتصوير الأزمة الرئاسية على أنها نتاج "أزمة مسيحية ومارونية"، والتعمية على حقيقة كونها ناتجة في واقع الأمر عن انقسام عمودي بين مشروعين متناقضين تنضوي تحت لواء كل منهما مكونات مسيحية وإسلامية، الأول مشروع ثورة 14 آذار وانتفاضة 17 تشرين السيادي – الإصلاحي، والثاني مشروع 8 آذار وتفاهم "مار مخايل" الذي هيمن على الدولة وامتهن تعطيل الاستحقاقات والتنكيل بالدستور وأوصل اللبنانيين إلى ما وصلوا إليه من قهر وفقر وذلّ وعزلة عربية ودولية تحت قبضة محور الممانعة. ورغم ذلك، يواصل أركان 8 آذار سياسة الإنكار والإمعان في رهن مصالح لبنان على طاولة "قمار" رئاسية واقتصادية ومالية ومعيشية، ويستمرّ "الثنائي" في لعبة استنزاف الوقت والمغامرة بقطع حبال الإنقاذ العربية والدولية الممدودة لانتشال البلد من أزمته الطاحنة، عبر الإصرار على "ترئيس" سليمان فرنجية غصباً عن إرادة أكثرية لبنانية وخارجية رافضة لإعادة استنساخ عهود منظومة "الفساد والمحاور" في سدة رئاسة الجمهورية. ونقلت أوساط مواكبة للحراك الرئاسي، أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يتعامل مع قضية دعم ترشيح فرنجية باعتبارها قضية "حياة أو موت" لمحوره السياسي، ولا يتوانى عن الخوض في أي "مغامرة داخلية أو خارجية لتحقيق هدفه"، مشيرةً إلى أن بري على تواصل متواصل مع الفرنسيين للدفع باتجاه إيجاد "تسوية ما" تتيح إيصال مرشح "الثنائي الشيعي" إلى قصر بعبدا "بأي ثمن"، ويعمل توازياً على ربط كل مسار الإصلاح والإنقاذ في لبنان برضوخ أفرقاء الداخل ورعاة الخارج إلى "خيار فرنجية مهما طال الزمن". ولأنه يدرك أنّ انعكاسات الاتفاق السعودي – الإيراني على الساحة اللبنانية قد يطول انتظارها، كشفت الأوساط نفسها أنّ بري ينكبّ راهناً على إعادة تدعيم أجندة "تقطيع الوقت"، فهو من جهة استدعى النائب الأول لحاكم المصرف المركزي وسيم منصوري لسؤاله: "كم نستطيع الصمود مالياً بعد؟"، ومن جهة أخرى يحضّر لتمرير "زيادة جديدة" في رواتب موظفي القطاع العام مع طرح مشروع ربط الرواتب بالدولار بعدما فشلت منصة "صيرفة" في لجم تسعيرة السوق السوداء، فتآكلت كل الزيادات بالليرة نتيجة الارتفاع اليومي المستمر في سعر صرف الدولار. أما في المعلومات المتصلة بالمواقف الخارجية من الأزمة اللبنانية، فأفادت مصادر موثوق بها "نداء الوطن" أنّ باريس تعمل على تسويق طرح مثلّث الأضلاع يقوم على "تريو" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، نواف سلام لرئاسة الحكومة، وسمير عسّاف لحاكمية المصرف المركزي، كاشفةً في المقابل أن "اجتماع باريس التشاوري الأسبوع الفائت بيّن للفرنسيين أنّ المملكة العربية السعودية لا تزال على موقفها الرافض لدعم أي مشروع في لبنان لا يرتكز على أسس إصلاحية سواءً في المواصفات المطلوبة بالترشيحات الرئاسية أو بالبرامج الإنقاذية"، وكذلك الأمر بالنسبة للأميركيين الذين يبدون إصراراً على أهمية تقديم "البرنامج أولاً" في عملية الإصلاح قبل الحديث عن تزكية أي شخصيات مرشحة لرئاستي الجمهورية والحكومة في المرحلة المقبلة، انطلاقاً من القناعة الراسخة بأنّ دعم لبنان يجب أن يكون مستنداً إلى "برنامج لا إلى أشخاص"، وتمويله للنهوض من أزمته "لن يكون إلا عبر خارطة طريق متفق عليها ومتوافقة مع برامج صندوق النقد الدولي". وفي هذا السياق، شكلت زيارة وفد فريق "العمل الأميركي من أجل لبنان"، برئاسة السفير السابق إدوارد غابريال الى بيروت، محطة اساسية من محطات استكشاف السبل الآيلة إلى مساعدة لبنان في تجاوز أزمته الرئاسية والسياسية والبدء بالمعالجات الاقتصادية والاصلاحية، وكشف مصدر واسع الاطلاع على أجواء الزيارة أنّ "النقطة المركزية التي تمحور حولها البحث مع القيادات اللبنانية، كانت أهمية الحفاظ على الاستقرار الامني والسلم الاهلي باعتبارهما آخر مقومات الصمود اللبناني، لأن الفوضى ستؤدي الى كوارث لا يمكن الخروج منها إلا بخسائر غير مسبوقة وتشوهات بنيوية". وأوضح المصدر أنّ "الوفد الاميركي حمل تأكيداً حاسماً من واشنطن على دعم الجيش اللبناني ومساعدته خصوصاً في ظل الظروف الحالية، حيث تتعاظم عليه الأعباء وتتزايد"، لافتاً في هذا الإطار إلى أنّ "الاجتماع المطوّل الذي عقده الوفد مع قائد الجيش العماد جوزيف عون بحضور كبار الضباط المعنيين بملف المساعدات الاميركية للجيش "تم التباحث خلاله في المهمات التي يقوم بها الجيش لحفظ أمن لبنان واستقراره، وسبل مساعدته لتخطي الصعوبات التي يمرّ بها في ظل تشعّب الأزمات في البلد".

المعارضة اللبنانية تسعى إلى حشر خصومها بتسمية مرشح للرئاسة

لأن انتخابه يمضي في «إجازة» تمتد إلى مايو

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير... تستعد القيادات المنتمية إلى المعارضة اللبنانية لإجراء مشاورات ولقاءات مكثّفة، بدءاً من هذا الأسبوع، تتطلع من خلالها، بالتنسيق مع عدد من النواب الأعضاء في تكتل «القوى التغييرية»، إلى توحيد موقفها حول تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية تخوض المعركة الرئاسية على أساسه، في مواجهة مرشح «محور الممانعة» زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية. وتقول مصادر سياسية قيادية محسوبة على المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، إن ذلك يأتي انطلاقاً من أن الطريق إلى إتمام مقايضة بين انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية وتكليف السفير نواف سلام بتشكيل الحكومة العتيدة، ليست سالكة سياسياً، وإن الاقتراح الفرنسي في هذا الخصوص تعترضه عقبات سياسية. وتؤكد المصادر السياسية أن قيادات المعارضة تعلق أهمية على ما ستؤول إليه المشاورات التي لن تكون سهلة لتنعيم المواقف، والتي تشارك فيها قيادات من الصف الأول، في محاولة جادة قد تكون الأخيرة لإعادة ترميم صفوفها، وصولاً للاتفاق على مرشح واحد تخوض به الانتخابات الرئاسية في مواجهة فرنجية. وتلفت إلى أن قوى المعارضة تقف حالياً أمام تحدٍّ لا يستهان به للتوافق على مرشح تعمل من خلاله على توسيع مروحة التأييد النيابي له برفع عدد النواب الذين يصوّتون له. وتقول إن التوافق لن يكون من وراء ظهر مرشحها النائب ميشال معوض الذي سيكون حاضراً في المشاورات للانتقال من التشرذم الذي يحاصرها إلى توحيد صفوفها، ما يمكّنها في نهاية المطاف من حشر «محور الممانعة»، ليس من باب عدم إخلاء الساحة لمرشحه فحسب، وإنما لدفعه للبحث عن مرشح توافقي يحظى برعاية عربية ودولية. وكشفت المصادر نفسها أن أمام المعارضة متسعاً من الوقت لإعادة ترتيب بيتها الداخلي لمواكبة الفترة الزمنية المتفق عليها بين الرياض وطهران للبدء بتنفيذ الاتفاق المعقود بينهما برعاية صينية والذي يتصدّره البند المتعلق باستئناف تبادل العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران. وقالت إن مهلة الشهرين للمباشرة في تطبيقه تتطلب الاستعداد للمرحلة السياسية الجديدة غير تلك الراهنة، والتي يُفترض أن تنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية، في حال أن طهران التزمت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترامها لسيادتها على أراضيها. ويُفهم من كلام المصادر هذه أن لبنان سينعم طوال فترة الاختبار للبدء بتنفيذ الاتفاق السعودي - الإيراني بحالة من الاستقرار والهدوء، في حين ترجّح مصادر دبلوماسية غربية أن الاستحقاق الرئاسي سيُرحّل إلى مايو (أيار) المقبل، وبالتالي سيدخل انتخاب الرئيس في «إجازة» قسرية إلى حين بلورة المفاعيل السياسية المرجوّة من الاتفاق، خصوصاً أن اللقاء الذي عُقد في باريس، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، بين الوفد السعودي المؤلف من المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، وسفير المملكة لدى لبنان وليد البخاري، والمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، لم يبدّل من الواقع السياسي الراهن في لبنان. وقالت المصادر نفسها إن الوفد السعودي كعادته نأى بنفسه عن التدخل في أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية في لبنان، مكرّراً أمام دوريل رؤيته السياسية على خلفية المواصفات التي يجب أن يتمتع بها رئيس الجمهورية العتيد لإخراج لبنان من أزماته والانتقال به إلى مرحلة التعافي، ما يعني أن الرياض ليست طرفاً في إتمام مقايضة بين انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، وإسناد رئاسة الحكومة إلى السفير نواف سلام، وبالتالي فهي تترك القرار للبنانيين. وأشارت إلى أنه سبق لباريس أن حملت اقتراحها الذي يقوم على مبدأ المقايضة إلى بيروت من خلال السفيرة الفرنسية آن غريو التي واجهت صعوبة في تسويقه، وتحديداً لدى الأطراف المنتمية إلى المعارضة، وقالت إن واشنطن ليست طرفاً في المقايضة، وإن تفويضها في السابق لباريس في تعاطيها بالملف اللبناني لا يعني في المطلق أنها تطلق يدها على بياض لإخراج انتخاب الرئيس من التأزُّم الذي يحاصره، من دون أن تحجب الأنظار عن إصرارها في إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وأكدت المصادر نفسها أن مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان كررت موقف واشنطن بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن من دون دخولها في التفاصيل، مشددةً على ضرورة إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها في مايو المقبل، وهذا ما لمسته من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، اللذين أجمعا أمامها على أن لا مجال لتأجيلها، وأنه تم تأمين المبلغ المالي المطلوب لإنجازها بفتح اعتماد مالي من حقوق السحب الخاص، وأن لا ضرورة للعودة في هذا الشأن إلى البرلمان، لكن المصادر نفسها تتوجّه باللوم إلى «القوى التغييرية» المتمثلة في البرلمان؛ لأنها ما زالت عاجزة عن توحيد صفوفها بدلاً من استمرارها في حالة من الإرباك والضياع. وفي هذا السياق، فإن «محور الممانعة»، كما تقول مصادره لـ«الشرق الأوسط»، لا يزال يتمسك بدعم ترشيح فرنجية على الأقل في المدى المنظور، وربما إلى حلول شهر مايو، هذا في حال أن المعارضة حسمت أمرها واتفقت على مرشح واحد، ما يفتح الباب أمام البحث عن تسوية لإخراج انتخاب الرئيس من النفق المظلم الذي يرزح تحت وطأته. ورأت المصادر نفسها أن «محور الممانعة» يولي حالياً أهمية لدور رئيس المجلس النيابي نبيه بري في توسيع مروحة المؤيدين لفرنجية، وقالت إنه يتمسك بترشيحه، ويكون بذلك قد رفع سقف مطالبه لتحسين شروطه في التسوية إذا ما اقتنع بأن مرشحه، أسوة بمرشح المعارضة، لن يكون في وسعه تأمين أكثرية الثلثين لانعقاد الجلسة وضمان حصوله على تأييد 65 نائباً، إلا في حال أن لـ«حزب الله»، بحسب مصادر في المعارضة، حسابات أخرى تتعامل مع الاستحقاق الرئاسي من زاوية إقليمية، رغم أنه سيواجه مشكلة؛ لأن إقحام البلد في مزيد من التأزيم سيرتد عليه سلباً، في حين توقعت المصادر قيام رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، بمروحة من الاتصالات تمتد إلى الخارج، وتشمل العاصمة الفرنسية.

عون في حارة حريك و«أيدٍ ممدودة» بين «حزب الله» وتياره

«الثقب الأسود» في لبنان يتّسع... والسلّة الرئاسية مثقوبة

الراي.. | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |

- ميقاتي: السلام في اليمن أولوية الاتفاق السعودي والإيراني وبعدها يأتي الحديث عن الملفات الأخرى ومنها لبنان

- «التيار الحر» تقدّم صفوف مؤيّدي دعوة الراعي لـ «يوم صلاة» للنواب المسيحيين

يتّسع الثقبُ الأسود المالي - النقدي في لبنان على وقع غياب أي مؤشراتٍ لقرب اجتراحِ مَخارج للمأزق الرئاسي الذي تتشابك فيه حساباتُ الأفرقاء السياسيين في صراعهم المفتوح على السلطة مع عوامل إقليمية، بعضها يشكّل عنصراً في أصْل الأزمة وبعضها الآخَر عاملاً رئيسياً لابد للداخل من مراعاته في أي حلّ إذا كان يُراد أن يستعيد الوطن الصغير«حزام الأمان» الخليجي الذي خسره منذ انفكاكه عن نظام المصلحة العربية وانجرافه إلى المحور الإيراني. وبعدما ابتلع هذا الثقب أموال المودعين المتروكين منذ نحو 3 سنوات معلَّقين على «حبال» عملية هيركات أفقية غير نظامية ومنظّمة بتعاميم وإجراءات «بالمفرّق» تعتمدها المصارف بـ «رعاية» من مصرف لبنان المركزي و«غطاء» ضمني، بالتكافل والتضامن، بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، فإن تَعَمُّقَ الحفرةِ المالية - النقدية التي ستزداد وتيرةُ وسرعةُ اتّساعها مع بلوغ الدولار الأسود عتبة 111 ألف ليرة يشي بأن يكون بمثابة «زرّ التفجير» المحمولِ في «حقائب» الجوع والبؤس اللذين يُخشى أن يتحوّلا «أحزمة ناسفة» لمجمل الواقع اللبناني ما لم تسبق انفراجةٌ رئاسيةٌ انفجاراً من الخاصرة المعيشية تُسحب معه آخِر... «حلقات الأمان». وليس عابراً أن يحلّ شهر رمضان المبارك كئيباً كما في العامين الماضييْن خصوصاً، ولكن مثقلاً بأحمال غير مسبوقة لتشظّي العاصفة الشاملة على مجمل نواحي حياة اللبنانيين، وصولاً لترْكهم لقمة سائغة لـ «البطون الخاوية» والعوز الذي يتمدّد مع كل موجةٍ جديدةٍ من تسونامي التضخم الذي تتآكل معه على مدار الساعة قدرتهم الشرائية الشحيحة أساساً، حتى لقلّة تتقاضى رواتبها بالدولار، وذلك بعدما تكاتفت عليهم «كمّاشة» ارتفاع الأسعار، بالليرة بحسب قفزات العملة الخضراء في السوق الموازية التي باتت تدخل في التركيب الفوري للتسعير، كما بالدولار نفسه في ظل غياب الرقابة، بحيث صار المواطن رهينة... «منشار» الانهيار. وفيما كان اللبنانيون ومَراكز دراسات ينهمكون في احتساب تكلفة مائدة رمضانية ولو بسيطة، وسط إعلان أن تكلفة صحن «الفتوش» لعائلةٍ من 4 أشخاص تُقدَّر بمليون ليرة قابلة للازدياد مع كل ارتفاع إضافي للدولار، وذلك بالتوازي مع وثباتٍ خياليةٍ لأسعار الدواجن واللحوم والحلويات، بقي «الاحترابُ» السياسي يتقدّم أولوياتِ الأفرقاء الوازنين في الداخل في ظلّ إصرارٍ على «التقاتل حتى النهاية»، ولو فوق «أشلاء» الواقع المالي والمعيشي، وعلى رهاناتٍ عبثيةٍ على ترياق خارجي ارتكازاً على سوء قراءة أو تفسير لتحولاتٍ إقليمية، مثل الاختراق الديبلوماسي على خط علاقة الرياض وطهران، ومحاولة ربْط انعكساتها بالتوازنات المحلية المؤثّرة في الاستحقاق الرئاسي. وإذ جاءت المعطياتُ المتقاطعةُ التي توافرت عن خلاصات اللقاء الفرنسي - السعودي حول لبنان الذي عُقد في باريس (يوم الجمعة) بمثابة «جرس إيقاظٍ» للجميع بأن لا حلول لمشاكل «بلاد الأرز» إلا بمسارٍ من «لبْننةٍ» تراعي مقتضيات استعادتها توازنها السياسي والإصلاحي بعيداً من أي صفقات أو مقايضاتٍ تحاول فرنسا شبْك خيوطها، استوقف أوساطاً سياسية كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حديث الى صحيفة «لا ريبوبليكا» الايطالية في ختام زيارته للفاتيكان وروما، حيث قال رداً على سؤال عن الاتفاق السعودي - الايراني وانعكاساته على لبنان: «هذا الاتفاق خطوة مهمة لكنني أعتقد أن الأولوية الآن هي لموضوع السلام في اليمن، وبعدها يأتي الحديث عن الملفات الأخرى ومنها لبنان. لكن في ما يتعلق بنا، فيجب أن يكون الحوار لبنانياً داخلياً من دون تأثيرات خارجية». وفي حين لا يتوهّم أحد في لبنان بإمكان إطلاق دينامية داخلية تكون كفيلة بتوفير «مهبط آمِن» للانتخابات الرئاسية يسمح بإحداث اختراقٍ وشيك قبل أن ينفتح هذا الاستحقاق على عصْف الانهيار الشامل، فإن الأنظارَ بقيت شاخصةً على حِراكٍ مثلث الضلع أطلقه إعلان الثنائي الشيعي «حزب الله» والرئيس نبيه بري دعم ترشيح زعيم «المردة» سليمان فرنجية:

- أولاً بين مكونات المعارضة بعدما بات ترشيح النائب ميشال معوض بمثابة ورقة «انتهت صلاحيتها»، وهو ما يعزّزه انسحابُ تكتل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من دعمها، ما يضع خصوم «حزب الله» أمام تحدي الاتفاق الأوسع على مرشحٍ يعيد التوازن السلبي بقوة أكبر تمهيداً للاختراق التسْووي، وأيضاً أمام وجوب الخروج من «الزاوية» التي بدا أن الحزب حشر المعارضة فيها لجهة «قلْب الأدوار» وتصويرها مسؤولة عن التمادي في احتجاز الاستحقاق الرئاسي عبر مجاهرة مكوّنات وازنة فيها برفْض توفير نصاب جلسةٍ لانتخاب فرنجية ربطاً بتسريباتٍ عن مضي محاولات توفير غالبية 65 صوتاً له لدورة الانتخاب الثانية، وفي الوقت نفسه رفْضها الدعوات للحوار.

- ثانياً داخل قوى 8 مارس بقيادة «حزب الله»، وسط توقف الأوساط السياسية عند كسْر البرودة في العلاقة بين الحزب و«التيار الوطني الحر» بعد ما يشبه «الطلاق» الذي لاحَ في أفقها في ضوء إصرار رئيس التيار جبران باسيل على رفْض ترشيح فرنجية أو مجرّد «البحث في هذا الاحتمال». وبرز في هذا السياق، «نزول» الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون أمس إلى الضاحية الجنوبية لبيروت حيث شارك في القداس الذي أقيم في كنيسة مار يوسف في حارة حريك (لمناسبة عيد القديس يوسف)، وسط حضور نائب حزب الله علي عمار وتبادُل الكلام بين الطرفين عن «يدٍ ممدودة». ولاحظتْ الأوساط أن تولي عون شخصياً ما بدا محاولة لإحياء «خطوط الرجعة» في العلاقة بين التيار الحر و«حزب الله»، أتى غداة إصدار التيار بياناً أعلن فيه التبرؤ من أي ناشط يتوجه بألفاظ نابية لأي طرف سياسي، معتبرةً أن الأيام المقبلة ستكون كفيلة بتظهير ما إذا كان باسيل يمهّد لـ «استدارةٍ» ما في «التوقيت المناسب» تسمح له بـ «حجز موقع» في العهد الجديد وتوازناته سيبقى خارجها ما لم يكن شريكاً في إيصال الرئيس العتيد ولو بتوفير النصاب.

- والثالث سعي الكنيسة المارونية لجَمْع النواب المسيحيين في لقاء «صلاة ورياضة روحية» في 5 أبريل المقبل، يحضر فيه طيْف الملف الرئاسي الذي كانت بكركي أطلقت حوله مبادرة قبل أسابيع لم يتلقفها المعنيون نتيجة فيتوات متبادلة حول آلية أي اجتماع للنواب المسيحيين الـ64 وترجمة ما قد يخلص إليه. وكان لافتاً أمس، أن التيار الحر الذي تَصَدَّر مؤيدي لقاء النواب المسيحيين بصيغته السياسية – الرئاسية الأولى، تقدّم أيضاً صفوف معلني تلبية دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للقاء الصلاة. وقد زار وفد من نواب التيار البطريرك بتكليفٍ من باسيل حيث أبلغوا إليه «تلبية نواب التيار دعوة التأمل والصلاة التي أطلقها صاحب الغبطة آملين أن يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة».

نصر الله يلتقي قيادتَي «حماس» و«الجهاد»

الاخبار... استقبل الأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصر الله، خلال اليومَين الماضيين، وفدَين قياديّين من حركتَي «الجهاد الإسلامي» و«حماس»، كلّاً على حدة. وترأّس وفدَ «الجهاد»، الأمين العام للحركة، زياد النخالة، بينما ترأّس وفدَ «حماس»، نائب رئيس الحركة، ومسؤول ساحة الضفة الغربية الشيخ صالح العاروري. وبحسب بيان «حزب الله»، فقد تمّت، خلال اللقاءَين، «مناقشة الأوضاع في المنطقة والتحدّيات التي تواجه المقاومة الفلسطينية». كما «جرى استعراض آخر المستجدّات في فلسطين المحتلة، وخصوصاً المقاومة ‏البطولية والباسلة في الضفة الغربية والقدس، والأحداث الداخلية في الكيان ‏الإسرائيلي الغاصب». وأكد المجتمعون مواصلة التشاور والتنسيق في ما بينهم بما يعزّز حالة المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.

بعد إقفال منتزهات الوزاني بناء على قرار قضائي

ما علاقة شكوى إسرائيل ضد البطّ اللبناني؟

| بيروت - «الراي» |..... تحوّلتْ شكوى تل أبيب المزمنة من «منتزهات الوزاني»، الواقعة على الحدود اللبنانية والتي تَحَرّشت اسرائيل بها مراراً، إلى مشكلة داخل «بلاد الأرز» بعد قرار وزارة السياحة بقفل هذه المنتزهات المنتشرة على ضفة نهر الوزاني. ورغم أن القرارَ الذي اتخذته وزارة السياحة بختْم المنتزهات العشرة بالشمع الأحمر ارتكز على حُكْمٍ قضائي باعتبار أنها «غير مرخّصة»، فإن نواباً ووسائل إعلام قريبة من «حزب الله» استحضرت بإزاء هذا التطور الذي أثار ضجيجاً سياسياً أن إسرائيل سبق أن جعلتْ هذه المنتزهات «هَدَفاً لها» منذ عشرة أعوام. وبحسب هذه التقارير فإن ختم القوى الأمنية المنتزهات بالشمع الأحمر «لحين نيْلها التراخيص اللازمة» هو نتيجة مسارٍ كان بدأ بشكوى رفعتْها قوة «اليونيفيل» إلى الجيش اللبناني، عام 2013، بناء على طلب اسرائيل ضدّ طيور البط العائدة لأحد المنتزهات، والتي تسبح في المجرى قاطعة الخط الأزرق الذي يمرّ في وسط النهر. وفيما وصف النائب قاسم هاشم (من كتلة الرئيس نبيه بري) خلال زيارته أصحاب المنتزهات قرار وزارة السياحة بأنه «خطوة مخزية وبعيدة عن الحسّ الوطني لأنّ المنتزهات تقع على تخوم الخط الأزرق بوجه العدو الإسرائيلي الذي يمارس الترهيب ضدّ أصحابها لإجبارهم على الإقفال»، داعياً وزارة السياحة والقضاء إلى «تسوية أمور تلك المنتزهات بأسرع وقت قبل بداية الموسم السياحي الصيفي»، استغرب نائب «حزب الله» علي فياض «التوقيت المشبوه لتنفيذ الحُكْم القضائي بإقفال المنتزهات»، لافتاً إلى «أن وضع البلد الحالي يفرض مقاربة ملف منتزهات الوزاني وفق معايير وطنية واقتصادية خاصة». وذكّر فياض بأن اللجنة النيابية المكلفة وضع قانون تسوية الأملاك البحرية «توافقت على تأجيل البحث في المخالفات على الأملاك النهرية لأنها صغيرة بالمقارنة مع غيرها»، سائلاً «ما المسوغ الطارئ الذي فرض على الدولة تسوية وضع منتزهات الوزاني حصراً من دون غيرها؟»، ومتوقفاً «عند الدور الذي لعبته المنتزهات في إنعاش الوزاني زراعياً وسياحياً رغم أنها منطقة تَنازُع مع العدو الإسرائيلي». وإذ لمّح أصحاب المنتزهات وأهالي المنطقة بأنه ما لم يتم الرجوع عن قرار قفلها فـ «إننا سنزيل الأختام بأيدينا»، أصدرت وزارة السياحة بياناً توضيحياً أشارت فيه إلى أنها تبلغت «بتاريخ 16 يناير الماضي بواسطة النيابة العامة التمييزية نسخة عن قرار محكمة التمييز الغرفة الثالثة الصادر بتاريخ 30 نوفمبر 2022 حول موضوع دعوى تنفيذ أشغال من الجهة اللبنانية لنهر الوزاني والقاضي بإدانة المدعى عليهم بجنحة المادة 25 من المرسوم الإشتراعي 70/15598 المعدل بالمرسوم 2000/4221 (تحديد الشروط العامة لإنشاء وإستثمار المؤسسات السياحية) وإقفال المؤسسات موضوع الدعوى إلى حين الحصول على ترخيص بالإستثمار لكل منها». وذكرت أنها "تبلغت هذا القرار لإجراء المقتضى كونها الجهة الصالحة المعنية بتنفيذ المرسوم 4221/2000، وقد وعد وزير السياحة الوفد بتقديم التسهيلات الإدارية الممكنة للاستحصال على التراخيص لتلك المؤسسات في أقرب وقت ممكن بعيدًا عن الشعبوية والكلام غير الدقيق". وأكدت أيضاً أن «أبواب وزارة السياحة مفتوحة دائماً لاستقبال أي توضيح أو استفسار قانوني».

تجار العملات يسيطرون على المبادلات النقدية في لبنان

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين... يستمر تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية على وتيرته القياسية، محققا حصيلة تراجع قاسية تعدّت نسبتها 23 في المائة خلال أسبوع عمل واحد، مع بلوغه عتبة 110 آلاف ليرة لكل دولار، ومنذرا بصعود مطابق وغير مسبوق لمؤشر أسعار الغذاء والسلع الاستهلاكية كافة، والتي ظهرت بوادره الفورية بتخطي سعر صفيحة البنزين حاجز المليوني ليرة. وفي ظل غياب شبه تام لأي تحركات حكومية، تعزز انكفاء مصرف لبنان المركزي عن أسواق القطع بفعل الانشغال بالملف القضائي للحاكم رياض سلامة من جهة، واستمرار الإضراب العام للمصارف من جهة موازية، ليتكفل الارتباك الحاصل بمنح فرصة مواتية للمضاربين وتجار العملات بالسيطرة على المبادلات النقدية وتوجيه دفتها إلى هوامش ربحية عالية وغير معهودة منذ انفجار الأزمتين المالية والنقدية. ووفق أحدث الإحصاءات المنجزة التي تابعتها «الشرق الأوسط»، لوحظ أن حجم الكتلة النقدية المتداولة خارج البنك المركزي تقلص فعليا إلى نحو 68.8 تريليون ليرة منتصف الشهر الحالي، مقابل نحو 83.3 تريليون ليرة بنهاية الشهر الماضي. وذلك بفعل المبادرة المتكررة للبنك المركزي بعرض بيع الدولار النقدي عبر المنصة، وضمن حصص متاحة تبلغ مبادلة ما يصل إلى مليار ليرة للأفراد و10 مليارات ليرة للشركات. كذلك، تبين الميزانية الموقوفة منتصف الشهر الحالي تراجع الاحتياطات السائلة بالعملات الأجنبية لدى مصرف لبنان المركزي بنحو 260 مليون دولار خلال نصف شهر، ليهبط الرصيد دون مستوى 9.5 مليار دولار، بفعل التدخل في سوق القطع وتلبية بعض مصاريف الدولة. وبذلك، تراجعت قيمة الموجودات الخارجيّة، على صعيد سنوي، بنسبة 12.72 في المائة، أي ما مقداره 2.11 مليار دولار، مقارنةً بالمستوى الذي كانت عليه في منتصف شهر مارس (آذار) من العام الماضي. ورغم اضطراره إلى رفع سعر العرض تدريجيا بمقدار 10 آلاف ليرة ليصل سعر صرف الدولار على المنصة إلى 80.2 ألف ليرة بنهاية الأسبوع الحالي، فإنه من غير المقدر، بحسب مصادر مصرفية معنية ومتابعة، أن يعمد البنك المركزي إلى تفعيل مبادرة التدخل في الأيام القادمة، طالما استمرت المصارف بتنفيذ إضرابها المعلن، والذي تعزّز التمسك به بسبب عدم استجابة الحكومة والمراجع المعنية بكبح جموح جهات قضائية محددة لملاحقتها وإصدار قرارات جديدة بحقها تصنفها في خانة «الاستنسابية والتعسّف». بالتوازي، تعم الفوضى في أسواق الاستهلاك وسط توقعات بتسجيل نسب غلاء مئوية، وليس عشرية، بنهاية الفصل الأول من العام الحالي. إذ يعمد المستوردون والتجار إلى إدخال فوري لزيادات على أسعار الغذاء ومعظم المواد الاستهلاكية بنسب تطابق تقلصات سعر العملة الوطنية، ومضافا إليها احتساب المفاعيل الناجمة عن رفع سعر الدولار الجمركي من 15 إلى 45 ألفا بالنسبة للسلع والمواد المستوردة بالليرة. وهو ما تترجمه سريعا أسعار المحروقات، حيث تخطى سعر صفيحة البنزين أمس حاجز المليوني ليرة. ويعاني لبنان، وفق تقرير حديث صادر عن البنك الدولي، من ضغوطات كبيرة على أسعار السلع نتيجة التدهور السريع للأوضاع الاقتصاديّة والتراجع اللافت في سعر صرف الليرة اللبنانيّة مقابل الدولار الأميركي. بالإضافة إلى ذلك، يذكر التقرير أنّ الحكومة سمحت للمخازن والسوبرماركت بإظهار أسعار السلع المستوردة بالدولار الأميركي. ووفق تحديثات رقمية للبنك الدولي، فقد سجّل لبنان ثاني أعلى نسبة تضخّم اسميّة في أسعار الغذاء حول العالم في الفترة الممتدّة بين شهري يناير (كانون الثاني) من العام الحالي والماضي، وبلغت 139 في المائة كنسبة تغيّر سنويّة في مؤشّر تضخّم أسعار الغذاء، ومسبوقاً فقط من زيمبابوي التي سجلت نسبة 264 في المائة. أمّا فيما يخصّ نسبة التضخّم الحقيقيّ، فقد بلغت نسبة التغيّر السنويّة في أسعار الغذاء في زيمبابوي 41 في المائة في فترة المقارنة، تبعتها رواندا بنسبة 26 في المائة، ومصر بنسبة 22 في المائة، وإيران بنسبة 20 في المائة، في حين بلغت هذه النسبة 15 في المائة في لبنان، وهي ثامن أعلى نسبة في العالم.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..شي إلى موسكو كصانع سلام..وترحيب غربي بمذكرة توقيف بوتين..بوتين يزور القرم في ذكرى ضمها وغداة مذكرة المحكمة الجنائية الدولية..بوتين يلتقي القيادة العليا لعملية روسيا العسكرية في أوكرانيا..عقبات رئيسية أمام توقيف بوتين..«فاغنر» تستعد لتجنيد 30 ألف مقاتل جديد..قادة البنتاغون يبحثون مخزونات الذخيرة مع كييف..هجمات كثيفة بالمسيّرات على مدينة لفيف غرب أوكرانيا..وسط الخسائر الفادحة..روسيا "تستعد لتوسيع عملية تجنيد قواتها".."جريمة مستمرة" روسيا تنقل المزيد من الأطفال الأوكرانيين..فرنسا: يوم ثالث من الاحتجاجات ضد قانون التقاعد..ترامب يتوقع اعتقاله ويلوّح بـ «6 يناير»..توني بلير: لا يمكن المقارنة بين «حرب العراق».. وأوكرانيا ..الهند: الوضع مع الصين هشّ وخطير بالهيمالايا ..الشرطة تداهم منزله وتعتقل العشرات..وإلغاء أوامر ضبطه..ألمانيا واليابان لتعميق العلاقات الثنائية..

التالي

أخبار سوريا..محمد بن زايد يؤكد للأسد أن «غياب سورية عن أشقائها قد طال»..مخابرات تركيا تعلن القضاء على قيادي بـ«الوحدات الكردية» في حلب..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,116,699

عدد الزوار: 6,754,026

المتواجدون الآن: 106