أخبار وتقارير.. مباحثات سعودية - فرنسية تركز على لبنان واليمن وإيران... بـ38 طائرة... أكبر توغل جوي صيني في منطقة الدفاع الجوي لتايوان... البنتاغون: نسعى لتعويض ضحايا الغارة الأمريكية على كابل..روسيا توسع حملتها ضد«العملاء الأجانب» لتشمل القطاع العسكري.. انقلابان وتقارب مع روسيا: ثلاثة إخفاقات رئيسية لفرنسا في مالي..

تاريخ الإضافة الأحد 3 تشرين الأول 2021 - 6:03 ص    عدد الزيارات 1443    التعليقات 0    القسم دولية

        


مباحثات سعودية - فرنسية تركز على لبنان واليمن وإيران...

بلينكن إلى باريس لإجراء محادثات لكن حل «أزمة الغواصات» يحتاج وقتاً...

الجريدة.... يصل إلى مدينة نيوم السعودية اليوم، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ومدير الاستخبارات الفرنسية برنار ايمييه في زيارة للسعودية تسبق الجولة المنتظرة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى دول الخليج. وأكد مصدر دبلوماسي غربي في الرياض لـ(DPA) أن «الملف اللبناني سيكون أبرز نقاط لودريان وايمييه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وكبار معاونيه، إضافة إلى تطورات الوضع على الساحة اليمنية ومبادرات الرياض لوقف الحرب هناك، والملف النووي الإيراني، وانعكاسات الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان على المنطقة، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، خصوصاً في المجالين العسكري والاستثماري». وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، أن «الجانب الفرنسي سيطلب من الأمير محمد رفع فيتو الرياض عن لبنان وإعادة الدور السعودي إليه، خصوصاً أن المملكة كانت الراعي والداعم الدائم للبنان منذ استقلاله، كما أنها في مقدمة المساهمين في مؤتمر سيدر ودعم لبنان مادياً بمليارات الدولارات قبل أن تجمد هذا الدور وتوقف دعمها للبنان نتيجة سيطرة إيران من خلال حزب الله الموالي لطهران على قرار الدولة والحكومة اللبنانية». من ناحية أخرى، يتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى باريس هذا الأسبوع للقاء مسؤولين فرنسيين ومحاولة تحقيق «إجراءات ملموسة» لإتمام المصالحة بين الولايات المتحدة وفرنسا بعد ما بات يعرف بـ «أزمة الغواصات». وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن بلينكن سيتوجه إلى باريس من الغد إلى الأربعاء وسيرأس اجتماعاً لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، كما سيلتقي نظراءه الفرنسيين بهدف مواصلة المحادثات بشأن تعزيز العلاقات الحيوية بين الولايات المتحدة وفرنسا حول سلسلة مسائل. وأشار برايس إلى أن بلينكن والفرنسيين سيناقشون «الأمن في منطقة المحيطين الهندي الهادئ والأزمة المناخية والانتعاش الاقتصادي بعد وباء «كورونا» والعلاقة عبر الأطلسي والتعاون مع حلفائنا وشركائنا لرفع التحديات واغتنام الفرص على المستوى العالمي». ولم تحدد واشنطن في هذه المرحلة ما إذا كان ماكرون سيستقبل أيضا بلينكن. وفي باريس، أفاد مكتب لودريان، أمس، بأن «الوزيرين سيجريان محادثات مستفيضة استكمالاً لاجتماعهما في نيويورك يوم 23 سبتمبر الماضي، بهدف تحديد الخطوات التي ستكون مطلوبة لإعادة بناء الثقة بين بلدينا». ويرافق بلينكن في زيارته لباريس المبعوث الأميركي لتغير المناخ جون كيري والممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي ومسؤولين آخرين. وبعد باريس، سيزور بلينكن في 7 و8 أكتوبر المكسيك، في أول رحلة له إلى هذا البلد المجاور للولايات المتحدة كوزير للخارجية الأميركية. وبدأ التوتر بين باريس وواشنطن منتصف سبتمبر الماضي عندما أعلن الرئيس جو بايدن تحالف «أوكوس» مع أستراليا والمملكة المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في إطار أولويته الدولية القصوى: مواجهة الصين. وحصلت أستراليا بموجب هذا التحالف على غواصات نووية أميركية وتخلت عن عقد مع فرنسا لشراء 12 غواصة فرنسية بقيمة 55 مليار يورو. واتّهمت باريس الولايات المتحدة بالخيانة واستدعت فترة وجيزة سفيرها لدى واشنطن للتشاور معه. لكن الدبلوماسي فيليب إتيان عاد الأربعاء الماضي، إلى واشنطن حيث أجرى فور عوته محادثة مع مستشار الأمن القومي لجو بايدن، جيك سوليفان. وبدا أن حدّة الأزمة الدبلوماسية بدأت تتراجع بعد محادثات هاتفية بين الرئيسين الأميركي والفرنسي الأسبوع الماضي، أقرّ خلالها بايدن بأنه كان بإمكان الولايات المتحدة أن تتواصل بشكل أفضل مع حليفتها القديمة. ويفترض أن تمثل زيارة بلينكن لباريس مرحلة من مراحل هذه العملية، قبل لقاء مرتقب بين ماكرون وبايدن نهاية أكتوبر في أوروبا. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا كارين دونفريد: «ندرك أن المصالحة ستستغرق وقتاً وستتطلب الكثير من العمل». وأضافت: «يجب أن تؤدي محادثاتنا إلى إجراءات ملموسة تظهر كيف أنه من خلال العمل معاً، سنعيد الثقة» من دون أن تذكر ما إذا كان سيكون هناك إعلانات مع نهاية المحادثات الباريسية. وأكدت أن «تحالف أوكوس لا يحل مكان شراكات أخرى، وبخلاف ذلك، نرحب بفرصة مناقشة كيف يمكننا إشراك الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين في مبادراتنا في المحيطين الهندي والهادئ».

بـ38 طائرة... أكبر توغل جوي صيني في منطقة الدفاع الجوي لتايوان...

تايبيه: «الشرق الأوسط أونلاين»... دخل عدد قياسي من الطائرات العسكرية الصينية بلغ 38 في المجموع، منطقة الدفاع الجوي التايوانية الجمعة، في ذكرى تأسيس الصين الشيوعية، كما أعلنت تايبيه، اليوم (السبت). ويأتي استعراض القوة هذا بعد أيام من اتهام بكين بريطانيا بإرسال سفينة حربية إلى مضيق تايوان «بنية شريرة»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. واستدعى وجود 22 مقاتلة وقاذفتين وطائرة حربية مضادة للغواصات في منطقة الدفاع الجوي التايوانية، إقلاع طائرات تابعة للقوات العسكرية التايوانية، بحسب وزارة الدفاع. وليل الجمعة السبت، دخلت مجموعة ثانية تضم 13 طائرة إلى المنطقة التايوانية لتمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي (أديز)، ليرتفع العدد الإجمالي للطائرات الحربية إلى 38 طائرة، وفق الوزارة. ومنطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي هي مجال جوي تسعى فيه الدولة المعنية إلى تحديد هوية الطائرات وموقعها لأسباب تتعلق بالأمن القومي. لكن توغل القوات الجوية الصينية يتكرر في هذه المنطقة، مع اعتزام بكين القيام باستعراض قوة. ودخلت أكثر من 500 طائرة حربية صينية مجال الدفاع الجوي التايواني هذا العام في مقابل 380 العام الماضي، وهو عدد قياسي. وتعتبر الصين أن جزيرة تايوان هي جزء لا يتجزّأ من أراضيها وتوعدت بإعادتها إلى سيادتها يوماً ما بالقوة إذا لزم الأمر. وكثفت بكين ضغوطها على تايوان منذ تولي الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين التي تنتمي إلى حزب ينادي تقليدياً بالاستقلال، السلطة في 2016. وتأتي عمليات التوغل الصينية الجمعة عقب إرسال بريطانيا في 27 سبتمبر (أيلول) وللمرة الأولى منذ عام 2008 سفينة حربية إلى مضيق تايوان. ونددت قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني بهذه الخطوة واتهمت بريطانيا بأن لديها «نيات سيئة تهدف إلى تقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان».

تقرير: «طالبان» تتوعد مترجمين عملوا لصالح هولندا بـ«الانتقام»... استدعتهم إلى المحكمة وهددت بالاقتصاص من أقربائهم

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»... استدعت «طالبان» مترجمين أفغانيين عملوا لصالح هولندا للمثول أمام المحكمة، وهددت بالاقتصاص من أقربائهم في حال تخلُّفهم عن ذلك، وفق ما أفادت به قناة «إن أو إس» الهولندية الرسمية، أمس (الجمعة). وقالت رسالة لـ«طالبان» عرضتها القناة إن المترجمين لجأوا إلى الاختباء، لكن أفراد عائلاتهم سيتحملون المسؤولية في حال عدم مثولهم أمام المحكمة «من أجل إنزال العقاب الشديد بهم كي يتعلم الخونة الآخرون درساً». وأضافت القناة أن الشخص الذي تلقى الرسالة كان يعمل في وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» في أفغانستان، وهو متهم بتلقي «أموال ممنوعة ومخزية» من أجانب. وجاء في رسالة أخرى تلقاها مترجم اتهمته «طالبان» بالمسؤولية عن مقتل بعض عناصرها «سوف ننتقم، وإذا لم نتمكن من الإمساك بك فسنقوم بتسوية الحساب مع أقربائك». وذكرت قناة «إن أو إس» أن جميع المؤشرات تظهر أن الرسائل التي تحمل أختاماً رسمية قد أرسلتها «طالبان». وقالت إنها اتصلت بنحو 10 مترجمين أو أشخاص سبق وأن عملوا مع الهولنديين، حيث أعرب الجميع عن أن وضعهم يزداد صعوبة. وحضت «طالبان» في يونيو (حزيران) المترجمين الذين عملوا مع القوات الأجنبية على التوبة، لكنها طلبت منهم البقاء في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية مؤكدة أنهم لن يتعرضوا للأذى. وأعلنت حركة «طالبان» بعد توليها السلطة مباشرة عفواً عاماً عن مسؤولي الحكومة الأفغانية والمسؤولين العسكريين. لكن رغم تعهدها بعدم الانتقام، فإن تقريراً سرياً للأمم المتحدة أشار إلى ملاحقة «طالبان» للأشخاص الذين عملوا مع القوات الأجنبية.

الملايين منهم في خطر... الجوع يفتك بأطفال أفغانستان

بحلول نهاية العام سيحتاج مليون طفل أفغاني دون سن الخامسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد (اليونيسف)

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»... حذرت مصادر محلية ودولية، اليوم السبت، من أن الأطفال في أفغانستان يموتون جوعاً، في تصريحات تأتي بعيد تأكيدات بأن مليون طفل هناك قد يواجهون سوء تغذية يهدد حياتهم بحلول نهاية العام. وذكر مدير الصحة العامة في إقليم غور المتأثر بالوضع الملا محمد أحمدي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن 17 طفلاً على الأقل من بين الذين وصلوا إلى المستشفى لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية في الأشهر الستة الماضية. وتم علاج ما يقرب من 300 من آثار الجوع. وقال إن مئات الأطفال معرضون لخطر المجاعة في الأجزاء الوسطى من أفغانستان. وأوضح متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة في أفغانستان، أنه لا يستطيع تأكيد عدد الوفيات في غور، لكنه يخشى أن «يدفع الكثير من الأطفال ثمناً باهظاً». بدوره، قال سلام الجنابي من منظمة «يونيسف»، إن شبكة المراقبة التابعة للمنظمة تعطلت وكانت تعتمد على تقارير شفهية، مستطرداً: «ندرك بشكل محزن أن هذا شيء نحن نشهده أو نكاد». ومنذ وصول «طالبان» إلى السلطة منتصف أغسطس (آب)، غرقت أفغانستان بشكل كبير في أزمة إنسانية حادة كانت تعاني منها أساساً. وتفاقمت تداعيات الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية وفقدان الوظائف بسبب توقف المساعدات الدولية والتمويل. وحذرت الأمم المتحدة من أنه بحلول نهاية العام سيحتاج مليون طفل أفغاني دون سن الخامسة إلى العلاج من «سوء التغذية الحاد» الذي يهدد حياتهم، بينما سيعاني 3.3 ملايين آخرين من سوء التغذية الشديد.

البنتاغون: نسعى لتعويض ضحايا الغارة الأمريكية على كابل

المصدر: "نوفوستي"... قال مايك هوارد المتحدث باسم البنتاغون إن الجيش الأمريكي يبحث "بنشاط" عن سبل للاتصال بأقارب المدنيين الأفغان الذين قتلوا في الضربة الجوية على كابل، للتعبير عن التعازي ودفع تعويضات. وأوضح في حديثه مع الصحفيين أن "وزارة الدفاع، بالتنسيق مع الوزارات والإدارات الأمريكية الأخرى، تدرس بنشاط خيارات مختلفة لإنشاء خط اتصال مباشر مع الأقارب الباقين على قيد الحياة"، مضيفا أن العملية معقدة بسبب غياب العسكريين أو الدبلوماسيين الأمريكيين في أفغانستان. ولفت إلى أن السلطات الأمريكية ستحدد الطريقة الأنسب لتقديم التعازي، وما يصاحبها من دفع التعويضات اللازمة. يذكر أن عائلة أحمدي الأفغانية خسرت عشرة من أفرادها، منهم ستة أطفال، جراء الضربة التي استهدفت سيارة موظف إغاثي متعاون مع شركة إغاثية أمريكية خاصة لدى عودته إلى منزله، بسبب خلوص العسكريين الأمريكيين إلى استنتاج خاطئ مفاده أن السيارة تعود لعنصر في تنظيم "داعش". وأعترف البنتاغون لاحقا بأن غارته كانت "خطأ مأساويا" ولم تكن لدى أي من الضحايا علاقة مع "داعش".

مقتل اثنين من عناصر طالبان بهجوم مسلح شرقي أفغانستان

أسوشيتد برس... منذ استيلاء طالبان على أفغانستان في منتصف أغسطس، ازدادت هجمات مقاتلي داعش ضدهم... قتل مسلحون اثنين من مقاتلي حركة طالبان ومدنيين اثنين في إطلاق نار، السبت، في مدينة جلال أباد شرقي أفغانستان، حسبما قال مسؤول في طالبان. وذكر المسؤول الثقافي بولاية ننغرهار المجاورة محمد حنيف إن مدنيين آخرين أصيبا في الهجوم. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن إطلاق النار، لكن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي يتمتع بوجود قوي في ننغرهار ويعتبر طالبان عدوا، أعلن في السابق عدة هجمات ضد الحركة، بما فيها عدة اغتيالات في جلال أباد. والقتيلان هما المتحدث السابق باسم وزارة الزراعة في ننغرهار سيد معروف سادات وابن عمه. وبين الجريحين نجل سادات. ومنذ استيلاء طالبان على أفغانستان في منتصف أغسطس الماضي، ازدادت هجمات مقاتلي داعش ضدهم. وأثار هذا الارتفاع شبح صراع أوسع بين الجماعتين المتطرفتين. وقال متحدث باسم طالبان إن مقاتلي الحركة أغاروا، الجمعة، على مخبأ لداعش شمال كابل وقتلوا واعتقلوا عددا غير محدد من المسلحين. كما أدى نشاط داعش في ننغرهار إلى حملات قمع من قبل طالبان هناك.

روسيا توسع حملتها ضد«العملاء الأجانب» لتشمل القطاع العسكري

الراي... أعلنت وكالة مكافحة التجسس المحلية الروسية، عن عشرات الأنواع من المعلومات التي يمكن اعتبار أي روسي يكشف النقاب عنها في الخارج «عميلاً أجنبياً»، في خطوة وصفها منتقدون بأنها تخلق مخاطر للصحافيين الذين يغطون أخبار الجيش أو الفضاء. ووسعت روسيا قانونها ضد «العملاء الأجانب» العام الماضي حتى يمكن تصنيف الأشخاص بأنهم عملاء أجانب إذا قاموا عن عمد بجمع معلومات عسكرية أو عسكرية تقنية يُنظر إليها على أنها تستخدم لصالح حكومة أو منظمة أجنبية. ونشر جهاز الأمن الاتحادي قائمة تضم 60 موضوعاً غير سري على موقع إلكتروني حكومي، وكثير منها يتعلق بالجيش، وقال إنه يمكن أن تستخدمها حكومات أجنبية ضد أمن روسيا. وتتضمن القائمة موضوعات مثل المشتريات العسكرية ومعنويات القوات وأماكن وجود الجنود وأعداد القوات وبياناتهم الشخصية والمشاكل التي تعوق تطوير وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس).

انقلابان وتقارب مع روسيا: ثلاثة إخفاقات رئيسية لفرنسا في مالي

الشرق الاوسط....باريس: ميشال أبونجم... حتى اليوم، لم تنفع تهديدات باريس بسحب قواتها من مالي في حال تم التوقيع بين باماكو ومجموعة «فاغنر» الروسية المشكلة من ميليشيات تضم، بشكل رئيسي، عسكريين روسيين سابقين وأفراداً من غير الجنسية الروسية، بغرض تدريب القوات المسلحة المالية وتوفير الحماية للحكومة والمؤسسات. كذلك لم تجد التحذيرات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والاتحاد الأفريقي التي تنبه من الإقدام على خطوة كهذه، إذ ما زالت السلطات المالية تصم أذنيها، لا بل تلتحف برداء السيادة والقرار المستقل لرفض الضغوط الممارسة عليها. ولكن حتى اليوم، لم يتم التوقيع رسمياً وعلنياً على أي اتفاق مع «فاغنر». إلا أن ذلك لم يحُل دون التقارب مع موسكو التي تسعى لاستعادة المواقع التي كانت تشغلها في أفريقيا زمن الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي يقلق باريس والأوروبيين والولايات المتحدة الأميركية. وجاء تسليم الجيش المالي أربع طوافات عسكرية جديدة، من طراز «إم آي 171» روسية الصنع مع أسلحتها، ليبين التقارب المتصاعد مع موسكو. وكان لافتاً دفاع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، خلال وجوده في نيويورك للمشاركة بأعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عن توجهات باماكو المستجدة، الذي جاء عقب الاتهامات التي ساقها رئيس الوزراء المالي شوغيل كوكالا مايغا، من المحفل نفسه، ضد باريس التي «تخلت» عن بلاده بقرارها وضع حد لعملية «برخان» التي أطلقت بداية عام 2014. ويرى كثيرون في باريس أن السلطات المالية، تحديداً رئيس الدولة الانتقالي الكولونيل أسيمو غايتا ووزير الدفاع ساديو كامارا، ستمضي في سعيها إبرام اتفاق مع «فاغنر» ووضع نفسها، إلى حد ما، تحت الجناح الروسي بالنظر للتقارب القائم بين «فاغنر» والمؤسسة الروسية، لا بل مع الكرملين الذي يرفض، بطبيعة الحال، أي مسؤولية عما تقوم به الشركة المعنية. ومنذ أن خرجت للعلن مساعي السلطات المالية، تجهد باريس لتعطيل مشروع كهذا الذي يطيح بالموقع الذي تشغله، تقليدياً، في مستعمرتها السابقة. فمن جهة، أرسل الرئيس ماكرون وزيرة الدفاع فلورانس بارلي إلى مالي لممارسة الضغوط مباشرة. وفي كل مناسبة تشدد باريس على النتائج السلبية المترتبة على إيصال مشروع الاتفاق إلى خواتمه. 3 نتائج رئيسية ينبه منها الطرف الفرنسي، وقد ركزت عليها بارلي في استجواب لها قبل ثلاثة أيام بمجلس الشيوخ؛ أولاها «فقدان دعم الأسرة الدولية» بالنظر إلى أن الأطراف التي أسهمت في محاربة التنظيمات الإرهابية وتوفير المساعدة المادية والاقتصادية تنظر بكثير من القلق لانخراط «فاغنر» مع الحكومة والقوات المالية. والثانية، فقدان جزء من «سيادة البلاد» بالنظر إلى أن «فاغنر» سوف تتدخل في شؤون مالي الداخلية، وسيكون لها حق النظر في سياساتها. والثالثة، انسحاب القوات الفرنسية التي لولا تدخلها في بداية عام 2013، لكانت مالي، كما قال الرئيس الفرنسي الخميس الماضي، تحت سيطرة التنظيمات المسلحة والإرهابية. وبارلي كانت قاطعة في تحذيرها: «لا مجال لأن نوجد مع ميليشيات (فاغنر) جنباً إلى جنب في مالي». كذلك، فإن باريس دأبت على دحض حجة السلطات المالية التي تعتبر أن وضع حد لعملية «برخان» يعني انسحاب فرنسا تماماً من مالي، كما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان، بينما الخطة الفرنسية تقول ببقاء نصف قوة «برخان» في المنطقة، وإنها سوف تواصل محاربة التنظيمات الإرهابية وتعزز قوة «تاكوبا» الأوروبية، وكذلك القوة الأفريقية المشتركة والقوة الأممية. وأخيراً، فإن باريس، على لسان الرئيس ماكرون، تشكك في شرعية قرارات الحكومة المالية، ولا ترى أنها تعكس إرادة الشعب المالي. حقيقة الأمر أن استدارة السلطات المالية باتجاه موسكو و«فاغنر» ليست الإخفاق الأول لباريس في مالي، بل هو الثالث من نوعه. فإخفاق الأول عنوانه الانقلاب العسكري الذي نفذته مجموعة من الضباط في 18 أغسطس (آب) عام 2020، بقيادة الكولونيل أسيمو غايتا «من وراء ظهر فرنسا» التي وضعت أمام الأمر الواقع ولم تستطع تغييره. الانقلاب العسكري الأول أطاح بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا الذي كان وفياً لفرنسا، وقد دشن سلسلة من الانقلابات الأفريقية في مناطق النفوذ الفرنسية. ورغم التجربة المرة التي لم تكن باريس على اطلاع عليها وكانت عاجزة عن إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، فإنها قبلت الأمر الواقع على مضض ووقفت وراء قرارات الاتحاد الأفريقي الذي أصر على إعادة السلطة إلى المدنيين بأسرع وقت متخلياً عن شرعية بوبكر كيتا. ولتهدئة الأفارقة والأسرة الدولية وعلى رأسها باريس، عمدت مجموعة الضباط إلى تعيين باه نداو رئيساً مؤقتاً ومختار أوان رئيساً لحكومة انتقالية، فيما احتفظ الكولونيل أسيمو غايتا بمنصب نائب الرئيس المسؤول عن شؤون الدفاع والأمن. بيد أن الأمور لم تدُم طويلاً على هذا النحو. فبعد أقل من عام، تحديداً في 28 مايو (أيار) الماضي، نفذ غايتا انقلاباً على الانقلاب الذي جاء بمثابة الإخفاق الثالث لباريس. وهذه المرة، أطيح برئيس البلاد ورئيس الحكومة اللذين عينهما الكولونيل المتمرد بنفسه والذي ألزم المجلس الدستوري بإعلانه رئيساً مؤقتاً للبلاد، بانتظار أن تحصل الانتخابات العامة المقررة في شهر فبراير (شباط) المقبل. ومرة أخرى، وجدت باريس نفسها أمام الأمر الواقع، ولم تنفع الإدانات في إحداث أي تغيير ذي معنى. في الأسابيع الأخيرة، عمدت باريس إلى إخلاء ثلاث قواعد عسكرية شمال مالي، وعمدت إلى تسليمها للقوات المالية. وخلال الأشهر المقبلة ستستمر في خفض عديد قواتها ليتراجع من 5200 إلى 250 بحلول عام 2023. ورغم أن الرأي العام الفرنسي يتساءل عن المدة الزمنية الإضافية التي ستتواصل فيها مرابطة قوات فرنسية في مالي، لكن أيضاً في بلدان الساحل الأخرى التي تربطها بباريس علاقات وثيقة، فإن انسحاباً فرنسياً كاملاً من المنطقة سيعني ترك الباب مفتوحاً أمام التنظيمات الإرهابية، تحديداً «القاعدة» و«داعش»، وذلك رغم النجاحات الميدانية التي أحرزتها «برخان» في الأشهر الأخيرة. وأحد المبررات الرسمية لتواصل الحضور العسكري الفرنسي أن محاربة الإرهاب في الساحل الأفريقي تعني عدم الحاجة لمحاربته على الأراضي الفرنسية. وحتى اليوم، بقيت باريس في إطار التهديد. ولا شك أن المناورات السياسية من الجانبين ستتواصل في الأسابيع المقبلة، وستزيد فرنسا ضغوطها لكي لا تتحول مالي إلى ميدان صراع بينها وبين روسيا. وكان للقمة الفرنسية - الأفريقية المقررة يوم 8 أكتوبر (تشرين الأول) أن توفر فرصة للتشاور على أعلى المستويات. إلا أن باريس غيرت طبيعتها بشكل جذري، بحيث ألغت اجتماعات رؤساء الدول لترك المجال أمام الشباب من الجانبين ومؤسسات المجتمع المدني للتلاقي في مدينة مونبيليه المتوسطية ولوضع العلاقات الفرنسية - الأفريقية تحت مبضع الشباب ليعبروا عن تطلعاتهم وليقدموا مقترحاتهم من أجل أنظمة ديمقراطية حية. وفي أي حال، فإن قمة أوروبية - أفريقية ستعقد العام المقبل في فرنسا التي ستؤول إليها رئاسة الاتحاد الأوروبي لستة أشهر بدءاً من يناير (كانون الثاني) المقبل، وستوفر الفرصة لطرح مجمل العلاقات بين الطرفين على طاولة البحث.

 

 

 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا... شكري: هناك قدر من التقدم في العلاقات مع تركيا.. الجزائر تستدعي سفيرها من فرنسا بعد تصريحات لماكرون.. ليبيا: عملية واسعة لمكافحة المخدرات تركز على المهاجرين.. السودان: حركات وأحزاب توقّع على ميثاق لوحدة «قوى التغيير».. «حرب الحقائب» تشتعل مع اقتراب تشكيل الحكومة التونسية.. إثيوبيا: اشتباكات بين محتجين والشرطة في مهرجان «عيد الشكر»..

التالي

أخبار لبنان... تجدُّد السِّباق بين العتمة والكهرباء.. والتلاعب بالدولار يُلهب الأسعار!.... عسكر لبنان تحت الحصار.. «حزب الله» يهاجم «عملاء أميركا»... والراعي يعتبره «جيشاً تابعاً لدولة أجنبية»..ماذا وراء تعيين واشنطن لـ هولكشتاين وسيطاً؟....الوسيط الأميركي بين إسرائيل ولبنان مولود في تل أبيب.. جفاف احتياطي الدولار يخفت وهج حكومة ميقاتي..«تنفيسة»... مسرحية تحقن الشارع اللبناني بعدما أوقفها الأمن العام..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,754,502

عدد الزوار: 6,913,047

المتواجدون الآن: 103