باريس تكلف استاذاً جامعياً لبناني الأصل استشراف التحديات امام الديبلوماسية الفرنسية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 20 تشرين الأول 2009 - 6:33 ص    عدد الزيارات 3631    التعليقات 0    القسم دولية

        


باريس - رندة تقي الدين

استحدث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال الصيف الماضي قسماً جديداً ضمن دائرة الديبلوماسية الفرنسية المهتمة باستشراف التحديات المستقبلية للديبلوماسية الفرنسية وهو «قطب الأديان». وأوكل إدارة هذا القطب الى الاستاذ الجامعي الفرنسي - اللبناني جوزيف مايلا الذي كان يدير جامعة باريس الكاثوليكية.

وكان مايلا أسس في إطار الجامعة معهد أبحاث السلام والوساطات، وهو خبير في الشؤون الدينية والصراعات المرتبطة بها. وكرست صحيفة «لو فيغارو» صفحة كاملة لهذا المسؤول اللبناني الأصل الذي تسلم ادارة «قطب الأديان».

وسألت «الحياة» مايلا عن هدف قطب الأديان الذي يديره الآن من مكتبه في وزارة الخارجية الفرنسية، فقال: «ان المهمة الأولى لهذا القطب هي دراسة أوضاع الأديان في العالم ومراقبة التطورات الدينية والشؤون المتعلقة بحوار الأديان والثقافات».

وأشار الى أنه من أجل تحقيق هذه المهمة «أقمنا شراكة بين وزارة الخارجية الفرنسية والأقسام الأكاديمية في جامعات فرنسا التي لها علاقة بسوسيولوجيا الأديان والعلاقات الدولية».

وأضاف: «على هذا الأساس تقام دورات متتالية بين الأكاديميين والديبلوماسيين حول مواضيع مختلفة منها موضوع علاقة الأديان ببعض النزاعات والحروب».

وذكر أن ندوة عقدت في هذا الإطار، حول دور الأديان، سواء لجهة كونها تدفع الى الخلافات او لجهة الاستعانة بها لإطفاء نار الحرب.

وأوضح انه لم يتم خلال هذه الندوة تناول نزاع معين في حين أنه تم التطرق الى الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وقضيتي ارلندا ونيجيريا وأيضاً العراق، كما أن قضية لبنان كانت حاضرة ، فكانت الندوة حول عموميات تؤدي الى العبر التي يمكن استخلاصها.

وعن العبر، قال مايلا انه «لا بد من إقامة حوار وأن هناك مسؤولية معينة ملقاة على عاتق رجال الدين ليساهموا في عدم زجه في السياسة، ومتى اندلع النزاع ان يحاولوا تطويقه بقدر الإمكان، فتم التأكيد على ثقافة السلام من أجل الوقاية من الحروب».

وأشار الى ان المهمة الثانية الموكلة الى «قطب الأديان» تقضي بمساعدة الدوائر المختلفة في وزارة الخارجية، على صعيد الخلافات السياسية الساخنة التي يكون الدين فيها ناحية من نواحي النزاع.

وذكر على سبيل المثال انه بالنسبة للموضوع الإيراني، فهناك ناحية من النزاع مرتبطة بعلاقة المتشددين والإصلاحيين بالنظام، لكنه تبين أيضاً أن هناك ناحية مهمة جداً تتعلق بموضوع ولاية الفقيه.

وتابع مايلا: «سمعت أصوات بعض العلماء في إيران تتساءل عن مصير ولاية الفقيه كنظرية وكيف يتم تطويرها لئلا تكون عائقاً امام بلورة رأي ديموقراطي في البلاد، وهناك بعض المراجع التي دعت الى إعادة النظر في هذه النظرية، وانقسم العلماء بين مؤيدي هذا الموقف ومعارضيه، في إطار تطبيق الدستور ولو انهم لا يحتجون عليه».

ومضى يقول انه تم أيضاً درس الناحية المتعلقة بالأراضي المقدسة في إطار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي و «نحن نراقب ذلك»، وفي منطقة التيبت مثلاً أصبحت البوذية عنصراً أساسياً لمقاومة الهيمنة الصينية.

وأشار أيضاً الى «الزحف الكبير» للكنائس الإنجيلية سواء في أميركا اللاتينية أو في أفريقيا، وهناك الأرثوذكسية الجديدة بعد انتخاب البطريرك كيريينوس أثر وفاة البطريرك الكسي، والتقارب الحاصل بين الكنيسة الجديدة في روسيا والسلطات الروسية إضافة الى التأكيد على هوية روسيا الأرثوذكسية، «فنحن ندعم ونساهم ونعطي بعض المعلومات والدراسات لدوائر الوزارة المختلفة التي تعالج مواضيع يكون الدين فيها عاملاً أساسياً».

وعن حوار الأديان الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، قال مايلا ان «حوار الأديان موضوع مهم جداً، فنحن صحيح نهتم بالنزاعات، ونعالج أيضاً مواضيع جديدة تبين ان لها دوراً كبيراً على المستوى الدولي مثل قضايا الرسوم الكاريكاتورية (المسيئة للإسلام) وقضايا الشريعة وحقوق الإنسان».

ورأى ان حوار الأديان أمر بالغ الأهمية «نؤكد عليه ولا بد أن يتم هذا الحوار على المستوى الدولي، وفرنسا شاركت في هذا الحوار الذي تم في الأمم المتحدة، ومعروف ان لفرنسا موقفاً ثابتاً يقضي بالانفتاح على الأديان وعلى حوار الثقافات، والتأكيد على النموذج الفرنسي الفريد من نوعه، المبني على العلمنة وفصل الدين عن الدولة».

ولفت الى ان الاهتمام بالشأن الديني والثقافي مهم جداً ولكن ضمن الحفاظ على النموذج الفرنسي العلماني.

وعن تأخر فرنسا في اتخاذ هذه المبادرة، قال مايلا ان كوشنير صرح خلال الندوة التي عقدت الأسبوع الماضي في باريس، بأن التأخير الفرنسي عائد الى عدم ارتياح فرنسي حيال معالجة الواقع الديني، لأن فرنسا تعودت على عدم ملاحقة الشؤون الدينية منذ قانون عام 1905 الذي فصل الدين عن الدولة وجعل من الدين شأناً خاصاً.

وأضاف انه تبين لفرنسا أنه لا بد من معالجة هذه النواحي الدينية خصوصاً أن هناك تراكماً لقضايا كبرى تتعلق بفكرة نقد الديانات، وخلال مؤتمر جنيف الذي عقد في نيسان (ابريل) 2000، حصل نقاش حاد حول مفهوم نقد الديانات بين الغرب والشرق.

وقال ان خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما مثّل تطوراً جديداً، ذلك ان رئيس أقوى دولة في العالم توجه الى المجتمعات الإسلامية من القاهرة، في اطار ديبلوماسية تهدف الى تصحيح ما تسببت به ديبلوماسية سلفه جورج بوش.


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,059,313

عدد الزوار: 6,750,587

المتواجدون الآن: 105