أخبار العراق...حرب أميركية ـ إيرانية بالوكالة تعرقل نهوض الموصل ....الكاظمي يكسب الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي العراقي ـ الأميركي....تقرير: إيران تصارع لإبقاء نفوذها في العراق وميليشياتها فقدت البوصلة....."اجتماع فندق أربيل"... الخنجر وأبو مازن وخبايا النفوذ الإيراني في الموصل...

تاريخ الإضافة السبت 13 حزيران 2020 - 5:06 ص    عدد الزيارات 1724    التعليقات 0    القسم عربية

        


الجيش العراقي يتهم جهات بـ«خلط الأوراق» ويستعد لمواجهتها...غداة قصف صاروخي لمعسكر شمال بغداد يضم أميركيين...

بغداد: «الشرق الأوسط»... صعّدت المؤسسة العسكرية العراقية من لهجتها حيال جهات لم تسمّها وصفتها بأنها تهدف إلى «خلط الأوراق»، مبينة أنها سوف تكشف عنها. جاء ذلك؛ بعد قصف صاروخي تعرض له مساء أول من أمس معسكر التاجي إلى الشمال من بغداد الذي يضم جنوداً عراقيين وأميركيين دون أن يسفر عن خسائر في الأرواح والمعدات. وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان أمس: «رغم تحذيراتنا السابقة للجهات التي تحاول خلط الأوراق من خلال العبث بالأمن وتهديد قواتنا الأمنية البطلة من خلال استهداف معسكراتها، إلا إن هذه الجهات أقدمت مساء (أول من) أمس (السبت) على إطلاق صاروخي (كاتيوشا) من الشارع الرئيسي المقابل لمنشأة النصر شمالي بغداد، وقد سقطا داخل معسكر التاجي دون خسائر». وأضاف البيان أن «هذا الاستهداف هو رسالة من تلك الجهات أنها لا تريد الخير للعراق وشعبه، خاصة خلال هذه المرحلة»، مبينة أن «أجهزتنا الأمنية تلقت توجيهاً عاجلاً للقيام بجهد استخباري نوعي للكشف عّن هذه الجهات التي رغم تحذيراتنا لها، تسعى لإضعاف العراق». وتابعت: «ليعلم من سولت له نفسه العبث بأمن العراق أنه سيكون تحت طائلة القانون عمّا قريب». ويعدّ الهجوم الصاروخي الذي استهدف معسكر التاجي؛ الثالثَ من نوعه عقب قيام العراق والولايات المتحدة الأربعاء بإجراء أول ما وصف بأنه «حوار استراتيجي» بين البلدين بعد 12 عاماً على توقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي عام 2008. فعشية بدء الحوار سقط صاروخ داخل المنطقة الخضراء مقابل السفارة الأميركية، فيما سقط الصاروخ الثاني في اليوم الثاني للحوار في محيط مطار بغداد الدولي حيث توجد قوات للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ولم يسفر، طبقاً لما أعلنته خلية الإعلام الأمني، عن أي خسائر. أما صاروخا معسكر التاجي فقد سقطا بعد ظهور نتائج الحوار التي أبدت خلالها الولايات المتحدة الأميركية نيتها سحب قواتها من العراق تدريجياً قبل أن تعلن عن رهن بقاء قواتها في العراق باستمرار تهديد تنظيم «داعش» الذي لا يزال يمثل خطراً ماثلاً على العراق. وكان تنظيم «داعش» شنّ بالفعل فجر أمس هجوماً عنيفاً على إحدى قرى قضاء خانقين في محافظة ديالى أدى إلى مقتل وجرح 12 شخصاً. وطبقاً لمصدر أمني، فإن «6 أشخاص قتلوا وأصيب 6 آخرون بهجوم لـ(داعش) الإرهابي الليلة الماضية في قرية ميخاس بقضاء خانقين بمحافظة ديالى». وأضاف المصدر أن «الأشخاص الـ12 بينهم مدنيون وقوات أمنية». إلى ذلك، أكد مسؤول أمني عراقي لـ«الشرق الأوسط» طالباً عدم الإشارة إلى اسمه، أن «الهجمات بالصواريخ التي استهدفت عدداً من المنشآت العراقية والتي يضم بعضها عناصر من قوات التحالف، تهدف بالفعل إلى خلط الأوراق»، مبيناً أن «هناك جهداً استخبارياً بدأ بمتابعة هذه العناصر، لا سيما أن العراق دخل الآن مرحلة جديدة على صعيد ضمان سيادة العراق من دون مزايدات». وأضاف أن «المواجهة سوف تكون قانونية مع هذه الجهات التي تتولى القيام بإطلاق مثل هذه الصواريخ تمهيداً لإحالتها إلى القضاء»، مبينا أن «العمل بهذا الاتجاه يجري بهدوء». من جهته، دعا قيادي في «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، إلى تأجيل الحوار العراقي - الأميركي الذي يفترض أن تبدأ أولى جولات المفاوضات في إطاره مطلع الشهر المقبل. وقال النائب عن الائتلاف، كاطع الركابي، إن «الولايات المتحدة الأميركية ستركز على 4 محاور في حوارها مع العراق»، مضيفاً في تصريح أمس أن «الوضع الراهن الذي يعيشه العراق في ظل تعاقب الأزمات عليه؛ سواء كانت صحية ومالية وأمنية، يحتم على الحكومة تأجيل الحوارات مع أميركا؛ إذ من الصعب أن تقدم على حوار وأنت ضعيف والطرف الآخر قوي». وأضاف أن «أميركا أرادت أن تتم الحوارات في هذا الوقت لأنها تدرك أن الحكومة ضعيفة، وأنها يمكن أن تفرض ما تريد». وتابع الركابي: «كنا نتصور أن تكون المفاوضات الحالية تبدأ بحوارات مكملة لاتفاقية الإطار الاستراتيجي وليس من الصفر»، لافتاً إلى أن «أميركا ركزت على 4 ملفات في مفاوضاتها الراهنة؛ هي: الوضع الاقتصادي، والأمني، والخارجي، والثقافي، بينما أولويات العراق هي الوجود الأميركي في العراق بناء على قرار البرلمان القاضي بإخراج القوات الأميركية من البلاد».

وزير الخارجية الكويتي في بغداد لتعزيز التعاون... الكاظمي يدعو إلى معالجة ملف الحدود «وفق مبدأ حسن النية»

الشرق الاوسط...بغداد: فاضل النشمي.... وصل وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الأحمد الصباح إلى بغداد، أمس، في زيارة هي الأولى من نوعها من مسؤول كويتي رفيع في عهد حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التي تسلمت مهام عملها مطلع مايو (أيار) الماضي. وسلم المسؤول الكويتي الرفيع رسالة خطية من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى الكاظمي خلال لقائه به. وطبقاً لبيان صادر عن رئاسة الوزراء، فإن اللقاء بين رئيس الوزراء والمسؤول الكويتي تضمن «مناقشة تحديات الأمن المائي وملف الإرهاب بوصفه تحدياً مشتركاً بين دول المنطقة، فضلاً عن مناقشة الأزمة الاقتصادية وتدهور أسعار النفط العالمية». وذكر البيان أن الكاظمي «شكر أمير دولة الكويت، مذكّرا بمواقف الكويت المشهودة تجاه العراق، وأكد على أهمية تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين بما يخدم استقرار المنطقة وازدهارها، وتنشيط التعاون التجاري وبما يعمل على تجاوز الآثار الاقتصادية لجائحة (كورونا)». وأشار الكاظمي إلى أن «لدى البلدين فرصة تاريخية لتطوير العلاقات الثنائية بينهما، ومعالجة ملف الحدود بالطريقة التي يتم من خلالها التحرر من مخاوف الماضي، ووفق مبدأ حسن النية»، موضحاً أن «العلاقات بين العراق والكويت لها جذور تاريخية ترتكز على روابط عائلية وقبلية واجتماعية». كما شدد الكاظمي على «أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين وتذليل العقبات البيروقراطية التي تواجهها، وتفعيل مقررات مؤتمر الكويت ولجان متابعته»، وأكد أن حكومته ستستمر في «التعاون بشأن قضية الأسرى الكويتيين في حرب الخليج عام 1991، وإعادة ما تبقى من الأرشيف الأميري في العراق». ونقل بيان رئاسة الوزراء العراقية عن وزير الخارجية الكويتي قوله إن «العلاقة ما بين العراق والكويت ضاربة في جذور التاريخ»، وإن «أمير دولة الكويت مهتم بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في السرّاء والضرّاء، وضرورة تجنيب الأجيال القادمة مشاكل الماضي والحاضر». وبشأن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العراق، قال الصباح إن «معالجتها تتم عبر 3 مستويات، هي التحرك على المستوى الدولي ومع المؤسسات الدولية والحلفاء المشتركين في مجال التعاون التنموي والاستثماري، وأيضاً التحرك على المستوى الإقليمي عبر التعاون مع مجلس التعاون الخليجي، حيث يمكن استثماره من خلال الربط الكهربائي وغيرها من المجالات». بدوره؛ قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إن جدول زيارة وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الصباح، يتضمن لقاء الرئاسات الثلاث (البرلمان، والجمهورية، والوزراء)، إضافة إلى لقائه وزير الخارجية فؤاد حسين. وحول أهم القضايا التي بحثها الوزير الكويتي مع نظيره العراقي، ذكر الصحاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الجانبين أكدا «الحرص المتبادل على تطوير التعاون الثنائي، وتكريس التوازن في العلاقات على مستوى المنطقة بما يعزز العلاقات المشترَكة، وتبادل الدعم الدولي، إضافة إلى تفعيل مخرجات مؤتمر الكويت للمانحين»، في إشارة إلى المؤتمر الذي عقد في الكويت منتصف فبراير (شباط) 2018، لدعم العراق وتعهدت خلاله الدول المشاركة بمنح مبلغ 30 مليار دولار لإعادة إعمار العراق. وأضاف الصحاف أن الجانبين قررا «متابعة أعمال اللجنة العراقيّة - الكويتيّة المشتركة والاستعداد لانعقاد أعمالها في بغداد، بجانب التعاون المشترك في احتواء التداعيات الاقتصادية والصحّية لفيروس (كورونا)، وتبادل الخبرات في هذا الصدد». من جهته؛ عدّ رئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري أن «زيارة بهذا المستوى الرفيع وفي هذا التوقيت تمثل رسالة دعم أكيدة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في ظل التحديات التي تواجهها حكومته، والتحديات المشتركة الاقتصادية والأمنية والصحية التي تواجه البلدين الجارين». وقال الشمري لـ«الشرق الأوسط»: «في تصوري أن هناك رغبة من قبل الجانب الكويتي لدفع الملفات العالقة بين البلدين ووضع خريطة طريق واضحة لحلها، منها ما يرتبط بقضية الحدود المائية والديون والمعبر الحدودي، وأيضاً ملف الاستثمارات في العراق الذي يحظى بأهمية كبيرة لدى الجانب الكويتي، لا ننسى طبعاً ملف الطاقة والربط الكهربائي المتوقع بين العراق والكويت». وأضاف: «كيفما نظرنا إلى الزيارة؛ فسنجد أنها زيارة دعم ستصبّ في صالح العراق بكل تأكيد في ظل التحديات العصيبة التي تواجهه، كذلك هي زيارة مفيدة ونافعة بكل تأكيد للجانب الكويتي».

بغداد وواشنطن تؤكدان التزامهما بانسحاب القوات الأميركية من العراق...

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين».... أعلنت الحكومتان الأميركيّة والعراقيّة في بيان مشترك عقب انطلاق «حوارهما الاستراتيجي»، أنّ الولايات المتحدة «ستُواصل تقليص وجودها العسكري في العراق خلال الأشهر المقبلة». وقالت حكومتا البلدين في البيان، إنّه «في ضوء التقدّم الكبير المُحرز نحو القضاء على تهديد تنظيم داعش، ستواصل الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة خفض عديد قوّاتها في العراق»، من دون تقديم تفاصيل إضافيّة. وأضاف البيان: «الولايات المتحدة كرّرت أنّها لا تسعى ولا تطلب قواعد دائمة أو وجوداً عسكريّاً دائماً في العراق». ووعد العراق في المقابل بحماية القواعد التي تضمّ قوّات أميركيّة، بعد سلسلة هجمات صاروخية ألقي باللوم فيها على فصائل تابعة لإيران. وبعد أشهر على البرود الذي ساد العلاقات بين البلدين، عاد العراق والولايات المتحدة الخميس إلى طاولة المحادثات لإجراء «حوار استراتيجي» هدفه المباشر إرساء نوع من الاستقرار بين الشريكين، على الرغم من أنّ هامش المناورة يبقى محدوداً. وأوضح البيان، أن الولايات المتحدة «ستناقش مع حكومة العراق وضع القوات المتبقية فيما يتحول تركيز الدولتين على تطوير علاقة أمنية ثنائية قائمة على المصالح المتبادلة القوية».

تقييم للخارجية الأميركية بشأن العراق "يقلق" واشنطن...

الحرة / ترجمات – واشنطن.... تقرير وزارة الخارجية الذي أرسل إلى الكونغرس في أبريل الماضي إن "الوضع الأمني والسياسي في العراق ترك القضاء ضعيفا....

تشعر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقلق من أن العراق لا يفي بالتزامات حقوق الإنسان تجاه المعتقلين، وفقا لتقييم لوزارة الخارجية حصلت عليه مجلة "فورين بوليسي" الأميركية. وتشير المجلة إلى أن النظام القانوني العراقي متعثر بسبب نقص القضاة، واكتظاظ مرافقه واستخدام الرشاوى، في مؤشر على التحديات التي يعاني منها العراق نتيجة الفساد الذي أجج احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة العام الماضي. وقال تقرير وزارة الخارجية الذي أرسل إلى الكونغرس في أبريل الماضي إن "الوضع الأمني والسياسي في العراق ترك القضاء ضعيفا، ويعتمد على أجزاء أخرى من الحكومة". وكذلك أشار إلى أن "القضاء العراقي يعاني من نفس الفساد المستشري الذي يؤثر على بقية مفاصل الحكومة العراقية ". تقييم وزارة الخارجية الأميركية لفت أيضا إلى أن نظام العدالة العراقي تأثر بتداعيات سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من البلاد وما تلاها من أحداث أدت لطرده. حيث يشير إلى أن بغداد تعاني من نقص القضاة الأكفاء، وتتهم باحتجاز المشتبه بهم المرتبطين بتنظيم داعش في عزلة قبل المحاكمة لشهور دون اتصال بالعالم الخارجي. وقدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في ديسمبر 2017 أن السلطات العراقية تحتجز 20 ألف سجين يشتبه في صلتهم بداعش. وقالت منظمات غير حكومية اعتمدها تقييم الخارجية الأميركية إن المعتقلين غير قادرين على الطعن في قرار اعتقالهم وغالبا ما يضطرون لدفع رشاوى لإسقاط التهم. وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية قلقة بشأن وضع الإصلاحات العراقية، يرى بعض أعضاء الكونغرس أن الحوار بين بغداد وواشنطن الذي انطلق الخميس يعد فرصة لتعزيز علاقات الولايات المتحدة مع العراق في ظل تراجع التوترات مع إيران. وتنقل المجلة الأميركية عن عضو لجنة العلاقات الخارجية السيناتور الديمقراطي كريس مورفي قوله إن "على الولايات المتحدة أن تستخدم الحوار الاستراتيجي كبداية جديدة للتعامل مع الحكومة العراقية لخلق استقرار طويل الأمد في البلاد". وأضاف مورفي أن المحادثات تمثل فرصة لمساعدة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي فيما يتعلق بمعالجة الفساد وتحقيق الرخاء لأمة مزقتها سنوات من الحرب. وقال "هذه أهداف سامية تتطلب اهتماما دبلوماسيا مستداما ودعما ماليا أميركيا، وهي في الوقت ذاته بالغة الأهمية للأمن القومي الأميركي والاستقرار الإقليمي على المدى الطويل".

حرب أميركية ـ إيرانية بالوكالة تعرقل نهوض الموصل من أزماتها شكاوى من فصائل موالية لطهران تتحكم في مفاصل الحياة بها

الموصل: «الشرق الأوسط».... قبل ثلاثة أعوام احتفل العالم عندما حررت القوات العراقية مدينة الموصل القديمة من الحكم الوحشي في ظل تنظيم داعش. وثارت الآمال في نفوس سكان الموصل في إعادة بناء حياتهم بعد ما لحق بها من دمار. اليوم تدور رحى معركة مختلفة. وحسب وكالة «رويترز»، تدور وقائع هذه المعركة إلى حد كبير خلف الكواليس، من قاعات الحكومة المحلية التي تطل على شوارع خربها القصف في المدينة إلى قاعات الاجتماعات بفنادق في بغداد. وما تلك المعركة سوى صراع على النفوذ بين أحزاب وساسة ورجال فصائل مسلحة، بعضهم تدعمهم إيران وآخرون يفضلون الولايات المتحدة. وعلى المحك، السيطرة السياسية في محافظة نينوى التي تمثل الموصل عاصمتها وهي منطقة غنية بمواردها الطبيعية وتمثل همزة وصل في طريق إمداد يمتد من طهران إلى البحر المتوسط. ويخدم هذا الطريق فصائل تدعمها إيران وتعد ألد أعداء الولايات المتحدة هنا منذ هزيمة تنظيم داعش. سجل حلفاء إيران انتصارات في هذه المعركة. فقد عينوا محافظا تفضله إيران قبل عام. لكن النفوذ الإيراني واجه تحديات تمثلت في احتجاجات مناهضة للحكومة وعقوبات أميركية واغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني. واستطاع المعسكر المؤيد للغرب إبدال محافظ نينوى بحليف قديم للولايات المتحدة. ويعكس هذا التنافس صراعا أوسع على مستقبل العراق نفسه. وحسب «رويترز» فإنها حاورت على مدار عام نحو 20 مسؤولا عراقيا يشاركون في هذا الصراع السياسي على نينوى. روى هؤلاء كيف كونت إيران وحلفاؤها شبكات لبسط النفوذ على الحكم المحلي وكيف حاول مسؤولون مؤيدون للغرب التصدي لهم وكيف عرقل هذا الشد والجذب نهوض الموصل من كبوتها. ويعتقد كثيرون من المطلعين على بواطن الأمور أنه إذا كان لجانب من الجانبين أن ينتصر فسيكون في النهاية الطرف المتحالف مع إيران. وقال علي خضير عضو مجلس محافظة نينوى إن إيران تدعم حلفاءها بالمال والمساندة السياسية ولا تفارقهم. وأضاف أنه على النقيض فإن «سياسة الولايات المتحدة لم تؤثر على العراق». وقد أصبح جانب كبير من الموصل عبارة عن أطلال حيث تتعثر حركة السيارات عبر جسور مدمرة ويبيع المعاقون من ضحايا الحرب المناديل الورقية والسجائر والشاي عند التقاطعات. وتلك صورة من البؤس يخشى المسؤولون العراقيون أنها تمثل الأرض الخصبة المثالية لعودة «داعش» للظهور. واتهم متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إيران ببذل جهد كبير «للهيمنة على كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية في العراق». وأضاف المتحدث مورغان أورتاغوس أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة العراق على بناء قدراته الاقتصادية وتحسين الاستقرار والأمن. وقال علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك «إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق». ولم ترد الحكومة العراقية على أسئلة تفصيلية. وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ردا على سؤال عن الموصل إن الفساد والخلافات السياسية يعرقلان النهوض بالمدينة لكنه نفى وجود صراع بالوكالة. ويمثل الصراع السياسي على نينوى جانبا من الصورة الأوسع في المحافظات الشمالية وهي من المعاقل السابقة لصدام حسين وتمثل قيمة استراتيجية لطهران وتريد واشنطن أن تحد من النفوذ الإيراني فيها. وروى 20 من مسؤولي الحكم المحلي والنواب في بغداد والقيادات العشائرية كيف عملت إيران على تدعيم نفوذها السياسي إلى أن أصبح لها حلفاء في كل إدارة إقليمية تقريبا. وقالت تلك المصادر إن من الشخصيات المحورية لتلك الجهود في نينوى اثنين من أصحاب النفوذ من السنة هما خميس الخنجر وهو رجل أعمال من محافظة الأنبار اتجه إلى العمل بالسياسة وأحمد الجبوري المعروف على نطاق واسع بكنيته أبو مازن وهو محافظ سابق لمحافظة صلاح الدين وعضو في البرلمان العراقي حاليا. كان الخنجر خصما جريئا لإيران. وكان أبو مازن في فترة من الفترات حليفا للولايات المتحدة. وفي 2018 انضم الخنجر وأبو مازن على غير المتوقع إلى تكتل من قيادات الأحزاب والفصائل المدعومة من إيران في البرلمان العراقي. وتدخل الخنجر وأبو مازن في مايو (أيار) 2019 في اختيار محافظ نينوى الجديد وفقا لما قالته تسعة مصادر منها عدد من أعضاء المجلس الإداري الإقليمي وأقارب للاثنين. وقالت المصادر إن أغلبية من أعضاء مجلس نينوى التسعة والثلاثين المكلفين بانتخاب المحافظ الجديد أيدوا في البداية مرشحا ينتقد إيران. وقالت المصادر إن أعضاء المجلس حصلوا على وعود بتولي مناصب في الحكومة المحلية أو بتلقي مبالغ تصل إلى 300 ألف دولار للواحد إما من الرجلين أو من مكتبيهما إذا صوتوا لمرشح مختلف هو منصور المرعيد الذي كانت تؤيده إيران وحلفاؤها في بغداد. وقال عضو بالمجلس إنه قبل المال واستخدمه في شراء منزل جديد. لكن الخنجر نفى شراء الأصوات. وقال «لا أدفع مبالغ من أجل تحقيق مكاسب سياسية... لم أدفع دينارا واحدا». وقال المرعيد المرشح الفائز إنه لا علم له بأي رشاوى قدمت لأعضاء المجلس ونفى أنه موال لإيران بأي شكال من الأشكال. وفي غضون بضعة أشهر دارت الأحداث في الاتجاه المعاكس. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادة الفصائل المتحالفة مع إيران وعلى حلفائهم العراقيين من السنة ومنهم أبو مازن في يوليو (تموز) والخنجر في ديسمبر (كانون الأول). وقال أحد أقارب أبو مازن وخمسة من أعضاء مجلس نينوى إن أبو مازن شعر بأنه تحت ضغط نتيجة للخطوة الأميركية. وأضافوا أن هذه الإجراءات ساهمت في إقناعه بسحب تأييده للمرعيد وتأييد قائد عسكري سابق حليف للولايات المتحدة هو اللواء نجم الجبوري لكي يحل محله في منصب المحافظ. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) صوت 23 من أعضاء المجلس التسعة والثلاثين بالموافقة على عزل المرعيد وتعيين الجبوري.

الكاظمي يكسب الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي العراقي ـ الأميركي

بغداد: «الشرق الأوسط»..... بعد يوم من وصفه نفسه بـ«الشهيد الحي» وتوعده الفاسدين بأنه هو من يحدد وقت المعركة معهم، كسب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجولة الأولى من المباحثات التي وصفت بالاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية. وكانت الانقسامات، بدءاً من الانقسام حول أعضاء الوفد العراقي المشارك فيه الذين نالوا القسط الأكبر من التشكيك، فضلاً عن طبيعة الحوار وما إذا كان متكافئاً، قد هيمنت على جو الحوار قبيل انطلاقه مساء أول من أمس. ويضاف إليها إطلاق صاروخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء مستهدفاً السفارة الأميركية. لكن طبقاً للبيان المشترك العراقي - الأميركي وما أعلنته الخارجية الأميركية، فإنه حتى الصاروخ الذي تم إطلاقه بهدف إحراج الكاظمي عده الأميركيون لصالح نتائج الحوار. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها أن «إطلاق صاروخ على سفارتنا في بغداد، يؤكد أهمية الحوار الجاري»، مبينة أن «على العراق منع عمليات قصف سفارتنا في بغداد». وأضافت أن «الجماعات الموالية لإيران لا تزال تشكل خطراً على العراق»، مشيرة إلى أن «حكومة العراق تعهدت بنشر سيادتها وضبط العناصر التي تهدد سفارتنا». وكان بيان أميركي - عراقي مشترك صدر عقب انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات أكد أن أميركا «لا تسعى إلى إقامة قواعد دائمة أو وجود عسكري دائمي في العراق وستواصل خلال الأشهر المقبلة تقليص عدد قواتها الموجودة في العراق». وفيما يتعلق بالجوانب السياسية، أكد البيان أن «الولايات المتحدة الأميركية أعربت عن وقوفها إلى جانب جمهورية العراق، ليس من خلال التعاون الثنائي الوثيق على المستويين الأمني والسياسي فقط، ولكن من خلال دعمها للعراق وحكومته الجديدة». وأوضح البيان أن «الدولتين جددتا تأكيدهما أهمية مساعدة العراق في تطبيق برنامجه الحكومي والإصلاحي بالشكل الذي يلبي طموحات الشعب العراقي، بما في ذلك مواصلة الجهود الإنسانية، واستعادة الاستقرار، وإعادة إعمار البلد، وتنظيم انتخابات حرة وعادلة ونزيهة. وأكدت الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركائها الدوليين، دعمها المتواصل للتحضيرات التي يجريها العراق للانتخابات، وجهود دعم سيادة القانون، وحقوق الإنسان، وإعادة النازحين وتسهيل عملية اندماجهم، لا سيما الأقليات في المجتمع العراقي التي تعرضت للإبادة على يد تنظيم داعش الإرهابي». وفيما يتعلق بالشراكة الأمنية أقر البلدان «أنه في ضوء التقدم المتميز بشأن التخلص من تهديد تنظيم داعش الإرهابي، ستواصل الولايات المتحدة الأميركية خلال الأشهر المقبلة تقليص عدد القوات الموجودة في العراق والحوار مع الحكومة العراقية حول وضع القوات المتبقية، وحيث يتجه تركيز البلدين صوب تطوير علاقة أمنية طبيعية تقوم على المصالح المشتركة». كما أكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها «لا تسعى إلى إقامة قواعد دائمة أو وجود عسكري دائمي في العراق، كما اتفق عليها مسبقاً في اتفاقية الاطار الاستراتيجي لعام 2008 التي تنص على أن التعاون الأمني يتم على أساس الاتفاقات المتبادلة. والتزمت حكومة العراق بحماية القوات العسكرية للتحالف الدولي، والمرافق العراقية التي تستضيفهم بما ينسجم مع القانون الدولي والترتيبات المعنية بخصوص وجود تلك القوات وبالشكل الذي سيتم الاتفاق عليه بين البلدين». كما تم الاتفاق على «إعادة الأرشيف السياسي المهم إلى حكومة العراق وجهود تطوير قدرات الجامعات العراقية، بالإضافة إلى خطط إعادة القطع الأثرية وأرشيف حزب البعث». وجدد الطرفان «تأكيدهما أهمية العلاقات الاستراتيحية وعزمهما اتخاذ خطوات مناسبة تعمل على تعزيز مصالح كلا البلدين ولتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة». وفي هذا السياق، يقول الخبير الاستراتيجي العراقي الدكتور هشام الهاشمي لـ«الشرق الأوسط» إن «المحاور العراقي أنجز وثيقة المبادئ الأساسية التي سوف يتم تطويرها قانونياً خلال حتى جلسة التفاوض الأولى في شهر يوليو (تموز) المقبل»، مبيناً أن «هذه الوثيقة أعطت للعراق أرضية صلبة تمكنه من كتابة نصوص معاهدة عراقية - أميركية تركز على تقديم مصلحة العراق الوطنية أولاً ثم إكمال صيغة لمعاهدة أو اتفاقية لتوقيعها في واشنطن أو بغداد خلال الخريف المقبل». في السياق نفسه، أكد سعد المطلبي القيادي في ائتلاف دولة القانون في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «نتائج الجولة الأولى من المفاوضات إيجابية، لكننا ما زلنا ننتظر التفاصيل للوصول إلى اتفاق يحفظ المصالح الوطنية العليا ويؤكد السيادة الوطنية وإبعاد العراق عن سياسة المحاور الإقليمية». وأضاف المطلبي أن «أهم نقطة هي تأكيد الجانب الأميركي نيتهم تقليل عديد قواتهم في العراق ولن تكون لهم قواعد دائمية ثابتة، بالإضافة إلى تفعيل الجوانب السياسية والاقتصادية لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين».

تقرير: إيران تصارع لإبقاء نفوذها في العراق وميليشياتها فقدت البوصلة

الحرة – واشنطن.... صُدم القائد الجديد لفيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، خلال زيارته الأخيرة إلى العراق، إذ كان لزاما عليه التقدم للحصول على تأشيرة دخول، في سابقة لم تكن إيران لتتوقعها في زمن الجنرال قاسم سليماني الذي قتل في العراق بضربة أميركية في بداية العام الحالي. وكالة أسوشيتد برس قالت إن إجبار قاآني على استحصال تأشيرة لدخول العراق كان "خطوة جريئة من قبل حكومة بغداد الجديدة تقيد فعليًا حرية إيران في التنقل داخل العراق". وتوضح الحلقات التي نقلتها عدة وكالات عراقية إلى وكالة أسوشيتد برس، صراعات إيران لإبقاء سيطرتها على الميليشيات العراقية بعد ستة أشهر من اغتيال القوات الأميركية لقاسم سليماني، زعيم الميليشيا البارز، ونائب رئيس الحشد الشعبي الموالي لإيران أبو مهدي المهندس، في هجوم بطائرة بدون طيار. وفي الوقت ذاته، تتصارع إيران مع التداعيات الاقتصادية التي خلفتها العقوبات الأميركية وتفشي الفيروس التاجي كوفيد- 19. فمن دون فرض شخصيات مثل سليماني والمهندس لتوحيد الفصائل المتباينة، ظهرت انقسامات في قوات الحشد الشعبي، وهي المظلة الشاملة للقوات الشيعية في العراق. وأسفر مقتلهما عن تعطيل مسار مُبيّت كان هدفه إضفاء طابع "مؤسسي" على الميليشيات، التي كان المهندسون يخططون لها بدقة بمباركة سليماني. فنار حداد، باحث في الشأن العراقي قال في الصدد "مع رحيل المهندس، لم تعد هناك نواة تدور حولها قوات الحشد الشعبي". وعلى مر السنين، حصل سليماني، وهو مهندس رئيسي للمجموعات الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة، على مكانة شبه أسطورية. شخصيته "الكاريزمية" على حد وصف "أسوشيتدبرس" مكنته من إقامة علاقات متينة بالمسؤولين العراقيين." كان سليماني يدخل ويخرج من العراق بانتظام للتخطيط والوساطة وتقديم المساعدة النقدية". وقال مسؤولون إن إحدى زياراته المفاجئة كانت كافية للتوصل إلى اتفاق بين الفصائل المتنافسة. لكن ومنذ وفاته، ظهرت الخلافات بين الفصائل الشيعية، ونشب بينها جدل واسع بخصوص الترشيح لمنصب رئيس الوزراء مرتين قبل أن تستقر في شخص مصطفى الكاظمي. وخليفة سليماني، وهو إسماعيل قاآني، أقل دراية بقادة الميليشيات العراقية ويتحدث إليهم من خلال مترجم. كما أنه كلف السفير الإيراني في العراق إيراج مسجيدي بحضور الاجتماعات بدلا منه، مما جعله أكثر بعدا عن الواقع من سليماني. وبدلا من أن يقدم لميسليشيا الحشد الشعبي أموالا طال انتظارها، لم يقدم قاآني للجماعات التابعة له إلا خواتم فضية (ذات الأهمية الرمزية في الإسلام الشيعي)، قائلا لهم، بحسب ثلاثة مسؤولين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث إلى الصحافة، "ستضطرون في الوقت الحالي إلى الاعتماد على تمويل الدولة العراقية"، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية الإيرانية. ويتم تمويل قوات الحشد الشعبي من طرف الدولة في المقام الأول (2 مليار دولار في ميزانية 2019). "لكن تلك الأموال ليست موزعة بالتساوي"، على حد قول مسؤولين عراقيين لم تذكر أسوشيتدبرس اسميهما. المسؤولان العراقيان المقربان من ميليشيات الحشد الشعبي قالا إن "الجماعات الأصغر حجما المدعومة من إيران تعتمد على وسائل أخرى غير رسمية للدخل وتتلقى إضافات من إيران، تقدر بين 3 و9 ملايين دولار". وتم إنشاء الحشد الشعبي في عام 2014 كإطار لتنظيم ودفع الآلاف الذين تطوعوا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بعد فتوى أصدرها رجل الدين العراقي آية الله علي السيستاني. ومنذ ذلك الحين، ارتفعت قوتها السياسية والعسكرية. تحت حكم المهندس المؤيد بشدة لإيران، أصبحت قناة تأثير إيرانية لا مثيل لها في العراق. وتشكو الميليشيات من أن الجماعات الصديقة لإيران تتلقى معاملة تفضيلية. وفي الآونة الأخيرة، قالت أربع ميليشيات مرتبطة بالسيستاني إنها ستتلقى أوامر مباشرة من رئيس الوزراء العراقي، متجاوزة قيادة الحشد الشعبي. راندا سليم، مديرة برنامج حل النزاعات والمسار الثاني في معهد الشرق الأوسط، قالت في الصدد "إنهم يقولون لا نريد جهازا يأخذ أوامره من إيران".

"اجتماع فندق أربيل"... الخنجر وأبو مازن وخبايا النفوذ الإيراني في الموصل

رويترز.... بعد أن ساعدت الفصائل المدعومة من إيران في إخراج تنظيم داعش من الموصل في 2017 بقيت الفصائل في المنطقة.... قبل ثلاثة أعوام احتفل العالم عندما حررت القوات العراقية بدعم من الولايات المتحدة وإيران مدينة الموصل القديمة من الحكم الوحشي في ظل تنظيم داعش. وثارت الآمال في نفوس سكان الموصل في إعادة بناء حياتهم بعد ما لحق بها من دمار. واليوم تدور رحى معركة مختلفة. تدور وقائع هذه المعركة إلى حد كبير خلف الكواليس، من قاعات الحكومة المحلية التي تطل على شوارع خربها القصف في المدينة، إلى قاعات الاجتماعات بفنادق في بغداد. وما تلك المعركة سوى صراع على النفوذ بين أحزاب وساسة ورجال فصائل مسلحة. بعضهم تدعمهم إيران وآخرون يفضلون الولايات المتحدة. وعلى المحك، السيطرة السياسية في محافظة نينوى التي تمثل الموصل عاصمتها وهي منطقة غنية بمواردها الطبيعية وتمثل همزة وصل في طريق إمداد يمتد من طهران إلى البحر المتوسط. ويخدم هذا الطريق فصائل تدعمها إيران وتعد ألد أعداء الولايات المتحدة هنا منذ هزيمة تنظيم داعش. وسجل حلفاء إيران انتصارات في هذه المعركة. فقد عينوا محافظا تفضله إيران قبل عام. لكن النفوذ الإيراني واجه تحديات تمثلت في احتجاجات مناهضة للحكومة وعقوبات أميركية ومقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني. واستطاع المعسكر المؤيد للغرب إبدال محافظ نينوى بحليف قديم للولايات المتحدة. ويعكس هذا التنافس صراعا أوسع على مستقبل العراق نفسه. على مدار عام حاورت رويترز حوالي 20 مسؤولا عراقيا يشاركون في هذا الصراع السياسي على نينوى. روى هؤلاء كيف كونت إيران وحلفاؤها شبكات لبسط النفوذ على الحكم المحلي وكيف حاول مسؤولون مؤيدون للغرب التصدي لهم وكيف عرقل هذا الشد والجذب نهوض الموصل من كبوتها. ويعتقد كثيرون من المطلعين على بواطن الأمور أنه إذا كان لجانب من الجانبين أن ينتصر فسيكون في النهاية الطرف المتحالف مع إيران. وقال علي خضير عضو مجلس محافظة نينوى إن إيران تدعم حلفاءها بالمال والمساندة السياسية ولا تفارقهم. وأضاف أنه على النقيض فإن "سياسة الولايات المتحدة لم تؤثر على العراق". وقد أصبح جانب كبير من الموصل عبارة عن أطلال حيث تتعثر حركة السيارات عبر جسور مدمرة ويبيع المعاقون من ضحايا الحرب المناديل الورقية والسجائر والشاي عند التقاطعات. وتلك صورة من البؤس يخشى المسؤولون العراقيون أنها تمثل الأرض الخصبة المثالية لعودة تنظيم داعش للظهور. وكان من شأن تغيير المحافظ مرتين في 2019 عدم قيام الإدارة المحلية بإحالة عقود مشروعات جديدة لا تقل قيمتها عن 200 مليون دولار في العام الماضي. ويقول مسؤولون، كما توضح وثيقة من الإدارة المحلية اطلعت عليها رويترز، إن من هذه المشروعات مستشفى جديدا للطواري وشراء عربات لنقل الركام من البيوت التي تهدمت في القصف وتدعيم أسطول فرق الدفاع المدني التي لا تملك المعدات الكافية. واتهمت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إيران ببذل جهد كبير "للهيمنة على كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية في العراق". وأضافت المتحدثة مورغان أورتاجوس أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة العراق على بناء قدراته الاقتصادية وتحسين الاستقرار والأمن. وقال علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك إن "إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق". ولم ترد الحكومة العراقية على أسئلة تفصيلية قدمتها رويترز. وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لرويترز ردا على سؤال عن الموصل إن الفساد والخلافات السياسية يعرقل النهوض بالمدينة لكنه نفى وجود صراع بالوكالة.

"طموحاتنا بسيطة وكنا نريد حياة بدون عنف"

تعد أسرة رشا سعيد الصغيرة واحدة من آلاف الأسر التي تعاني من مظاهر فشل مجلس المدينة. وقد عادت الأسرة إلى الحي الذي كانت تقيم فيه بعد تحريره من تنظيم داعش ولا تزال في حالة حداد على مقتل ابنها وهو في التاسعة من العمر في غارة جوية شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة في 2015. وجدت الأسرة بيتها مدمرا بالقنابل وقد سوي بالأرض. وتعيش رشا وزوجها لؤي شاكر وأطفالهما الثلاثة الباقون بالاستدانة في شقة مؤجرة أجريت بها إصلاحات جزئية على مقربة من البيت. وتراقب الأسرة العشب ينمو على قطعة الأرض التي كان بيتها القديم قائما عليها. ويقول سكان إن جثث بعض مقاتلي تنظيم داعش مدفونة تحت الأرض. كان لؤي عاملا يدويا يعمل قبل الحرب في نقل البضائع إلى المتاجر في أسواق المدينة القديمة بالموصل. غير أنه لا يمكنه العمل الآن إذ يمر بمرحلة نقاهة من عملية جراحية لإزالة ورم خلف أذنه. ولضيق الأماكن في المجمع الطبي في غرب الموصل حيث كان من المفترض بناء مستشفى جديد فإن المتابعة العلاجية متقطعة وبطيئة. وقالت رشا "أكو (هناك) انتظار بالمستشفى. الطبيب المتخصص بإصابة لؤي يقدر يأخذ فقط 3 مواعيد في الأسبوع مثلا". والمجمع الطبي عبارة عن مجموعة من الهياكل سابقة التجهيز مقامة على موقع واسع تعرض للقصف كان به خمسة مستشفيات مجهزة بالكامل بها مئات الأسرة. ويقول أطباء إن بالمجمع الآن حوالي 80 سريرا لعنابر الطوارئ والعناية المركزة تخدم ما يزيد على مليون شخص يعيشون في المنطقة. ويتحدث الأطباء عن نقص المعدات والأدوية بما في ذلك الكمامات والقفازات وهو ما يمثل مصدر قلق خاص مع ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 في العراق. وعلق متحدث باسم وزارة الصحة في العراق قائلا إن المعدات الواقية متوفرة في جميع المؤسسات الطبية التابعة للدولة. ويقف البيت الذي تعيش فيه رشا بصفة مؤقتة وسط الدمار على تل يطل على نهر دجلة ويشرف على الموصل. وقالت رشا مشيرة إلى تنظيم داعش "قبل التنظيم كانت طموحاتنا بسيطة. كنا نريد حياة بدون عنف وحرب وبيت أكبر لنا وتعليم لأطفالنا والآن مستحيل".

تغيير في مجلس المدينة

يمثل الصراع السياسي على نينوى جانبا من الصورة الأوسع في المحافظات الشمالية ذات الغالبية السنية وهي من المعاقل السابقة لصدام حسين وتمثل قيمة استراتيجية لطهران وتريد واشنطن أن تحد من النفوذ الإيراني فيها. تحد سهول نينوى الخصبة من الغرب سوريا التي حارب فيها الحرس الثوري الإيراني إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وخلفها يقع لبنان حيث حزب الله المتحالف مع إيران الشيعية. وتشكل بقية هذا القطاع من الأراضي التي يغلب عليها السنة محافظات الأنبار التي يشقها نهر الفرات وصلاح الدين التي يقع فيها ضريح شيعي مهم وديالى المتاخمة لإيران. ويرابط عدد كبير من 5000 جندي أميركي في العراق في قواعد منتشرة عبر ثلاث من هذه المحافظات وكثيرا ما تتعرض لهجمات صاروخية يحمل المسؤولون الأميركيون مسؤوليتها لفصائل تعمل لحساب إيران وتريد إخراج القوات الأميركية. وتعمل الولايات المتحدة على تخفيض حجم قواتها في العراق. وكانت إيران قد أكدت هيمنتها على بغداد والمحافظات الجنوبية الشيعية في العراق بعد الاجتياح الأميركي عام 2003 والإطاحة بصدام. غير أن المناطق السنية في البلاد والتي تعيش فيها أيضا أقليات من الأكراد والمسيحيين والتركمان الشيعة واليزيديين كانت تمثل تحديا. وأصبحت هذه المناطق مراكز لتمرد سني على القوات الأميركية في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة ومعاقل لتنظيم داعش الذي اتخذ من الموصل عاصمة له في 2014. وبعد أن ساعدت الفصائل المدعومة من إيران في إخراج تنظيم داعش من الموصل في 2017 بقيت الفصائل في المنطقة. وترفرف أعلام هذه الفصائل في مختلف أنحاء شمال العراق جنبا إلى جنب مع رايات ولوحات إعلانات تكرم قياداتها بمن فيهم القائد الإيراني المقتول سليماني. روى 20 من مسؤولي الحكم المحلي والنواب في بغداد والقيادات العشائرية حاورتهم رويترز كيف عملت إيران على تدعيم نفوذها السياسي إلى أن أصبح لها حلفاء في كل إدارة إقليمية تقريبا. وقالت تلك المصادر إن من الشخصيات المحورية لتلك الجهود في نينوى اثنين من أصحاب النفوذ من السنة هما خميس الخنجر وهو رجل أعمال من محافظة الأنبار اتجه إلى العمل بالسياسة وأحمد الجبوري المعروف على نطاق واسع بكنيته أبو مازن وهو محافظ سابق لمحافظة صلاح الدين وعضو في البرلمان العراقي حاليا. كان الخنجر، الخاضع لعقوبات أميركية، خصما جريئا لإيران. فقد أيد احتجاجات السنة على الحكومة العراقية المدعومة من إيران في 2013 واتهم فيما بعد الفصائل الشيعية المسلحة المتحالفة مع إيران بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وكان أبو مازن في فترة من الفترات حليفا للولايات المتحدة. وقد وصف كيف تعاون بشكل وثيق مع القوات الأميركية بعد اجتياحها العراق في 2003. وفي 2018 انضم الخنجر وأبو مازن على غير المتوقع إلى تكتل من قيادات الأحزاب والفصائل المدعومة من إيران في البرلمان العراقي. وقال الخنجر في تفسير هذا التحول مشيرا إلى حل مشاكل مثل النازحين والسجناء "من يقدر ينفذها؟ الأقوياء على الأرض أو الضعفاء؟ الأقوياء اللي يستطيع أن ينفذ ولذلك أذهب مع التحالف اللي موجود على الأرض. هذا التحالف عنده امتدادات إيرانية ... مو إحنا متهمين، وكأنه عندنا امتدادات خارجية". ونفى أنه حليف لإيران. أما أبو مازن فامتنع عن التعليق في هذا التقرير. ثم تدخل الخنجر وأبو مازن في مايو 2019 في اختيار محافظ نينوى الجديد وفقا لما قالته تسعة مصادر منها عدد من أعضاء المجلس الإداري الإقليمي وأقارب للاثنين. وقالت المصادر إن أغلبية من أعضاء مجلس نينوى التسعة والثلاثين المكلفين بانتخاب المحافظ الجديد أيدوا في البداية مرشحا ينتقد إيران. لكن أبو مازن والخنجر وجها الدعوة لنحو 24 عضوا تقريبا من أعضاء المجلس قبل يومين من موعد التصويت لحضور اجتماع في فندق في أربيل التي تقع على مقربة من الموصل وفقا لما قاله عدد من الأشخاص حضر أحدهم الاجتماع. وقالت المصادر إن أعضاء المجلس حصلوا على وعود بتولي مناصب في الحكومة المحلية أو بتلقي مبالغ تصل إلى 300 ألف دولار للواحد إما من الرجلين أو من مكتبيهما إذا صوتوا لمرشح مختلف هو منصور المرعيد وهو سني كانت تؤيده إيران وحلفاؤها في بغداد. وقال عضو بالمجلس لرويترز إنه قبل المال واستخدمه في شراء منزل جديد. وتم انتخاب المرعيد بأغلبية 28 صوتا من أعضاء المجلس. وأكد الخنجر أنه وأبو مازن التقيا بأعضاء المجلس في أربيل للاتفاق على الحاكم والتفاوض على المناصب الإقليمية. كما أكد أنه أيد المرعيد لكنه نفى شراء الأصوات. وقال "لا أدفع مبالغ من أجل تحقيق مكاسب سياسية ... لم أدفع دينارا واحدا". وقال المرعيد المرشح الفائز إنه لا علم له بأي رشاوى قدمت لأعضاء المجلس ونفى أنه موال لإيران بأي شكال من الأشكال. وأضاف "ليس لدي علم من هو.. أعضاء المجلس يباعون. لا استغرب حصول شيء من هذا القبيل". ولم يكن لقاء أربيل الاجتماع الوحيد الذي انعقد في ذلك الوقت. فقد وصف ثلاثة من أعضاء المجلس حاورتهم رويترز اجتماعات واتصالات أخرى بمسؤولين كبار في الفصائل العراقية كانوا يحاولون كسب التأييد للمرعيد. وروى عضو آخر بمجلس نينوى أنه وأحد زملائه دعيا إلى فندق في بغداد عقب التصويت للقاء دبلوماسي إيراني رفيع وأحد قادة الفصائل العراقية الموالين لإيران. وقال العضو الذي سبق أن رفع صوته بانتقاد تعيين المرعيد إنه تلقى عرضا بمنصب في حكومة نينوى إذا تخلى عن معارضته للمحافظ الجديد. وأضاف أنه امتنع عن قبول العرض. ولم ترد السفارة الإيرانية على أسئلة عن هذا الاجتماع. ولم تستطع رويترز الاتصال بقائد الفصيل العراقي. ولم ترد هيئة الحشد الشعبي التي تشرف على الفصائل. في غضون بضعة أشهر دارت الأحداث في الاتجاه المعاكس. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادة الفصائل المتحالفة مع إيران وعلى حلفائهم العراقيين من السنة ومنهم أبو مازن في يوليو والخنجر في ديسمبر. وقالت الخزانة الأميركية إنها قررت تجميد أصول أبو مازن لأنه حما "مصالحه الشخصية وتصرف بما يلائم وكلاء تدعمهم إيران يعملون خارج سيطرة الدولة". واستهدفت الوزارة الخنجر في جولة من العقوبات على قادة فصائل مدعومة من إيران واتهمته بالرشوة وقالت إنه أنفق "ملايين الدولارات على شخصيات سياسية عراقية من أجل الحصول على تأييدها". ونفى أبو مازن والخنجر ارتكاب أي أخطاء في ذلك الوقت ونددا بالعقوبات الأميركية باعتبارها تدخلا في الشؤون الداخلية للعراق. وقال أحد أقارب أبو مازن وخمسة من أعضاء مجلس نينوى إن أبو مازن شعر بأنه تحت ضغط نتيجة للخطوة الأميركية. وأضافوا أن هذه الإجراءات ساهمت في إقناعه بسحب تأييده للمرعيد وتأييد قائد عسكري سابق حليف للولايات المتحدة هو اللواء نجم الجبوري لكي يحل محله في منصب المحافظ. وفي نوفمبر صوت 23 من أعضاء المجلس التسعة والثلاثين بالموافقة على عزل المرعيد وتعيين الجبوري. ويقول مسؤولون محليون إن تعيين الجبوري والضغط على حلفاء إيران في مختلف أنحاء البلاد بالضربات الجوية والعقوبات الأميركية حد من نشاط الفصائل المسلحة في الموصل. وتقلص وجود الفصائل العسكري في الشوارع الداخلية بالمدينة بعد أن كانت رايات شيعية وأعلام الفصائل ترفرف في وقت من الأوقات فوق المساجد. ويأمل المسؤولون المؤيدون للولايات المتحدة في الموصل أن تحول حكومة رئيس الوزراء الكاظمي والانقسامات بين الفصائل المدعومة من إيران في أعقاب مقتل سليماني، الدفة عن النفوذ الإيراني. والكاظمي مقبول لدى الولايات المتحدة وإيران. لكن هؤلاء المسؤولين يشكون أيضا من أن المحافظ الجبوري لا حول له ولا قوة في مواجهة فصائل إيران وحلفائها السياسيين في الموصل. وقال علي خضير عضو مجلس الموصل "نجم الجبوري ضعيف سياسيا ... بسبب قوة فصائل الحشد. هو المفروض يتعامل معهم بالبطء والحذر". وقال الجبوري لرويترز إن أي محافظ سيواجه انتقادات، ودافع عن سجله. وسلم بأن المنافسات السياسية تعرقل تحقيق التقدم في إعادة بناء المدينة. وقال "أكيد هناك صراع سياسي كبير وينعكس سلبيا على وضع الإعمار ... نعم (عملي) أصعب". وقال أربعة مسؤولين محليين إنه تم تبديل شاغلي بعض المناصب الإدارية وإن هذه المناصب لم تعد تخضع لسيطرة حلفاء الفصائل المدعومة من إيران لكن مناصب أخرى لا يزال يشغلها مسؤولون على صلة بجماعات الفصائل. وللفصائل أيضا مكاتب في الموصل وعقود أعمال أخرى رغم أن هذه المكاتب ألغيت بمرسوم من الحكومة المركزية العام الماضي. ولم ترد الفصائل المسلحة على أسئلة من رويترز عن أنشطتها.

مدينة مدمرة

قال مسؤول رفيع بالإدارة المحلية ومسؤول ثان إن فراغ السلطة بين المرعيد والجبوري حال قبل أسابيع فحسب من نهاية 2019 دون إحالة عقود في وقت حرج يتعين فيه إنفاق الميزانية السنوية. وأظهرت وثيقة مذيلة بتوقيع عبد القادر الدخيل مدير بلديات نينوى اطلعت عليها رويترز أن السلطات الإقليمية لم تحل عقودا لمشروعات تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار في محافظة نينوى في 2019. وقال الدخيل لرويترز إن من هذه المشروعات مستشفى جديدا للطوارئ ومعدات لمستشفى آخر في موقع قريب منه وشراء عربات إضافية لأجهزة الدفاع المدني وإصلاح 13 مدرسة. وقد عمل الدكتور عمر حمودات، الذي يساعد في إدارة المجمع الطبي في الجانب الأيمن من الموصل، في مستشفيات المدينة في ظل العقوبات الدولية خلال التسعينيات وفي ظل احتلال تنظيم داعش. وقال حمودات إن البنية التحتية للرعاية الصحية هي أسوأ ما شاهده على الإطلاق. وقال في مكتبه المزدحم في المجمع إن المستشفى كان يستطيع في وقت من الأوقات إجراء 200 عملية جراحية طارئة في اليوم الواحد. أما الآن فقد أصبح العدد حوالي 15 عملية. وقبل أن يصل تنظيم داعش كان عدد الأسرة الإجمالي بمستشفيات محافظة نينوى حوالي 4000 سرير. والآن أصبح العدد أكثر قليلا من الألف سرير بما في ذلك ما يسميه حمودات "كرافانات" في إشارة إلى الهياكل سابقة التجهيز. وقال حسام خليل مدير الدفاع المدني في الموصل إن توفير عربات الطوارئ مثل سيارات الإطفاء والإسعاف لم يتحقق رغم أنه كان من المتوقع أن يتم في 2019. وأضاف "أحيانا يجب أن نعتمد على سياراتنا الخاصة لإنجاز العمل، لكن ليس لإطفاء الحرائق أو الإنقاذ". وقد أشاد سكان الموصل بتعامل الجبوري مع أزمة كوفيد-19 حيث كان إغلاق المدينة حتى الآن سببا في تحاشي انتشار المرض على نطاق واسع غير أن البعض يشعر أنه ليس أهلا لمهمة إعادة بناء المدينة. ويقول كثيرون إنهم لا يريدون سوى محافظ كفؤ بغض النظر عن انتمائه السياسي. قال ناشط اسمه صفوان (30 عاما) تطوع للعمل في مشروعات مساعدة السكان بالمدينة منذ 2011 وأعمال إعادة البناء منذ سقوط تنظيم داعش "حقيقة من الفترة بعد داعش، المرعيد هو الأفضل ... لماذا؟ لأنه بعد استلامه للمنصب بأشهر فقط رأينا حصول تغيير ... هو مهندس مدني ورجل أعمال ولديه ارتباطات قوية مع الشركات". وخلال الستة أشهر التي قضاها المرعيد في منصب المحافظ تم إصلاح بعض الجسور في المدينة. وقال صفوان "المرعيد ... لديه خبرة. كمحافظ هو أفضل من نجم الجبوري ... المرعيد لديه دعم قوي من بغداد. الموصل يحبون نجم الجبوري لأنه قائد عسكري لكن الكثير يريد أن يرجع المرعيد".

نفوذ باق

في بقية المحافظات السنية الواقعة بين نينوى وبغداد يقول أعضاء المجالس المحلية وقيادات عشائرية وأعضاء في البرلمان العراقي إن مساعي إيران لتدعيم وضع حلفائها السياسيين المحليين ستكون على الأرجح أكثر قدرة على الصمود من الأساليب الأميركية من ضربات جوية وعقوبات اقتصادية. ويتحسر أصدقاء أميركا المحتملون على ما يرون أنه غياب الاهتمام أو القدرة لدى الجانب الأميركي على تقليص النفوذ الإيراني في العراق الذي اجتاحته قوات الحلفاء قبل 17 عاما. وفي فبراير 2019 سافر أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين إلى واشنطن للمطالبة بدعم أميركي لمنطقته والمساعدة في التصدي لإيران. وقال نائب عراقي كبير من أقارب الكريم إن الزيارة لم تكن مثمرة. وأضاف أن كل من قابلهم الكريم لم يبدوا اهتماما بمقترحاته لتعزيز الوجود العسكري الأميركي والاستثمار الأميركي. وامتنعت غرفة التجارة الأميركية التي استضافت الكريم في مناسبة خاصة خلال تلك الرحلة عن ذكر تفاصيل. وامتنع الكريم نفسه عن التعليق. وعلى النقيض من ذلك قال مسؤول بمحافظة صلاح الدين إن "الإيرانيين بما في ذلك دبلوماسيون في السفارة يتواصلون مع أفراد لا تتوقع أن يتواصلوا معهم على مستوى محلي". وسئلت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية عن الدور الأميركي في العراق فقالت "سنواصل الوقوف إلى جانب الشعب العراقي لدعم مطالباته بالإصلاح والتغيير ومساعدته على الوصول إلى عراق مزدهر اقتصاديا وبلد محوري في المنطقة خال من التدخل الأجنبي". وقد قابل آخرون من مشايخ السنة في صلاح الدين مسؤولين من الفصائل الشيعية لمناشدتهم الموافقة على عودة الأسر السنية التي نزحت بسبب الحرب مع تنظيم داعش وتفرقت في مخيمات وبيوت مؤقتة في مختلف أنحاء شمال العراق. ويشعر هؤلاء المشايخ بالقلق من تقلص الوجود العسكري الأميركي في العراق قائلين إنه يفتح المجال في مناطقهم أمام خطر عودة تنظيم داعش. وقال الشيخ خالد الناصري وهو من قيادات عشيرة صدام حسين إنه لم يكن ليتعامل مع مسؤولين تدعمهم إيران منذ بضعة أعوام. أما الآن فإنه على استعداد للتعاون مع أي طرف من أجل توفير الخدمات لعشيرته وإعادة الأسر من المخيمات إلى البيوت.



السابق

أخبار سوريا...موسكو تريد «حواراً تفصيلياً» مع واشنطن حول الملف السوري....إجراءات على الحدود والمعابر ضبط التهريب لكبح الأسعار..سوريا تفقد "بطاقتها الاقتصادية" والوضع "خرج عن السيطرة"....الأسد أمام 3 سيناريوهات....بعد أن كان من المحرمات.. مناطق نفوذ الأسد تهمس: ارحل..مظاهرات في "درعا البلد" و"الجيزة"...حرائق مفتعلة تلتهم آلاف الدونمات من الفستق والزيتون في حماة وإدلب...

التالي

أخبار اليمن ودول الخليج العربي..الأحزاب اليمنية: «الخمس الحوثي» تكريس فاضح للنهج السلالي العنصري.... دعوات يمنية لتشريع قانون يصنّف الحوثيين «حركة إرهابية»...السعودية توسّع حصّتها في سوق النفط...."فاينانشل تايمز": السعودية تدرس إلغاء موسم الحج هذا العام... قرقاش يشارك في مؤتمر سنوي لمنظمة يهودية أمريكية....الأردن.. 25 إصابة جديدة بكورونا حالتان منها محلية...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,152,419

عدد الزوار: 6,757,430

المتواجدون الآن: 126