أخبار وتقارير....تقرير: ماذا سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟.....لافروف عقب لقائه بومبيو: لا مؤشرات على احتمال تدخل عسكري في فنزويلا .. إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول...المعارضة التركية: لن نسمح بالانقلاب على إرادة الشعب..«لعنة العامين» تلاحق ماكرون على غرار أسلافه في قصر الإليزيه...تركيا تتمسك بخطط التنقيب عن الغاز شرق المتوسط رغم الانتقادات الدولية..دعوات إلى التهدئة في سريلانكا غداة اضطرابات طائفية...واشنطن تحاصر النظام الفنزويلي وعينها على كوبا..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 7 أيار 2019 - 5:01 ص    عدد الزيارات 2502    التعليقات 0    القسم دولية

        


تقرير: ماذا سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟...

المصدر: washingtonpos... تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها عما يمكن أن يحصل إذا نفذت إيران تهديداتها، وأغلقت مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية. وأقرت الصحيفة في مقالة تحدثت فيها عن التحذير الأمريكي "من قوة لا هوادة فيها" ضد إيران، بأن طهران من الناحية النظرية يمكن أن تحاول إغلاق مضيق هرمز الرابط بين الخليج "الفارسي" وخليج عمان، وذلك من خلال نشر سفنها الحربية أو زراعة ألغام سيستلزم نزعها شهورا. ولفت التقرير إلى أن عرض الطريق الملاحي في أضيق نقطة بمضيق هرمز ميلان فقط، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الجيش الأمريكي لديه مواطئ قدم واسعة في المنطقة، بما في ذلك مقر الأسطول الخامس في البحرين. وسجلت الصحيفة الأمريكية أنه إذا تعذر استعمال هذا الطريق الملاحي، فستنخفض إمدادات العالم من شحنات النفط المصدرة فجأة بنحو 30%، وفق خبراء، فيما ستنخفض إمدادات النفط الإجمالية بنحو 20%، وفق تقديرات جمعت قبل سريان العقوبات الأمريكية الأخيرة على صادرات النفط الإيراني. وأشار التقرير إلى احتمال أن يتم تحويل مسار بعض شحنات النفط ونقلها عبر خطوط أنابيب تمت توسعتها على خلفية المخاوف من وقوع صدام بين الغرب وإيران، لكن قدرات الأنابيب الاستيعابية تبقى محدودة وهي أكثر تكلفة. وتبعا لذلك، رأت الصحيفة أن أسعار النفط سترتفع على الفور، وسيفقد مصدرو النفط من العرب إمكانية الوصول إلى الأسواق بطريقة شبه كلية. وبما أن مثل هذه الخطوة ستكون لها تداعيات اقتصادية على المستوى الدولي، فلم يستبعد التقرير أن تقوم الولايات المتحدة وأعداء آخرون لإيران بعمل عسكري. ولفت التقرير في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة لن تكون الدولة الوحيدة المهتمة بحل النزاع في أسرع وقت ممكن، ويرجع ذلك إلى أن القسم الأكبر من الإمدادات النفطية في المنطقة يذهب إلى الأسواق الآسيوية وخاصة اليابان والهند والصين.

شاناهان: سنحاسب النظام الإيراني على أي هجوم على القوات الأمريكية

المصدر: RT... أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان أن إرسال حاملة الطائرات إلى الشرق الأوسط يأتي ردا على "الخطر الإيراني" وأن واشنطن ستحاسب طهران على أي اعتداء على قواتها. وكتب شاناهان في حسابه الرسمي على "تويتر"، اليوم الاثنين: "إن نشر حاملة الطائرات (أبراهام لينكولن) ومجموعة القاذفات التابعة للقوات الجوية الأمريكية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية (CENTCOM)، الذي تم الإعلان عنه الليلة الماضية والذي وافقت عليه أمس، يمثل إعادة تمركز مدروسة للقوات ردا على دلائل وجود خطر واقعي من قبل قوات النظام الإيراني". وأضاف شاناهان: "ندعو النظام الإيراني إلى وقف كافة الاستفزازات. وسنحاسب النظام الإيراني على أي اعتداء على القوات الأمريكية أو على مصالحنا". وكان مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، قد أعلن في وقت سابق عن إرسال حاملة طائرات أمريكية ومجموعة من القوات إلى المنطقة "ردا على عدد من المؤشرات والتحذيرات المثيرة للقلق والمتصاعدة"، ومن أجل توجيه "رسالة واضحة" إلى إيران. ويأتي ذلك في أعقاب انتهاء سريان الإعفاءات من العقوبات الأمريكية ضد إيران، والتي منحتها واشنطن لـ 8 دول تستورد النفط الإيراني، علما بأن واشنطن كانت قد أكدت مرارا سعيها إلى تقليص الإيرادات النفطية الإيرانية إلى الصفر.

لافروف وبومبيو يجريان محادثات ثنائية في فنلندا

المصدر: RT... بدأ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الاثنين، محادثات ثنائية في مدينة روفانييمي الفنلندية، على هامش اجتماع وزاري لمجلس القطب الشمالي. وأكد لافروف، قبيل اللقاء، أن محادثاته مع بومبيو ستركز على ملف الأزمة الفنزويلية، وستشمل عددا من القضايا الأخرى بينها سوريا وأوكرانيا والعلاقات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة. ويأتي لقاء اليوم بعد أن أجرى الرئيسان الروسي والأمريكي، الجمعة الماضي، اتصالا هاتفيا، بمبادرة من الطرف الأمريكي، استمر ساعة ونصف ساعة، تناول مجموعة من القضايا الدولية الملحة، بينها فنزويلا وإبرام اتفاق نووي جديد يشمل كلا من روسيا والولايات المتحدة والصين. وعقد آخر لقاء بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي، يوم 16 يوليو 2018، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، على هامش قمة رئيسي روسيا والولايات المتحدة. لكن الطرفين أجريا في الفترة الأخيرة سلسلة من المكالمات الهاتفية.

لافروف عقب لقائه بومبيو: لا مؤشرات على احتمال تدخل عسكري في فنزويلا والحل العسكري سيكون كارثة

RT.. أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عقب إجرائه محادثات وصفها بـ "الجيدة والبناءة" مع نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، عدم وجود مؤشرات على احتمال تدخل عسكري في فنزويلا. وقال لافروف، في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه مع بومبيو، في مدينة روفانييمي الفنلندية، على هامش اجتماع وزاري لمجلس القطب الشمالي: "أجرينا محادثات جيدة جدا وبناءة، ونظرنا في مجموعة واسعة من القضايا الدولية، التي تشغل الأجندة الحيوية للأمم المتحدة والعلاقات الدولية بشكل عام، وبحثنا مسائل تخص الاستقرار الاستراتيجي". وأضاف لافروف قائلا: "أعتقد أننا قمنا بخطوة جيدة للغاية إلى الأمام استمرارا للمناقشات التي جرت بين بوتين وترامب خلال مكالمتهما الهاتفية منذ عدة أيام". وتابع لافروف، ردا على سؤال حول دعوة بومبيو لروسيا إلى الخروج من فنزويلا: "لم نسع إلى التركيز على التصريحات التي تصدر في الفضاء العلني، لأنها تتعرض غالبا لتأثير دوافع لا تتعلق بالسياسة الحقيقية التي حاولنا التركيز عليها، ونجحنا في ذلك". وأكد وزير الخارجية الروسي في إجابته عن سؤال حول احتمال تدخل عسكري في فنزويلا، أن روسيا "ترفض بشكل قطعي أي أعمال عسكرية تنتهك القانون الدولي أينما جرى تنفيذها"، مشددا على أن "استخدام القوة لا يمكن أن يجري إلا بتشريع من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أو ردا على عدوان ضد دولة ذات سيادة". وأشار الوزير إلى أنه "لا يلاحظ أيا من هذين الخيارين في فنزويلا"، وتابع موضحا: "لا أرى، انطلاقا من اتصالاتي مع زملائي الأمريكيين والأوروبيين، أنصارا لتدخل عسكري سافر". وأعرب لافروف عن أمله في أن "يتحول هذا الفهم الموجود لدى الجميع"، بينهم الدبلوماسيون الأمريكيون، إلى "سياسة حقيقية، لكي لا يكون هناك حل عسكري، لأنه سيمثل كارثة". ويأتي لقاء اليوم بعد أن أجرى الرئيسان الروسي والأمريكي، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، اتصالا هاتفيا، بمبادرة من الطرف الأمريكي، استمر ساعة ونصف ساعة، تناول مجموعة من القضايا الدولية الملحة، بينها فنزويلا وإبرام اتفاق نووي جديد يشمل كلا من روسيا والولايات المتحدة والصين. وعلى خلفية هذه المكالمة، قال ترامب إن بوتين لا يسعى للتدخل في فنزويلا وإنما يريد أن تحدث هناك تطورات إيجابية، فيما توقع قرب انطلاق مفاوضات حول اتفاق نووي ثلاثي.

رسميا... إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول

الكاتب:(أ ف ب) ... الراي....أمرت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا بإعادة إجراء الانتخابات البلدية في اسطنبول، مستجيبةً بذلك لطلب حزب الرئيس رجب طيب إردوغان الذي طعن بفوز المعارضة في الانتخابات أواخر مارس الماضي، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول الرسمية. ورحّب ممثل العدالة والتنمية في اللجنة العليا رجب أوزيل بالقرار على تويتر، حيث كتب: «سيعاد إجراء انتخابات جديدة في اسطنبول». وكان حزب العدالة والتنمية طالب بانتخابات جديدة، مؤكدا وقوع «مخالفات» في عملية الاقتراع التي جرت في 31 مارس. واتخذ قرار إلغاء الاقتراع السابق والأمر بإجراء اقتراع جديد خلال اجتماع للجنة انعقد في أنقرة لمناقشة «طعن استثنائي» ضد النتائج كان تقدّم به العدالة والتنمية في نيسان/ابريل. وكان مرشح عدة أحزاب معارضة أكرم امام اوغلو قد فاز على مرشح الحزب الحاكم رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم بما يقل عن 15 ألف صوت، وهو فارق ضئيل بالنسبة إلى أكبر مدينة تركية. وخسر حزب اردوغان العدالة والتنمية أيضاً في العاصمة أنقرة، في صفعة تعود خاصة الى العاصفة الاقتصادية التي تهز البلاد إثر حصول انكماش اقتصادي كان الأول في عشر سنوات وملامسة التضخم لنسبة 20 في المئة وتراجع قيمة العملة. غير أنّ الرئيس التركي رفض قبول الخسارة في اسطنبول، وندد بحصول «انتهاكات واسعة النطاق».

المعارضة التركية: لن نسمح بالانقلاب على إرادة الشعب

المصدر: اسطنبول - زيدان زنكلو...العربية نت... قال المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، فائق أوزتورك، الاثنين: "غداً (الثلاثاء) سنجتمع مع نواب حزبنا،" وذلك بعد قرار الهيئة العليا للانتخابات التركية بإعادة الانتخابات المحلية بإسطنبول، في 23 يونيو المقبل. وأضاف أوزترك: "لن نسمح بالانقلاب على إرادة الشعب، سنتحدث ونتباحث عن خططنا بالتحرك". وفي وقت سابق، قال أونورسال أديغوزيل، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، إن قرار إعادة الانتخابات المحلية في اسطنبول "دكتاتورية صريحة"، وذلك بعدما قرر مجلس الانتخابات إلغاء نتيجة التصويت التي شكلت هزيمة قاسية لحزب "العدالة والتنمية" بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان. وقال أديغوزيل على "تويتر": "من غير المشروع الانتصار على حزب العدالة والتنمية.. هذا النظام الذي يلغي إرادة الشعب ويتجاهل القانون، ليس ديمقراطياً ولا شرعياً. هذه دكتاتورية صريحة". وكانت الهيئة العليا للانتخابات التركية قررت إعادة الانتخابات المحلية بإسطنبول، في 23 يونيو المقبل. وقالت كاتي بيري، مقررة الشؤون التركية في البرلمان الأوروبي، إن القرار "يضرب مصداقة انتقال السلطة بشكل ديمقراطي عبر الانتخابات" في البلاد. وأفاد شهود من "رويترز" أن بعض الناس كانوا يقرعون القدور احتجاجاً على الحكم في عدد من أحياء اسطنبول. وكان بن علي يلدريم مرشح الحزب الحاكم قد خسر أمام أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب. وكانت الهزيمة خسارة صادمة لإردوغان، الذي تولى رئاسة بلدية المدينة في التسعينيات ونظم حملة كبيرة قبل التصويت، وهي أول اختبار انتخابي له منذ الأزمة الحادة للعملة العام الماضي التي دفعت الاقتصاد إلى الركود. وتراجعت الليرة التركية بعدما نشر أوزيل ممثل حزب "العدالة والتنمية" لدى المجلس القرار على "تويتر". وجرت الانتخابات البلدية التركية الأخيرة في الـ31 من مارس الماضي، وانتهت بهزيمة كبيرة للرئيس رجب طيب أردوغان، حيث خسر حزبه "العدالة والتنمية" بلدتي أنقرة وإسطنبول. ورفض حزب "العدالة والتنمية" النتيجة وكثف جهوده لإبطال النتائج بسبل عدة، مقدماً اعتراضات عدة أمام القضاء.

«لعنة العامين» تلاحق ماكرون على غرار أسلافه في قصر الإليزيه.. الرئيس الفرنسي يواجه تحدي الانتخابات الأوروبية بعد مسلسل «السترات الصفراء»

الشرق الاوسط...باريس: ميشال أبو نجم... اليوم، يكون قد مضى عامان على وصول إيمانويل ماكرون مظفراً إلى قصر الإليزيه «7 مايو (أيار) 2017»، في واحدة من أهم «المفاجآت» السياسية التي عرفتها الجمهورية الخامسة منذ أن تأسست على يدي الرئيس الأسبق الجنرال شارل ديغول في خمسينات القرن الماضي. ماكرون الشاب، صاحب التجربة السياسية الصغيرة والذي لم يسبق له أن تنافس في أي انتخابات محلية كانت أو تشريعية، قلب خريطة فرنسا السياسية رأساً على عقب. فقد همّش الحزبين اللذين تعاقبا على السلطة منذ ستين عاماً: اليمين الكلاسيكي ممثلاً بحزب «الجمهوريون»، واليسار المعتدل ممثلاً بالحزب الاشتراكي، وخلط الحابل بالنابل. ولم يجد في مواجهته، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، سوى مارين لوبن، زعيمة اليمين المتطرف التي كان من السهل التغلب عليها باعتبار أن الفرنسيين لم يكونوا بعد مستعدين لتقبل وصول ابنة مؤسس «الجبهة الوطنية» جان ماري لوبن إلى السلطة. وسبق لماكرون متحدثاً عن انتخابه أن قال: «لقد وصلت خلسة إلى الرئاسة»، في إشارة إلى أن نجاحه لم يكن منتظراً. وجاء ماكرون إلى الحكم بأحلام واسعة. أراد إصلاح فرنسا، وهو الأمر الذي لم يقم به أسلافه، كما كان عازماً على نفض الغبار عن مؤسساتها. كذلك جعل ديدنه إعادة «الهيبة» للوظيفة الرئاسية، بعد أن تدهورت صورتها في عهد الرئيس السابق فرنسوا هولاند الذي «خانه» ماكرون سياسياً رغم أنه يدين له بكل شيء؛ لأنه هو من عيّنه مساعداً لأمين عام رئاسة الجمهورية في مرحلة أولى، قبل أن يعينه وزيراً للاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي لاحقاً. ولم تكن طموحات ماكرون متوقفة عند الحدود الفرنسية؛ إذ إنه أراد أن يعيد لبلاده حضورها على الصعيد الدولي بحيث تكون مجدداً مسموعة الكلمة. ويمر ذلك من خلال أوروبا التي حمل الرئيس الجديد بشأنها برنامجاً إصلاحياً طموحاً، جوهره مزيد من الاندماج بين أعضائها وتحويلها إلى قوة سياسية وعسكرية واقتصادية لها وزنها في صياغة قرارات العالم. في السنة الأولى من عهده، استفاد الرئيس الجديد من ظروف سياسية استثنائية في الداخل والخارج. ففي الداخل، كان اللاعب الأوحد على الساحة بسبب التضعضع الذي ألمّ بمنافسيه من اليمين واليسار، وبسبب ضعف النقابات، وأيضاً بفضل صورته «الإيجابية» المتمثلة بشبابه وطموحاته وطروحاته. ولذا؛ فقد استطاع تمرير مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، منها إلغاء الضريبة على الثورة وتخفيف العبء المالي عن الشركات والمؤسسات، وأهم من ذلك تحديث قانون العمل. وكل هذه الإجراءات كانت ستثير موجات من الإضرابات التي لا تنتهي لو حصلت في زمن أسلافه. وفي الخارج، نجح ماكرون سريعاً جداً في إيجاد فسحة على المسرح الدولي من خلال لقاءات مع كبار زعماء العالم، أكان ذلك الرئيس الأميركي أو نظيره الروسي والصيني، فضلاً عن القادة الأوروبيين. ولم يتأخر ماكرون في مد يديه إلى الأزمات الإقليمية، فأراد أن يكون لبلاده دور في الملف الليبي والحرب في سوريا، وسعى للعب دور الوسيط في الأزمة الخليجية، والحرب في اليمن، وفي أفريقيا وبلدان الساحل على وجه الخصوص. أما في أوروبا، فقد نظر إلى ماكرون على أنه «الرجل المنقذ». ذلك أن اليمين المتطرف والشعبوي حقق في السنوات الأخيرة نجاحات انتخابية كبيرة «إيطاليا، النمسا، الدنمارك، ألمانيا، بلدان وسط أوروبا» من شأنها أن «تهدد» البناء الأوروبي. وبما أنه تفوق على مرشحة اليمين المتطرف في فرنسا، فقد اعتبر انتخابه «سداً» بوجه التيارات المتطرفة. فضلاً عن ذلك، جاء انتخابه في وقت كانت المستشارة الألمانية تتخبط في مشاكلها الداخلية المتأتية عن قبولها استقبال ما يزيد على مليون نازح ولاجئ غالبيتهم من سوريا، في حين بريطانيا، المنافسة الأخرى لفرنسا، غارقة في متاهات «بريكست». هذه كانت صورة الوضع في ربيع عام 2017، وكم أنها غريبة عن صورة الوضع في الربيع الحالي. فالرئيس الذي كان يوصف بأنه «يمشي على وجه المياه» ها هو موجود على «حافة بركان»، مثلما وصفته مجلة «فالور أكتويل ـ القيم المعاصرة» اليمينية في عددها الأخير. ماكرون الذي شبه نفسه يوماً بـ«جوبيتير» تداعت صورته ومواقعه، وهبطت شعبيته إلى الحضيض بعد ما يزيد على خمسة أشهر من حركة «السترات الصفراء» الاحتجاجية. وجاءت صور أعمال الشغب والكر والفر، وخصوصاً مشاهد احتراق ونهب عدد من المحال والمقاهي والمطاعم في جادة الشانزليزيه، الأشهر في فرنسا، لتنسف هيبته وهيبة السلطة، وتدفعه من أجل إطفاء الحريق إلى تقديم التنازلات، الواحد بعد الآخر، لإرضاء المحتجين. وإذا كان «الحوار الوطني الكبير» الذي دام شهرين ونصف الشهر، وشارك فيه شخصياً لنحو تسعين ساعة، قد ساعده إلى حد ما على خفض منسوب التوتر، وكذلك الإجراءات والتدابير التي كشف عنها في مؤتمره الصحافي يوم 25 أبريل (نيسان) الماضي، إلا أن الحركة الاحتجاجية ما زالت قائمة. والدليل على ذلك ما حصل في الأول من مايو، يوم عيد العمل، حيث نزل المتظاهرون مجدداً بعشرات الآلاف إلى الشوارع. والثابت، أن المطالبة بالعدالة الاجتماعية والعدالة الضريبية، إضافة إلى تمكين المواطن من المشاركة في اتخاذ القرارات من خلال الاستفتاءات بمبادرة شعبية، ما زالت قوية. على الصعيد الخارجي، ليس وضع الرئيس الفرنسي أفضل حالاً. فرهانه على دونالد ترمب لم يفده بشيء، حيث انسحب الأخير من اتفاقية المناخ الموقعة في باريس في 2015، كما انسحب من الاتفاق النووي مع إيران وشجع تيريزا ماي على ترك الاتحاد الأوروبي، وانتقد بشدة الحلف الأطلسي، ومبادرة ماكرون لبناء جيش أوروبي قوي. وكلها مواقف تذهب بعكس ما حارب ماكرون من أجله. من جانبه، لم يعط فلاديمير بوتين ماكرون شيئاً خصوصاً في سوريا، حيث بقيت فرنسا «ومعها أوروبا» مهمّشتين. تبقى أوروبا... وامتحان ماكرون سيكون بلا شك الانتخابات الأوروبية التي ستجرى نهاية الشهر الحالي في بلدان الاتحاد، وموعدها في فرنسا في السادس والعشرين منه. وفي الأسابيع الماضية، رسم ماكرون صورة المعركة بين «التقدميين» الذين يريدون «مزيداً» من الاندماج الأوروبي، و«القوميين» الذي يريدون هدم ما تحقق والانغلاق. وحتى الآن، تتنافس لائحة حزب ماكرون «الجمهورية إلى الأمام» التي تقودها وزيرة الشؤون الأوروبية السابقة ناتالي لوازو، مع لائحة «التجمع الوطني» «اليمين المتطرف» التي يرأسها شاب اسمه جوردان بارديلا، لكن محركها الحقيقي هي مارين لوبن. وإذا استطاعت اللائحة الثانية أن تتقدم على لائحة ماكرون، فإن ذلك سيعد فشلاً سياسياً من الدرجة الأولى وسيضعف ماكرون للسنوات الثلاث المتبقية له في الإليزيه. بالأمس، أشارت صحيفة «لو فيغاور» اليمينة إلى ما سمّته «لعنة العامين»، أي الصعوبات التي يواجهها أي رئيس الجمهورية في فرنسا بعد مرور عامين على عهده، وهي ترى أن «جوبيتير» نفسه لم يسلم من هذه «اللعنة».

تركيا تتمسك بخطط التنقيب عن الغاز شرق المتوسط رغم الانتقادات الدولية

قضية «إس 400» تفرض نفسها على اجتماع مجلس «الناتو» في أنقرة

الشرق الاوسط....أنقرة: سعيد عبد الرازق بروكسل: عبد الله مصطفى... أعربت واشنطن عن قلقها من خطط تركيا إجراء عمليات تنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل قبرص.... وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، مساء أول من أمس، في بيان أن «الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء النوايا المعلنة لتركيا بشأن البدء في عمليات تنقيب في منطقة تعتبرها جمهورية قبرص منطقتها الاقتصادية الخالصة». وأضافت أن «هذه الخطوة بالغة الاستفزاز، وتهدد بإثارة التوترات في المنطقة. نحضّ السلطات التركية على وقف هذه العمليات، ونشجّع جميع الأطراف على ضبط النفس». في غضون ذلك، أصدرت قبرص مذكرات اعتقال دولية أمس بحق طاقم سفينة تنقيب تركية عن الغاز الطبيعي في «المنطقة الاقتصادية الخاصة» بنيقوسيا، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وقال وزير الخارجية القبرصي فاسيليس بالماس، لمحطة «أكتيف» الإذاعية: إن مذكرات الاعتقال صدرت لأن الطاقم كان يجري بحثاً دون موافقة حكومة نيقوسيا. وحذر بالماس من «أنه من الممكن إلقاء القبض على المتورطين في أنشطة غير مشروعة»، وقالت وزارة الخارجية: إنها سوف تثير القضية في قمة الاتحاد الأوروبي المقررة يوم الخميس المقبل. وأثار إعلان تركيا بدء أنشطة التنقيب عن الغاز في منطقة غرب قبرص ردود فعل من جانب الكثير من الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني عبّرت، السبت، عن «قلقها البالغ حيال إعلان تركيا نيتها القيام بأنشطة تنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص». وذكرت في بيان أنه «في مارس (آذار) 2018، ندد المجلس الأوروبي بشدة بمواصلة تركيا أنشطتها غير القانونية في شرق البحر المتوسط». وأضافت: «ندعو تركيا بإلحاح إلى ضبط النفس واحترام الحقوق السيادية لقبرص في منطقتها الاقتصادية الخالصة والامتناع عن أي عمل غير قانوني»، مؤكدة أن «الاتحاد الأوروبي سيرد عليه في شكل ملائم وبتضامن كامل مع قبرص». وانضم رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاياني، إلى المسؤولين الأوروبيين والأميركيين الذين نددوا بخطط تركيا للتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية التابعة لقبرص. وقال تاياني في بيان صدر ببروكسل أمس: «نيابة عن البرلمان الأوروبي، نؤكد مجدداً التضامن الكامل مع حكومة قبرص وشعبها»، مضيفاً: «نحن نقف مع قبرص في حماية حقوقها التي يدعمها القانون الدولي والقانون الأوروبي». كما دعا رئيس البرلمان الأوروبي السلطات التركية إلى التحلي بضبط النفس والتصرف وفقاً للقانون الدولي، عن طريق وقف العمليات غير القانونية وسحب السفن من المنطقة الاقتصادية القبرصية «على الفور»، منوهاً إلى قرار سابق صدر عن البرلمان الأوروبي حول المطالب نفسها صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، ولمح أيضاً إلى حق قبرص الكامل وسيادتها لاستكشاف واستغلال الموارد الطبيعية في مياهها الإقليمية. في المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده تتوقع من حلف شمال الأطلسي (ناتو) دعم «حقوقها» في شرق البحر المتوسط رداً على إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قلقهما إزاء خطط تركيا للتنقيب في منطقة بحرية تقول قبرص إنها تقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لها. وجاءت مطالبة إردوغان للحلف بدعم تركيا في كلمة خلال اجتماع مجلس «الناتو» وشركاء الحوار المتوسطي، الذي عقد في أنقرة أمس (الاثنين). وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان أمس، إن بيان نظيرتها الأميركية حول أنشطة أنقرة المتعلقة بالتنقيب عن الغاز في «جرفها القاري» شرق البحر المتوسط، «لا يمت إلى الحقيقة بصلة»، وإن «دعوة الولايات المتحدة تركيا إلى عدم التنقيب في منطقة تدعي قبرص أنها لها، وكأن هناك اتفاقية ترسيم حدود سارية، ليست مقاربة بناءة ولا تتماشى مع القانون الدولي». وفي الأعوام الأخيرة، وقّعت قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، عقوداً للتنقيب عن الغاز مع شركات عملاقة مثل «إيني» الإيطالية و«توتال» الفرنسية و«إكسون موبيل» الأميركية. لكن أنقرة التي اجتاحت قواتها الشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974 رداً على انقلاب سعى إلى ضم الجزيرة لليونان، تطالب بوقف أي عملية تنقيب مع استمرار عدم التوصل إلى حل بين القبارصة اليونانيين والأتراك. ومن شأن أي تصعيد بين تركيا والولايات المتحدة أن يزيد من توتر العلاقات القائم بالفعل بين البلدين على صُعد عدة، بما في ذلك رفض واشنطن اقتناء أنقرة أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية «إس 400» والعمليات العسكرية في سوريا. وقال إردوغان، في كلمته: إن «تركيا هي الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي هزمت تنظيم (داعش) الإرهابي وجهاً لوجه، إثر حرب مباشرة... ننتظر من أصدقائنا في (الناتو) التصرف بما يتلاءم مع روح الحلف والقيم التي أسس عليها». وشدد على أن توسيع تركيا علاقاتها مع روسيا ومع دول ومناطق مختلفة، لا يعني أنها تبحث عن بدائل لبلدان معينة. وقال: إنه «ليس من الصواب إثارة الجدل بشأن قضايا تتعلق بصميم السيادة التركية، مثل صفقة (إس 400)». وتقول واشنطن: إن صواريخ «إس 400» الروسية، ستشكّل خطراً على أنظمة «الناتو» باعتبار تركيا عضواً فيه، وهو ما تنفيه الأخيرة. وبحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، العلاقات بين الناتو والاتحاد الأوروبي، وشراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400»، على هامش اجتماع مجلس الحلف وشركاء الحوار المتوسطي في أنقرة أمس. وقال جاويش أوغلو، في تغريدة عبر «تويتر»، إنه بحث أيضاً مع ستولتنبرغ، الكثير من القضايا، من بينها التحضيرات لاجتماع رؤساء دول وحكومات الناتو في العاصمة البريطانية لندن. من جانبه، كتب ستولتنبرغ عبر «تويتر»: «أعرب عن سعادتي لوجودي في أنقرة مجدداً من أجل لقاء الرئيس إردوغان. تركيا دولة حليفة، و(الناتو) يقف بجانب تركيا في مجابهة التحديدات الأمنية التي تواجهها». وتستضيف تركيا على مدى يومين اجتماع مجلس «الناتو»، في إطار الذكرى الـ25 للحوار المتوسطي. من ناحية أخرى، تطرق إردوغان إلى وجود عناصر تابعة لحركة الخدمة التي يتزعمها فتح الله غولن المقيم في أميركا، والتي صنفتها أنقرة منظمة إرهابية بعد أن اتهمتها بتدبير محاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016، في بعض الدول الحليفة لتركيا. وقال: «لا تزال (منظمة غولن) تواصل أنشطتها (المدمرة) ضد بلادنا بالخارج، وبعض حلفائنا مع الأسف يتيحون لقياداتها ومنتسبيها المتورطين في محاولة الانقلاب إمكانية الفرار من العدالة». ورفضت الولايات المتحدة أكثر من طلب من أنقرة لتسليم غولن، المقيم بها منذ عام 1999، بدعوى تدبيره محاولة الانقلاب على حليفه السابق إردوغان، مطالبة تركيا بتقديم أدلة دامغة على اتهامه.

واشنطن تحاصر النظام الفنزويلي وعينها على كوبا.. هافانا تعتبر استمرار نظام مادورو «مسألة حيوية»

الشرق الاوسط...مدريد: شوقي الريّس... هل أصبحت فنزويلا كوبا الجديدة في الحرب الباردة المستعرة بين الولايات المتحدة وروسيا؟ وهل معركة إسقاط نظام نيكولاس مادورو أو الدفاع عنه مجرّد واجهة لصراع أميركي - روسي متجدد حول مواقع النفوذ؟ كل الدلائل التي حملتها تطورات الأزمة الفنزويلية منذ مطلع العام الجاري، وبخاصة في الأيام الأخيرة مع اقترابها من اندلاع حرب أهلية يصعب جداً التكهّن بمآلها، تشير إلى ذلك، فيما يرتفع منسوب التوتّر بين موسكو وواشنطن على وقع الاتهامات المتبادلة والتهديدات والتدخّل في الشؤون الوطنية وتدبير المكائد مع القيادات العسكرية. إنها نسخة جديدة من خصومة مألوفة لدى القوّتين العظميين في إطار الحرب الباردة، وضعت العالم على شفا حرب نووية مطلع الستينات من القرن الماضي. الحكومة الروسية تدعم نظام الرئيس نيكولاس مادورو وتمدّه بالمساعدة لوقف الانهيار الاقتصادي الذي تسببت فيه سوء إدارته، والإدارة الأميركية تدعم الرئيس المكلّف خوان غوايدو في مسعاه لإزاحة مادورو وتضيّق الخناق على النظام بمقاطعة النفط الفنزويلي والتلويح بالتدخّل العسكري المباشر. في غضون ذلك، يرزح الفنزويليّون تحت وطأة أسوأ أزمة إنسانية شهدتها القارة الأميركية في العصر الحديث. ليس مستغرباً أن تكون أبلغ تعابير القلق الأميركي من الوجود الروسي في أميركا اللاتينية هي التي تتردّد على لسان مستشار الأمن القومي جون بولتون، أحد صقور الإدارة الأميركية، الذي أكّد أن كل الخيارات بما فيها العسكرية، مطروحة لإسقاط نظام مادورو، معتبراً أنه السبيل الوحيد لإخراج الروس من أميركا اللاتينية. فنزويلا، في قاموس بولتون السياسي المستمدّ من «عقيدة مونرو» التي تقول إن «أميركا للأميركيين» وإن أي تدخّل خارجي في شؤونها يستدعي ردّة فعل من الولايات المتحدة، تُشكّل إلى جانب كوبا ونيكاراغوا «ترويكا الطغيان» في أميركا اللاتينية وقاعدة التمدّد الروسي الجديد الذي يستند إلى 20 ألف كوبي يعملون تحت غطاء المساعدة التقنية بأمرة موسكو. وفي حسابات بولتون أن سقوط نظام مادورو في فنزويلا سيؤدي حتماً إلى سقوط النظام الكوبي، الذي عادت واشنطن لمحاصرته بنفس العقوبات الاقتصادية والإجراءات التي كانت تستخدمها في عزّ الحرب الباردة. لكن ثمّة من يرى أن الإدارة الأميركية الحالية تبالغ في تظهير «خطر» التمدد الروسي في الحديقة الخلفية لواشنطن، وأن وسائل الإعلام الروسيّة تضخّم الدور العسكري لموسكو في كاراكاس من باب محاولة استعادة صورة القوة العظمى القادرة على منافسة الولايات المتحدة في عقر دارها. ويذكّر أصحاب هذه النظرية بأن المحور الأساسي الذي تدور حوله سياسة بوتين الخارجية هو استعادة الهيبة التي فقدتها موسكو مع انهيار الاتحاد السوفياتي، وأن مائة جندي روسي وطائرتين ليست سوى عملية استعراضية تصبّ في هذا الهدف، وفزّاعة يحاول مادورو استخدامها لتخويف المعارضة. الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها «مجموعة ليما» نهاية الأسبوع الماضي بمباركة من واشنطن، عندما دعت كوبا إلى المشاركة في حل الأزمة الفنزويلية، أظهرت بوضوح الدور الحاسم الذي تلعبه هافانا في هذا الصراع الذي ليس نظام مادورو أكثر من رأس حربته. فالنظام الفنزويلي هو، منذ عهد تشافيز، الشريان الاقتصادي الحيوي للنظام الكوبي الذي يعيش إحدى أصعب الأزمات منذ انتصار الثورة. والشعار الذي تدير تحته واشنطن هذه الأزمة هو «أوّلاً فنزويلا، ثم كوبا»، بعد أن جيّرتها لصقور المنفى الكوبي بين صفوف الجمهوريين في ميامي. وكان جون بولتون واضحاً في تهديداته، عندما قال إن «زوايا مثلّث الطغيان، كاراكاس وهافانا وماناغوا، يجب أن تسقط جميعها»، لكن النظام الكوبي يحمل في جعبته خبرة ستة عقود من الصمود في وجه الضغوط والحصارات، ولا بد من التذكير هنا بأن وصول هوغو تشافيز إلى الحكم في العام ١٩٩٩ تزامن مع نهاية الأزمة الخانقة التي عاشتها كوبا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، عندما انخفض إجمالي ناتجها المحلّي بنسبة ٣٥٪ حيث كانت مبادلاتها التجارية مقصورة ثلاثة أرباعها على التعامل مع موسكو. وعندما بدأت الولايات المتحدة تشديد العقوبات الاقتصادية لخنق النظام الكوبي، أطلقت هافانا مجموعة من الإصلاحات والتدابير التقشّفية ساعدتها على تجاوز الانهيار الاقتصادي، لكنها قوّضت ركائز المساواة الاجتماعية التي كانت مفخرة الثورة، ولم يتحسّن الوضع إلّا مع قيام الثورة البوليفارية في فنزويلا. عند وفاة هوغو تشافيز في العام ٢٠١٣، كانت المبادلات التجارية بين البلدين تشكّل ٤٤٪ من إجمالي التجارة الخارجية الكوبية، وكان عدد الخبراء الكوبيين في فنزويلا يزيد عن ٤٠ ألفاً. ومع مجيء مادورو إلى الحكم، استمرّت العلاقة المميّزة بين البلدين، لكن تراجع حجم المبادلات التجارية إلى النصف بسبب من الأزمة الداخلية في فنزويلا التي بقيت الشريك الاقتصادي الأول بالنسبة لكوبا. كل ذلك يجعل من بقاء نظام مادورو مسألة حيوية بالنسبة لكوبا، التي سبق أن واجهت انتكاسات في علاقاتها مع كاراكاس عندما تعرّض تشافيز لانقلاب عسكري عام ٢٠٠٢، أو في العام ٢٠١٥ عندما فازت المعارضة بالانتخابات العامة. لكن الأزمة التي ستواجه النظام الكوبي في حال سقوط مادورو هذه المرة تنذر بعواقب وخيمة قد لا يتمكّن من الصمود أمام وطأتها، ولا يشكّ أحد في هافانا اليوم أن كوبا هي الهدف الحقيقي للإدارة الأميركية في الأزمة الفنزويلية. الصقور الجمهوريّون في واشنطن يعدّون لمجموعة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد كوبا، وثمّة من يلوّح بإعادتها إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب التي كانت إدارة باراك أوباما قد أسقطتها منها. الكوبيّون من جهتهم يؤكدون أن اقتصادهم اليوم أقدر على مواجهة تداعيات تغيير جذري في العلاقة مع فنزويلا، وأن العقود الستة المنصرمة حصّنت النظام وأعطته مناعة في وجه الصدمات. لكن الرياح التي تهبّ هذه المرة عاتية أكثر من أي وقت مضى قد تدفع سفينة الثورة إلى الجنوح بعد ستين عاماً من التحدّي على مرمى حجر من السواحل الأميركية.

دعوات إلى التهدئة في سريلانكا غداة اضطرابات طائفية

كولومبو: «الشرق الأوسط أونلاين»... دعا رأس الكنيسة الكاثوليكية في سريلانكا الكاردينال مالكوم راجينث اليوم (الإثنين) إلى الهدوء بعد اندلاع أعمال عنف متفرقة بين مسيحيين ومسلمين في بلدة تقع شمال كولومبو، مما دفع الشرطة إلى فرض حظر تجول. وفي أحداث العنف الأولى من نوعها منذ تفجيرات أحد الفصح التي نفذها متطرفون واستهدفت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق مودية بحياة 257 شخصاً، تم تدمير العديد من المنازل التي يقطنها مسلمون والسيارات في نيغومبو. ولم تعلن السلطات بعد عن أي توقيفات أو إصابات في الأحداث، لكن تسجيلات مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت عددا من مثيري الشغب يرمون الحجارة على متاجر لمسلمين وأثاثا محطَّماً داخل منازل ونوافذ مهشّمة وسيارات منقلبة. ونشرت تعزيزات من مئات من عناصر الشرطة والجيش ليل الأحد فيما فرضت السلطات حظر تجول في البلدة ليلاً. وأوقفت الشرطة شخصين يُعتقد أن لهما علاقة بالاضطرابات. وقال الكاردينال راجينث في كلمة بثها التلفزيون الوطني اليوم: "أناشد جميع المسيحيين والبوذيين والمسلمين التحلي بالصبر وضبط النفس والحفاظ على السلام الذي حققناه بعد تفجيرات عيد الفصح". وحجبت الحكومة مواقع للتواصل الاجتماعي لمنع انتشار ما قالت إنها شائعات وتسجيلات تسعى إلى إثارة أعمال الشغب الدينية. وقتل أكثر من 100 شخص في كنيسة سانت سيباستيان في نيغومبو. وهذا أكبر عدد من حصيلة الضحايا الذين سقطوا في تفجيرات 21 أبريل (نيسان). في موازاة ذلك، فتحت المدارس الحكومية في البلاد أبوابها بعد عطلة مطولة بمناسبة عيد الفصح، وسط انتشار كبير لقوات الشرطة والجيش في محيط المدارس وقيود مشددة على رَكن السيارات. غير أن حضور التلامذة كان ضئيلاً. ولا تزال حال الطوارئ في سريلانكا مفروضة منذ تفجيرات عيد الفصح، وبموجبها مُنحت قوات الأمن والشرطة صلاحيات واسعة تسمح بتوقيف مشتبه بهم لفترات طويلة. ووجهت الحكومة أصابع الاتهام في التفجيرات إلى منظمة متطرفة محلية بايعت تنظيم "داعش".

 

 



السابق

لبنان....إضراب مصرف لبنان يثير بلبلة... والحريري يحذّر الموظّفين الحكوميين.....جعجع يكشف عن أعداد اللبنانيين في سجون الأسد......لبنان: بلبلة في العمليات المالية ضخّمتها الشائعات والمصارف منفتحة على الحلول شرط جدية الإصلاح....الحريري بعد لقاء ثلاثي جمعه وعون وبري في بعبدا: لبنان بعيد عن الافلاس..«عضّ أصابع» في لبنان ... إجراءاتٌ مالية موجِعة وإضراباتٌ موجِعة..مداهمة أمنية لوزارة الخارجية اللبنانية..ضغوط الشارع تقلّص نطاق التقشف... توازن دقيق في مشروع الموازنة...

التالي

سوريا....شرق سوريا «بريد رسائل» الأسطول الأميركي إلى «إيران ووكلائها»؟... نزوح أكثر من 150 ألف شخص في أسبوع من القصف..سكان حلب يعودون إليها ليعيشوا بين الأنقاض...تصعيد القصف على شمال غربي سورية ومطالبات دولية بحماية المدنيين...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,162,497

عدد الزوار: 6,758,144

المتواجدون الآن: 127