اليمن : لجنة الوساطة تجتمع مع الحوثيين لتوفير ممرات آمنة لإغاثة النازحين

تاريخ الإضافة السبت 19 أيلول 2009 - 5:35 ص    عدد الزيارات 4453    التعليقات 0    القسم عربية

        


صنعاء ـ صادق عبدو

أعلنت صنعاء تجاوبها مع مساعي الأمم المتحدة ودعوة أمينها العام بان كي مون لتوفير ممرات آمنة للوصول إلى النازحين جراء الحرب الدائرة في محافظتي صعدة وعمران، مبدية تعاونها لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، وذلك بعد موقف مماثل عبر عنه زعيم حركة الحوثي قبل يومين في رسالة وجهها إلى المسؤول الدولي .
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر مطلعة أن رئيس لجنة إحلال السلام في صعدة فارس مناع التقى قيادات تابعة لحركة الحوثي في منطقة الطلح في محافظة صعدة لوضع الترتيبات لتوفير ممرات آمنة للوصول إلى المنكوبين جراء الحرب .
وجاءت هذه التحركات للمنظمات الدولية والمحلية بعد الأنباء التي أشارت إلى سقوط ما يقارب 90 شخصاً من المواطنين الهاربين من الحرب في قصف لسلاح الجو اليمني. وشكل الرئيس علي عبد الله صالح لجنة تحقيق للتأكد منها بعد مناشدات لمنظمات حقوقية يمنية ودولية.
وكانت صنعاء أعربت عن تقديرها لموقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الداعي لتوفير ممر آمن للوصول إلى أكثر من 170 ألف نازح عالقين في مخيمات تقع بين نيران المتحاربين في كل من صعدة وعمران ولا تستطيع منظمات الإغاثة الوصول إليهم .
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية أن الحكومة أولت قضية النازحين وظروفهم الإنسانية الأولوية في معالجة الوضع في صعدة. وأعلنت وقفاً للعمليات العسكرية استجابة لنداء الهيئات ومنظمات الإغاثة الإنسانية ومطالبات المواطنين في محافظة صعدة من أجل ايصال المواد التموينية إليهم وتأمين ممرات آمنة لإيصال المساعدات والمعونات الإغاثية إلى النازحين، لكنه قال إن المتمردين الحوثيين أعاقوا ذلك بشنهم هجوماً على قوات الجيش بعد ساعات على إعلان وقف إطلاق النار.
واتهم المصدر الحوثيين بإعاقة حركة السير في الطرقات حيث قاموا بزرع الألغام والمتفجرات على جوانب الطرق للحيلولة دون وصول الإمدادات والمعونات الإغاثية للمواطنين ومنعوا النازحين من الانتقال إلى مناطق آمنة وجعلوا منهم دروعاً بشرية.
على صعيد متصل، ذكرت مصادر مطلعة أن لقاء جمع مساء الخميس رئيس لجنة الوساطة وإحلال السلام في صعدة فارس مناع وقيادات في جماعة الحوثي في منزله بمنطقة الطلح في صعدة كرس لبحث تأمين طرق إغاثة آمنة لمخيمات النازحين في صعدة وعمران، مشيرة إلى أن مناع طلب من الحوثي الموجهة الى رفع نقاط مسلحة خاصة به على عدد من الطرقات لتأمين وصول الإمدادات وأن الحوثي لم يرد بعد على الطلب.
وقالت إن مناع كان زار صنعاء بطلب رئاسي والتقى مسؤولين ويعتقد أنه بحث معهم في سبل إيجاد ممرات آمنة لوصول الإغاثة الإنسانية إلى مخيمات النازحين وبخاصة بعد دعوات للأمم المتحدة طرفي الصراع الإسراع في تأمين وصول الإغاثة للنازحين .
وكان الحوثي أبدى استعداده في رسالة قبل يومين إلى الأمين العام للأمم المتحدة للدخول في هدنة غير مشروطة لوقف الحرب داعياً الأمم المتحدة إلى الإشراف على الهدنة وعلى عمليات إغاثة اللاجئين.
وأوضحت مصادر تابعة للحوثي أن زعيم الحركة أعلن الإفراج عما يقارب 300 جندي خلال اليومين الأخيرين كان يحتجزهم قبل اندلاع الحرب في سفيان، فيما يتحفظ على الضباط والقيادات. وقال عدد من المفرج عنهم إنهم عانوا خلال فترة إحتجازهم نقصاً في التغذية وأن تعهدات أخذت منهم بعدم العودة إلى الجيش. وسبق للحوثي أن أفرج عن الدفعة الأولى من الجنود الذين يحتجزهم في ساقين وعددهم 44 جندياً .
ولم يحل ذلك دون تواصل الاشتباكات بين الحوثيين والقوات الحكومية في عدد من المحاور في صعدة وسفيان كما واصل الطيران غاراته الجوية على عدد من مناطق صعدة أمس من دون ورود أنباء عن الخسائر في صفوف الجانبين جراء المواجهات المتواصلة بينهما.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش والحوثيين صباح أمس في منطقة باب الدرب أسفرت عن عشرات القتلى في صفوف الحوثيين. وأشارت مصادر محلية في محافظة صعدة إلى قيام الجيش بشن قصف مدفعي استهدف منازل للحوثيين تصنع فيها المتفجرات.
ولفتت المصادر إلى أن دخاناً كثيفاً شوهد يتصاعد من المنازل التي استهدفها القصف المدفعي، فيما كانت آليات عسكرية تحاصر المنازل بينما كان الجيش يقوم بقصف صاروخي لمدينة الطلح يعتقد أنه خلف عشرات القتلى.
الى ذلك، استمر السجال السياسي بين السلطة والمعارضة على خلفية الأنباء التي تحدثت عن قصف الطيران تجمعات للنازحين في منطقة سفيان في محافظة عمران قبل ثلاثة أيام وهاجم مصدر مسؤول موقف المعارضة من هذه القضية ووصفه بـ"المتهور". أعرب مصدر إعلامي مسؤول عن استغرابه ودهشته لما أعلنته أحزاب اللقاء المشترك المعارض من موقف متهور وغير مسؤول لما زعمت بأنه قصف للمدنيين في حرف سفيان.
وقال المصدر إن تلك الأحزاب ظلت للأسف تبني مواقفها الكيدية، كالعادة، على الشائعات والافتراءات والأباطيل وممارسة التضليل والمكايدات الحزبية الهدامة والضارة بالمصلحة الوطنية"، معتبراً أنها "تتماهى في ذلك مع الجهات الخارجية المتربصة بالوطن وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية ومع ما تعلنه العناصر الإرهابية المتمردة الخارجة على النظام والقانون والتي ظلت الأحزاب تشجعها وتحرضها على الاستمرار في ارتكاب جرائمها بحق الوطن والمواطنين والإضرار بأمن الوطن واستقراره وسكينته العامة ومصالحه".
وكانت المعارضة أعربت عن استنكارها لما وصفته بـ"قصف النازحين في العادي بمنطقة حرف سفيان، والتي راح ضحيتها أكثر من 87 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال" وطالبت في بيان لها بـ"التحقيق العادل والشفاف لما حدث"، معتبرة أن "مثل هذا العمل لا يعفى مرتكبه من أي طرف كان مهما كانت الأسباب والمبررات"، بحسب البيان الصادر عنها .
وجددت المعارضة دعوتها طرفي الصراع لـ"وقف الحرب وتحكيم العقل والمنطق واللجوء إلى الحوار الوطني فبدون ذلك لن تحل هذه القضايا وإنما ستزداد تعقيداً".
وطالب نائب الرئيس السابق علي سالم البيض المقيم في ألمانيا بتقديم النظام في صنعاء إلى محكمة جرائم الحرب الدولية لما ارتكبه من مجازر في صعدة بحسب قوله والتي شبهها بمجازر كوسوفو ودارفور.
وأوضح البيض في كلمة بالهاتف وجهها إلى مهرجان نظمه الحراك الجنوبي في الضالع مساء الخميس إن "نظام صنعاء ينزل هذه الأيام ذبحاً وسفكاً بالمواطنين الأبرياء في صعدة ويمارس حرب إبادة جماعية ويتفاخر بتسميتها بالأرض المحروقة فوق مواطنين أبرياء ومسالمين وهي جرائم حرب تتم أمام سمع وبصر العالم الذي لم يحرك ساكناً".
 


المصدر: جريدة المستقبل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,134,051

عدد الزوار: 6,755,778

المتواجدون الآن: 119