أخبار مصر وإفريقيا.....مصر تسجل 1557 إصابة جديدة و81 وفاة بـ«كورونا»..إحباط «مخطط إرهابي» في ذكرى «30 يونيو»...مشروع قرار مصري لاتفاق حول «النهضة»...ملف ليبيا.....تونس تسجل 300 إصابة بالحمى التيفية بسبب مياه ملوثة...الجزائر تسجّل حصيلة إصابات يومية قياسية بفيروس «كورونا»....السودان: مسيرات مليونية للمطالبة بـ«تصحيح مسار الثورة»...المغرب يعلن مساعدات لقطاع الثقافة المنكوب بسبب الجائحة..

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 تموز 2020 - 5:35 ص    عدد الزيارات 1667    التعليقات 0    القسم عربية

        


مصر تسجل 1557 إصابة جديدة و81 وفاة بـ«كورونا»....

الراي.... الكاتب:(رويترز) .... أعلنت وزارة الصحة المصرية يوم أمس الثلاثاء تسجيل 1557 إصابة جديدة و81 وفاة بفيروس كورونا وذلك مقابل 1566 إصابة و83 وفاة أمس. وأضافت الوزارة أن 509 متعافين خرجوا من مستشفيات العزل والحجر الصحي بعد تلقيهم الرعاية الطبية وتعافيهم. وقال الناطق باسم الوزارة خالد مجاهد في بيان «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الثلاثاء هو 68311 حالة من ضمنهم 18460 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل و2953 حالة وفاة». وبدأ يوم السبت سريان قرارات الحكومة برفع حظر التجول الليلي المفروض منذ 25 مارس وفتح المطاعم والمقاهي ودور العبادة وإن كانت ستبقي على أعداد الزوار محدودة...

مصر تستأنف حركة الطيران اليوم وعودة السياحة إلى 3 محافظات.... السيسي في ذِكرى 30 يونيو: ماضون في مواجهة التحديات

الراي... الكاتب: القاهرة ـ من عادل حسين وأحمد عبدالعظيم وأحمد الهواري .... جدّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، العهد على المضي قُدماً في معركة العمل والبناء ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

وكتب في صفحته الشخصية في «فيسبوك»، أمس، لمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة لثورة 30 يونيو 2013: «سيتوقف التاريخ كثيراً أمام ثورة 30 يونيو المجيدة، وستظل حيّة في ذاكرة كل الأجيال، بما رسخته من مبادئ العزة والكرامة والوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الاختطاف، وفي العيد السابع لثورتنا المجيدة، أؤكد أننا أمة صنعت التاريخ، وما زالت تصنعه في شتى الميادين وتلهم الإنسانية بما تحققه». وقالت السيدة انتصار السيسي، من جهتها: «تمر الذكرى السابعة لثورة يونيو، التي تمثل نموذجاً فريداً في تاريخ الثورات الشعبية، أعلن فيها الشعب المصري إرادته الحرة، فاستجابت له كل المؤسسات الوطنية في مشهد تاريخي سيظل علامة مضيئة وخالدة في تاريخنا الوطني». وفي خطوة جديدة تجاه عودة الحياة إلى طبيعتها، أعلنت وزارة الطيران المدني، بدء حركة الطيران اليوم في المطارات، بعد توقف استمر لنحو 3 أشهر بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، بينما أعلنت وزارة السياحة والآثار استئناف حركة السياحة، في محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر ومرسى مطروح. وفي ملف المواجهة مع «كورونا»، قال وزير المالية محمد معيط، إن فاقد الإيرادات في الموازنة المصرية خلال الأشهر الثلاثة الماضية يتخطى 125 مليار جنيه، بالإضافة إلى مليارات ضرائب تم فقدها من «تذاكر الطيران ورسوم المغادرة وتأشيرات السياحة». وأعلنت وزيرة الصحة هالة زايد، عن بدء استخدام عقار «ريمديسفير» لعلاج بعض حالات الإصابة، أمس، وفقاً لضوابط يتم تحديدها من قبل الأطباء. في سياق منفصل (وكالات)، قال شيخ الأزهر أحمد الطيب في صفحته على «فيسبوك»، إنه تناول أمس، خلال اتّصال هاتفي مع البابا فرنسيس، «الجهود المشتركةَ لدعم السّلام العالمي، ووقف الحروب، وترسيخ الأُخوة الإنسانيّة، واتفقنا على مواصلة نداءات التضامن العالمي، من أجل تخفيف معاناة المتضررين من جائحة كورونا، ودعونا الله أن يكشفَ برحمته هذه الجائحةَ عن العالمين». أمنياً، أحبطت وزارة الداخلية مخططاً لإفساد احتفالات الثورة، مشيرة إلى تصفية إرهابييين «شديدة الخطورة» في منطقة جلبانة في شمال سيناء.

مصر: إحباط «مخطط إرهابي» في ذكرى «30 يونيو».... مقتل اثنين من «العناصر شديدة الخطورة» بشمال سيناء

القاهرة: «الشرق الأوسط»..... قالت وزارة الداخلية المصرية، أمس، إنها أحبطت «مخططاً إرهابياً» كان يستهدف قوات الجيش والشرطة في ذكرى «ثورة 30 يونيو (حزيران)»، التي أطاحت بحكم «الإخوان المسلمين» عام 2013. وحسب بيان للوازرة، فإن معلومات توافرت لـ«قطاع الأمن الوطني»، حول وجود مجموعة من «العناصر الإرهابية» بمنطقة «جلبانة» في محافظة شمال سيناء، وقيامهم بـ«الإعداد والتخطيط لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه ارتكازات القوات المسلحة والشرطة بالنطاق ذاته»، تزامناً مع ذكرى «30 يونيو»، وأنه جرى التعامل مع تلك المعلومات لتحديد أماكن وجود هذه العناصر وتردداتهم. وأسفرت العملية الأمنية لتعقب تلك المجموعة عن «رصد اثنين من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة داخل إحدى السيارات بهدف رصدّ الارتكازات الأمنية»، ووفق البيان فإنه «فور استشعارهما إحكام الحصار عليهما أطلقا النيران بكثافة تجاه القوات، فتمّ التعامل معهما مما أسفر عن مصرعهما». عُثر بحوزة «العنصرين الإرهابيين»، كما أشار البيان، على «2 سلاح آلي، و5 خزائن، وكمية من الذخيرة من العيار ذاته، وجهاز لا سلكي وكذا طبنجة CZ، تبين أنَّها مستولى عليها عقب هجوم مجموعة من العناصر الإرهابية على أحد أفراد الشرطة واستشهاده بتاريخ 9 أغسطس (آب) 2017، بنطاق مدينة بئر العبد بشمال سيناء». وتشهد شمال سيناء أعمال عنف ومواجهات بين قوات الأمن وعناصر مسلحة، ارتفعت وتيرتها منذ عام 2013. وعُزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة «الإخوان»، عن الحكم في يوليو (تموز) 2013 بعد احتجاجات شعبية. واحتفى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، بالذكرى السابعة للاحتجاجات، مهنئاً المصريين قائلاً: «سيتوقف التاريخ كثيراً أمام ثورة 30 يونيو المجيدة، وستظل حية في ذاكرة كل الأجيال، بما رسخته من مبادئ العزة والكرامة والوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الاختطاف». ودوّن الرئيس السيسي عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: «في العيد السابع لثورتنا المجيدة، أؤكد أننا أمة صنعت التاريخ وما زالت تصنعه في شتى الميادين وتلهم الإنسانية بما تحققه، وأجدد العهد على المضي في معركتنا الشريفة في العمل والبناء ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية بنفس العزم والإصرار، حفظ الله مصر وشعبها وكل عام وأنتم بخير». فيما فالت قرينة الرئيس انتصار السيسي، إن «اليوم تمر الذكرى السابعة لثورة الثلاثين من يونيو، التي تمثل نموذجاً فريداً في تاريخ الثورات الشعبية، أعلن فيها الشعب المصري إرادته الحرة، فاستجابت له كل المؤسسات الوطنية في مشهد تاريخي سيظل علامة مضيئة وخالدة في تاريخنا الوطني». وهنأت السيدة انتصار السيسي، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الشعب المصري بهذه الذكري المجيدة. وحظرت السلطات المصرية «جماعة الإخوان» بعد شهور من عزل مرسي، وعدّتها «منظمة إرهابية».

الحكومة المصرية تبدأ بتوفير الكمامات لمستحقي الدعم المطارات تستأنف عملها اليوم

القاهرة: «الشرق الأوسط».... تبدأ الحكومة المصرية اليوم (الأربعاء) تنفيذ خطة لإيصال الكمامات الطبية الواقية من العدوى على مستحقي الدعم عبر منظومة توزيع السلع التموينية التي تصل إلى نحو 64 مليون شخص بحسب إفادة رسمية. والخطة الحكومية التي تأتي ضمن سياق مجابهة «فيروس كورونا المستجد» سيتم تنفيذها على مراحل، على أن تستهدف في أول مرحلة «توزيع 19 مليون كمامة بنهاية الشهر»، وفق ما قال وزير التموين، علي مصيلحي. وأشار مصيلحي، في بيان رسمي، أمس، إلى أن «أسعار الكمامات التي تم التوصل إليها جاءت بعد دراسة دقيقة ومتأنية للعديد من العروض، وبعد التفاوض تم التوصل لسعر 8.5 جنيه مصري (الدولار الأميركي يساوي 16.1 جنيه مصري) للمستهلك النهائي». ومع ذلك فقد أشار الوزير المصري إلى أنه سيتم «توريد أنواع أخرى من الكمامات مع المحافظة على الجودة وبسعر يتراوح من 6 إلى 10 جنيهات، مع التأكيد على أن الأصناف كافة تتوافق مع المواصفات الفنية المعتمدة في مصر». مصيلحي أشار كذلك إلى أن «طرح الكمامات على البطاقات التموينية سيكون اختيارياً للمواطنين للصرف ابتداء من مطلع يوليو (تموز) الحالي، وستصرف بحد أقصى كمامتان اثنتان لكل بطاقة تموينية، وبشكل تدريجي ومرحلي وذلك في ضوء معدل التوريد من المصانع لصالح الحكومة». وعلى الصعيد نفسه، عقد اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، اجتماعاً مع نظيرته للصحة، هالة زايد، أمس، لمناقشة «خطة رفع كفاءة وتطوير المنظومة الصحية بجميع المحافظات لمواجهة فيروس كورونا المستجد». وأفاد وزير التنمية المحلية بأنه «تم حصر احتياجات المحافظات من الأجهزة والمستلزمات الطبية للمنشآت الصحية لدعم جهود مواجهة تداعيات كورونا»، موضحاً أن «برنامج التنمية المحلية بالصعيد والممول بقرض من البنك الدولي بقيمة 500 مليون دولار ومساهمة من الحكومة المصرية بقيمة 457 مليون دولار، سيضخ 120 مليون جنيه بشكل عاجل لدعم المرافق الصحية بمحافظتي سوهاج وقنا لرفع قدرتها على مواجهة جائحة كورونا». وكشفت وزيرة الصحة، أنه «تم تشكيل لجنة فنية لإدارة ملف التبرعات الواردة إلى وزارة الصحة والسكان، والجهات التابعة لها، وذلك لتحديد أوجه الصرف بناءً على الاحتياجات الفعلية». ولفتت إلى أن «الوزارة دعمت المستشفيات المخصصة لاستقبال الحالات المصابة والمشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد بـ31 جهازاً جديداً للأشعة المقطعية، و700 جهاز تنفس صناعي». من جهة أخرى، تبدأ المطارات المصرية، اليوم (الأربعاء)، استئناف عملها، بعد أكثر من 3 أشهر على تعليق الرحلات ضمن قرارات عدة لمجابهة فيروس كورونا المستجد. وتعول الحكومة المصرية، على عودة تدريجية للنشاط السياحي الحيوي والمهم في البلاد، وخلال الأسبوعين الماضيين، زار وزير السياحة والآثار، خالد العناني، عدداً من المقاصد السياحية المصرية، لمراجعة الاستعدادات الطبية والسياحية في الفنادق بهدف بدء استقبال الأفواج السياحية. وخففت مصر مطلع الأسبوع الحالي، عدداً من قيود «الحظر الجزئي» المفروض في البلاد، وسمحت باستئناف عمل المقاهي وزادت ساعات عمل المتاجر والمحال المختلفة.

مشروع قرار مصري لاتفاق حول «النهضة».... واشنطن تدعم القاهرة... وجنوب أفريقيا ترفض «التدويل»

الراي....الكاتب: القاهرة ـ من فريدة موسى وألفت الكحلي وهند العربي ... أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، ضرورة أن ينظر مجلس الأمن في قضية سد النهضة الإثيوبي، باعتباره المحفل الدولي الذي أوكل إليه المجتمع الدولي مسؤولية الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وقال أمام جلسة لمجلس الأمن الإثنين عبر تقنية «الفيديو كونفرنس»، إن «ملء وتشغيل سد النهضة بشكل أحادي، ومن دون التوصل لاتفاق يتضمن الإجراءات الضرورية لحماية المجتمعات في دولتي المصب، ويمنع إلحاق ضرر جسيم بحقوقهم، سيزيد من التوتر». وشدد على أن بلاده ستحفظ وتؤمن المصالح العليا للشعب المصري، مؤكداً أن «الدفاع عن البقاء ليس محض اختيار، إنما هو مسألة حتمية تفرضها طبيعة البشر». وأضاف أن «مصر كدولة مسؤولة ارتأت عرض الأمر على مجلس الأمن لتجنب المزيد من التصعيد ولضمان ألا تتسبب الإجراءات الأحادية في تقويض فرص التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، أو المساس بحقوق ومصالح دولتي المصب، أو تعريض حياة أكثر من 150 مليون مواطن مصري وسوداني للخطر، على نحو يُفاقم التوتر في منطقة غير مستقرة». ودعا المجلس إلى حض الأطراف «على التفاوض بحسن نية للتوصل إلى اتفاق، والامتناع عن أي إجراءات أحادية حتى إبرام هذا الاتفاق»، مشيراً إلى أن مصر تقدمت بمشروع قرار يدعو الدول الثلاث للتوصل إلى اتفاق حول سد النهضة خلال أسبوعين برعاية دولية، مع عدم اتخاذ إجراءات أحادية. في المقابل، اتهم الممثل الدائم لإثيوبيا لدى الأمم المتحدة تايي أتسكي، مصر بعرقلة وإفساد سير عملية التفاوض، وهو ما رفضه شكري وقاطعه بأنه وفي كلمته، لم يتهم أي طرف بعرقلة المفاوضات. وقال مندوب السودان عمر الصديق، إن «لمصر الحق في تدبير مواردها (المالية) وفقاً لمصالح شعبها»، مشدداً على ضرورة تلافى إثيوبيا كل تأثير سلبي للسد على دول المصب. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الدول الثلاث، بالتوصل إلى اتفاق، بناء على «الجهود الإيجابية للاتحاد الأفريقي». وتوافقت واشنطن وموسكو وبكين، على التوصل إلى اتفاق «يخدم الاستقرار الإقليمي». وكشف مندوب الجامعة العربية السفير ماجد عبدالفتاح، في تصريحات متلفزة، أن الولايات المتحدة دعمت الطلب المصري أمام مجلس الأمن، لكن جنوب أفريقيا «رفضت تدويل القضية»، ومع ذلك لم يكن موقفها «عدائياً، لكنها تريد منح الاتحاد الأفريقي الفرصة حتى يقوم بدوره الإقليمي لحل المنازعات». وأشاد خبراء سياسيون وبرلمانيون وفنيون، بتحركات القاهرة. وقالوا في تصريحات لـ«الراي»، إن «الطرح المصري قوي، ووضع العالم والمؤسسات الأممية أمام مسؤولياتها، وكشف تعنت أديس أبابا».واعتبر وزير الري السابق حسام مغازي، أن «مصر أكدت أمام العالم، أنها لا ترغب إلا في المسار التفاوضي الديبلوماسي، وأشركت المنظمة الدولية في الأزمة، وعملت على منع إثيوبيا من أي تحرك أحادي حتى يتم التوصل لاتفاق يرضي كل الأطراف». وقال المحلل السياسي أحمد الطاهري، المقيم في الولايات المتحدة، إن «كلمة مصر، كانت محددة العناصر والأهداف بدقة متناهية، وعبارات لا تقبل ازدواجية التفسير، وأحسنت مصر، بإعلانها حق الدفاع عن البقاء، وهو يتجاوز حق الدفاع عن النفس، وأحسنت أيضاً عندما ربطت الدفاع عن البقاء بمشروع القرار المقدم، بمعنى أن هناك يداً تتفاوض ويد جاهزة للدفاع». وشدد النائب أحمد فؤاد أباظة على أن «قضية النهضة محل اهتمام كبير للشعب المصري في ظل وجود خطر يهدد حياة المصريين». وأكد النائب حسين أبو جاد، أن مصر «وضعت العالم أمام مسؤولياته»....

قتلى وجرحى في 3 انفجارات بالعاصمة الأثيوبية

الراي... الكاتب:(رويترز) ... قال مفوض الشرطة الاتحادية في إثيوبيا إنديشو تاسيو لوكالات أنباء رسمية إن ثلاثة انفجارات هزت العاصمة إثيوبية أديس أبابا اليوم الثلاثاء مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد غير محدد من الأفراد وذلك خلال احتجاجات أثارها قتل مغن شهير. وأضاف تاسيو «قُتل بعض المتورطين في زرع قنبلة علاوة على مدنيين أبرياء». ولم يقدم المفوض تفاصيل أخرى عن التفجيرات، لكنه أوضح أن ضابطا قتل أيضا في العاصمة خلال أزمة مع حراس شخصية إعلامية شهيرة، مضيفا أنه جرى احتجازه إثر ذلك.

ملف ليبيا....

خيار التدخل وارد مصرياً... ولكن.....

.... خيار التدخل وارد مصرياً... ولكن يبقى انتظار التنفيذ قيد قرار السيسي نفسه الذي تصله تقارير يومية حول تطورات الأوضاع (أي بي أيه )....

الاخبار.... القاهرة | التدخل العسكري في ليبيا لا يزال قائماً، وجميع سيناريوات التدخل لم تُسحب من المناقشة، بل ما تبقى هو اللحظة الصفر التي لم تحدد بعد. الفكرة لدى الرئاسة والجيش هي أن يكون التحرك المصري ردّ فعل فقط على تحركات حكومة «الوفاق الوطني» العسكرية المدعومة من تركيا في حال قررت اقتحام سرت والجفرة. ما يوفر الأريحية في أخذ القرار، كما تنقل مصادر، هو توافر الشرعية اللازمة داخلياً وخارجياً للتدخل في مصلحة قوات المشير خليفة حفتر، في مواجهة حكومة فائز السراج. فقد حصلت القاهرة على موافقة، وإن كانت لا تمثل الكل الليبي، من مجلس النواب، مع طلب تدخل رسمي من «الجيش الوطني». ومن جهة أخرى، ثمة تأييد أوروبي وأميركي، لكنه محدد باشتراطات معينة فرملت الاندفاعة المصرية حالياً. لهذا، تراقب القاهرة من كثب الأوضاع العسكرية التي تجمدت تقريباً عند ما حققته «الوفاق» عند حدود العاصمة طرابلس، مع استمرارها في تجهيز الحشود للهجوم على سرت والجفرة. حتى الآن، لا ترغب «المحروسة» في التدخل العسكري رسمياً، لكنها تراقب التحركات العسكرية بتنسيق كامل مع قوات حفتر. مع هذا، تكشف مصادر مطلعة عن وصول أعداد محدودة من العسكريين المصريين سراً إلى قاعدة «الجفرة» خلال الأيام الماضية، للمساهمة في إدارة غرفة العمليات المركزية ومتابعة ما يحدث في الميدان على مدار الساعة. كذلك، تؤكد مصادر عسكرية مصرية، تحدثت إلى «الأخبار»، وجود استنفار عسكري، خاصة في المنطقة الغربية للبلاد، إضافة إلى وضع سلاح الطيران على أهبة الاستعداد، لأنه سينفذ التدخل الأول وفق الخطة التي اعتمدها الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة. يبقى انتظار التنفيذ قيد قرار السيسي نفسه الذي تصله تقارير يومية حول تطورات الأوضاع في ليبيا. رغم ذلك، يأمل «الجنرال»، وفق مصادر في الرئاسة، ألا يضطر إلى التدخل العسكري، وأن يكون البديل هو العودة إلى المفاوضات، وهو ما يعمل عليه بالتعاون مع أجهزة عديدة تتواصل مع الأطراف المعنيين داخل ليبيا وخارجها، ولا سيما جهاز المخابرات العامة. لكنه لا يزال يرهن التدخل العسكري بتجاوز ما سبق أن أعلنه كخط أحمر، وهو تقدم قوات «الوفاق» للسيطرة على سرت والجفرة. بل يرى السيسي أن أطراف الصراع قادرة الآن على بدء التفاهمات السياسية مع إبقاء الوضع الميداني كما هو عليه، بعدما توقفت «الوفاق» عن التقدم الميداني منذ مدة.

صراع المحاور: رمال الزعامة في ليبيا

الاخبار....فؤاد إبراهيم.... بوتيرة متصاعدة، تسير «لعبة المحاور» بين المحور التركي ــــ القطري ومحور «الاعتدال العربي» (ممثلاً في الرباعي: السعودية، الإمارات، مصر والبحرين). منذ عام 2015، تكاثرت النقاط الساخنة بين المحورين، لكن بعد المواجهة في ليبيا، بات كلّ شيء جاهزاً لدخول مرحلة «اللعب على المكشوف»، فيما تجاوزت حدود المواجهة الميدان، وجرى استدعاء التاريخ والجغرافيا والعرق والدين. تصفية الحساب الجديد ــــ القديم هي عنوان لعلاقات ملتهبة، كان غبار الفوضى العارمة التي اجتاحت الشرق الأوسط منذ عام 2011 يستر المدى الناري الذي بلغته، بعدما التهمت أجزاء جوهرية من سيادة واستقرار، وحتى مصير دول أعضاء في ما يسمى «الجامعة العربية». أعادت ثورات «الربيع العربي» رسم خريطة الشرق الأوسط، واستنفر المتربّصون من أرباب الثورة المضادة للانقضاض واختطاف الجنين الثوري قبل استكمال شرط ولادته التاريخية الطبيعية.

خضوع القاهرة لحكم الآستانة حقباً من الزمن العثماني لم يخمد تطلّع مصر إلى الريادة في الشرق

منذ عام 2011، بدت تركيا لاعباً شرق أوسطياً، شأنها شأن بقية اللاعبين الإقليميين والدوليين. وكان وصول «الإخوان المسلمين» إلى سدة الحكم في مصر في تموز/ يوليو 2011 قد أطلق أشرعة الأمل بتحقق الحلم «الإخواني» بمشروع الدولة ــــ الأمة الذي انهار بأفول الخلافة العثمانية عام 1924. تحوّلت تركيا إلى موئل لقادة الجماعة الذين ينفرون كل عام للاجتماع السنوي فيها والتفكير في مشروع المستقبل. ولكن «لو تُرك القطا لغفا ونام»؛ إذ ثمة في المقلب الآخر من يعمل على تقويض الحلم «الإخواني» في مهده. وكان انقلاب حزيران ــــ يونيو/ تموز ــــ يوليو 2013 على محمد مرسي بتمويل سعودي ــــ إماراتي بداية انهيار ذلك الحلم، والذي فجّر غضباً تركياً عارماً، وشكّل فاتحة مسار من الخصومة، ليس بين تركيا ومصر السيسي فحسب، بل بينها وبين «محور الشر»، الذي يضم السعودية والإمارات ومصر. اختار اللاعبان السعودي والإماراتي قواعد اشتباك من نوع مختلف، وقرّرا الهروب إلى الأمام في المواجهة مع أنقرة. وكانت محاولة الانقلاب في منتصف تموز/ يوليو 2016 الرسالة الصاعقة التي وصلت إلى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من أبو ظبي والرياض. أدرك إردوغان أن خصومه أحرقوا مراكب العودة، وأن المعركة لا حدود لها، وقد تخترق القصر الرئاسي.

في ليبيا، كما في سوريا والعراق، وفي قبرص حيث النزاع التركي ــــ اليوناني، ثمة شعاع مواجهة يتّسع بسعة الغضب والحلم لدى أطراف الصراع كافة. فالصراع هذه المرة بلا جبهات، وهذا هو معنى أن يكون صراع محاور، إنه أشبه بلعبة الشطرنج، حيث يتمّ تحريك الجنود والملوك والقلاع بحسب الفرصة والخدعة اللتين تحدّدان طبيعة كلّ معركة.

دعمت تركيا حكومة «الوفاق الوطني» في ليبيا بقيادة فائز السراج والمدعومة من الفصائل الإسلامية، في مقابل قائد «الجيش الوطني» الجنرال المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من السعودية ومصر والإمارات والأردن. خسارة حفتر في معارك الغرب الليبي كانت فاصلة لجهة انتقال الصراع إلى نقطة مصيرية يتقرّر على أساسها مَن يبقى ومَن يرحل في المعادلة الليبية الميدانية، وتالياً السياسية.

ليس في الذاكرة التاريخية ما يسعف. فما يفرّق تركيا ومصر أكثر مما يجمعهما، والتاريخ يخبر عن تجاذب حادّ بينهما، وأن خضوع القاهرة لحكم الآستانة حقباً من الزمن العثماني لم يخمد تطلّع مصر إلى الريادة في الشرق. وكانت ثورة تموز/ يوليو 1952 بداية القطيعة النهائية بين البلدين، بعد إطاحة النظام الملكي، بإرثه العثماني. لاحقاً، أدى الانبعاث القومي العروبي من مصر ــــ عبد الناصر، والتمفصل الجديد للتحالفات (انحازت القاهرة إلى المعسكر السوفياتي، فيما انحازت أنقرة إلى المعسكر الأميركي) إلى تزايد التباعد بين البلدين، وفي الوقت الذي لم يقرّب فيه ذلك بين الرياض وأنقرة، حيث بقيت السعودية متمسّكة بتحفّظها على أيّ تقارب مع تركيا لأسباب تاريخية وأيديولوجية واستراتيجية.

الملفات الخارجية هي الميادين التي يحتدم الصراع عليها بين أنقرة والقاهرة والرياض وأبو ظبي. في الحرب الباردة، كان عزوف مصر عن دعم الموقف التركي في المحافل الدولية في المسألة القبرصية، يكافئ، من وجهة النظر الناصرية، تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية. يختلف الحال في الوقت الراهن، تركيا إردوغان تعيب على السعودية موقفها المتخاذل من القدس في قضية «صفقة القرن». وكان إردوغان قد خاطب السعودية في أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي بالقول: «أحزن عند النظر إلى مواقف الدول الإسلامية، وعلى رأسها السعودية، حيث لم يصدر منها أي تصريح (رافض لصفقة القرن)، فمتى سنسمع صوتكم؟». وردّ عليه أحد أمراء آل سعود، وهو عبد الرحمن بن مساعد، قائلاً: «نفّذ أولاً ما هدّدت بتنفيذه تجاه إسرائيل حين أعلن ترامب قبل عام وأكثر نقل السفارة إلى القدس... كان هذا في تصريح عنتري كتصريحك الآن... ولكن لم يحدث شيء مما زعمت أنك ستقوم به...».

في القيادة العسكرية المصرية من يرفض الامتثال لرغبات السعوديين والإماراتيين

سلك صراع المحاور درباً شائكاً، وطاول ملفات حيوية تشمل غزة وقبرص والعراق وسوريا، وصولاً إلى ليبيا. الخلاف التركي ــــ المصري في المسألة السورية تَفجّر سريعاً، وحسمت القاهرة موقفها في وقت مبكر بعد انقلاب تموز/ يوليو، حيث أعلنت دعمها للرئيس السوري بشار الأسد حتى قبل أن تبدأ الرياض وأبو ظبي إعادة التموضع في سنوات لاحقة. كما بدا الخلاف التركي ــــ الخليجي جليّاً في المسألة الكردية، كما تخبر زيارات ثامر السبهان، وزير الدولة لشؤون الخليج العربي، إلى مناطق شرقي الفرات، ولقاؤه قيادات «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، والذي لا تفسير له، تركياً، سوى كونه مناكفة سعودية.

لم يتأخر الرد التركي على انتقادات الرياض لعملية «نبع السلام» التي أطلقتها تركيا في شرقي الفرات في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، حيث خاطب إردوغان السعودية آنذاك بالقول: «إن على المملكة العربية السعودية أن تنظر في المرآة، قبل أن تنتقد عملية نبع السلام». وقابل موقفها بموقف مضادّ من الحرب على اليمن، قائلاً: «على السعودية أن تنظر في المرآة، من أوصل اليمن إلى هذه الحالة؟ كيف هي أوضاع اليمن الآن؟ ألم يمت آلاف الأشخاص في اليمن؟ عليكم أولاً أن تقدّموا حساب ذلك». وعرّج على السيسي بالقول: «أما رئيس النظام في مصر، فلا تتكلم أبداً، فأنت قاتل الديموقراطية في بلدك».

في لغة إردوغان رسائل موجّهة ومقصودة، فهو يلعب بورقة الرأي العام حين يذكّر السعودية بالكارثة الإنسانية التي تسبّبت بها في اليمن، كما يذكّرها بضعفها في مواجهة حركة «أنصار الله»، وعجزها عن درء الهجمات الجوية ضدّ منشآتها النفطية. وهو هنا يخاطب أنصار النظام السعودي، ويلامس صميم كرامة آل سعود التي تمرّغت في الوحل اليمني.

على الجبهة التركية ــــ المصرية، استضافت القاهرة في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 قمة ثلاثية جمعت السيسي ورئيس وزراء اليونان أنطونيس ساماراس، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، وكان عنوان القمّة بحسب الصحافة المصرية «مواجهة أطماع أنقرة في المنطقة»، وبحث إمكانية ربط حقول الغاز القبرصية بالمنشآت البترولية في مصر. وفي 11 أيلول/ سبتمبر 2019 أجرى وزير الخارجية السعودي السابق، إبراهيم العساف، لقاءات مع المسؤولين في قبرص، في زيارة هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع، وتبطن رسالة واضحة إلى تركيا، ولا سيما من ناحية تصريح العساف بدعم موقف نيقوسيا في خلافها مع أنقرة في شأن التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وهو ما وصفته قناة «AHABER» التركية بـ»الصفيق».

ما يراد من مصر خليجياً أبعد من مجرد الضجيج الإعلامي والتلويح بالخيار العسكري. صحيح أن مصر هي القوة العسكرية الأكبر في العالم العربي، لكن دخولها في مواجهة مباشرة تقليدية أو حروب الوكالة ضدّ تركيا يضعها أمام امتحان جدارة، وقد يخدم، نسبياً، النظام السعودي في صرف الأنظار عن فداحة خسارته العسكرية في اليمن، حيث لا تزال الرياض عاجزة عن تصميم «إخراج لائق» لورطتها. معارك ليبيا، بقدر ما تنقل جزءاً من الاهتمام الإعلامي الإقليمي والدولي، تفتح في الوقت نفسه الصراع مع تركيا على أفق أوسع، وتزجّ بمصر في الواجهة. قد تجد القاهرة مبررات كافية للمواجهة مع أنقرة، لكن السؤال: هل هذا هو الخيار الصائب؟

كانت تركيا، في عهد عمر البشير، قد حصلت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 على امتياز استراتيجي بمنحها حق تطوير وإعادة تأهيل جزيرة سواكن الواقعة شرق السودان في البحر الأحمر، والتي وصفت بأنها قاعدة عسكرية تركية. أثار القرار السوداني حفيظة مصر والسعودية والإمارات، كلّ لأسبابه، فكان قرار إسقاط البشير عبر انقلاب عسكري مشابه لانقلاب مصر في 3 تموز/ يوليو 2013، بالدمج بين الانتفاضة الشعبية والترتيبات العسكرية.

دخول تركيا على خطّ المعارك في ليبيا، عبر إرسال سفينة تحمل اسم «أمازون» محمّلة بأسلحة وآليات عسكرية إلى ميناء طرابلس الليبية الخاضعة لسيطرة الفصائل الإسلامية في 18 أيار/ مايو الماضي، كان هو الآخر مصدر تهديد للأمن القومي المصري.

القلق السعودي من تعاظم النفوذ التركي في المنطقة لم يعد خافياً. بعد مقتل الإعلامي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، أحرق قادة المحورين ما تبقى من فرص للتقارب. لهجة أنقرة تبدّلت بعد مقتل خاشقجي، وأخذت وتيرة تصعيدية ممنهجة.

كلّ شيء يجري في الهواء الطلق بين أنقرة وخصومها، ولا سيما القاهرة والرياض. في السابع من كانون الثاني/ يناير الماضي، أصدر مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بياناً شديد اللهجة ضدّ التدخلات التركية في ليبيا، ووصفها بأنها «انتهاك واضح وصريح لقرارات مجلس الأمن، ومخالف للموقف العربي الذي تبنّاه مجلس جامعة الدول العربية...». جاء ذلك بعد إعلان تركيا، على لسان كبار مسؤوليها، إرسال خبراء عسكريين وفرق تقنية لدعم حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السرّاج.

لعقود طويلة، كانت القاعدة المصرية في التعامل مع ما يعتقد أنها تهديدات إيرانية هي «أمن الخليج من أمن مصر»، ولكن بعد الدخول التركي إلى ليبيا أصبحت القاعدة على النحو الآتي: «أمن مصر من أمن الخليج»، وأن حماية مصر ليست أمناً قومياً مصرياً فحسب، بل هي أمن قومي عربي لمنع «ابتلاعها من دولة إقليمية متربصة كتركيا». وإذ لا يمكن قبول وجود تركيا على حدود مصر، «لا يمكن قبول الحوثيين على حدود السعودية»، بحسب طارق الحميد في مقالة في «عكاظ» السعودية في 22 حزيران/ يونيو الجاري بعنوان (بيننا وبين مصر «مسافة السكّة»)، استعاد فيها تصريح السيسي الشهير عن دعم مصر لدول الخليج في مواجهة الأخطار الأمنية الخارجية.

منذ بداية العام الجاري، تبدّلت قواعد التدخل التركي في سوريا ولاحقاً ليبيا، وتبدّلت معها قواعد الاشتباك، وما إن تراجعت سخونة المعارك في سوريا، حتى بدت ليبيا بؤرة المواجهة الأشدّ سخونة. لا يخفى استغلال الخليجيين للمسألة الليبية بما تمثّله من قضية أمن قومي لمصر، وبالتالي توظيفها كورقة في الصراع التركي ــــ السعودي/ الإماراتي.

في نيسان/ أبريل الماضي، لحظت حكومة السرّاج بوادر تحرّك ثلاثي، سعودي ــــ إماراتي ــــ مصري، لدعم قوات حفتر التي كانت قد مُنيت بخسائر فادحة بفعل تعاظم الدعم التركي لخصومها. طائرات عسكرية محمّلة بأسلحة وعتاد هبطت في قاعدة الخادم شرق ليبيا لدعم حفتر، ووقف تقهقره في غرب البلاد.

كلّ شيء يجري في الهواء الطلق بين أنقرة وخصومها ولا سيما القاهرة والرياض

على رغم التحريض الإعلامي على خيار دخول القوات المصرية إلى الساحة الليبية، والذي لا تزال الرياض وأبو ظبي تضخان المال والسلاح والذخيرة من أجله، إلا أن في القيادة العسكرية المصرية من يرفض الامتثال لرغبات السعوديين والإماراتيين في إقحام الجيش المصري في حروب استنزاف غير مأمونة العواقب. ينبّه هؤلاء إلى المشكلات الاقتصادية الضاغطة في مصر، والتي من المقدّر لها أن تتفاقم بطريقة غير قابلة للسيطرة فور اندلاع المواجهات، وهم يفضّلون استغلال الأموال الخليجية لدعم الاقتصاد المصري والاقتصار على دعم حرب الوكالة لتأدية المهمة، ولا سيما أن حفتر بات في عداد الخاسرين للأبد، بعد سيطرة قوات «الوفاق» على مدينة ترهونة (جنوبي شرقي العاصمة طرابلس)، المعقل الرئيس لما تبقى من قواته غرباً، بعد خسارته مدناً أخرى مثل صبراتة والعجيلات.

تنعكس المعركة الشاملة بين المحورين على المستويات الإعلامية والثقافية والدينية والتاريخية. في منتصف نيسان/ أبريل الماضي، أعلنت السعودية أنها حجبت الوصول إلى وكالات الأنباء التركية التي تموّلها الدولة، بالإضافة إلى العديد من المواقع التركية الأخرى. وردّت تركيا بخطوة مماثلة، ومنعت الوصول إلى العديد من وكالات الأنباء السعودية والإماراتية.

كذلك، وفي خطوة لافتة، أقدمت أمانة العاصمة السعودية، الرياض، في منتصف حزيران/ يونيو المنصرم، على إزالة اسم السلطان العثماني سليمان القانوني من أحد شوارعها الرئيسية، في خطوة وصفت بأنها إعلان قطيعة نهائية مع تركيا.

في منتصف أيار/ مايو الماضي، نقلت وكالة «الأناضول» عن الرئيس التركي تصريحات نارية قال فيها: «لن نخلي الساحة لأيّ من قوى الشر بدءاً من منظمة غولن إلى بي كا كا، ومن اللوبيات الأرمنية والرومية، وصولاً إلى محاور العداء التي مصدرها الخليج». وحذّر مستشار إردوغان، ياسين أقطاي، دول الخليج من التدخّل في الشأن التركي، وقال: «إن تمادي بعض دول الخليج في عدوانها وتدخلها في الشأن السياسي التركي ستكون له آثار سلبية وعواقب وخيمة على تلك الدول أو الدويلات».

وفجّرت التصريحات تلك ردود فعل غاضبة وسط أنصار النظامين السعودي والإماراتي، والذين أطلقوا وسماً بعنوان «إردوغان يهدّد الخليجيين»، سكبوا فيه مواقف مشفوعة بمقتطفات من سيرة المعارك الغابرة، ومعطوفة على مطالبة بقطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع تركيا.

خيار الهروب إلى الأمام بدأ خليجياً، وصار ــــ بعد تبدّل موازين القوى في ليبيا ــــ تركياً. ولدى الأخيرة ما تقاتل بشراسة من أجله هناك، ولن تقبل التنازل عنه بسهولة. فقرار القاهرة والرياض وأبو ظبي اللعب في المنطقة المحرّمة تركياً، ولا سيما في المسألة القبرصية ومشاريع الغاز شرق المتوسط، يدفع أنقرة إلى الاحتفاظ بالورقة الليبية حتى النهاية للضغط على مصر التي انطلقت منها اتفاقيات ثلاثية (مصرية ــــ يونانية ــــ قبرصية) للتنقيب عن الغاز، وأيضاً لقطع الطريق على استكمال مشروعات مصر واليونان وقبرص بخصوص التنقيب وخطوط التصدير إلى أوروبا، وبما يجهض محاولات رسم الحدود البحرية بين مصر واليونان. لا يُغفل، هنا، البعد السوري في التحرّك التركي العاجل على خطّ المعارك الليبية، والمتمثل في تحويل ليبيا إلى خزّان استيعابي لفائض المقاتلين المكدّسين في إدلب السورية، والذين شكّلوا قلقاً دائماً متعاظماً، وتسبّبوا في تأخير موعد المعركة السورية ــــ الروسية ــــ الإيرانية لاستعادة ما تبقى من الأراضي السورية.

وفي النتائج، تحوّلت تركيا إلى لاعب فاعل في الميدان الليبي، ولا سيما بعد الاتفاقية الدفاعية التي أبرمتها نهاية عام 2019 مع حكومة السرّاج، على رغم اعتراض القاهرة والرياض وأبو ظبي وعواصم أوروبية عليها. منحت الاتفاقية تركيا فرصة ذهبية للتحرّك العسكري والسياسي بغطاء رسمي، وتالياً تعزيز نفوذها عبر السيطرة على القواعد الاستراتيجية في ليبيا (الأمر الذي عجزت روسيا عن الحصول عليه)، بما يحسّن من شروطها في المسألة السورية.

بعد خسارة حفتر لمناطق حيوية في الشرق، وفشله في الوصول إلى الغرب، بات الكلام عن مبادرات مصرية أو حتى أممية لحل الأزمة الليبية غير ذي جدوى، لأن الميدان يفرض منطقه ومبادرته البديلة. وتنظر أنقرة إلى مبادرة القاهرة في 8 حزيران/ يونيو المنصرم على أنها تسديدة خارج الوقت الرسمي، في محاولة مكشوفة لإنقاذ قوات حفتر من الغرق في الرمال الليبية. ولا يتطلّب الأمر مزيد عناء لفهم أن المبادرة هي رسالة إلى إردوغان للحيلولة دون استعجال قطف انتصارات حلفائه.

وفي نهاية المطاف، ثمة صراع محاور تدور رحاه على زعامة العالم السنّي بين تركيا بإرثها العثماني وثقلها الاستراتيجي من جهة، وبين مصر بمركزيتها العربية والسعودية بثقلها المالي وسيطرتها على الحرمين الشريفين من جهة أخرى، مع الإشارة إلى أن الرياض، حين يتعلّق الأمر بزعامة العالم الإسلامي، لن تقبل مبدأ الشراكة لا مع مصر ولا مع تركيا ولا مع أيّ بلد آخر؛ فهي تراه امتيازاً حصرياً لها.

سيناريو الصدام التركي ــ المصري: رابحون وخاسرون

الاخبار....محمد نور الدين ... على الرغم من التهديدات المصرية بالتدخّل في ليبيا، وهو الأمر الذي كبح نسبيّاً جماح التقدّم التركي على جبهة سرت ــــ جفرا، فإن المحلّلين الأتراك يقاربون التدخّل التركي في مصر من أكثر من زاوية تعكس تعقيدات المشهد والاحتمالات. في وقت تواصل فيه تركيا انتشاءها بالتقدّم في ليبيا ووجودها في سوريا والعراق وشرقي المتوسط، محتفلة منذ يومين بالذكرى 2229 على تأسيس القوات البرية على أساس أن أوّل فرقة عسكرية برية أسستها القبائل والعشائر التركية تعود إلى عام 209 قبل الميلاد في عهد الحاكم موتان (ميتيه خان) الذي أسس إمارة هيونغ نو في شمال غرب الصين والتي شكّلت تهديداً للإمبراطورية الصينية وكانت جزءاً من إمبراطورية الهون الكبرى!.... يرى ياشار قايا، أوّل وزير خارجية في سلطة حزب «العدالة والتنمية»، والذي افترق عنها لاحقاً وكان سفيراً لتركيا في مصر بين 1995 و1998، أن مصر تقارب الوضع في ليبيا من زاوية أن «الإخوان المسلمين» يشكّلون خطراً وجودياً عليها. لذلك فلن تألو جهداً لوضع كل ثقلها على الساحة من أجل منع تعاظم قوة حكومة «الوفاق الوطني» الموالية لـ«الإخوان المسلمين». ويقول ياقيش إن مدى خطورة «الإخوان» على مصر، بنظر المصريين، هو تماماً كما هي خطورة حزب «العمّال الكردستاني» على تركيا. ويحذّر ياقيش من أنه إذا أرسلت مصر جنوداً إلى ليبيا فإن احتمال المواجهة العسكرية بين تركيا ومصر سيكون قائماً. وقال إن التوصّل إلى حل دبلوماسي لا يزال ممكناً، لكن الدبلوماسية في هذه اللحظة لا تعمل. وأضاف إن التدخّل المصري العسكري في ليبيا سيكون سهلاً نظراً إلى عدم وجود عوائق طبيعية. كما أن رؤساء القبائل الموزعة على جانبي الحدود سيكونون في تعاون مع مصر. ويقول ياقيش إنه ما لم تصل تركيا ومصر إلى حلول وسط، فلا مفر من الصدام بينهما في ليبيا. ويقول الرئيس السابق لاستخبارات الجيش التركي الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بكين، في حوار مع صحيفة «ميلليت» إن دخول تركيا على خط الوضع في ليبيا غيّر المعادلات. لكن أحداً لا يريد لطرف واحد أن يحقق انتصارات كاملة. من هنا، توقف العملية العسكرية التركية عند بوابة سرت ــــ جفرا. لكن هل ينفّذ عبد الفتاح السيسي تهديداته؟ يتساءل بكين ويجيب: لا. لا يستطيع، ويتابع: «نعم يمكن أن يستعرض السيسي قوّته، لكن الطريق إلى سرت طويلة بقدر العالم. لذلك من الصعب عليه الدخول في حرب وزجّ وحداته ودباباته هناك. هذا ليس سهلاً». ويقول، بخلاف وجهة نظر ياشار ياقيش، إن «احتمال المواجهة بين مصر وتركيا غير قائم. يمكن التصارع بالوكالة، لكن لا أظن أن مصر سترسل قوات إلى ليبيا وتتقدم إلى سرت. هذا غير ممكن». ويتطرّق بكين إلى جانب آخر من المسألة بالقول إن مصر قريبة من ليبيا، بعكس تركيا البعيدة. مع ذلك، فإن تركيا أرسلت مرّتين طائراتها إلى ليبيا، أمّا مصر فلم تقم بذلك. وهذا مرده إلى أن الولايات المتحدة لا تريد لمصر أن تفعل ذلك، فيما هناك لقاءات وتعاون بين تركيا والولايات المتحدة. ويقول بكين إن «الولايات المتحدة تعمل على عرقلة روسيا والقوى التي تدعمها روسيا. وهذا يقف خلف التعاون التركي ــــ الأميركي. الولايات المتحدة لا تصرّح علناً، لكنها تدعم ضمناً تركيا. لذلك أيضاً فإن التدخّل المصري هناك غير وارد. تركيا تظهر كما لو أنها هناك بمفردها، غير أن هذا غير صحيح. الولايات المتحدة موجودة خلف تركيا. لذا، فإن إسرائيل لا ترفع صوتها». ويقول بكين: لا أحد يريد نشوب حرب واسعة في ليبيا لأنها ستمتد إلى السودان وتشاد وأوروبا وستخرج موجة هجرة واسعة إلى أوروبا التي لا تريد مثل هذه الهجرة. وسينتهي الأمر بتمركز روسيا والصين في ليبيا وهو ما لا تريده واشنطن. ويضيف إن مصر تأخذ من الولايات المتحدة مساعدات سنوية بقيمة ثلاثة مليارات دولار وتشتري منها السلاح، ولمصر مشكلات مع إثيوبيا وأخرى في سيناء، لذلك فإن استعراض القوة في ليبيا هدفه ردع تركيا ليس إلا. ويرى محمد علي غولير في صحيفة «جمهورييت» أن الدفع نحو صدام تركي ــــ مصري في ليبيا سيؤدي إلى:

ــــ منح موسكو ميزة في التفاوض والمساومات مع أنقرة.

ــــ استفادة جبهة مصر ــــ إسرائيل ــــ اليونان ــــ قبرص اليونانية.

ــــ استفادة إسرائيل ومعها أميركا لتسهيل تطبيق مشروع ضم الأراضي في الضفة الغربية.

ويقول غولير إن مثل هذا الصدام بين تركيا ومصر سيلغي نهائياً إمكانية توافق تركيا ومصر على ترسيم الحدود البحرية بينهما. ويرى أن تركيا هي الأقوى ولا يمكن مقارنة مصر بتركيا عسكرياً. لذلك فإن السيسي، بتهديداته، يعمل على:

ــــ كبح العملية التركية.

ــــ استدراج الولايات المتحدة إلى موقف أكثر حياداً.

ــــ استدراج المساعدات من السعودية والإمارات.

ــــ الدفع بروسيا، المتناقضة مع تركيا في ليبيا، للوقوف إلى جانب مصر.

ــــ إجبار حكومة «الوفاق الوطني» برئاسة فايز السراج ومعها تركيا، التي رفضت مبادرة السيسي، إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

ويقول غولير إن صداماً تركياً ــــ مصرياً في ليبيا، واتخاذ خط سرت ــــ جفرا حدوداً داخلية، يعني تقسيم ليبيا، وهذا يضرّ بتركيا لجهة ترسيمات الحدود البحرية في شرق المتوسط، ومنافسة الشركات الأجنبية لتركيا في ليبيا حيث لن يطبّق أي اتفاق تركي مع حكومة طرابلس على الشرق الليبي. ويرى أن من مصلحة تركيا أن تعمل في ليبيا بالاشتراك مع مصر وروسيا والتخلي عن «العمل المشترك» مع الولايات المتحدة. ويرى الكاتب مراد يتكين أن مستقبل التعاون المشترك بين الولايات المتحدة وتركيا في ليبيا رهن بثلاثة عوامل: الأوّل، مصير صواريخ «أس ــــ 400» ومقاتلات «أف 36». وهي مشكلة لا تخص الرئيس دونالد ترامب فقط، بل عالقة في الكونغرس المعارض لترامب. ومن دون حل مشكلة الصواريخ، فإنه ليس من السهولة انتظار تطوّرات مهمّة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. العامل الثاني، هو الوضع في سوريا وضرورة أن تتفهّم تركيا المسائل الأمنية لـ«قوات حماية الشعب» الكردية المؤيدة لـ«العمّال الكردستاني» ولإيجاد حل في سوريا يأخذ في الاعتبار المسألة الكردية. أمّا العامل الثالث، فهو الاعتراض الأميركي على أي تعاون تركي مع الصين في أفريقيا وفي مجال الأجهزة الطبية والأدوية وألا تكون تركيا بوابة الصين إلى أوروبا ومنع استخدام أجهزة «هواوي» في الدوائر الرسمية التركية.

أبرز القوى العسكرية

الاخبار....تتشابه قوات حفتر و«الوفاق» في تشكلها من مركبات قبلية أو عقدية ... قوات المشير خليفة حفتر:

ــــ «القوات الخاصة» (الصاعقة): تأسست زمن القذافي ومقرها بنغازي، ثم انشقت بداية عام 2011. كانت من بين أوّل التشكيلات التي انضمّت إلى «عملية الكرامة» بقيادة خليفة حفتر عام 2014 وشاركت في المعارك، وصولاً إلى السيطرة الكاملة على شرق البلاد صيف 2017. شاركت في السيطرة على إقليم فزان (جنوب غرب) نهاية 2018، ثم كانت بين طلائع القوات التي هاجمت طرابلس في 4 نيسان 2019. يقودها ونيس بوخمادة، وتشمل عدة كتائب يقود إحداها محمود الورفلي، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية لتنفيذه إعدامات بلا محاكمة شرق البلاد.

ــــ «الكتيبة 128 مشاة»: أصدر حفتر أمر تشكيلها منتصف 2017، ومقرّها منطقة الجفرة وسط البلاد. قامت بعمليات ضد فلول تنظيم «داعش» في المنطقة الصحراوية، ثم ساهمت في السيطرة على جنوب غرب البلاد، وشاركت في القتال بجبهات جنوب طرابلس. يقودها الرائد حسن معتوق الزادمة.

ــــ «اللواء 73 مشاة»: أصدر حفتر أمر تشكيله في أيلول 2018 بعد حلّ «لواء خالد بن الوليد» ودمج ست كتائب أخرى في اللواء الجديد. يقوده العميد حسن القطعاني ومقره بنغازي، وكان من أبرز القوى المقاتلة في جبهات جنوب طرابلس. عقب تقدّم قوات حكومة «الوفاق الوطني»، انسحب إلى شرق البلاد قبل أن يستدعى إلى سرت.

ــــ «كتيبة طارق بن زياد»: من بين أكبر التشكيلات العسكرية التابعة لقوات حفتر، وينتمي جزء كبير من مقاتليها إلى التيار السلفي المدخلي. يقودها الرائد عمر مراجع، وشاركت في القتال بجبهات جنوب طرابلس.

ــــ «كتيبة العاديات»: تأسست صيف 2019 وينحدر أغلب أعضائها من مدينة الزنتان في الجبل الغربي (غرب البلاد). ينتمي جزء كبير من مقاتليها إلى التيار السلفي المدخلي، قتل آمرها أبو بكر مسعود في جبهات جنوب طرابلس، ولا يعلم قائدها الجديد. انسحبت بعد تقدّم قوات حكومة «الوفاق» إلى غرب البلاد.

ــــ «الكتيبة 604 مشاة»: تأسست عام 2016 من طرف عناصر من التيار السلفي المدخلي فرّوا من سرت عقب سيطرة «داعش» على المدينة. دعم «مداخلة» مصراتة وطرابلس تشكيلها، وأسندت إليها مهمات أمنية عقب تحرير المدينة عام 2017. ظلّت تتبع المجلس الرئاسي إلى أن غيّرت ولاءها مطلع العام لتسقط سرت في أيدي قوات حفتر.

ــــ قوات «فاغنر»: بلغ إجمالي قوات الشركة الأمنية الخاصة نحو 1200، يوجد مئات منهم في القاعدة الجوية بمنطقة الجفرة، حيث ركزت بطاريات دفاع جوي من طراز «بانتسير»، وتوجد طائرات مقاتلة جلبت أخيراً، وفق القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم).

ــــ عناصر سوادنيون: يقاتل مئات من تشكيلات المعارضة السودانية، خاصة من دارفور، إلى جانب قوات حفتر، ويتمركز عدد منهم في مواقع بمدينة سرت.

قوات حكومة «الوفاق الوطني»:

ــــ القوات النظامية: تتبع قيادات المناطق، يقود المنطقة الوسطى التي تشمل سرت اللواء محمد الحداد المنحدر من مصراتة، ويقود المنطقة الغربية اللواء أسامة جويلي المنحدر من الزنتان، فيما يقود منطقة طرابلس العسكرية اللواء عبد الباسط مروان.

ــــ «الكتيبة 166»: تنتمي إلى مصراتة، شاركت بكثافة في المعارك ضد «داعش» بمدينة سرت عام 2016 ضمن «عملية البنيان المرصوص»، كما ساهمت في معارك طرابلس. يقودها محمد الحصان الذي له علاقات جيدة مع حكومة «الوفاق» وجهات غربية.

ــــ «الكتيبة 301 مشاة»: تنتمي إلى مصراتة وتنشط في جنوب طرابلس بصفة أساسية. من أهم القوى العسكرية في العاصمة بعد عام 2014، وشاركت بكثافة في حرب طرابلس ضد قوات حفتر، وخاصة سريّة المدفعية التابعة لها. يقودها عبد السلام الزوبي.

ــــ «مجموعة 20/20»: تتبع «قوة الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» التي يقودها الشيخ السلفي المدخلي عبد الرؤوف كارة، وتنشط أساساً في طرابلس. تسيطر القوة على مطار وقاعدة معيتيقة التي تحوي سجناً فيه مئات من عناصر «داعش» والتنظيمات المتطرفة. يقود المجموعة محمود حمزة، وأدّت دوراً مهمّاً عند مشاركتها في حرب طرابلس بعد فترة تردد حول الموقف من حفتر.

ــــ «لواء الصمود»: ينحدر أغلب أعضائه من مدينة مصراتة ويقوده صلاح بادي. لا توالي هذه القوة حكومة «الوفاق» بشكل مطلق، لكن لها موقف مناوئ لحفتر. تشمل في صفوفها عناصر متطرفة شاركت في معارك بنغازي سابقاً، لكنها لا تتبع تنظيماً بعينه.

ــــ «القوّة الوطنية المتحرّكة»: تشمل أساساً عناصر من الأمازيغ المنحدرين من زوارة ومدن في الجبل الغربي.

ــــ مجموعات أخرى: توجد عشرات المجموعات من طرابلس والمدن المجاورة لها، وخاصة الزاوية وجنزور، ومن مصراتة. تختلف قدراتها في العديد والعتاد.

ــــ «غرفة عمليات سرت ــــ الجفرة»: تشكّلت بأمر من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» فائز السراج في كانون الثاني/ يناير، بعد أيام من سقوط سرت، ويقودها العميد إبراهيم بيت المال. لا تشمل قوات خاصة بها، بل مجموعات من عدّة كتائب، أغلبها من مصراتة، ويتولى بيت المال تنسيق عملياتها بالتعاون مع آمر المنطقة العسكرية الوسطى.

ــــ مقاتلون سوريون: جاءت بهم تركيا، وينتمون إلى فصائل سورية موالية لها. لا يعلم عددهم الفعلي، لكن هناك تقديرات بأنهم عددهم يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف. شاركوا في القتال جنوب طرابلس، لكن لا يعرف مدى تأثيرهم الفعلي، وخاصة لجهلهم بمناطق القتال، وتنظر لهم عدّة تشكيلات محلية بعين الريبة.

سرت... أبعد من المعركة

الاخبار.... نجاح محمد ... تجمّد القتال في ليبيا لكن الحرب لم تنتهِ والكل يواصلون التحشيد العسكري ... تجمد القتال في ليبيا عمليّاً منذ نحو ثلاثة أسابيع، على أبواب سرت. تحولت المدينة الساحلية إلى خطّ أحمر عند خليفة حفتر وحلفائه، فيما صارت السيطرة عليها الهدف الأساسي لـ«الوفاق الوطنيّ». لذلك، يمكن أن يؤدي تجدد القتال إلى تدخل عسكري مباشر، يضع تركيا ومصر وجهاً لوجه.... تجمّد القتال في ليبيا، لكن الحرب لم تنتهِ. تواصل قوات المشير خليفة حفتر حشد المقاتلين في سرت والجفرة، الواقعة جنوبيها، والتي تحوي قاعدة جوية يتمركز فيها مقاتلون يتبعون شركة «فاغنر» الروسية، كما راجت أخبار عن زرع ألغام في المناطق التي يمكن استعمالها لشنّ هجمات، على غرار ما جرى عند الانسحاب من جنوب العاصمة طرابلس. أما قوات حكومة «الوفاق الوطني»، فتقول إنها مستعدة لبدء المعركة، لكنها في انتظار الأوامر. وعقب زيارة وفد أميركي قبل أيام، ضمّ السفير وقائد «القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا» (أفريكوم)، وعقده اجتماعاً مع قادة «الوفاق»، قال آمر «غرفة عمليات سرت الجفرة»، العميد إبراهيم بيت المال، إن نتائج الاجتماع «تسير في جانب إكمال العمليات»، مشيراً إلى حاجتهم إلى منظومة دفاع جويّ لإطلاق الهجوم. منذ ذلك الحين، لم تتوقف طائرات الشحن بين تركيا ومصراتة، وبين ما حملته صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، كما أظهرت صور نشرها مقاتلون، كذلك أظهرت صور أقمار اصطناعية نشاطاً لقطع بحرية تركية قبالة مصراتة، كما نشرت مقاطع تظهر مقاتلين سوريين يتلقون تدريبات في أحد المعسكرات جنوب طرابلس، إذ ربما يسهم هؤلاء في الهجوم. في المقابل، توجد عوامل تؤجل استئناف المعارك، فقد كان لتهديد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والدعم الفرنسي الذي تلقاه على لسان نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مفعول مهم خفّف اندفاع تركيا. فالأخيرة لا تريد أن تتورط في نزاع مباشر قد يودي بما حققته حتى الآن في ليبيا، خاصة أنها تخطّط لحضور طويل الأمد. وسط هذا التصعيد، دخلت الولايات المتحدة على الخطّ، محاولة استرجاع قدرتها على المبادرة ومسك خيوط الملف. لكن الاهتمام الأميركي ينصبّ في المقام الأول على منع روسيا من ترسيخ وجودها هنا، كما تحاول إيجاد توازن يرضي حلفاءها المتصارعين: الإمارات والسعودية ومصر من جهة، وتركيا من جهة أخرى. لذا، تعمل واشنطن على أكثر من واجهة. ففي الاجتماع الأخير مع مسؤولي «الوفاق»، اتفق على استئناف برنامج تفكيك الجماعات المسلحة وإدماجها في القوات النظامية غرب البلاد، وهو مشروع بدأه وزير الداخلية في «الوفاق»، فتحي باشاغا، عند تسلمه المنصب قبيل إطلاق حفتر هجومه على العاصمة. واتخذت خطوات في هذا الاتجاه، لكن الأمر لن يكون يسيراً، بل يرجّح أن يقود إلى حروب مصغرة بين الجماعات المسلحة، وخاصة في طرابلس.

قد تتحقق صفقات سلام مؤقتة لكن الحرب طويلة وسرت من أهم عقدها

الإنجاز الأهم للأميركيين حتى الآن هو توسطهم لاستئناف إنتاج النفط وتصديره، بعد أن أوقفته بداية العام قبائل موالية لحفتر. وفي بيان أول من أمس، أكدت «المؤسسة الوطنية للنفط» في طرابلس، وهي تحظى باعتراف دولي حصري لإدارة القطاع، حدوث «مفاوضات على مدار الأسابيع القليلة الماضية بين كل من الوفاق الوطني والمؤسسة وعدد من الدول الإقليمية، تحت إشراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة»، لاستئناف عمل المؤسسات النفطية وموانئ التصدير. وبعد ساعات من تعبير المؤسسة عن أملها في أن «ترفع هذه الدول الإقليمية الحصار»، أعلنت القبائل التي تعطّل نشاط المؤسسات النفطية السماح باستئناف الإنتاج و«تفويض» الملف لحفتر. لكن ذلك لن يكون من دون مقابل، إذ يفترض وضع نظام جديد لتوزيع عوائد المحروقات يصبّ في مصلحة المشير ومحوره شرق البلاد، ما يعني إنهاء احتكار طرابلس تحصيل العوائد وتوزيعها. قد تقود الجهود الأميركية إلى بعض النتائج، لكنها لن تغيّر المعادلة. فالمسألة الأهم تتعلق بإرساء قواعد تقاسم للسلطة، وهو أمر استنفد أعواماً من الجهود، من دون أن يحقق نتائج ملموسة. الهاجس الآن نزعُ فتيل التوتر حول سرت، وهو أمر ممكن الحدوث، لكن المشكلة الكبرى مرتبطة بإنهاء الأزمة ككل، وهذا أمر صعب، إذ يسعى حفتر للوصول إلى السلطة والاستئثار بها، وتدعمه أبو ظبي والرياض والقاهرة في ذلك منذ أعوام، بوصفه عدواً للإسلاميين. لذلك، هل يمكن وضع حدّ لمحاولاته السيطرة على العاصمة عسكريا؟ يبدو ذلك متعذراً، لأنه يضع حداً لمشروعه الشخصي وطموح داعميه. أما «الوفاق الوطني»، فترى أنه يجب دحر حفتر شرقاً إلى أبعد حدّ ممكن (خارج سرت والجفرة على الأقل)، لوضع قواعد جديدة للصراع، وتوافقها أنقرة في ذلك، بل ترى أن من الضروري إبعاد الرجل من المشهد لمصلحة شخصيات أخرى من الشرق. ضمن هذا الصراع «الصفري»، قد تتحقق صفقات سلام مؤقتة، لكن الحرب تبدو طويلة، وسرت من أهم عقدها، لكنها في أفضل الأحوال معركة مؤجلة.

«النهضة» التونسية تتجه للاحتفاظ بالغنوشي على رأسها.... اتهام الحركة بالوقوف وراء سجن سياسي سابق بحزب {النداء}

الشرق الاوسط....تونس: المنجي السعيداني.... أكدت مصادر سياسية تونسية متطابقة توجه حركة النهضة (إسلامية) للإبقاء على زعيمها التاريخي راشد الغنوشي على رأس الحزب لدورة جديدة، معتبرة أن الحل «يكمن في تنقيح القانون الداخلي لتمكين الغنوشي من دورة استثنائية، وقيادة الحزب إلى بر الأمان»، خاصة في ظل تزايد التعقيدات السياسية التي تعرقل النشاط العادي لحزب النهضة، وظهور خلافات عديدة مع شركائه السياسيين، سواء من داخل الائتلاف الحاكم الذي ينتمي إليه أو في علاقته بالأطراف المعارضة. وتابعت عدة قيادات سياسية في تونس، سواء المناهضة لوجود التيار الإسلامي في الحكم أو المؤيدة لحركة النهضة، فعاليات الدورة الأربعين لمجلس شورى النهضة التي عقدت نهاية الأسبوع الماضي بمدينة الحمامات (شمال شرقي البلاد)، والتي أسفرت عن إعلان عبد الكريم الهاروني، رئيس الشورى، إبقاء الباب مفتوحاً أمام الغنوشي لمواصلة ترؤسه للحركة، والإشارة إلى فتح باب تنقيح النظام الداخلي للحركة لإعادة تعيينه لدورة ثالثة، وفق عدد من المراقبين. وهذه الفرضية لم تنفها قيادات النهضة التي تمسكت بضرورة احترام القانون، بعد أن كانت توصيات مجلس الشورى قد أوضحت أن «المؤتمر بإمكانه أن يعدل النظام الداخلي، بما يسمح بعهدة ثالثة لرئيسها»، وأنه «صاحب القرار السيادي». وهذا التلميح يشكل، حسب عدد من المراقبين، إشارات صريحة إلى أن «النهضة» لا زالت بحاجة إلى الشيخ المؤسس، وأن بقاءه يضمن مكاسب للحركة، بحسب تعبير الهاروني في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد انتهاء أشغال مجلس الشورى. وفي هذا السياق، أكد رياض الشعيبي، القيادي السابق في حركة النهضة، لـ«الشرق الأوسط» أن بقاء الغنوشي على رأس الحزب «يخضع لاعتبارات قانونية ومقاربات سياسية، والتزام القيادات السياسية بالجوانب القانونية وارد، خاصة أن بعض تلك القيادات تسعى لتطبيق القانون، بغض النظر عن انعكاساته الكثيرة، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي». أما الجوانب السياسية فتكتسي أهمية كبرى في المرحلة الحالية، في ضوء أن عدة أطرف تسعى في إطار صراعها مع حركة النهضة إلى تجريدها من رموزها السياسية، وفي ذلك مخاطر كثيرة على كل المستويات، قد تتجاوز حركة النهضة إلى باقي المشهد السياسي التونسي برمته. وعد الشعيبي أن الغنوشي لعب دوراً أساسياً في استقرار الحركة، ودعم وجودها على المستوى المحلي، مرجحاً أن «يجد الخيال السياسي لأبناء الحزب حلاً لهذا التضارب مع النظام الداخلي، وهذا لا يعد جريمة سياسية. ولحركة النهضة مثال على ذلك في المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تقود البلاد لدورات متتالية في دولة ديمقراطية، لما في ذلك من مصلحة لفائدة وطنها». وأكد الشعيبي أن خروج الغنوشي من رئاسة حركة النهضة «ليس موضوعاً داخلياً يخص أبناء الحزب ومؤيديه فحسب، بل يهم النخبة السياسية ككل في فترة تتداخل فيها تأثيرات عدة أطراف». وعلى صعيد غير متصل، أصدرت إحدى المحاكم المختصة في قضايا الفساد المالي حكماً غيابياً بالسجن لمدة 4 سنوات، وغرامة مالية قدرها 20 ألف دينار تونسي (نحو 7 آلاف دولار)، في حق منذر بلحاج علي، القيادي السابق في حزب النداء الذي أسسه الباجي قائد السبسي سنة 2012، بعد اتهامه بالدراسة في الخارج على حساب الدولة دون سند قانوني. واتهمت سلمى الزنايدي، زوجة السياسي بلحاج علي حركة النهضة بالوقوف وراء هذا الحكم، قائلة إن هذه القضية «دبرت بليل، وهي تترجم تصفية حسابات سياسية تعود الى سنة 2013، حين تم إخراج النهضة من الحكم نتيجة ضغوط عدد من الأحزاب السياسية، من بينها حزب النداء». وأكدت أن زوجها تمتع بمنحة دراسية سنة 2000، عندما كان طالباً بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، وكان الأول على المستوى الوطني في مناظرة مساعدي التعليم العالي في القانون والعلوم السياسية، على حد قولها

تونس تخشى «موجة جديدة» بحلول الخريف... عادت إلى تسجيل إصابات جديدة يومية بالفيروس

الشرق الاوسط...تونس: المنجي السعيداني.... عادت تونس لتسجل إصابات يومية جديدة بوباء «كورونا» بعد أيام خلت من أي إصابة بالمرض. وأصبحت الجهات الصحية المعنية تعلن في شكل يومي عن إصابتين أو ثلاث إصابات في اليوم، وهو ما جعل عدد الإصابات المؤكدة يرتفع إلى نحو 1172 إصابة. ولا يستبعد مسؤولون صحيون متابعون للوضع الوبائي في البلاد عودة الفيروس إلى الانتشار، إن لم يكن خلال هذا الصيف فمع حلول فصل الخريف المقبل. وأكد هذه المخاوف عبد اللطيف المكي، وزير الصحة التونسي، الذي أشار خلال توقيع اتفاق بشأن البرتوكول الصحي لاستعمال المكيّفات، أن تونس معرضة لاحتمال حصول موجة ثانية من فيروس «كورونا» بعد الفتح الكامل للحدود مع الخارج. وقدّر هذا الاحتمال بنسبة تقارب 95 في المائة، مشدداً على ضرورة الاستعداد لهذه الموجة التي من المنتظر أن تكون مع حلول فصل الخريف. وقال المكي أيضاً إن عودة الوباء خلال الخريف في موجة ثانية ترتبط أساساً بتغيّر المناخ واتجاهه نحو البرودة التي تساعد الفيروس على الانتشار، على الرغم من أن أغلب الآراء العلمية تؤكد عدم تأثره كثيراً بدرجات الحرارة، ولذلك لا بد من مواصلة إجراءات الوقاية وأخذ الأمر بجدية، كما قال، وهو ما يعني ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات الطبية وتنفيذ مختلف الإجراءات الوقائية وأهمها التباعد الجسدي وغسل اليدين باستمرار. وأكد المكي أن الحديث عن موجة ثانية محتملة يأتي بناء على توقعات المنظمات الدولية المختصة وتطور الوضع الوبائي العالمي الذي يشهد تزايدا في انتشار الفيروس، مشيراً إلى أن تونس تتعامل مع تطورات الأوضاع في دول المنطقة وتراقب وتتابع الوضع حتى في الدول البعيدة عنها، بحسب ما قال. وبشأن تخوفات التونسيين من انتشار الفيروس بعد فتح الحدود يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي، أفاد الوزير بأن المخاوف معقولة غير أنه لا يمكن الاستمرار في غلق الحدود حالياً، داعياً إلى تحويل هذا الخوف إلى طاقة للوقاية والالتزام بالإجراءات الصحية. وكانت تونس قد قررت فتح حدودها على العالم منذ يوم 27 يونيو، كما برمجت عودة الأنشطة السياحية بشكل كامل بداية من الشهر الحالي، وتعوّل في ذلك على نجاحها في الحد من انتشار الوباء، إذ إنها ومن خلال بيانات رسمية لم تسجل سوى 1172 حالة إصابة مؤكدة بـ«كوفيد - 19»، وهي من أدنى النسب المسجلة على المستوى الدولي. وتمكن 1029 مصاباً من الشفاء، أي بنسبة تعاف تقدر بـ88 في المائة، مع تسجيل 50 حالة وفاة.

تونس تسجل 300 إصابة بالحمى التيفية بسبب مياه ملوثة

الراي...الكاتب:(كونا) .... أعلن مدير إدارة حماية المحيط بوزارة الصحة التونسية سمير الورغمي يوم أمس الثلاثاء أن عدد حالات الإصابة بالحمى التيفية بلغ نحو 300 في عدد من مناطق محافظات قابس وتطاوين وقبلي بالجنوب التونسي. وقال الورغمي في تصريح أوردته وكالة الأنباء التونسية إن الإصابات بالحمى التيفية التي سجلت أخيراً في عدة محافظات تونسية سببها الأساسي تراجع الوضع البيئي وتلوث المحيط ولاسيما نتيجة إلقاء الفضلات في قنوات تصريف المياه. وأوضح أن عدد الإصابات بالحمى التيفية التي تتسبب فيها بكتيريا «سالمونيلا تيفي» انتشرت جراء استهلاك مياه ملوثة وغير معقمة، مؤكدا أنه تمت السيطرة على هذا المرض سريع الانتشار وذلك عبر تطويق الوحدات العشوائية لمعالجة وتصفية المياه. وأشار في هذا الصدد الى غلق وحدتين من بين زهاء 30 وحدة تعمل في هذا المجال، محذرا من أن العدوى بالحمى التيفية تنتقل بسرعة كبيرة بين الناس عبر اللمس والفضلات البشرية والذباب. ودعا الورغمي الى الحرص على غسل اليدين باستمرار خاصة بعد الخروج من دورات المياه وعلى النظافة الشخصية وكذلك عزل المرضى بالحمى التيفية. وشدد على أن تطويق انتشار العدوى يستوجب أيضا تكثيف الرقابة على وحدات تحلية وتصفية المياه ومعالجتها العشوائية وردع المخالفين وتعزيز التوعية بأهمية المياه الصحية والنظيفة.

الجزائر تسجّل حصيلة إصابات يومية قياسية بفيروس «كورونا»

الجزائر: «الشرق الأوسط أونلاين».... سجّلت الجزائر، يوم أمس (الثلاثاء)، 336 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في طفرة عزت سببها إلى تراخي المواطنين في احترام إجراءات الوقاية. وفي مؤتمره الصحافي اليومي، أوضح جمال فورار، الناطق باسم اللجنة الحكومية المكلّفة رصد ومتابعة فيروس كورونا، أنّ إجمالي عدد المصابين بكوفيد-19 في الجزائر ارتفع إلى حوالى 14 ألف مصاب. والجزائر هي البلد الأكثر تضرّراً بالوباء في المغرب العربي. والحصيلة اليومية القياسية السابقة تعود إلى 28 يونيو (حزيران)، حين سجّلت البلاد 305 إصابات جديدة خلال 24 ساعة. وأدرج الاتحاد الأوروبي الجزائر على قائمته للدول المسموح للوافدين منها بدخول أراضيه، لكنّ القرار الأوروبي لا يغيّر كثيراً في واقع الأمر، حيث قررت الجزائر الأحد إبقاء حدودها البرية ومطاراتها وموانئها مغلقة حتى إشعار آخر بسبب تسجيلها ارتفاعاً في عدد الإصابات اليومية الجديدة بفيروس كورونا. وعلى غرار جارتيها تونس والمغرب فإن الجزائر مدرجة على قائمة تضمّ 15 دولة قرّر الاتحاد الأوروبي السماح للوافدين منها بدخول أراضيه اعتباراً من الأربعاء. وقرّر الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إعادة فتح حدوده أمام الوافدين من 15 دولة من بينها كندا ودول المغرب العربي الثلاث، بالإضافة إلى الصين (بشرط أن تعامله بكين بالمثل)، فيما استثنى من قراره الولايات المتحدة وتركيا. وسيُسمح بالدخول إلى الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغن للمسافرين الآتين من الجزائر وأستراليا وكندا وجورجيا واليابان ومونتينيغرو والمغرب ونيوزيلندا ورواندا وصربيا وكوريا الجنوبية وتايلاند وتونس والاوروغواي. وتضمّ أيضاً اللائحة التي ستتم مراجعتها كل أسبوعين، الصين لكن بشرط أن تستقبل هي أيضاً الوافدين من الاتحاد الأوروبي. وهذه ليست الحال في الوقت الراهن إلا بشكل محدود جداً. واستثنيت من اللائحة الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في العالم مع 125,928 وفاة من أصل قرابة 2,6 مليون إصابة مسجّلة، والبرازيل وروسيا والهند وتركيا وإسرائيل.

السودان: مسيرات مليونية للمطالبة بـ«تصحيح مسار الثورة»

المشاركون فيها تحدوا «كورونا» للدعوة إلى تسليم البشير ومساعديه لـ«الجنائية الدولية}

الشرق الاوسط....الخرطوم: أحمد يونس ومحمد أمين ياسين... نظم أمس ملايين السودانيين مواكب ضخمة في العاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى، إحياء لذكرى مواكب 30 يونيو (حزيران) 2019، التي أجبرت المجلس العسكري الانتقالي على العودة للتفاوض، وللمطالبة بتصحيح مسار الثورة وإنفاذ مطالبها، وإكمال هياكل الحكم الانتقالي، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، رغم الحظر الصحي المفروض في البلاد بسبب جائحة «كورونا». ودعت لجان المقاومة (تنظيمات شعبية شبابية تشكلت في الأحياء إبان ثورة ديسمبر «كانون الأول») وأسر الشهداء، المواطنين للخروج في مواكب هادرة، للمطالبة بتحقيق الحرية والسلام والعدالة في البلاد، باعتبارها مطالب ثورة ديسمبر، وتصحيح مسار الثورة، التي أطاحت حكم الإسلاميين في السودان بعد ثلاثة عقود من الحكم. ولحقت أحزاب سياسية في «قوى إعلان الحرية والتغيير» بدعوة لجان المقاومة، وحرضت أنصارها على المشاركة في الاحتجاجات، متجاهلة الحجر الصحي، فيما ظلت أحياء العاصمة ومدن البلاد الأخرى تتهيأ لمواكب أمس، بتنظيم مواكب للاستعداد وإحكام تنظيم الموكب الرئيس. ورغم إعلانه تأييده للثوار والمواكب، أغلق الجيش السوداني والقوات الأمنية الأخرى الطرق المؤدية لوسط الخرطوم بإحكام، ومنع الحركة بين مدنها الثلاث «أم درمان، والخرطوم بحري، والخرطوم»، ونشر قوات كبيرة في الشوارع والجسور، وألغى تراخيص الحركة الممنوحة للفئات المسموح لها بالتحرك أثناء فرض حظر التجوال، كما أغلق الجسور الرابطة، رغم إعلان منظمي المواكب بأنهم لا ينوون دخول مركز المدينة. وردد المتظاهرون الغاضبون شعارات تطالب بالقصاص لشهداء الثورة، وشهداء فض اعتصام القيادة العامة، وإعادة هيكلة الجيش وقوات الدعم السريع، وجهاز الأمن والشرطة، وتسريع محاكمة رموز النظام المعزول، إضافة إلى تسليم المطلوبين منهم للجنائية الدولية، وإكمال هياكل السلطة الانتقالية بتعيين حكام ولايات مدنيين، وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي. وقال متظاهرون في ضاحية بري، التي تعد واحدة من أنشط الأحياء التي شاركت في الثورة، إنهم خرجوا لتصحيح مسار الثورة، وليس لإسقاط الحكومة المدنية، بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، مؤكدين أن مطالبهم تتمثل في تحقيق السلام والقصاص من قتلة الشهداء، وتحسين الوضع الاقتصادي، وإكمال هياكل الحكم الانتقالي. وشملت الاحتجاجات التي بدأت ظهر أمس أحياء مدن العاصمة الثلاثة الخرطوم، والتزمت بمسارات حددتها لجان المقاومة إلى مناطق التجمع المركزية، فيما نشطت مجموعات أخرى بتوزيع المعقمات والكمامات للمشاركين في الاحتجاجات، والحث على التباعد اتقاء لوباء كورونا. وتزامنا مع ذلك، خرج الآلاف في معظم مدن ومناطق البلاد المختلفة، وحاولت مجموعات محسوبة على النظام المعزول، وحزبه المؤتمر الوطني والأحزاب الإسلامية الحليفة له، استغلال التجمعات لسوقها نحو القيادة العامة ومجلس الوزراء، وعبور جسر النيل الأبيض، لكن الثوار أفلحوا في عزلها، فتصدت لها الشرطة بالغاز المسيل للدموع. وفي مدن البلاد الأخرى، ذكر شهود تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن مواكب مثيلة نظمت في مدنهم، وقالوا إن المحتجين طالبوا بإنفاذ أهداف الثورة. كما شهدت مدينة «عطبرة» التي أطلقت شرارة الاحتجاجات ضد البشير مواكب طالبت بالأهداف نفسها، إضافة إلى مدن الفاشر والضعين وزالنجي في إقليم دارفور، والأبيض شمال كردفان ومدني ولاية الجزيرة، وكسلا وبورتسودان في الشرق. وفي 30 يونيو 2019 تدفق الملايين من السودانيين للشوارع للضغط على المجلس العسكري الانتقالي «المنحل» لتسليم السلطة للمدنيين، وأسفرت هذه المواكب عن إجبار العسكريين على العودة للتفاوض، وتوقيع الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، وتقاسم السلطة في المجلس السيادي ومجلس الوزراء بين العسكريين والمدنيين في «قوى إعلان الحرية والتغيير». وكان رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، قد وعد أول من أمس، باتخاذ قرارات حاسمة الأيام المقبلة، ويتوقع أن يجري تعديلات وزارية في السلطة التنفيذية تطيح بعدد من الوزراء، وتسريع تعيين حكام الولايات المدنيين، بديلا عن العسكريين المكلفين، وإكمال هياكل الحكم، وإعادة هيكلة قوات الشرطة والأمن والمخابرات، وتحقيق إصلاحات اقتصادية. ووصف حمدوك مطالب الثوار في المذكرة، التي سلموها له بأنها «مشروعة واستحقاقات لازمة لا مناص عنها لوضع قاطرة التغيير في مسارها الصحيح»، مجددا التزام حكومته المبدئي بإنفاذ هذه المطالب على أكمل وجه في غضون أسبوعين، بتوافق تام بين مكونات السلطة الانتقالية. واستبقت النيابة العامة الاحتجاجات باعتقال رئيس حزب المؤتمر الوطني «المنحل»، إبراهيم غندور، وعدد من قيادات الحزب، أبزرهم الوالي السابق أنس عمر بعد أن حصلت على معلومات تؤكد ضلوعهم في تحركات معادية للثورة، وذلك باستغلال الجموع لإحداث فوضى في البلاد. وتخضع المجموعة الموقوفة من قيادات وعناصر النظام المعزول للتحقيق من قبل النيابة العامة، بعد أن توفرت معلومات تشير إلى تورطها في أعمال عنف وإثارة الفوضى، وخرق القانون بممارسة العمل السياسي من قبل حزب عمر البشير «المؤتمر الوطني»، والذي تم حله ومصادرة أملاكه وأمواله. وتضمنت مطالب لجان المقاومة والثوار، التي دفعت بها لمجلسي السيادة الوزراء، والتحالف الحاكم «الحرية والتغيير» في مذكرة قبل بدء الاحتجاجات، تسريع إيقاف الحرب وتحقيق السلام الشامل، وإكمال هياكل الحكم الانتقالي، وتوسيع قاعدة المشاركة في أجهزة الانتقال.

المغرب يعلن مساعدات لقطاع الثقافة المنكوب بسبب الجائحة

الرباط: «الشرق الأوسط».... كشف عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة المغربي، عن حجم الأضرار التي تعرض لها قطاع الثقافة في المغرب بسبب جائحة كورونا، معلناً خطة الحكومة لدعم الفنانين والكتاب في ظل هذا الوضع الصعب. وقال الفردوس، خلال اجتماع عقده أمس مع لجنة التعليم والاتصال بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان)، إن رقم معاملات الصناعة الثقافية في المغرب انخفض بـ66 في المائة في ظل الجائحة، بسبب توقف مختلف الأنشطة الثقافية، والصناعة السينمائية. كما سجل تراجع موارد صندوق دعم الأنشطة الثقافية بـ95 في المائة، والذي كان يُموّل من عائدات زيارة المآثر التاريخية المغربية. وأمام هذه الوضع، تساءل الوزير الفردوس «كيف يمكن دعم القطاع في ظل تراجع الموارد؟». لكنه كشف خطة لإنقاذ القطاع ودعم مشاريع الكتاب والفنانين. ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه العاملون بالصناعة السينمائية من الفنانين والكتاب والمخرجين السينمائيين والتقنيين من حالة توقف عن العمل، كما تم إلغاء عدد من المهرجانات السينمائية، بعدما صرفت عليها مبالغ مالية غير قابلة للاسترداد. وتوقف تسجيل الأفلام الأجنبية في المغرب، وانخفاض الاستثمار الأجنبي السينمائي ما أثر على القطاع وعلى العائدات من العملة الصعبة، وتنشيط السياحة. ومن الإجراءات التي قامت بها الوزارة لمعالجة هذه الأضرار، تسوية المستحقات المالية للكتب المدعمة المتأخرة عن السنوات الماضية عن سنوات 2016 و2017 و2018. وقال الوزير الفردوس: «لا بد من احترام المثقفين والكتاب. لا يمكن أن نلتزم بدعم مشاريعهم ولا نفعل إلا بعد مرور أربع سنوات». وبلغت قيمة الدعم المخصص للكتاب والنشر 11 مليون درهم (1.1 مليون دولار). كما تم صرف متأخرات دعم الإنتاج السينمائي بما يناهز 6.5 مليون درهم (650 ألف دولار) حصل عليها المنتجون خلال الحجر الصحي. وأكد الوزير الفردوس حرصه على الحفاظ على دعم الصناعة السينمائية خلال 2020 وتصفية المستحقات المتأخرة، بالإبقاء على موازنة تناهز 75 مليون درهم (7.5 مليون دولار) للإنتاج السينمائي المحلي، و30 مليون درهم (3 ملايين دولار) لدعم المهرجانات السينمائية، و10 ملايين درهم (مليون دولار) لدعم القاعات السينمائية. أما بخصوص المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية، فأكد الوزير الفردوس تسوية ملفات الدعم بصرف 22 مليون درهم (2.2 مليون دولار) لفائدة الفنانين والفرق الفنية، وإطلاق طلب عروض استثنائي لدعم المشاريع الفنية بقيمة 39 مليون درهم (3.9 مليون دولار).



السابق

أخبار اليمن ودول الخليج العربي.....مجلس الأمن يطالب بوقف نار شامل في كل أنحاء اليمن....غريفيث يقدم مسودة معدلة للحل الشامل في اليمن...التحالف يحبط عمليتين لنقل أسلحة إيرانية للحوثيين...الأمم المتحدة تؤكد ضلوع إيران المباشر في الهجمات ضد السعودية....السعودية تحذر من خطورة انتهاء حظر الأسلحة على إيران..السعودية: الأمن المائي لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن العربي...«التعاون الإسلامي»: نتعاون مع روسيا في قضايا حوار الأديان والثقافات....

التالي

أخبار وتقارير.....تهديد للاقتصاد العالمي والأمن الإقليمي.. مخاطر رفع حظر التسلح عن إيران....ماكرون: سياسة تركيا في ليبيا إجرامية ومرفوضة...بومبيو «يذلّل» العقبات: المفاوضات الأفغانية قريباً؟....الولايات المتحدة تسجل أكبر زيادة يومية في عدد إصابات كورونا منذ بداية الجائحة....ترامب يبدي «غضباً متزايداً» حيال الصين بسبب «كورونا»...انقسامات تخيّم على «استفتاء عهد بوتين».... ما التعديلات الدستورية المثيرة للجدل في روسيا؟...


أخبار متعلّقة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,169,414

عدد الزوار: 6,758,606

المتواجدون الآن: 121