حكومة الأسد تنتهك خبز المواطن وترفع أسعار الغاز والمازوت
المستقبل..سالم ناصيف
مرة جديدة يستخدم نظام الأسد وسيلته المتمثلة بسحب السيولة النقدية من جيوب السوريين لتغطية عجز موازنته المتهاوية، نتيجة تكاليف حربه الباهظة. فبعد أن تفنن النظام خلال الأعوام الأربعة الأخيرة باستصدار قراراته الحكومية الهادفة إلى رفع أسعار المحروقات والمواد الغذائية الأساسية، أطلت حكومة الأسد على السوريين بجملة من القرارات الجديدة الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بتاريخ 17 من الجاري لتعلن رفع أسعار الخبز من 25 إلى 35 ليرة ورفع سعر عبوة الغاز المسال سعة 10 كغ حتى 1500 بالإضافة لتوحيد سعر المازوت بسعر 125 ليرة للتر الواحد.
ويكشف القرار الأخير عن حقيقة اعتماد النظام على السوق الداخلية لترميم عمره الاقتصادي على حساب لقمة السوريين، حتى لو كلف ذلك انتهاك الخطوط الحمر المتمثلة بخبز المواطن الذي اعتبره النظام على لسان رئيسه في أكثر من مرة خطاً أحمر لا يسمح بالمساس به من أي كائن كان.
وكانت الحكومة زادت أسعار الخبز في سبتمبر من العام الماضي من 15 حتى 25 ليرة وأمنت للخزينة وفرة مالية بلغت نحو 12،9 مليار ليرة سنوياً حسب ما صرح وزير التجارة الداخلية السابق سمير قاضي أمين في تصريحه لجريدة الوطن السورية في عددها الصادر بتاريخ 9 سبتمبر 2014 وهو الأمر الذي تهدف الآن إليه.
ورأى معارضون سوريون أن مسألة توحيد سعر المازوت عند حدود 125 ليرة للتر الواحد، هو بمثابة انتهاء لعهد دعم المحروقات. ففي الحين الذي تشهد فيه أسعار النفط العالمي انخفاظاً بلغ حدود 46 دولاراً للبرميل الواحد يقوم النظام بشكل متواصل برفع أسعار الوقود. إضافة لذلك، يأتي القرار ليكون بمثابة انفكاك للنظام من التزاماته القاضية ببيع المازوت للأسر السورية في الشتاء بسعر 80 ليرة على أن يتم توزيع برميل واحد لكل أسرة، وهو الأمر الذي لم ينفذ في معظم مناطق سيطرة النظام.
وتأتي الزيادة في أسعار عبوة الغاز المسال لتزيد عن خمسة أضعاف ما كانت عليه بداية عام 2011 وفق السعر النظامي، فبعد كان سعر المبيع 225 ليرة بلغ اليوم 1500 ليرة فضلاً عن عمليات التقنين الخاص بالتوزيع التي اعتمدها النظام بإقرار مخصصات شهرية لكل أسرة بلغت عبوة واحدة في الشهر الواحد.
واعتبر معارضون أن زيادة الأسعار الأخيرة تأتي في إطار اكمال سياسة الحصار التي لم يعد يتكبدها السوريون داخل المناطق المحاصرة فقط، بل إن مناطق سيطرة النظام تدفع نصيبها المتمثل بالجوع الذي أودى بأكثر فئات الشعب السوري مستوى تحت حدود خط الفقر.
ويعيد النظام السوري انتهاج مبدأ العصا والجزرة حيث أصدر يوم أمس بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم 7 لعام 2015 القاضي بمنح العاملين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين والمتقاعدين بعقود سنوية تعويضاً قدره 4000 ليرة شهرياً باسم تعويض معاشي على أن لا يخضع ذلك التعويض بحسب المرسوم لأي حسومات مهما كان نوعها ويصرف التعويض مع الراتب.
وكانت سلسلة القرارات الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك جاءت استناداً إلى موافقة مجلس الوزراء وعملا بكتاب من وزارة النفط والثروة المعدنية، حسب ما نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا«، خرج القرار تحت عنوان زعم أن «رفع أسعار الخبز والمازوت» جاء استجابة لمطالب المواطنين وكل قطاعات الشعب والمنظمات بقصد منع الاحتكار والتهريب والفساد والمحافظة على الثروة الوطنية» حسب ما ذكر وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك حسان صافية للوكالة التابعة لنظام الأسد، واصفاً القرارات بأنها جاءت ضمن خطة عقلنة الدعم «باعتبار أننا نعيش ظروفاً استثنائية»، لافتاً إلى أن الحكومة ما زالت تحمل هم المواطن وتتحسس لوضعه وهي حريصة على توفير مختلف السلع والمواد الغذائية والضرورية وعلى التصدي لكل من تسول له نفسه المساس بقوت المواطن ومعاقبة كل من يخالف أحكام هذه القرارات الصادرة وفقا للعقوبات المنصوص عليها بالقوانين النافذة.
معركة عين العرب تعرقل تمدد «داعش» في سوريا
المستقبل.. (اف ب)
وضعت غارات طائرات التحالف الدولي على مواقع تنظيم «داعش» في عين العرب، حدا لآمال هذه المجموعة الاسلامية المتطرفة في السيطرة على المدينة الحدودية مع تركيا، وبالتالي التوسع في سوريا، بحسب ما يرى خبراء.
وبعد نحو اربعة اشهر من بدء هجوم تنظيم «داعش»، لا يزال الجزء الاكبر من المدينة، يخضع لسيطرة المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عنها، بعدما استعادوا مساحات كبيرة من ايدي التنظيم، مدعومين بضربات التحالف المتواصلة منذ 23 ايلول الماضي.
ولم يعد تنظيم «داعش» يسيطر سوى على 20 في المئة من مساحة المدينة المعروفة باسم «كوباني» بالكردية، والتي تتراوح بين ستة وسبعة كيلومترات مربعة، بحسب ما يفيد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين على الارض.
وخسر تنظيم «داعش» الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، واعلن قيام «الخلافة» في هذه المناطق، اكثر من الف من مقاتليه في معارك عين العرب من بين نحو 1600 شخص قتلوا في المدينة التي تحولت الى رمز للتصدي لهذه المجموعة المتطرفة المعروفة بوحشيتها.
ويقول الخبير في الشؤون الكردية المقيم في واشنطن، موتلو سيفيروغلو، لوكالة «فرانس برس» إن «العالم كله يدرك ان كوباني هي المدينة التي اوقف فيها الاكراد تقدم تنظيم داعش». ويضيف «لقد خسر داعش المئات من مقاتليه، واسلحة تقدر بملايين الدولارات، وكذلك صورة التنظيم الذي لا يقهر» والتي حاولت ان تروج لها هذه المجموعة.
وتلعب الضربات اليومية للتحالف الدولي ضد مواقع تنظيم «داعش» في محيط كوباني وداخلها دورا حاسما، بحسب توماس تبييريه، الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبره، مشيرا الى ان «75 في المئة من الضربات الاميركية في سوريا، استهدفت كوباني».
وبالنسبة الى مصطفى عبدي، الناشط الكردي في عين العرب، الواقعة في شمال محافظة حلب، فان تنظيم «داعش» «لم يكن يتوقع حملة جوية مكثفة بهذا الحجم»، لافتا الى العثور على «عشرات الجثث العائدة الى الإرهابيين في الاحياء المحررة».
ويرى بييريه انه لولا هذه الضربات، فان تنظيم «داعش» الذي سيطر على نحو نصف مساحة عين العرب في تشرين الثاني الماضي، كان «ليحتل المدينة بالكامل، حيث انه كان يملك وسائل دعم اكبر مقارنة بتلك التي كان يملكها الاكراد».
ولم يجد تنظيم «داعش» في كوباني بيئة تسهل له مهمته، كما حدث في مناطق اخرى من سوريا، حيث كان ينسق مع مخبرين له داخل هذه المناطق قبل دخولها، في حين ان الاكراد بدوا مستعدين ذهنياً للمعركة التي دخلتها ايضا قوات البشمركة الكردية آتية من العراق.
ويقول مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان المقاتلين الاكراد، وبعدما اصبحوا في موقع قوة «باتوا يتحركون ضمن خطة قضم واضحة تقضي بالتقدم شارع بعد شارع، باتجاه الشرق والجنوب» حيث يتمركز مقاتلو تنظيم «داعش».
وعلى الرغم من تراجعهم هذا، لا يزال تنظيم «داعش» يصر على المعركة، حيث قام باستبدال المقاتلين الشبان بمقاتلين اخرين مخضرمين، وفقا لسيفيروغلو، مؤكدا ان التنظيم «لا يريد ان يتخلى» عن مسعاه في السيطرة على كوباني.
وعلى موقع «تويتر»، يرى مناصرون لتنظيم «داعش» في عين العرب، التي يطلق عليها التنظيم اسم عين الاسلام، احد اهم المعارك منذ بروز هذه المجموعة كاحد ابرز اللاعبين في النزاع السوري منذ 2013.
ويقول احد هؤلاء المناصرين انه «على الرغم من كل الاكاذيب، فان غالبية عين الاسلام في ايدي «داعش» على الرغم من الضربات الجوية».
ويقول بييريه ان «اكثر ما يدهشني هو نفيهم، حيث انهم لا يعترفون بتراجعهم، ويستمرون في الادعاء بانهم يفرضون كامل سيطرتهم».
والى جانب الفشل في السيطرة على عين العرب، فقد وضعت الضربات التي تلقاها تنظيم «داعش» حدا لطموحات هذه المجموعة، بتوسيع سيطرتها عبر شن هجمات جديدة على مناطق اخرى خصوصاً في محافظة حلب، بعدما «اصبح جزء من قوتها غير قادر على الحركة قرب كوباني»، بحسب بييريه.
ويرى سيفيروغلو ان معركة كوباني «شكلت ضربة موجعة لطموحهم بالتمدد. وبدل ان تكون الجائزة الكبرى، فقد ارتدت عليهم».
قتلى في معارك بين قوات الأسد والأكراد في الحسكة و«النصرة» تعلن إسقاط طائرة عسكرية ودمشق تؤكد تحطمها بسبب الضباب
المستقبل..(رويترز، اف ب)
أعلنت «جبهة النصرة» على حسابها على موقع «تويتر» أمس، أنها أسقطت طائرة شحن تابعة لقوات الاسد، محملة بالمواد الغذائية والذخيرة خلال ليل السبت الاحد، في شمال غرب سوريا، لكن التلفزيون السوري الرسمي عزا سقوط الطائرة إلى سوء أحوال الطقس، فيما أعلن المرصد السوري ان الحادث اسفر عن مقتل 35 عسكرياً.
ولم يتسن لرويترز التأكد من صحة أي من الروايتين بسبب الاجراءات الأمنية والقيود المفروضة على التغطية الصحافية داخل سوريا.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله إن طائرة الشحن تحطمت بسبب سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف مساء أول من أمس السبت. وأضاف أن طاقم الطائرة لقي حتفه خلال تحطم الطائرة، وهي تحاول الهبوط في مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب.
وفي المقابل، قالت «جبهة النصرة» على حسابها على «تويتر» إنها أسقطت طائرة عسكرية «فوق مطار أبو الظهور العسكري محملة بالذخيرة والغذاء ومياه الشرب».
مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال لوكالة «فرانس برس» أمس، «أن 35 جنديا وضابطا قتلوا في حادث تحطم طائرة النقل» اثناء هبوطها في مطار ابو الظهور العسكري في ريف ادلب، بسبب الاحوال الجوية السيئة.
ونشرت «النصرة» على مواقع جهادية صوراً قالت إنها للعسكريين القتلى ولحطام الطائرة. وظهرت في الصور عشرات الجثث لاشخاص ارتدوا الزي العسكري بين حطام طائرة بيضاء وزرقاء.
وقال عبد الرحمن ان «اشتباكات عنيفة دارت في موقع الحادث بين جبهة النصرة وقوات النظام في محاولة للوصول الى الجثث».
من جهة ثانية، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، أن 18 شخصاً على الاقل، قتلوا في المعارك غير المسبوقة بين قوات الاسد ومسلحين موالين لها من جهة، ومقاتلين اكراد من جهة ثانية، في مدينة الحسكة، شمال شرق سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «ثمانية من عناصر وحدات حماية الشعب (الكردية) والشرطة، قتلوا، فيما قتل تسعة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها» في المعارك التي تشهدها هذه المدينة منذ أول من امس السبت، مشيراً إلى ان امراة مدنية، قتلت ايضا في هذه الاشتباكات.
وكانت المعارك بين الطرفين اندلعت بعدما اعتقل المقاتلون الاكراد عشرة مسلحين موالين للنظام، اتهموهم بالاستيلاء على جزء من منطقة فصل بين الطرفين.
وكانت قوات النظام انسحبت من مناطق الاكراد في شمال وشمال شرق البلاد منذ العام 2012 ليتسلم الاكراد المسؤولية الامنية في مناطقهم.
وبقيت مدينة الحسكة (200 الف نسمة)، بمنأى عن النزاع، على الرغم من محاولات تنظيم «داعش» السيطرة على مواقع قريبة منها.
المعارك مستمرة بين الأكراد وقوات النظام في الحسكة
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب -
تواصلت المعارك غير المسبوقة بين قوات النظام السوري ومسلحين موالين لها من جهة، ومقاتلين أكراد من جهة ثانية، في مدينة الحسكة شمال شرقي سورية ما أسفر عن مقتل حوالي عشرين عنصراً من الطرفين، في وقت استمرت المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي جوبر شرق دمشق وريف حلب شمالاً.
وقال نشطاء معارضون إن «الاشتباكات العنيفة تجددت صباح أمس في أحياء مدينة الحسكة بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات النظام وسط حالة نزوح من أهالي المنطقة». وقال أحدهم إن أسلحة ثقيلة استخدمت في المعارك وسط قصف قوات النظام أحياء في الحسكة وأن «وحدات الحماية الكردية طلبت من أهالي حي تل حجر إخلاء منازلهم وأمهلتهم فيما شهد حي الطلائع نزوحاً جماعياً نتيجة قصف قوات (الرئيس بشار) الأسد بالمدفعية الثقيلة المنطقة».
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «ثمانية من عناصر وحدات حماية الشعب (الكردية) والشرطة قتلوا، فيما قتل تسعة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها» في المعارك التي تشهدها هذه المدينة منذ السبت. وأضاف أن امرأة مدنية قتلت أيضاً في هذه الاشتباكات.
وكان «المرصد» أعلن أمس عن سقوط ستة قتلى في هذه الاشتباكات.
واندلعت المعارك بين الطرفين بعدما اعتقل المقاتلون الأكراد عشرة مسلحين موالين للنظام اتهموهم بالاستيلاء على جزء من منطقة فصل بين الطرفين. وكانت «وحدات حماية الشعب الكردي» أبرمت اتفاقاً مع قوات النظام العام الماضي قضى بسيطرة الأكراد على نحو 30 في المئة من أحياء المدينة حيث الأكثرية من الأكراد، في حين تسيطر قوات النظام على بقية الأحياء حيث أكثرية السكان من العرب.
وشارك الطرفان في معارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إلا أن العلاقة بينهما تبقى معقدة. وانسحبت قوات النظام من مناطق الأكراد في شمال وشمال شرقي البلاد منذ عام 2012 ليتسلم الأكراد المسؤولية الأمنية في مناطقهم. وبقيت مدينة الحسكة (200 ألف نسمة) بمنأى عن النزاع على رغم محاولات «داعش» السيطرة على مواقع قريبة منها.
في دير الزور المجاورة، قال «المرصد» إن تنظيم «الدولة الإسلامية» أفرج عن رئيس المجلس المحلي لمحافظة دير الزور بعد اعتقاله منذ نحو شهرين، أثناء استدعائه للمحكمة في مدينة الميادين»، لافتاً إلى أن «جبهة النصرة لا تزال تعتقل منذ نحو 3 أيام، قائد لواء مقاتل، قاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» وقوات النظام في محافظة دير الزور، وانسحب مقاتلو فصيله إلى القلمون عقب سيطرة التنظيم على أجزاء واسعة من المحافظة». وأوضح أن «جبهة النصرة اعتقلت قائد اللواء في بلدة الدانة في ريف إدلب» في شمال غربي البلاد. وفي ريف إدلب أيضاً، قال «المرصد» إن «طائرة شحن تابعة للنظام سقطت قرب قرية الخشير بمحيط مطار أبو الظهور العسكري، ولا يزال مصير طاقمها والذي كانوا على متنها مجهولاً حتى اللحظة»، علماً أن «جبهة النصرة» تحاصر المطار وتعمل على السيطرة عليه منذ فترة.
في شمال البلاد، دارت اشتباكات متقطعة وتبادل إطلاق النار بين «قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات عربية وأجنبية من جهة، وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام وكتائب إسلامية وكتائب مقاتلة من جهة أخرى، على أطراف قرية حندرات بريف حلب الشمالي، وعلى أطراف منطقة الملاح شمال حلب، وسط قصف من قبل الطيران الحربي على أماكن في منطقة الملاح وأماكن أخرى واقعة على طريق الكاستيلو شمال حلب»، بحسب «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في محيط بلدة صوران أعزاز بريف حلب الشمالي الشرقي، في محاولة من تنظيم «الدولة الإسلامية» التقدم» في المنطقة.
من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «الجبهة الشامية أسرت ثلاثة عناصر من قوات الأسد قرب دوار البريج بعد عملية نوعية نفذها الثوار، ذلك استكمالاً للعمليات العسكرية التي بدأوا بها منذ أسبوعين بهدف السيطرة على البريج في شكل كامل».
في وسط البلاد، «فتحت قوات النظام بعد منتصف ليل السبت- الأحد نيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في منطقة حوش حجو بريف حمص الشمالي، في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر، في محيط قرية أم شرشوح ومنطقة حوش حجو بريف حمص الشمالي»، بحسب «المرصد».
في دمشق، قال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة أخرى في حي جوبر، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على منطقة الاشتباك»، فيما أفادت «الدرر الشامية» بان «المعارك احتدمت صباح الأحد على جبهات جوبر واليرموك في دمشق، حيث قتل العقيد المهندس سامر علي سلمون ومرافقيه». وأشارت إلى أن «مواجهات دارت كتائب الثوار وجيش الأسد في شارع فلسطين ومدخل مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق».
من جهته، لفت «المرصد» إلى أن «مقاتلات إسرائيلية قصفت هدفاً عسكرياً لم يعرف حتى الآن طبيعة الهدف، ذلك في منطقة مزرعة الأمل بريف القنيطرة» بين دمشق والجولان حيث سيطرت المعارضة على معظم مناطق ريف القنيطرة عدا بلدتين.
وتابع «المرصد» أن «شخصاً قتل وأصيب 6 آخرون على الأقل بجروح، جراء قصف لقوات النظام على أماكن في منطقة بزينة بالغوطة الشرقية» وأن قذيقة سقطت وسط العاصمة.
أنباء عن وجود خبراء إيرانيين على متن طائرة نقل عسكرية تحطمت في إدلب واشتباكات عنيفة دارت بين «النصرة» وقوات النظام للوصول إلى الجثث
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... قتل 35 جنديا سوريا في تحطم طائرة نقل عسكرية أثناء هبوطها في مطار أبو الضهور العسكري شرق مدينة إدلب في شمال غربي سوريا، بعد اصطدامها نتيجة الضباب بخط تغذية كهربائي (توتر عال)، وسط أنباء عن مقتل خبراء إيرانيين كانوا على متنها، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، أن الطائرة التي تحطمت ليل السبت - الأحد «اصطدمت بأسلاك كهربائية عائدة لخطوط التوتر العالي أثناء هبوطها في مطار أبو الضهور العسكري، مما أدى إلى مقتل 35 جنديا كانوا على متنها»، نافيا في الوقت نفسه أن يكون مقاتلو «جبهة النصرة» أسقطوا الطائرة. وأشار عبد الرحمن إلى «أنباء غير مؤكدة عن وجود خبراء إيرانيين كانوا ضمن الجنود الذين قتلوا، وهم من عداد فريق الخبراء الذين يشرفون على تأمين حماية المطارات السورية».
وتحطمت طائرة النقل المتوسطة الحجم أثناء هبوطها في هذا المطار في شمال غربي سوريا مساء السبت بسبب الأحوال الجوية السيئة والضباب، مما أدى إلى مقتل طاقمها، بحسب ما أعلنته أيضا أمس وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» التي لم تحدد عدد أفراد الطاقم.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله إن طائرة الشحن تحطمت بسبب سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف مساء السبت. وأضاف أن طاقم الطائرة لقي حتفه خلال تحطم الطائرة وهي تحاول الهبوط في مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب.
وأعلنت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة والتي تنشط في منطقة الحادث، أنها أسقطت الطائرة. ونشرت الجبهة على مواقع عائدة لها صورا قالت إنها للعسكريين القتلى ولحطام الطائرة. وظهرت في الصور عشرات الجثث لأشخاص ارتدوا الزي العسكري بين حطام طائرة بيضاء وزرقاء. وقال عبد الرحمن إن «اشتباكات عنيفة دارت في موقع الحادث بين جبهة النصرة وقوات النظام في محاولة للوصول إلى الجثث».
«الائتلاف» يريد القاهرة بديلاً لموسكو و «هيئة التنسيق» تتراجع عن المقاطعة
الحياة...لندن - إبراهيم حميدي
ترك «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الباب مفتوحاً للقاء «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» في القاهرة نهاية الأسبوع الجاري وسط وجود كتلة «ائتلافية» تدفع للذهاب الى العاصمة المصرية، بعد مقاطعة «منتدى موسكو» بين ٢٦ و٢٩ الجاري، مقابل موافقة «هيئة التنسيق» الذهاب الى العاصمة الروسية، بعد لقاء قادة فيها بمسؤول اميركي في جنيف وتعرضها لـ «ضغوطات روسية» وأمل بعض قياديين فيها بـ «وراثة الائتلاف دولياً وقيادة المعارضة».
وكانت الخارجية الروسية وجهت دعوات الى ٣١ شخصاً معارضاً للاجتماع يومي ٢٦ و٢٧ الجاري ثم لقاء ممثلي النظام يومي ٢٨ و٢٩ منه، شرط ان تكون اللقاءات «من دون شروط مسبقة» وعلى اساس بيان جنيف للعام ٢٠١٢. لكن «الائتلاف» و «هيئة التنسيق» اعترضا على توجيه الدعوات في شكل فردي واشترطا «وقف النظام للقصف وإطلاق معتقلين».
ولم تستجب موسكو أياً من هذه الطلبات باستثناء انها وجهت دعوات اضافية الى اربع شخصيات في «الائتلاف» هم الرئيس الجديد خالد خوجة وسلفه احمد الجربا والقيادي في «الإخوان المسلمين» فاروق طيفور ورئيس «التجمع الوطني» ميشال كيلو، اضافة الى دعوات وجهت الى خمسة من قياديي «الائتلاف» في وقت سابق.
وأعلن «الائتلاف» امس انه «يتفهم» موقف موسكو من أنه «لا حل وإنهاء المأساة الإنسانية والجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا إلا عبر حل سياسي جذري وشامل»، مضيفاً: «كون هدف روسيا من منتدى موسكو تشجيع عملية الحوار السوري - السوري بين أطراف المعارضة، فإن الحوار بدأ وقطع شوطاً كبيراً ما يستدعي من روسيا وبقية دول العالم دعم جهود المعارضة في هذا الاتجاه وإنجاحها».
وحمّل «الائتلاف» روسيا «مسؤولية قانونية في ما يحدث في سورية ولها دور مهم وأساس للوصول إلى حل سياسي وفق بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، قبل ان يدعوها الى «إعادة النظر بسياساتها تجاه ما يحدث في سورية (...) واستئناف المفاوضات للوصول إلى حل سياسي ينقذ سورية ويحقق الانتقال السياسي الجذري والكامل للسلطة من الحكم الدكتاتوري (...) واختيار قياداته عبر انتخابات حرة ونزيهة». وقال خوجة، المحسوب على «الإخوان»، في بيان: «لن نسمح بالالتفاف على أهداف الثورة في أي مبادرة تطرح لإيجاد الحل السياسي التفاوضي، ولن يكون التفاوض هدفاً بذاته إنما وسيلة لتحقيق انتقال السلطة إلى الشعب».
في المقابل، أعلنت «هيئة التنسيق»، ابرز قوى المعارضة في الداخل، أنها تركت لأعضائها حرية المشاركة في لقاء موسكو. وشدّدت في بيان على «ألا يكون اللقاء بديلاً لبيان جنيف والعملية التفاوضية لتنفيذه في جنيف -٣» في اشارة الى المفاوضات المرتقبة بين ممثلي الحكومة والمعارضة لتشكيل هيئة حكم انتقالية. وقال الناطق باسم «الهيئة» منذر خدام: «ليس لدينا رهانات كبيرة على لقاء موسكو ونعلم أن النظام كان يحاول بصورة ممنهجة دفع المعارضة الوطنية إلى اتخاذ القرار الخاطئ من خلال تصريحات قادته الاستفزازية».
وجاء قرار «الهيئة» بعد تسلم منسقها العام حسن عبدالعظيم رسالة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إضافة إلى لقائه قبل أيام في جنيف معارضين بينهم هيثم مناع والناطق باسم الخارجية السابق جهاد مقدسي ورئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم. وقال احد المشاركين لـ «الحياة» ان انقساماً بدا في الاجتماع بين قرار مسلم المشاركة في لقاء موسكو وتشجيع مقدسي المدعويين على ذلك، في مقابل قول عبدالعظيم بعدم وجود قرار وقناعة احدهم ان «موسكو طرف في الصراع ولا يمكن ان تكون فندقاً لجمع المعارضين». وزاد ان المعارضين التقوا وقتذاك منير جنيد مساعد المبعوث الأميركي إلى سورية دانيال روبنستين حيث أكد عدم اعتراض واشنطن على حوار موسكو، الأمر الذي لمح إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأشار المعارض إلى أن «هيئة التنسيق» تسعى إلى طرح نفسها «وريثة للائتلاف استناداً إلى قناعة موسكو أن اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بالائتلاف ممثلاً للمعارضة لا يعني انه الممثل الوحيد».
وكان رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين قال من سجنه: «لا نجد في اللقاء (في موسكو) الذي أصبح مجرد منتدى أي فائدة للسوريين، بل نراه إيهاماً لهم بأنه فرصة لحل أزمتهم» رداً على تحذير لافروف كل من لا يشارك في اللقاء بأنه «سيخسر موقعه في عملية السلام».
كما أن رئيس «الائتلاف» الأسبق معاذ الخطيب أعلن رفضه المشاركة وإعلان «الإخوان» موقفاً مماثلاً، الموقف الذي عبر عنه معارضون آخرون في مقابل إعلان أكثر من نصف المدعويين قرارهم المشاركة بينهم مناع والقيادي في «جبهة التغيير والتحرير» قدري جميل وعدد من معارضي الداخل.
وقال مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي ناؤمكين، الذي كلفته حكومته ادارة الحوار السوري على طاولة مستديرة في مقر الخارجية، ان «المشاورات غير الرسمية ترمي إلى إطلاق مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة بين ممثلي المعارضة السورية والنظام»، قائلاً: «وثيقة جنيف هي القاعدة القانونية والسياسية للحوار المزمع». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن ناؤمكين قوله ان بيان جنيف «لم يشر الى اي شخص سوري» بالاسم في اشارة الى ان التفسير الروسي للبيان لا يتطابق مع موقف واشنطن بالدعوة منتصف ٢٠١٢ الى «تنحي» الرئيس بشار الأسد. وأضاف ان «تفسير جنيف يعود للسوريين».
وفي رده على تصريحات مسؤولين سوريين من ان اللقاء «مصلحة روسية»، قال ناؤمكين انه «مصلحة سورية بالدرجة الأولى». كما التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف امس السفير السوري في موسكو رياض حداد لـ «التحضير للقاء التشاوري وتعزيز سبل التوصل العاجل إلى حل سياسي للأزمة في سورية».
وكانت دمشق ابلغت موسكو انها ستخفض مستوى وفدها من وزير الخارجية وليد المعلم الى نائبه فيصل المقداد في حال لم يشارك قادة المعارضة، في وقت قال معارض ان دمشق «أقرّت أسماء عدد من المدعويين ورفضت بعض الأسماء التي اقترحتها موسكو».
في مقابل رفض «منتدى موسكو»، ترك «الائتلاف» الباب مفتوحاً للقاء القاهرة الذي دعت اليه الخارجية المصرية يومي الأربعاء والخميس المقبلين. لكن معارضاً تحدث عن «آراء مختلفة إذ إن بعضهم يرفض أيضاً الذهاب الى القاهرة ما لم يتم تجاوز عقبة رفض الحكومة المصرية مشاركة «الإخوان» و «إعلان دمشق» خصوصاً بعدما تعزز موقف «الإخوان» والإسلاميين المقربين من تركيا في الانتخابات الأخيرة»، اضافة الى «اعتقاد بعض اعضاء الكتلة السياسية بأن هيئة التنسيق صنيعة النظام مع تراجع دور التوفيقيين في الائتلاف بعد الانتخابات الأخيرة».
وأوضح المعارض ان الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» ناقشت مبادئ للحوار مع «هيئة التنسيق» وقرار تشكيل وفد للتفاوض مع احتمال تأخير اللقاء الى ٢٤ الجاري، لافتاً الى «وجود اتجاه بالتعاطي مع هيئة التنسيق في القاهرة ليكون بديلاً من لقاء موسكو بعد الاتفاق على وثيقة اعلان القاهرة» التي ارسلت الى «الهيئة»، وتضمنت ضرورة «قيام نظام ديموقراطي تعددي يتيح التداول السلمي للسلطة لا يكون إلا بالقضاء على الاستبداد وتغيير النظام السياسي في شكل جذري وشامل بما فيه رموز النظام وجهازه الأمني» واعتماد «بيان جنيف» للعام ٢٠١٢ وقرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن السوري «اساساً للحل السياسي وإطاراً للعملية التفاوضية برعاية دولية».
رئيس الائتلاف السوري يدعو الفصائل للتنسيق مع وزارة الدفاع بالحكومة المؤقتة
لندن: «الشرق الأوسط» .. دعا د. خالد خواجة رئيس الائتلاف الوطني السوري الفصائل الثورية المقاتلة إلى توحيد صفوفها، والتنسيق مع وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، كخطوة أولى لمأسسة جيش سوريا الوطني المقبل، كما دعا المقاتلين على كل الجبهات إلى التمسك بالاعتدال والوسطية، والبعد عن الغلو.
جاء ذلك في كلمته الأولى التي يوجهها للسوريين بعد انتخابه رئيسا للائتلاف، والتي طالب فيها القوى العسكرية بدعم قيادة الائتلاف في امتلاكها زمام المبادرة ومواجهة الاستحقاقات القادمة، السياسية والعسكرية والاحتياجات الخدمية والإغاثية، منوها ببدء نقلة جديدة في عمر الائتلاف الوطني، تحقيقا لشعار الثورة الأول «الشعب يريد».
أبو أحمد العاصمي عضو القيادة العسكرية العليا في الجيش السوري الحر، قال في اتصال لـ«الشرق الأوسط» معلقا على الرسالة، «إن خوجة جاء بعد فترة مأسسة أطلقها الائتلاف للجسم العسكري وبعد تنظيم وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة التي يرأسها الآن اللواء سليم إدريس ودعوته هذه انطلاقة موفقة، خصوصا وأن الوزارة باتت تضم 7 آلاف مقاتل سيشكلون نواة تأسيس جيش وطني مستقبلي يدافع عن سوريا ومصالحها».
ويشير العاصمي إلى تعثر المحاولات السابقة بسبب ضعف التمويل والدعم اللوجيستي وبالتالي صعوبة تأمين مصدر دخل للمقاتلين، لافتا إلى أن التدريب المزمع البدء به في مارس (آذار) المقبل من قبل الجيش الأميركي للمعارضة المعتدلة، هو إحدى الانفراجات على هذا المستوى، خصوصا وأن المتدربين سيكونون جميعهم من التابعين للجيش الحر.
وكان للجيش الحر برعاية الائتلاف الفضل في توحيد 5 فصائل أساسية تحت اسم «الجبهة الشامية». ويقال إن النجاح الذي تشهده الجبهة الشمالية في مواجهة قوات النظام يعود بدوره إلى هذا التنسيق بين مكونات الجبهة التي باتت تتكون الآن من 11 ألف مقاتل تقريبا. إلا أن توحدا عسكريا آخر كان سباقا في جنوب سوريا عبر جبهة درعا، فقد كانت هناك 3 تجمعات، هي الجيش الأول وقوامه فرقة الحمزة أكبر المكونات فيه مع جبهة ثوار سوريا بقيادة العقيد صابر سفر. ثم الفيلق الأول ويتكون من 33 لواء صغيرا (250 - 500 مقاتل) جمعت بقيادة نائب هيئة الأركان في الجيش الحر العقيد زياد الحريري. ثم تجمع كتائب المنطقة الشرقية في درعا.
ويرى أبو أحمد العاصي أن التنظيم في العمل العسكري هو أساس النجاح، والذي يعتمد أساسا على وجود قيادة مركزية وتسلسل هرمي. وينوه إلى أن هذه التجارب في توحيد الجبهات هي في رصيد الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري.
وعن قبول القيادات العسكرية بقيادة سياسية، أكد العاصمي أن الثوار العسكريين لا يطمحون للحكم مستقبلا، والجيش الوطني الذي يجري تأسيسه هو ضمان لأمن سوريا وأمن جيراننا، مؤكدا أن هذه الرؤية تتشارك فيها قيادات المجلس العسكري والقيادات العسكرية في الجيش الحر عموما.
ماذا كان يفعل "حزب الله" في القنيطرة؟
موقع 14 آذار
ربما أنه خطأ تكتيكي أدى إلى تلقي "حزب الله" ضربة موجعة من اسرائيل التي استهدفت بغارة جوية مجموعة من قياديي الحزب كانوا في مزرعة الأمل في القنيطرة، وبينهم جهاد عماد مغنية. وفور التأكد من الحدث بدأ اللبنانيون بالسؤال: أين سيرد "حزب الله" على اسرائيل، فيما اقتصر سؤال البعض الاخر بـ"هل سيرد حزب الله على الغارة الاسرائيلية"؟
هي مروحية عسكرية اسرائيلية استهدفت مزرعة الأمل في ريف القنيطرة، وبحسب مدير مكتب وكالة "سوريا برس" والناشط السوري ماهر الحمدان فإن الطائرة أطلقت صاورخين موجهين استهدفت فيهما قياديين وعناصر يتبعون الى الحرس الثوري الإيراني وتنظيم "حزب الله"، ترافق ذلك مع تحليق طيران استطلاع إسرائيلي، اعتادت عليه القنيطرة في شكل يومي".
ويقول الحمدان لموقع "14 آذار": "تقع مزرعة الأمل شمال بلدة خان أرنبة ويتواجد في البلدة حاجز للقوات حفظ السلام الدولية"اليونيفيل" ويتحصن مقاتلو "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني في تل أحمر الواقع شرق بلدة مزرعة الأمل، وهي نقطة عسكرية مهمة للحزب والحرس اللذين يقودان المعارك في مركز مدينة القنيطرة (خان أرنبة ومدينة الشهداء "البعث ") ويعتبر أقوى تل عسكري في منطقة شمال القنيطرة ويمتد بالذخيرة والسلاح والعناصر من قيادة اللواء 90 في منطقة الكوم، ويتنقل الحزب إلى هناك كثيراً".
واستبعد أن يقدم "حزب الله" على فتح جبهة عسكرية مع اسرائيل، ويعتبره "أمر صعب وفاشل"، ويقول: "الحزب وجيش النظام والحرس الثوري وميليشيات اخرى، جميعهم غير قادرون على كتائب الجيش السوري الحر و تلقوا ضربات موجعة، لهذا لا اعتقد ان حزب الله يريد دخول حرباً فاشلة إن كان سيدخل الحرب حينها سيكون واثقاً من نجاحها لتحسين مظهره امام مؤيديه"، ويستبعد أيضاً "فتح جبهة حرب لتوريط كتائب الجيش الحر، فهذا لن ينجح لان الاخير يتبع سياسة بعيدة عن دخول حروب كبرى مع إسرائيل فهوا الآن يوجه بنادقه الى قوات الأسد والمتطرفين، و مسألة الجولان يحددها مجلس الوزراء ومجلس الشعب وقيادة الجيش السوري عقب نجاح الثورة".
وكان "حزب الله" أعلن في بيان، أنه "اثناء قيام مجموعة من مجاهدي حزب الله بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الامل في منطقة القنيطرة السورية، تعرضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الاسرائيلي مما ادى الى استشهاد عدد من الاخوة المجاهدين الذين سيعلن عن اسمائهم لاحقاً بعد إبلاغ عائلاتهم الشريفة".
وفي بيان تلاه، نعى الحزب مقاتليه وهم بحسب البيان: " ـ الشهيد القائد محمد احمد عيسى "ابو عيسى"، مواليد: عربصاليم 1972 م / متأهل / 4 اولاد. الشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية "جواد"، مواليد: طيردبا 1989 م / عازب. الشهيد المجاهد عباس ابراهيم حجازي " السيد عباس"، مواليد: كفرفيلا 1979 م / متأهل / 4 اولاد. الشهيد المجاهد محمد علي حسن ابو الحسن "كاظم"، مواليد: عين قانا 1985 م / عازب. الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي "دانيال"، مواليد: الخيام 1988 م / متأهل / ولد واحد. الشهيد المجاهد علي حسن ابراهيم "ايهاب"، مواليد: يحمر الشقيف 1993 م / عازب".
وتناقلت صفحات عبر مواقع التواصل خبر مقتل الحاج محمد عيسى (أبو عيسى) من بلدة عربصاليم. وبدأت تسأؤلات عن مصير سيمر قناط، إذ سبق ونشرت صحيفة "هأرتس" أنه "خلال سنوات الحرب الأهلية في سوريا بنى "حزب الله" بنية تحتية في منطقة الجولان بمساعدة إيرانية وسورية. ويتولى إدارة هذه الشبكة إسمان تعرفهما إسرائيل جيداً: المسؤول الأول هو جهاد مغنية؛ والثاني هو سمير القنطار، الدرزي اللبناني الذي حُرر سنة 2008 ضمن صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل و"حزب الله".
وحالياً تحتل اسرائيل 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية منذ العام 1967 واعلنت ضمها اليها، في حين لا يزال 510 كيلومترات مربعة من هضبة الجولان تحت سلطة الدولة السورية. وتأتي الغارة بعد تاكيد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مقابلة تلفزيونية ان الغارات الاسرائيلية على اهداف عدة في سوريا خلال السنوات الاخيرة، هي "استهداف لمحور المقاومة" والرد عليها "امر مفتوح" و"قد يحصل في اي وقت". وقال حينها: "اذا كانت حسابات الاسرائيلي تقوم على ان المقاومة اصابها وهن او ضعف او انها مستنزفة او انه تم المس بقدراتها وجهوزيتها وامكاناتها وعزمها (نتيجة الحرب في سوريا)، فهو مشتبه تماما وسيكتشف انه لو بنى على هذه الحسابات، يرتكب حماقة وليس خطأ كبيرا".
الكويت تستضيف المؤتمر الدولي الثالث لمانحي المساعدات لسوريا بحضور 15 جهة
تسويات في الغوطة الشرقية تخرج 1200 مدني وعشرات المقاتلين إلى مناطق سيطرة النظام
بيروت: نذير رضا - لندن: «الشرق الأوسط»
تستضيف الكويت المؤتمر الدولي الثالث الهادف لجمع الأموال من أجل العمليات الإنسانية في سوريا، كما أعلن وزير الخارجية الكويتي، أمس (الأحد). وسبق أن استضافت الكويت في السنتين الماضيتين أول مؤتمرين لجمع مساعدات لسوريا شهدا قطع وعود بتقديم 4 مليارات دولار هبات، بينها 800 مليون من الكويت.
لكن الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة اضطرت لخفض مساعداتها لملايين المدنيين السوريين داخل البلاد وخارجها، بسبب نقص الأموال وعدم احترام المانحين تعهداتهم. وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح خلال مؤتمر صحافي أن أمير الكويت «تلقى طلبا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لعقد المؤتمر ووافق عليه».
وأضاف أن جدول أعمال المؤتمر المقبل وموعده موضع مشاورات بين الكويت والأمم المتحدة.
وقال الوزير الكويتي إن لائحة من أكبر 15 جهة مانحة وُضعت، ومن المرتقب أن يجتمع أعضاؤها قبل نهاية الشهر الحالي، للنظر في كيفية تطبيق الوعود بمنح الهبات.
وأطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) نداء عاجلا لجمع 64 مليون دولار لازمة لمساعدة 1.7 مليون لاجئ سوري في الشهر نفسه، وهو مبلغ تم جمعه في نهاية المطاف بفضل هبة بقيمة 52 مليون دولار من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
في سياق آخر، تضاربت الأنباء حول أعداد المدنيين وقوات المعارضة الذين خرجوا من الغوطة الشرقية لدمشق، باتجاه مناطق سيطرة النظام في جنوب العاصمة السورية. ففي حين أكد المرصد السوري خروج 1200 مدني وعشرات المقاتلين، أعلنت وكالة «سانا» الرسمية إخراج 2112 مدنيا من الغوطة، بينهم 350 عسكريا مقاتلا، مشيرة إلى نقلهم إلى مركز إيواء مؤقت في ريف دمشق الغربي.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 1200 مواطن بينهم مقاتلون خرجوا أمس من مناطق حوش الضواهرة وحوش نصري ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية، نحو العاصمة دمشق وضواحيها، حيث قامت سلطات النظام بنقلهم إلى مراكز إيواء هناك، ولا يعلم حتى اللحظة البنود التي تم الاتفاق وفقا لها على خروج المواطنين من الغوطة الشرقية المحاصرة من نحو عام ونصف العام.
وأوضح عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن إخراج المدنيين من الغوطة الشرقية «تحقق بعد محادثات بين فعاليات الغوطة وممثلين عن النظام، عبر (جيش الوفاء) الذين ينتشر في مواقع فاصلة بين المدنيين وقوات النظام على أطراف دمشق»، مشيرا إلى أن ذلك «جزء من التسويات».
ومن المعروف أن جيش الوفاء، غير متحالف مع «جيش الإسلام» الذي يتمتع بنفوذ واسع في الغوطة الشرقية، ويتألف من جنود منشقين، تولوا مهام الفصل بين المدنيين وقوات النظام. وقال عبد الرحمن إن العسكريين الذين خرجوا من الغوطة «هم مقاتلون في الجيش السوري الحر في الداخل، ولا ينتمون إلى جيش الإسلام ولا إلى جيش الأمة»، مشيرا إلى أنباء عن تسويات لأوضاع القوات المعارضة في داخل الغوطة «على غرار التسويات التي تحققت في أحياء جنوب دمشق في وقت سابق».
وتتعرض الغوطة الشرقية لحصار منذ عامين، وتحاول القوات الحكومية دخولها من عدة معابر، بينها حي جوبر من الجنوب، وعين ترما من الجنوب الشرقي للغوطة، إضافة إلى دوما من شمالها. وأحرزت القوات الحكومية خرقا على محور المليحة في وقت سابق، قبل أن تعيق قوات المعارضة تقدمها، مما دفعها لتكثيف غاراتها الجوية.
بدورها، نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة أمنت خروج 2112 مواطنا من الغوطة الشرقية، بينهم 1094 طفلا، و639 من النساء، وأكثر من 350 مسلحا سلموا أنفسهم إلى الجهات المختصة، ليصار إلى تسوية أوضاعهم بموجب القوانين والأنظمة النافذة.
إلى ذلك، قتل أكثر من 8 أشخاص من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي، الذي قتل منه 6 مقاتلين في اشتباكات بمدينة الحسكة، وذلك إثر هجوم لعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها على حاجز للوحدات الكردية بالقرب من منطقة الغزل.
وأفاد ناشطون بأن قوات النظام جددت قصفها العنيف على المنطقة الواقعة ما بين دوار تل حجر وحاجز الصباغ في المدخل الشمالي لمدينة الحسكة ومنطقتي معسكر الطلائع والمعهد المهني للمعلوماتية، وسط حركة نزوح للمواطنين القاطنين في المنطقة، نحو المناطق المجاورة، وسط معارك في أطراف حي الطلائع الواقع عند أطراف مدينة الحسكة، وفي محيط حاجز خشمان عند أطراف حي الصالحية.