نصرالله: بعد القنيطرة لم تعد تعنينا قواعد الاشتباك الملف النووي الإيراني لا يؤثّر في انتخابات الرئاسة في لبنان...و«حزب الله» يُمطر بيروت بنار «رد الاعتبار»! ...بروجردي: تطورات المنطقة تريح أمن لبنان ونرغب في نسج أفضل العلاقات مع السعودية....السنيورة: لا نقبل قرارات خارج المؤسسات تورّط لبنان

خطاب نصرالله يُثير المخاوف على الـ1701 إسقاط "قواعد الاشتباك"... برعاية إيران...قائد الحرس الثوري: رد إيران هو رد حزب الله وعلى إسرائيل أن تنتظر الرد التالي

تاريخ الإضافة الأحد 1 شباط 2015 - 7:04 ص    عدد الزيارات 2319    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

خطاب نصرالله يُثير المخاوف على الـ1701 إسقاط "قواعد الاشتباك"... برعاية إيران
النهار...
قد لا ترقى الكلمة التي ألقاها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امس في الاحتفال الحاشد الذي أقامه الحزب إحياء لـ"شهداء القنيطرة" الى مستوى "خطاب النصر الالهي" الذي ألقاه غداة انتهاء حرب تموز 2006. لكن الاجواء التي واكبت هذه الكلمة الى بعض مضامين المواقف التي أعلنها نصرالله بدت الاقرب الى استعادة ذلك الخطاب ومناخاته.
ولعل العامل الشكلي والسياسي الذي أضفى على احتفال الحزب وكلمة أمينه العام مزيدا من الدلالات الاقليمية التي تجاوزت البعد الداخلي تمثل في الحضور والرعاية الايرانيين المباشرين للمناسبة مما عكس "تعبئة" معنوية وديبلوماسية ايرانية الى جانب الحزب كرسالة شديدة الوضوح في شأن "وحدة المحور الثلاثي" الذي يضم ايران والحزب والنظام السوري، علما ان السيد نصرالله تناول هذا البعد بحديثه عن "تمازج الدم" اللبناني والايراني على أرض سورية في عملية القنيطرة.
وبعد يومين من العملية التي نفذها الحزب ضد قافلة عسكرية اسرائيلية في منطقة مزارع شبعا ردا على عملية القنيطرة تقدم وفد ايراني رفيع المستوى برئاسة رئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الحضور في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية، حيث رفعت صور الكوادر الستة من "حزب الله" وأحد الجنرالات في الحرس الثوري الايراني الذين قتلوا في عملية القنيطرة. وعلى وقع زخات كثيفة من الرصاص التي أطلقت في مناطق عدة من الضاحية وبيروت مواكبة الاحتفال، القى السيد نصرالله كلمته التي اتسمت بنبرة المنتصر مهددا اسرائيل بأن الحزب سيرد على أي اعتداء في المستقبل "في أي مكان وزمان" من دون التزام ساحات المواجهة الحالية معلنا ان المقاومة لا تخشى الحرب وان كانت لا تريدها. وقال: "اذا كان العدو يحسب حسابا ان المقاومة مردوعة وانها تخشى الحرب، أنا أقول له اليوم في ذكرى شهداء القنيطرة وبعد عملية مزارع شبعا النوعية، نحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها ولا نتردد في مواجهتها وسنواجهها اذا فرضت علينا وسننتصر فيها ان شاء الله". واضاف ان "اسرائيل التي هزمناها هي أوهن من بيت العنكبوت وان المقاومة في كامل عافيتها وجهوزيتها وحضورها". وتوجه الى الاسرائيليين قائلا: "جربتمونا فلا تجربونا مرة اخرى".
أما أبرز المواقف التي عبّر عنها نصرالله، فتمثل في اعلانه اسقاط قواعد الاشتباك مع اسرائيل الامر الذي أثار تساؤلات وشكوكا ومخاوف ايضا من ان يشكل ذلك تحللا ضمنيا من الحزب من التزام القرار 1701 وما يمكن ان يستتبعه هذا التطور من تداعيات. وقال نصرالله في هذا السياق: "لم يعد يعنينا أي شيء اسمه قواعد الاشتباك ولا نعترف بقواعد الاشتباك. لم نعد نؤمن بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقنا الشرعي والاخلاقي والانساني والقانوني ان نرد في أي مكان وفي أي زمان وكيفما كان (...)إن اي شاب من شباب حزب الله يقتل غيلة سنحمل الاسرائيلي المسؤولية وسنعتبر ان من حقنا الرد في أي مكان وزمان وبالطريقة التي نراها مناسبة". ورأى ان "هذه الثلة من الشهداء في القنيطرة تعبر من خلال مزج الدم اللبناني والايراني على الارض السورية عن وحدة القضية والمصير ووحدة المعركة".
الحكومة
وفي المقابل، علمت "النهار" أن أطرافا في الحكومة تلقوا امس بعد خطاب نصرالله إتصالات ديبلوماسية من الجانبين الاميركي والفرنسي للإستفسار عن موقف الحكومة من هذا الخطاب. وقالت مصادر وزارية ان الموقف المعتدل الذي اتخذه رئيس الوزراء تمام سلام في مجلس الوزراء اول من امس، كان يفترض مبادلته بالمثل فإذا بالخطاب يأخذ الامور الى مزيد من التصعيد، مما يشير الى ان التطمينات الى انتهاء المخاطر ليست سوى تطمينات مرحلية.
وأفادت مصادر معنية ان عددا من المرجعيات تلقى تحذيرا من جهات دولية في الساعات الاخيرة من مغبة جرّ لبنان الى مواجهات ستكون نتائجها كارثية ليس فقط على المستوى الامني، بل أيضا على الصعيد الاقتصادي. وفي هذا السياق قالت الجهات نفسها إن اليونان في أزمتها الاقتصادية لم تلق من يهتم بأمرها فكيف بلبنان الذي لم يجتز إستحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية والذي يواجه أخطاراً أمنية في ظل أزمة أسعار نفط متدنية؟ وفي تقدير هذه الجهات ان الامين العام لـ"حزب الله" يستفيد من فترة إنتقالية في شباط المقبل تفصل عن آذار حيث هناك إستحقاق المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران وإستحقاق الانتخابات الاسرائيلية وكلا الطرفين الايراني والاسرائيلي لا يريد تعكير صفو الإستحقاق الخاص به مما يسمح لنصرالله بإتخاذ مواقف متشددة.
مكاري
ورأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في تصريح لـ"النهار" أن حديث نصرالله عن رفض تفكيك الساحات "يعني ربط لبنان بكل أزمات المنطقة ومشاكلها". وقالت: "بدلاً من أن نحاول جميعاً تحصين لبنان وفصله عن حرائق المنطقة، ها هو السيد نصرالله يقحمنا في مزيد من المشاكل والتوترات، ويستورد لنا مصادر جديدة للخطر".
واضاف: "السيد نصرالله بكلامه عن تفكيك الساحات، يساهم أكثر فأكثر في تفخيخ استقرار لبنان". ووصف "الحديث عن وحدة مصير بعد امتزاج الدم اللبناني بالدم الإيراني على الأرض السورية"، بأنه "معادلة ثلاثية جديدة أسوأ بكثير من المعادلة الثلاثية المنتهية الصلاحية".
وإذ لاحظ أن "هذا التوجه ينسجم تماماً مع المشروع الاستراتيجي لحزب الله وهو مشروع أبعد من حدود لبنان"، خلص الى أن "حزب الله ينفي بذلك كونه مقاومة لبنانية ويعلن بوضوح أنه جزء من محور إقليمي".
ريفي
واسترعى الانتباه في هذا السياق ان وزير العدل اللواء اشرف ريفي سارع مساء أمس الى الطلب من النيابة العامة التمييزية تكليف الاجهزة الامنية تحديد هوية مطلقي النار والقذائف الصاروخية في بيروت وبعض المناطق وملاحقتهم. وأصدر بياناً جاء فيه ان "تكرار مشهد اطلاق النار يضرب عرض الحائط الحد الادنى مما تبقى من هيبة الدولة وان ما حصل اليوم مؤشر لمدى استهانة من يقومون بهذا العمل بكل القيم الاخلاقية والوطنية حيث تستباح هيبة الدولة في عاصمتها وتنتهك حياة الناس تحت وقع ممارسات الاستكبار والتحدي".
وصرّح ريفي لـ"النهار" بأنه "بعد مشهد إطلاق النار والقذائف الصاروخية في العاصمة بيروت وبعض المناطق شعرت كمواطن ان الآمال قد تبددت في الدولة والحوار والحكومة الأئتلافية والاجهزة الامنية والقضائية وكأن هناك صيفاً وشتاء على سطح واحد... إنه أمر أخجلني فعلاً".
 
نصرالله: بعد القنيطرة لم تعد تعنينا قواعد الاشتباك الملف النووي الإيراني لا يؤثّر في انتخابات الرئاسة في لبنان
النهار...عباس الصباغ
رسم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ملامح مرحلة بالغة الحساسية بعد غارة القنيطرة وعملية المقاومة في شبعا، وأعلن ان المقاومة لم تعد تعترف بأي قواعد للاشتباك.
أقيم احتفال تكريمي لـ"شهداء القنيطرة" في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية بمشاركة رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي وحشد من الشخصيات الحزبية والسياسة وآلاف المناصرين.
وقدّم نصرالله التعازي لاهالي الشهداء شاكراً كل المعزين.
وبعد اشادته بدور المقاومين عرض واقع المنطقة منذ عام 1948، مذكراً بأن اسرائيل "لا تزال تحتل الجولان، وتستغل الحرب القائمة أبشع استغلال، وتقدم الدعم الواضح للجماعات التكفيرية بهدف تدمير سوريا وجيشها، وفي وضح النهار تقصف وتعتدي، وفي لبنان، بالاضافة الى الاستمرار باحتلال مزارع شبعا لا تعترف بالقرار 1701 الذي يقدسه بعضنا، وتقصف عندما يحلو لها".
واذ اعتبر ان "الاسرائيلي اليوم في وضع يشعر فيه بأنه قادر على تهديد الجميع في المنطقة والاعتداء عليهم متى يريد"، لاحظ ان هناك "غياباً كاملاً للدول العربية ولما يسمى الجامعة العربية، وهذا ليس بالأمر الجديد".
ووصف ما جرى في القنيطرة بأنه "عملية الاغتيال التي تشبه عملية اغتيال الامين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي عام 1992". وقال: "الاسرائيلي لم يتبن العملية يوم الاحد في الثامن عشر من الحالي، وحتى الآن ليس هناك من تبن واضح، قد يكون افترض أن حزب الله سيبلع العملية ولن يعلن عنها ولن يقول إن الاسرائيلي قام بها، لأنه إذا قام بذلك فسيكون أمام جمهوره وقواعد الاشتباك في حرج شديد، وهو الآن مربك وضعيف ومستنزف، قد يكون افترض ذلك".
وأضاف: "بعض الناس وصل بهم الحقد الى القول انسَ اسرائيل، لكن نحن لا نستطيع أن ننساها ولا يمكن أن ننسى الشعب الفلسطيني، وأولادنا يعبرون عن هذا المعنى بشهادتهم، وبعد ذلك أحفادنا". وأكد ان "الاسرائيلي كان يعتقد أن حزب الله سيصاب بالارتباك والحرج والضياع. وثمة رسائل عبر دول مختلفة لتطويق الأمر، منها معلن وبعضها سري"، وجزم بأن "الملف النووي الايراني ليس له أي تأثير على الملفات في لبنان، وتحديداً المقاومة او انتخابات الرئاسة".
وتوجه الى الاسرائيليين: "ليس لديكم القدرة على قتل الناس وأن تذهبوا لتناموا كأنكم قتلتم "برغش"، والاسرائيلي وضع كل الاحتمالات وتحدث عن كل ذلك من الحد الأدنى الى كل شيء، لأنه يعرف أن المقاومة قادرة وجاهزة، والاسرائيلي هو أكثر شخص يعرف (...).
حددنا منطقة العمليات وما هي العملية والخيارات وبنينا على أسوأ الاحتمالات، ذهبنا الى العملية ونحن جاهزون لأسوأ الاحتمالات. ان العملية في شبعا عجز الاسرائيلي عن فهمها. لقد قتلناهم في وضح النهار، الساعة 11 والدقيقة الـ25، سيارتان مقابلهما سيارتان"، و"حبة مسك"، قتلى وجرحى مقابلهم شهداء، صواريخ مقابل صواريخ. هناك فارقان بيننا وبين الاسرائيلي، الاول أنهم جبناء ولا يقاتلون إلا في قرى محصنة، وقد غدرونا، أما نحن فجئناهم من الأمام، والفارق الثاني أن الاسرائيلي لم يجرؤ على تبني عمليته، أما المقاومة فتبنت في بيان رقم واحد العملية بعد حصولها".
ووصف الجماعات التكفيرية المسلحة، وخصوصاً تلك الموجودة في الجولان، "بالحليف الطبيعي للاسرائيلي، وهي جيش (انطوان) لحد جديد، وإن رفع الراية الاسلامية". وتوجه الى الاسرائيلي: "جربتونا، ما تجربونا بعد".
وشدّد على أن "الاسرائيلي يجب ان يفهم جيداً أن هذه المقاومة ليست مردوعة، هي حكيمة لكنها ليست مردوعة، واذا كان العدو يعتقد انها تخشى الحرب فأقول له إننا لا نخشاها ولا نخافها ولا نتردد في مواجهتها، وسنخوضها اذا فرضت علينا وسننتصر بإذن الله، نحن لا نريد الحرب، لكن قوة المقاومة هي أنها اضطرت الى أن تصبح جاهزة، لأن هناك عدواناً اسرائيلياً، نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها، وعلى اللبنانيين أن يميزوا بين الأمرين".
وفي موقف لافت، أعلن نصرالله انه "بعد عملية شهداء القنيطرة، لم تعد تعنينا قواعد الاشتباك في مواجهة العدوان والاغتيال، ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقنا الشرعي والقانوني أن نواجه العدوان أياً كان وفي اي زمان ومكان". وحذر اسرائيل من اغتيال اي عنصر من الحزب "ومن حقنا أن نرد بالطريقة والزمان المناسبين".
 
قائد الحرس الثوري: رد إيران هو رد حزب الله وعلى إسرائيل أن تنتظر الرد التالي
جهينة نيوز:
قال اللواء محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني إن على إسرائيل أن تنتظر الرد التالي على غارة القنيطرة، مضيفاً إن “هذا الرد سيكون ساحقاً وأكثر قوة ولن يكون فقط عند حدودهم بل في أي مكان يتواجد فيه صهيوني إسرائيلي أو أحد من أتباعهم”.
وتابع اللواء جعفري في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر تحت عنوان “الجهاد مستمر” عقدته وزارة الداخلية الإيرانية: “رد الجمهورية الإسلامية هو ذاته رد حزب الله، نحن وحزب الله واحد وأينما أريقت دماء شهدائنا في الجبهات فإن ردنا سيكون واحداً”، وأضاف: “إن رد حزب الله ضد إسرائيل كان أقل رد كانت ستتلقاه إسرائيل” معرباً عن أمله بأن “يكون ذلك درس عبرة لإسرائيل كي لا تكرر فعلتها الحمقاء”.
وأضاف جعفري إن “تعقبهم لقادة المقاومة في حزب الله دليل على أنهم يخشون المقاومة، لكنهم كانوا حمقى عندما نفذوا عمليتهم في القنيطرة وكانوا يعلمون أن هكذا غارة سيكون الرد عليها بهذا الشكل”.
من جانبه قال العميد حسن سلامي نائب القائد العام للحرس الثوري إن “إيران تحضر نفسها لحرب مع القوى الكبرى” مضيفاً إن “إسرائيل أصغر من أن تشكل تهديدا لإيران”.
وأثنى سلامي على عملية حزب الله الأخيرة في مزارع شبعا مؤكدا على أنها “دليل على ردة الفعل السريعة والقوية والقدرات التي بات يتمتع بها الحزب”.
وشدد سلامي على أنه “ليس هناك ملف يغلق” في إشارة إلى ملف الغارة الإسرائيلية على القنيطرة مضيفا إن “زمان ومكان الرد عليها غير محدد” وإن “هذا الرد منفصل ومرتبط بردة فعل الصهاينة في الوقت ذاته”.
 
جيرو في بيروت الإثنين ومصادر ديبلوماسية تؤكد لـ «المستقبل» رصده «إشارات مشجّعة» و«حزب الله» يُمطر بيروت بنار «رد الاعتبار»!
المستقبل..
أن يردّ «حزب الله» اعتباره في وجه إسرائيل هو أمرٌ مفهوم من منظور حرب العمليات والعمليات المضادة على جبهتي الجولان ومزارع شبعا المحتلتين، لكن أن يبادر الحزب غداة «طمأنته» الإسرائيليين إلى إصابة اللبنانيين بالذعر والهلع تحت وطأة إمطارهم في بيروت والمناطق بوابل من نار «رد الاعتبار»، فهذا ما لا يمكن أن يكون فعلاً مفهوماً وفق أيّ من المفاهيم والمعايير الوطنية.. المقاوِمة.
 بالأمس نجح «حزب الله» في ردّ اعتباره أمام جمهوره وأمام الإسرائيليين، لكنه أخفق في الحفاظ على «ماء وجهه» أمام اللبنانيين الذين عاشوا لحظات رعب عصيبة تحت نيران القذائف والرشاشات الحربية التي استهدفت الأحياء المدنية الآمنة إلا من «ابتهاج» الحزب بإطلالات أمينه العام، ما أسفر عن أضرار محقّقة في ممتلكات المواطنين كادت أن تودي بحياة بعضهم كما جرى مع المواطنة زينا عون التي روت كيف نجت بلطف إلهي من رصاصة قاتلة سقطت بعيداً عن رأسها بنحو 30 سنتم في أحد مقاهي الأشرفية، حينما كان محازبو نصرالله يستهدفون مناطق سكنية معيّنة خارجة عن نطاق نفوذهم الحزبي في بيروت وجوارها بقذائف «آر. بي. جي.» وأعيرة رشاشة ثقيلة، سرعان ما حصدت امتعاضاً شعبياً واسعاً، وتحركاً رسمياً مباشراً من خلال طلب وزير العدل أشرف ريفي من النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود «تحريك النيابات العامة لتكليف الأجهزة الأمنية ملاحقة مطلقي النار في بيروت والمناطق وإنزال أشد العقوبات بهم» لكونهم يستبيحون «هيبة الدولة بعاصمتها ويعرّضون أمن المواطنين وكراماتهم وحياتهم للخطر».

أما في الشق «الناري» من الخطاب، فكما كان متوقعاً توّج السيد حسن نصرالله في إطلالته أمس الحملات الإعلامية المبرمجة «ممانعَتياً» لإعلان «رد الاعتبار» لضحايا غارة القنيطرة السورية، وفي مقدّمهم «كبيرُنا» العميد الإيراني محمد علي الله دادي كما وصفه نصرالله في معرض تقديم ذكره على سائر ضحايا الغارة من الشبان اللبنانيين، تحت أنظار ورعاية «الضيف المضيف» رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية الإيرانية علاء الدين بروجوردي. وبعد استعراضه وقائع غارة القنيطرة باعتبارها تجسّد من خلال «امتزاج الدم الإيراني واللبناني على الأرض السورية، وحدة المصير والمعركة»، سرَدَ نصرالله حيثيات قرار الرد عليها من مزارع شبعا فأكد أنّ القرار اتُّخذ بالتنفيذ حتى ولو أدى ذلك إلى «أسوأ الاحتمالات» وجرى التحضير الاستخباراتي والعملاني والميداني المحترف على أعلى المستويات والجهوزية.. إلى أن حصلت العملية يوم الأربعاء الفائت موقعةً قتيلين في صفوف الجنود الإسرائيليين رداً على اغتيال ضحايا القنيطرة السبعة.

«لا قواعد اشتباك ولا تفكيك ساحات»

وفي خلاصة الرسائل التي وجّهها إلى الإسرائيليين، قال نصرالله: «فليأخذوا علماً نحن لا نخاف الحرب وسنواجهها إذا فُرضت علينا»، غير أنه أردف في السياق عينه مستدركاً: «أنا لا أريد الحرب، لا نريد الذهاب إلى حرب ولكن لا نخشاها ولا نهابها». وختم بتحديد موقف «حزب الله» بعد غارة القنيطرة وعملية مزارع شبعا فشدد على أنّ الحزب لم يعد يعترف «بشيء اسمه قواعد اشتباك ولا بتفكيك الساحات والميادين»، موضحاً أنّه بات يعتبر من حقه «الردّ على أي عدوان أينما كان وكيفما كان وفي أي مكان كان».

جيرو في بيروت الإثنين

على صعيد منفصل، من المتوقع أن تعود الحياة لتنبض مجدداً في المساعي الجارية لإنعاش الملف الرئاسي مع الزيارة المرتقبة مطلع الأسبوع المقبل لمدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، إذ أكدت مصادر ديبلوماسية لـ«المستقبل» أنّ جيرو سيصل مساء الاثنين إلى بيروت حيث سيعقد جولة محادثات جديدة تستمر حتى الأربعاء وتشمل، إلى المسؤولين الرسميين، مجمل الأفرقاء السياسيين الفاعلين في الموضوع الرئاسي.

وبينما أدرجت الزيارة في إطار استئناف المحاولات الفرنسية لفكفكة العقد المستحكمة بمفاصل الاستحقاق الرئاسي اللبناني لا سيما في ضوء الجولات المكوكية التي قام بها المسؤول الفرنسي إلى كل من الرياض وطهران والفاتيكان، قلّلت المصادر الديبلوماسية في الوقت عينه من أهمية ما يُشاع عن كون جيرو يأتي إلى لبنان خالي الوفاض وسألت في المقابل: «لو أنه لم يرصد نقاطاً إيجابية وإشارات مشجعة يمكن التأسيس عليها، هل كان ليأتي إلى بيروت؟».

ولفتت المصادر إلى أنّ السفير الفرنسي باتريك باولي كان قد أجرى سلسلة مشاورات خلال الأيام الماضية مع عدد من المسؤولين اللبنانيين في إطار التمهيد لزيارة جيرو، مشيرةً في هذا المجال إلى أنّ مساعي باريس الرئاسية إنما «ترتكز على وجوب تحقيق اختراق في جدار الأزمة الرئاسية من منطلق الحاجة المُلحّة إلى عزل الساحة اللبنانية واستحقاقاتها عن الملفات والأوضاع الإقليمية الشائكة في المنطقة».
 
بروجردي: تطورات المنطقة تريح أمن لبنان ونرغب في نسج أفضل العلاقات مع السعودية
بيروت - «الحياة»
أطلق رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، من لبنان الذي يزوره لهدف أساسي، بحسب قوله، هو «المشاركة في احتفال حزب الله بتكريم شهداء الاعتداء الإسرائيلي على القنيطرة»، سلسلة مواقف خلال جولة على مسؤولين سياسيين، أولها «عناية بلاده بحفظ الأمن والهدوء والاستقرار في ربوع لبنان العزيز، واعتبار أن لبنان الشقيق على رغم صغره جغرافياً وقلة عدد سكانه، يؤدي دوراً بارزاً واستثنائياً على صعيد التطورات السياسية، ليس فقط على المستوى الإقليمي، وإنما على مستوى العالم برمته».
وشدد بروجردي على «السياسة الثابتة والمبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تقوم على نسج أفضل العلاقات الأخوية مع دول المنطقة عموماً ودول الجوار خصوصاً، بما فيها المملكة العربية السعودية».
وزار بروجردي أمس، رئيس الحكومة تمام سلام، يرافقه وفد نيابي والسفير لدى لبنان محمد فتحعلي. وأوضح أنه أبلغ سلام «أن لدينا كامل الاستعداد لأداء الدور الحيوي والجاد والبناء لدعم كل ما يعزز العلاقات بين لبنان وإيران ويطوّرها في مختلف الصعد، وخصوصاً اقتصادياً وتجارياً. وتحدثنا بشكل مسهب حول مسألة الأمن والاستقرار في المنطقة، ونعتقد أن التطورات السياسية على مستوى المنطقة، تساعد الى حدّ ما في إراحة الأجواء الأمنية وتعزيز استقرار لبنان».
وإذ لفت الى مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مراسم تشييع خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، قال إنها «كانت مناسبة التقى خلالها المسؤولين السعوديين، ونعتبر أنه كلما توطدت العلاقات الأخوية وتعززت بين دول هذه المنطقة، استطعنا أن نساعد في ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيزهما في ربوعها».
وقال المسؤول الإيراني بعد زيارته وزير الخارجية جبران باسيل، إنه قدم له «عرضاً مسبهاً عن آخر التطورات المتعلقة بالملف النووي السلمي الإيراني، وعن المفاوضات الجارية بين إيران ومجموعة (5 + 1) في هذا الإطار». ولفت الى تأييد «كل ما من شأنه أن يرسخ العلاقات الطيبة مع لبنان الشقيق ويعززها»، معتبراً أن استحقاق رئاسة الجمهورية «داخلي لبناني، ولكننا نأمل بأن نجد حلاً سريعاً ومخرجاً قريباً لهذا الاستحقاق».
وعن وقوف إيران وراء العملية التي قام بها «حزب الله» في مزارع شبعا، قال: «القاصي والداني يعرف أن حزب الله جزء أساسي من مكونات المجتمع السياسي في لبنان، ولديه نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة الموقرة. ونحن، وعلى غرار العلاقات التي تربطنا بكل مكونات المجتمع اللبناني العزيز، لدينا هذه العلاقات المقربة والمعززة مع حزب الله».
وإذ كرر بروجردي مواقفه بعد زيارته رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وصفه بأنه «من الأصدقاء القدامى المخلصين والكبار للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن كبار الذين خاضوا غمار المقاومة». وقال: «أبلغناه أننا قررنا في مجلس الشورى أن نعمل بكل قوة لإزالة كل العراقيل التي تواجه تطوير العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي والتجاري، وتحفيز هذا الأمر الى أقصى حدّ ممكن في المرحلة المقبلة. ونحن حريصون تماماً على الوحدة الوطنية الداخلية في لبنان الشقيق، ونحرص دوماً على بناء العلاقات المتوازنة والمتعادلة مع كل التيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية».
ولفت الى أنه قدم عرضاً مفصّلاً عن «العلاقات الثنائية بين إيران وروسيا، في ظل الزيارة التي قام بها أخيراً وزير الدفاع الروسي لإيران وما نتج منها من توقيع اتفاقات مهمة في مجال التعاون الدفاعي بين البلدين، وأيضاً الزيارة التي قام بها علي أكبر ولايتي لموسكو واللقاءات المهمة التي أجراها مع المسؤولين الروس».
وبعد مشاركته في احتفال «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية، التقى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد في مقر الكتلة.
وكان بروجردي التقى مساء أول من أمس، وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية الإسلامية والوطنية في لبنان في دار السفارة الايرانية - بئر حسن.
وأوضح ممثل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» علي فيصل باسم الوفد، أنه قدم «التهنئة للإنجاز الكبير للمقاومة الإسلامية في مزارع شبعا، وقلنا إن هذا العمل ينبغي أن يوسع دائرة بناء جبهة مقاومة موحدة من كل الجبهات العربية المتاحة في مواجهة إسرائيل، لأن العالم لا يعرف إلا لغة المقاومة، والاحتلال الإسرائيلي لا يعرف إلا لغة القوة».
وكانت فضائية «الميادين» بثّت ليل أول من أمس، شريطاً مصوراً لزيارة سرّية خاطفة قام بها قائد «فيلق القدس» الإيراني الجنرال قاسم سليماني للبنان، بعد أسبوع على الاعتداء الإسرائيلي على القنيطرة (18 الجاري)، وأظهرت الصور سليماني وهو يتلو آيات قرآنية أمام ضريح جهاد عماد مغنية.
 
وفد أوروبي يبحث في الخارجية سبل دعم لبنان في مكافحة الارهاب
بيروت - «الحياة»
أجرى وزير الخارجية المفوض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار وشؤون التوسع يوهانس هان والمفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية خريستوس ستيليانيديس، ترافقهما سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان انجلينا ايخهورست ووفد من الاتحاد الاوروبي، محادثات مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أمس، ركزت على «موضوع الارهاب والوسائل التي يمكن ان يقدمها الاتحاد الاوروبي الى لبنان لمكافحته. كما جرى البحث في موضوع النازحين السوريين»، بحسب مكتب باسيل.
وعرض باسيل مشروع الوزارة «لتشجيع هؤلاء على العودة الى بلادهم، وأبدى الاتحاد الاوروبي اهتمامه به، وجرى عرض المباردة المشتركة بين لبنان والاتحاد والاوروبي حول دراسة سياسة الجوار، وجرى التطرق الى موضوع الغاز والنفط في لبنان».
وكان ستايليانيدس، ترافقه أيخهورست وممثلة اليونيسف في لبنان أناماريا لوريني زاروا المدرسة الرسمية المتوسطة الممولة من الإتحاد الأوروبي في بيروت.
وقال ستايليانيدس: «الأزمة في سورية أسوأ مأساة إنسانية في عصرنا، وأنا هنا لإظهار تضامني معكم ومع النازحين السوريين والمجتمعات المضيفة اللبنانية».
وتحدثت لوريني عن مساع لتحقيق «إلحاق أكثر من 220 ألف طفل في سن الدراسة من النازحين وغير اللبنانيين الاكثر عرضة للخطر في المدارس النظامية»، شاكرة مساهمة الإتحاد الأوروبي عبر البرامج التي تدعمها «يونيسف» في لبنان».
وتشير تقديرات «يونيسيف» إلى أن من أصل 1,132,443 سورياً مسجلين في لبنان ما يقارب 400 ألف هم من الأطفال في سن الدراسة الذين تراوح أعمارهم بين 4 و17 سنة.
 
السنيورة: لا نقبل قرارات خارج المؤسسات تورّط لبنان
  المستقبل.
أكد رئيس كتلة «المستقبل« النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أن موقف «تيار المستقبل واضح وصريح، وهو ضد أي عمل عسكري ضد أي أرض عربية، وضد أي إنسان عربي، ويدين هذا الأمر، لكن الإدانة شيء وأن نورط لبنان في هذا الأمر شيء آخر«، مؤكّداً أنه «ليس بإمكان ولا يجوز أن نقر أو نقبل بأي شكل من الأشكال أن يقوم فريق من اللبنانيين باتخاذ القرارات وإجراء التصرفات التي تؤدي الى توريط لبنان بأسره بمعزل عن مؤسساته الدستورية وحكومته والمجلس النيابي وأيضاً من خارج الإجماع اللبناني«. ولفت الى أنه «بعد مرور أكثر من 250 يوماً و18 جولة من الجولات لمحاولة انتخاب رئيس جمهورية، يفتقد اللبنانيون وجود رئيس البلاد، ولذلك فإن الأمور كلها في لبنان لا تجري بالطريقة الصحيحة«، مشيراً إلى أنه «يجب أن لا يصل البعض الى أن يتعود على عدم وجود رئيس جمهورية، ويجب أن يكون همنا مستمراً في كيفية أن ننتخب رئيس جمهورية«. وأشار الى «أننا دخلنا الحوار لاعتقادنا أن هذا هو الأسلوب الصحيح والحقيقي والوحيد أمام اللبنانيين مع إقرارنا بأن هناك مجموعة أساسية وكبيرة من القضايا والمسائل التي نختلف عليها«، لافتاً الى أن «الهدف الأساسي من الدخول في هذا الحوار هو كيفية خفض مستويات الاحتقان لأننا بالنهاية نعيش معاً بإرادتنا وبرضانا وليس لنا أي خيار حقيقي إلا أن نعيش معاً«.

مواقف السنيورة جاءت في ندوة صحافية عقدها على هامش استقباله وفوداً من صيدا والجوار في مكتبه في الهلالية، وتحدث عن عملية حزب الله في مزارع شبعا، فقال: «هذا الأمر يجب أن ننظر اليه بداية من أن هناك إسرائيل التي بيننا وبينها عداوة وهناك استمرار للاحتلال وللاستيطان وبالتالي هذا الأمر ليس جديداً في الموقف الذي نتخذه ضد إسرائيل، ولكن نحن نقول إن هناك أموراً تحصل من خارج الإجماع اللبناني ومن خارج ما يتفق عليه اللبنانيون وبالتالي يؤدي الى توريط لبنان في أمور ليس له فيها وليس مصلحته أيضاً. وهذا بدأ أيضاً من خلال تدخل حزب الله في الصراع الدائر في سوريا وبالتالي جعل من أماكن عدة في سوريا أهدافاً عسكرية، يعني عندما كان يقول الحزب إنه ذاهب هناك من أجل حماية بعض المقامات والأماكن فهو حولها الى أهداف عسكرية بدلاً من أن يؤدي الى حمايتها، وتبين بعذ ذلك أن كل هذه المبررات التي كان يقول بها ليس لها لإطلاقاً أي وجود والعكس هو أنه ذاهب من أجل حماية النظام الظالم لشعبه. نتيجة هذا الأمر وبالرغم من النفي المستمر الذي كان يقوله الحزب والمسؤولون فيه بأن ليس لهم وجود في مناطق الجولان كذلك، تبين أن ذلك غير صحيح وبالتالي تعرض لهجوم عسكري من قبل إسرائيل«.

وأضاف «طبيعي موقفنا نحن كان موقفاً واضحاً وصريحاً أننا ضد أي عمل عسكري ضد أي أرض عربية، وضد أي إنسان عربي، فنحن ندين هذا الأمر، ولكن الإدانة شيء وأن نورط لبنان في هذا الأمر شيء آخر. طبيعي كانت ناتجة عن هذا الموضوع هو هذا الهجوم الذي رد الحزب به على العمل العسكري الإسرائيلي. نحن قلنا من البداية إننا نعيش في ظروف شديدة الصعوبة وبالتالي الأمر الذي يجري في المنطقة بحاجة الى درجة عالية من الحكمة والتبصر، ومع ذلك نحن كنا نقول أيضاً إن الظروف الموضوعية لا تسمح بنشوب حرب في المنطقة الآن، بداية لأن إسرائيل والأشخاص الذين هم في موقع القيادة في إسرائيل، همهم الآن هو النجاح في الانتخابات الإسرائيلية، وبالتالي فإن التورط في أي أمر يؤدي الى تعكير هذا الوضع بالنسبة لهم فإنهم يفضلون عدم التورط فيه وبالتالي هذا من الجانب الإسرائيلي. ومن الجانب الإيراني فهم أيضاً في خضم مفاوضات مع الجانب الأميركي في موضوع النووي وربما في أمور أخرى ولذلك فإنهم حريصون على عدم تعكير الأجواء لإيصالها الى نقطة تؤدي الى توتير الأمور وبالتالي عدم حصول ما يتمنون الحصول عليه من خلال المفاوضات، لذلك الظروف الموضوعية كنا نقول لا تسمح بهذا الأمر وهذا ما ثبت وحصل. ولذلك كان موقفنا وتيار المستقبل عبّر عن ذلك في أكثر من مناسبة وأنا أدليت بتصريح بهذا الشأن من أجل التنبه وأيضاً التبصر في هذه المرحلة بقدر عالٍ كبير من الحكمة وبالتالي يجب العودة الى احترام القرار 1701 وعدم محاولة ايجاد أعذار من هنا وتبريرات من هناك التي لا تستقيم، وبالتالي تجر لبنان الى مواقع ليس بقدرتنا ضبطها ولا التحكم في مآلاتها. كما أن هناك أمراً أساسياً يجب العودة اليه. ليس بإمكان ولا يجوز ولا نقر ولا نقبل بأي شكل من الأشكال أن يقوم فريق من اللبنانيين باتخاذ القرارات وإجراء التصرفات التي تؤدي الى توريط لبنان بأسره بمعزل عن مؤسساته الدستورية وحكومته والمجلس النيابي وأيضاً من خارج الإجماع اللبناني. هذه قضية مبدئية لا يمكن على الإطلاق الإقرار بها مهما حاول البعض أن يعطي تبريرات من هنا أو أعذاراً من هناك«.

الحوار

وفي موضوع حوار «المستقبل« «حزب الله« قال السنيورة «هذا الأمر يجب أن ينتبه الواحد، أي أن هذه الأمور لا يستطيع أن يتصرف أنني أفعل ما أريد وبالتالي يجب أن افترض أن كل أمر آخر ساكن غير متحرك وغير متغير وأنا أتصرف كما أريد بالشكل الذي أريده. هذا الأمر لا يجوز هكذا. ولكن على الرغم من ذلك، نحن دخلنا الى الحوار بداية لأننا نعتقد أن هذا هو الأسلوب الصحيح والحقيقي والوحيد أمام اللبنانيين، ولا يمكن أن نصل الى أي نتيجة إذا لم نتواصل مع بعضنا البعض. ولكن نحن نقول بهذا الأمر مع إقرارنا بأن هناك مجموعة أساسية وكبيرة من القضايا والمسائل التي نختلف عليها. ولكن نحن نقول إننا نضع هذه على الطاولة ونذكر فيها في كل ساعة وفي كل اجتماع، مع اعترافنا بأن الأمور الآن بسبب المواقف التي يتخذها حزب الله وتتخذها إيران بأن الأمر الآن غير ممكن، ولكن هذا لا يمنع أننا متمسكون وثابتون على موقفنا بشأنها بدون أي تغيير على الإطلاق وليس بإمكان أحد أن يتصرف بها أو يتنازل فيها، لأن هذه القضية لا تهم فريقاً من اللبنانيين، بل تهم لبنان وتهم استعادة الدولة لدورها ولهيبتها ولمرجعيتها ولسلطتها الحصرية على كامل الأراضي اللبنانية، ليس بإمكان أحد أن يتصرف بها أو يتنازل بشأنها. نحن نقول إن هذه موجودة دعونا نرى ماذا يمكن أن يحصل من تقدم على صعيد أولاً كيف يمكن أن نصل الى التوافق بشأن فكرة الرئيس التوافقي في لبنان، وهو الرئيس الذي يجب أن يكون قادراً على أن يتمتع بالقدرات القيادية والانفتاح والرؤية والقدرة على جمع اللبنانيين حسبما يقول الدستور. الدستور اللبناني يقول إن رئيس الجمهورية هو الذي يمثل رمز وحدة اللبنانيين وهو الذي يستطيع أن يجمع اللبنانيين الى مساحات مشتركة في ما بينهم، فهذا هو الرئيس الذي نعتقده الرئيس التوافقي وهو بهذا المعنى الرئيس القوي الحقيقي« .

أضاف «لقد أثبتت الأحداث الآن وبعد مرور أكثر من 250 يوماً و18 جولة من الجولات لمحاولة انتخاب رئيس جمهورية أنه كما يقول المثل «لا يستطيع الإنسان أن يعرف قيمة أي شيء أو أي شخص إلا عندما يفتقده» والواقع أن اللبنانيين يفتقدون وجود رئيس البلاد، رئيس جميع المؤسسات، ويتبين من هذا الافتقاد أن الأمور كلها في لبنان لا تجري بالطريقة الصحيحة، وأن كل المؤسسات عملياً معطلة، المؤسسات الدستورية معطلة كعمل الحكومة وعمل المجلس النيابي وعمل بقية المؤسسات كلها معطلة، وهي تثبت بدون أدنى شك الدور المحوري الذي يلعبه رئيس الجمهورية في أداء هذه المؤسسات وفي تصريف الأعمال التي فيها مصلحة لكل اللبنانيين. نحن نقول إننا نريد ويجب أن نسارع ويجب أن يكون همنا اليومي ويجب أن لا يصل البعض الى أن يتعود على أنه لا يوجد رئيس جمهورية، لا إمكانية لأن تستمر الأمور بهذا الشكل، ويجب أن يكون همنا مستمراً في كيفية أن ننتخب رئيس جمهورية«. وقال «النقطة الثانية التي دخلنا الحوار من أجلها هي كيفية خفض مستويات الاحتقان وهذا أمر ضروري، نحن بالنهاية نعيش معاً بإرادتنا وبرضانا نحن نعيش معاً وليس لنا أي خيار حقيقي إلا أن نعيش معاً، وبالنهاية لا يقوم أحد ضد الآخر بالشيء الذي لا يرضاه. فهل أنت ترضى أن الشيء الذي تفعله لغيرك هل ترضى أن يفعله غيرك لك. لا. لا يرضى. وبالتالي هذا الأمر الذي يؤدي الى كل المناكفات وكل المناوشات، مش قصة صورة من هنا ويافطة من هناك وتصرف وزكزكة من هنا.

لقاءات

والتقى السنيورة في مكتبه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي والدكتور طالب محمود طالب وعرض معهم شؤوناً وقفية وتراثية تهم المدينة، بحضور حسان القطب ومدير مكتب الرئيس السنيورة طارق بعاصيري، كما استقبل وفداً من مجلس منسقية «تيار المستقبل« في صيدا والجنوب برئاسة منسق عام الجنوب الدكتور ناصر حمود، ووفداً من قطاع الشباب في التيار، ووفداً من حزب التحرير وتسلم من الدكتور طالب زكي طالب كتابيه «ايليا ابو ماضي بين التجديد والتقليد»، و»شعر الطبيعة في الأدب الاندلسي«.

واستقبل السنيورة قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد ابو زيد يرافقه مدير المشاريع في مؤسسة «بيرغهوف« الألمانية فراس خير الله الذي عرض له مشروعاً للتعاون بين المؤسسة وبين الفاعليات المحلية ودار الإفتاء في مجال بناء السلام وتفعيل الحوار .

صيدا القديمة

وكان السنيورة جال برفقة المهندس السعودي في السوق التجاري للمدينة وفي صيدا القديمة حيث زار مقر أكاديمية القيادة والتواصل التي تحضر «مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة« لإطلاقها بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية في المبنى القديم لمدرسة عائشة أم المؤمنين التابع لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية (دار آل حمود التراثي في صيدا القديمة) وسبق الجولة زيارة لمكتبة بلدية صيدا العامة حيث كان في استقباله المشرفة عليها رئيسة «جمعية الرسالة الزرقاء« سناء البزري اتي قدمت شرحاً عن أعمال وأقسام المكتبة، قبل أن يجول على أقسامها ويطلع على بعض ما تحتويه من كتب، وتوقف لبعض الوقت في قسم الأطفال حيث تبادل الأحاديث معهم.
 

 

قواعد جديدة لأي معركة... والمرفأ يُقـفل الإثنين وأزمة الكازينو تُراوح
الجمهورية...
الرسالة الأساسية التي وجّهها الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله إلى إسرائيل في إطلالته أمس هي أنّ أيّ اعتداء تقوم به على الحزب سيردّ عليه «أينما كان، وكيفما كان، وفي أيّ وقت كان»، معتبراً أنّ «قواعد الاشتباك السابقة انتهت»، مرَدّداً أكثرَ من مرّة «لا نريد الذهابَ إلى حرب ولكن لا نخشاها»، متوجّهاً للإسرائيليين بالقول: «بعد الذي جرى الأحد في القنيطرة والأربعاء في مزارع شبعا، جرّبتمونا، لا تجرّبونا بعد». ومفادُ هذا الكلام أنّ الطرفين تعادلا، وأنّ ارتدادات القنيطرة انتهَت في شبعا، وأنّه على طريقة «أعذِر من أنذر»، فإنّ أيّ عملية إسرائيلية سيُرَدّ عليها بالمِثل، الأمر الذي يؤشّر إلى احتمالين: الأوّل، طيُّ الصفحة التي بدأت في القنيطرة، وعودة الحزب وإسرائيل إلى توازن الرعب الذي حكمَ العلاقة بينهما لمرحلة طويلة، والاحتمالُ الثاني ردُّ إسرائيل على الرد والدخول في مواجهة أمنية مفتوحة يصعب التكهّن بمؤدّياتها ونتائجها. ولكنّ الأكيد أنّ كلام نصرالله أنهى جولةً، ولوّحَ باستعداده لجولات مقبلة في حال واصلَ الإسرائيلي جولاته. ولكنّ ما بقيَ غامضاً في كلّ هذه القضية: لماذا استهدفَت إسرائيل موكبَ الحزب في القنيطرة بما أنّه، كما قال السيّد، «يبعد عن الشريط الحدودي للجولان المحتل ستّة كيلومترات، وبينهم وبين الشريط الحدودي يوجد آلاف المقاتلين من جبهة النصرة»؟ وماذا كان يفعل هذا الموكب القيادي في هذه النقطة تحديداً؟
قال نصر الله في الحفل التكريمي لشهداء القنیطرة: «عوّلَت إسرائيل على أن تطلب من إيران التهدئة بسبب محادثاتها مع 5+1، لكنّها لا تعلم أن لا أحد يرضى لنا المَذلّة، فإيران تحترم كرامتنا وقرارَنا اللبناني»، مشدّداً على أنّ «العدوّ يعرف أنّ المقاومة جاهزة، ولا علاقة لأيّ قرار بالملف النووي الإيراني أو الملف الرئاسي اللبناني»، وأكّد أنّ الحزب سيُحَمّل إسرائيل مسؤولية مقتل أيّ كادر من كوادره وأيّ عنصر من عناصره، وسيردّ عليها بالطريقة والزمان المناسبَين.

ردّ إيراني

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أعلن أنّ ردّ «حزب الله» على إسرائيل يُعتبر ردّاً إيرانيا. ونَقلت وكالة أنباء إرنا الإيرانية الرسمية عنه قوله: «كان الردّ على النظام الصهيوني في حدوده الدنيا، وآمل أن يتّعظ منه».

لاريجاني

من جهته أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني في رسالة وجّهها في ذكرى شهداء القنيطرة أنّ هؤلاء الشهداء» فتحوا فصلاً جديداً في الصراع المرير مع الكيان الصهيوني يبشّرنا بغدٍ أفضل».

بروجردي

بدَوره، أكّد رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي الذي شاركَ في حفل الحزب وواصلَ لقاءاته مع المسؤولين، دعمَ كلّ ما مِن شأنه أن يرسّخ ويعزّز الأمن والهدوء والاستقرار في لبنان. مبدياً حرصَ إيران على بناء علاقة طيّبة ومتينة مع السعودية.

واعتبر أنّ الاستحقاق الرئاسي شأنٌ داخليّ آملاً في إيجاد حلّ سريع ومخرَج قريب لهذا الاستحقاق. ورأى أنّ «التطورات السياسية الحاصلة على مستوى المنطقة تساعد إلى حدّ ما في إراحة الأجواء الأمنية وتعزيز الاستقرار في لبنان».

برّي

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري علّق أمام زوّاره على عملية المقاومة في مزارع شبعا، فقال إنّ الاسرائبيين «دقّوا الباب فتلقّوا الجواب، فليسَت المرّة الاولى التي تخرق فيها اسرائيل قواعد الاشتباك، والعملية ليست خَرقاً للقرار 1701، دلّوني أين حصلَ هذا الخَرق، إنّها عملية مدروسة ونظيفة حصلت على أرض لبنانية محتلة».

وكشفَ برّي بعض وقائع الاتصالات التي جرَت إثر العملية، إذ صادفَ حصولها خلال لقاء الاربعاء النيابي، فتحوّل مكتبه خليةَ عمل، وفتحت خطوط التواصل بينه وبين رئيس الحكومة تمّام سلام وقيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) وقيادة الجيش. إذ بعد العملية شاعت أخبار ومعلومات كثيرة كانت تنبئ بتطوّرات خطيرة، خصوصاً بعد الحديث عن غارات جوّية وحشود برّية وغيرها.

وكشفَ برّي أنّ الاسرائيليين أبلغوا إلى قوات «اليونيفيل» بعد ساعات من حصول العملية أنّهم لن يصعّدوا إذا لم يحصل تصعيد من الطرف الآخر. وأبلغَت قوات اليونيفيل هذا الموقف الاسرائيلي الى قيادة الجيش اللبناني التي ابلغَته بدورها الى رئيسَي المجلس النيابي والحكومة، وقالت إسرائيل إنّ هذا الالتزام يحتاج الى 20 دقيقة للتنفيذ على الأرض.

وقال برّي: «الحمدلله انتهَت الأمور بعد اتصالات متنوّعة ومتشعّبة على أرفع مستوى، شاركَ فيها اليونيفل والامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية الى جانب الحكومة، وكانت جهوداً مشكورة» .

وردّاً على سؤال قال برّي: «إسرائيل حتى الآن هي التي تنتهك القرار 1701 وتخرقه جوّاً وبرّاً وحتى في عملية تفجير جهاز التجسّس في عدلون ومقتل أحد المقاومين قبل أشهر». وأشار إلى أنّ القرار 1701 لم يتضمّن وقفَ إطلاق نار، وإنّما نصَّ على وقف الأعمال الحربية على أساس أن يصبحَ وقفاً لإطلاق نار بعد أيام من صدوره، الأمرُ الذي لم يحصل منذ العام 2006 حتى الآن».

وقال برّي: «في الجولان هناك قوات الاندوف منتشرة في منطقة فاصلة بين الجيش السوري وقوات الاحتلال الاسرائيلي، وما حصل أنّ «جبهة النصرة» جاءت وسيطرَت على مناطق على الجانب السوري بمساعدة إسرائيل، وتطوّرَت هذه المساعدة الاسرائيلية باعتداءات مباشرة، سواءٌ بقصف مواقع الجيش السوري أو بدعم لوجستي مباشر لمسلّحي النصرة بغيةَ إقامة شريط حدودي من درعا إلى شبعا.

وهذا الخطر استدعى تحرّك مجموعة استطلاع من حزب الله والإيرانيين في المنطقة فاستهدفتها إسرائيل مباشرةً، ما شكّلَ خَرقاً جديداً وخطيراً ومباشراً لقواعد الاشتباك في الجولان ومع المقاومة جاء بعد تحذير السيّد نصرالله المباشر من خرق قواعد الاشتباك في الجولان، ولذا كان لا بدّ من الرد، وقد حصلَ هذا الرد في مزارع شبعا».

وردَّ برّي سكوتَ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية شبعا «لأسباب انتخابية، وللصدمة التي أحدَثها عنصر المفاجأة في هذه العملية، ما وَلّدَ إرباكاً كبيراً لم يتمكّن نتنياهو من استيعابه».

شكوى بإسرائيل

في غضون ذلك تقدّمَ لبنان بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضدّ إسرائيل لإدانتها بأشدّ العبارات على القصف الذي طاولَ مناطق في الجنوب بعد عملية مزارع شبعا.

مصدر عسكري رفيع

في هذه الأثناء، قال مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» إنّ «الاتصالات السريعة التي قامت بها «اليونيفيل» بين لبنان وإسرائيل ساهمَت بشكل كبير في عودة الهدوء الى منطقة جنوب الليطاني»، لافتاً إلى أنّ «الجيش ماضٍ في تطبيق القرار 1701 بالتعاون مع اليونيفيل».

وأكّد أن «لا مظاهر مسلّحة في منطقة الـ1701، وحتى عند تنفيذ العملية لم يكن هناك مظاهر مسلّحة»، مشدّداً على أنّ «الجيش يراقب كلّ التحرّكات منعاً لتطوّر الأوضاع هناك».

فتفت

وفي المواقف، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب الدكتور أحمد فتفت لـ»الجمهورية»: «بشكلٍ واضح، يَعتبر السيّد نصر الله أن ليس للدولة اللبنانية أيّ دور في ما يتعلق بأراضيها وفي ما يتعلق بقرار السِلم والحرب، وهو يتصرّف كما كان يفعل عادةً، إنّما هذه المرّة أعلنَها، إنّ «حزب الله» هو فوقَ الدولة، هو غيرُ معنيّ أبداً بما يهمّ لبنان ومصالح اللبنانيين، هو معنيٌّ بمشروع استراتيجي يُطبَّق في المنطقة، هو المشروع الإيراني».

فمنطق الدولة غير موجود في كلامه أبداً، إنّما تجاهلَ وجودَها كلّياً». ببساطة، المعطى الجديد هو أنّه أكّد ما كنّا نقوله دائماً».
إذاً لماذا تستمرّون في الحوار مع الحزب؟ أجاب: «الحوار يلامس قضايا في الداخل، وقد أعطينا فترةً له، وسيتبيّن هل سيكون له أفق أم لا، سنرى».

سعَيد

بدورِه، قال منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد لـ»الجمهورية» إنّ ما حصلَ في مزارع شبعا هو خَرقٌ موصوف للقرار 1701 حتى ولو تعمَّدت الحكومة إنكارَ ذلك، ولو أصرّ السيّد حسن نصرالله على إنكاره أيضاً.

كذلك إنّه أطاحَ بقواعد الاشتباك كما صرّحَ، وتصرّف كأنه الحاكم باسم الله، لا يردعه قانون ولا دستور ولا قرارات شرعية دولية، هو يقدّر وهو يحدّد العدوّ في سوريا وإسرائيل، وهو يحمي لبنان، وهو جزء من منظومة أمنية إيرانية تحدّد السِلم والحرب في المنطقة». وأبدى سعيد اعتقاده «بأنّ التنظيمات التي تُصاب بداء الانتفاخ تكون على مشارف الانتقال من مرحلة النشوة إلى مرحلة التراجع».

عبد القادر

وفي قراءة عسكرية لكلام السيّد نصر الله، قال العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر لـ»الجمهورية»: «نتوقف عند أهمّ نقطتين في كلمته. الأولى، عندما أعلن أنّ الحزب لن يتقيّد بعد اليوم بقواعد الاشتباك.

والثانية، عندما أكّد أنّه سيردّ في أيّ مكان وزمان وكيفما كان، ما يعني أنّه تحرَّر من كلّ الالتزامات السابقة التي كان الحزب يأخذها بالاعتبار في الأساس وفي أيّ عملية ضدّ إسرائيل، وهذا يعني أنّه قد خرجَ نهائياً عن كلّ الارتباطات التي وافقَت عليها الدولة كما وافقَ هو شخصياً عليها، بما فيها القرار الدولي 1701. فعندما لم يقُل إننا ما زلنا نتقيّد به فمعنى ذلك أنّ الضوابط التي يفرضها هذا القرار سيتمّ تجاوزها في أوّل اشتباك في المستقبل.

فالاشتباك في مزارع شبعا يفترض الردّ تحت سقف منخفض، تماماً كما حدثَ يوم الاربعاء الماضي، أي: عملية يقابلها قصفٌ لبعض المواقع وليس تمدّد القتال ليشملَ الخط الأزرق والتصعيد لمواجهة كبيرة أو لإعلان حرب.

ثمّ هناك نقطة ثالثة: عندما أعلن أنّ الواجب الوطني والأخلاقي والشرعي يفرض عليه الردّ، من دون أن يضيف الى هذه العبارة أيّ اعتبار للواجب الوطني».

المرفأ يقفل الإثنين

وفي جديد ملف ردم الحوض الرابع في المرفأ، كشفَت مصادر واسعة الاطّلاع لـ»الجمهورية» أنّ الإضراب الشامل سيعمّ مرفأ بيروت الإثنين المقبل، وأنّ النقابات العمّالية في المرفأ ومعهم نقابة سائقي الشاحنات سيوجّهان الدعوة إلى ذلك في الساعات المقبلة، على أن تدعمَ هذه الدعوة المكاتبُ والمصالح العمّالية في الأحزاب المسيحية الخمسة: الكتائب اللبنانية، «القوات اللبنانية»، «التيار الوطني الحر»، «المرَدة» و»الطاشناق» برِضى الصَرح البطريركي في بكركي.

وكشفَت أنّ ممثّلي هذه الأحزاب عقدوا بعيداً من الأضواء عصر أمس لقاءً موسّعاً في بكركي بحضور النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح، حضرَه ممثلون عن النقابات المعنية بالمرفأ.

وعرَض المجتمعون التطوّرات وفشلَ كلّ المساعي التي بذلها سبعة وزراء مسيحيين، أربعة منهم يمثّلون «التيار الحر» وثلاثة «الكتائب» لطرحِ ملفّ ردم الحوض في مجلس الوزراء لمناقشته، علماً أنّ عملية الردم تسارعَت في الأيام القليلة الماضية بنحوٍ كبير في وضَح النهار.

في وقتٍ جمَّد المعنيّون اتصالاتهم مع بكركي والتي تتولّاها شركة «حورية»، وهي الشركة المتعهّدة لعملية الردم، ما اعتبرَه المجتمعون «إهانةً لا تُحتمل» وُجِّهت إلى سبعة وزراء ومِن ورائهم لبكركي.

وقالت مصادر المجتمعين إنّ عملية الردم ستقفِل أعمقَ الأحواض وتترك مرفأً بهذا الحجم بحوض واحد هو الثالث الذي يشهد زحمةً خانقة، وستنتظر البواخر ربّما لأيامٍ حتى تتمكّن من تفريغ حمولتها، وهو المخصّص لتفريغ البضائع وتصليح السفن، وهو بعمق 11 متراً، والحوض الثاني المخصّص لتفريغ القمح والحبوب وللمواشي وهو بعمق ستة أمتار فقط.

وكشفَت المصادر أنّ آخر ما طرح بشأن توفير مكان لبناء محطة للحاويات كان استثمار مكبّ برج حمود ليكون موقعاً مثالياً للمستوعبات إذا ما كانت الحاجة إليها ماسّة الى هذا الحد، ويمكن الإفادة منه لبناء حوض خاص لتصليح السفن واستقبال البواخر الضخمة كما هو قائم في مرفأ نيقوسيا في قبرص.

قريطم في بكركي للتعزية

وفي نهاية الاجتماع، فوجئ ممثّلو الأحزاب المسيحية بوصول رئيس الهيئة الموَقّتة لإدارة مرفأ بيروت حسن قريطم الى بكركي فتبيّنَ أنّه زارها لتقديم واجب العزاء بوفاة والد المسؤول الإعلامي في الصرح وليد غيّاض وليس لوضع بكركي في أجواء ما يحصل في المرفأ.

الكازينو.. مكانك راوِح

على خط آخر، ظلّت أزمة كازينو لبنان تراوح مكانها أمس مع تسجيل تطوّرات في الملف، من ضمنِها دخول بكركي على الخط من خلال تكليف النائب البطريركي العام المطران بولس صياح متابعة الملف. كذلك تمّ تسجيل استقالة عضوين في مجلس إدارة الكازينو، لكنّ هذه الاستقالة لم تغيّر شيئاً في القرار المتّخَذ بصرفِ الموظفين، فيما نصَب المصروفون الخيَم لاعتصام طويل أمام المؤسسة.

وساطة قزّي

كذلك تمّ تسجيل تطوّر آخر من خلال الوساطة الجديدة التي أطلقَها وزير العمل سجعان قزي الذي زار المعتصمين وأكّد أنّ «المطلوب اليوم وقفة وطنية ومسؤولة من كلّ المعنيين في قضيتكم، وممنوع المسّ بأيّ شاب وشابة من الكازينو».

وتابعَ قزي: «لا أحد يصرّ على عدم التراجع عن قراره. لسنا في معركة كسر عضم، بل معركة كسر عائلات»، مؤكّداً أنّ إعادة النظر بالقرار موقفٌ بطوليّ ومسؤول. ولفتَ الى أنّه استمرّ باتصالاته مع قانونيّين ومرجعيات سياسية وروحية لحَلّ المشكلة، موضحاً أنّه بدأ وساطة قانونية «لتصِلوا إلى حقوقكم».

ودعا ممثّلي النقابتين وممثلين عن مجلس الإدارة إلى اجتماع مع وزارة العمل الثلثاء المقبل للبحث في مصير المصروفين. وقال إنّه خلال الوساطة، يعود الكازينو إلى وضعه الطبيعي.

كذلك زارَ النائب السابق فريد هيكل الخازن المعتصمين، وأعلن أنّ «الاعتصام لن يُفَكّ ولن تُزالَ الخيَم قبل إلغاء الأحكام الجائرة بحقّ الموظفين المصروفين»، معتبراً أنّنا «أمام مجزرة إنسانية، ولن ندعَ هذه المجزرة تمرّ أبداً، ونعلن تأييدَنا لحقوق العمّال من دون تمييز طائفيّ أو مناطقي».
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,406,607

عدد الزوار: 7,027,528

المتواجدون الآن: 86