الحوثيون يتحاشون تطور المواجهات مع القاعدة نظراً لتكلفتها الباهظة

تاريخ الإضافة الجمعة 17 كانون الأول 2010 - 6:12 ص    عدد الزيارات 3155    التعليقات 0    القسم عربية

        


الحوثيون يتحاشون تطور المواجهات مع القاعدة نظراً لتكلفتها الباهظة

 
 
 
 
 
 
تجنب الحوثيون توجيه الاتهامات إلى تنظيم القاعدة وتحميله مسؤولية العمليتين الأخيرتين في محافظتي الجوف وصعدة.
 
وبالرغم من إعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن العمليتين، وتأكيده على أن الزعيم الروحي للحوثيين بدر الدين الحوثي لم يمت جراء مرض الربو، حسبما قال الحوثيون، وإنما نتيجة مقتله إثر العملية الأولى التي نفذها التنظيم في 24 نوفمبر الماضي، إلا أن الحوثيين واصلوا اتهام المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في تدبير العمليتين.
ويستدعي هذا الإصرار الحوثي في توجيه الاتهامات للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية العديد من التساؤلات. هل بلغت السذاجة بالحوثيين إلى مثل تلك الاتهامات في الوقت الذي يعلن فيه تنظيم القاعدة صراحة مسؤوليته عن الهجومين، متوعداً بالمزيد ضد من يسميهم بالروافض، أم هو التكتيك السياسي الذي يحاول تفويت الفرصة على المتربصين والمستفيدين من وراء إعلان القاعدة؟.
وإذا كان الحال كذلك، لماذا إذاً يوجه الحوثيون الاتهام للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية بتلك الصورة التي دعت السفارة الأمريكية بصنعاء إلى وصف تلك الاتهامات بالسخيفة التي لا أساس لها، والتي لا تشرف الأسر التي فقدت أفراداً وأصدقاء في الهجومين الانتحاريين، بحسب تعبير البلاغ الصحفي للسفارة الأمريكية.
وحتى قبل إعلان القاعدة رسمياً تبني العمليتين، كانت كل المؤشرات تؤكد حضور بصمة القاعدة في تنفيذ الهجومين. وتقول المعلومات إن هذا التطور لم يكن وليد لحظته، إذ سبقه صراع مكتوم وغير معلن بين القاعدة والحوثيين خلافاً لما تردد سابقاً عن وجود تنسيق بين الطرفين.
وتشير مصادر صحفية متطابقة إلى أن وتيرة الصراع بين الجانبين زادت منذ سبتمبر الماضي، حين قامت نقطة تابعة لمسلحي الحوثي بمحافظة الجوف بأسر اثنين من عناصر القاعدة وتسليمهما للسلطة، بينما تمكن ثالث من الإفلات بعد إصابته في اشتباك مسلح خاضه مع الحوثيين.
وأعلن تنظيم القاعدة أواخر سبتمبر الماضي تأكيده لوقوع هذه الحادثة، وذلك في سياق بيان تبنى فيه مسؤوليته عن اختطاف نائب مدير الأمن السياسي بصعدة العقيد علي محمد صلاح الحسام، وأمهل حينها الحكومة 48 ساعة لكشف مصيره مقابل الإفراج عن اثنين من قياداته، هما: حسين التيس ومشهور الأهدل، قال إنهما أسرا من قبل الحوثيين، الذين وصفهم بـ"الروافض"، وسلموهما إلى مدير الأمن السياسي بصعدة.
وقالت مصادر قبلية إن تنظيم القاعدة أرسل حينها لجان وساطة قبلية للتفاوض مع جماعة الحوثي لتسليم التيس والأهدل، غير أن الحوثيين رفضوا الوساطة، وقاموا بتسليم عنصري القاعدة إلى الأجهزة الأمنية مقابل مكافأة مالية قدرها عشرة ملايين ريال، وهو الأمر الذي أثار حفيظة القاعدة التي توعدت بالرد والانتقام.
حرب غير معلنة
ومن مؤشرات الحرب غير المعلنة بين الجانبين والتي كشفتها المعلومات تلك الشعارات الحوثية التي رفعت قبيل وأثناء الاحتفال بـ"يوم الغدير" والتي تضمنت اتهامات للقاعدة بأنها صنيعة أمريكية، وهي شعارات كتبت على لافتات ولم تردد فقط، كما تؤكد مصادر بأن الحوثيين هاجموا القاعدة أيضاً في بعض المساجد، وهي المعلومات التي وجدت صداها في بيانات القاعدة الأخيرة.
وخلال الفترة التي أعقبت إعلان وقف الحرب السادسة، أشارت بعض المصادر المحلية إلى أن جماعة الحوثي بدأت بشن حملة مناهضة للقاعدة ومهاجمتها عبر عبارات رسمت على الجدران المشرفة على الطرقات العامة وشملت الأسواق ومراكز المدن ومختلف الطرق من سفيان وحتى البقع ومنفذ علب الحدودي، مخالفة بذلك ما كانت عليه في الماضي.
وفي أغسطس الماضي، خرج القائد الميداني للحوثيين عبد الملك الحوثي بالعديد من الاتهامات التي كالها ضد تنظيم القاعدة، حيث اعتبر القاعدة أداة استخباراتية بيد أمريكا وإسرائيل، وقال الحوثي "هذا ما نؤمن به وتثبته الدلائل، وعلاقة رموزه القديمة بأمريكا معروفة من أيام أفغانستان والاتحاد السوفيتي سابقاً".
وأضاف: "هذه الأداة تلعب لعبة قذرة وإجرامية، الغاية منها تشويه الإسلام وخلق الذرائع لأمريكا لاكتساح شعوب المنطقة إضافة إلى مباشرة الإضرار بالشعوب وارتكاب الجرائم بحقها".
واتهم القاعدة بالتنسيق مع الاستخبارات لحكومات المنطقة وبشكل واضح، وقال الحوثي إن الوعي تجاه هذه اللعبة والمؤامرة كفيل بإفشالها والوقوف صفاً واحداً في مواجهة ألاعيبها حتى لا يكون المجتمع حاضناً للشر، حسب وصفه.
وفي وقت سابق هذا العام، وزع تنظيم القاعدة منشوراً في عدد من المناطق القبلية بمحافظة الجوف ومأرب، بعنوان "هذه دعوتنا"، اتهم فيه الحوثيين بقتل "إمام مسجد من أهل السنة" في الجوف، ووصف الحوثيين بأنهم "نبتة خبيثة".
وجاء في المنشور - الذي أصدرته مؤسسة الملاحم التابعة للتنظيم-: "لقد قام الحوثيون بحرب أهل السنة وقتلهم وتشريدهم ونهب أموالهم وهم لا يحترمون أهل الدين والصلاح"، وأضاف: "فبالأمس القريب قاموا بقتل أحد أئمة المساجد في الجوف مع أنه من بيت الوزير المنتمي إلى أشراف الزاهر من آل البيت في اليمن، لا لشيء إلا لأنه سني وبعد أن قتلوه شردوا أسرته ومع ذلك لم يقم أحد بالثأر له ثم عندما توجه الناس لمتابعة الحدث في منطقة الزاهر قام الحوثيون بالكمين لهم وقتلوا من قبيلة همدان الجوف رجلين آخرين وأيضاً لم يقم أحد بالثأر لهم".
وفي بداية نوفمبر الماضي، خرج أنور العولقي في تسجيل صوتي متهماً إيران بإدارة مشروع رافضي في المنطقة يمتد حتى اليمن. وقال العولقي إن إيران تنشر "عقيدة منحرفة دخيلة على اليمن". وتساءل: "أين أنتم يا علماء السنة، منكم من يدعو إلى طاعة ولاة الأمر ولو كانوا روافض كما في العراق". وتساءل أيضاً: "ما هو برنامجكم لمقاومة المد الرافضي الذي يجتاح المنطقة من إيران إلى اليمن؟".
وإذا اعتبر أن المنطقة تشهد صراعاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، قال إن "القيادة الإيرانية لا تعمل من أجل المشروع الإسلامي وإنما تعمل من أجل المشروع الرافضي الفارسي وستكون أول ضحايا إيران شعوب الخليج السنية".
وأضاف أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسيطران أيضاً على اليمن وأنه لن يمر وقت طويل قبل أن تنتهز إيران الفرصة لتحصل على "حصتها من الكعكة".
وفي بيان مؤرخ في 25 نوفمبر الماضي، أي بعد يوم واحد من العملية الأولى التي أودت بحياة 23 شخصاً من أنصار الحوثي كانوا في طريقهم للاحتفاء بـ"يوم الغدير"، وقبل يوم أيضاً من وقوع العملية الثانية في صعدة والتي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين كانوا متوجهين للمشاركة في تشييع جثمان بدر الدين الحوثي، أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم، محذراً "أهل السنة" من الاقتراب من تجمعات ومواكب "الحوثيين الروافض" بعد أن أصبحوا الهدف المشروع.
وأوضحت القاعدة أنها دربت "وحدات خاصة لحماية إخواننا السنة" متهمة الحوثيين بالارتباط بإيران وبأنهم يشكلون "خطراً على السنة". ولفتت إلى أن هجمات جديدة هي قيد التحضير. وجاء في البيان أن الهدف من تشكيل هذه الوحدات الخاصة يأتي "ضمن سلسلة استئصال النبتة الخبيثة التي زرعها الشيعة الإيرانيون الروافض، في صعدة وما جاورها، بزعامة الحوثيون الروافض".
وأكد التنظيم أنه نفذ العملية ضد الحوثيين "دفاعاً عن عرض نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته الكرام، رضي الله عنهم أجمعين، ودفاعاً عن إخواننا من أهل السنة، بعدما رأيناهم يقتلون، وتنتهك أعراضهم، وتهدم بيوتهم، ويهجرون من منازلهم ومناطقهم، ولا ناصر لهم"..
وفيما لم يستبعد مراقبون، حتى في ظل إعلان القاعدة رسمياً تبني العمليتين في الجوف وصعدة، من وجود لعبة أمنية واستخباراتية تقف وراء ذلك. إلا أن خشية الحوثيين من الدخول في صدام دموي معلن ومتطور مع القاعدة بدت واضحة في لغة البيانات المنددة بالحادثة، وقد يعود السبب في ذلك إلى أن الحوثيون يخشون أيضاً استهدافهم تحت قناع القاعدة أو بواسطة أعضائها ممن يرون فيهم أداة طيعة في يد الاستخبارات.
وبالنظر إلى تجارب مماثلة في العراق وباكستان، يبدو التخوف الحوثي، كما هو لدى بعض المراقبين، من نشوب حرب طائفية، مبرراً في هذه المرحلة لجهة معرفة التضاد والتعبئة الفكرية بين الجانبين وصعوبة السيطرة على مثل تلك الصراعات نظراً لتكلفتها الباهظة.
ويدرك الحوثيون بأن لدى عناصر القاعدة ثقافة استشهادية في نظر أصحابها وهم مستعدون لتفجير أجسادهم في المكان والوقت المناسب؛ مما قد يكلفهم الكثير من المتاعب والمصاعب في طريق نماء مشروعهم.
ولذلك ليس أسهل من تحاشي الصدام المعلن على الأقل مع القاعدة سوى رمي الاتهامات في مرمى المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، كما في حالة الشعار السياسي المعلن منذ تفجر حرب صعدة "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل".
شاكر أحمد خالد
المصدر: (الأهالي- العدد 171)

المصدر: موقع مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,142,626

عدد الزوار: 6,756,756

المتواجدون الآن: 133